تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ][ أنثـــى الــذبــــاب ][



تركي ناصر الحربي
06-08-2006, 12:25 AM
استيقظت هـــالة ذات غروب بعد سهرة طويلة ,متململة من ضوضاء صادرة عن غرفة
أختها الصغرى وصيحات والدتها بالنهوض , فاليوم ستحضر إحدى صديقاتها المقربات
في الجمعية النسوية, وكما هي العادة لابد من إبراز جماليات المنزل وقاطنيه
حفاظــاً على اتيكيت العائلة الأرستقراطية.


تذمرت من تركها عناق الفراش و أشاحت مقضبة الجبين لتسلط جام غضبها على الخادمة
أمرتها بإحضار كوب القهوة المعتاد ريثما تذوب في بحيرة العطور وتختفي بين رذاذ البخار..
دثرت جسدها المبلل بروب أزرق مفتوح الصدر
نادت وصيفتها لتؤدي المساج اليومي..
جففت شعرها وسكبت فوق جدائلها , صبغتها المفضلة(الذهبية)...


بينما هي مستلقية بين ذراعي وصيفتها, استحضرت ذاكرتها ليلة البارحة .....
وقـــع عباراته, تغزله ومرموز هيامه...
ما قدمه من هدايا...وباقات الورود على منضدتها
المختارة بعناية لما أوعزت له بإقامة حفلة عيد ميلاد أعز صديقاتها( سهى) في أفخم
مطاعم المدينة العائم على اليــــم تحت ابتهاج القمــــــر..
كيف كانت نظراته العطشى لا تحيد عنها
وأمانيه بانتزاعها من خليلاتها.....

كانت تضحك عاليـــاً كلما داعبها بعطاياه بينما (شلتها) يرقصن طوال الليل في سحب
من الأضواء الخافتة ممتزجة بموسيقى صاخبة...
فرض الحوار إيقاع الرزانة في بضع لحظات مبتسرة , لما تطرقن لمأساة ( سلمى)
حال انخداعها فيمن عشقت.....
تذكرت( هـــالة) قولها..
( أنا لا أؤمن بما يسمونه عشقا, فهو خطيئة لا مخلص للضعفاء منهـــــا....!!
كل الرجال لا يستحقون منا الوفـــاء....
لو كنت مكانها لتخيرت ألوف بانتظار التفاته مني)..
بينما مررت بعينها ابتسامة خافتة لـــه
ضـــــــّــج منهـــا ولعــــا


استغرقت كثيراً في ذكريات الأمس....ليقطع حبلها جرس الباب ...
من الكاميرا عرفت الأم بحضور الضيفة العزيزة
فطالبت( هالة ) بالإسراع في تجهيز نفسها.......
و أوصت ابنتها الصغرى على المكوث في الغرفة طوال فترة وجود الضيفة ومن بمعييتها..
نزلت ( هـــــالة) مرحبةً لتخطف انتباه كل من كان في البهو المرمري
كانت كإمبراطورة أسطورية يتساقط حولها الضيــــاء...

الزائرة لم تكن لتصدق ما شاهدت فحري بذاك الجمال الأملودي أن يكون صاحبة ملاك هابط
... اتسعت حدقتها من فرط إعجابها لحسن ساحر وقوام متناسق
قبلتها... أجلستها بالقرب منهـــا.....و أخذت تتفرس في أنهر خضراء ممتدة على
فيافي محمرة طرقتها صحائف السحب البيضاء ....
صاحت الزائرة مكبرة ( ماشالله الرحمن....رحماك يا مبدع الجمــــال....)

فهمت الأم مغزى العبارة واستبد بها الفرح
....قطع حديث الجميع رنين رسالة واردة لنقال هـــــالة....(.أُحبـــــــكِ ..).
تبسمت قليلا وهمت بالانصراف بعدما استأذنتهم....توجهت مسرعة إلى غرفتها
بلهفة , خلعت ثيابها لتلبس بنطال أزرق يعلوه الوردي عند الأطراف ,
وبلوزة بيضاء عُلق عليها وردة أرجوانية ...
ودعت الجميع وتمنت لهم قضاء وقت ممتع ...بينما الدهشة تعلو محيا
الزائرة والارتباك يشع بوجه أم هــــالة .
عالجتهم( هــــالة) بدعوى جلب ملازم محاضرة النقد الأدبي لهذا الأسبوع من منزل سهـــى...

عرج بهــا السائق لمركز تجاري مرموق ...نزلت وعبق العطور يشع حولها كوهج خفي .
استحوذت على انتباه الجميع لفرط تكسر مشيتها...
بات الكل يرمقون انسيابية غزال جامح يزيده غرورا عبارات غزلية تصدر من أفواه لاهثة
انتهى بها المطاف لمطعم يقع في آخر المركز....وجدته هنالك بانتظارها....
رجل بأواخر عقده الأربعيني .....رئيس تحرير المجلة التي تنشر لهــا قصائدها الركيكة

رحب بهــــا واعتذرت له عن تأخرها.. قدم لهــــا عقد لآلئ وباقة خزامى برية
ابلغها بموعد سفره لأوروبا هذا الأسبوع وبأنه ليس بوسعها توديعه
في المطار لرفقة زوجته وأولاده هنالك......
تمنت له رحلة سعيدة وان لا ينسى ما طلبته من إحدى دور الأزياء في ذاك البلد.......
لم تكف والدتها عن إصابة اللقـــاء الخاطف في منتهاه لكثرة ما تعاود الاتصال
....خرجت ( هالة) وأنسلَ هو من الباب الخلفي


في طريقها إلى منزل سهــــى....هاتفها عاشق قديم ,
عشقها من خلف الشاشة ....في أحد المنتديات المغمورة
( ماذا يريد هذا المعتوه..؟....)
لم ترد على هاتفه .....اخذ يتوسل وينوح على هجرانها الغير مبرر برسائله...
( ألم ألبي كل ما طلبتي..؟؟؟؟)( لماذا تجافين عهود الياسمين ....!)
(أف منكَ...ما أثقل ظله عــلــّيَ ) في نفسها
.....قطعت الطريق حتى قبل أن تعرف ما صعقه من حنين لماضي الحنان...


وصلت لمنزل صديقتها....باشرت بمها تفه والدتها مبررةٍ ما لقيته من زحام شنيع
وسائق ابله أضاع الوقت في طرقات مكدسة .......
هرولت سهـــى أليها واحتضنتها بقوة من فرط فرحتها وما تحمله من خبر جـــد سار........؟
( تقدم لخطبتي ابن أحد أثرياء المدينة
(وسيم جدا وحضوره طاغي....؟؟)
(حقــــاً...؟ ) ردت هالة
( رآني ليلة عيد ميلادي البارحة
فالمطعم الفخم أحد ممتلكاته.......)
مـــاذا...؟ من...؟ كيف ومتى....... ؟ عقلها تسأل في حيرة والصدمة تبدت جامدة فوق شفتيها
بادرتها سهــــى
( أنا اسعد كائن بالكون... سأعمل على تأجيل حفل الخطوبة لنكون معًا
في ليلة واحدة.......بالمناسبة ألف مبروك قد بشرتني أمك بالخبر المبهج.....)
(مبروك..!!!!.؟ ) ردت هالة
( لاتتغابي ياشقية..... أم محمد زارتكم اليوم وتريدك عروس لأبنها...؟!
بهتت هــــالة ....تلعثمت.... لم تنبس بشفه
أكدت سهى ( الستُ محظوظة بكِ... فأنت صديقة عمري وأشبينة ُعرسي....)
....على وجه هالة, تبدت علامات التكذيب من هول ما سمعت ومضت إلى المنزل


قاربت الساعة الواحدة فجراً وهالة مستلقية فوق فراشها تفكر ...
( وعدني بأنه سيكون لي وحدي.....وعدني بان يبقى ظلاً لكياني...كيف يجرؤ على خداعي....؟
لماذا سهــــى....؟؟؟؟ لربما هي الخائنة.... حتمــاً هي من أوقعته بحبائلها..
تلك الأصناف المتدثرة بأغلفة الطيبة......بلا شك هي الخائنة...)

.....آخذت تقلب البوم صور التقطتها على يخته (قـــاهر البحار).......؟؟
رنَ هاتفها الخاص .... رفعته بلهفة المشتــــاق
رحل صوته الدافئ كالعادة بين أدق خلاياها.......
قال بنبرة الواثق
( يوم الخميس القادم يسعدني حضورك لحفل خطبتي )

انتهـــــــى

سحر الليالي
06-08-2006, 05:40 PM
جميلة أخي تركي ولكن لم يعجبني العنوان

سلمت لنا وبإنتظار جديدك دوما

تقبل خالص تقديري وباقة ورد:0014:

تركي ناصر الحربي
06-08-2006, 07:36 PM
الأخت القديرة سحر الليالي


العنوان في حد ذاته مقصود


شاكر لك وجهه نظرك ومرورك الذي أفخر به


واجب التحايا وأصدق المنى لكِ

جوتيار تمر
06-08-2006, 09:26 PM
الحربي...

اهلا بك في الواحة...

لمحت وانا اقرأ القصة هذه بعص الصور التي ظلت تتكرر في ذهن القارئ عند سماعه للوهلة الاولى بالاهتمام الكبير الذي تعطيه الام بالمظر الخارجي لنفسها اولا وثانيا لابنتها..مع تحفظ على قول الابنة..لان مثل هذه الامهات لاجدن ذنبا في التفرقة بين البنات..بناتها..ولعل قولها لابنتها الاخرى ابقي في الغرفة ولاتخرجي الى بعد خروج الضيفة دليل على ما اقوله..والسبب قد يكون مخفيا لايدرك..وقد يكون معلنا لانها اقل جمالا وجذبا لللانتباه من الاخرى وهذا مايعني ان الام تهتم كثيرا بما قد يقال عنها وعن ابنتها خارج اطار البيت وداخل الاجتماع..والنتيجة الحتمة لمثل هذه التربية بل لمثل هذا الجو الغير المتناسق الغيرالمنسجم على اسس عقلانية ومحبة خالصة محبة الام للابنة والابنة للام..تاكون مفجعة..فاما تخلق ورائها مشاكل اجتماعية جمة..او صدمة عاطفية..تؤثر سلبا على الابنة لان الام نستطيع القول بانها محصنة من ناحية الزواج اجتماعيا لانها اصلا متزوجة..ولاسباب منطقية جدا يختار الرجل بالرغم من الجمال اختيارا اخرا..بالطبع ليس الجميع لان هناك دائما من يقع ضحية للمظاهر بغبائه او لانه اصلا مثل الام تلك يتهم بالمظاهر لجلب مصالح اقتصادية وحتى مكانة اجتماعية.
ومما لاشك فيه ان الكذب والمبررات التي تقدم في مثل حالة هالة عن حجج الغياب والتاخير ليس الا نتاجا طبيعيا لتربية ناقصة اصلا متمثلة بكذب الام على نفسها اولا وعلى غيرها.
القصة تعالج حالة اجتماعية ونفسية خطيرة اذا ما انتبه الواعي اليها وانها الحقيقة توضع بين ايدينا فالى متى نظل نعكف عليها دون حراك ..

تقديري ومحبتي
جوتيار

حوراء آل بورنو
10-08-2006, 01:12 AM
تقززت من الاسم في بداية الأمر ، و لكن الاسم غدا مناسبا في نهايته !

أرجو أن يمر على قصتك أساتذتها من أجل التقييم الفني .

تقديري .

عبلة محمد زقزوق
11-08-2006, 10:00 PM
أولاً تقديري لإختيار الأسم لأنه يتناسب مع إجمالي المعنى بالقصة .
وثانياً تقديري لجمال القصة وطريقة سردها .
تقديري أخي الفاضل / تركي الحربي
رائــــــــعة

تركي ناصر الحربي
14-08-2006, 12:24 PM
الحربي...

اهلا بك في الواحة...

لمحت وانا اقرأ القصة هذه بعص الصور التي ظلت تتكرر في ذهن القارئ عند سماعه للوهلة الاولى بالاهتمام الكبير الذي تعطيه الام بالمظر الخارجي لنفسها اولا وثانيا لابنتها..مع تحفظ على قول الابنة..لان مثل هذه الامهات لاجدن ذنبا في التفرقة بين البنات..بناتها..ولعل قولها لابنتها الاخرى ابقي في الغرفة ولاتخرجي الى بعد خروج الضيفة دليل على ما اقوله..والسبب قد يكون مخفيا


ربما يكمن في رغبتها بإلا تبور سلعتها الأولى ( الفتاة الأكبر) حينما تفضل عين الضيفة الوردة الأينع...! وقد يكون ماذهبتِ إليه :v1:




لايدرك..وقد يكون معلنا لانها اقل جمالا وجذبا لللانتباه من الاخرى وهذا مايعني ان الام تهتم كثيرا بما قد يقال عنها وعن ابنتها خارج اطار البيت وداخل الاجتماع..والنتيجة الحتمة لمثل هذه التربية بل لمثل هذا الجو الغير المتناسق الغيرالمنسجم على اسس عقلانية ومحبة خالصة محبة الام للابنة والابنة للام..تاكون مفجعة..فاما تخلق ورائها مشاكل اجتماعية جمة..او صدمة عاطفية..تؤثر سلبا على الابنة لان الام نستطيع القول بانها محصنة من ناحية الزواج اجتماعيا لانها اصلا متزوجة..ولاسباب منطقية جدا يختار الرجل بالرغم من الجمال اختيارا اخرا..بالطبع ليس الجميع لان هناك دائما من يقع ضحية للمظاهر بغبائه او لانه اصلا مثل الام تلك يتهم بالمظاهر لجلب مصالح اقتصادية وحتى مكانة اجتماعية.
ومما لاشك فيه ان الكذب والمبررات التي تقدم في مثل حالة هالة عن حجج الغياب والتاخير ليس الا نتاجا طبيعيا لتربية ناقصة اصلا متمثلة بكذب الام على نفسها اولا وعلى غيرها.
القصة تعالج حالة اجتماعية ونفسية خطيرة اذا ما انتبه الواعي اليها وانها الحقيقة توضع بين ايدينا فالى متى نظل نعكف عليها دون حراك ..

تقديري ومحبتي
جوتيار

الفاضلة جوتيار تمر

سبرتِ غور الكثير والكثير مما خالجني من مضامين أردت بها فض ربقة الضباب الجاثم فوق الحرف.....

وما تحليلك لقوالب مثل ( هالة_ الحالة الجاذبة لكل الذباب) إلا دليلاً على تعمقك في أتون القصة...

يعجز القلم واللسان عن تسطير آيات الشكر لك

وافر التقدير والمحبة


:NJ:

تركي ناصر الحربي
14-08-2006, 12:28 PM
اليمامة الحرة الحوراء....

التقزز في حد ذاته منحنى بياني ممتاز بالنسبه للعنوان....

فذاك يعني ولوج الكرة في المرمى المراد...


عموماً..... مرورك ترك الأثر الأبلغ...

وافر الشكر والتقدير لكل حرف تركته أسيراً لهذا المتصفح

تركي ناصر الحربي
10-09-2006, 06:20 PM
أستاذتي القديرة عبلة

أصدق وأنبل الأماني لكل حرفك الجميل

ولك باقات الورد



تحياتي

سعيد أبو نعسة
12-09-2006, 01:37 PM
أخي العزيز تركي الحربي
قصة تعكس ما يدور في بعض مجتمعاتنا من اهتمام بالمظهر دون الجوهر و ما يشيع فيها من مفاهيم تبدو خاطئة في نظر الكثيرين .
سرد شيق و لغة متينة أما الأسلوب فلي معه وقفة أخرى .
دمت في خير و عطاء

تركي ناصر الحربي
12-02-2007, 02:27 AM
استاذنا الجهبذ.. سعيد

كم سررت للقياك ولمتصفح أتى بك في عوالم العاشق


النص وكل القلم بين يديك.....

وفاء شوكت خضر
12-02-2007, 07:50 PM
الأخ تركي الحربي ..

عذرا لتاخرى عن هذا النص ..
أسلوب شيق ، وصف دقيق .. وموضوع يستحق ..
بحق استمتعت هنا وأنا أقرأ قصة أعطت ملامح ومدلولات ، لفئة معينة من فئات مجتمعنا .. وهي بما يسمى المجمتمع المخملي ..
وما أذكى تعبيرك هنا في العنوان ..

أجدت حقا ..
أتمنى أن تجد قصتك حظها في مرور أحد المختصين ليعطيك رأيه النقدي .

تحيتي ومودتي .

تركي ناصر الحربي
13-02-2007, 10:54 PM
الفاضلة وفاء خضر

الجمتي القلم وحجمتي الفكر عن تسطير مايوازي رقيق حرفك وعذب كرمك


تنبجس بي عيون السعادة .....


وافر شكري وتقديري


وكم اتمنى لــ أمنيتك النور