عبدالرحمن حسن
14-08-2006, 07:17 PM
أحــــــلام
النجــوم شاحبـــة في قبــة السماء خلــف الضباب ، والفجر بعيـــــد بعيــــد ، وغــارق في الصمت ، والقذائف تمشي من شارع لشارع ، تقتل العصافير في الملاجئ ، أشعر بضيق كبير ، تجثم على صدري كل الجبـــال الراسية ، أتضايــق من كل الأشياء ، حتى من حفيـــف الأشجار 0
تتسرب البــــرودة في جسدي ، دلفـــت إلى الغرفــــة ، كان الأطفال يتجمهرون حـــول التلفــــاز كفراشات ملونـــة تحوم حـــول قنديــــل قديـم ، وعلى عجل غادر الأطفـال الغرفـة ، حاولت أن أستسلم للنـوم ، استلقيت على فرشتي القديمة المصنوعة من بقايا الإسفنج ، غادرت إلى عالــم المــوت الجزئي ، فأخـذت الأحلام تغـزو عالمي ، تغيــــر كل شيء حولي ، وجـدت نفسي أتجـول فــي كل العواصم العربية بلا جواز سفر ، وأن أهـل من تقدمـت لطلب يدها يوما يبرقـون بالموافقة ويعيدون النظــر بتهديدهـــم ، أن تذبــــح ابنتهم كالشــــاة إن مررت بخاطر ابنتهم يوما ، إكرامـــا لشرف العائلـــــة 0
ثــم وجـــدت نفسي في ورشة كبيــرة ، ننــزع الصـــدأ عــن الأسلحة المخزنــــة فـــي المستودعات ، وسمعـت فــــي نشرات الأخبار ، أن شوارع واشنطن ، والمــــدن البعيدة تغص بالدراجات الهوائية ، وأن الصهاينة يتجمعون في المطارات والموانئ البحرية ، وأن بغداد تدفن الفتن المذهبية ، وتطرد الجيوش الأجنبية ، وأن قوافل الجنــد تمر من أمامي نحو جبهات القتال تشيع بالزغاريد والأناشيد الحماسية 0
وأن زرقاء اليمامــة تقسم اليمين بأنها ترى الآن زعماء الأمة العربية يجتمعون في تل الربيع ، وحيفا الفلسطينيــة يوزعـــون الأوسمة على الضباط وجنود الجيوش العربية 0
قفزت من لحظة الموت الجزئي فرحا ، وعــــدت لعالـــم اليقظة على الصراخ ، والطرقـــات العنيفــة ، نهضـت مسرعا ، فتحـت البــــاب كان رجال الأمن يغصون بالمكان 0
النجــوم شاحبـــة في قبــة السماء خلــف الضباب ، والفجر بعيـــــد بعيــــد ، وغــارق في الصمت ، والقذائف تمشي من شارع لشارع ، تقتل العصافير في الملاجئ ، أشعر بضيق كبير ، تجثم على صدري كل الجبـــال الراسية ، أتضايــق من كل الأشياء ، حتى من حفيـــف الأشجار 0
تتسرب البــــرودة في جسدي ، دلفـــت إلى الغرفــــة ، كان الأطفال يتجمهرون حـــول التلفــــاز كفراشات ملونـــة تحوم حـــول قنديــــل قديـم ، وعلى عجل غادر الأطفـال الغرفـة ، حاولت أن أستسلم للنـوم ، استلقيت على فرشتي القديمة المصنوعة من بقايا الإسفنج ، غادرت إلى عالــم المــوت الجزئي ، فأخـذت الأحلام تغـزو عالمي ، تغيــــر كل شيء حولي ، وجـدت نفسي أتجـول فــي كل العواصم العربية بلا جواز سفر ، وأن أهـل من تقدمـت لطلب يدها يوما يبرقـون بالموافقة ويعيدون النظــر بتهديدهـــم ، أن تذبــــح ابنتهم كالشــــاة إن مررت بخاطر ابنتهم يوما ، إكرامـــا لشرف العائلـــــة 0
ثــم وجـــدت نفسي في ورشة كبيــرة ، ننــزع الصـــدأ عــن الأسلحة المخزنــــة فـــي المستودعات ، وسمعـت فــــي نشرات الأخبار ، أن شوارع واشنطن ، والمــــدن البعيدة تغص بالدراجات الهوائية ، وأن الصهاينة يتجمعون في المطارات والموانئ البحرية ، وأن بغداد تدفن الفتن المذهبية ، وتطرد الجيوش الأجنبية ، وأن قوافل الجنــد تمر من أمامي نحو جبهات القتال تشيع بالزغاريد والأناشيد الحماسية 0
وأن زرقاء اليمامــة تقسم اليمين بأنها ترى الآن زعماء الأمة العربية يجتمعون في تل الربيع ، وحيفا الفلسطينيــة يوزعـــون الأوسمة على الضباط وجنود الجيوش العربية 0
قفزت من لحظة الموت الجزئي فرحا ، وعــــدت لعالـــم اليقظة على الصراخ ، والطرقـــات العنيفــة ، نهضـت مسرعا ، فتحـت البــــاب كان رجال الأمن يغصون بالمكان 0