تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الثاني من شاعر بلا عنوان



سها جلال جودت
29-08-2006, 03:59 AM
2- دخول الطفل إلى المدرسة


وأتابع غناء حزني ومواويلي التي أصبحت جزءاً مني، كبر الطفل وآن الآوان ليدخل المدرسة، نعم دخلت المدرسة مثل طير غريد وفي جيب صدارتي خمس ريالات ، أخيراً أطلقوا سراحي من غرفة التعذيب، أخيراً سأرى وجوهاً جديدة وعالماً حراً بريئاً، وللأطفال شقاوتهم، لم أكن أدرك بعد أن فرحتي ستتحول إلى حمم من بركان ثائر تغتالني مرة أخرى، خمس ريالات وجدتها في جيب صدارتي كان والدي قد وضعها سراً في الليل كي لا أحتاج أحداً أو أنظر ليد أخرى تحمل قطعة حلوى، كان يوماً رائعاً احتفلت فيه بنفسي، ومن زاوية أخرى كان القدر يخفي لي لعنة جديدة ستنضاف إلى لعنات عذابي وتقريعي وتجريمي، عدت سعيداً نشوان، ووقفت ذاهلاً من فعلة كريهة بغيضة على قلبي وروحي، كلما تذكرت الموقف، اغرورقت عيناي بالدموع، يا له من يوم مكحل بغضبة الأب النافرة، وياله من عقاب!!
أحضروا آلة التسجيل وطلبوا مني أن أعيد ما ذكرت لهم، أنا لم أقل سوى أن أبي يحبني وقد وضع في جيب صدارتي خمس ريالات كي أسعد روحي بها، كررت الحديث من دون أن أعلم بنية الشريط وما خططوا له بسرعة غريبة، أخذوا الشريط ودخلوا به غرفة أبي وقالوا : اسمع ما يقول آدم ، أنت تفضله علينا، ابن ال..... أفضل منا.

صدقهم وهجم عليّ وراح يضربني بشدة، وللحق كان يحذرني منهم ويخشى عليّ، لكنه أمام مواجهتهم يبدو بلا حول ولا قوة، لهذا كان يضربني ليثبت لهم أنه لا يرحم من يغلط، والغلطان الوحيد في هذه الأسرة آدم الشقي، آدم ابن ال........ .

كانت الخطوات المضيئة في حياتي تنتظرني في قاعة الصف، منافسة شريفة أتقدم بها لأفوز بعلامات ترفع من شأني وتثبت وجودي، هذا كل ما كنت أفكر به حتى وصلت إلى الصف الثالث، أختي التي تكبرني كانت تخفي كتبي وتدعني أذهب إلى المدرسة بلا كتب قائلة : عندما تعود ستجدها !!

تفعل هذا نكاية بي فهي أصغر الأولاد من أبي، وتعتبر نفسها آخر العنقود الذي يجب أن يكون هو المدلل، وحين جاء من بدأ يلقى الاهتمام من وجه الأب الباش في وجهه دون وجهها، بدأت تكيد لي!!

- أين كتبك ؟ سؤال الأستاذ
- أين دفاترك؟ سؤال الأستاذ
- لم تكتب واجباتك !! هاتوا الفلكة يا أولاد

يزورني جحيم الاضطهاد ولا ينفك عن زيارتي، لمَّ أنا من بين كل أطفال الدنيا؟ هل ما عاد في وجههم ووجه القدر سوى آدم الشقي، آدم ابن ال....... !!

الله غير موجود لأنه لو كان موجوداً لحاسبهم كلهم، كيف يكون موجوداً ويتركهم بكل حرية يعبثون بي وبطفولتي وينتهكون بياض أحلامي ويسفحون دم أمالي، أيتها السماء اهبطي إلى الأرض، امتزجي بها، فكلاكما سيان، تحت أنا مضهطد ومظلوم، وفوق لا يد تمتد كي تساعدني، تساند شقائي وعذابي ولو لمرة واحدة !!!

هذه محاولة جديدة للخلاص ..
هروب من المدرسة إلى الجبل

محمد إبراهيم الحريري
01-09-2006, 04:31 PM
2- دخول الطفل إلى المدرسة
وأتابع غناء حزني ومواويلي التي أصبحت جزءاً مني، كبر الطفل وآن الآوان ليدخل المدرسة، نعم دخلت المدرسة مثل طير غريد وفي جيب صدارتي خمس ريالات ، أخيراً أطلقوا سراحي من غرفة التعذيب، أخيراً سأرى وجوهاً جديدة وعالماً حراً بريئاً، وللأطفال شقاوتهم، لم أكن أدرك بعد أن فرحتي ستتحول إلى حمم من بركان ثائر تغتالني مرة أخرى، خمس ريالات وجدتها في جيب صدارتي كان والدي قد وضعها سراً في الليل كي لا أحتاج أحداً أو أنظر ليد أخرى تحمل قطعة حلوى، كان يوماً رائعاً احتفلت فيه بنفسي، ومن زاوية أخرى كان القدر يخفي لي لعنة جديدة ستنضاف إلى لعنات عذابي وتقريعي وتجريمي، عدت سعيداً نشوان، ووقفت ذاهلاً من فعلة كريهة بغيضة على قلبي وروحي، كلما تذكرت الموقف، اغرورقت عيناي بالدموع، يا له من يوم مكحل بغضبة الأب النافرة، وياله من عقاب!!
أحضروا آلة التسجيل وطلبوا مني أن أعيد ما ذكرت لهم، أنا لم أقل سوى أن أبي يحبني وقد وضع في جيب صدارتي خمس ريالات كي أسعد روحي بها، كررت الحديث من دون أن أعلم بنية الشريط وما خططوا له بسرعة غريبة، أخذوا الشريط ودخلوا به غرفة أبي وقالوا : اسمع ما يقول آدم ، أنت تفضله علينا، ابن ال..... أفضل منا.
صدقهم وهجم عليّ وراح يضربني بشدة، وللحق كان يحذرني منهم ويخشى عليّ، لكنه أمام مواجهتهم يبدو بلا حول ولا قوة، لهذا كان يضربني ليثبت لهم أنه لا يرحم من يغلط، والغلطان الوحيد في هذه الأسرة آدم الشقي، آدم ابن ال........ .
كانت الخطوات المضيئة في حياتي تنتظرني في قاعة الصف، منافسة شريفة أتقدم بها لأفوز بعلامات ترفع من شأني وتثبت وجودي، هذا كل ما كنت أفكر به حتى وصلت إلى الصف الثالث، أختي التي تكبرني كانت تخفي كتبي وتدعني أذهب إلى المدرسة بلا كتب قائلة : عندما تعود ستجدها !!
تفعل هذا نكاية بي فهي أصغر الأولاد من أبي، وتعتبر نفسها آخر العنقود الذي يجب أن يكون هو المدلل، وحين جاء من بدأ يلقى الاهتمام من وجه الأب الباش في وجهه دون وجهها، بدأت تكيد لي!!
- أين كتبك ؟ سؤال الأستاذ
- أين دفاترك؟ سؤال الأستاذ
- لم تكتب واجباتك !! هاتوا الفلكة يا أولاد
يزورني جحيم الاضطهاد ولا ينفك عن زيارتي، لمَّ أنا من بين كل أطفال الدنيا؟ هل ما عاد في وجههم ووجه القدر سوى آدم الشقي، آدم ابن ال....... !!
الله غير موجود لأنه لو كان موجوداً لحاسبهم كلهم، كيف يكون موجوداً ويتركهم بكل حرية يعبثون بي وبطفولتي وينتهكون بياض أحلامي ويسفحون دم أمالي، أيتها السماء اهبطي إلى الأرض، امتزجي بها، فكلاكما سيان، تحت أنا مضهطد ومظلوم، وفوق لا يد تمتد كي تساعدني، تساند شقائي وعذابي ولو لمرة واحدة !!!
هذه محاولة جديدة للخلاص ..
هروب من المدرسة إلى الجبل
الأديبة سها تحية
نعبر مع حرفك مرة أخرى شاطئ الألم المسجى على ناصية قدر الطفل ، وهنا نجد مجداف البوح قد تكسرت قبضته ليعيث الموج المالح بأنين الطفولة فطرة كيد إخاء ، وهي من مسوغات الغلظة التي يجنيها الطفل لأنه كما يدعون أبن الـــ ( ) لكن مأ أراه هو صبغيات وراثة حملها الإنسان ببشريته المنقاة عن والدنا قابيل أليس هو قاتل أخيه ؟؟
وتتسع أفاق الحرية بعد ضيق أمام تطلعات الطفولة العاشقة لحرية تطبع الحركة بخاتم الشقاء المحمود ، وبنان الواقع يشير بأصبع الاتهام المزور لمن شرد بفكر أبيهم نحو أحلام مستقبل وماضي تأفف .
خمس ريالات تجلب سعادة وشقاء ، تناقض وتنافر أهداف بين والد حنون يتظاهر بقسوة إرضاء لبنيه أولاد قابيل ، وبين آمال دفينة بين حنايا حب لا يجرؤ على البوح به .
إخوة يوسف كادوا له وباعوه لزور بثمن بخس ، وإخوة آدم شروه ليبقى بوتقة يفرغون بها همومهم التي صنعت من معادن غلهم .
الأخت آخر العنقود لكنها لن تكون بمرتبة الدلال لذا الحل موجود جحود ونكران إخوة فطرية ، ستتغلب على واقعها المتحول إلى طفلة منسية بكيد أنثى صغيرة لم تبلغ سن رشاد المكيدة لكنها رضيت بتسلق الزيف لتبقى بدرجة إمتياز آخر العنقود .
آدم هو المحطئ نظرية أم واقع ؟ ورد ذلك في قصص القرآن ورفع آدم إلى الأرض ليستعمرها
الأرقام برواية سها لها ترابط فطري
يوسف عليه السلام راى أحد عشر كوكبا فكانت سببا لعداء إخوته
وآدم الطفل خمسة ريالات سبب ليس وحيدا لرحلة شقاء
إذن آذم دفع نتيجة خطأ باستعمار الأرض
وآدم هنا ماذا سيلقى ؟؟
لنرى
نظرية تمرد تلفظ بها آدم (الله غير موجود لأنه لو كان موجوداً لحاسبهم كلهم، كيف يكون موجوداً )))
وهذه فكرة ماركسية الرؤية أراها لا تناسب فكر طفل ولا فطرة طفولة
لست أدري
ربما بداية تمرد على قدر !!! لنرى
ــــــــــــــــ
محمد

د. محمد حسن السمان
02-09-2006, 04:50 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة سها جودت

ريشة بارعة , كتبت قصة ورسمت لوحة , استخدمت فيها ادوات القص الجميلة , لتصور حزنا ومعاناة , وتطرح قضية , وتؤدي رسالة , وفي كل هذا اراني امام لوحة فنية , تحت عنوان " دخول الطفل الى المدرسة "
تقبل احترامي وتقديري

اخوكم
السمان

سها جلال جودت
02-09-2006, 01:23 PM
الشاعر الفاضل محمد إبراهيم الحريري
أتابع ما تكتبه بلهفة ، ففي كل سطر تأريخ لأحداث زمن مضى، وهذا لعمري عين الصواب، أصبحت أتوق إلى قراءة المزيد من حرفك وأنت تتابع ببصيرة الوعي الأدبي كل حرف من حروف فصول الرواية.
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري