تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنا وهبيد



عدنان أحمد البحيصي
24-08-2006, 12:14 PM
أنا وهبيد
الحلقة الأولى
في ليلة اكتمال البدر ذهبت إلى الوادي كعادتي، لأستمع لذلك النشيد ، نشيد ذلك المجهول.
لكنني ليلتها لم أستمع لأي نشيد، فكل ما سمعته هو أنين متقطع.
تتبعت ذلك الصوت فوجدت رجلاً ملقىً على الأرض، وجراح جسده تثعب دماً، وذئب بجانبه مقتول، فأقبلت على ذلك الجريح فأسندته إلي وأشربته من زوادة ماء كانت معي.
ثم عمدت إلى راحلتي فأنزلت منها ثوباً أبيضاً ، وجعلت أقطعه إلى قطع وأضمد بها جروح ذلك الغريب.
ومكثت ليالي وأياما أداويه حتى تحسنت حاله، وانطلق لسانه، فكان أول ما نطق به : الحمد لله ، بارك الله فيك يا أخي
فأجبته : وفيك بارك ، وجعل بلاءك كفارة عنك
ثم سألني عن اسمي فأخبرته ، فأخبرني أنه هبيد الشاعر وأنه هو من ينشد من سنين، فسألته أن يسمعني من شعره فأنشأ يقول :
طاف الخيال علينا ليلة الوادي
.................................... من آل سلمى ولم يلمم بميعادِ
أنى اهتديت إلى من طال ليلهم
...................................... في سبسبٍ ذا دكداكٍ وأعقادِ
يكلفون فلاها كل يعملةٍ
................................. مثل المهاة، إذا ما حثـّها الهادي
أبلِغ أبا كربٍ عنه وأسرته
.................................... قولا سيذهب غورا بعد إنجادِ
لا أعرفنـّـك بعد اليوم تندبني
.................................... وفي حياتي ما زودتني زادي
أما حِمامك يوما أنت مدركه
....................................... لا حاضرٌ مفلت منه ولا بادِ
فصبرت عليه حتى انتهى ، فهتفت به إنه هذا لشعر عبيد بن الأبرص.
فضحك وقال وما عبيد لولا هبيد، ثم أنشأ يقول :
أنا ابن الصلادم أدعى الهبيد
...................... حبوت القوافيَ قرميْ أسدْ
عبيدا حبوت بمأثورة
...................... وأنطقت بشرا على غير كدْ
ولاقي بمدركِ رهط الكميت
....................... ملاذا عزيزا ومجدا وجدْ
منحناهم الشعر عن قدرة
....................... فهل تشكر اليوم هذا معدْ
فوقع في خاطري أنه من الجان، فسألته بالله إن كان من الجان أن يخبرني
فقال : أنا هبيد الجني .
فقلت له : فمن أشعر العرب فقال :إمرؤ القيس.
ثم أطرق لحظة فقال : أحببت أن أسألك عن أمر أهمني؟
فقلت : سل عما بدا لك .
فقال : سمعت أن جماعة من أهل الفكر والأدب، قد أنشأوا رابطةً لهم، فأحاطوها بطيب فكرهم ، وزينوها بصالح شعرهم ، وهذبوها برائع نثرهم ، العمري سمير كبيرهم فهل سمعت بهم.
فقلت : على الخبير وقعت ، فأنا منهم إنها رابطة الواحة الثقافية.
فهتف متحمساً : أجل إنها هي يرحمك الله، فهلاّ أنشدتني من شعر كبيرهم العمري؟ فأنطلقت أنشد:
الحُزْنُ يَكْتُبُ فِي قَلْبِـي وَيخْتَصِـمُ
فَكَيْفَ تَخْذُلُ حَرْفِـي أَيُّهَـا القَلَـمُ
لَقَدْ كَتَبْتَ وَمُـوْقُ القَلْـبِ نَاضِبَـةٌ
فَكَيْفَ تَصْمُتُ عَجْـزَاً وَالمِـدَادُ دَمُ
أُكْتُبْ وَسَطِّرْ وَفَجِّـرْ كُـلَّ قَافِيَـةٍ
وَابْذِلْ دُمُوْعَكَ مَا لا تَبْـذُلُ الدِّيَـمُ
الدَّمْعُ يَسْفَحُ مَـا أُخْفِـي فَيُغْرِقُنِـي
وَالنَّارُ تَلْفَحُ فِي صَدْرِي وَتَضْطَـرِمُ
وَالوَجْدُ يَخْفِقُ فِي الوُجْدَانِ لا جَزَعَاً
لَكِنَّمَـا غَضَبَـاً أَنْ تَعْجَـزَ الهِمَـمُ
أُكْتُبْ فَإِنَّ مُصَابِي اليَـوْمَ ذُوْ جَلَـلٍ
تَكَادُ مِنْ هَوْلِـهِ الأَرْكَـانُ تَنْقَصِـمُ
غَابَ السِّرَاجُ وَمَا غَابَ الضِّيَاءُ بِهِ
وَأَظْلَمَ البَّدْرُ لَـمْ يَشْفَـعْ لَـهُ تَمَـمُ
وَأَجْفَلَ الفَجْـرُ أَنْ تُنْعَـى بِغُرَّتِـهِ
شَمْسُ الوُجُوْدِ وَأَنْ تَسْتَبْشِرَ الرَّخَـمُ
قَضَى الإِمَامُ شَهِيْدَاً فَاحْتَفَتْ زُحَـلٌ
بِمَا أَصَابَ وَبُشَّـتْ لِلنَّـدَى النُّجُـمُ
وَأَقْبَلَتْ مِنْ جِنَـانِ الخُلْـدِ عَابِقَـةٌ
مِنَ النَّسِيْمِ تَحُفُّ الرُّوْحَ ، وَالسَّلَـمُ
وَأَشْرَقَ الوَجْهُ فِي طُهْرٍ وَفِي جَـذَلٍ
كَأَنَّهُ مِـنْ سَنَـاءِ النُّـوْرِ يَبْتَسِـمُ
أَبَـا مُحَمَّـدِ إِنَّ النَّفْـسَ مُطْرِقَـةٌ
وَالعَيْنُ تَدْمَـعُ وَالأَحْـزَانُ تَحْتَـدِمُ
أَبَـا مُحَمَّـدِ لا غَابَـتْ شُمُوْسُكُـمُ
عَنِ القُلُوْبِ وَلا أَوْهَي بِهَـا الأَلَـمُ
عَلَى فِرَاقِكَ فَلْيَبْـكِ الرِّجَـالُ دَمَـاً
وَلْيُطْرِقِ الكَوْنُ وَلْيُسْتَنْطَـقِ البُكُـمُ
أَيَـا سَمِـيَّ رَسُـوْلِ اللهِ تَهْنِـئَـةً
نُلْتَ المُرَامَ وَنَالُوْا الخُسْرَ وَانْهَزَمُوْا
رُمْتَ الشَّهَادَةَ يَا شَيْخِي فَفُزْتَ بِهَـا
وَمَـا لِمِثْلِـكَ إِلا الفُـوْزُ وَالكَـرَمُ
أَقْسَمْـتَ بِاللهِ أَنْ تَحْيَـا بِمَنْهَجِـهِ
حُـرَّاً أَبِيَّـاً فَتَـمَّ العَهْـدُ وَالقَسَـمُ
وَكَـمْ تَمَنَّيْـتَ رُضْوَانَـاً وَمَغْفِـرَةً
فَاهْنَأْ بِصُحْبَةِ مَنْ فِي قُرْبِهِـمْ نِعَـمُ
يَا شَيْخُ أَحْمَدُ طِبْ نَفْسَاً فَقَدْ غَرَسَتْ
يَدَاكَ مِنْ ثَمَرَاتِ العِزِّ مَـا طَعِمُـوْا
فَكُنْتَ أَنْصَعَ نِبْرَاسٍ لِمَـنْ جَهِلُـوْا
وَكُنْتَ أَسْطَعَ مِقْيَاسٍ لِمَـنْ عَلِمُـوْا
وَكُنْتَ خَيْرَاً عَلَى الكُرْسِيِّ مِنْ نُجُبٍ
مِنَ الرِّجَالِ وَمَنْ تَسْعَى بِهُـمْ قَـدَمُ
كَمِثْلِ عَزْمِكَ مَا قَدْ أَبْصَرَتْ مُقَلِـي
وَمِنْ طِرَازِكَ لَمَّـا تُنْجِـبِ الأُمَـمُ
وَمَا لِجُهْـدِكَ نِـدٌّ يَـا جَـوَادَ يَـدٍ
وَمَـا لِوَصْفِـكَ إِلا أَنَّـكَ الـهَـرَمُ
وَفَاجِرٌ مَـدَّهُ فِـي غِيِّـهِ صَلَـفٌ
حَتَّى تَطَـاوَلَ فِـي آلاتِـهِ العَـدَمُ
يُرِيْدُ حَتْفَكَ مَا أَغْبَـاهُ مِـنْ نَجِـسٍ
وَكَيْفَ يَرْشُدُ مَنْ تَسْتَحْقِـرُ البُهُـمُ
وَكَيْفَ يَعْلَمُ هَـذَا المُمْتَـرِي سَفَهَـاً
أَنَّ الشَّهَادَةَ تُحْيِي وَالـرَّدَى يَصِـمُ
مَا مُتَّ فِيْنَا وَمَاتَ الجُلُّ مِنْ وَجَـلٍ
بَلْ زِدْتَ قَدْرَاً وَزَادَ العَزْمُ وَالشَّمَـمُ
قَدْ عِشْتَ رَمْزَاً لأَهْلِ العِزِّ قَاطِبَـةً
وَقَدْ قَضَيْتَ وَأَنْتَ الرَّمْـزُ وَالعَلَـمُ
لَئِنْ تَصَرَّمَ عَهْـدٌ وَانْقَضَـى أَجَـلٌ
فَإِنَّ عَهْـدَكَ فِيْنَـا لَيْـسَ يَنْصَـرِمُ
وَلَيْسَ يُجْحَدُ عِنْدَ النَّـاسِ قَدْرُكُـمُ
وَلَيْسَ تُنْكَرُ عِنْـدَ الخَالِـقِ الهِمَـمُ
أُسْدَ الكَتَائِبِ هِـذَا اليَـوْمُ يَوْمُكُـمُ
اشْفُوْا الصُّدُوْرَ فَـإِنَّ الحُـرَّ يَنْتَقِـمُ
هَذَا المُؤَسِّسُ قَـدْ غَالتْـهُ شِرْذِمَـةٌ
مِنَ القُـرُوْدِ وَغِيْلَـتْ قَبْلَـهُ القِيَـمُ
وَالفَاجِرُ الغَرُّ مَزْهُوٌّ بِمَـا اقْتَرَفَـتْ
مِنْهُ اليَدَانِ سَيَزْهُـوْ فِيْهُمَـا النَّـدَمُ
دُكُّوُا العَدُوَّ وَهُزُّوْا الأَرْضَ تَحْتَهُـمُ
لا تَنْثَنُوْا وَجَـلاً فَالخَاسِـرُوْنَ هُـمُ
وَأَطْلِقُوْا مِنْ شَدِيْدِ البَّأْسِ عَاصِفَـةً
تَأْتِي عَلَيْهِمْ جَمِيْعَـاً إِنَّهُـمْ ظَلَمُـوْا
لا يَعْدِلُ الثَّأْرَ فِـي يَاسِيْـنَ كُلُّهُـمُ
هَلْ يَسْتَوِي كُلُّ دُوْدِ الأَرْضِ وَالحَرَمُ
وَإِنَّمَـا الثَّـأْرُ لِلْكُرْسِـيِّ فَانْتَقِمُـوْا
وَلْيَصْدُقُ الفِعْلُ فِيْكُمْ مَا يَقُـوْلُ فَـمُ
تَمْضِي حَمَاسُ عَلَى آثَـارِ قَائِدِهَـا
وَتَسْتَمِرُّ بِهَـا فِـي كَفِّهَـا اللُّجُـمُ
الخَيْلُ تَرْكُـضُ وَالقَسَّـامُ فَارِسُهَـا
وَالسَّيْفُ يَرْدَعُ مَنْ لا يَرْدَعُ الكَلِـمُ
دَمُ الشَّهِيْـدِ يَخُـطُّ اليَـوْمَ مَرْحَلَـةً
مِنْ الجِهَادِ وَفَصْـلاً حَـدُّهُ الخَـذَمُ
يَا مَنْ تَغَـارُ وَيَـا أَحْـرَارَ أُمَّتِنَـا
عُوْدُوْا إِلَى الحَقِّ إِنَّ الحَقَّ عِزُّكُـمُ
القُدْسُ تَهْتِفُ وَالأَقْصَى يَصِيْحُ بِكُـمْ
وَالطِّفْلُ يُسْمِعُ مَنْ فِي أُذْنِـهِ صَمَـمُ
لا يَبْلُغُ المَجْدَ مَنْ يَخْشَى مَـوَارِدَهُ
وَلا يَنَالُ العُـلا المُسْتَهْتِـرُ القَـزَمُ
لَيْتَ الذِّيْنَ بِدَعْوَى السِّلْمِ فِي خَتَـلٌٍ
تَعُوْدُ عَنْهُ وَدَعْـوَى العِـزِّ تَلْتَـزِمُ
مَا كَانَ أَخْلَقَكُمْ أَنْ تَنْصُرُوْا وَطَنَـاً
عَاثَ العَدُوُّ بِهِ وَاسْتَفْحَـلَ الوَخَـمُ
لا كَالمَشَايِخِ فِي البَلْوَى وَقَدْ بَطِنُـوْا
شَلُّوْا اللِسَانَ وَصَمُّوْا سَمْعَهُمْ وَعَمُوْا
وَقَـادَةَ الـذُّلِّ كَالأَصْنَـامِ خَائِـرَةٌ
لَوْ كَانَ يَغْضَبُ مِنْ إِذْلالِهِ الصَّنَـمُ
يَسْتَعْصِمُوْنَ بِأَمْرِيْكَا وَمَـا عَلِمُـوْا
أَنَّا بِحَبْـلِ إِلَـهِ الكَـوْنِ نَعْتَصِـمُ
وَأَنَّنَـا كَالبُـزَاةِ الصِّيْـدِ مَطْعَمُنَـا
أَعْلَى الجِبَالِ فَلا غَـثٌّ وَلا رَمَـمُ
هُمَا الجَنَاحَانِ فِي الآفَـاقِ تَرْفَعُنَـا
وَهَلْ سَيَرْفَـعُ إِلا الدِّيْـنُ وَالشِّيَـمُ
فلما انتهيت ألتفت إليه فإذا عيناه تدمعان ، وقد آثر الراحة بعد أن قال : رحم الله الشيخ فقد كان أمةً وحده، وقد تاق بدني للراحة فهل تأذن لي في النوم وغداً بإذن الله نكمل.
فغطيته وسللت سيفي حارساً له كفعلي من ليلة ألفيته جريحاً .

عبلة محمد زقزوق
24-08-2006, 06:06 PM
حميلة ... ولكن هل تأمن له هذا الجني ؟
عموما نخن بحسن الضيافة والخلق نستطيع ترويض كافة أنواع الجن ... دام لنا مدادك ودام الترابط بالرابطة . تقديري

عدنان أحمد البحيصي
25-08-2006, 05:51 PM
أنا وهبيد
الحلقة الثانية
عندما لاحت خيوط الفجر الأولى في الأفق تيممت لعدم وجود الماء، إلا ما كان على ظهر راحلتي من ماء الشرب الذي أوشك على النفاذ.
ثم يممت وجهي تجاه القبلة وأذنت، فإذ بهبيد صاحبي يقول :"على رسلك يا صاحبي أريد التيمم".
أقتربت منه وأجلسته وقربت إليه صعيداً يتيمم به ، ثم أقام الصلاة فكبرت وشرعت في الصلاة.
وبعد أن انتهيت جلست إليه ونفسي تتوق لحديثه، وكأنه أحس مني ذلك، فقال : لكني أحب أن اسمع منك ، أنشدني من شعر أهل الواحة.
فاخترت له قصيدة أخي عادل العاني الذي يقول فيها:
رُغـمَ الـجِـراحِ وآلامِ المُعـانـاةِ بغدادُ يا وَلـدي أغلـى انتِماءاتـي
مرَّتْ عُصورٌ, وذا التّاريخُ يذكرُهـا والمجـدُ تكتُبـهُ بـغـدادُ آيــاتِ
وَلو يَطـولُ ظـلامُ اللَّيـلِِ تَنفضُـهُ والصُّبحُ ترسمُـهُ رُغـمَ العَذابـاتِ
بغدادُ يـا وَلَـدي مازِلـتُ أذكُرُهـا تلكَ الحَبيبةُ لَـو هاجـتْ خَيالاتـي
إنْ سالَ دمعُكِ يا بغدادُ , وا أَسَفـي أنتِ العَظيمةُ يا شَمـسَ الحَضـاراتِ
اليومَ - بغدادُ - جُرحي كادَ يقتُلنـي والجُرحُ يَرفضُ أحضانَ الضِّمـاداتِ
أَيُّ الجِـراحِ أراهُ اليـومَ مُلتئِـمـاً وكـلُّ جُـرحٍٍ يُـداوى بالجِراحـاتِ
تُسقي الجِراحُ جراحاً غيرَهـا بِـدمٍ إذْ نحـنُ نُبـدلُ مأسـاةً بِمـأسـاةِ
بغدادُ , هلْ عادَ "هولاكو" يُحاربُنـا ؟ أمِ الشَّياطينُ في أرضِ الرِّسـالاتِ ؟
مَاذا نقولُ إذا "المَنصـورُ" يسألُنـا ؟ صارتْ مَدينـةَ أشبـاحِ الضَّـلالاتِ
"هرونُ " في قَبـرهِ يَبكـي حَبيبتَـهُ تلكَ الّتي زفَّهـا مَجـدَ انتِصـاراتِ
سَلْ " كَربلاءَ "أما فاضَـتْ بنَهـرِ دَمٍ لمْ ترتوِ الأرضُ منْ "رأسِ الإماماتِ "
جفَّتْ دُموعُكَ , هذا بعضُ مَأساتـي والبَعضُ يُدركُ بَعضاً مِـنْ مُعاناتـي
فالرَّحلُ إنْ ضاعَ يوماً , إنَّهُ وَطنـي هذا الَّذي ضاعَ في عَصرِ المَهانـاتِ
منْ أيِّ مَزبلـةٍ قـدْ جـاءَ ساستُنـا بالدِّيـنِ فرَّقَنـا جَهـلُ العِمـامـاتِ
ما هَمَّهمْ زَرعوا الأحقادَ فـي بَلَـدي والحربُ جاءتْ بأنـواعِ الشِّقاقـاتِ
كنّا العـراقَ وكـلُّ الكـونِ يعرفُنـا واليـومَ يُغرقُنـا بَحـرُ النِّزاعـاتِ
والبيـتُ مُـزِّقَ أشـلاءً بِساكِـنـهِ فالدينُ أمسـى صَريعـاً بالـوَلاءاتِ
والنَّخـلُ يَهتـزُّ لا سعـفٌ يعانقُـهُ ولا يُساقـطُ تَـمـراً باهـتِـزازاتِ
مـا للفُـراتِ أراهُ اليـومَ مُكتئبـاً ؟ ما عادَ يَحكـي لأبنائـي الحِكايـاتِ
عانقتُـهُ وَأَنـا طِفـلٌ شُغفـتُ بـه واليـومَ يُبعدُنـي هَـولُ المَسافـاتِ
ما للفُـراتِ وبَحـرُ الـدَمِّ يُغرقُـهُ ؟ رمـي لدِجـلـةَ آلافَ الجِـنـازاتِ
وذاكَ دجلـةُ يبكـي للفُـراتِ بِــلا دَمعٍ فَقدْ فاضَ منْ نَزفِ الجِراحـاتِ
إنَّ العَقيـدةَ فينـا اليـومَ راسِخـةٌ دينـاً هَدانـا بـهِ ربُّ السَّـمـواتِ
يا ربِّ أرسلْ عَليهمْ ما وَعـدتَ بـهِ طَيـراً أبابيـلَ تَرمـي بالحِجـاراتِ
وانصُرْ رِجالاً , فوعدُ الحَقِّ نَصرُهمُ فَالماجِداتُ نَسجـنَ النَّصـرَ رايـاتِ
" اللهُ أكبَرُ " إنْ مـا زلـتِ رايتَنـا باللهِ نُقسِـمُ آتٍ نَصـرُنـا آتــي
هـذا امتِحـانٌ لَنـا واللهُ ينصرُنـا رغمَ المَجازِرِ ما اهتَـزَّتْ قََناعاتـي
ما نَحنُ إلاّ رِجالٌ وعدَهـمْ صَدَقـوا فامسحْ دُموعَكَ لَو حانـتْ نِهاياتـي
بَغدادُ يا وَلـدي أغلـى انتِماءاتـي بغدادُ يـا وَلـدي أغلـى حَبيباتـي
فقال : لا فض فوه ولا فوك إنه لشاعر مجيد، وإني أرى في شعره مآساة عميقة.
تنهدت تنهيدة كبيرة وقلت :نعم هي حاضرة الخلافة داسها الأعداء والله المستعان.
فقال : لقد شاهدت التتار بأم عيني وهم يدخلونها.
نظرت إليه مستغرباً، فضحك وقال :لا تعجب ألم أقل لك إني صاحب عبيد الشاعر ؟وقد ولدت قبله بمائتي عام.
ابتسمت وقلت : وأراك لا زلت شاباً سبحان الله .
فقال لي : بل أشعر أن وفاتي باتت قريبة، على كل حال لقد عمرت بما فيه الكفاية.
صمت برهة ثم قال : ألا تسمعني من شعرك.
فقلت : الحقيقة أنني لا زلت على شاطيء الشعر ولم أغصْ في أعماقه.
فقال : أحب أن اسمع منك على أية حال.
فأخترت قصيدتي بلغ رسول الله
بلـغ رسـول الله أنـا أمـة تحمي الضعيف وتكسر الأوثانا
بلـغ رسـول الله أنـا أمـة تعلي اللواء وتنجـد الإنسانـا
بلـغ رسـول الله أنـا أمـة فينا الشجاع ليقهـر العدوانـا
بلـغ رسـول الله أنـا جنـده بيميننـا نـور الإلـه هدانـا
بلغ رسـول الله أنـا حزبـه ويقيننـا أن الإلــه رعـانـا
بلغ رسـول الله أنـا جيشـه وسبيلنـا بـذل الدمـاء الآنـا
فقال : إنه شعر جيد، خفيف الوزن ، رشيق يعجبني شعرك أيها العدنان.
وعندها بدأ الوسن يزور عينيّ ، فقال لي هبيد : نمْ يا أخي وأنا أحرسك، وعند إعتلاء الشمس في كبد السماء أوقظك، حتى نصلي الظهر ونكمل الحديث.
فقلت : إن شاء الله وغلبني النعاس فاستسلمت له.

عادل العاني
25-08-2006, 06:30 PM
أيها الرائع عدنان

أصفق لك وأحييك ...


فقد نسجت ما تصبو إليه واقعاً , ونحلم به أن يتحقق رغم أنك لم تكمل ,

هو التواصل بين الماضي والحاضر , هذا الذي يجب أن نتمسك به ,
لا لنستذكر أمجادا ونندب حظوظا , وننعى أطلالا , بل لنستمد الدروس والعبر,
كي نتمكن أن نبني حاضرنا ومستقبلنا , وننهض من جديد .


سنتابع معك , ولي عودة لتشذيب بعض هنات نحوية وإملائية .
وسأعدل دون الرجوع إليك إن سمحت.

تقبل فائق تحياتي وتقديري

عادل العاني
27-08-2006, 08:27 AM
عدنان !
عدنان !
عدنان !
هل مازلت نائما , لقد مرَّ أكثر من يومٍ وليلة ,
فمالي أراك لم تستيقظ لحد الآن ؟
أم ماذا حدث ؟
هل مازال لبيد أم هبيد بخير ؟
استمر , بارك الله فيك ...
تحياتي وتقديري

وفاء شوكت خضر
27-08-2006, 10:54 AM
الأخ الفاضل / عدنان الإسلام ..

اسمح تطفلي على صفحاتك وأعدك أن أتابع بصمت التلميذ المجد ..
أستمتع حقا هنا على هذه الصفحات لأستقي ما فاتني من راقي الأدب وحلو الكلام .
لك مني كل التقدير .

عدنان أحمد البحيصي
29-08-2006, 02:35 PM
سيدتي الفاضلة الكريمة عبلة
أنا لا أخاف الجن ، وهبيد جني رائع ومسلم

سيدي الفاضل عادل العاني كم أحببت مرورك العطر الطيب
سأكمل أيها الحبيب


سيدتي الفاضلة سرني مرورك وكرمك

عدنان أحمد البحيصي
29-08-2006, 03:10 PM
أنا وهبيد
الحلقة الثالثة

عندما انتصف النهار ايقظني هبيد لاتجهز لصلاة الظهر، فقمت وتيممنا ثم صلينا، فاستأذنت من صاحبي أن أتجول قليلاً في الوادي لعل الله يكرمني بصيد نجعله طعام غذاءنا، فامتشقت قوسي ، وحملت كنانتي، وركبت راحلتي وانطلقت تركض بي وابتعدت مسافة بعيدة، فلاح لي من بعيد ظلال تتحرك، فوجهت ناقتي صوبها، فلما اقتربت منها وجدتها غزلان ترعى على شيء من العشب قد نما، فشددت قوسي و تخيرت من كنانتي سهماً فأطلقته مكبراً باسم الله فوقع في عجزها فوقعت أرضاً، فركضت وقد سللت خنجري فنحرتها، ومن ألطاف الله بي أن وجدت نبع ماء زلال ، فحسن عندي أن أنقل صاحبي الجريح إلى هذا المكان الجديد، وقفلت راجعاً ثم احتملته على راحلتي واتجهنا صوب نبع الماء.

فما إن وصلت حتى اتخذت لصاحبي متكئاً، وجعلت أنظف الغزال واسلخ جلده، ثم جعلت أقلب بعضاً من لحمه على نار أوقدتها.

أكلنا واسترحنا، وهبت نسائم طرية فكأنها نسيم الصبا، فراق لنا تجاذب حلو الكلام، فكان أول ما بدأني به : ألا تسمعني من شعر أهل الواحة؟
فقلت له : على الرحب والسعة ، وتخيرت قصيدة لسلطان السبهان فانطلقت انشدها:
ياراكباً قف بالمنازل والطللْ
فلعل معهدها يجيبك إن تسلْ
من بعد هجرك لم أزل متوجعاً
ومن البكاء على الأحبة ماقتلْ
ياطائر الأحزان مالك والأسى
أيقظت جرحاً في الفؤاد قد اندملْ
أقسمت أنساهم وأنحر حبهم
وهو الذي بين الجوانح قد نزل
أقسمت أنساهم وأنحر حبهم
إن المحبة ياأخا الدنيا دُوَل!!
ماذا التساؤل والتألم والبكا
والدار خالية وخلك قد رحل ؟؟
عجباً لمن يقضي الحياة معززاً
بين السيوف وبين عيدان الأسل
فتكت به عين المهاة فحاله
بين الرجاء وبين نيران الوجل
بدوية والسحر في ألحاظها
وطَفٌ على دَعَجٍ وزينها الكَحَل
والحسن يسكن في ربيع خدودها
والموت منبعه سيوف في المُقَل
في الجوف جمرٌ لاأطيق صليّه
يكفي الجوى مافي حشاشته اشتعل
يكفي الجوى ضرَبات قلبٍ طائشٍ
فقد الوقار فصار يضرب في عجل !!

فهتف معجباً : من هذا الحكيم الذي ذكرني بزهير ، فأجبته : هذا سلطان السبهان رقراق المعاني والألفاظ.
إن شعره كشعر الجاهليين ، بدأ بالبكاء على الأطلال ثم أخذ يسهب في شعر الحكمة ثم الوصف.
ابتسمت وقلت : فما رأيك فيما سمعت؟
قال :إن الواحة وأهلها خير من حمل اللغة وحماها، هذا ظني فيكم، فزدني لا فض فوك.

فتخيرت له قصيدة درهم الجباري التي يقول فيها :
أخبرتني عمّا اعتـراك الريـاحُ
وشكا ليلك الطويـل الصبـاح
وروت همـك الثقيـل طيـور
عزمت حمله فهـاض الجنـاح
وطني هل شعرت بالحزن لمّـا
مات من شدة الفساد الصلاح ؟!
هل تألمت حينما الظلـم أدمـى
مهجا ، بعدما كوتك الجراح ؟!
وغدا من بنيك من مات جوعـا
بينما الظالمون فيك استراحـوا
أيكـون العنـاء حـظ رعيـل
يمموا فرحة فتاهوا وساحـوا؟!
هل تعمّدت أن تطيـل شقاهـم
أم همو للشقاء والهم راحوا ؟ّ!
ومتى يصبحون يومـا رجـالا
من بطولاتهم يتـم النكـاح ؟!
ومتى تعتلي شموخـك يومـا
أنفس يُكتسى بهـا الانشـراح
ويغيب الظـلام عنـك بعيـدا
وتهب العقول تلك الصحـاح ؟!
حان يا موطن الفـلاح لنحيـا
في نعيم ، كما ينـادي الفـلاح
إننـا قـادرون نحيـا كرامـا
فلماذا يتـوه عنـا النجـاح ؟!

فلما انتهيت قال : جميلة وهادفة ومعبرة.
وكان وقت صلاة العصر قد حان ، فقمت أتوضاً وأحضرت لصاحبي الماء

عدنان أحمد البحيصي
29-08-2006, 03:11 PM
http://www.eco-house.org.eg/images/small/view1_s.jpg

حسنية تدركيت
30-08-2006, 12:04 AM
جميلة جدا اخي عدنان الاسلام وكانني اقرا الف ليلة وليلة

علاء عيسى
30-08-2006, 12:32 AM
الأخ
عدنان
أتمنى منك
فى الغد
أو بعد غد
دعوة
هبيد
إلى
صفحة العامية
ربما
يطلبون منك
قصيدة لى
أشكرك سيدى
إذا حدث ذلك

عدنان أحمد البحيصي
30-08-2006, 10:29 AM
أن يصل بك الإعجاب بالواحة و صاحبها الى هذه الدرجة هذا شأنك .....!
أما أن تستخف بالقاريء لهذه الدرجة فهذا ما لم أتوقعه من من توقيعه
ــ خادم الكتاب الكريم ــ، لا أدري هل راجعت المشاركة قيل فرضها علينا
أم لا ؟
وإذا وصل بالملتزم منا هذا الحال فعلينا أن نحصن أنفسنا بالرقية
الشرعية حتى لا يتلبسنا أمثال هبيدك . المعذرة لعدم مجاملتك .
فلم أتعود ذلك في ردودي .


السيد الفاضل حبيبي في الله أبا محمد
هذا عمل أدبي لم افرضه على أحد
لست ممن يستخفون بإخوانهم، وخاصة أنني أيها الكريم لم أكتب منكراً ، فإن من الجن ما هو مسلم، وانا كنت واضحاً في مشاركتي ولي أهدافي التي أحاول بيانها، أما أنك تستهجن القصة فليس معنى ذلك أن وقوعها يستحيل، فعدم معرفتك الشيء لا يعني عدم وجوده.
ثم هل تجدني قد استغثت بالجن أو توكلت عليهم من دون الله ؟ عجباً لك يرحمك الله

ما كان لمثلك وهو يعلم من أنا وأنا أعلم من انت ان تتهجم علي بهذه الصورة

عليك أخي بكتاب "جمهرة أشعار العرب " ففيه الكثير من مثل قصتي

شكراً لك

عدنان أحمد البحيصي
30-08-2006, 10:58 AM
أنا وهبيد
الحلقة الرابعة

لما انتهينا من صلاة العصر جلست أتلو آيات من القرءآن الكريم، وهبيد يستمع،فلما وصلت إلى قوله تعالى " فقالوا إنا سمعنا قرءآنا عجباً " نظرت إليه فإذا بعينييه تذرفان، فواصلت القرءآن ولما انتهيت من السورة خاطبني قائلاً : يا صاحبي ، أتعلم لم سلط الله على أمة الإسلام عدوهم ؟
لأنهم تركوا كتاب ربهم.
فقلت له : أجل يا صاحبي، الأمة باتت في حيرة من أمرها، تبيت على الذل وتستيقظ على القتل ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فسألني : فما دورك ومن معك ؟
فأجبته : يا صاحبي ، إن الجرح لأليم، وإن المصيبة عظيمة، لذا كان على كل مسلم أن ينهض بما يستطيع لنصرة دينه، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، لكنه لا يقبل من مؤمن تقصيراً.
فقال لي : أظن أن المشكلة في الفكر أيها الحبيب، فأكثر شباب الأمة منغمس في معاصي وذنوب وآثام.
فقلت له : لقد فقد الهوية، فقد الهوية من يوم أن سقطت الخلافة، واحتلت الأرض، و قطعت بلاد الإسلام، فقد الهوية تبعاً لموجات التغريب والاستشراق وغيرها.
فقال : كل ذلك بدعوى الحضارة، أيها الحبيب، فهل ثمة خطوات عملية قمتم بها لأجل النهضة؟
فأجبته : إن أولى خطواتنا أن نعيد صياغة فكر الأمة وفق ما يتفق مع الدين الإسلامي الحنيف، وإنها لأصعب خطوة وما بعدها أسهل منها، فإن أعيد الفكر نقياً أصيلاً راقياً سهلت الخطوة التي بعدها، وهي تغيير الواقع ورفض الظلم، لأن من يملك فكراً حراً وروحاً طليقة لا بد له أن يتحرر جسداً ووطناً .
فقال : فهل أنتم مجتمعون على الهدف؟
فأجبته : بشكل عام نعم، وفي النهاية من يعمل لنفسه سيعيش صغيراً ويموت صغيراً، ومن يعمل لأمته سيعيش كبيراً ويموت كبيراً.
قال : كم اتمنى أن أرى ذلك اليوم.
فقلت والحماسة تملأ قلبي : سنراه بإذن الله وقت أن تكون النية لله خالصة، ويوم أن نتعالى عن مصالح شخصية ونعيش لأمتنا، ويوم أن نتسامح فيما بيننا ونقيل عثرات إخواننا.
فقال :صدقت يا صاحبي صدقت.
صمتنا برهة وجالت في خاطري أمال أمتي، والآمها حتى قطع صوت هبيد حبل أفكاري قائلاً : يا صاحبي لقد أثقلت عليك وأتعبتك معي، ولقد تحسنت حالتي كما ترى ، فسهل الله دربك، أمض على بركة الله فوالله لا أنساك ما حييت، وأبلغ سلامي لكل من يحمل أمانة الدين واللغة.

فنظرت إليه وقد أغرورقت عيناي بالدموع، وأهديته خنجري ، وعانقته ثم امتطيت راحلتي وقفلت راجعاً إلى بلدتي

انتهت بحمد الله

عدنان أحمد البحيصي
30-08-2006, 11:03 AM
جميلة جدا اخي عدنان الاسلام وكانني اقرا الف ليلة وليلة


أخيتي الكريمة ندى الصبار

سرني أن أعجبتك قصتي المتواضعة

شكراً لمرورك

عدنان أحمد البحيصي
31-08-2006, 03:17 PM
الأخ
عدنان
أتمنى منك
فى الغد
أو بعد غد
دعوة
هبيد
إلى
صفحة العامية
ربما
يطلبون منك
قصيدة لى
أشكرك سيدى
إذا حدث ذلك

أخي الحبيب

القصة كنت قد صغتها قبل نشرها وهذا يقتضي مني أن لا أغير فيها
لأني أعتبر نقل الصورة الأولى لأي مشاركة لي أمانة أتحملها

شكراً لك

مصطفى بطحيش
31-08-2006, 03:57 PM
عدنان جميلة جداً

ويكمن الجمال في اطلاق اعنة الخيال وإلباس المادة الفكرية قالبا من الاثارة و التشويق
واستدعاء هبيد الشاهد على شخصيات التراث فكرة جميلة وليست بجديدة فهي من اختراع العصر العباسي وكنت قرأت شيئا مشابها لا اذكر في اي كتاب و لعله في الاغاني وقد استطيع العودة الى النص الذي قرأـه

بالمجمل الموضوع جميل ومشوق , وليتك اخي عدنان تهتم أكثر بتقنيات السرد والحوار فتضيف جمالا وبعدا آخر للنص

كما لا اهمل التعليق على ما قاله الدعيكي :

اخي الكريم الأدب ليس قوالب جامدة حلق كيفما تريد ولكن دون شطط
واذكر قصة ذلك الاعرابي يقول :

بينا كنت في وادي كذا اذ بي بقطعة من الليل وقد ابلج الصبح
فحملت عليها بسيفي ورمحي حتى رددتها !!!!

اترى اكذب من هذا الحديث ؟!

ولكني اراه سوى ذلك

لقد اراد الاعرابي ان يظهر بأسه وشجاعته وسيفه ورمحه وهي محاور حياته فصاغ هذه الصياغة , ومااجملها من صياغة !

تحية لكم جميعا

عدنان أحمد البحيصي
31-08-2006, 04:10 PM
عدنان جميلة جداً
ويكمن الجمال في اطلاق اعنة الخيال وإلباس المادة الفكرية قالبا من الاثارة و التشويق
واستدعاء هبيد الشاهد على شخصيات التراث فكرة جميلة وليست بجديدة فهي من اختراع العصر العباسي وكنت قرأت شيئا مشابها لا اذكر في اي كتاب و لعله في الاغاني وقد استطيع العودة الى النص الذي قرأـه
بالمجمل الموضوع جميل ومشوق , وليتك اخي عدنان تهتم أكثر بتقنيات السرد والحوار فتضيف جمالا وبعدا آخر للنص
كما لا اهمل التعليق على ما قاله الدعيكي :
اخي الكريم الأدب ليس قوالب جامدة حلق كيفما تريد ولكن دون شطط
واذكر قصة ذلك الاعرابي يقول :
بينا كنت في وادي كذا اذ بي بقطعة من الليل وقد ابلج الصبح
فحملت عليها بسيفي ورمحي حتى رددتها !!!!
اترى اكذب من هذا الحديث ؟!
ولكني اراه سوى ذلك
لقد اراد الاعرابي ان يظهر بأسه وشجاعته وسيفه ورمحه وهي محاور حياته فصاغ هذه الصياغة , ومااجملها من صياغة !
تحية لكم جميعا


أيها الأخ الحبيب الغالي ابا أحمد

أشكرك مرات ومرات
أولاً لأنك أعجبت بقصتي ، وثانياً لأنك فهمتني وثالثاً لأنك هاهنا شرفتني
ورابعاً لأنك نصحتني


شكراً لك حبيبي في الله


بورك فيك

إسماعيل صباح
31-08-2006, 10:37 PM
الفاضل الأخ مصطفى بطحيش اشكر لك مداخلتك وتتعليقك :ــ
اخي الكريم الأدب ليس قوالب جامدة حلق كيفما تريد ولكن دون شطط
وأي شطط أكثر من قول أخي وصديقي عدنان انها قصة حقيقية وانه حاوره
وجالسه واسعفه ،ليته قال انها من نسج خياله لأيدته لكنه مصر انها قصة
حقيقية ، والله يقول ـــ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ـــ فأيهما
نصدق ؟ شكرا لك مرة أخرى وليتنا لا نجامل في النقد حتى نحلق بمن نحبهم إلى أعلى المراتب.

مصطفى بطحيش
31-08-2006, 11:33 PM
الفاضل الأخ مصطفى بطحيش اشكر لك مداخلتك وتتعليقك :ــ
اخي الكريم الأدب ليس قوالب جامدة حلق كيفما تريد ولكن دون شطط
وأي شطط أكثر من قول أخي وصديقي عدنان انها قصة حقيقية وانه حاوره
وجالسه واسعفه ،ليته قال انها من نسج خياله لأيدته لكنه مصر انها قصة
حقيقية ، والله يقول ـــ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ـــ فأيهما
نصدق ؟ شكرا لك مرة أخرى وليتنا لا نجامل في النقد حتى نحلق بمن نحبهم إلى أعلى المراتب.

اخي الكريم

عندما قرأت قصة عدنان , لم يتبادر الى ذهني سوى جناح من الخيال حمل عليه حبكة اقصوصته , بلها اطار جذاب سكب فيه افكاره , هو لم يقل انها قصة حقيقية وانما قد توحي القصة بذلك , وقد توحي بخلاف ذلك كما انه لم يستخف بعقلي ولا اظنه استخف بعقول الآخرين ... اهي من السذاجة بهذا القدر الذي تعتقده !

ولك وجهة نظرك , وليس من الضروري ان نؤيدك فيها او تفرضها علينا
وبنفس الوقت الكاتب لم يفرض علينا نصه هي وجهة نظره واسلوبه وان شئنا قرأنا وان شئنا تجاوزنا نصه , اما المجاملة فلا
وليست الكياسة مجاملة مطلقاً !
كما ان التشجيع قد يكون هدفا في الرد !
لك اجمل تحية

خليل حلاوجي
02-09-2006, 09:35 AM
لاتنكر ياأخي الحبيب - الدعيكي - اننا اليوم بأمس الحاجة لهبيد هذا وجميل قراءاته ... الست ترى معي أن أرصفتنا الحجزينة ترينا من هو أشد خيالا ً وأضعف حجة من هبيد قصة أخينا الفاضل عدنان

والله ثم والله

لاسير في طرقات المدينة فأرى أعجب العجب فلا أرى تفسيرا ً لذلك سوى ان الله تعالى ربما أراد استبدالنا ليأت بقوم آخرين

اذ

الشياطين وهي تسري فينا مسرى الشرايين ... تتحكم في غدنا وفرحنا


ان أنسان العالم اليوم أخي الكريم ذهب مغاضبا مبتعدا ً عن مضمونه الانساني فنحن للجن اليوم ... أقرب



يارب سلم سلم

عدنان أحمد البحيصي
03-09-2006, 09:15 AM
الفاضل الأخ مصطفى بطحيش اشكر لك مداخلتك وتتعليقك :ــ
اخي الكريم الأدب ليس قوالب جامدة حلق كيفما تريد ولكن دون شطط
وأي شطط أكثر من قول أخي وصديقي عدنان انها قصة حقيقية وانه حاوره
وجالسه واسعفه ،ليته قال انها من نسج خياله لأيدته لكنه مصر انها قصة
حقيقية ، والله يقول ـــ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ـــ فأيهما
نصدق ؟ شكرا لك مرة أخرى وليتنا لا نجامل في النقد حتى نحلق بمن نحبهم إلى أعلى المراتب.


أخي الحبيب الدعيكي

هلاّ فتحت لي أغوار قلبك وسمعك ؟


إن مشاهدة الجن لا مانع يمنعه من شرع أو عقل

ألم يأتك نبأ الصحابي الذي أمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فأمسك بلص ليلة والتي يليها والتي يليها وكان لصه شيطاناً ؟

ألا يتمثل الجن بصورة الأنس؟

أسئلة أنتظر منك جوابها

عدنان أحمد البحيصي
03-09-2006, 09:17 AM
لاتنكر ياأخي الحبيب - الدعيكي - اننا اليوم بأمس الحاجة لهبيد هذا وجميل قراءاته ... الست ترى معي أن أرصفتنا الحجزينة ترينا من هو أشد خيالا ً وأضعف حجة من هبيد قصة أخينا الفاضل عدنان
والله ثم والله
لاسير في طرقات المدينة فأرى أعجب العجب فلا أرى تفسيرا ً لذلك سوى ان الله تعالى ربما أراد استبدالنا ليأت بقوم آخرين
اذ
الشياطين وهي تسري فينا مسرى الشرايين ... تتحكم في غدنا وفرحنا
ان أنسان العالم اليوم أخي الكريم ذهب مغاضبا مبتعدا ً عن مضمونه الانساني فنحن للجن اليوم ... أقرب
يارب سلم سلم


شكرا لك يا شقيق الروح خليل

عدنان أحمد البحيصي
03-09-2006, 09:19 AM
اخي الكريم
عندما قرأت قصة عدنان , لم يتبادر الى ذهني سوى جناح من الخيال حمل عليه حبكة اقصوصته , بلها اطار جذاب سكب فيه افكاره , هو لم يقل انها قصة حقيقية وانما قد توحي القصة بذلك , وقد توحي بخلاف ذلك كما انه لم يستخف بعقلي ولا اظنه استخف بعقول الآخرين ... اهي من السذاجة بهذا القدر الذي تعتقده !
ولك وجهة نظرك , وليس من الضروري ان نؤيدك فيها او تفرضها علينا
وبنفس الوقت الكاتب لم يفرض علينا نصه هي وجهة نظره واسلوبه وان شئنا قرأنا وان شئنا تجاوزنا نصه , اما المجاملة فلا
وليست الكياسة مجاملة مطلقاً !
كما ان التشجيع قد يكون هدفا في الرد !
لك اجمل تحية

أخي الحبيب مصطفى

بارك الله فيك أيها الطيب

شكراً لك

عادل العاني
03-09-2006, 09:37 AM
الأخ العزيز عدنان " الإنسان "
بعد أن انتهيت أود أن أشكرك ثانية ,
لقد عبرت عما يجول به ضميرك وخاطرك , وهي الرغبة في استنهاض الماضي , في حاضر غارق بسباته وغفوته المفروضة عليه.
حاضرٍ ما إن ترك كلام الله وسنة رسوله حتى انحدر إلى أسفل هاوية ,
يتخبط فيه حينا , ويلعن يومه حينا آخر.
نعم مثلما قال الأخ خليل , ما أحوجنا اليوم لرجالات الأمس , فأين هم ؟
ومن يتابع معك , يشعر بأهمية التمسك بالدين والإيمان , هذا إن أراد التعمق بالمعى أما الظاهر فصغ ما تشاء واكتب ما تشاء.
وكنت موفقا فيها , وكم تمنيت أن تستمر لتمر على كثيرين ممن هم في الواحة , ومن حطت على أكتافهم أحمال وأعباء النهوض بأمة " كانت خير أمة "
أما الجن والعفاريت والرؤى فكلها أدوات لنسج وبناء القصة.
ومن لا يصدق أن الجن موجود ليرجع للقرآن الكريم.
ولا أريد أن أقتبس من كلام الله عز وجل فهو افتراضا أمام أعين الجميع.
تقبل أخي عدنان تحياتي وتقديري
وبارك الله فيك

عدنان أحمد البحيصي
03-09-2006, 09:44 AM
الأخ العزيز عدنان " الإنسان "
بعد أن انتهيت أود أن أشكرك ثانية ,
لقد عبرت عما يجول به ضميرك وخاطرك , وهي الرغبة في استنهاض الماضي , في حاضر غارق بسباته وغفوته المفروضة عليه.
حاضرٍ ما إن ترك كلام الله وسنة رسوله حتى انحدر إلى أسفل هاوية ,
يتخبط فيه حينا , ويلعن يومه حينا آخر.
نعم مثلما قال الأخ خليل , ما أحوجنا اليوم لرجالات الأمس , فأين هم ؟
ومن يتابع معك , يشعر بأهمية التمسك بالدين والإيمان , هذا إن أراد التعمق بالمعى أما الظاهر فصغ ما تشاء واكتب ما تشاء.
وكنت موفقا فيها , وكم تمنيت أن تستمر لتمر على كثيرين ممن هم في الواحة , ومن حطت على أكتافهم أحمال وأعباء النهوض بأمة " كانت خير أمة "
أما الجن والعفاريت والرؤى فكلها أدوات لنسج وبناء القصة.
ومن لا يصدق أن الجن موجود ليرجع للقرآن الكريم.
ولا أريد أن أقتبس من كلام الله عز وجل فهو افتراضا أمام أعين الجميع.
تقبل أخي عدنان تحياتي وتقديري
وبارك الله فيك
شكرا لك أيها الأخ الحبيب والأستاذ الكبير عادل العاني على ما افضت هنا من جميل الكلمات ورائع المعاني
شكراً لك

حوراء آل بورنو
03-09-2006, 01:40 PM
هل يكفيك أني تبسمت ؟!

رعاك الله يا أخي .

حسام القاضي
03-09-2006, 03:46 PM
الأخ الفاضل / عدنان الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمل هادف يستحق التهنئة.

عدنان أحمد البحيصي
03-09-2006, 11:48 PM
هل يكفيك أني تبسمت ؟!
رعاك الله يا أخي .

تبسمك رائع أيتها الكريمة


يكفيني


شكراً لك

عدنان أحمد البحيصي
03-09-2006, 11:50 PM
الأخ الفاضل / عدنان الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمل هادف يستحق التهنئة.
بارك الله فيك استاذي الكريم حسام على هذا التشجيع



وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

د. سمير العمري
08-09-2006, 04:23 PM
خيال جميل بفكرة واضحة هو ربط الماضي بالحاضر والتحليق بالفكر والأدب في رحلة مفيدة ومقارنة هادفة أحقاد وأغراض الجاهلين.

لقد قطع العديد حبل الوصل بين ماضينا وحاضرنا قطع الساق من جذورها ، وتفاوت الرأي فمنهم من انقلب على حاضره وانكفأ على ماضيه ممجداً به حد القداسة، ومنهم من مقت ماضيه وقدس حاضره رغم النجاسة. ولست أرى كلا الأمرين صوابا.

إننا بحاجة بالفعل لربط الماضي بالحاضر وتوثيق الصلة بين الأجداد والأبناء بما لا يفقدنا الأصالة ولا ينكرنا في الحداثة. وأرى رحلتك مع هبيد هذا بهذا الخيال الخصب رحلة تستوثق الخطى بما يقدم أدباً هادفاً قبل أن يكون أدباً جميلا.


تقبل التحية

عدنان أحمد البحيصي
08-09-2006, 04:47 PM
خيال جميل بفكرة واضحة هو ربط الماضي بالحاضر والتحليق بالفكر والأدب في رحلة مفيدة ومقارنة هادفة أحقاد وأغراض الجاهلين.
لقد قطع العديد حبل الوصل بين ماضينا وحاضرنا قطع الساق من جذورها ، وتفاوت الرأي فمنهم من انقلب على حاضره وانكفأ على ماضيه ممجداً به حد القداسة، ومنهم من مقت ماضيه وقدس حاضره رغم النجاسة. ولست أرى كلا الأمرين صوابا.
إننا بحاجة بالفعل لربط الماضي بالحاضر وتوثيق الصلة بين الأجداد والأبناء بما لا يفقدنا الأصالة ولا ينكرنا في الحداثة. وأرى رحلتك مع هبيد هذا بهذا الخيال الخصب رحلة تستوثق الخطى بما يقدم أدباً هادفاً قبل أن يكون أدباً جميلا.
تقبل التحية


مرورك هنا أيها الكريم الحبيب وقراءتك لقصتي بمثابة قلادة تكريم لها ولي

نعم نحن بحاجة إلى أن نستوثق الخطى ، وتكتب أدباً هادفاً لا يخلو من جمال


شكرا لك وتقبل مودتي يا أستاذي الكريم

هناء
26-01-2007, 03:50 PM
الله يعطيك العافية اخ عدنان
حقيقة انت شخص رائع وتبهرنا بمواضيعك المثيرة
موفق اخي انشالله

عدنان أحمد البحيصي
26-01-2007, 04:47 PM
الله يعطيك العافية اخ عدنان
حقيقة انت شخص رائع وتبهرنا بمواضيعك المثيرة
موفق اخي انشالله


أختي الطيبة هناء

سررت بمرورك هاهنا ايتها الكريمة