تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ولادة تالية ....*



أمير المعالي
16-06-2003, 08:42 PM
نستقبل هذه الدنيا بصرخات ....
تحيط بنا الوجوه الباسمة ونحن نبكي ....
نحن نصرخ هم يزغردون ....
حين نهاب نحن ونبكي هم كانوا يفرحون ....
تنتشر في المكان النشوة والسعادة ....
برغم ألم الأم ومخاضها ....
تلك لقطات من ولادة أولى ....

وتمر الأيام والسنون ....
وإذ بتلك الأحزان تنقلب ....
فتكون الابتسامة في ثغرنا الصغير ....
كأنها قطعة الحلوى في يوم العيد ....
وكل يوم في عيون الطفولة عيد ....

وتمضي الأعوام ويمضي معها بعض العمر ....
ويكون فيها القلب كمثل الحصير ....
تتشابك فيه الأيام صانعة له .....
عُودا عُودا وعَودا عَودا ....
تنسجه تخيطه تطرزه ....
في لوحة من لوحات الحياة ....
لا تتكرر بألوان قلب آخر ....

وتبدأ تلك اللوحة تعكس ألوانها ....
بحسب الجمال والبهاء و الإضاءة ....
وبمثلها ينعكس بريقها لمن يرى ....
سواء في تحديب أو تقعير أو استواء ....

عند هذا الاكتمال في لون القلب وبِساطه ....
يحن لتلك الولادة القديمة ....
يبتغي أخرى جديدة ....
كمثل تلك الزغاريد ....
القلب يحتاج لأن يرقص ويطرب ....
ينفض الغبار عن ألوانه ....
ويعيد سباكه نسيجه ....
ويقطع ما علق به وليس منه ! ....
ولا هو من لونه ....
وإن خلطه به يوما ما ! ....

كمثل الفجر لكل يوم ....
يناديه حسب بصري :
( ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي :
يا بن آدم أنا خلق جديد
وعلى عملك شهيد
فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة . )

فتنشق روحه بخلق جديد من المعاني ....
يزيد فجر الكون ضياء من روحه ....
مرددا :
( اللهم هذا إقبال ليلك
وإدبار نهارك
وأصوات دعاتك
فاغفر لي ) .

ويسقي قلبه وبساطه بذكر الله ....
بعمق ووعي وإدارك لكنه كل لفظ ! ....
لتعود تلك النضارة والابتسامة للروح أولا ...
حين نتعمق في ذكر الله ....
وفي كلام الله ....
نجد في " التوبة " ....
( إِلاَّ تَنصُرُوهُ
فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ
لاَ تَحْزَنْ
إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى
وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا
وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) . التوبة/ 40 .
ونجد تفصيل المعية مع الله في " النحل " ....
( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ
وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) . النحل / 128 .

• فمع صفات التقوى والإحسان والتفتيش عنها في كتاب الله ، وسنة الطاهر صلى الله عليه وسلم ، تكون : ( لا تحزن ) .

• ومع تحمل اللدغ دون صراخ ، بل بدموع ربما ، تكون : ( لا تحزن ) .

• ومع التخطيط الواعي للحياة و الذات ، وفق وعي رباني ، تكون : ( لا تحزن ) .

مع الله بتنوع وتعدد ! ....
مع الله بإبداع وتعمق ....
مع الله بشوق ووله ....
مع الله بحب ووجد ....

حين يضعف فينا الإيمان نقول ( لا إله إلا الله ) ....
فيزداد الثوب القلبي ألقا ....
وتبتهج أساريره رونقا ....

وإن بقي فيه بعض غبش نقل :
( استغفر الله ) ....
تذهب الضيق والهم والكرب ! ....

فإن شعرنا ببعض ضيق أو وسع ! في ثوبنا ذاك ....
نطلب عونه بقولنا :
( حسبي الله ونعم الوكيل ) ....

وبعد سرور في النفس ....
نزينها ببعض الكنوز والجواهر فنردد برقص ....
( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .

تلك زينة كاملة ....
نجعل منها وردنا كما نحب ....
( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ
يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ
وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ
يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يفقهون ) .

فتنشتر زغاريد الروح ....
وتتعالى الابتسامات ....
وتُنشر الرحمة في المكان ....
وتسيل الدموع الباسمة ....
وتنطق المعاني السائلة ....

فينادي الله :
" كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين
عين سهرت في سبيل الله
وعين غضت عن محارم الله
وعين فاضت من خشية الله . )
ومن لم يحرص على ولادة تالية ....
فما هو بمولود ....:0014:

نسرين
16-06-2003, 08:51 PM
لله درك يا امير المعالي
يا امير القلم الناصح لوجه الله تعالى
بارك الله بك وجزاك الله خيرا

انها من اجمل ما قرأت ..
واسأل الله أن يعيننا على طاعته وحسن عبادته
وعلى خشيته دائما
نحتاج لان نحاسب انفسنا دائما لكي نعيد حساباتنا
في كل امر نفعله
ونترقب امورنا ونعيد صياغة حياتنا لما هو واجب
علينا

كم نحتاج لمثل كتاباتك دائما

سلم هذا القلم الفريد في واحتنا

سلمت ودمت بالف خير وجزاك الله كل خير

نسرينه

ياسمين
17-06-2003, 12:05 PM
الله ياأمير المعالى
كم من رسائل وصلتنا من كلماتك هذه
كم من معانى شملتها حروفك
رحلة العمر منذ الميلاد الى الممات
رحله نحتاج فيها الى ان نتزود بكل مانستطيع من زاد للاخرة
كم من ميلاد جديد فى عمر الانسان

رائعة ياامير وجميلة بكل صدق معانيها
تحياتى لروعة القلم

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

خلود علي
17-06-2003, 10:10 PM
تحيه ملائكيه
.
.
.
لوحه عميقه التأمل

و التعمق فى ملكوت الله

فى كينونه الإنسان روحا ً تولد مرتين

و تحيا مرتين

عبر و إيمان بين سطورك تلفح غفوتنا

فنقول " سبحان الله "

سلمت و سلم مدادك

تحياتى ..:0014:.. خلود

أمير المعالي
19-06-2003, 01:23 PM
أخواتي الفاضلات :

:NJ: نسرين .

:NJ: ياسمين الواحة .

:NJ: خلود علي .

ماذا أقول لأهل الطهر في واحة الفكر والأدب .

غير دعاء أحبه :

( اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة )

ثم الملائكة تلهج معنا بحمد الله بإسبال ستره إذ هو ستار .

وفي ويلٌ للشجي من الخلي مزيد بوح .

ويلٌ للشجي من الخلي (http://www.alrewak.com/montada/viewtopic.php?t=768&start=0)

لكم تحية ربانية عالية .... :0014:

نسرين
19-06-2003, 01:41 PM
( اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة )
اللهم آمين

أدامك الله لنا يا أمير المعالي وأكثر من أمثالك

د. سمير العمري
27-06-2003, 02:51 AM
أخي أمير المعالي:

ما أروع ما سطرت يداك وما أجل معانيه.

وما أجمل الأدب حين يوظف لمثل هذا.


أحييك وأقدر جمال خلقك ورقي همتك.


تحياتي وتقديري

ولاء المصري
04-07-2003, 10:51 PM
لا اعرف كيف اكتب ردا على ما قرأت اقف عاجزة على هذا الصرح الكتابي العظيم . زادك من علمه اميرنا فلا تحرمنا مشاركاتك ولتكن وليدةالساعة دائما .... تحيةلكتاباتك سيدى فما اجمل ان نخطّ بانامل هدفها الحب والامل والارتقاء ...
باركك الرحمن وجزاك الجنان
فننتظر المزيد

أمير المعالي
05-07-2003, 09:15 PM
حيا الله أستاذنا العمري سمير ، أفتقدك يا رجل ! ، أكرمك الله أخي في الدارين ، وأنالك رضاه والجنة .

مرحبا أختي الكريمة بسمة ، إنما ستر الله هو الفائض ، أشكرك .

سحر الليالي
07-08-2006, 11:34 PM
للرفع

لروعة الأحرف

أخي الفاضل :

كن بخير دوما

حسنية تدركيت
30-06-2007, 09:31 PM
حركت الأشواق في أعماق القلوب الى ولادة جديدة ان شاء الله
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة
كتابات قيمة , ومواضيع نحتاج اليها جدا

خليل حلاوجي
01-07-2007, 12:39 PM
ياأمير المعالي

هنا وجدت العبق من وحي منهج الرحمة المهداة محمد .... السراج المنير

نعم ايها النجيب

قد يغلب فينا رجلا ً قرآنيا ً واحدا ً .... ملايين من أقزام القراصنة ورجال العبثية الانسانية

لو

كان حقا ً قرآنيا ً مشبعا ً بروح الرسالة المحمدية

\

بوركت َ

أمير المعالي
02-07-2007, 08:30 AM
يا خليل ..
هذا لطف منك أيها الأخ أن تمر على هذه الولادة العطرة
زادت الأجواء عبقا بتواجدك ومرورك ..

أمير المعالي
02-07-2007, 08:33 AM
حسنية ..
جعلنا الله جميعا من أهل النهوض المتتالي والحنين للقمر العالي
أشكرك ونسألكم الدعاء

أمير المعالي
02-07-2007, 08:35 AM
سحر الليالي ..
تحريكك للموضوع حرّك النفس أيضا
لك من الوداد باقة

د. نجلاء طمان
02-07-2007, 09:33 AM
الأديب الرائع: أمير المعالى

قرأت هنا ارتقاء حرف على سلالم روحية فى سماء التبتل.

شذى الوردة لهذا الفيض الضوئى .

د. نجلاء طمان

أمير المعالي
02-07-2007, 10:39 AM
حياك الله د. نجلاء..
وردة سوداء تعني التحول بين مرحلتين ..
عسى تكون القادمة بيضاء متألقة ..
أشكرك على كلماتك الندية

جوتيار تمر
02-07-2007, 12:38 PM
امير المعالي...
يرتقي الوجود الانساني من طور الى طور،وعلى جناحين من نظر وعمل،
تنهض البشرية من غور البدائية الى ذرى الوعي،
على دوائر لولبية صاعدة،تتراكب حلقاتها بعضا فوق بعض،
بارتفاع هرمي معكوس،
تتسع كلما ارتفعت، ويتسع معها افق الانسان عقلا ويدا.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

حوراء آل بورنو
02-07-2007, 09:11 PM
أشكر للحبيبة سحر أن أيقظت هذه الولادة من سباتها طويل ؛ فما أجدرنا نحيا بفكر راقٍ و عمل صالح .

واضح الفرق بين هذه و التاليات ؛ من حيث العرض وطريقة الكتابة ، نفع الله بك و أحسن إليك .

تقديري .