تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موت على حد السكون



صالح أحمد
04-08-2006, 08:59 PM
موت على حد السكون

قاموا يقيسون المسافة بين صمتي وارتعاشي
ويجسدون... ومن شفافية الحروف حكايتي
وحكاية الجرح الذي فيه انتكاسي
وحكاية البيت الذي في انعكاسِيَ ...
وانعكاسُ بدايتي ونهايتي...
في مطلع الفجر الذي لا بدَّ أن يأتي ...
ليشهد انبعاثي.!
***
قاموا يقيسون المسافة بين موتي وانطلاق سفينة الصحراء ...
تقطع رحلتين إلى الأزل.
قاموا...
ولم تكن المسافة غير شهقة طفلتي ...
مات الأمل!!
هذا... ولم تكن المسافة غير آهٍ...!
كنت قد أطلقتها في إثر أغنية...
تحاول أن تشق طريقها عبثا إلى فجر الحياة ...
ولم تزل!
هذا... ولم تكن المسافة غير إطباقة جفن ...
خلفها غابت رؤى الأيام ...
والحلم ارتحل...!
صحراء تنفضني غبارا من خلايا جلدها ...
وتسيِّرُ العير التي ستعود تعبرني ...
لتغنم من شآمي النائمة..
سقطت على شرفاتها كل الكوابيس الكئيبة ..!
لم ترُعها ..
لم تحركها ..
وظلَّت نائمة!!!
هذا... ولم تكن المسافة غير لون الجلدِ ...
تصبغه الظروف القائمة.
هذا... ولم تكن المسافة ... غير إقبال الشتا...
من بعد صيفٍ ...ما استوى الرُّمان فيه.
ولا التوى العنقود فوق الدالية.
***
خرج الزمان على الزمان
صيفٌ يظلله الغمام ...
وفي الشتا...
ما سرُّ لفح الهاجرة؟
وإلامَ تمضي القافلة؟
والمعضلة !!
قاموا يقيسون المسافة بين ما أمضي إليه ...
وبين روح المرحلة.
عادوا... يحاورهم سكوني عن حدود المسألة...
أشباح تسكنني ..
ويعترف الزمان بحقها بالعيش في جرحي ...!!
وتبقى المسألة!!
***
قاموا يقيسون المسافة بين جرحي..
وانفصام الروح عن جسدي...
وطول الحشرجة!
أشباح أفرزها الظلام ... ودسّها ...
تستعمر الجرح الذي ينزفني ...
تقتات من لحمي ..
فلا يشبعها..
تقذفني ..!
زبدا على شطآنها ...
جرحا بصدر زمانها
وحكاية قد ملّها فرسانها ..
وغادروها ... لحدود المسألة !!
تلكم حدود المسألة....

قاما يقيسون المسافة بين موتي بعد موتي ...
نظروا ...
فلم يجدوا المسافة غير ما تملك قانا من عناقيد العنب..
هذا... ولم يجدوا المسافة بين موتي في الزمان ...
وبين موت سوف يأتي ..
غير ما تملك قانا من بقايا بسمة ...
ماتت على شفَتَي زمان سوف يأتي...
يُسمِع الدنيا نشيد الروح في قانا يُنادي...
لم يَعُد للموت عيش في فضا قانا ...
فليس الآن في قانا أحد !!
قانا صفير الريح في صحراء ترجو أن تعود الروح في أشلاء ذيّاك الجسد..!
قانا وقوف الموت مرتعشا على حدِّ الجَلَد ..
قانا تعاريش الطفولة من شرايين الحياة ... إلى الأبد!
قانا وأخلاق القبيلة ..
مزقت جسد الحقيقة...
فارقته ... ولا حسد..
قانا افتضاح المسألة..
قانا خروج الصمت عن صمت يعربد فوق صوت الموت
لا كان السكوت على مضض
***
قاموا يقيسون المسافة بين من صمتوا ..
ومن بعثوا الوفود يُعَلّموهم ...
كيف يبقى الصمت ملهاة الأبد !
عادوا...
ولم يجدوا المسافة غير صوت الأمر ...
تتبعه استجابة صاغر ...
مولاي... أمرك سيدي ...
صمتٌ ... وصمت للأبد!
صمت... وموت للأبد !
موت ... وفي كل الظروف ...
علامَ يشغلنا العدد؟!!
***
قاموا ... يقيسون المسافة بين من ماتوا ... ومن ينتظرون .
والموت يرتعش احتراما لحلول الروح في جسد تغرَّبَ عن تضاريس السكون !
هذا... ولم يجدوا المسافة غير فرق واحد ..
بين انحباس الصّوت... والموت الرزين..
هذا انتفاءٌ للحياة مع الحياة...
وذا انتفاء الموت في وروضٍ أمين ...
تلكم مدارات الحقيقة ..
وحدود المسألة .
أمريكا هي الطاعون
وحدود المشكلة...
فالأولة...
وجدوا الطريق مسهلة !
والثانية ...
أهداهم الجرح القديم .. قصيرة ومُطَوَّلة..
والثالثة:
صحراؤنا العذراء قد ذَرَّت غُبارَ لُقاحها ...
ولواقحا من ريحها ...
وحرِّها ... وقَرِّها ...
حتى يَقِرَّ قرارُها ...
عند حدود المسألة

أشباح تسكنني ..
وتجعل يقظتي وهما ...
وحلمي غفلة عن حد أيامي ...
وعمري... والمدى ... والمسألة
تلكم حدود المسألة !
من ذا يحل المسألة ؟؟
تلكم حدود الزلزلة...
نكونُ... نبقى... نستعيدُ... نُعادُ... نُرجَعُ..
نستعينُ... نُهانُ.. نَشقى...
نُرتَجى للموتِ... نَصعَدُ في ثنايا الريحِ..
نُغرَقُ في خِضَمِّ البَحرِ...
نُزرَعُ قَشَّةً في الرَّملِ...
نُبلَعُ شَوكَةً في الحَلقِ..
نُغرَسُ خِنجَرًا في العُمقِ...
نَنْقَعُ جرحنا في الملحِ ..
نَبقى مسألة!!
وتَظَلُّ تُهمِلُني الحياة على رصيف حقيقتي..
فجرًا تَباطَاَ عن حدود المسألة ...
وتظَلُّ أمريكا توَزِّعني على شرف الجنوب..
وتظلُّ تذروني رمالا في مهب الريحِ ...
طَقسًا من جنون !
وتظلُّ تذروني رمادًا في العيون ..
وتظلُّ تنشرني غسيلا كالحا في ظِلِّ آلام السنين...
وتظل ترسم لي تضاريس البراءة عند حدِّ الموتِ...
طَقسًا من فُتون .
وتظل ترسم لي بداياتي ...
تعانقها نهاياتي ...
يكونُ ... ولا نكون!!
وكذا تضيع حياتنا ..
ما بين ماشِئنا..وما شاؤوا لنا ..
وتظلُّ فينا المشكلة !!
من ذا يحُلُّ المسألة ؟؟
!!!!!
!!!!
!!!
!!
!
تلكم كانت زفرتي في ذكرى مجزرة قانا التي ارتكبها العدو الغاشم في حق أخواننا وأهلنا في جنوب لبنان ...
أعرف أنها تقصر عن شرح المأساة ووصف المصاب..
وأعرف أنها لا تفي حق الأبرار...
ولكنها تظل زفرة ... وصوت ... ونداء ...
فهل من يسمع ...
وعذرا لطهارة دم شهدائنا ... وعذرا لأرواحهم الطاهرة ...
صالح أحمد

محمد إبراهيم الحريري
04-08-2006, 09:54 PM
الأخ الشاعر أحمد صالح
تحية : تتجدد كلما هل صباح وانكسر ديجور ليل ، وطاف الفجر باباريق الطهر هلى جبين الشكر
وعلى جبين الشكر آلاف الأماني
لا تكل بما تجود القافلة
ولها شراع الصافنات على شواطي
غزة تجتاح ثغر الباكية
وسهام بيروت الندية بالثبات
تشكلت كضفيرة الحسناء
عقدا من أفانين الصمود على تراب قانية
بيروت رنحت الصمود بوقفة بكر
التراب ، بجودها طل الزمان لغصنها
مزن الربيع لدالية
ــــــــــــــــــــ
أشكرك أخي
هل لي ببعض الملاحظات
ليشهد انبعاثي.!هذا... ولم تكن المسافة غير إطباقة جفن ـ لم تحركها ..وبين روح المرحلة.
قد لاحظت ما تقدم من هنات ومثلها بقي بين طيات نصك الذي يجود بكرم قلم ، ووفاء فكر فلا أرى إلا أن يكون خالدا بنبض القوافي الصادقة .
أخوك محمد

وفاء شوكت خضر
04-08-2006, 10:23 PM
http://timoaa.jeeran.com/11.jpg


الصمت .. الصمت ..
لا رد ..

حوراء آل بورنو
05-08-2006, 08:19 AM
لعلها تكون !

حياك ربي أيها الفاضل .

مصطفى بطحيش
05-08-2006, 06:02 PM
صالح احمد

ايها الشاعر المُجيد الثاثر
قصيدتك سامقة شامخة ... لايفت من عضدها بعض انكسارات الوزن , وارجو ان تستدركها فلاتنبغي لشاعر كبير مثلك

للتثبيت تقديرا واحتفاءً

لك مني اجمل تحية

مجذوب العيد المشراوي
06-08-2006, 01:04 PM
قرأت ... ثم قرأت


سلامي إليك أيها الأنيق

د.جمال مرسي
07-08-2006, 01:09 PM
و يا لها من زفرة أحسنت اخراجها
أهلا بك أيها الشاعر الثائر
قرأتها لك هناك و هنا و أقدم أعجابي
دمت بخير

سلطان السبهان
08-08-2006, 09:00 PM
ولازلنا نقرأ بتمعن ما وراء الحرف

أظن أن ملحوظة الاستاذ الحريري في مكانها !

صالح أحمد
09-08-2006, 10:22 PM
الأخ الشاعر أحمد صالح
تحية : تتجدد كلما هل صباح وانكسر ديجور ليل ، وطاف الفجر باباريق الطهر هلى جبين الشكر
وعلى جبين الشكر آلاف الأماني
لا تكل بما تجود القافلة
ولها شراع الصافنات على شواطي
غزة تجتاح ثغر الباكية
وسهام بيروت الندية بالثبات
تشكلت كضفيرة الحسناء
عقدا من أفانين الصمود على تراب قانية
بيروت رنحت الصمود بوقفة بكر
التراب ، بجودها طل الزمان لغصنها
مزن الربيع لدالية
ــــــــــــــــــــ
أشكرك أخي
هل لي ببعض الملاحظات
ليشهد انبعاثي.!هذا... ولم تكن المسافة غير إطباقة جفن ـ لم تحركها ..وبين روح المرحلة.
قد لاحظت ما تقدم من هنات ومثلها بقي بين طيات نصك الذي يجود بكرم قلم ، ووفاء فكر فلا أرى إلا أن يكون خالدا بنبض القوافي الصادقة .
أخوك محمد
::::::::::::::::::::::::
أخي الطيب الكريم
بداية أشكر لك تكرمك بزيارة هذا المتصفح المتواضع
كما أشكر لك همساتك الندية الطيبة التي أحيت موات المكان، وأغنت قفره

وثانيا : ملاحظاتك على الرأس والعين
أنا أعترف أنني أتهاون في قضايا الوزن أحيانا ... وأترك للتفعيلة أن تتفلت مني على وعي وإدراك ... وذلك كرامة لعين الكلمة والمعنى الذي أشعر أنه ملك الموقف ...
أعرف أنه موقف خاطئ تماما ... ولكنني أضعف أمام الكلمة التي تسيطر علي، وتجعلني أحسها سيدة الموقف.
دائما أعد نفسي بالتغلب عليها ... ولكن سرعان ما أعود لأضعف

مرة أخرى ... شكري الجزيل وتقديري العميق
تحياتي

صالح أحمد
09-08-2006, 10:25 PM
http://timoaa.jeeran.com/11.jpg


الصمت .. الصمت ..
لا رد ..
:::::::::::::::::::::
الصمت لغة القلوب
صمت ... أبلغ من كل قول

لك الشكر والتحية

صالح أحمد
09-08-2006, 10:29 PM
لعلها تكون !

حياك ربي أيها الفاضل .
::::::::::::::::::::::

حياك الله ورعاك أختي الطيبة

شكري الجزيل لتشريفك
ولهمستك الدافئة الصادقة

وأضم صوتي الى صوتك ...(لعلها تكون ! ... ولعل الخير آت !)

كوني بخير أختي الكريمة

صالح أحمد
09-08-2006, 10:31 PM
صالح احمد

ايها الشاعر المُجيد الثاثر
قصيدتك سامقة شامخة ... لايفت من عضدها بعض انكسارات الوزن , وارجو ان تستدركها فلاتنبغي لشاعر كبير مثلك

للتثبيت تقديرا واحتفاءً

لك مني اجمل تحية
:::::::::::::::::::::::::::::
أخي الطيب الكريم
شكري الجزيل لتشريفك ..
ولكلماتك الرائعة وتشجيعك الكريم

نصيحتك على الرأس والعين
أفضلت علي بتكريمك لقصيدتي
جزاك الله خيرا
وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم

تحياتي وتقديري

صالح أحمد
09-08-2006, 10:34 PM
قرأت ... ثم قرأت


سلامي إليك أيها الأنيق
:::::::::::::::::::::::
أخي الطيب الكريم

بورك بك .. وبجهدك الكريم
شرف لي سيدي أن تعجبك كلماتي

فشكري الجزيل لتشريفك ....
وتقديري لهمستك الطيبة الرائعة التي تركت هنا
كن بخير سيدي
تحياتي وتقديري

صالح أحمد
09-08-2006, 10:37 PM
و يا لها من زفرة أحسنت اخراجها
أهلا بك أيها الشاعر الثائر
قرأتها لك هناك و هنا و أقدم أعجابي
دمت بخير
:::::::::::::::::::::::::::::
أستاذي الفاضل الكريم

ويا له من شرف محضتنيه
أنت الأستاذ والأخ هنا وهناك

أقدم وافر شكري وتقديري وامتناني

كن بخير سيدي
تحياتي وتقديري

صالح أحمد
09-08-2006, 10:39 PM
ولازلنا نقرأ بتمعن ما وراء الحرف

أظن أن ملحوظة الاستاذ الحريري في مكانها !
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وما زلت أسير الشكر والامتنان أخي الطيب

فشكري الجزيل لكرمكم
وشكري الكبير لملاحظتكم
وهي في محلها فعلا ... فشكري لك ولأستاذنا الحريري

دم بخير أيها الأخ الطيب

تحياتي وتقديري

د. سمير العمري
29-08-2006, 12:39 AM
لعلني أعود هنا منجذباً كما العادة لسحر حرفك وروعة تعبيرك.

كما أسلفت لك أخي صالح فشعرك من الصنف الراقي البارع المحبب للنفس.

وكنت وعدتك أن أبحث عن تلك التي تفقده بعض بهائه ولعلك تلحظ معي الآن ما هي.

إنه تدوير الأسطر وتأثير ذلك على المبنى والمعنى مما ينتج عنه بعض تشويش في المعاني وبعض إرباك للمباني تماماً كما حدث لبعض الأخوة الذين رأوا في قصيدتك هنات في الوزن ليست في جلها كذلك وإنما سببها سوء التدوير بغير ضرورة.

لعلك قدمت بأنك تترك الحرية للكلمة دون قيود القافية ولعلم تحدثت قبل اليوم عن الحرية والشعر الحر وأصدقك القول بأنني خشيت عليك مما سمعت فلا يكون الشعر شعراً يا أخي إلا بضوابطه ولا يكون في الخروج عن الضوابط والقوعد حرية وفائدة ، وما يردد مثل هذا إلا قوم يسعون في هدم الأدب العربي إما عن قصد وإما عن قصور ، ولا أحسبك منهم.

أرجو أن تلبس حرفك ثوب البهاء ببعض الاهتمام والتهذيب كجوهرة يزيدها الصقل لمعاناً وألقاً وقيمة. هذا نصحي المخلص فخذه أو فدعه.


تحياتي

صالح أحمد
30-08-2006, 06:03 PM
لعلني أعود هنا منجذباً كما العادة لسحر حرفك وروعة تعبيرك.
كما أسلفت لك أخي صالح فشعرك من الصنف الراقي البارع المحبب للنفس.
وكنت وعدتك أن أبحث عن تلك التي تفقده بعض بهائه ولعلك تلحظ معي الآن ما هي.
إنه تدوير الأسطر وتأثير ذلك على المبنى والمعنى مما ينتج عنه بعض تشويش في المعاني وبعض إرباك للمباني تماماً كما حدث لبعض الأخوة الذين رأوا في قصيدتك هنات في الوزن ليست في جلها كذلك وإنما سببها سوء التدوير بغير ضرورة.
لعلك قدمت بأنك تترك الحرية للكلمة دون قيود القافية ولعلم تحدثت قبل اليوم عن الحرية والشعر الحر وأصدقك القول بأنني خشيت عليك مما سمعت فلا يكون الشعر شعراً يا أخي إلا بضوابطه ولا يكون في الخروج عن الضوابط والقوعد حرية وفائدة ، وما يردد مثل هذا إلا قوم يسعون في هدم الأدب العربي إما عن قصد وإما عن قصور ، ولا أحسبك منهم.
أرجو أن تلبس حرفك ثوب البهاء ببعض الاهتمام والتهذيب كجوهرة يزيدها الصقل لمعاناً وألقاً وقيمة. هذا نصحي المخلص فخذه أو فدعه.
تحياتي
:::::::::::::::::::::::
أخي وأستاذي الفاضل

شكري الجزيل لاهتمامك بما أكتب، ومتابعتك لما انشر
شرف كبير لي أستاذي أن تكون كلماتي موضع اهتمامك

أستاذي الكريم : عاشق الشعر لم ولن يهدمه ... بل يرفعه!

كن على ثقة أخي الطيب ... أن كلماتك وتوجيهاتك في الصميم... وأنني سأجعلها نصب عيني دائما ...

لك الشكر حتى ترضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته