المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكتاب الإلكتروني..هل يقضي علي الكتاب المطبوع؟



د. حسين علي محمد
30-07-2006, 10:43 AM
الكتاب الإلكتروني..هل يقضي علي الكتاب المطبوع؟

تحقيق: د. زينب العسال
.............................

د. السيد نجم: علينا الاعتراف بثورة "النت" في مجال المعلومات
حسني سيد لبيب: الضوابط مطلوبة.. لمنع الإسفاف والتفاهة!
شبلول: لا تعارض بين الرقمي والورقي
د. الضبع: حركة موازية تفيد ثقافتنا العربية

طرحت "قضايا أدبية" السؤال في ندوتها بنقابة الصحفيين: هل يتقلص دور الكتاب الورقي. أو يختفي. في ظل المد الواضح للكتاب الإلكتروني؟
الشاعر أحمد فضل شبلول نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب وجد أن إجابة هذا السؤال تؤكد أن الكتاب الإلكتروني لا يغني عن الكتاب الورقي. علي الأقل الآن. ولمدة عشرين عاما قادمة علي الأقل أيضا. فلايزال للكتاب الورقي سطوته وتأثيره. ولا تزال الأجيال التي تتلمذت أو تعلمت من خلال الكتاب الورقي. التي نستمد منها ثقافتنا سواء المسموعة أو المقروءة أو المكتوبة. ولانزال نطرب أو نستمتع. عندما نمسك بكتاب ورقي طبع قديما أو حديثا يحمل رواية جيدة. أو ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو مسرحية أو دراسة أدبية أو نقدية. أو حتي دراسة علمية. أو أي شكل من أشكال الأدب والثقافة. لم نزل نسعد بذلك. ولاتزال رائحة الورق تجذبنا. حتي وإن كانت تلك الرائحة قديمة وعطنة. بل إن البعض يجد متعة كبيرة عندما يجذب كتابا قديما من فوق رفوف مكتبته. وينفض ما علق به من تراب. ويبدأ في فتح صفحاته المهترئة. أو التي اصفرت جراء عدم استخدامه لسنوات طويلة. أو جراء أمراض الورق كل هذا وغيره يشي بأن الكتاب الورقي لايزال متسيدا الموقف في اللحظة الراهنة. وأننا لم نتعود بعد علي قراءة كتاب بأكمله. بل نصف كتاب. بل مقالا طويلا علي الشاشة الإلكترونية. فمازالت أعيننا غير قادرة علي ذلك. ولاتزال عملية الربط بين حاسة العين والإدراك من خلال الشاشة. ولوقت طويل نسبيا. ضعيفة ورغم أن الكتابة عبر الشاشة حققت تقدما ملموسا. ربما أكثر من عملية القراءة. ولعلنا نستطيع القول إننا نعيش لحظات مشابهة من خلال ثورة النشر الإلكتروني. وثورة الإنترنت. وما أحدثته وتحدثه من تغيرات في البني الاجتماعية. وعلاقات الناس بعضهم ببعض.. مع ذلك فإنني أري أنه لا تعارض حاليا بين الورقي والرقمي. فكل منهما في خدمة الآخر. الرقمي جاء ليكمل الدور المفقود أو الناقص للورقي في عصر المعلومات. الورقي يمهد منذ سنوات للعصر الرقمي والثورة الرقمية. بدليل هذا الكم الهائل من الكتب الورقية المؤلفة والمترجمة والمقالات والأبحاث المنشورة ورقيا. وتتحدث عن ثورة الوسائط المعلوماتية. أو ثورة الإنفوميديا. وثورة النشر الإلكتروني. ومستقبل ما بعد الإنترنت. وعلاقة الكمبيوتر بالثقافة والفنون.... الخ.
وفي تقدير د. مصطفي الضبع أن النشر الإلكتروني ليس بديلا. لا مضادا للنشر الورقي. وإنما يمثل النشر الإلكتروني شكلا ووسيطا مساعدا يعمل علي توسيع إطار المنشور حتي لو كان ورقيا. بدليل إعادة نشر أعمال تراثية. أو أعمال عرضت ورقيا. ولكن نظرا لحالة التوزيع والنشر في الوطن العربي بكل ما لها من مشكلات. نجد أن الساحة العربية تحديدا أشد احتياجا للنشر الإلكتروني. وهو المثال الواضح في الساحة الثقافية العربية. وعلي هذا الأساس يمثل النشر الإلكتروني أحد أهم الركائز لحركة النشر الثقافي العربي. والملاحظ أن حركة النشر الإلكتروني كما أنها أفرزت كتابها ومبدعيها. فقد أفرزت نقادها أيضا ولهذا يمكن اعتبارها حركة موازية للنشر الورقي. أو مكملة للنشر الورقي يمكن الإفادة منها لخدمة الثقافة العربية.
أما د. السيد نجم فقد عقد مقارنة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي فالرقمي يمكن تخزينه في اسطوانة منخفضة التكاليف خفيف الوزن. لذا يسهل استخدامها وحملها ونقلها من مكان لآخر ويمكن فتح الحاسب الآلي في أي بقعة من العالم كما يمكن عن طريق الإنترنت التواصل مع الآخرين والتحدث إليهم.. فمثلا يمكن التواصل مع إخواننا عرب المهجر. وأدي سهولة التوزيع إلي اكتساب النشر الإلكتروني ميزة أكبر في توزيع الكتاب عن الورقي. أضف إلي ذلك تطبيق التقنية الفنية الرقمية في الإخراج الفني للكتاب الإلكتروني. بإمكانات لا تتوافر للكتاب التقليدي. كما أمكن استخدام التقنية الفنية للحاسب الآلي في كتابة رواية رقمية لا تصلح للطباعة المتعارف عليها. ويشكل هذا اللون من الكتابة الرقمية للرواية عالما جديدا في مجال الإبداع الأدبي والفني.
لكن السيد نجم أبدي تحفظه علي هذا الشكل الجديد من الكتابة. وأشار إلي محاولة في هذا المجال لم تنل قبولا من وجهة نظره. وذكر أن الروائي الأردني محمد سناجلة هو صاحب أول رواية رقمية تفاعلية في الأدب العربي. وقد اطلق عليها اسم "ظلال الواحد". ثم تلاها برواية أخري هي "تشات" وصفت بأنها الأكثر اكتمالا ونضجا في مجال الكتابة الرقمية المنتجة حتي الآن إلا أننا والقول لسيد نجم لا يمكننا الاستغناء عن الكتاب الرقمي. برغم أهمية الاستفادة من التقنية الرقمية حيث يمكننا طباعة الكتاب الرقمي لسهولة قراءته. كما أن فنون المسرح والسينما والتليفزيون لم تلغ الفنون المستحدثة فنا قائما. فللكتاب الورقي مجاله جنبا إلي جنب مع الكتاب الإلكتروني. وقد نجح النت في إحداث ثورة في الإعلام. من حيث سرعة نشر المعلومة قبل أن تنشرها الصحف وتبثها الإذاعة وقنوات التليفزيون.

ضوابط

وتحدث الروائي حسني لبيب عن ضعف المواقع العربية من حيث أدائها لوظيفتها وعلي سبيل المثال لم يتم تنمية حاسة الابتكار للطفل وتساءل عن مستقبل الكاتب المحترف مع دور النشر الإلكتروني. وأصبح هذا النشر بلا مقابل. وفي هذا هضم لحقوق الكاتب. لذا من المهم وضع ضوابط للنشر الإلكتروني كي نحفظ للكاتب حقوقه. ولا مانع من أن يدخل اتحاد الكتاب طرفا لضمان حقوق التأليف. ولم يخف لبيب إعجابه بالكتاب الورقي. فمن الممكن بعد خمسين عاما من صدور الكتاب الورقي. أن يتناوله المرأ من ركنه الأثير في المكتبة. وينفض التراب عنه. ويتصفحه. أو يقرأه وشدد حسني لبيب علي النظر في الموضوعات التي يكتبها أصحابها ولا تخص ثقافة النت. منها التعليقات السخيفة والتافهة. والشتائم والتلاسن بألفاظ لا تليق. مما يشكل عبئا علي المساحة التي يشغلها أصحابها بلا طائل. ويري لبيب أن أصحاب المواقع مسئولون عما ينشر فيها. لمنع الإسفاف والتفاهة.
واستعرض القاص سيد عبدالحميد التطور التاريخي لصناعة الحاسب الآلي. منذ كان حجمه في حجم غرفة كبيرة. كما أن التقنية الفنية للحاسوب اعتمدت منذ تصميمها الأولي علي النظام الثنائي. أو اللغة الثنائية التي تعتمد علي الوضعين: الصفر والواحد. والتي كانت سببا لثورة المعلومات. وللتطور السريع لتكنولوجيا المعلومات. وتحدث عبدالحميد عن المنافسة بين الكتابين الورقي والرقمي. وعن أهمية استخدام الكتاب الورقي جنبا إلي جنب مع صنوه المنافس له. وعند نسخ الكتب القيمة والتراث والموسوعات وغيرها. يفضل تصويرها علي "السكانر" فتظهر كل صفحة بحالتها في الكتاب الورقي. وطالب سيد عبدالحميد بتنظيم علاقة النشر علي النت مع وجود رقابة. وضمان حقوق المؤلف.
أما د. حازم كيوان فقد أبدي تخوفه من المنافسة بين التقنية الرقمية والطباعة التي قد تقضي علي أصل النص الطباعي.
...............................
عن صحيقة "المساء" ـ 29/7/2006م.

عبدالملك الخديدي
31-07-2006, 10:49 AM
د.حسين علي محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاشك بأن هذه القضية من أهم القضايا الفكرية في عصر المعلومات وشبكته المنتشره في كل بقاع الدنيا.
ورغم محدودية الكتاب الالكتروني أو المعلومة الالكترونية في عالمنا العربي إلا أن القضية بدأت تتضح من خلال ما يقام من معارض للكتاب في بعض المناطق والدول العربية ، فنجد أن هناك قسم خاص للكتاب الالكتروني في كل معرض ..
ولكن من خلال وجهة نظر شخصية بحته فلا أعتقد أن الكتاب الالكتروني أو بمعنى أصح الصفحات الالكترونية ستحل يوما مكان الكتاب المطبوع .. لعدة أسباب :
أولا : عدم توفر الوسائل المؤدية لقراءة الكتاب الالكتروني بصفة مطلقة أو بطريقة فورية .
ثانيا : إمكانية وسرعة ضياع المعلومة الالكترونية من مصدر المعلومات سواء المصدر شخصي أو عام . مثل المكتبات العامة أو الهيئات.
ثالثا : طبيعة النفس البشرية والخوف على توثيق كل انتاج فكري على أوراق مطبوعة وتوثيقة لدى الجهات المعنية .
رابعا : الحرص على الحقوق الخاصة والحقوق العامة لحفظ أي مؤلف كان.
خامسا : مكانة الكتاب الثقافية لدى شريحة كبيرة من المجتمع ولو أنها تقل لدينا في بعض الاوطان العربية .. ولكن يظل للكتاب مكانة مرموقة ومقدسة عند الكثيرين بحيث لا تغني عنه جميع وسائل التطور الحاسوبي .
سادسا : وهذا العامل مهم جدا .. هو أن الوسيلة التي تساعد على نشر الكتاب الالكتروني وقراءته هي نفس الوسيلة التي تساعد على نشر الكتاب المطبوع وتعمل له دعاية مجانية وتجلب شريحة كبيرة من المتصفحين للبحث عن الكتاب المطبوع لاستكمال قراءته التي لم يستطيعوا التمكن منها بشكل كامل عن طريق الوسائل الالكترونية.

موضوع شيق وجميل ويستحق المتابعة والمشاركة وابداء وجهات نظر عديدة حولهِ.
تقبل تحيتي

د. حسين علي محمد
31-07-2006, 11:28 AM
د.حسين علي محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاشك بأن هذه القضية من أهم القضايا الفكرية في عصر المعلومات وشبكته المنتشره في كل بقاع الدنيا.
ورغم محدودية الكتاب الالكتروني أو المعلومة الالكترونية في عالمنا العربي إلا أن القضية بدأت تتضح من خلال ما يقام من معارض للكتاب في بعض المناطق والدول العربية ، فنجد أن هناك قسم خاص للكتاب الالكتروني في كل معرض ..
ولكن من خلال وجهة نظر شخصية بحته فلا أعتقد أن الكتاب الالكتروني أو بمعنى أصح الصفحات الالكترونية ستحل يوما مكان الكتاب المطبوع .. لعدة أسباب :
أولا : عدم توفر الوسائل المؤدية لقراءة الكتاب الالكتروني بصفة مطلقة أو بطريقة فورية .
ثانيا : إمكانية وسرعة ضياع المعلومة الالكترونية من مصدر المعلومات سواء المصدر شخصي أو عام . مثل المكتبات العامة أو الهيئات.
ثالثا : طبيعة النفس البشرية والخوف على توثيق كل انتاج فكري على أوراق مطبوعة وتوثيقة لدى الجهات المعنية .
رابعا : الحرص على الحقوق الخاصة والحقوق العامة لحفظ أي مؤلف كان.
خامسا : مكانة الكتاب الثقافية لدى شريحة كبيرة من المجتمع ولو أنها تقل لدينا في بعض الاوطان العربية .. ولكن يظل للكتاب مكانة مرموقة ومقدسة عند الكثيرين بحيث لا تغني عنه جميع وسائل التطور الحاسوبي .
سادسا : وهذا العامل مهم جدا .. هو أن الوسيلة التي تساعد على نشر الكتاب الالكتروني وقراءته هي نفس الوسيلة التي تساعد على نشر الكتاب المطبوع وتعمل له دعاية مجانية وتجلب شريحة كبيرة من المتصفحين للبحث عن الكتاب المطبوع لاستكمال قراءته التي لم يستطيعوا التمكن منها بشكل كامل عن طريق الوسائل الالكترونية.

موضوع شيق وجميل ويستحق المتابعة والمشاركة وابداء وجهات نظر عديدة حولهِ.
تقبل تحيتي
رغم أن الكتاب الإليكتروني أخذ قسماً من ساحة المتابعة والاعتمام .. إلا أني أوافقك على ملحوظاتك القيمة ..
تحياتي.

سحر الليالي
31-07-2006, 03:51 PM
وأنا كذلك أوافق على كل ما جاء في المقالتين

شكرا لكما أساتذتي

لكما خالص التقدير

د. حسين علي محمد
07-10-2006, 11:02 PM
شكراً للأستاذة الأديبة سحر الليالي على تعليقها

ريمة الخاني
09-10-2006, 01:49 PM
السلام عليكم
سبق واوردت في سلسلتي فكرة هذا المقال وجاءت تالاجابات ان الكتاب سيبقى في برجه لان النت له متاهات نحن بغنى عنها
حتى حقوق الكاتب لا تضمن عبره فلماذا نصرف اوقاتا ربما سرقت منا الابداع؟
لذلك يبقى الكتاب انقى وانظف واسهل تناولا ولو ان الكاتب الالكتروني بدا ياخذ طريقا قويا
ولي عودة

د. حسين علي محمد
26-10-2006, 06:40 PM
شكراً للأديبة الأستاذة أم فراس على التعليق،
مع تحياتي،
وكل عام وأنتم بخير.

د. حسين علي محمد
25-11-2006, 05:41 PM
الأدباء.. والمواقع الإلكترونية

*د. تليمة: خدمة الإنترنت لابد أن تتاح للجميع
*د. بسطاويسي: فريق متخصص يقدم موقعاً حقيقياً لهيئة قصور الثقافة
*شبلول: تقضي علي شكاوي الأدباء المزمنة
*حسني سيد لبيب: انفراجة جديدة لمشكلات النشر

حوار: د. زينب العسّال
..........................

اذا كان التعامل مع الانترنت من بعض التوصيات التي صدرت عن مؤتمرات أدباء الأقاليم. فان ذلك الانجاز العلمي المهم يصلح كما أشارت "قضايا أدبية" في العدد الماضي وسيلة لتقديم خدمة ثقافية حقيقية. تصل بين المبدعين والنقاد من الأجيال الأدبية المختلفة. هذه الخدمة تتحقق بتحويل موقع قصور الثقافة علي الانترنت الي منتدي للحوار. ومنبر للمناقشات. لابداء الملاحظات والقاء الأسئلة وتلقي الأجوبة في كل ما يشغل الحياة الثقافية بعامة. وما يتصل بعمليات القراءة. واكتساب الخبرات. والافادة من تجارب الآخرين. بما يضيف الي تجربة المبدع الشاب ويثريها.
ولتطبيق هذه الفكرة يري د. عبدالمنعم تليمة من خلال متابعته لنشاط هيئة قصور الثقافة منذ أيام سعد كامل وسعد الدين وهبة أن الحاجة مطلوبة بلا حد لقصر الثقافة وبيت الثقافة. وضرورة أن تتكامل جهودهما مع المسجد والكنيسة والمدرسة. ولأن عمل قصور الثقافة يومي. وممتد. فانه ينبغي الافادة من تقنيات التوصيل والاتصال الحديثة. لقد درجنا علي الجريدة المطبوعة. ثم تعددت وسائل النشر والاعلام. والتقنيات مستقرة في الأداء اليومي. فلابد من وجود الكمبيوتر بحيث يتاح للجميع. ولابد أن يفطن رواد قصور الثقافة الي أن الكمبيوتر جزء من ثقافتهم. فلا تقتصر ثقافته وما يقدمه عبر الانترنت علي نخبة المثقفين. من المهم أن نفيد من تقنيات الاتصال. فقد انتقلنا من حضارة القلم الرصاص الي الحبر الي القلم الجاف الي استخدام جهاز الكمبيوتر.
تفاعل
ويذهب د. رمضان بسطاويسي الي أن الثقافة الجماهيرية كموقع اليكتروني يمكن أن تغطي كل الأنشطة التي يقدمها الجهاز. من خلال تشكيل إدارة مستقلة داخل الجهاز. والمشكلة ليست مقصورة علي الثقافة الجماهيرية. بل الكثير من المؤسسات غير المتخصصة في الثقافة الرقمية. ويقدم شكلا من أشكال التعامل بين الجمهور والموقع. وأذكر أن مسعود شومان قدم مشروعا يعتمد علي المعلومات الالكترونية عن الأدباء والأنشطة الثقافية. وبين امكانية الافادة من هذه المعطيات بحيث يتحول موقع الهيئة الي أداة تفاعل حقيقية بين الجمهور والمؤسسات. ويحل من ناحية ثانية مشكلة توفر التفاعل التام بين الثقافة الجماهيرية ومشكلات الناس. بما يضمن حل تلك المشكلات. ولن يتأتي ذلك الا بوجود فريق متخصص. ولكن أمام وزارة الثقافة الكثير للانتقال من مرحلة الوصل بين الجمهور والنت الي مرحلة التحول الي موقع حقيقي بين المؤسسات والجمهور.
ويقول الشاعر أحمد فضل شبلول: لقد فرحت كثيرا عندما علمت أن الهيئة العامة لقصور الثقافة في عهد رئاسة أنس الفقي لها قد أنشأت موقعا علي شبكة الانترنت. وقد بذل بالفعل جهد كبير في تأسيس الموقع. وخرج في صورة جمالية لا بأس بها. لكن الأمر توقف عند هذا الحد. وكنت أتمني أن يستمر التطوير والتحديث في عصر النشر الالكتروني لأقصي حد ممكن. كأن ينشأ منتدي للثقافة الجماهيرية يتعامل من خلاله الأدباء والكتاب المصريون مع بعضهم البعض. فمن مزايا المنتدي أن يرتاده كل منهم. ويتفاعل. ويناقش. وكنت أتمني أن يوفر موقع الهيئة بريدا اليكترونيا لكل عضو من أعضاء أندية الأدب في أنحاء مصر. وأيضا مدونة لكل عضو ينشر فيها أعماله الأدبية. للقضاء علي الشكوي المزمنة من عدم اتاحة فرص النشر سواء في مجلة الثقافة الجديدة أو سلاسل الهيئة. لقد استطاع النشر الالكتروني بالفعل أن يحل مشكلات النشر الورقي. سواء من ناحية حرية التعبير. أو حجم النص. أو مشكلات التوزيع. وغيرها. ومن الممكن لهذه التقنية أن تتيح لسلاسل الهيئة المتنوعة أن تنشر. سواء أثناء ظهورها علي موقعها. أو من خلال اسطوانات مدمجة. غير أن كل هذا مرهون باجادة تعامل الكاتب مع جهاز الكمبيوتر. ومع شبكة الانترنت.
ويقترح الروائي حسني سيد لبيب نقاطا أساسية ينبغي للموقع أن يشتمل عليها: موسوعة بيليوجرافية للأدباء الذين لهم مؤلفات ضمن اصدارات الهيئة. فضلا عن موسوعة أخري لأعضاء اتحاد الكتاب. وثالثة لأعضاء نادي القصة. والموسوعة الأولي لها الأولوية بالطبع. يضم الموقع نصوص الكتب التي أصدرتها الهيئة. وتكون البداية باصدارات العام الأول. فالثاني. وهكذا. يتمتع الموقع بخاصية البحث. شريطة سرعة الاستجابة. يتواصل زائر الموقع عن طريق الاتصال بالبريد الالكتروني. ويشارك باسهاماته وآرائه واقتراحاته. يتيح الموقع لزواره المشاركة بالدراسات والابداعات التي تضيق عن استيعابها كتب الهيئة ومجلتها. أن يضم الموقع ذوي الخبرة التقنية والمعلوماتية. ليصبح علي مستوي حضاري لائق باسم وزارة الثقافة التي تنضوي الهيئة تحت لوائها.
وفي تقدير القاص وائل وجدي. فان موقع هيئة قصور الثقافة يحتاج الي تطوير وتحديث تفاعلي. أي أنه لا يقتصر علي نشر مواد مجلة الثقافة الجديدة فقط. دون تواصل مع القاريء أو المتصفح لهذا الموقع. حتي يعلي من دورهيئة قصور الثقافة في امتداد الأقاليم المصرية بشكل تفاعلي صحيح. لذلك أري أن تطوير الموقع يستلزم انشاء منتدي ثقافي متنوع. يشمل عدة تخصصات. منها الأدبي والعلمي والفني. ويشرف عليها مشرفون اختيروا بعناية. ويكون الاختيار علي أساس التخصص. والسعي للتفاعل مع الآخرين. والتعليق علي المشاركات. دون عنف وهدم للمواهب. لنفترض أن هناك شابا في احدي قري مصر. يمتلك موهبة في كتابة القصة أو الشعر. ويشغله سؤال في هذا الفن أو غيره. فهو يدخل الي المنتدي الخاص بهذا الفن. ويطرح تساؤله. ويتلقي رد المشرف علي المنتدي. أو مداخلات المتصفحين للموقع وأعضاء المنتدي. وبهذا التفاعل الثقافي يثري موهبته ويصقلها.
بدلاً من المقهي
وفي رأي الروائي منير عتيبة أن هيئة قصور الثقافة أكثر الهيئات والمؤسسات الثقافية قدرة علي التأثير الحقيقي ليس في الشارع الثقافي وحده ولكن في الشارع المصري عموما. وذلك بما لها من مراكز وقصور ثقافة منتشرة في كل مكان علي أرض مصر. وبما لها من رواد يتباينون عمريا وثقافيا واجتماعيا. وبما تقيمه من مؤتمرات وما تصدره من مطبوعات. ولكن لا يتم استثمار هذه الميزة بشكل كبير في إحداث تأثير نوعي وكمي في ثقافتنا. ولعل السبب في ذلك يكمن في عدم إشراك المثقفين في القاهرة والأقاليم إشراكا حقيقيا في رسم خطة عمل الهيئة التي وجدت أصلا لخدمتهم. وكذلك عدم وجود مستهدف تسعي لتحقيقه. فالنغمة السائدة أنه ليس في الامكان أبدع مما كان. المراكز الثقافية مكان جيد لتجمع المثقفين حتي وان كانت غير مجهزة كمبني أو كعاملين علي دراية بدورهم الحقيقي. فهي أفضل للمثقف من الجلوس علي المقهي. ولا يهم أن تخرج أجيالا جديدة قادرة علي خلق ابداع يتفاعل مع معطيات عصرها. المهم ألا تغلق. أعتقد أن هذه النظرة من الادارة والمثقفين معا هي ما يجب أن يتغير. يجب أن نأخذ الأمور بجدية أكبر تعطي للثقافة بمعناها الشامل قدرها الحقيقي وتأثيرها في المجتمع. مستفيدين من معطيات العصر وبالذات شبكة الانترنت. فنجعلها مواقع تفاعلية تساعد في ايجاد مزيد من الروابط بين المبدعين وبعضهم البعض وبينهم وبين الإدارة والمجتمع والآخر في خارج مصر.
...........................................
*المساء ـ في 25/11/2006م.

مصطفى بطحيش
26-11-2006, 01:51 AM
لكن الجلوس مع الكتاب , متعة لاتضاهى !

د. حسين علي محمد
29-11-2006, 09:42 AM
لكن الجلوس مع الكتاب , متعة لاتضاهى !
شكراً للشاعر المبدع الكبير الأستاذ مصطفى بطحيش على تعليقه، وأنا أوافقه عليه. إلا أن للكتاب الإليكتروني متعة أخرى، حيث تستطيع أن تطلع على ما تريده من أشياء بعد الفراءة بسهولة، من خلال خاصية (البحث)، كأن ترى تكرار كلمة، أو جملة، أو إذا كنت تبحث عن تكرار شخصية روائية وأقوالها، فهذا تسنطيع رؤيته في مدة قليلة.
مع موداتي.

نهير محمد عبد الله الشيخ
29-11-2006, 02:48 PM
الله يا دكتور حسين على مواضيعك الهادفة المنتقاه بعناية .:v1:

هذا موضوع راقى جدا بالفعل ومهم

تصدق انى كنت افكر من يومين فى ما اقوم به واقول الحمد لله الذى سخر لنا كل شىء فى الكون ! يا لقدرة الخالق وعقل الأنسان الجبار .. من صناعة الكومبيوتر واللاب توب والسى دى روم وكل شىء حتى وصلنا الى الكتاب الألكترونى مما سهل لى عملية البحث وكتابة فصول الرسالة بسرعة والحصول على المعلومات التى اريدها فى وقت قصير وبأدنى التكلفة تقريبا !

هذه تجربتى المتواضعة الحالية مع الكتاب الألكترونى وكيف افادنى فيما اقوم به من ابحاث :
يسمح لى بالتصفح بين المحتوى بضغطة زر احده ، استطيع التحكم فى حجم الخط ، ممكن اعمل تداخل مع اى محاضرة ( باور بوينت ) لى بواسطه هايبر لينك فقط – وهو غير متاح فى الكتاب الورقى المطبوع
بصراحة لا نعانى من مشكله نفاذ نسخ وآخر طبعة ، و يلا حتاج عناية خاصة كمساحة تخزين او تجليد او ميزانية للاحتفاظ به !
كل كناب لاحظت انه تتنوع فيه انماط العرض بطريقة تلائم اجهزة الناس المختلفة

القدرة على طباعة صفحة بعينها بدلا من البحث فى كتاب طويل عريض واضاعة الوقت او اعمل قص ولصق لبراجراف – ده ممكن البحث بكلمة او عنوان فى ثانية ، ويمكننى الوصول اليه من اى مكان على النت ، يعنى لو نسيت الكتاب الذى ادرس فيه او اقرأه ممكن ببساطه من جهازى او اى سايبر ادخل النت واحصل على ما اريد
الجميل فيه إن المراجع فيه عبارة عن هايبر لينكس تأخذك لكتب ومراجع أخرى مجانا – فتقرأ اكثر من كتاب فى اقل وقت
يمكنني الاستكفاء بسرعة عند عمل بحث بمجرد الحصول على معلومات من عده فليل من المراجع فى ثوانى
مشكلتة ان ممكن يلعب فى المحتوى ولذا يجب ان يكون هناك طبعة ووسائل لحماية المحتوى وحقوق ملكية اخرى وبائعين بأعلى امكانيات تقنية تحول دون ذلك
يمكن الكاتب من التعديل فى آخر لحظة وقبل ان يطرح الكتاب فى السوق ، وهذا يوفر عليه تكاليف وعناء كبيرين وعلينا شراء والملاحق
اجد التنقل بين الموضوع والفوت نوت ( الهوامش ) فى سهولة ويسر بدون افقد التركيز مثل ما اعمل فى التنقل بين الصفحات المطبوعة
تمكن من اتحادات ليكون لدى الناس مكتبات كبيرة وانا تكون عندى مكتبة عملاقة او اشتراك فى مكتبه عملاقة

ولا اخفيك سرى : اننى عندى بالبيت مكتبة كبيرة لكتب مطبوعة لا استغنى عنها - وارجع ايها باستمرار للتأكد من صحة محتويات كتب بالنت احيانا او ان كانت كتب قديمة ورثتها عن ابى وجدى .

شكرا ان سمحت لى بالمداخله وان اخبركم تجربتى مع الكتاب الالكترونى

د. حسين علي محمد
29-11-2006, 10:00 PM
شكراً للأديبة الأستاذة نهير محمد عبد الله الشيخ على المشاركة،
مع موداتي...