عمر زيادة
08-08-2006, 12:02 PM
على أطلال الأمّة /عمر زيادة
الموضوع: الشعر
الشاعر : عمر زيادة
على أَطلال الأُمّة
***
إذا جــالَ نظمي واستبتْكَ الصوارمُ = وقامت على الرمضاءِ أُسْدٌ ضراغمُ
وأقفر عنـــها القـــومُ واحمرَّ لونُها = وأُجّـــجَ فيـــها الغيـظُ فالرقّ ُ واجمُ
بصدرٍ تمورُ النــــــازلاتُ قواصماً = فتفـــتكُ فـي تلـك النفوس القواصمُ
فتلك جحـيمُ الشعر قد أفّ حرُّها = إذا مـــا أتاها أرهقتــهُ الســـــلالمُ
فدعْ عنـــكَ قولاً لنْ تطيقَ ردودَه = ولـــن تشفعنّ لـك الغداة العمــــائمُ
إذا قلـتُ :هُبّي، يعتـــــريكَ وقارُها = وإن جئتُ سحراً ما تفكُّ الطلاسمُ
ودعْ عنــكَ نظماً عن سوادٍ تبينهُ = ودع عنـك ضرباً إذ تفيض المآثمُ
أما خَبِرتْ عيناكَ للشــعر فعلَـــه = وجلــجلَ فــي قلـــبٍ رقيقٍ مداهمُ
أرقتُ وقد هاجت بذي النفس حاجةٌ = وأرّق طــرفَ الليــــل بدرٌ مسالمُ
فجُدْتُ على القرطاس شعراً كأنّه = أكاليــلُ زهــرٍ نسّقــتهُ المــــواسمُ
ورسّختهُ نظمــاً عتيـــــداً موطّداً = كما وُطّدت تحت السماء الدعائمُ
ففي الشعر روحٌ قد تسامت بسحره = وفي الشعر قولٌ مستطابٌ و ناعمُ
وقفتُ على حـــالي وقوفا مطوّلا = فأرهقنــي صمــتٌ عقيـــمٌ وكــاتمُ
وطفتُ على حـالٍ لشعبي وأمّتي = أقلّبُ فيها الطرف والطرفُ هائمُ
أصاح هل أستولت على القوم سكنةٌ = فليس على قومي سوى الذلّ حاكمُ؟
وضلّت لهم في الدهر أمجادُ من مضوا = وضاع ذوي الامجاد عمروٌ وحاتمُ
وحلّــت بــهم بعــد اهتــزازٍ مذلــــّةٌ = وصــدّع شمــل القوم لؤمٌ ملازمُ
ولازمـــهم بعــد العواصـــف خوفهم = وقد أُسقطت في النازلات المعالمُ
وهــانت عــواليــهم وقلـــّت سيوفهم = وخيـــلٌ لــهم قد فارقتها الملاحمُ
توالــت عليــهم بعد ضعفٍ حوادثٌ = تلازمــهم في الحـــادثات الهزائمُ
وقد أذهبت ريحَ البهاليـــل سكـــرةٌ = وخفّــت بعقــل القــوم غيدٌ نواعمُ
فأين الغطــاريفُ الصنـاديدُ عصبةً = وأين الاجاويدُ الصقورُ الضياغمُ؟
على ساحها اليرموك قد بات نصرُهم = تسطّرهُ في المجد بيضٌ صوارمُ
وقد خلـــّفوا في مؤتة المجد راكعاً = وفي القــادسية داعبـــتكَ النسائمُ
و في الساحِ تعدو سابحـاتٌ طِمرّةٌ = تثـــيرُ غبــار النقع والليلُ فاحمُ
تعيــن كميّـــــاً أريحيّــاً محنّــــــكاً = يزاولُ قطع الهام والخطبُ حازمُ
وتجري دماءٌ قانيــاتٌ كمـا جرى = على الأرض سيلٌ مستفيضٌ وعارمُ
أجبناً بني قومي وقد صار عرضكم = مبـــاحاً فتـــهتكه ذئــابٌ أعــاجمُ
أجبناً بني قومي وقد صار مالـُكم = سليـــباً يعــانقُه غريــبٌ مهـــاجمُ
أما آن أن تعلــو عــــوالٍ بيارقٌ = أما آن أن يصحو من الموت نائمُ
أما آن أن تشفـــى من الداء أمّةٌ = أما آن أن يجلو عن القوم غائمُ
ألسنا بنو قحطــان والعــــزُّ عندنا = ألسنــا بنو كنـعان فالرأيُ حاسمُ
نجـود علـى الـدنيا كمـا جاد قبلنا = على الناس في الأهوال زيدٌ وهاشمُ
قصـــدنا أعـــالٍ شامخــاتٍ بسيفنا = كمــا قصدت شُمَّ الجبال الهياثمُ
فنــلنا وكــنّا للــورى خيــــرَ قادةٍ = كُماةً نسوس الرومَ والسيفُ قائمُ
دعِ اللومَ وانظر ما جنته الهزائمُ = و فارقْ رضوخ العبد فالنصرُ قادمُ
تشنُّ علينا في فلسطــــــينَ هجمةٌ = وينهشُ لحم الناس في الأرض لاحمُ
ويقتاتُ قوتَ الناس وغدٌ مخادعٌ = ويجتاحُ سهلَ الأرض عادٍ وظالمُ
على الشاطئ اغتالوا أساريرَ طفلةٍ = فيلطمُ خدّ البحر في الخطبِ لاطمُ
لعلـّــــك قد شـــاهدتَ فيها فجيعةً = فأيـــن دمـــوعٌ هاطلاتٌ سواجمُ
لقد قطـــعوا غصن الطفولةِ يانعاً = وأظلـــمَ ليــــلٌ دجــوجيٌّ وعاتمُ
وفي الرافدين قد استحالت معيشةٌ = واحكم ظلمَ الناس غازٍ وغاشمُ
وأحكـــمَ حبـــكَ الفاتكات مخادعٌ = ويهــدمُ أحلاماً لذي الناس هادمُ
ويقطـــعُ آمــالَ العــــراقيّ طامعٌ = كما قطعت نخل العراق الحواسمُ
ويغتــالُ أُسْــدَ الحـــادثاتِ مكابرٌ = ويسعى لفتن النـــاس واشٍ وآثمُ
فمالِ بني قومي يشيحون وجههم = عن الخطبِ والأحداثُ حُمْرٌ قواتمُ
أضعفـــاً وتفريطـــاً وذلاًّ وخسّةً = وطـــول خمولٍ تزدريه البهائمُ
تكالبــت الاحـــداثُ فوق ربوعكم = وفــي كــلّ يــــومٍ كالحاتٌ مآتمُ
فهبــــّوا بني قومي هبوباً مزلزلا = كما زلزلت شمّ الجبال القواصمُ
وزجّوا بجيشٍ بعد جيشٍ عرمرمٍ = يقلقلُ كبر الغرب فالغربُ جاثمُ
ويفتــكُ فيـــــهم في المعامع فاتكٌ = فتحصى على قدر الرؤوس الجماجمُ
وتُنثر اجســادٌ على الأرض نثرةً = تــدوسُ عليـــها في الفلاة المفائمُ
ويصــــدعُ في الآفاق ناعٍ لقومهم: = قد احتــرق الجندُ الغفيرُ المزاحمُ
وقد أكلوا عند التحــامِ جيوشكم = كما أُكلــت في المكرمات الولائمُ
يعـــــادُ إلــــينا بعـــــد هذا سليبنُا = ويرشـــدُ بعد النصر غاوِ وهائمُ
خُلـــقنا ذوي عــزّ نصونُ ذمارنا = ويبســـمُ منـــّا للمصيبـــــــات باسمُ
وكنّا لكي نعلو وعشنا لكي نرى = لنا المجد يبنى والمعالي العواصمُ
***
الشاعر : عمر زيادة
الموضوع: الشعر
الشاعر : عمر زيادة
على أَطلال الأُمّة
***
إذا جــالَ نظمي واستبتْكَ الصوارمُ = وقامت على الرمضاءِ أُسْدٌ ضراغمُ
وأقفر عنـــها القـــومُ واحمرَّ لونُها = وأُجّـــجَ فيـــها الغيـظُ فالرقّ ُ واجمُ
بصدرٍ تمورُ النــــــازلاتُ قواصماً = فتفـــتكُ فـي تلـك النفوس القواصمُ
فتلك جحـيمُ الشعر قد أفّ حرُّها = إذا مـــا أتاها أرهقتــهُ الســـــلالمُ
فدعْ عنـــكَ قولاً لنْ تطيقَ ردودَه = ولـــن تشفعنّ لـك الغداة العمــــائمُ
إذا قلـتُ :هُبّي، يعتـــــريكَ وقارُها = وإن جئتُ سحراً ما تفكُّ الطلاسمُ
ودعْ عنــكَ نظماً عن سوادٍ تبينهُ = ودع عنـك ضرباً إذ تفيض المآثمُ
أما خَبِرتْ عيناكَ للشــعر فعلَـــه = وجلــجلَ فــي قلـــبٍ رقيقٍ مداهمُ
أرقتُ وقد هاجت بذي النفس حاجةٌ = وأرّق طــرفَ الليــــل بدرٌ مسالمُ
فجُدْتُ على القرطاس شعراً كأنّه = أكاليــلُ زهــرٍ نسّقــتهُ المــــواسمُ
ورسّختهُ نظمــاً عتيـــــداً موطّداً = كما وُطّدت تحت السماء الدعائمُ
ففي الشعر روحٌ قد تسامت بسحره = وفي الشعر قولٌ مستطابٌ و ناعمُ
وقفتُ على حـــالي وقوفا مطوّلا = فأرهقنــي صمــتٌ عقيـــمٌ وكــاتمُ
وطفتُ على حـالٍ لشعبي وأمّتي = أقلّبُ فيها الطرف والطرفُ هائمُ
أصاح هل أستولت على القوم سكنةٌ = فليس على قومي سوى الذلّ حاكمُ؟
وضلّت لهم في الدهر أمجادُ من مضوا = وضاع ذوي الامجاد عمروٌ وحاتمُ
وحلّــت بــهم بعــد اهتــزازٍ مذلــــّةٌ = وصــدّع شمــل القوم لؤمٌ ملازمُ
ولازمـــهم بعــد العواصـــف خوفهم = وقد أُسقطت في النازلات المعالمُ
وهــانت عــواليــهم وقلـــّت سيوفهم = وخيـــلٌ لــهم قد فارقتها الملاحمُ
توالــت عليــهم بعد ضعفٍ حوادثٌ = تلازمــهم في الحـــادثات الهزائمُ
وقد أذهبت ريحَ البهاليـــل سكـــرةٌ = وخفّــت بعقــل القــوم غيدٌ نواعمُ
فأين الغطــاريفُ الصنـاديدُ عصبةً = وأين الاجاويدُ الصقورُ الضياغمُ؟
على ساحها اليرموك قد بات نصرُهم = تسطّرهُ في المجد بيضٌ صوارمُ
وقد خلـــّفوا في مؤتة المجد راكعاً = وفي القــادسية داعبـــتكَ النسائمُ
و في الساحِ تعدو سابحـاتٌ طِمرّةٌ = تثـــيرُ غبــار النقع والليلُ فاحمُ
تعيــن كميّـــــاً أريحيّــاً محنّــــــكاً = يزاولُ قطع الهام والخطبُ حازمُ
وتجري دماءٌ قانيــاتٌ كمـا جرى = على الأرض سيلٌ مستفيضٌ وعارمُ
أجبناً بني قومي وقد صار عرضكم = مبـــاحاً فتـــهتكه ذئــابٌ أعــاجمُ
أجبناً بني قومي وقد صار مالـُكم = سليـــباً يعــانقُه غريــبٌ مهـــاجمُ
أما آن أن تعلــو عــــوالٍ بيارقٌ = أما آن أن يصحو من الموت نائمُ
أما آن أن تشفـــى من الداء أمّةٌ = أما آن أن يجلو عن القوم غائمُ
ألسنا بنو قحطــان والعــــزُّ عندنا = ألسنــا بنو كنـعان فالرأيُ حاسمُ
نجـود علـى الـدنيا كمـا جاد قبلنا = على الناس في الأهوال زيدٌ وهاشمُ
قصـــدنا أعـــالٍ شامخــاتٍ بسيفنا = كمــا قصدت شُمَّ الجبال الهياثمُ
فنــلنا وكــنّا للــورى خيــــرَ قادةٍ = كُماةً نسوس الرومَ والسيفُ قائمُ
دعِ اللومَ وانظر ما جنته الهزائمُ = و فارقْ رضوخ العبد فالنصرُ قادمُ
تشنُّ علينا في فلسطــــــينَ هجمةٌ = وينهشُ لحم الناس في الأرض لاحمُ
ويقتاتُ قوتَ الناس وغدٌ مخادعٌ = ويجتاحُ سهلَ الأرض عادٍ وظالمُ
على الشاطئ اغتالوا أساريرَ طفلةٍ = فيلطمُ خدّ البحر في الخطبِ لاطمُ
لعلـّــــك قد شـــاهدتَ فيها فجيعةً = فأيـــن دمـــوعٌ هاطلاتٌ سواجمُ
لقد قطـــعوا غصن الطفولةِ يانعاً = وأظلـــمَ ليــــلٌ دجــوجيٌّ وعاتمُ
وفي الرافدين قد استحالت معيشةٌ = واحكم ظلمَ الناس غازٍ وغاشمُ
وأحكـــمَ حبـــكَ الفاتكات مخادعٌ = ويهــدمُ أحلاماً لذي الناس هادمُ
ويقطـــعُ آمــالَ العــــراقيّ طامعٌ = كما قطعت نخل العراق الحواسمُ
ويغتــالُ أُسْــدَ الحـــادثاتِ مكابرٌ = ويسعى لفتن النـــاس واشٍ وآثمُ
فمالِ بني قومي يشيحون وجههم = عن الخطبِ والأحداثُ حُمْرٌ قواتمُ
أضعفـــاً وتفريطـــاً وذلاًّ وخسّةً = وطـــول خمولٍ تزدريه البهائمُ
تكالبــت الاحـــداثُ فوق ربوعكم = وفــي كــلّ يــــومٍ كالحاتٌ مآتمُ
فهبــــّوا بني قومي هبوباً مزلزلا = كما زلزلت شمّ الجبال القواصمُ
وزجّوا بجيشٍ بعد جيشٍ عرمرمٍ = يقلقلُ كبر الغرب فالغربُ جاثمُ
ويفتــكُ فيـــــهم في المعامع فاتكٌ = فتحصى على قدر الرؤوس الجماجمُ
وتُنثر اجســادٌ على الأرض نثرةً = تــدوسُ عليـــها في الفلاة المفائمُ
ويصــــدعُ في الآفاق ناعٍ لقومهم: = قد احتــرق الجندُ الغفيرُ المزاحمُ
وقد أكلوا عند التحــامِ جيوشكم = كما أُكلــت في المكرمات الولائمُ
يعـــــادُ إلــــينا بعـــــد هذا سليبنُا = ويرشـــدُ بعد النصر غاوِ وهائمُ
خُلـــقنا ذوي عــزّ نصونُ ذمارنا = ويبســـمُ منـــّا للمصيبـــــــات باسمُ
وكنّا لكي نعلو وعشنا لكي نرى = لنا المجد يبنى والمعالي العواصمُ
***
الشاعر : عمر زيادة