تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معذرة سيد المقاومة



فضل شبلول
13-08-2006, 09:45 PM
معذرة سيد المقاومة

شعر: أحمد فضل شبلول




وقفتُ على حافة البحرِ
أرنو إلى جثتي
ـ مزَّقتها القروشُ ، الرياح ـ
وكانتْ تغنِّي لهذا الصباح
أغاني الحياةِ ،
أغاني الكفاح
وقفتُ .. بدونِ سلاح
وكان الرصيفُ
يزلزلُ أقدامَنا
فجأةً ..
لم يعدْ لي رمالٌ ..
ولا موجةٌ
أو سماءْ

تسللتُ من بينِ أضلاعِ خوفي
وقلتُ أجاهرُ هذا النهارَ
وأُعلنُ أني أرى جثتي
عند مدخلِ تلك البنوكِ
على عتباتِ الفنادقِ
في واجهاتِ المحالِ
تدوسُ عليها الطيورُ التي سدَّت الأفْقَ
وتزأرُ فيها الغيومُ التي سدَّت البَحْرَ
ورشَّتْ علينا الغبارَ
وبعضَ الغباء
ومدَّتْ يديها ومِنْقارَها
تخطفُ الرزقَ ممن تشاء
وهذا (الرَّدار)
يدورُ، يفتِّشُ ..
عن لحمنا اليعربيِّ الأصيلْ
وعن حمحماتِ الخيولْ
وقفتُ على جثتي
وهي تدخلُ تابوتـَها
فقلتُ لها: أبشري
فإنَّ النجومَ ـ صباحًا ـ
تجيءُ ..
خماسيَّةَ الشكلِ والقلبِ والمئذنة
وإن الشموسَ ..
ترى نـهرَنا ..
وهو يجري إلى المتعفِّنِ من مائهم
ولكنهمْ
يظمأونَ مع الشرْبِ
أو يُقتلون
وهذي المياهُ لنا
وهذي الورودُ لنا
سوف أَسْقي بـها جثتي
سوف ينبتُ من تربتي
ألفُ نـهرٍ يفيضُ عليهمُ سحرًا
وخوفًا ..
وذُلا
ويلقفُ كلَّ الأفاعي هنا أو هناك
اصبري جثتي
ثابري ..
وقومي انثري في البلاد
عطورَ دمائي
فإن "الجنوبَ"
أعادَ العروقَ
إلى لحمها اليعربيِّ الأصيلْ
أعاد الصهيلْ ..
إلى حمحماتِ الخيولْ.


أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية

درهم جباري
13-08-2006, 11:59 PM
معذرة سيد المقاومة

شعر: أحمد فضل شبلول




اصبري جثتي
ثابري ..
وقومي انثري في البلاد
عطورَ دمائي
فإن "الجنوبَ"
أعادَ العروقَ
إلى لحمها اليعربيِّ الأصيلْ
أعاد الصهيلْ ..
إلى حمحماتِ الخيولْ.


أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية

صدقت والله ، فقد كنا نسينا طعم النصر ومن الجنوب أنبعث النصر من جديد وشممنا رائحته
وتذوقنا طعمه فقد قامت المقاومة بما لم تقم به الدول العربية ـ مجتمة ـ طيلة نصف قرن من الزمن

الحبيب / أحمد فضل شبلول ..

بورك فيك وجزاك الله خيرا


ولك مني خالص الود .

عادل العاني
14-08-2006, 08:30 AM
معذرة سيد المقاومة

شعر: أحمد فضل شبلول




وقفتُ على حافة البحرِ
أرنو إلى جثتي
ـ مزَّقتها القروشُ ، الرياح ـ
وكانتْ تغنِّي لهذا الصباح
أغاني الحياةِ ،
أغاني الكفاح
وقفتُ .. بدونِ سلاح
وكان الرصيفُ
يزلزلُ أقدامَنا
فجأةً ..
لم يعدْ لي رمالٌ ..
ولا موجةٌ
أو سماءْ

تسللتُ من بينِ أضلاعِ خوفي
وقلتُ أجاهرُ هذا النهارَ
وأُعلنُ أني أرى جثتي
عند مدخلِ تلك البنوكِ
على عتباتِ الفنادقِ
في واجهاتِ المحالِ
تدوسُ عليها الطيورُ التي سدَّت الأفْقَ
وتزأرُ فيها الغيومُ التي سدَّت البَحْرَ
ورشَّتْ علينا الغبارَ
وبعضَ الغباء
ومدَّتْ يديها ومِنْقارَها
تخطفُ الرزقَ ممن تشاء
وهذا (الرَّدار)
يدورُ، يفتِّشُ ..
عن لحمنا اليعربيِّ الأصيلْ
وعن حمحماتِ الخيولْ
وقفتُ على جثتي
وهي تدخلُ تابوتـَها
فقلتُ لها: أبشري
فإنَّ النجومَ ـ صباحًا ـ
تجيءُ ..
خماسيَّةَ الشكلِ والقلبِ والمئذنة
وإن الشموسَ ..
ترى نـهرَنا ..
وهو يجري إلى المتعفِّنِ من مائهم
ولكنهمْ
يظمأونَ مع الشرْبِ
أو يُقتلون
وهذي المياهُ لنا
وهذي الورودُ لنا
سوف أَسْقي بـها جثتي
سوف ينبتُ من تربتي
ألفُ نـهرٍ يفيضُ عليهمُ سحرًا
وخوفًا ..
وذُلا
ويلقفُ كلَّ الأفاعي هنا أو هناك
اصبري جثتي
ثابري ..
وقومي انثري في البلاد
عطورَ دمائي
فإن "الجنوبَ"
أعادَ العروقَ
إلى لحمها اليعربيِّ الأصيلْ
أعاد الصهيلْ ..
إلى حمحماتِ الخيولْ.


أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية


الأخ الشاعر أحمد فضل شبلول
رائعة حقا , بارك الله بك وأنت تنبض بضمير عربي حي

تصف حالنا , وتستدرك بمن أعاد للعرب راياتهم.

استوقفني المطلع :
وقفتُ على حافة البحرِ ...
لسببين أولا هي حافّةُ بتشديد الفاء , وتخرج عندها عن الوزن.
وثانيا عادة لا تستخدم حافّة للبحر , وربما الأكثر تجانسا معه ( شاطئ أو ساحل أو ضفّة )
ويبقى هذا رأيا ليس إلا ... لا ينتقص من جمال هذه اللوحة المسبوكة ببراعة شعريا ولغويا.

تقبل خالص تحياتي وتقديري

فضل شبلول
14-08-2006, 07:50 PM
شكرا للصديق الأستاذ درهم جباري
على مرورك الجميل
وعلى رأيك الأصيل،
فقد نسينا بالفعل الانتصارات، وتعودنا على الهزائم والانكسارات،
فبورك في أهل الجنوب اللبناني الذين صمدوا، وأهل ضاحية بيروت الجنوبية الذين قدموا أروع أمثلة التضحية والفداء.
أما نحن الذين تابعنا المعارك والانتصارات من الخارج أو من خلال الشاشات، فلا نملك إلا أن نقدم اعتذارنا لسيد المقاومة، والانتصار. بعد أن كنا شبه جثث تعودت على الهزائم العربية المتوالية، والفضل في هذا يرجع إلى حكامنا الأشاوس.
تحياتي وتقديري

فضل شبلول
14-08-2006, 08:02 PM
أخي الأستاذ عادل العاني
شكرا لك عزيزي على مرورك، وتأصيلك اللغوي
وأتساءل هل يمكن تخفيف التشديد أحيانا، كما نخفف الهمزة في سماء لتصبح سما، وضياء لتصبح ضيا، وهكذا، ام لا يجوز؟
في حالة الجواز فيمكننا قياسا تخفيف التشيد في حافَّة لتصبح حافَة. ومع ذلك لست متعصبا لها.
أما عن ساحل أو ضفة أو شاطئ فهو المُضاف العادي والمستهلك، إلى البحر، وربما في حافة (مع تخفيف التشديد) يكون المضاف جديدا، يخرج عن العادية. مع أن الكلمات الأخرى ستقيم الوزن تماما.
مع شكري وتقديري على مشاركتك بالحوار النافع المفيد.

فضل شبلول
15-08-2006, 07:38 PM
أخي الأستاذ عادل العاني
بعد التحية
نسيت أن أذكر لك في ردي السابق أن هناك قاعدة عروضية تتحدث عن التقاء الساكنين، ففي حالة التقاء ساكنين فإنهما يدغمان في ساكن واحد.
وفي حالتنا (على حافة البحر) الساكن الأول: ألف حافة، والساكن الثاني في الفاء الأولى باعتبار الفاء مشددة (والحرف المشدد يحسب بحرفين: أولهما ساكن والثاني متحرك). إذن نحن أمام ساكنين أضغما في ساكن واحد، وبالتالي لا يوجد خروج على الوزن، كما ذكرت يا صديقي، ولنقطع الكلام عروضيا.
وقفت = فعولُ
على حاف = فعولن (التقاء ساكنين).
فتلبح = فعولن
تحياتي وتقديري

عادل العاني
15-08-2006, 08:38 PM
الأخ الشاعر الكبير أحمد فضل شبلول

اسمح لي أولا أن أحييك على سعة ورحابة صدركم ,
وهنا نكتشف الشاعر الحقيقي , وهنا نكتشف تقة الشاعر بنفسه ,
وبما يكتبه وسعيه أن يكون مفهوما من قبل قارئيه.

وتبقى هي وجهات نظر , وما تفضلت به وارد بخصوص التقاء الساكنين إلا في الضروب مثل ( فاعلاتْ )
وما اقترحته أنا من مخرج كان أيضا لتلافي التقاء الساكنين والإضطرار إلى الإدغام بما يغير من مفهوم الكلمة إن لم يكن في ( حافَة ) فربما في كلمات أخرى.
إن أجزنا تخفيف الشدة في غير القافية المقيدة وهو ما أجازه العروضيون.
ويبقى لكل منا وجهة نظره , وأحترم كثيرا وجهة نظرك , واحترامي لشخصكم الكريم قد ازداد أكثر وأكثر.

تقبل فائق تقديري واحترامي وتحياتي

فضل شبلول
15-08-2006, 08:53 PM
شكرا اخي العزيز الأستاذ عادل العاني
على التفاتك لهذه الدقائق والمنمنات التي تتشكل منها اللغة والعروض،
والتي تدل على خبرتك وثقافتك في هذ المجال،
والتي ـ في الوقت نفسه ـ أصبحت في خبر كان عند أخواننا أصحاب ما يسمى بقصيدة النثر، لأنهم ـ في نثرهم ـ لن يكونوا في حاجة إليها، وبالتالي يبطل استخدامها مع مرور الزمن ،إلا مع الدارسين والواعين من أمثالك أيها العزيز.
شكري وتحيتي وتقديري.

د. محمد حسن السمان
16-08-2006, 09:14 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب الشاعر الاستاذ احمد فضل شبلول

قصيدة رائعة , عشتها بكل تفاصيل خلجاتك الوجدانية , فكرة وصورة , وجرسا ومتانة نص , بالاضافة الى الروح الشاعرية الأخّاذة , اليس هذا جميلا رائعا , قولك :

تسللتُ من بينِ أضلاعِ خوفي
وقلتُ أجاهرُ هذا النهارَ
وأُعلنُ أني أرى جثتي
عند مدخلِ تلك البنوكِ
على عتباتِ الفنادقِ
في واجهاتِ المحالِ
تدوسُ عليها الطيورُ التي سدَّت الأفْقَ
وتزأرُ فيها الغيومُ التي سدَّت البَحْرَ
ورشَّتْ علينا الغبارَ
وبعضَ الغباء
ومدَّتْ يديها ومِنْقارَها
تخطفُ الرزقَ ممن تشاء

واسمح لي ان اسجل لك , هذه المناظرة الادبية واللغوية الراقية , مع الاخ الفاضل الشاعر عادل العاني , الذي احبه اخا واديبا .
ما اروعك ايها الشاعر, راجيا ان تتقبل اعجابي الدائم بك .

اخوكم
السمان

إكرامي قورة
16-08-2006, 09:57 PM
ثابري ..
وقومي انثري في البلاد
عطورَ دمائي
فإن "الجنوبَ"
أعادَ العروقَ
إلى لحمها اليعربيِّ الأصيلْ
أعاد الصهيلْ ..
إلى حمحماتِ الخيولْ.




الشاعر الأستاذ

أحمد فضل شبلول

أحييك على قصيدتك الجميلة وصورك الرائعة
وعلى نبرة الأمل التي أسمعتني إياها حروفك

الخاتمة رائعة كروعتك

تحياتي لك
وما أنضج حوارك مع الحبيب عادل العاني

فضل شبلول
17-08-2006, 07:42 PM
أخي الأستاذ الدكتور محمد حسن السمان
أشكر لك متابعتك المتواصلة، وحسن ظنك الدائم بي
وأرجو أن أكون بالفعل عند هذا المستوى من المحبة والتقدير لشخصك الكريم.
تحياتي

فضل شبلول
17-08-2006, 07:43 PM
الأخ الكريم الأستاذ إ كرامي قورة
محبتي وتقديري وشكري على مرورك الدائم
وعلى متابعتك للحوار مع أخي الأستاذ عادل العاني
وأتمنى أن أكون دائما عند حسن الظن
تحياتي

د. سمير العمري
07-10-2006, 10:36 PM
أحسنت أخي الشاعر.

تعود بعض ملامح العزة لوجه تجعد ذلاً وعجزا.



تحياتي