المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه قصة كنت قد كتبتها مسلسلة إذاعية في حلقات



زاهية
25-08-2006, 07:15 PM
هذه قصة كنت قد كتبتها مسلسلة إذاعية في حلقات ولكنني آثرت أن أبقيها في درج مكتبي حتى يأذن الله لها بالظهور إلى الناس
وكنت قد كتبتها باللغة المحكية وسأحاول هنا جعلها بلغة مبسطة كي يفهمها الجميع وقد نقلت منها الحلقة الأولى إلى اللغة الفصحى وسأتابع نقل بقية الحلقات ولكن أريد رأيكم بهذه الطريقة بنشر القصة كسيناريو عبر الانترنيت أو طباعتها ورقيًا مع الشكر لكم
المشهدالأول
حوار بين زوجين في المنزل وهما يشاهدان التلفاز (مبارة كرة قدم)
عائدة: حازم يجب أن تهتم ببيتك وأولادك بعض الشيء..إنني
يقاطعها قائلاً: إنك تقومين بهذا الواجب وزيادة .
عائدة:حرام عليك يارجل. اتق الله لم أعد قادرة على العمل كما كنت سابقاً
خمسة وعشرون عاماً وأنا أعيش بعذاب في تربية الأولاد ,وأنت كأنَّك غير موجود بيننا.. لقد تخليت عن مسؤوليتك تجاه الجميع وتركت لي مهمة الأم والأب معاً..تعبت ياحازم ...هدَّ الزَّمن قوتي...
حازم( ساخراً دون أن يعيرها التفاتة):هه وهل مثلك تتعب؟!
عائدة: طبعاً أتعب أنا بشر...من لحم ودم وأحاسيس..في السابق كان لدي قدرة على المجاهدة أمَّا الآن فقد انتهى كلُّ شي ... إنَّني بت أعرج من ألم قدمي , والديسك يلتهم عمودي الفقري في ظهري ورقبتي...أرجوك ارحمني يرحمك الله..
حازم(ضجراً):خذي إجازة وارتاحي بعض الوقت.
عائدة:لم يعد لدي ولا يوم إجازة لقد استنفذتها كاملة
حازم ( بضجرأكبر): خذي إجازة طبية فالأمراض كثيرة
عائدة:بدأت أحس بالحرج والخجل من طبيب الصحة المدرسية ..
حازم (بكثير من الضيق):خذي إجازة بلا راتب وخلِّصيني من النَّق والكلام االفارغ.
عائدة:ومن سيصرف على البيت والأولاد؟
حازم (بمكر): من ثمن إحدى الأساور التي تضعينها عند الجيران بيعي إحداها .
عائدة: قلت لك أكثر من مئة مرَّة :إنَّني أخبِّيء الصيغة لوقت حاجة,ولاتنسى ما أقدمه من ثمنها لكسوة بيتنا الذي مازال على العظم رغم مرور عشر سنوات على بنائه .
إنني أريد أن أنتقل إليه بأسرع وقت ممكن , فأصحاب الشقة هنا يطلبون مني أن أخليها لهم .
حازم: ليس لدي حلٌّ رابع
عائدة : الحلُّ عندي إن لم يكن لديك مانع
حازم( ساخراً ):حقاً ؟ ! ولماذا لم تنطقي به منذ بداية الحديث؟
عائدة: اسمعني جيداً يا حازم
حازم متحمساً للمباراة: حلوة ضربة جزاء
عائدة : حازم يجب أن تدفع منك مصاريف البيت كي أطلب إجازة بلا راتب وإلا أصابني العجز وأصاب أولادك الجوع.
حازم(غاضباً): ارفعي عينيك عن راتبي,إنه لايكفي مصاريفي الشخصية إلا بصعوبة, إضافة لأجرة البيت التي ادفعها لكم,ثم ان هذا الأمر ليس بالجديد عليك.
لقد أضعت علي مشاهدة ضربة الجزاء ..هادمة اللذات
عائدة بحزن :صحيح ماتقول هذا الأمر ليس بالجديد علينا ولكن هل برأيك الدخان والخمرة والسَّهرأهم من أولادك وبيتك يا صاحب المروءة والشهامة؟
حازم: رجاءً لاتبدئي بالتَّجريح ..عندما تزوَّجت منك كنت على علم بكلِّ شيء ولاأسمح لك بالحديث في هذا الموضوع مرَّة أخرى..
عائدة (بجدية أكبر): لقد اختلف الوضع عما كان عليه سابقاً , لقد كبر الأولاد ,وكبر معهم المصروف,وراتبي لايكفي لآخر الشهر ..ساعدني بمصروف البيت بثمن الخمرة التي تدفع ثمنها باهظاً, أرجوك من أجلنا ومن أجل صحتك..
حازم (بعصبية): لاتخافي على صحَّتي ..اهتمي بصحتك وأسرعي ببيع الإسورة.
لم يعد بإمكاني مشاهدة مباراة واحدة دون القيل والقال أوفففففف..
فاصل
المشهد الثاني
في غرفة إدارة المدرسة يدور حديث بين معلمتين
رحاب:والله ياآنسة نوال إن قلبي يتقطَّع على عائدة وما وصلت إليه من سوء حال..
لاأدري كيف تستطيع الوقوف أمام السبورة و تشرح الدرس للطالبات وهي مضطرة للكتابة أثناء ذلك أيضاً.
نوال:على نفسها جنت براقش..لوأنَّها عرفت منذ البداية كيف تتعامل مع حازم لما وصلت إلى ماهي عليه الآن.. فات آوان الثورة يارحاب. فات
رحاب:وبرأيك هل يجب عليه أن يبقى متجاهلا لمسؤولياته مستخفاً بها وبأولاده؟
الجميع هنا يشفقون عليها ويتألمون لحالها.. لقد بدأت بعض الطالبات بتقليد مشيتها وهي تعرج أثناء إلقاء الدرس,وهي تعلم ذلك ,ولكنَّها تعمَّدت تجاهل الأمر أكثر من مرة.. بينما داخلها يغلي بالحزن والألم.
نوال: كان الله في عونها (تتنهد ) أوفٍ له.. سأتولى عنها درس الحصة القادمة وأدعوها للذّهاب إلى البيت للرَّاحة.
رحاب: وغداً من سيأخذ مكانها في شرح الدروس وبعد غد وبعده؟
المفروض إيجاد حلِّ جذري لمشكلتها مع زوجها.
نوال : صدقتِ .. سأساعدها اليوم وغداً له ترتيب آخر بعلم الله.
فاصل
المشهد الثالث
في السوق عند اللحام
عائدة : أريد نصف كيلو من اللحم أخي أبي خلدون.
أبو خلدون:من عيوني أختي أم فادي(( يزن لها اللحم)
عائدة : سلمت عيونك أخي الكريم
أبو خلدون: كيف حال أبي فادي؟ لم أره منذ زمن بعيد
عائدة : إنَّه بخير والحمد لله.
أبو خلدون: سبحان من خلقه .إنَّه رجل لطيف المعشر ,دمث الأخلاق , الجميع هنا في الحارة يشكرون منه.
عائدة: هذا من كرم أخلاقك أخي وأخلاقهم..
أبو خلدون : تفضلي خذي اللحمة ..مأكول الهناء بإذن الله..
عائدة: سلمت يداك أخي
أبو خلدون: وهذه فاتورة الحساب أختي الكريمة.. لقد سجلت عليها كل ماأخذتموه من لحم خلال الشهرين الماضيين..
عائدة(بارتباك):هاتها أخي هات ..
أبو خلدون(مستدركاً): إذا كنت لاتحملين نقوداً الآن لايهم . غداً أو بعد غد تسددون الحساب لافرق أختي أم فادي.
عائدة: قد يمر بك أبو فادي ويعطيك النقود خلال يومين أو ثلاثة.
أبو خلدون: حسناً ..بلِّغيه سلامي وأوصيه با بني محسن فهو طالب عنده في المدرسة ويقولون بأنَّه مقصِّرٌ باجتهاده..
عائدة بخجل: إن شاء الله . السلام عليكم .
تسرع بالإبتعاد عن دكان اللحام بينما يقول أبو خلدون محدِّثاً نفسه:أعانك الله على هذا الرجل.مسكينة وتستحقين الصَّدقة ..ولكن ماالعمل العين بصيرة واليد قصيرة.. كان الله في عون الجميع
فاصل
المشهد الرابع
عند البقال وهو يزن لها الخضار
البقال: وهذه باقة بقدونس و كيلو ونصف بطاطا أتريدين شيئاً آخر؟
عائدة وهي (تتناول الكيس منه): لا.شكراً لك ..كم هوالثَّمن؟
البقال : خمس وعشرون ليرة .
عائدة : تفضَّل أخي وهذه خمس وعشرون ليرة
البقال:ماهذا؟!
عائدة:ثمن البطاطا والبقدونس
البقال:ولكن هناك فاتورة أخرى ألن تسدِّدي قيمتها الآن؟
عائدة : في أول الشهر بإذن الله أسددها لك
البقال بمروءة: على راحتك أختي أم فادي ,خذي الخمس والعشرين ليرة وفي أول الشهر ترسلين لي الحساب كاملاً
أمُّ فادي : كثَّر الله خيرك أخي , السلام عليكم.
أبو فادي : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مع السلامة جارتنا.
فاصل
========
المشهد الخامس
أم فادي تصعد الدرج إلى بيتها في الطابق الثالث
عائده بتعب: أه .. كُسر ظهري ..أوف...مازال أمامي طابق آخر للوصول إلى البيت
يارب ساعدني ... هدَّ ني التعب ..
تصل إلى باب منزلها وتفتح القفل بالمفتاح بينما تخرج جارتها سهام من بيتها
عائدة: السلام عليكم
سهام: وعليكم السلام ..خير جارتنا ..أراك تعودين باكراً هذا اليوم من المدرسة؟
سهام(بتعب):أخذت إجازة طبية ..
سهام:يبدو أنك متعبة ..
عائدة : أجل أكاد أسقط فوق الأرض أرجو عدم المؤاخذة
سهام : لابأس عليك
عائدة : عن إذنك سهام
سهام : هل أستطيع مساعدتك في شيء؟
عائدة : شكراً لك سأعد الطعام على مهلٍ , مازال أمامي متسع من الوقت قبل أن يعود حازم والأولا دمن المدرسة.
سهام: حسناً ولكن أمي تنوي زيارتك لانها كما أخبرتني مشتاقة لك .
عائدة : قد أزورها بعد العصر بلغيها سلامي
سهام : يصل إن شاء الله.
فاصل
المشهد السادس
في بيت عائدة تنادي ابنتها ولاء
عائدة:ولاء..ولاء...(تسير في البيت المتواضع الأثاث المؤلف من غرفة نوم للزوجين وغرفة نوم للأولاد الأربعة( ولدان وابنتان)وغرفة صغيرة للجلوس والمطبخ والمنتفعات ويلف البيت بلكون خارجي من جهتيه الغربية والشمالية) لاتسمع رد ولاء
عائدة : تتحدث نفسها: أين هي ولاء؟ مازال البيت على حاله دون ترتيب ولا تنظيف..
ربما كانت نائمة أوهي عند جارتنا سها.. تعود للنداء وتدخل غرفة الأولاد
عائدة : ولاء..ولاء
تستيقظ ولاء وترد وهي تتثاءب: هل رجعت من المدرسة ؟
عائدة : وماذا ترين هل أنا هناك؟
ولاء: ظننت ذلك
عائدة: لماذا لم تستيقظي باكراً ؟
ولاء: أحس بشيء من الكسل
عائدة: الساعة الآن العاشرة والنصف هيا انهضي و ليِّني جسدك ببعض التمارين الرياضية..
ولاء: حسناًسأفعل , ولكن لماذا رجعت باكراً هذا اليوم؟
عائدة : أشفقت عليَّ المعلمة نوال جزاها الله خيراً وأخذت عني الحصة كي أعود إلى البيت للراحة..آه..من أين ستأتيني الراحة ياحسرة؟
ولاء: ارتاحي أنت وأنا سأتولى القيام بمهامك المنزلية
عائدة (بسخرية): ماشاء الله ..من أين لك هذا النشاط؟
ولاء : فلنحمد الله عليه
عائدة : الحمد لله على كل حال..هيا إلى عملك ريثما أعد لكم الطعام
ولاء: وماهو طعامنا لهذا اليوم ياأم فادي؟
عائدة:بطاطا ولحمة وسلطة فجل مع البقدونس والبصل
ولاء: أوفٍ للبطاطا..لقد كرهتها من كثرة طبخها ..يوم بطاطا مقلية وفي اليوم التالي مسلوقة وفي الثالث مشوية,نريد طعام مثل الذي يأكله الناس ..اشتقنا للدسم وبتنا نشتهته.
عائدة:ليس معنا ثمن الطعام الدَّسِم هذا.الحمد لله علىأننا نستطيع أن ندبر أمورنا بالنواشف والفول والبطاطا والفلافل.
ولاء :ولماذا أنجبتمانا إذا كنتما لاتستطيعان إطعامنا مانشتهيه؟
عائدة:حياتنا والحمد لله أفضل من حياة الكثير من الناس. هناك من لايجد رغيفاً يسد به جوعه
ولاء( بغيظ):وماشأني أنا بالآخرين؟ لم أعد أطيق هذه الحياة بهذه الطريقة الممللة
عائدة:لاتجحدي النعمة يا فتاة ,عليك بشكر الله كي لاتـُسلبيها
ولاء: أتصدقين أنني عندما أشم رائحةالطعام تخرج من نوافذ مطابخ الجيران أتحسر ويسيل لعابي وأتمنى أن آكل كما يأكلون
عائدة: أتقولين هذا الكلام وأنت كل يوم تذهبين إلى منزل جارتنا سها وتأكلين عندهاما لذّ وطاب من المأكولات؟أما نحن فإنَّنا لا نذوق مثلها إلا عندما ترسل لنا إحدى الجارات صحناً مما يطبخون.
ولاء بغيرة): سها في بيتهم يأكلون أفخر أنواع الطعام وألذه عدا الحلويات والفاكهة ,ورغم أنني أشاركهم في معظم طعامهم إلا أنني أحس بأنني متطفلة عليهم رغم أن سها لاتشعرني بذلك..أمي .. لماذا لم نكن مثلهم بل بماذا نختلف عنهم أنت ووالدي من خريجي الجامعات أما هي وزوجها فلم يحصلا الشهادة الإعدادية؟
عائدة (بحزن): الجواب عند أبيك
ولاء بخبث): وأنا أيضاًأعرفه ..أبي لايهمُّه إلا الخمر.. أليس كذلك ؟ لاأظن هناك أباُ مهملا لبيته وأولاده مثل أبي.. أحياناً أفكر بأن أقسو عليه كما هو يعاملنا ولكنَّني لاأستطيع التَّنفيذ لأنَّني أحبه.
عائدة : أما هو فالقسوة في دمه ولا يشعر بها لأنهما مجبولان معاً,ونتائجها هو من يجني ثمارها بصحة جسده وتعاسة أولاده
ولاء:وحتى متى سيظلُّ على هذه الحال ؟إننا بحاجة لعطفه وحنانه
عائدة : العلم عند الله ..هيا إلى أشغالك قبل أن يأتي ويعيد نهارنا ليلا ..إنَّه عصبي المزاج ووضعه النفسي ليس بالغريب عنك
ولاء: أمرٌ عجيب والله
عائدة : أ ي أمر هذا ؟
ولاء: أن يكون حال أبي على ماهو عليه مع أنَّه رجل مثقف ,.فكيف هو حال من هوأقل منه حظاً بالعلم والثقافة؟
عائدة :ومن أخبرك بأن كل متعلم يفهم الحياة جيداً . الفهم ياابنتي فضَّله الكثيرون عن العلم.
ولاء: أحياناً أجده من أكثر الناس فهماً ولكنه فجأة يتراجع إلى الوراء بسرعة مذهلة
إنني أشفق لحاله .. يجب عليه أن يكون لنا ولتلاميذه في المدرسة قدوة خير لاقدوة سوء. لقد ضيَّع نفسه بالخمرة وأخشى أن يضيعنا يوماً.
عائدة: ستتزوجين وتغادرين هذا الواقع المرير الذي نعيشه وكذلك أختك وأخواك
ولاء: وإذا لاقدَّر الله لم يأتني عريسٌ ,هل سنبقى مدى العمر على هذا المنوال من التعاسة والحرمان؟
عائدة بضيق: لاأدري والله ماذا سأقول لك ..إنّ َوالدك تربى هو وأخوته على تناول الخمرة في بيت جدك الذي هوالآخر لم يفارقها أبداً حتى مات..الخمرة عادة وراثية في عائلتكم ولكم أخشى أن تنتقل إلى أخوَيكِ في المستقبل رغم حرصي على إبعادهم عنها.
ولاء: ولماذا قبلت به زوجاً؟
سؤال مفاجىء لم تتوقعه عائدة فحاولت إنهاء الحديث بأي شكل فقالت
عائدة:قسمة ونصيب..هيا إلى أعمال البيت ولا تحشري نفسك فيما لايعنيكِ
ولاء(تنظر إلى أمها التي اتجهت نحو المطبخ وتحدث نفسها):كلما سألتها هذا السُّؤال تتهرب من الإجابة عليه ..يجب أن أعرف السبب.. ولو بعد حين
فاصل
----------
المشهدالسابع
في غرفة نوم حازم ينادي ابنته الكبرى وهي في الثالثة والعشرين تكبراختهاولاء بعامين بعدها يأتي فادي ثم الولد الأصغر وهي حائزة على شهادة معهد فنون تشكيلية وتمتلك قسطاً من الجمال.
حازم: أمل .. ياأمل
تأتي إليه أمل وتسأله:نعم بابا أتريد شيئاً
حازم :أحضري الطعام إلى هنا أريد أن آكل بسرعة وأنام
أمل: بابا لماذا لاتأكل معنا ؟ إنني أتشوق للطعام بصحبتك
حازم: أتريدين أن أغير عادتي في آخر العمر؟
أمل : أبعد الله عنك الشر ياأبي إنك مازلت شاباً وجميلاً أيضاً
حازم:أبداً يا أمل أحس بأن الموت قريب مني
أمل :هذا بسبب المشروب الذي تتناوله كل يوم
حازم: اعتدتُ عليه وسيموت معي
أمل:إنك تقتل نفسك به ياأبي ..هذا انتحار يعاقب الله عليه فاعله بالعذاب,إن كبدك أصيب بالتشمع ودواؤك هوفي ترك الخمرة ..
حازم: لقد مات عمك كامل بهذا المرض وكذلك جدك وسألحق بهما عما قريب ولا ندري من سيصاب به من أعمامك بعد ذلك..
أمل : لعنة الله على الخمر وعلى من أخترعه
حازم( متذمِّراً): وعلى شاربه أيضاً أعرف ذلك كفى لاأريد أن أسمع شيئاً أحضري الطعام قبل أن أنام دونه
أمل: أتريدني أن أرى سراجك ينطفيء أمام ناظريَّ وأظل ساكتة؟
يجب أن تعالج من الخمرة ومن تشمع الكبد
حازم : أصبح الوقت متأخراً للعلاج أغلقي الباب وراءك سأنام لم أعد أحس بشهية للطعام
تدخل عائدة وهي تحمل صينية عليها أطباق الطعام
عائدة : لقد أحضرت لك الغداء .. سم بالله وكل
حازم: وما هو طعامك اليوم ؟
عائدة :مفركة بطاطا باللحمة وسلطة فجل
حازم(متأفِّفاً): أوف بطاطا ..بطاطا..ألا ينتابك الملل من تقشير البطاطا؟ألم تؤلمك يداك من هذا التقشير ؟
عائدة: طبعاً لقد تعبت ومللت منها .. أحضر أنت ماتشاء من الطعام وسوف أطبخه لكم .
حازم: لاأريد أن آكل ولا أن أسمع منك منَّا
عائدة:لاأقصد منَّاً ولا أذى وإنما لتعلم أنني أطبخ لكم ماأقدر عليه
حازم: ماشي الحال: ضعي الطعام فوق المنضدة واخرجا من الغرفة
عائدة : حسناً كما تشاء.. أمل اذهبي وكلي مع اخوتك
أمل : وأنت ألن تأكلي معنا؟
عائدة : أكلت بضع لقيمات أثناء اعداد الطعام أما الآن فسأحضر دروس غد للطالبات.
حازم : لم تخبريني بشأن ابنة أبي رامز , هل قررت إعطائها بعض الدروس الخاصة هنا في البيت,مازال والدها ينتظر الجواب؟
عائدة:وهل ترى ظروف بيتناتسمح بذلك؟
حازم: فكري جيداً فالرجل سيدفع لك ماتطلبين من الأجرة لأنَّ ابنته تحبك وهي مصرة على أن تكوني أنت مدرستها الخاصة لمادة اللغة العربية
عائدة : لقد تعبت معها في المدرسةوتريدني أن أحضرها إلى البيت.إنها لاتفهم شيئاً من اللغة
حازم: اعطها الدرس وهي حرة فهمت أم لم تفهم المهم أن تأخذي أجرة الحصة
عائدة : ولكن ضميري لايرضى بما تقول ولن أدعها تخرج من بيتي دون أن تفهم الدرس جيداًولو أرهقتُ بها
حازم:إذن اكسبي بها حسنة ولاتتركيها تخرج من البيت قبل حفظ الدرس
عائدة (_ساخرة): سبحان الله ماأجملك وأنت تتكلم عن الحسنات ,اقشعر بدي, انظر(تمد إليه يديها)
حازم(محتدَّاً): ماذا تقصدين ؟
عائدة: اقصد ياأستاذ أن ترحم نفسك وأولادك وترحمني .. كفى اهمالاً يارجل .. ..كل يوم تعيد نفس البرنامج .. تعود من المدرسة .. تأكل وتنام وفي الليل تذهب للسهر مع اصدقاءالمشروب وتعود مسطولاً للنوم.. يجب أن تخجل من هذه الأعمال السيئة فأنا أيضًا.
حازم( بقهر) : أمل خذي الطعام قبل أن ألقي به فوق الأرض..اخرجا من الغرفة ..لاأريد أن أرى أحداً..فليغنني الله عن أمك والبطاطا.
عائدة: حسناً يابيك سنخرج من الغرفة ولكن سأترك لك الطعام لأنَّك لن تستطيع النوم وأنت جائع.
تخرج مع ابنتها من الغرفة
المشهد الثامن في غرفة الجلوس وفيها فادي الذي يقول لأمِّه
فادي: لقد أصبحت أصواتكم عالية مثل بائعي الخضار
عائدة بغضب: اسكت أنت .. وإلا أفرغت غضبي فوق رأسك..
فادي ضاحكاً: أفرغيه ماما واريحي قلبك من الهم .. والله لا يسعدنا خصامكما أبداً .
عائدة:أكاد أجن يافادي ..تصوَر إن والدك سيضيف إلى همومي الكثيرة ابنة ابي رامز(تبكي قهراً) إنَّه ينوي قتلي بها
أمل:لم يقصد أبي هذا لماذا تفهمين الأمور بغير قصدها
عائدة: بغيظ:يعني أنا لاأفهم يافهيمة؟
أمل : ماالمانع الذي يحول دون اعطائك بعض الدروس لابنة أبي رامز في الأسبوع
وذلك سيوفِّر لك دخلا إضافياً جيداً يعيننا في المصروف؟
عائدة : أه قال المثل اللي بيعرف بيعرف واللي مابيعرف بيقول كف عدس.
أمل بفرح: ياألله ماأطيب شوربة العدس. في مثل هذاالبرد القارس.. ماما أريد شوربة عدس.
عائدة:ياعيني ..كل واحد يغني على ليلاه.. طاسة ضائعة والغطاس يغرق ولا أحد يحس به.
ولاء: خرجت عن سكوتها وقالت: حرام أن يغرق الغطَّاس يجب على أمل أن تنزل إلى البحر وتنقذه أم لماذا علَّمها بابا السباحة؟
أمل :اسكتي ولاتحشري أنفك فيما لايعنيك..لم يعد ينقصك غير السخرية مني ومن والدك.
ولاء: أنت نسخة طبق الأصل عن أبيك ولهذا السبب يحبك أكثر من الجميع.
فادي :وربما لأنَّها تشبه عمَّتها سراب.
أمل:بل لأنَّني أفهمه أكثر من الجميع.
ولاء: فإذاً اسمعي كلامه وانسي سامح بيك.
أمل بارتباك: هذا موضوع آخر لاتخلطي الحابل بالنابل.
ولاء: الحابل بالنابل جميل جداً .. مارأيك بأن تساعدي ماما بمصروف البيت فأنتِ تنفقين راتبك الشهري على الملابس والمكياج وما تقديمينه من ضيافة لصديقاتك..
أمل بغضب: إنك تغارين مني لأنَّني أكملت دراستي وأنت تركت المدرسة دون أن تحصلي على الشهادةالإعدادية.. من حقك أن تغاري من مصروفي .. وما أنفقه ثمناً للمكياج والملابس معذورة حبيبتي
ولاء: أنت الصادقة إذا كان هناك مبررٌ للغيرة منك فهو لأدبك وذوقك الكبير وليس بسبب مصروفك ومكياجك وهو غير موجود فيك أصلا ..
أمل بغضب: ماما ( تصرخ) ماما أسمعت ماتقول إنها تتهمني بقلة الذوق والأدب.
عائدة بضيق شديد: كفى.. كفى لم أعد قادرة على احتمالكم ألا يكفيني ما ألاقيه من أبيكم لاتحملوني مالا أطيق.
تجهش باكية
تمت الحلقة الاأولى بعون الله
هل أتابع كتابتها بالفصحى المبسطة؟
لكم الشكر والتقدير

حسام القاضي
25-08-2006, 08:36 PM
الأخت الفاضلة / زاهية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أختي الفاضلة أكملي العمل باللغة الفصيحة المبسطة فهي لغة وسطاً بين عامياتنا جميعاً ، وإن كنت ( لمصريتي ) أتمنى لو كانت بالعامية المصرية .
أجد الحوار منطقياً ، وفي مكانه ، وغير مفتعل ، وكذلك تتالي المشاهد بسلاسة حيث نجد بها تفاصيل تدعم المشهد الأول بين الزوج والزوجة ، فنعرفه اكثر من خلال حوار الزوجة مع اللحام ، وغيره ،وهكذا ينمو الحدث ويتطور العمل من خلال تعدد المشاهد فنصبح ملمين تدريجياُ بخلفيات كاملة عن الزوج ونشأته وسبب إدمانه الخمر ، وكذلك انعكاس هذا على الأسرة .
أجدت اختي الفاضلة في الحلقة الأولي في فرش أرضية قوية يمكن معها تتابع حلقات أخرى تضيف إلى العمل الجديد والجديد ، ونجحت جداً في تشويقنا لمتابعة الباقي .
برغم ان كلمة الإذاعة تشمل " الراديو والتلفزيون إلا انني كنت أفضل ان تطلقي عليها مسلسلة تلفزيونية.
في انتظار الحلقات القادمة.
تقبلي تقديري واحترامي .

لارا المشاق
26-08-2006, 08:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي زاهية اسمحي لي بالقول وبدون مجاملة أن الحلقة الأولى رائعة وترصد معاناة حقيقية بصورة مبسطة تخاطب العقول بسرعة وسهولة
والله لقد شوقتني للحلقة الثانية كثيرا أسلوبك القصصي رائع ومشوق جدا واللغة بالفصحى المبسطة سهلة الفهم لذا فلتستمري واعتبري هذا طلبا ورجاء لا أمرا فلقد بت ليلا أتوقع ماذا سيحدث بعد ذلك إني أنتظر الحلقة الثانية بفارغ الصبر
تحياتي.........

الصباح الخالدي
26-08-2006, 08:27 PM
تفاصيل دقيقة وحوار ممتع ووصف تصويري رائع لتفاصيل المشهد
اغرقيها بالعامية السورية ( فعائدة مقاتلة من الطراز الأول )
وانتي بارعة في قدرتك على أن نتسمر ونقرأ
نص متألق ومتوهج

يسرى علي آل فنه
27-08-2006, 03:32 PM
تبارك الله
الرائعة زاهية الخير والجمال مبدعة أنتِ كعادتك
قرأت هذا الجزء من المسرحية بالأمس وشدني للمتابعة فلغتك واضحة ومعبرة والحالة الشعورية للشخصيات مرصودة بدقة وببساطة مشوقة
وفي انتظار للتكملة (أتمنى أن يعود حازم لرشده ويكون حازماً مع نفسه)
***
ملاحظة بسيطة أختي الحبيبة بخصوص هذه الجزئية
المشهدالسابع
في غرفة نوم حازم ينادي ابنته الكبرى وهي في الثالثة والعشرين تكبراختهاولاء بعامين بعدها يأتي فادي ثم الولد الأصغر وهي حائزة على شهادة معهد فنون تشكيلية وتمتلك قسطاً من الجمال.
أرى بأن الصياغة تحتاج إلى اعادة ترتيب نوعاً ما (مجرد وجهة نظر)



دمتِ بألف خير وتقبلي مودتي وتقديري

حسنية تدركيت
27-08-2006, 06:05 PM
زاهية المنتدى تحية اعجاب لك

زاهية
27-08-2006, 07:11 PM
الحلقة الثانية
المسمع أو المشهد الأول
مؤثرت صوتية ..مطعم ..أغاني...
مروان: ياجماعة فضوها سيرة ..مالنا ومال المدير العام ..دعونا نستمتع بوقتنا ..
حاز م متنهدًا:: لافرق تكلمنا أو سكتنا كله ماشي
كريم ساخرًا:ماشي صحيح لكن على عكاز..وعكاز كل واحدٍ حسب وضعه .هناك عكاز من ذهب..
مروان متألمًا:لستُ صاحبه
كريم :و هناك عكاز من رصاص..
مروان :لستُ صاحبه
كريم :و هناك عكاز من تنك (ضاحكا بسخرية )
مروان بفرح :هذا لي ..أنا صاحبه
حازم ساخرًا بألم:ليت لي عكازًا من أي نوع كان لايهم ..من تنك.. خشب..ضراب السّخن المهم أن يكون لي عكازٌ أستند إليه وقت الحاجة لأن من ليس عنده عكاز يموت بأرضه ولايشعر به أحد ..تلتهمه الوحوش الكاسرة وتجرُّ بقايا جثته الحشرات لتتغذى بها في فصل الشتاء ..
مروان ساخرا :الله أكبر ..تبارك الرحمن..صامتُ لو تكلم نطق النار والدما..
(يضحك الرجال الثلاثة)
كريم:كلامك جواهر ياأبا حازم.. ألماس حرّ..برلنت
مروان:وهادا أقوى وأغلى عكاز..لسانه يارجل يسحب الحيَّة من وكرها..مثل المنشار..
حازم متنهدا: حيَّة ومنشار؟ ماشاء الله ..أنسيتم أن الحية تعض الفريسة بغدرها , وأن المنشار قد يؤذي صاحبه في كثيرٍ من الأحيان وقد يسبب له نزيفا مميتًا ؟
مروان :الرجل الصاحي لايُخشى عليه من أفعى ولامن منشار.. يستطيع أن ينقذ نفسه أينما وقع..
حازم بحزن شديدٍ وألم :إلا أنا ياصاحبي إلا أنا ..وقعتي لاوقوف بعدها..إنها مميتة..
مروان:لمَ التشاؤم يارجل؟أمازلت متأثرًا بشأن تنحيتك عن الإدارة في النادي؟أرى أن تحمد الله على خلاصك من هذه المسؤولية ..بيني وبينك ليس هناك أجمل من الحرية ..هكذا طير فراري لايقيدك شيء..بلا وظيفة بلاتعب قلب ..فأنت لن ترضي أحدًا مهما كنت مخلصًا في عملك ..
حازم:أجل أجل ..ولكن المصيبة أن الحية أجدها في كل مكان والمنشار مسلط فوق عنقي أينما كنت وأتجرع المر كؤوسًا تزيد همي فلا أجد بين البشر وفاء ولاإخلاصا.
مروان:زادك الله خيرًا على تذكرك الوفاء ياوفي للوفا..المسكين لم يعد موجودا فنسيه الناس إلا أنت ..أين هو يقدم لك جائزة على نبل أخلاقك ؟
يضحك كريم ومروان
حازم: يظل الوفاء جميلاويذكرنا بإنسانيتنا وبقيمتنا ووجودنا البشري..قبل مدة كان الجميع يطلبون رضائي ويتفانون بتلبية أوامري واليوم بعد تنحيتي عن الإدارة لم يعد أحد يعرفني..حاولت تصديق ذلك ففشلت ..لماذا لماذا ولم أسلِّف الناس إلا الخير ؟
كريم:حدث ذلك مع من هم أعلى منك منصبًا وأهم منك بكثير ومن هم دونك عملا..وسيحصل أيضًا مع غيرك من اليوم و حتى قيام الساعة ..اليوم دورك وغدا دور غيرك والحبل على الجرار..
حازم: ماأريد أن أعرفه وأدفع عمري مقابل ذلك من الذي كتب بي التقرير..
مروان:ولماذا تشغل بالك به؟
حازم:ربما ارتحت لوعرفت من فعل ذلك لأن سوء الظن سيظل يرافقني ضد كل الناس, وحتى الأبرياء منهم..وسيكبر حقدي على الدنيا ومن فيها..
كريم :طوِّل بالك ياحازم
حازم:والله العظيم لم أقم بعمل يستحق هذه العقوبة وتصغيري بين الناس في المديرية وخارجها..هل تصدقان بأنني حرامي ورغم أنهم لم يجدوا نقص في الخزينة أحالوني للبيت ؟
كريم: لم يصدق أحد ذلك .أمانتك معروفة بين الجميع.. والقضية واضحة غيرة وحسد وطمع بمركز المدير..
حازم : وببساطة هكذا يحطمون سمعتي بإهانة أمام المجتمع الظالم ..أين الضمير هل مات هو الآخر؟
مروان :أي ضمير تسأل عنه ..طهِّر فمك من هذه الكلمة..صاحبها لحق بصاحبك الوفاء من زمن بعيد..معظم الناس اليوم ليس عندهم ضمير لذلك فهم يفعلون أي شيء مقابل أي شيء..ولايهمهم أحد مادام هدفهم أن يرتفعوا بمناصبهم ولو غرق الجميع..
حازم:ولكن على هذه الحال سيخرب العالم أجمع ويصبح غابة يأكل فيها القوي الضعيف..
كريم ساخرًا:يبدوأنك لاتسمع الأخبار(ضاحكا)من زمان القوي يأكل الضعيف يا..قوي..
مروان بهدوء: كلامك صحيح مئة بالمئة لأننا لو فكرنا قليلا لوجدناأننا بطريقة أو بأخرى نأكل حقوق الضعفاء منا دون أن نشعر بذلك..
حازم: أنا لاأبخس أحدًا حقًا..ولاأريد أن يبخسني حقي أحد..
كريم :ولكن هذا الشيء يحدث إن وافقت أو رفضت القبول به..
حازم :كيف؟
كريم :ابحث عن الحقيقة تجدها..
مروان يغني :دوَّر عليه يمكن تلاقيه ..جنبك ومانتش حاسس بيه
كريم: أغاني زمان ياجماعة كانت جميلة فعلا..ذات معنى تساعد في توعية الإنسان في أمور لم يكن منتبها لها..
حازم:على أي شيء سأبحث عنه قربي وأجده؟..ليس هناك سواكما بجانبي وفي البيت الأولاد و...(يتوقف عن الكلام مستدركا)....ماشأننا الآن وهذه السيرة. بصحتكن شباب

المشهد أو المسمع الثاني
مؤثرات صوتية أغنية شبابية صوت خطوات
عائدة:أمل.. بعدك سهرانة ؟ تجاوزنا منتصف الليل وأنت تتكلمين بالهاتف هل نسيت دوامك الصباحي في المدرسة؟
أمل هامسة:اخفضي صوتك ماما وإلا سمعتك إصلاح وقد تأخذ منك موقفًا لاأحبه لك ..
عائدة: منذ ساعة وأكثر وأنتما تتحدثان .اغلقي الهاتف وغدا تكملان الحديث في المدرسة...
أمل :أرجوك ماما..اذهبي للنوم ..هناك موضوع هام نناقشه معًا ولانريد أن يعلم به غيرنا ..
عائدة: حسنًا..هاتي السماعى لأكلم إصلاح, وأطلب منها الذهاب للنوم ولن تزعل منك ولامني..
أمل:مرتبكة:أنا سأقول لها ذلك ..تصبحي على خير ماما..
عائدة :سأنتظر دقيقة واحدة وإلا سأضطر للحديث معها..
أمل بضيق:أوف حاضر حاضر
(صوت خطوات تدل على ذهاب عائدة)
أمل: يالطيف كانت ماما ضبطتك وأنت تكلمني ولكن حظك قوي..
سامح:ولمتى سأظل أكلمك مثل الحرامي ؟
أمل:إلى أن يوافق بابا ويقبل بك زوجًا لي
سامح:أفهميه بأنني سأجعلك تعيشين حياة تحسدك عليها الكثيرات .
أمل: كلمته كثيرًا ولكنه مازال يرفض الموضوع كله بحجة أنك لم تكمل دراستك.
سامح:ولكنني غني وسيارتي التي أعمل بها سائقا ملك لي وعندي بيت ومزرعة وأحبك كثيرًا ولاينقصني غيرك ..
أمل:المشكلة أنه يعرف كل شيء عنك..ولكن بالنسبة له يفضل العلم على المال..وهو يقول بأن الوظيفة ولو براتب قليل خير من مالٍ كثير بلاعلم..
سامح:دعي أمك تكلمه فالزوجة عادة تستطيع إقناع الزوج بما تريد..يجب أن تسرعوا بذلك..
أمل:ماما بالذات ليس لديها مانع لإتمام زواجنا..ولكن بابا لايسمع لهاولاينفذ إلا مايمليه عليه عقله..
سامح:وأنت مثله لاتفعلين إلا مابرأسك..
أمل :ولذلك أرفض الخاطبين الذين يتقدمون لي وهم كثر بينهم الموظف والمدير والأستاذ وكل واحد منهم بعيد عنَّك شحاذٌ أكثر من الثاني..يركضون وراء وظيفتي إنه الطمع..(تضحك)
سامح:سأجعلك سيدة بيتك تأمرين وتنهين كما تشائين..
أمل :وأنا لك مهما واجهت من صعوبات..
صوت فتح الباب ..خطوات..
حازم: مع من تتكلمين في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟
أمل :بهدوء تام مع صديقتي إصلاح
حازم:هاتي السماعة لأكلمها
أمل :أغلقتْ السماعة قبل لحظات ..
حازم:هاتي السماعة ..الو ..ألو..مازال الخط مفتوحاولاأحد يرد ..ألو ,,ألو
(يغلق الهاتف)
أمل :ربما لم يفصل الخط بعد
حازم بضجر :حسنا أحضري لي فنجانًا من القهوة إلى غرفتي أريد التحدث إليكِ.
أمل :حاضر سأصنعها لك مرَّة كي تصحو من الخمر
حازم:لايهم أنا صاحٍ وأنتظرك..

المشهد أو المسمع الثالث
سامح : لن يتركها الآن دون حدوث مشكلة بينهما..
هدى:وأنت زودتها كثيرًا..كفى ياأخي الرجل لايريد أن يزوجك ابنته..اتركها كما قالت لك أمي .إنها تذهب كل يوم لتخطب لك وتعود بأخبار سارة عن الفتيات اللواتي تشاهدهن ويتمنينك زوجًا لهنَّ..تقول أمي بأنَّهن جميلات جدا وتريدك أن تراهن واحدة واحدة..
سامح:ليس الأمر بيدي ياهدى ...أنا أحب أمل ولاأستطيع العيش بدونها
هدى:كله كلام .. بلا حب بلا جنون .عندما تتزوج ستنساها بزوجتك وأولادك..
سامح :وإن لم أنسها؟
تكون معتوهًا لأن الذين يتزوجون عن حبٍّ في هذه الأيام لايحسون به بعد الزواج..صار الحب مصلحة فقط ..
سامح:لاألومك لأنك لم تجربي الحب مثلي ..زوَّجوك وأنت صغيرة دون أن تعرفي سالم من قبل.
هدى:ولكنني أحببته وأحبني ونحن سعداء جدا والحمد لله ,فعين الله ترعانا..
سامح:أغبطك على راحة بالك ..ليتني لم أرها ولم أكلمهاولاتعلَّقتُ بها..
هدى:أخي إعقل وفكر جيدًا بمستقبلك فأنت حتى لوتزوَّجتها لن يدعك أبوها تسعد معها لأنه متكبر ويرى نفسه فوق الناس ثم هو متعلم وأنت لم تحصل على الإعدادية وهذه نقطة تحسب عليك..
سامح:صحيح هو متعلم ولكنه لايستطيع أن يشبع أهله اللقمة , لأن عقله مأخوذ بالخمرة وأنا بخلافه تمامًا وإضافة لذلك أحب الفتاة وهي تحبني..
هدى:انسَ موضوع أمل الآن وقم إلى النوم لأنك ستعود إلى حمص باكرًا أمي بانتظارك لأمرٍ هام سيفرحك كثيرًا توكل على الله وقم للنوم.
سامح:كيف ستغفوعيني والسيد حازم يضع الآن هدى بين فكي أسئلته غاضبًا؟
هدى: ياأخي البنت ابنته وهو حرٌّ بتربيتها .. كفى ..فكِّرْ قليلا بكرامتك..
سامح :غاضبًا:مابها كرامتي ؟
هدى:الإنسان الحر إذا رفض من قِبَلِ أهل الفتاة يعمل على قهرهم بالزواج من فتاة أجمل وأغنى منهم ومن عائلة أعرق عائلتهم.
حازم:ومن أجل ابنتهم وكرامتها وكرامتي سأعمل المستحيل لأفوز بها أقسم بالله على ذلك ..
المشهدأو المسمع الرابع
حازم:نجوم السماء أقرب له منك..والله لن يطال ظفرك مادمت على قيد الحياة فاتركيه أفضل من أن أضطر لتصرف لايسركما معا..
أمل:آسفة بابا..الشاب نيته طيبة وقد طلبني منك عدة مرات ولم يوفر واسطة من أجل إقناعك بالخطبة وهو مستعد لكل طلباتك وأنا بصراحة لن أتزوج غيره..
حازم :كيف تتكلمين معي بهذه الجرأة الوقحة..ألا تخجلين ؟
أمل:أنت من علَّمني الجرأة والصراحة ..وأن أقول ماأقتنع به دون خوفٍ من أحد مادمت أعتقد أنه الصواب..
حازم:ولكنني أبوكِ ومن العيب أن تتكلمي معي هكذا؟
أمل: ماالعيب في مطالبتي بحقي والحق لايخجل من المطالبة به..بابا إنها حياتي وأنا حرة بها أصبح عمري ثلاث وعشرين سنة لقد كبرت لم أعد صغيرة ..
حازم:بل مازلت صغيرة ولاتعرفين شيئًا من الدنيا..
أمل:بالعكس تماما.أنا أفهم الحياة كما لوكنت في الستين من العمر.. الحياة ياباباهي مال وبس .أريد أن أرتدي أجمل الملابس وأغلاها ...أن أركب سيارة فخمة ...أن آكل ألذ المأكولات ..أن أسافر وأرى العالم من حولنا ..أريد أن أتنعم بشبابي قبل أن يذبل فقرًا وجوعا فراتبي الوظيفي لايكفيني ,وراتب ماما مصروف للبيت, وراتبك للخمرة والسهر مع رفاقك..بدي عيش يابابا بدي عيش كغيري من الناس..
حازم بألم :أمل أرجوك بابا.. غدًا يأتي من هو أفضل منه, وأكثر مناسبة لعائلتنا من سائق عمومي..
أمل: عصفور باليد ولاعشرة على الشجرة.
حازم:لاأشتريه بقرش , كيف يريدني أن أعطيك له؟
أمل :لن تعطيني له يابابا بل ستزوجني له ..الجميع يمتدحون أخلاقه ولم يقدح به أحد..
سامح :ولكنه,, شوفير ..شوفير ياأمل , وليس متعلما..
أمل محتدة:شوفير؟ ماذا يعني هذا؟هل يعني حرامي, أم صاحب خمَّارة؟
حازم بضيق:لماذا الخمارة الآن ؟
أمل:كي تعرف بابا بأن سامح هو شوفير ,ولكنه يعمل بكرامته وشرفه ويحصل على مالٍ يعادل أضعاف أضعاف راتبك عدا عن كونه لايسكر ولايدخن.
حازم:إنك تغمزين بكلامك ياأمل..
أمل: أجل يابابا..لانَّك لاتحس بي ..لاتشعر بسكان بيتك الذين هم خارج قلبك ..قلبي محروق من هذه الحياة التي نعيشها ..في كل بيتنا لاتوجد لمسة حنان ,لانسمع كلمة حب وليس فيه طعم لحياة الأسرة السعيدة إننا أسرة مفككة تعيش في مهب الريح ..لايوجد فيها قلب على قلب..بصراحة أريد الخلاص من هذه الحياة التعيسة المليئة بالضياع وأريد تأسيس أسرة سعيدة أساسها الحب والتفاهم..
حازم بهدوء ممزوج بالحزن والقلق: أمل أنتِ وقحة كثيرًا ..قليلة أدب جدًا يابابا..
أمل : سامحك الله ..قل ماتشاء ولكن عليك أن تعرف أن الحقيقة جارحة لأنها ترينا أخطاءنا بلامكياج لذلك علينا التغلب عليها بأي طريقة ممكنة وكل واحدٍ منا عليه أن يبحث عن الجانب الذي يريحه وينام عليه ..تصبح على خير..
حازم حزينا:أهكذا تكون نهاية حديثي معك؟
أمل:لقد سمعت كلامي يابابا فأرجو منك أن تفهم قصدي جيدًا بدون زعل لأني أحبك ولكنني أيضًاأفكر بمصلحتي ..
صوت خطوات
حازم:أمل ..أمل...
إلى اللقاء في الحلقة الثالثة

زاهية
28-08-2006, 03:47 PM
الأخت الفاضلة / زاهية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أختي الفاضلة أكملي العمل باللغة الفصيحة المبسطة فهي لغة وسطاً بين عامياتنا جميعاً ، وإن كنت ( لمصريتي ) أتمنى لو كانت بالعامية المصرية .
أجد الحوار منطقياً ، وفي مكانه ، وغير مفتعل ، وكذلك تتالي المشاهد بسلاسة حيث نجد بها تفاصيل تدعم المشهد الأول بين الزوج والزوجة ، فنعرفه اكثر من خلال حوار الزوجة مع اللحام ، وغيره ،وهكذا ينمو الحدث ويتطور العمل من خلال تعدد المشاهد فنصبح ملمين تدريجياُ بخلفيات كاملة عن الزوج ونشأته وسبب إدمانه الخمر ، وكذلك انعكاس هذا على الأسرة .
أجدت اختي الفاضلة في الحلقة الأولي في فرش أرضية قوية يمكن معها تتابع حلقات أخرى تضيف إلى العمل الجديد والجديد ، ونجحت جداً في تشويقنا لمتابعة الباقي .
برغم ان كلمة الإذاعة تشمل " الراديو والتلفزيون إلا انني كنت أفضل ان تطلقي عليها مسلسلة تلفزيونية.
في انتظار الحلقات القادمة.
تقبلي تقديري واحترامي .
أسعدني مرورك المثري أخي الكريم
حسام القاضي ومازلت بانتظار
مرورك الجميل
دمت بخير
أختك
بنت البحر

زاهية
29-08-2006, 01:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي زاهية اسمحي لي بالقول وبدون مجاملة أن الحلقة الأولى رائعة وترصد معاناة حقيقية بصورة مبسطة تخاطب العقول بسرعة وسهولة
والله لقد شوقتني للحلقة الثانية كثيرا أسلوبك القصصي رائع ومشوق جدا واللغة بالفصحى المبسطة سهلة الفهم لذا فلتستمري واعتبري هذا طلبا ورجاء لا أمرا فلقد بت ليلا أتوقع ماذا سيحدث بعد ذلك إني أنتظر الحلقة الثانية بفارغ الصبر
تحياتي.........
لارا المشاق أسعدني مرورك غاليتي وتفاعلك مع القصة
ومازلت متخوفة بعض الشيء لأن العامية تخدمني أكثر فقد كتبتها بها
أرجو أن أستطيع توصيل النَّص بأقل الخسائر
دمت بخير
أختك
بنت البحر

زاهية
30-08-2006, 02:08 AM
الحلقة الثالثة
1
مؤثرات صوتية ..جلي أواني في المطبخ ..صوت راديو
ولاء:وراح يبكي مثل الأولاد الصغار؟؟بيني وبينك أشفقت عليه .لأنه صعب على الواحد منا أن يرى أباه يبكي وليس بمقدوره أن يقدم له مساعدة..
سها:مشكلتكم صعبه ويجيب أن تجدوا لها حلاقبل أن ينتبه إليها فادي وسعد..
ولاء:أتظنين بأنهما لايعلمان بما يجري؟..اطمئني ..هما على دراية بكل شيء..تصوري ..ليلة أمس استيقظ فادي على صوت ماما وهي تبكي فلم يستطع أن يقدم لها أي مساعدة ,ولم يحتمل رؤيتهاعلى هذه الحال فأوشك أن يترك البيت لولا أن أمسكت وأمل به , وبعد جهد كبير أعدناه إلى فراشه فنام..
سها :ولكن قديؤثر الوضع العائلي الصاخب على مستقبله ويسبب له عقدة نفسية ,وبذلك يكون ضحية مشاكل الأسرة المتزايدة..
ولاء:عقدة (تضحك بألم )حبيبتي نحن معقدون ولادة ً
سها: غريب أمركم ..من المفروض أن تكون حياتكم مثالًا للسعادة الأسرية, لأن الأب والأم متعلمان , ودخلهما الشهري لابأس به, وعدد أفراد العائلة مثالي أيضًا ..صبيَّان وبنتان فقط وأمل موظفة..
ولاء:صحيح ماتقولين ..ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم محبة ماما وبابا لبعضهما بعضا..وكل واحدٍ منهما ينتظر الآخر على خطأ صغير كي يتبللاه ..
أتصدقين حتى أنا لم أعد أحب البقاء في البيت, وبدأت أتضايق من ماما وبابا معًا..
سها:لاأوافقك الرأي , عليك أن تسعي بالصلح بين أمك وأبيك من أجل أخويك وأختك أمل , وأيضًا من أجل سمعة العائلة بين الناس ..لاأخفي عليك أن أصواتكم يسمعها القادم والذاهب وهذا عيب في العرف الاجتماعي
ولاء:لافائدة من الكلام مهما قلت ..ماما وبابا أخطأابالزواج وأكملا الخطأ بإنجابنا إلى هذه الدنيا للشقاء والتعتير..
سها:تزوجا وأنجباكم وانتهى الأمر ,ولم يعد ينفع الندم ,الآن يجب أن تفكروا بالواقع الذي تعيشونه ,وتنسوا الماضي لأن المستقبل على الأبواب فإما أن يكون مضيئًا أو مظلما..
ولاء:كأني أرى المستقبل أمامي غامضًا دون وجه .. لاهو مضيء ولاهو مظلم ..


مؤثرات صوتية في الصف قرعات على الطاولة:
2
عائدة:انتباه..انتباه..سنحاو اليوم بإذن الله شرح قصيدة أبي العلاء المعري تعب كلها الحياة..هذه القصيدة جاءت في رثاءأحد أصدقائه ولكنها تجاوزت الرثاء الفردي إلى رثاء الإنسانية جمعاء والأسى عليها..سأشرح القصيدة على السبورة:
غيرُ مجدٍ في ملَّتي واعتقادي +نوح باكٍ ولاترنُّمِ شادِ
حنان بصوت هامس وسخرية :انظري مها إلى المعلمة عائدة كيف تعرج وهي تشرح القصيدة ..إنها تمشي بدلع وكأنها ترقص..(تضحك)
مها:دعيني أسمع القصيدة ..
عائدة :وشبيهٌ صوت النعيِّ إذا قي=سَ بصوتِ البشيرِ في كلِّ نادِ
حنان :تعيد البيت بلحن ساخر
وشبيهٌ صوت النعيِّ إذا قي=سَ بصوتِ البشيرِ في كلِّ نادِ
(تضحك وزميلتها
صوت نقرات على السبورة
صاحِ هذي قبورنا تملأ الرَّح=ب فأين القبورُ من عهدِ عادِ
حنان:بسخرية :صحيح أين القبور من عهد عاد ..ياحرام الشوم وين اختفت
عائدة :حنان ..قفي
حنان:نعم آنسة؟
عائدة:لماذا تترقَّوصين وتتضحكين وأنا أشرح الدرس؟
إحدى الطالبات:إنها تقلدك آنسة..
صوت ضحكات الفتيات
عائدة:تقلدني أنا؟
حنان ببساطة :لا ..لاآنسة أقلد أبا العلاء المعري ..رحمه الله وطيَّب ثراه..
تعلو أصوات الضحكات أكثر
عائدة :حنان اطلعي برات الصَّف ..
حنان ..عفواآنسة ماراح أطلع أريد حضور الدرس..
عائدة:من تريد حضور الدرس يجب أن تجلس بأدب وتستمع للمعلمة دون مشاغبة في الصف ..هيا اخرجي ..
حنان :آسفة آنسة لن أخرج مهما حدث
عائدة :لن أتابع الشرح مالم تخرجي من الصف وإلا سأخرج أنا وتحرمين زميلاتك من الدرس.
حنان:إيه ماراح أطلع بره وانت كمان لاتطلعي آنسة..تفضلي تابعي شغلك..
تضحك الفتيات
عائدة بغضب:انذار أخير اتفضلي برَّه
حنان بقوة وثبات :ماراح أطلع
عائدة :قليلة تربية
حنان :ربما ولكنتي أفضل تربية من بناتك آنسة
ضربة موسقى
عائدة:بغضب شديد:بناتي ؟لهون وصَّلت معك قلة الذوق؟
حنان:آنسة من بيته من زجاج لايرمي الناس بالأحجار
عائدة وقد صعقت مما تسمع:غير معقول ماأسمع ..ماهذا الكلام الذي تتكلمين به معي ..شوقصدك ولاه؟
حنان:رجاءً آنسة أنا ماإسمي ولاه..إسمي حنان
عائدة :يالطيف ..امشي قدامي إلى الإدرة هيا (تقترب منها وتشدها من ثيابها في محاولة لإخراجها من الصف)
حنان: تبعد عنها يد عائدة بهدوء :اتركيني آنسة سأسبقك إلى الإدارة ..ولكن امشي بهدوء كي لاتقعين فوق الأرض..
عائدة:عير معقول ..غير معقول ..راسي ..راسي(ثم تسقط على الأرض)
أصوات صراخ الفتيات :الآنسة وقعت الآنسة وقعت..
3
مؤثرات صوتية..خطوات مسرعة ..صوت فتح باب وإغلاقه بشدة
عائدة:أمل ..أمل..تصرخ ..أمل
أمل:نعم ماما خير انشاء الله
عائدة بغضب:تعالي ..اقتربي ..
أمل تقترب:اقتربت مابك ..ماذا حدث؟
عائدة:اسمعي يابنت ..ماالذي تفعلينه خارج البيت ولاأعرفه .. هيا أخبريني (تمسك بها وتهزها من كتفيها)
أمل ضاحكة:لاأفعل شيئا غير التدريس في المدرسة وهذا شيء تعرفينه..
عائدة:كاذبة (تصرخ )احكي الحقيقة ماذا تفعلين خارج البيت ونحن لاتعلم به؟
أمل :قلت لك ماما .تعالي واجلسي وكلميني بهدوء ..
عائدة :قولي الحقيقة ..قولي
أمل:ماما قلت لك الحقيقة ,ولكن لماذا تصرخين بي وتهزينني كأنني بنت صغيرة؟
عائدة:شوفي ولاه..إذا كنت تظنين بأنك كبرتي وتخرجتي من الجامعة وصرتِ حرَّة تفعلين ماتشائين فأنت غلطانة ..والله العظيم أكسر لك هذا الرأس.
أمل باستغراب:أكيد أنت بك شيء غير طبيعي هذا اليوم...ماما قولي لي ماذا حدث وأريحيني أرجوكِ..
عائدة:وكمان تعلين صوتك بوجهي ياقليلة التربية والأدب(تصفعها كفًا)
أمل وقد صدمت :أخ..عم تضربيني ماما..وكمان تقولين لي ..قليلة أدب وتربية..يبدو أنك نسيت بأنَّك من ربتني ..نعم أنت وبابا..
عائدة تجهش بالبكاء:أنت تعيرينني بتربيتك , وفي الدرسة أعيَّر بتربيتك ..
أمل:ماما ..رجاء قولي ماذا هناك؟
عائدة:أجيبني على سؤالٍ واحدٍ فقط
أمل بعتاب:ضربتيني قبل أن تسألي السؤال..
عائدة :أجيبي دون لفٍ ودوران هل تقابلين سامح خارج البيت؟
أمل بارتياح:هذا هو السؤال؟
عائدة أجيبي قبل أن ينفجررأسي؟
أمل:سأجيبك ولكن بعد أن تهدأ أعصابك ونتكلم على رواق
عائدة باكية:من أين لي بالهدوء وحنان سببت لي فضيحة قدام الطالبات ؟
أمل:حنان منْ؟
عائدة :حنان سليم
أمل:حنان سليم؟ أخت صديقتي إصلاح سليم ؟
عائدة :أجل هي بعينها
أمل:يبدو أنها سمعت كلمة ما من أختها إصلاح فأنا لاأخفي شيئًا عنها ..
عائدة بغضب:وكمان حكيتِ لإصلاح بأنك تلتقينه ؟
أمل :ماما بماذا تريدين أن أقسم لك كي تصدقي بأن هذا الكلام كذب وافتراء؟
عائدة:بدون أن تحلفي ..الحق عليك ..لقد جعلتيني سخرية أمام الطالبات ..
أمل :بسيطة ماما ولايهمك..أنا أعرف كيف سأربيها وأجعلها تعتذر لك أمام كل طالبات المدرسة ومعلماتها
عائدة:لايهمني الاعتذاربقدر ماتهمني سمعتك التي بدأت الألسن تلوكها
أمل:ماما من يستمع لكلام الناس يتعب
عائدة :ولماذا نترك لهم مجالا للكلام ؟
أمل :صحيح كلامك عين العقل ..أرجو أن تقوليه لبابا فأنا أحفظه جيدا..
فاصل
4
محمد:سها ..سها
سها:أتريد شيئًا ؟
محمد:هل أخذتِ بعضًا من النقود التي وضعته فوق المنضدة؟
سها:تقترب منه :لا..لماذا؟
محمد:أفتقد ألف ليرة..
سها: ربما أخطأت بعدهم ..أعده مرة ثانية..
محمد:قمت بذلك ثلاث مرات ..غريب .. قبل أن أنام كانوا تماما..
سها: ربما أحضرتهم من العمل بهذا النقص..
محمد:لا..لقد قمت بعدهم في العمل وأيضًا بعد عودتي إلى البيت لأن الإنسان يفرح بثمار تعبه ..
سها :ياسلام على هذه الفلسفة ..هات النقود سأعدها بنفسي ..يبدو أنك مازلت نعسانا بتأثير سهرة الليلة الماضية..
محمد:أقول لك النقود ناقصة ..وضعتها بيدي خمسًا وعشرين ألفا
سها:على كلٍ إن كان المبلغ في البيت سنجده فليس عندنا حرامي..
محمد:ماشي الحال ..ابحثوا جيدًا..وعندما تجدينها خذيها..أتريدين شيئًا من الخارج ..إنني ذاهب إلى العمل ..هناك بضاعة وصلتنا اليوم وأريد أن أستلمها..
سها:بأمان الله وأنا أيضا سأذهب مع ولاء إلى السوق أحتاج بعض الأشياء للمنزل..
محمد يضحك:قديش بدك يعني؟
سها:ليس كثيرًا بس شي كم ألف ليرة
محمد: بس ؟أيكفي خمسة؟
سها:لاأدري ..حسب أسعار السوق.. على كلٍ إذا احتجت مبلغًاإضافيًا فمتجرك هناك وستجدني أمامك ..
محمد:لا ..لا رجاء لاتقتربي من المتجر نهائيًا..هذه عشرة آلاف أخرى وتعيدين لي الباقي عندما تعودين..
سها:سلمت يداك ولاحرمت منك أبدًا.
فاصل موسيقي
مؤثرات صوتية
5
حنان غاضبة :هي من قالت لي أولاً بأنني قليلة تربية وعديمة الذوق ..يعني باختصار لوما تطاولت عليَّ بالكلام ماكانت سمعت مني مايزعجها..
إصلاح:ولكنَّك بجوابك لها أثبتِّ أنك فعلا قليلة تربية وذوق وفهم..
حنان:أنت تدافعين عنها لأنها أم صديقتك ,أما أنا فتلميذتها ولايحق لها أن تهينني أمام زميلاتي..
إصلاح :أتريدين أن تشكرك وأن تهزئين بها وهي بعمر والدتك, عدا عن أنها معلمتك وأم صديقة أختك.. عيب عليك ماقمت به لمن علمتك وتعبت من أجلك وزميلاتك..
حنان: نعبها تعبها مرود عليها إنها تأخذ أجرها من الدولة على داير بارة..
إصلاح:مهما كان أجرها عاليًا ,فإنه لايوفيها حقها أما سمعتِ ماقاله الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا=كاد المعلم أن يكون رسولا
أفهمت مامعنى البيت الشعري هذا؟
حنان:أكيد ستقولين هذا الكلام لأنك مثلها معلمة
إصلاح:لاليس لهذا ..ولكن لأنه صدق من قال :
من علَّمني حرفًا كنت له عبدا
حنان:عبدا..الله أكبر عبدا هيك دغري بدون استئذان .لن أكون عبدة إلا لله ..
إصلاح :عظيم جدا ..فاحترمي نفسك إذن أمام نفسك ,واحترمي من يتعبون لأجلك ويربونك علميًا وأدبيًا.فأنت بهذا التصرف الوقح ,أسأتِ لنفسك قبل أن تسيئي لمعلمتك , والمؤمن يحاول أن يبتعد عن الإساءة بكل أنواعها..
حنان:ربما كنتُ كما تقولين , ولكن يكفي أنني نفست عن نفسي بعض ماكنت أكتمه تجاهها..تصوري بخلت على بأكثرمن خمسة عشرة علامة من خمسين بمادة العربي ..رسبتني في المذاكرة ..
إصلاح: لوكنت تستحقين أكثر من ذلك لحصلت عليه..هذا ظلم ألايكفيك أنك كسولة فتضيفين قلة الأدب لميزاتك الهامة؟
حنان:لست بقليلة أدب ..لاتتطاولي علي بالكلام ..
إصلاح :لولم تكوني هكذا ماكنت طردت من المدرسة ثلاثة أيام وأنِّبتِ في الباحة أمام كل الطالبات..
حنان : لن أعتذرلها كما تريدين من حديثك الطويل هذا .. حتى لوطُردتُ نهائيًا من المدرسة..
إصلاح :وأنا لن أسمح لك بإهانتي أمام المعلمات والإدارة وصديقتي أمل التي ظنت بأنني حدَّثتك عن قصتها مع سامح, بينما كنت تتنصتين على مكالماتنا الهاتفية كل هذه المدة بدون علمي..إنك لصة بلاأخلاق..
حنان:أنا؟
إصلاح :أجل أنت وهذه واحدة سأحاسبك عليها فيما بعد..
حنان:افعلي ماتشائين فأنا لست بخائفة منك ولامنها..
إصلاح :إن لم تذهبي معي بالتي هي أحسن إلى بيتها كي تعتذري منها ومن أمل, سأخبر بابا وماما بكل ماحدث ,وأترك لهما حرية التصرف بهذا الموضوع المشين..
حنان (بشيء من القلق)وماشأن بابا وماما بهذا ؟
إصلاح:بالله شو؟أتريدين الإساءة لسمعتهما أمام الناس عندما يعرفون بأنهما لم يحسنا تربية ابنتهما حنان خانم..
حنان بخوف :ياساتر يارب ..لاداعي لإخبارهما بما حدث ..دعي الأمر للزمن ..
إصلاح:نعم ؟أي زمن هذا .. يجب أن تعتذري لها اليوم قبل الغد, والآن قبل بعد قليل ,وإلا قسمًا عظما سأذهب حالا لإخبارهما بكل شيء, وبأنك طٌردت من المدرسة بسبب قلة أدبك وساعتها لايعلم غير الله ماذا سيحدث ..
فاصل

زاهية
30-08-2006, 02:43 PM
تفاصيل دقيقة وحوار ممتع ووصف تصويري رائع لتفاصيل المشهد
اغرقيها بالعامية السورية ( فعائدة مقاتلة من الطراز الأول )
وانتي بارعة في قدرتك على أن نتسمر ونقرأ
نص متألق ومتوهج

هي قصة حقيقية استقيت أحداثها من الواقع
تابع الأحداث معي
لك الشكر والتقدير
أختك الصباح الكريم
بنت البحر

زاهية
30-08-2006, 08:59 PM
تبارك الله
الرائعة زاهية الخير والجمال مبدعة أنتِ كعادتك
قرأت هذا الجزء من المسرحية بالأمس وشدني للمتابعة فلغتك واضحة ومعبرة والحالة الشعورية للشخصيات مرصودة بدقة وببساطة مشوقة
وفي انتظار للتكملة (أتمنى أن يعود حازم لرشده ويكون حازماً مع نفسه)
***
ملاحظة بسيطة أختي الحبيبة بخصوص هذه الجزئية
المشهدالسابع
في غرفة نوم حازم ينادي ابنته الكبرى وهي في الثالثة والعشرين تكبراختهاولاء بعامين بعدها يأتي فادي ثم الولد الأصغر وهي حائزة على شهادة معهد فنون تشكيلية وتمتلك قسطاً من الجمال.
أرى بأن الصياغة تحتاج إلى اعادة ترتيب نوعاً ما (مجرد وجهة نظر)
دمتِ بألف خير وتقبلي مودتي وتقديري
أختي الغالية يسرى
منورة المكان بحضورك الراقي وكلماتك الجميلة
أشكرك على ماتفضلت به وبشأن الملاحظة
لك الشكر أيضًا وسأعمل على إعادة الصياغة
بشكل أفضل
تحياتي ودعواتي
أختك
بنت البحر

لارا المشاق
31-08-2006, 07:34 PM
بداية أعتذر عن التأخر بالرد عزيزتي زاهية ...
هذه القصة رائعة ومهمة فهي وضحت لنا مأساة أسرة من عدة نواحي وأراها مازالت توضح .
هذه القصة واقع أصحابها مرير وأليم وهي معاناة . أحس أني اقرأ قصة حقيقية لأن كل ما كتبتيه واقع..
قلتها من قبل وأقولها قصتك مشوقة فكلما قرأت سطرا أسرعت للآخر وحينما أنتهي من الحلقة أحاول أن أخمن ما سيحصل بعد ذلك.
أنتظر الحلقة الرابعة ........
تحياتي واحتراماتي..............

زاهية
01-09-2006, 03:59 PM
زاهية المنتدى تحية اعجاب لك
ندى الصبار
أهلابك غاليتي
لك مني الدعاء والشكر
أختك
بنت البحر

زاهية
02-09-2006, 08:04 AM
الحلقة الرابعة
1
السيدة سها وولاء تتمشيان في السوق وتشاهدان الملابس في واجهات المحلات تتوقفان أمام إحدى الواجهات وولاء مأخوذة بما فيها
ولاء:ياالله ماأحلى هذه الكنزة ..شوفي لونها الأزرق كم هو راتب وجميل؟
سها بهدوء:أعجبتك؟
ولاء بدهشة :جداً
لكن ياخسارة ثمنها غالٍ جداً جدا
سها:لا..ليست غالية ثمان مئة ليرة فقط يابلاش..
ولاءبحزن:أنت لاتجدينها غالية لأنك تمتلكين المال ..أما من هم بمثل حالتي فيجدونها غالية جدا..
سها:ستي ..خذيها إذا أعجبتك..
ولاء بتحسر:ومن وين بدي أدفع ثمنها ياحسرة؟إذا اشترتْها ماما فلن تطعمنا حتى نهاية الشهر سوى الخبز الحاف وبدون بطاطا هههه..
سها باسمة: بجد..خذيها وسأدفع أنا ثمنها..
ولا:يوه ياعيب الشوم منك..
سها:لاعيب ولاشي..نحن أخوات وسأقدمها لك هدية مني أترفضينها ؟
ولاء بفرح ممزوج بالخجل:لا, ولكن ماذا سأقول لماما؟
سها:بسيطة قولي لها سها أهدتها لي . ..ياالله ياالله ادخلي كي نشتريها وبلاكتر حكي..
2
حازم:يجب أن تطلعي لرؤيتها ..البنت جاءت إلى بيتك كي تعتذر لك ..
عائدة:لاأستطيع ذلك, مازالت نفسي مشمئزة منها ..
حازم: بهذه الحال يصير الحق عليك ,وتثبتين لها بأنك فعلا مربية فاشلة ..هيَّا
عائدة:لايهم ..هذه الوقحة لاتستحق أن أجلس معها وأحدثها..أو حتى أسمع اعتذارها..
حازم: قام أهلها بالواجب فاحترموكِ وأحضروها إلى بيتك كي تعتذر لك, فإن رفضت مقابلتها واعتذارها فلا تزعلي إن هم تكلموا بعد ذلك عنك وعن سوء تربيتك لأولادك ولتلميذاتك أيضًا ..
عائدة :دائما تتقصد إهانتي أمام الجميع..
حازم:طيب هذه المرة لاتحسبيها إهانة لأن واجب الضيف إكرامه,ولو كنتِ لاتحبينه..
عائدة : من يسمع كلامك يظنك مربيًا فاضلا مثاليًا..
حازم غاضبًا:أنا متأكد بأن حنان عندها حق فيما قالته لك ,وأضيف له شيئًا هامًا ..عليك أولا أن تربي نفسك جيدًا, وتتعلمي كيف تتكلمين مع الناس يا..مربية..
عائدة: ليس جديدًا ماأسمعه منك..تكرر كثيرًا قبل الآن..أقسم بالله العظيم كرهت المدرسة مثلما كرهت البيت والحياة كلها..
أينما أذهب أجد المشاكل والتعب,ولم أعد أعرف من سأرضي أو من سأغضِب اعتقوني لوجه الله تعالى ..اعملوا بي حسنة منشان الله..
حازم: لاداعي للنَّق الآن اخفضي صوتك ..موناقصنا فضائح؟
عائدة :ماشاء الله ..أنت تتكلم عن الفضائح ؟كل مايجري بسببك ..لوأنك زوجت البنت لسامح ماكان صار شيء..
حازم غاضبًا :ستي البنت بنتي وأنا حر فيها ولن أزوجها له ولو منعتها من الذهاب إلى المدرسة حتى ولوطقَّت وماتتْ..
عائدة :الله يقطع الفقر وسنينه .. مافي إلا البلا والهم والغم ..لوأنك تترك شرب الخمر ربما تتحسن حياتنا ..(تبكي)
حازم :قومي الآن اغسلي وجهك ودعي هذه الساعة تمر بخير,وبعد ذلك هناك كلام آخر...
فاصل
3ولاء:سها أتريدين مني شيئًا قبل أن أذهب إلى بيتنا ..أمي تناديني؟
سها: تذهبين بعد الغدا..الطعام جاهز..لحظات ويصل محمد من الفرن ومعه الصفيحة ساخنة ..
ولاء بفرح:أريد أن أُري أمل وماما الكنزة ..
سها:بعد الغداء تريهما إياها ..
ولاء:ماعندي صبر إلى مابعد الغداء رغم أني أحب الصفيحة جدا خاصة إن كانت ساخنة من الفرن للتم
سها:إذن اذهبي بالكنزة إليهما وعودي بعد قليل لتناول الغداء ..
لاتتأخري أحببت أن تشاركينا الطعام اليوم..
ولاء:سأرى لاتنتظريني ..ربما عدت إن وجدت الظروف ملائمة..
سها ضاحكة :مع السلامة عودي سريعًا..
ولاء تبادلها الضحكة :معقول أنسى هيك شي..
فاصل

4
إصلاح:والآن وبعد أن راقت القلوب,وصفت الأجواء يجب أن نقيم لكما حفلة بهذه المناسبة العظيمة ..مارأيك أم فادي أين نقيمها في بيتنا أم هنا ؟
عائدة :لاداعي للحفلة ..المهم أن تأخذ حنان دراستها بجدية ,ولاتعيد مثل هذا العمل السيء مرة أخرى لامعي ولامع صديقاتها ولامعلماتها..
حنان بولدنة:التوبة آنسة ,والله العظيم ماعدت عيدها ,ولكن لي طلب صغير عندك ممكن؟
عائدة :خير إن شاء الله؟
حنان : أريدك أن تكلمي المديرة كي تلغي عقوبة الطرد هذه ,لأنهاستسبب لي كثيرًا من الإحراج مع بابا وماما , وسيقيمان الدنيا فوق رأسي ؟
عائدة:أولم يسمع أبواك بما فعلتِ؟
حنان بخجل:أخاف أن أخبرهما..
عائدة:ياسلام .. على كلٍّ روحي غدا إلى المدرسة وداومي في الصف وسأرى كيف سأتدبر الأمر مع الإدارة..
حنان بفرح:شكرا آنسة أنت رائعة وأنا للأسف كنت غبية جدا..
إصلاح:عظيم ..فإذا يوم الخميس بعد صلاة العصر نجتمع كلنا هنا للاحتفال بهذه المناسبة الجميلة ..
أمل:شايفة ياست ماما قديش إصلاح مذوقة وفهيمة ..طبعًا فخاطرك غالٍ ياست الكل ,وقد أحضرت لك هدية ثمينة تليق بمقامك العالي..
عائدة :لاأريد شيئا من أحد,على كل سلمت يداك ..
إصلاح : والله ياأم فادي أنا أحبك وأحترمك من زمان من يوم أن كنت طالبة عندك في الثانوية..
عائدة:ليت حنان كانت مثلك فقد كنت مثال للفتاة المؤدبة والمجتهدة في نفس الوقت..
أمل :بدأت المجاملات ومسح الجوخ ..سأحضر لكما القهوة ريثما تنتهيان من حديث الذكريات..
5جرس الباب يقرع .. تفتح الباب أمل تجد اختها ولاء
ولاء:مرحبا أمل
أمل:مرحبتان..خير .. رجعتما من السوق ؟
ولاء:اشترت سها ماتريد ولم يعد هناك مبرر لتأخرنا بلاعمل .(تفتح كيسًا كانت تحمله). شوفي هذه الكنزة الجميلة
أمل: لمن هي ..فعلا حلوة ..
ولاء :اشترتها لي سها..انظري كم تليق بي
أمل : ما مناسبة شرائها لك لهذه الكنزة الغالية الثمن؟
ولاء:بلامناسبة ..إنها هدية منها لي ألاأستحق؟
أمل:شي حلو والله ..يعني تصدَّقت بها عليك؟
ولاء:هدية ..هدية أفهمي بقى ؟
أمل:بالتأكيد أظهرت لها رغبتك بشراء الكنزة ,فاشترتها لك كي لاتبقى غصة في قلبك ..
ولاء:أوفففف..المهم ..أرأيت كم هي جميلة خاصة لونها الأزرق الساحر هذا؟
أمل بغضب: كفاك إهانة لنا ..إنك تعملين عندها كالخادمة,وهي تعطيك الهدايا, وتطعمك عندها عوضًا عن الأجرة ..اخجلي قليلا.. عيب والله عيب عليك هذا الشيء لايليق بعائلتنا..
ولاء: اطلعي أنت منها وما خصك بما يليق أولايليق بعائلتنا المحترمة
(تضحك لإغاظة اختها)أكيد أنت غيرانة ..
أمل بعصبية وصراخ:ولك أنت كلك على بعضك لاأغار منك كي أغار من شقفة كنزةمثل التي تباع في البالة..
ولاء:البالة صارت ملابس الأكابر والأغنياء..وماعاد حبيبتي بإمكاننا الشراء منها ..سقىالله زمانًا كانت فيه رخيصة وساترة لنا ..
أمل:حاجي كلام فاضي ..روحي أعيدي الكنزة لسها خانم نحن لسنا بحاجتها..
ولاء:ماحزرتي ياخانم..أنا ماصدقت أن صار عندي كنزة جديدة ..ذاب قلب من لبس الثياب القديمة ..
أمل : حسنًا سأنادي بابا وماما ليشاهدا مانحن فيه ..
ولاء:انتظري أنا سأذهب إليهما لأريهما الكنزة الحلوة هذه..ابتعدي عن طريق لوسمحت ابتعدي..
تأتي عائدة إلى مكان الخناقة
عائدة :مباركة الكنزة ياولاء
أمل :يعني أنت سمعت كل شيء وجئت تباركين لها؟
عائدة:وماذا يعني ..المرأة قدمتها لها هدية وعليها ألاترفضها..
أمل:ماما ماذا تقولين أكاد أجن؟
عائدة :كما سمعتي وليس هناك مبرر للكلام الزائد..
أمل:لأياماما..يعني أنت موافقة على أن تعمل ولاء خادمة عند سها
يجب أن أخبر بابا كي يعلم ماذا يحدث دون علمه..
عائدة :صوتكن العالي أسمعَه كل شيء ..اذهبي إليه لتتأكدي من صحة كلامي وسوف يسكتك هو بنفسه..
أمل بعصبية:طيب سأذهب لأسمع رأيه هو الثاني ..
6أمل :بابا
حازم:اقتربي من هنا
أمل :بابا ولاء أحضرت كنزة هدية من جارتنا سها
حازم:انسي موضوع الكنزة الآن واجلسي أمامي؟
أمل:لكن الكنزة يابابا هي إجرة
حازم:قلت لك انسي الكنزة وخلينا بموضوعك أنت وسامح الذي جعلنا مسخرة بين الناس..
أمل:يابابا أنا لم أفعل مايسيء لسمعتنا أما ولاء فهي تشحذ من سها وهي تخدمها وكذلك ..
حازم:الخدمة أشرف من شغلتك
أمل:أهكذا إذن؟
حازم :لآخر مرة أقول لك..سامح ليس له نصيب معك ,وإن سمعت بهذا الموضوع مرة أخرى (أقسم بالله العظيم سأ حبسك في البيت وأحرمك الزواج مادمت حيا..)
أمل :بابا أنا لست صغيرة كي تهددني بهذه الطريقة التي لاتليق بك أو بي..
حازم :من أين طلعت لي أنت أيضًا كي تزيدي همي ..
أمل : طلعت لك من الخمرة التي تسلبك مالك ..جعلتني أحس بذل الفقر والحرمان لأنك للأسف يابابا لا تحس بعذابنا وجوعنا والعوز الذي دفعني كي أفكر بالزواج من رجل غني , وإن لم يكن مستواه التعليمي مناسبًا لي..
حازم:أنت مجنونة..
أمل:لابل أنا عاقلة ليتك تفهمني وتقدري موقفي ..
حازم:إن قدَّرت موقفك الآن أخشى أن أظلمك بقية عمرك..
أمل : مع سامح لن أشعر بالظلم لأنه سيوفر لي كل أسباب الراحة
حازم:الراحة المادية أيوه ..لكن كيف ستتفاهمان وبأي موضوع ستتحدثان بعد أن تأكلا,وتشربا وتلبسا أغلى الملابس؟
أمل :سنفكر كيف يجب علينا أن نربي أولادنا ,ونشبعهم اللقمة,ونعلمهم كيف يواجهون الحياة ,ونبعدهم عن طريق الخمر التي ستظل مدى العمر الحرقة في قلبي..
حازم:أنت أنانية تفكرين بنفسك فقط ,ولايهمك ماسيقال عن أبيك عندما يعلم الناس أنك تزوجت من رجل جاهل..
أمل:لاتخف يابابا..لن يتكلم عنك أحد بهذا الشأن .. هم يتكلمون بشأن الخمر ..آسفة بابا ربما رفعتُ حدة الحديث معك لحزني من أجلك,وما وصلتَ إليه من حالة صحية سيئة..ألا تشفق على نفسك؟..
حازم :لاعلاقة لك بصحتي أنا حر أفعل ماأشاء..
أمل ساخرة:وأنا مثلك حرة بنت حر أفعل ماأشاء مادامت هذه هي وجهة نظرك في الحياة..
حازم:يبدو أنه لامجال للتفاهم معك إلا بمنعك من الخروج من البيت وعندها فقد أحس براحة البال..
أمل :رجاءً بابا لاتضطرني للتصرف بما لايرضيك
حازم:شوقصدك ؟
أمل :إذا كنت ستنفذ تهديدك فسأترك البيت وأسكن عند خالتي ريثما يتم زواجي من سامح..
حازم: أتهددين أباك ياأمل؟لهون وصلت الوقاحة معك؟
أمل :بابا هذا ليس تهديدًا فأنا أريدك أن تلمنا كلنا حواليك,وتدفِّئنا بقلبك ,تشبعنا بمالك ,وتعطينا الحب والأمن والسعادة ..فكر يابابا بمستقبلنا ..حرام أن نضيع وأنت بيننا حرام..
حازمة غاضبا:عال والله ..أنامع أمكم موخالص ,فكيف بدي أخلص معكن؟؟عايدة..عايدة..
تدخل عائدة
عائدة:خير ماذا هناك؟
حازم :بنتك ياخانم تهددني وأكيد سمعتي كل ماقالته؟
عائدة : وكل الجيران سمعوه معنا..
حازم :اسمعي إذن ماسأقوله لك ..
عائدة ببرود:قل أنا أسمعك؟
حازم : أنت طالق ثلاثًا إذا طلعت أمل من البيت بدون إذني..
أمل باكية :لماذا يابابا لماذا .؟هذا ظلم لايقبله الله..
عائدة :ولك مابيصير تحكي هيك مع البنت ..بدك تعقدها مثل ماعقَّدتّ أمها؟
حازم :ليتها تضرب هي وأمها بهيك تخلفة..انقلعي من وجهي ..تبًا لك وللساعة التي تزوجتك فيها ,وأنجبت لي هكذا أولاد لانفع فيهم..
عائدة بتحد :أتعرف بما أفكر ؟
حازم :لاأريد أن أعرف شيئًا عنك ولاعما تفكرين..
عائدة :أفكر أن أدفعها للخروج من البيت كي أطلق منك,وأرتاح من هذه الحياة الكئيبة معك..
حازم:الآن وبعد أن أصبحت عجوزاتريدين الطلاق ..ليتك قلتي ذلك من زمان ..
عائدة:إن كنتُ قد ختيرتُ فجيلي وجيلك واحد ..يعني أنت أيضًا ختيرت,من المستحسن أن تستحيي من شيبك وتترك شغل الولدني والخمرالذي أفسد عقلك, ودمر بيتك ,وسيضيع أولادك عدا عن ماسببه لك في العمل من طرد وملحقاته؟
حازم غاضبًا:اطلعي بره لاأريد أن أرى أحدا ..وحوش كلكم وحوش ..
عائدة:طالعة لأن قلة الكلام معك أفضل منه..
7
سها:هذه هي الأغراض التي اشتريتها ومعهم كنزة ولاء ,ولكني أفتقد خمسمئة ليرة ..
محمد:يضحك ربما سقطت منك في الطريق؟
سها:لم أفتح الجزدان في الطريق
محمد:ربما يكون أحد الباعة قد أخطأ بالحساب معك
سها:كمان لأ..لأنني كنت منتبهة جيدا,وأنا أدفع للباعة ثمن ماأشتريه
محمد:هازئًا):تذكري أين كنت تضعين جزدانك وأنت تقيسين الثياب؟
سها:كنت أعطيه لولاء ريثما أخرج من غرفة القياس..
محمد:أتظنين أن ولاء يمكن تمد يدها وتستعير بعض المال من عندنا دون استئذان؟
سها:أعوذ بالله ..مستحيل أن يحدث ذلك..
محمد ..أمر غريب ..أنت أضعت خمس مئة ليرة ,وأنا فقدت ألف ليرة, ولاأخفي عليك فقد كنت أفتقد الكثير من النقود ,ولكنني لم أكن أتكلم بهذا الشأن كي لاتتضايقين..
سها:شوقصدك يامحمد ..يعني ولاء معقول تمد يدها؟
محمد:مابحطها بزمتي..ولكن ليس هناك من يدخل بيتك غيرها..
سها :صح
محمد :على كل جرِّبيها كي لاتظلميها
سها:كيف؟
محمد:كم بقي معك من المال اليوم؟
سها:ثلاثة آلاف وخمس مئة ليرة
محمد:عظيم:ضعي النقود أمامها في مكان تتردد عليه ولايراها فيه أحد,
وبعد أن تذهب عدي النقود,وستعرفين إن كانت هي السارقة أم لا
سها:أخشى أن أقوم بهذا العمل الغير محبب,وضميري لايطاوعني, فلاأريد أن أظلمها.
محمد:بهذه الطريقة تنصفينها وتبعدينها عن شكنا بها,ولها مني ألف ليرة شرفية إن لم تكن السارقة..
سها:ولكن أليس هذا العمل حراما؟
محمد:وماوجه الحرمة فيه ؟نحن الآن في مشكلة,ويجب أن نعرف الحقيقة لأنه ليس في صالحي أن تدخل بيتي سارقة..
سها: ياويلي إذا كانت هي الحرامية من سيساعدني في أعمال البيت؟
فاصل موسيقي

زاهية
03-09-2006, 01:21 PM
بداية أعتذر عن التأخر بالرد عزيزتي زاهية ...
هذه القصة رائعة ومهمة فهي وضحت لنا مأساة أسرة من عدة نواحي وأراها مازالت توضح .
هذه القصة واقع أصحابها مرير وأليم وهي معاناة . أحس أني اقرأ قصة حقيقية لأن كل ما كتبتيه واقع..
قلتها من قبل وأقولها قصتك مشوقة فكلما قرأت سطرا أسرعت للآخر وحينما أنتهي من الحلقة أحاول أن أخمن ما سيحصل بعد ذلك.
أنتظر الحلقة الرابعة ........
تحياتي واحتراماتي..............

لارا المشاق أختي الغالية
أشكرلك متابعتك للأحداث
وتعليقك الجميل هذا
دمت بخير ورضا
أختك
بنت البحر

حوراء آل بورنو
03-09-2006, 03:02 PM
الغالية زاهية

بارك الله بقلمك و زادك من فضله .

علمت أنها كانت عامية اللهجة و قد قمت بتحويلها إلى الفصحى ، و لكنها خرجت خليطاً منهما بكل براعة !

أمدح قلمك بحق غير أن ذلك الخلط أوقعك في بعض هنات في استخدام بعض حروف الجر و اعتماد الضمائر ، و إن كنت أرى أن تتركيها عامية و تضعينها في منتدى الأدب الشعبي ، أظن أنها كانت ستخرج أقوى أثراً ؛ فاللهجة الشامية فيها قوية و مؤثرة .

ستحتاج إلى بعض مراجعة لغوية منك لو أردت اعتمادها كعمل فني لاريب .

لم لم تضعيها في منتدى القصة ، فهناك مكانها ؟

سأنتظر بقية القصة بشوق .

ودي يا غالية .

لارا المشاق
04-09-2006, 02:52 AM
عزيزتي قرأت الحلقة الرابعة وقد أبدعت بها. :NJ:
ما ضايقني بالفعل أن أمل ترفض من أختها قبول تلك الهدية وتعتبرها صدقة ، أنا معها لكن ضدها فهي تعمل لم لاتشتري لأختها. وما آلمني أكثر طريقة تفكير سها التي لم تهتم إلا بأن ولاء إذا كانت هي السارقة بمن سيساعدها بترتيب المنزل .
أنا أعلم أنها قصة لكن كما قلت من قبل هي تعرض لنا واقع وتفكير بعض الناس.
أنتظر الحلقة الخامسة على أحر من الجمر كما يقال
تحياتي...........

زاهية
06-09-2006, 03:56 PM
الحلقة الخامسة
1-في منزل حنان
حنان :هذا ماحدث يابابا..لقد تصرفتُ تصرفَ طيشٍ لايليق بي , ورغم خجلي منك فإنني قررتُ ألاأخفي عنك شيئًا ..إنني أحس بالحزن ..سامحني بابا..
الأب:أيؤنبك ضميرك؟
أمل :نعم
الأب:إحساسا حقيقيًا يرافقه الندم؟
أمل : نعم هذا ماأنا عليه الآن بعد زيارتي لها في بيتها , لقد شعرت بأنني صغيرة أمام مسامحتها لي , وقد وعدتني بإلغاء عقوبة الطرد من المدرسة..إنها إنسانة رائعة ياأبي , وقد أسأت الأدب بتطاولي عليها بالكلام..
الأب :مادام ماتقولينه صادقًا دون نفاق أو خوفٍ مني ,فسوف أسامحك هذه المرة على أن تتعلمي شيئًا هامًا وتعملي به مدى حياتك..
حنان:إنني أتعلم منك الجميل والمفيد دائما ..لذا تراني لاأستطيع أن أخفي عنك شيئا , ولوكان في غير صالحي..
الأب:وهذا دليل على طيبة معدنك وثقتك بي ..ياحنان ليس هناك معصوم من الخطأ , ولكن يجب عليه ألايعتاده , ويترك لنفسه فرصًا سانحة لتبريره , فتقتنع به شيئًا فشيئًا ويصبح عادة , والعادة تتحول مع تقادم الزمن إلى مبدأ فتقع أسيرة لسيطرته مدى الحياة لصعوبة التخلص منه ..
حنان:كيف ذلك؟
الأب :الإنسان الواعي ياابنتي كالفارس الماهرعندما يحس بأن فرسه ستجمح به يمسك بلجامها, ويروضها حسب الوجهة الصحيحة التي يريدها ,وعندها يكون فارسًا حقيقيًا , وخيَّالَا أصيلا..
فاصل
2
ولاء:ماما..دعتني سها للغداء ..الطعام اليوم صفيحة باللحمة ..أتسمحين لي بذلك..
عائدة بحسرة:نيَّالك..قلبك فاضي وبالك رايق..ألاترين بأي حالٍ نحن , وتريدين الذهاب للغداء عند الست سها..
ولاء: بتأفف:وما شأني أنا وهذه الحال؟ ..أمل هي السبب في كل مايحصل في بيتنا..
أمل غاضبة:لاتذكريني رجاءً لابالخير ولابالشر ..أصلا أنت وكنزتك سبب هذه المشكلة..
ولاء بضيق:أنا أتكلم مع ماما..أأذهب للغداء ..(بدلع ورجاء)صفيحة ماما ..
أمل :يعني مصرة على الذهاب كي تجلي لها الصحون والملاعق والكاسات بعد انتهاء الغداء؟
ولاء بتحدٍ: نعم ستي ..تماما كما تقولين مصرة على الذهاب وسأنظف الأواني جيدًا , فإن كنت قادرة اطلعي خارج البيت ولو للخطوة واحدة..
أمل:سأفعل..بابا يحبني وعندما يعود سترين ذلك.. سأطلع من البيت ولكن بإذنه..
ولاء ببرود: أين المشكلة إذن ..سأذهب لتناول الصفيحة عن إذنك..
أمل : ياعيب الشوم عليك ..مفجوعة..
ولاء بسخرية:وأنت الصادقة قولي :محرومة تكن أكثر صدقا ,لأن الحروم عندما يجد قدامه الشي المحروم منه يركض إليه بكل قوته , ويمسك به جيدا كي لايفلت منه..
أمل :ماما ..الحقينا ..ولاء توحشت أصبحت ذئبة..
عائدة بحزن:كل واحدٍ منكم يركض وراء غايته مثل الذيب , وطرش الغنم سايب والراعي نايم..
فاصل
3
سها بفرح:أرأيت يامحمد ..ألم أقل لك بأن ولاء بريئة ..مازالت النقود كما هي لم تنقص ليرة واحدة..ناولني الألف كيف أعطيها لها شرفية؟
محمد: سأعطيك الألف ليرة وحبَّة مسك فوقها , ولكن ليس الآن .
سها:متى؟
محمد:بعد الامتحان الثاني .
سها: لماذا يامحمد ..الفتاة ظهرت براءتها ولامبرر لوضعها في امتحان آخر..
محمد:أظنها اكتفت اليوم بالخمس مئة وخافت أن تمد يهدها فيفضح أمرها..
سها:هذا كثير ..الحرامي لا يخاف ولايستحيي ولو عاد للسرقة في كل دقيقة..
محمد:طيب..الماء يكذب الغطاس..طولي بالك وراقبيهامن بعيد ..وفي النهاية ستعرفين كل شيء..
فاصل
4
هدى:آلو ..آلو.. أمل اسمعي ..
أمل : نعم نعم أنا أسمعك..
هدى:ترك سامح لك رسالة قبل سفره إلى حمص, وطلب مني أن أوصلها لك..
أمل :وكيف ستوصلينها لي..
هدى :لاأدري..مارأيك أن تزوريني .. نشرب القهوة وتأخذين الرسالة..
أمل :لاأستطيع المجيء إليك..
هدى:لماذا؟ تعالي ولن أجعلك تتأخرين عن البيت..
أمل : لاأقدرياهدى ..بابا قال بأن ماما طالق إن أنا خرجت من البيت دون إذنٍ منه ..
هدى:يوه وليش اليمين؟
أمل:سأخبرك فيما بعد..متى سيعود سامح من حمص؟
هدى:ربما غدا أو بعد غد ..
أمل :ماسبب سفره المفاجئ؟
هدى: طلبت منه أمي الذهاب إليها لأمرٍ هام
أمل : ما الأمر الهام المفاجئ هذا؟
هدى بارتباك:لاأدري لم تخبرني به..المهم الآن الرسالة كيف سأوصلها لك..
أمل :مارأيك أن تأتي أنت لتناول فنجان قهوة عندنا في البيت؟
هدى:أعتقد أن مجيئي إلى بيتكم في هذه الظروف غير لائق..خاصة وأن الجو العام عندكم غائم , مما جعل والدك يحلف يمين الطلاق على أمك إن أنت خرجتِ من البيت دون إذنه..
أمل : إجل هو كذلك ..ربما قمت بزيارتك بعد استئذان بابا ..
هدى: تجنبي المشاكل معه ..أبوكِ صعب جدا , ولاأريد أن أدخل معه بها..
أمل :لادخل لك به ..أنا أعرف جيدا كيف أتعامل معه, لأنني مثله تمامًا
هدى:إن كان الأمر كذلك فأنت أعلم مني بمصلحتك ..
فاصل
5
فادي:ماما.أريد خمسين ليرة؟
عائدة:خمسون ليرة دفعة واحدة ..لماذا؟!
فادي:يلزمني بعض الدفاتر, وبعض الأشياء..
عائدة:لماذا لم تأخذ من أبيك مايلزمك قبل مغادرته البيت؟..لم يعد معي مايكفينا من مصاريف حتى نهاية الشهر..
فادي:ماسألته يومًا مالاً فأعطاني ماأريد ..فهل سيغيراليوم عادته القديمة ؟
عائدة:حيرتني والله يافادي ..انتظر لأول الشهر فأعطيك مني ماتحتاج إليه من مال..
فادي:لماذا نحن هكذا ماما ..دائما ليس معنا مال..هناك زملاء لي في الصف ربما كان مصروف أحدهم في اليوم خمسين ليرة إن لم يكن أكثر, بينما مصروفي الشهري لايتجاوز الخمسين ليرة...
عائدة:إنه قدرنا يابني أن نعيش على حسب قدرتنا ..أرجو الله أن تمتلك الكثير من المال عندما تنهي دراستك وتجد وظيفة محترمة تدرعليك مايفيض عن حاجتك.
فادي:وحتى ذلك الوقت أكون قد حرمت من أشياء كثيرة كنت أتمناها, وسأظل أعيش بالحرمان مما يتمتع به الكثيرون..
عائدة: بعد الصبر مفتاح الفَرَج يابني ..فلتحمد الله على النعم الأخرى التي خصَّكَ بها وحرم منها الآخرين..
فادي:الحمد لله على كل شيء ..اللهمَّ قدِّرني على البقاء ممسكًا بهذا المفتاح
فلاأضيعه في هذه الدنيا..
فاصل
6
ولاء هامسة :فادي ..أريد التحدث إليك على انفراد؟
عائدة: تحدثي بماتريدين أمامنا , أم هناك سرلاتريدين أن يطلع عليه أحد؟
ولاء:يوه ماما شوبنا ؟لاسر ولاشي..كنت أريد أن أسأله عن كتب الثانوية العامة لأنني أفكر بالتقدم للامتحان هذا العام..
عائدة بسعادة:أحقًا ماتقولين ياولاء؟لقد أسعدتِ قلبي يابنية
ولاء:أخيرًا وجدت أن الدراسة أفضل من القعود في البيت همًا عليكم ,فأجد عملا أتسلى به ..
عائدة:لوأنك من زمان عملت بنصيحتي لك , كنت الآن تدرسين في الجامعة وشارفت على التخرج والعمل ..
ولاء:مايهمني الآن البكالوريا أولا قبل الجامعة والتخرج..
عائدة :البكالوريا ..الجامعة لافرق ..المهم الآن أن تباشري بالدراسة ..قومي الآن اسألي أخاك عن الكتب , وعسى الله أن يفتح عليك فتحًا مبينا ..
فاصل
فادي :الكتب كلها أمامك بأي كتابٍ ستبدئين أولاً؟
ولاء :كتب اللغة العربية ..أريد حفظ القواعد والشعر والمواضيع المطلوبة كلها..
فادي:عظيم ياولاء..عندي ملخص للمواضيع جميعها خذيها إن شئت واحفظيها..
ولاء:لاأريدها ..أحب أن ألخصها بطريقتي الخاصة , ولكنني أريد منك شيئا قبل ذلك ..
فادي:ماهو؟
ولاء هامسة :أن تشتري لي علبة دخان أجنبي..
فادي :يالطيف! ..لمن الدخان؟
ولاء :لي
فادي : وهل أنت تدخنين؟
ولاء:لاداعي لكثرة الأسئلة..أحضر لي السجائر وسوف أعطيك خمسين ليرة قطعة واحدة تضعها في جيبك ليس لأحد له بها قرش واحد..
فادي :شو خمسون ليرة لي أنا ..من أين حصلتِ على النقود؟
ولاء:خبأتها من العيد الماضي ..
فادي:ولماذا لم تظهر هذه النقود حتى اليوم؟
ولاء :كنت أحفظها لوقت عوز
فادي:لاأصدقك ..
ولاء:لماذا؟
فادي :لأنه من غير المعقول أن تحتفظي بها كل هذه المدة ثم تخرجيها الآن لتشتري بها سجائر.
ولاء:يعني لاتريد الخمسين ليرة ؟
فادي مترددا:بل أريدها ولكن يجب علينا أولا أن نخبر ماما بالأمر؟
ولاء:لا ليس من الضروري أن تعرف ماما ذلك..
فادي:لاسأخبرها, فقد تعودت ألا أخفي عنها شيئا كبيرًا كان أم صغيرا.. فإن سمحت لي بشراء السجائر لك فسأشتريها , وآخذ منك الخمسين ليرة .
ولاء:على راحتك فأنت الخاسر وذنبك برقبتك ..
فادي:أن أكون خاسرًا لنقودك خير لي من القيام بعمل ما دون علم ماما ..على كلٍ أنا ذاهب لأخبرها بكل شيء..
ولاء بخبث:عقلك صغير جداً يافادي ..كنتُ أجربك إن كنت تقبل الرشوة أم لا,بصراحة أنا أصلا لاأدخن , وليس معي نقود لأشتري بها سجائر ..هات كتب العربي , وانصرف عني..
فاصل
7
عائدة :اسمعي ياولاء أنا أعرف بأنك تكذبين لأن رائحة الدخان تفضحك
كلما رجعت من بيت سها..وأقول في نفس اتركيها يابنت ربما تذوق وتستحيي دون تنبيه , ولكن كما يبدو فقدتِ حاسة الذوق , ولم تعد معاملة الذوق تجدي معك نفعًا ..لماذا تدخنين؟
ولاء:تنفيخ ماما موتدخين رسمي كما أخبرك فادي ..أحيانا تقدم لي سها سيكارة مع فنجان القهوة فأنفخها ..شوفيها ؟
عائدة: شوفيها قال شوفيها! يبدأ التدخين هكذا بأن تقدم لك سها سيجارة, وسيجارة بعد سيجارة تصبح عادة , وبعد ذلك تقومين أنت بتقديم السجائر للناس..الدخان مضر للصحة ولايليق تعاطيه ببنات العائلات..
ولاء: مولهدرجة ماما .كل الناس يدخنون سجائر وأركيلة كمان ..التدخين صارموضة , ومن لايفعل ذلك يقال عنه متخلف ..دقة قديمة وأنا لايناسبني أن يقال عني دقة قديمة .
عائدة: قديمة ..بالية لايهمني مايقال ..المهم الآن من أين لك النقود؟
ولاء:كنت أمازح فادي فعمل من الحبَّة قبَّة..
عائدة : قد تستطيعين الضحك علىأخيكِ .. أما عليَّ فصعب جدا..من أين لك بالنقود؟
ولاء:مابتزعلي مني إذا قلت لك؟
عائدة:الآن أصبح زعلي يهمك؟ هه قولي ..
ولاء:سها أعطتني مبلغًا صغيرًا من المال ..اسأليها إن كنت لاتصدقين ماأقول؟
عائدة:أيعقل أن أسألها سؤالًا كهذا, بأي وجه سأقابلها ؟
ولاء: مافيها شي ماما..اسأليها لتتأكدي من صدقي ..
عائدة:أتريدين مني أن أسألها إن كانت تعطيك أجرة خدمتك لها ؟
ولاء:لماذا تحسبون مساعدتي لها خدمة ..أنا أعينها بأعمالها المنزلية لأن أولادها صغار, وهي امرأة كريمة وفهيمة , ولايهمها المال فتقدمه لي كهدية..المال عندها في كل أنحاء البيت ..في المطبخ والصالون وغرفة الجلوس وغرفة النوم ..
عائدة: أعطتك الكنزة هدية فما قلت شيئا, ولكن أن تعطيك مالًا فهذا شيء لايليق بحق عائلتنا.. يجب عليك أن تحافظي على قدرومكانة العائلة بين الناس, ولاتظهري حاجتنا لشيء أمام أحد أبدًا خاصة الست سها التي لاتعرف كيف تحافظ على مالها فتضعه أمام عيون الجميع ..
ولاء:ماما إن لم أظهر أنا أمام الناس حاجتنا لشيء , فهي ظاهرة للعيان, وواضحة كالشمس عند الظهيرة..
عائدة : ياإلهي تعبت معك بالحديث لماذا تناورين بكلامك؟ لم أعد قادرة على الأخذ والرد معك.. سأكلم والدك عندما يعود من الخارج وهو سيتصرف بما يراه مناسبًا..لاأدري لماذا تأخر بالعودة إلى البيت ..
ولاء بخبث:لاتقلقي عليه سيعود مهما تأخر ..أنت تسألين عنه. وهو الآن بين رفاقه يتناول الخمرة , ولانخطر له ببال..
فاصل
8
حازم في بيت عائلته القديم
حازم: (منولوج داخلي) الله الله يابيتنا العتيق ..مرَّ زمن طويل وأنا أهجرك.. هنا ولدت وتربيت مع إخوتي وأخواتي ...
ياااه ..غير الغبار لون الحيطان والأبواب والشبابيك ..كل شيء يبدو باهتا ..رماديًا حزينًا على سكانه الأموات منهم والمهاجرين ..أه يازمن الجور ماأصعب الفرقة والبعد والوحدة ..
لاتحزن يابيتنا الكبير الحبيب ..لقد عدت إليك لأفتح نوافذ النور على ذكريات الماضي ..سأمسح عنك حزن الأيام , وأعيد إليك أفراحك المسافرة في النسيان أفضل مما كانت عليه..
سأحكي مع كل شيء فيك وكل ركن حكاية إلى أن تملني الأرض والسقف والأغراض ..سأنسى عائدة وأمل وسامح, وأرمي الهم الجاثم فوق صدري منذ خمسٍ وعشرين سنة, ويداه تخنقاني بلؤم ..سأنسى كل شيء إلا ذكرياتي هنا حيث أبي , وصورته الكبيرة فوق جدارك الوفي , وكأس خمرته المنتظر في خزانته من يأتي ليعيد عزَّه, فيحمله بحنان ..أنا العائد لإرجاع هذا العز ياأبي أنا ..
فاصل

محمد إبراهيم الحريري
06-09-2006, 05:33 PM
الأخت زاهية ـ
سلام من الله ورحمة من لدنه وبركات
كما اعتدنا كل يوم فكرة جديدة تأخذ بتلابيب القارئ إلى مضارب الواقع ، ترسم له فكرة من محار اليقين يتلقى حروفها بشغف ـ يسبر الأخلاق الاجتماعية بموقف الموافقة على ما نثرت
نعم أيتها الفاضلة قصة ترجمت واقعا ونقلته إلى ورق الحياة عبر قدوة .
كل اسم من القصة يعطي مدلولا حرفيا على شخصية صاحبه
حازم ـ عائدة ـ رحاب .....
وكل شخصية تلعب الدور المناط بها
حوارية تتفتق عنها تساؤلات ثم تصب كلها في قالب المجتمع حياة اسرة من اسر عديدة .
ابارك بك ما قدمت
وارجو الله أن تكون حسنات في ميزان أعمالك
ولي ملاحظة أختي
كنت أتمنى لو قسمت الموضوع على عدة حلقات لكان متسع القراء
افضل
وهذا رايي
أشكرك
ولك باقة تحايا عطرة

لارا المشاق
07-09-2006, 03:24 AM
هذه القصة أصبحت تعلمني من دروس الحياة وعبرها
أعجبتني هذه المقولة ((الإنسان الواعي ياابنتي كالفارس الماهر عندما يحس بأن فرسه ستجمح به يمسك بلجامها, ويروضها حسب الوجهة الصحيحة التي يريدها ,وعندها يكون فارسًا حقيقيًا , وخيَّالَا أصيلا..)) بل وبعثت في الأمل والإرادة وقوة العزيمة.

سلمت عزيزتي وأنتظر البقية........

زاهية
07-09-2006, 09:07 PM
الغالية زاهية
بارك الله بقلمك و زادك من فضله .
علمت أنها كانت عامية اللهجة و قد قمت بتحويلها إلى الفصحى ، و لكنها خرجت خليطاً منهما بكل براعة !
أمدح قلمك بحق غير أن ذلك الخلط أوقعك في بعض هنات في استخدام بعض حروف الجر و اعتماد الضمائر ، و إن كنت أرى أن تتركيها عامية و تضعينها في منتدى الأدب الشعبي ، أظن أنها كانت ستخرج أقوى أثراً ؛ فاللهجة الشامية فيها قوية و مؤثرة .
ستحتاج إلى بعض مراجعة لغوية منك لو أردت اعتمادها كعمل فني لاريب .
لم لم تضعيها في منتدى القصة ، فهناك مكانها ؟
سأنتظر بقية القصة بشوق .
ودي يا غالية .

أهلا بك أختي الكريمة الغالية حوراء
أشكرك على تفضلك بالمرور والتعليق
وكما قلتِ فإنني سأعيد صياغة المسلسلة بإذن
الله قريبًا فما زلت أنقلها من الورق إلى الجهاز
مع (ترجمة) مرهقة من العامية إلى الفصحى
لك شكري وتقديري
أختك
بنت البحر

زاهية
10-09-2006, 09:55 PM
الحلقة السادسة1
أمل: صدقيني ماما لن أتأخر كثيرًا..نصف ساعة فقط وأعود ..بيت هدى قريبٌ من منزلنا , وليس له علاقة بالمدرسة ويمين الطلاق ..
عائدة: بغضب: ولك شوصايرك ...مابتفهمي؟ أبوك حلف يمين طلاق إن خرجتِ من البيت دون إذنه ..أتريدن طلاقي منه؟
أمل : إيه مامن قلبه ..حلفه لتخويفي فقط..
عائدة : أ تظنينَ بأني سأتركك تفعلين ماتشائين بغياب والدك ..أخطأت حساباتك ياأمل..
أمل: لاأقصد هذا ..ولكن تبقين أكثر منه تفهما لنا وتفاهمًا معنا.
عائدة: إذن فاعلمي أنني لاأقوم بشيء دون إرادته , ولواختلفت معه بوجهات النظر, فهو والدكم وتحملون اسمه , وتظل الكلمة الأولى والأخيرة كلمته..
أمل :ولكنه لم يعد يفهمنا ونحن كذلك لم نعد نفهمه..
عائدة:ورغم ذلك فلن يكون إلا مايريد ويوافق عليه مهما كانت النتائج..
أمل: ولماذا لم تشعرينا بهذا الشيء من زماااان؟وأيضًا لماذا خبأتِ عنا أنكما بنفس التفكير والطباع؟
عائدة : لولم يكن والدك يتعاطى الخمر , ويضيع فيها نقوده ماكان في الدنيا كلها أفضل منه..
أمل: أتعترفين بكل صراحة أنه لايوجد أفضل منه بين الناس؟
عائدة: طبعا ليس هناك أفضل منه , ولو كان بيننا فتور عاطفي..
أمل : ولماذا لم تحاولي أن تجعلي حياتكما أفضل ؟ للأسف منذ أن وعيت الحياة وأنتما على اختلاف مارأيت أحدكما يومًا سعيدًا ..
عائدة:هو السبب ..إهماله لنا لايحتمل وكأننا أحد أغراضه القديمة المشلوحة في العتمة لاتهمه لامن قريب أو من بعيد..
أمل: ولكن هذا العمل جريمة فظيعة ارتكبتماها بحقنا ..ماذنبنا نحن بمشاكلكما كي نتحمل مسؤولية أغلاطكما وترافقنا مدى العمر؟
عائدة: ليس من حقك أن تحاسبينا على أخطائنا..
أمل: وعندما يحاسبني المجتمع على غلطة من غلطاتني هل أقول له ليس لك الحق بذلك؟
عائدة: يكفي ..لم أعد أحتمل أكثر من ذلك..اتركوني ..اتركوني ؟..انني متعبة..
أمل: مع من سأتكلم إذن؟ لمن سأشكو همومي , وأفتح له قلبي إن لم تكن أمي قادرة على الاستماع لي , ومساعدتي ولو بكلمة مواساة بسيطة تعينني في تلك الحياة؟
فاصل
حازم وقد أنهكته الخمرة يقف أما م صورة والده ويكلمها: بابا ..لم تزل صورتك معلقة في صدر الصالون مثل أيام زمان ..ماأجمل ابتسامتك الرقيقة الواعدة بالخير كما كانت سابقًا .. انظر..عيناك تكاد تكلمني وأنت تنظر إلي بهما.. بصحتك بابا (يضحك وهو يرفع الكأس نحو والده) ليش أنت بقي عندك صحة؟أكيد فنيت وصارت عظامك مكاحل..أسف بابا..أرجوك ماتزعل مني ..ولايهمك أنا كمان فني إحساسي .. نفضت منه حياتي..وها أنا ذا أتناول الطعام والشراب وأنام وأمشي مثل البهائم لاوعي ولاإحساس ..أتعرف ماالسبب؟ ( يعود مستدركاً) نسيت بأنك لاتستطيع أن تجيبني.. ولايهمك أنا أعرف السبب .. بزمتك بابا أليستْ عائدة هي السبب؟ ..
بابا..أنا أشربُ الخمر كي أهرب منها ومن الفقر وكمان منشان أنسى بأنك من علمني شرب الخمرة ( معتذرا)عائدة هي من تقول هذا موأنا ..أنا أحبك
وأحب الخمرة ولكن عائدة لا ..لاأحبها بس شوبدي أعمل كله قسمة و نصيب..
وقسمتي مشحَّرة معتَّرة..

زاهية
15-09-2006, 07:54 AM
هذه القصة أصبحت تعلمني من دروس الحياة وعبرها
أعجبتني هذه المقولة ((الإنسان الواعي ياابنتي كالفارس الماهر عندما يحس بأن فرسه ستجمح به يمسك بلجامها, ويروضها حسب الوجهة الصحيحة التي يريدها ,وعندها يكون فارسًا حقيقيًا , وخيَّالَا أصيلا..)) بل وبعثت في الأمل والإرادة وقوة العزيمة.
سلمت عزيزتي وأنتظر البقية........


لارا أشكرك عزيزتي ومازلت أنظرإليك بعين الرضا
وأرقب مسيرتك في عالم الخير والجمال
فليحفظك الله
أختك
بنت البحر

ربيحة الرفاعي
14-06-2014, 12:53 AM
سيناريو شائق لقصة جميلة عرضت لحياة أسرية يعيش أفرادها صراعات ومعاناة من عمق الواقع المعيش
أرهقتها بزعمي وأوقعتها في غير عثرة محاولة القاصة سردها بلغة وسط بين الفصحة والمحكية
وأتحيز طبعا وبقوّة لتحويلها للفصحى

دمت بخير فاضلتي

تحاياي

ناديه محمد الجابي
10-12-2021, 06:38 PM
تمت الحلقة الاأولى بعون الله
هل أتابع كتابتها بالفصحى المبسطة؟
لكم الشكر والتقدير

قرأت الحلقة الأولي ـ وقد استمتعت بها كل الاستمتاع
نص باذخ قوى جميل السرد والأسلوب ـ الحوار رائع واللغة بديعة
تفاصيل دقيقة لا تستطيع نسجها إلا كاتبة متمكنة.
قرأت فسرقت مني كل الحواس ، وقد سقت النص بمهارة وحرفية
في بناء قصة إنسانية من واقع الحياة.
باستمتاع سأتابع القراءة لهذا المسلسل ولك كل الشكر والتقدير.
ودام إبداعك متألقا.
:sb::sb:

ناديه محمد الجابي
10-12-2021, 07:25 PM
هي قصة حقيقية استقيت أحداثها من الواقع
تابع الأحداث معي
لك الشكر والتقدير

أتابع معك بأهتمام .. وقد سبكت القصة بالسرد والوصف والحوار
المضمون هادف والسرد مشوق ، والعمل كله متماسك محكم البناء
قاصة باهرة ومبدعة أنت
بوركت وجمال إبداعك.
:sb::sb:

ناديه محمد الجابي
10-12-2021, 08:56 PM
ما هذه المشكلة أيتها العزيزة الزاهية.. ؟؟؟؟؟
كيف تتركينا معلقين دون ان نعرف بقية حلقات هذا المسلسل
وقد عشت أحداثه وتعلقت بأفراده ورأيت كل فرد من أفراد هذه العائلة
يعاني من مشكلة أكبر من أختها..
أرجوك ـ ومن فضلك .. أكملي هذه القصة فأنا سأظل قلقة حتى أعرف
كيف ستسير أحداثها .. وأطمان على نهايتها.
ولك كل الشكر والتقدير.
:002::006::002: