عمر زيادة
14-08-2006, 01:11 PM
خيانة
عمر زيادة
بانت رهـامُ وخفّـت بالهـوى الإبـلُ=إذ لم تصلك ولم تشفـع لـك الرسـلُ
مـا أسعفتـك غـداة البيـن نظرتُهـا=ولا التـأوّه ُ فـي بعـدٍ ولا الجُـمَـلُ
لمّـا خلـوتَ إلـى الزهـراء ترقبهـا=والشوق لوعتـه فـي القلـب تتصـلُ
جـادت عيونـك بالدمعـات تسكبـهـا=سَكْبَ الشتاء يجـود المُسبِـلُ الهَطِـلُ
ما للفـؤاد إذا قلنـا : سـلا ، قتلـت=أوجاعُـهُ دَنِفـاً فـي الحـبّ يشتعـلُ
قـد نبّهتـه دنـان ُ الـراحِ يشربهـا=وأجّجتـه ريـاحُ الـشـوق تنتـقـلُ
يقـول إذ بلـغ الحلـقـومَ سائغُـهـا=وليـس للبعـــد عـن آهاتـه سـبـلُ
لا ضيرَ أنك قـد أزهقـت لـي أملـي=قد مات من زمنٍ فـي عشقنـا الأمـلُ
لا ضير انكِ قـد هدّمـتِ لـي مجـدي=فالمجـد سيدتـي مـذبـوحُ مكتـهـلُ
لا ضير انـك قـد زينـت لـي حبـاً=والحـبُّ كالنجـم ، كالأجـرام يأتفـلُ
تلك الشـروطُ شـروطُ الحـب قاسيـة=بينـي و بينـكِ إذ لـن ينفـع الجـدلُ
دمعي السبيل وذلّـي القصـد آنستـي؟=إنـي الأنـوف وإنـي الشـمّ والجبـلُ
أي خاب مسعاكِ في إخضاع من خضعت=له الحـروفُ وأعلـت عـزّه الجُمَـلُ
هذا الخـداع لـه فـي حبنـا قصـصٌ=والكِـذْبُ آنستـي بالـكِـذْبِ يتـصـلُ
قلتـي أحبـك، كـم مـن مـرة قلتـي=لغيـري الحـب فـي أكنافـه الغـزلُ؟
كم قد بسمتي لغيري يـا رهـام ،وكـم=بالعشق اوجعتي من كانوا ومن رحلـوا
قبلي الرجـالُ علـى أذيالـك امتهنـوا=لكننـــــي رجـلٌ مــا مثـلـه رجــلُ
لكننـي رجـلٌ مــا مثـلـه رجــلُ=لكننـي مـثـلٌ مــا مثـلـه مـثـلُ
قولي لكبـرك يـا ريهـام قـد رحلـت=كـل الرجـال وصـار العشـق ينتعـلُ
قولـي لحسنـك مـا للحسـن منفعـةٌ=ولا الصبابـة فـي أحشائهـا المـلـلُ
هذي المحاسن قـد اطفـى مشاعلهـا=شـكّّ وبغـضٌ وكبـرٌ كـلّـه كـلـلُ
أما العيـون فكـان السحـر يغمرهـا=والآن لحظـك بالبغـضـاء يكتـحـلُ
فأيـن عطـرك والأزهـار تحـسـده=وأيـن قـدّكِ بيـن النـاس يفتـتـلُ
جنت عليـك ظنـونٌ لسـت أعلمهـا=وعنـدك القلـب للواشـيـن يمتـثـلُ
قالوا: يخونك ، قالـوا: كـاذبٌ أشِـرٌ=صدقت ويلك ما قالـوا ومـا هزلـوا؟
لـو كنـتِ موقنـةً بالحـبّ آنسـتـي=لو كنت مدركةً مـن قبـلُ مـا نقلـوا
هل علّمـوك فنـون الهجـر صنعتهـم=يا ويحهم جهلوا يا عظـم مـا فعلـوا
كنـت الفراشـة والأزهـار مرقـدهـا=والآن ضائـعـة بالـكـره تغتـسـلُ
كنـت الحمامـة مـا فتـأت مـغـردةً=والآن عابـسـة للـنـاس تـعـتـزلُ
عودي لرشـدك يـا ريهـام واتئـدي=لمثلـك الشعـر والكلـمـات تمتـثـلُ
عـودي لعهـدٍ يـا ريهـام يجمعـنـا=عودي يجلّـك فـي أحشائـي الوجـلُ
مـا بيننـا بـاقٍ إن كـنـت باقـيـةً=إذ حبّنـا مــاضٍ وليغـفـر الـزلـلُ
الشاعر عمر زيادة......
عمر زيادة
بانت رهـامُ وخفّـت بالهـوى الإبـلُ=إذ لم تصلك ولم تشفـع لـك الرسـلُ
مـا أسعفتـك غـداة البيـن نظرتُهـا=ولا التـأوّه ُ فـي بعـدٍ ولا الجُـمَـلُ
لمّـا خلـوتَ إلـى الزهـراء ترقبهـا=والشوق لوعتـه فـي القلـب تتصـلُ
جـادت عيونـك بالدمعـات تسكبـهـا=سَكْبَ الشتاء يجـود المُسبِـلُ الهَطِـلُ
ما للفـؤاد إذا قلنـا : سـلا ، قتلـت=أوجاعُـهُ دَنِفـاً فـي الحـبّ يشتعـلُ
قـد نبّهتـه دنـان ُ الـراحِ يشربهـا=وأجّجتـه ريـاحُ الـشـوق تنتـقـلُ
يقـول إذ بلـغ الحلـقـومَ سائغُـهـا=وليـس للبعـــد عـن آهاتـه سـبـلُ
لا ضيرَ أنك قـد أزهقـت لـي أملـي=قد مات من زمنٍ فـي عشقنـا الأمـلُ
لا ضير انكِ قـد هدّمـتِ لـي مجـدي=فالمجـد سيدتـي مـذبـوحُ مكتـهـلُ
لا ضير انـك قـد زينـت لـي حبـاً=والحـبُّ كالنجـم ، كالأجـرام يأتفـلُ
تلك الشـروطُ شـروطُ الحـب قاسيـة=بينـي و بينـكِ إذ لـن ينفـع الجـدلُ
دمعي السبيل وذلّـي القصـد آنستـي؟=إنـي الأنـوف وإنـي الشـمّ والجبـلُ
أي خاب مسعاكِ في إخضاع من خضعت=له الحـروفُ وأعلـت عـزّه الجُمَـلُ
هذا الخـداع لـه فـي حبنـا قصـصٌ=والكِـذْبُ آنستـي بالـكِـذْبِ يتـصـلُ
قلتـي أحبـك، كـم مـن مـرة قلتـي=لغيـري الحـب فـي أكنافـه الغـزلُ؟
كم قد بسمتي لغيري يـا رهـام ،وكـم=بالعشق اوجعتي من كانوا ومن رحلـوا
قبلي الرجـالُ علـى أذيالـك امتهنـوا=لكننـــــي رجـلٌ مــا مثـلـه رجــلُ
لكننـي رجـلٌ مــا مثـلـه رجــلُ=لكننـي مـثـلٌ مــا مثـلـه مـثـلُ
قولي لكبـرك يـا ريهـام قـد رحلـت=كـل الرجـال وصـار العشـق ينتعـلُ
قولـي لحسنـك مـا للحسـن منفعـةٌ=ولا الصبابـة فـي أحشائهـا المـلـلُ
هذي المحاسن قـد اطفـى مشاعلهـا=شـكّّ وبغـضٌ وكبـرٌ كـلّـه كـلـلُ
أما العيـون فكـان السحـر يغمرهـا=والآن لحظـك بالبغـضـاء يكتـحـلُ
فأيـن عطـرك والأزهـار تحـسـده=وأيـن قـدّكِ بيـن النـاس يفتـتـلُ
جنت عليـك ظنـونٌ لسـت أعلمهـا=وعنـدك القلـب للواشـيـن يمتـثـلُ
قالوا: يخونك ، قالـوا: كـاذبٌ أشِـرٌ=صدقت ويلك ما قالـوا ومـا هزلـوا؟
لـو كنـتِ موقنـةً بالحـبّ آنسـتـي=لو كنت مدركةً مـن قبـلُ مـا نقلـوا
هل علّمـوك فنـون الهجـر صنعتهـم=يا ويحهم جهلوا يا عظـم مـا فعلـوا
كنـت الفراشـة والأزهـار مرقـدهـا=والآن ضائـعـة بالـكـره تغتـسـلُ
كنـت الحمامـة مـا فتـأت مـغـردةً=والآن عابـسـة للـنـاس تـعـتـزلُ
عودي لرشـدك يـا ريهـام واتئـدي=لمثلـك الشعـر والكلـمـات تمتـثـلُ
عـودي لعهـدٍ يـا ريهـام يجمعـنـا=عودي يجلّـك فـي أحشائـي الوجـلُ
مـا بيننـا بـاقٍ إن كـنـت باقـيـةً=إذ حبّنـا مــاضٍ وليغـفـر الـزلـلُ
الشاعر عمر زيادة......