المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلطجية ومتطوعون



سيد يوسف
01-08-2006, 06:13 PM
بلطجية ومتطوعون
سيد يوسف
تمهيد
غدا ينفض المولد نظام كان يعتمد الاغتيالات وقتل المدنيين والمعتقلات للسياسيين وإطلاق سراح البلطجية فى الأرض ليعيثوا فى الأرض فسادا و كل عام ونحن متلطخون بدمائنا بسبب البلطجية أو كل حرب مؤجلة لم يحن وقتها بعد ونحن متعكرة دماؤنا ونفوسنا بمناظر أولئك البلطجية..وما مذابح قانا الأولى والثانية عنا ببعيد!

حينما تكون البلطجة محمية بقانون الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحين يكتوي بنارها الضعفاء الذين لا يملكون سطوة المال ولا النفوذ...حين يحدث ذلك فإن الإرهاب والنزعات الثأرية سوف تلوح فى الأفق ولسوف يكتوى بنار ذلك رعاة تلك البلطجة إنما هى مسألة وقت.

ورغم ما قد يبدو فى هذا المقال من تفاؤل لكنى أرجو قراءته بتمعن وباستقراء حركات التاريخ.

هو نضال سيظل دوما ما دامت الحياة.. أبدا لن تفرغ منه الحياة: صراع أنصار الحق مع أنصار الباطل... وإن كلا ليسخر من الآخر... ويحسب أنه منتصر فى نهاية الأمر ولكن!

الحياة طويلة وقد يموت أنصار الحق قبل أن ينتصر الحق الذى معهم وبهم وذلك لقصر الحياة واتساع مجال النضال...إن أهل الحق يموتون ولكن الحق لا يموت ، وان أهل الباطل قد ينتصرون ولكن الباطل أبدا لن يدوم ولذا لن ينتصر..

قد يقول أتباع زبانية الباطل: نحن ننظر إلى الواقع فتخلى عن شعاراتك وانضم إلينا هيا هيا هلم إلينا... كونوا عقلاء وفكروا بطريقتنا ....فقل لهم: هذا هو الواقع فما بالكم لا تنظرون!!

وهبنى قلت إن الشمس غائبة *** فهل عميت عيون الناظرين
إن الشر أبدا لن ينتصر وإن بدا حين من الدهر ظاهرا منتفشا.

صحيح أن من نكد الحياة المؤلم أنها تخيرنا بين أمرين كلاهما مر:إما أن نكون أقوياء ظلمة......وإما أن نكون ضعفاء مظلومين لكن....

انتصار الباطل إلى حين...بعد ذلك سوف يزول الشر ويبقى الحق تتناقله الأجيال ولسوف تنهال لعنات التاريخ على أمثال بلطجية الباطل والذين يساندوه يقول تعالى:
"وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ " هود131.....سوف تلحق الظالمين منهم لعنة يندمون فيها على قوتهم... ولسوف تلحق المظلومين من أبنائنا المخلصين الشرفاء سوف تلحق بهم رحمة لا يحسون معها ندما أو مرارة .

وإن أعظم ما يبتلى به عقل المخلصين الآن من الحيرة هو أن يرى الواحد منهم نتائج أعماله عكس ما يرجو لها فقد نرى فى أوضاعنا المقلوبة هذى:

قد نرى الغبى مقدما ، والحرامى حارسا لأمانات الهيئات والمنظمات أو الناس ، ونرى الخائن متقلدا مناصب حساسة، ونرى النشيط مؤخرا حيث ينبغى له أن يتقدم ، ونرى المنادين بالحرية خلف أسوار المعتقلات ، ونرى بلطجية الباطل في الشوارع آمنين بلا محاكمة، ونرى تشويه الحقائق بتعمد مغلوط من نفوس مريضة ،ونرى الأغبياء يفسح لهم منابر الإعلام ليتحدثوا وحدهم- فقط وحدهم - غير آبهين ولا محترمين عقول من يتحدثون إليهم... ، ونرى أن كل قول ككل قول.

نعم ربما تصيبنا مثل هذه الأوضاع المعكوسة ببعض التثبيط وتدفعنا إلى اليأس فليس أقتل للهمم ولا أفسد للأخلاق من شعورنا بضياع الحق بيننا،ولكن وربى لا وألف لا....

نعم إنه ليس فى الدنيا عدل مطلق لكن هذه إرهاصات نتذوق من خلالها حلاوة العدل الذى طالما حرمنا منه أهل البلطجة...

متى يفقه منافقونا أن متى ما وجد شيء يسمى وطن فلابد أن تكون مصلحة الأمة ومصلحة الوطن هى الشرف الذى سوف يضحى من أجله أبناؤه المخلصون؟؟

إن المخلصين الشرفاء وقد هب بعضهم كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو إما بتروه وإما دافعوا عن بقائهم وتحملوا فى سبيل ذلك الأذى.

هي كلمة إلى حكامنا وأعوانهم عساهم يستبصرون
يا حكامنا..يا أتباع كل ناعق لهم ...يا مبرراتية لأقوال الطغاة :

فى ضعفنا قد يشيع فينا الأثرة لكن فى قوتنا يشيع فينا الإيثار حتى بالنفس وإنا معكم لعلى موعد مع القدر..

هذه أفكارنا أو أفكار مجموعنا التى ظللتم تحاربون الروح التى وراءها وأبشركم أو أحذركم:
نحن نفهم الحياة بالفكر لكننا نحياها بالعقائد وفى عقيدتنا أن السكوت على الظلم معصية، ونحن لا نحب أن نعصى الله بإرادتنا ولاتظنون سذاجة نحن عليها فنحن نعلم العيون التى تترصدنا، ونعلم أن أفكارنا هذه سوف تودى ببعضنا إما فى مستشفى المجاذيب زورا وبهتانا، أو خلف أسوار المعتقلات حيث المنادون بالحريات، أو ضربة سكين خاطئة، أو حادثة انتحار عارضة، أو سيارة تدهمنا قضاء وقدر......

نحن نعلم ذلك يقينا...لكن حين نألم كمدا على أحوالنا هذه وعلى أحوال هذا الأوطان المظلومة والذي بيع ونهب وفق منهج مدروس ....فإننا نألم وننهج بجموع المخلصين فينا نهجا فيه خلاص أمتنا من تلك الخيانة القذرة لهذه الأوطان الحبيبة إلى نفوسنا لا حبا زائفا لكنه حب عميق متجذر أصيل .

لقد هب المارد من غفوته، والشعوب قلما ترجع للوراء وقد أردنا الحياة...وفى يقيني أن الله سيستجيب لنا....ومن الآلام ينبت نور لا يراه سوى المشبعون بالأمل ، الفاقهون لسنن الكونية التي ترى الدقة الكاملة فى قوله تعالى فى سورة محمد صلى الله عليه وسلم " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ " محمد1
سيد يوسف

حوراء آل بورنو
02-08-2006, 01:23 AM
بوركت أخي ، و بورك فيك حسك العالي بالحق و إيمانك العميق بالانتصار .

تقديري .

سيد يوسف
02-08-2006, 02:35 AM
بوركت أخي ، و بورك فيك حسك العالي بالحق و إيمانك العميق بالانتصار .

تقديري .
شكر الله مرورك الكريم اختنا حوراء واسال الله ان ينفعنا بك اختاه
انتهز الفرصة لاقول
إن أصحاب الحق عليهم أن يكونوا أكثر وعيا ونضجا بحيث ينقسمون لثلاث فئات:
(1)

المنظّرون
ونقصد بهم الذين ينظرون( من التنظير) قضايا الحق والعدل والمنطق وفق مرجعية تلقى احترام الجميع ...فعلى الذين ينظرون ويكتبون أن يراقبوا الشأن العام ويمدوا الآخرين بزاد ثقافي يعينهم على المسار بل ويضبط لهم مسار العمل وينقد المسارات أو الأخطاء الوارد حدوثها عند التطبيق.

ولو شئنا أن نضرب لذلك مثالا لذكرنا القرآن الكريم فهو الذى يصحح مسار المسلمين نحو ربهم ونحو حياتهم الاجتماعية ...والقرآن يلقى احترام المسلمين أينما كانوا.

ويتفرع من ذلك : القضايا التى يثيرها منظرو الفكر الإسلامي لما يستجد من مستجدات فى الواقع العام... وهى اجتهادات قابله للصواب والخطأ لكنها فى
مجملها تراعى أمرين:

1/ عدم الخروج على أساسيات الشريعة وقواعدها.
2/ أنها تعمل فى ظل منظومة متناغمة تهدف إلى إعلاء قيمة الحق والدين...وبأسلوب صحيح فالوسائل فى ديننا لا تنفك عن الغايات.

وعلى هؤلاء المنظرين أن يقوموا ب(3) أدوار:
التنظير
المتابعة
التصحيح

* وهى مفردات تحتاج لشرح بيد أن مجال ذلك فيما بعد إن شاء الله.

(2)

العاملون

يجب على أصحاب الحق أن تتفرغ منهم فئة تأخذ على عاتقها العمل والاستمرار فيه دون النظر إلى الذين يهدمون أو الذين يثبطون همتهم ...

عليهم أن يسيروا بما معهم من خير وحق وعدل على أن ينضبطوا بضوابط الخلق المستمدة معاييره من الدين ....دون أن يلتفتوا إلى الدفاع عن النقد والتشويه فتلك مهمة الفئة الثالثة مسترشدة – أيضا- بتنظير الفئة الأولى.
وعليهم ألا يستكبروا حين يخطئون....
وعليهم أن يراجعوا( وقفات مراجعة ) أنفسهم كل حين مستبصرين بما ينظره المنظرون.

ولو أن كل عامل التفت لمن يهدمه لما بنى المخلصون حضارة فكثير من الناس من يولع بالهدم ويغيظه أن يجد عاملين!!!

وفى هذا السياق أورد حكاية طريفة مفادها أن فلاحا مصريا اكتفى بشتم مستعمر إنجليزي حين احتل الإنجليز مصر والمستعمر لا يفقه العربية فلما نبهه أحد المارة أن الفلاح يشتمك رد الإنجليزي قائلا: وهل تمنعني شتيمته أن أصل إلى طريقى فقال الرجل : لا... فقال الانجليزى: إذن لا علىّ من ضير.

(3)

المنافحون عن الحق

لا يكفى أن يكون الحق وسيما حتى ينال الإعجاب ..لابد له من صوت يدفع عنه التشويه ...وهذا دور المنافحين عن الحق.....
عليهم أن يصبروا وعليهم أن يتمتعوا بطول النفس ...ثم عليهم ألا يتراجعوا
مهما لاقوا من صعوبات وتفاهات أو مقترحات عقول لا تحسن سوى الغمز واللمز..والقفز على الاستنتاجات الخاطئة .
ملاحظات مهمة

1/ الأقسام الثلاثة تشكل منظومة تتناغم أدوارها لتحقق أفضل النتائج...
لقد رأينا اليهود والغرب يخططون ويتبنون استراتيجيات بعيدة المدى فلا
اقل من مجابهة منظمة يقوم بها المخلصون.

2/ وبناء عليه ليس لقسم من هذه الأقسام الثلاثة أن يتخلى عن دوره آو أن يتقاعس فيه..
فلو قصر المنافحون لازداد تشويه المغرضين لأهل الحق...ولو قصر العاملون لأرهقوا المنافحين !!! وكيف يعتذرون عن تقصير وإهمال؟؟
ولو قصر المنظرون لسار العمل بلا هدف ورؤية..

3/ ونؤكد على أمر مهم : لا أحد يعلو على الخطأ ...وخطأ التطبيق غير خطأ المنهج ....فعلى الجميع مراجعة النفس والعمل كل حين حتى يتناغم عمل كل
قسم بما يخدم الحق والخير.

4/ ليس الحق فقيرا فى حجته حتى يخشى الحوار أو يتهرب منه....ولذا فعلى المنافحين أن يلموا بآداب الحوار والمداخلات والمناظرات وإلا أساءوا إلى الحق.

5/ كما على المنافحين أن يتمتعوا ببصيرة تفرق بين جدال يبغى التفريق وبين حوار يبغى الصواب.......فينأون عن الأول-تاركين ذلك للمنظرين- ويرحبون بالثانى.

6/ لا تتراجعوا...لا تتراجعوا...لا تتراجعوا....فصاحب الحق لا يعرف التراجع وصاحب العقيدة لا يليق به التراجع وإلا لأهان الحق الذى معه بتراجعه.

فى النهاية
أسأل الله أن يلهمنا البصيرة والسداد...اعتذر للاطالة واسال الله ان ينفعنا جميعا
سيد يوسف

خليل حلاوجي
02-08-2006, 03:25 AM
أورد حكاية طريفة مفادها أن فلاحا مصريا اكتفى بشتم مستعمر إنجليزي حين احتل الإنجليز مصر والمستعمر لا يفقه العربية فلما نبهه أحد المارة أن الفلاح يشتمك رد الإنجليزي قائلا: وهل تمنعني شتيمته أن أصل إلى طريقى فقال الرجل : لا... فقال الانجليزى: إذن لا علىّ من ضير.


\



لاتعليق

الصباح الخالدي
02-08-2006, 04:05 AM
قصة جميلة استاذي خليل
سيد يوسف
تعجبني لهجة الشتائم

سيد يوسف
02-08-2006, 09:15 AM
أورد حكاية طريفة مفادها أن فلاحا مصريا اكتفى بشتم مستعمر إنجليزي حين احتل الإنجليز مصر والمستعمر لا يفقه العربية فلما نبهه أحد المارة أن الفلاح يشتمك رد الإنجليزي قائلا: وهل تمنعني شتيمته أن أصل إلى طريقى فقال الرجل : لا... فقال الانجليزى: إذن لا علىّ من ضير.


\



لاتعليق

الاخ الحبيب خليل
سرنى مرورك الكريم ولا يخفى عليك سياق القصة إلام يهدف
شاكر لك مرورك
سيد يوسف