عيسى جرابا
29-08-2006, 10:26 PM
كَسَرْتُ عُوْدِيْ...
شعر: عيسى جرابا
1\8\1427هـ
سَئِمْتُ مِنْ عَزْفِيْ عَلَى ذِيْ صَمَمْ=هَلْ يَسْمَعُ الأَنَّةَ يَوْماً صَنَمْ؟!
نَامَتْ عُيُوْنُ اللَّيْلِ إِلاَّ أَنَا=وَحْدِيَ فِي أَجْفَانِهِ لَمْ أَنَمْ
أَسْرِيْ وَأَشْبَاحٌ أَمَامِيْ وَكَمْ=تَعْوِيْ وَرَائِيْ عَاصِفَاتُ العَدَمْ!
حَوْلِيْ سِيَاجٌ مِنْ دُخَانٍ... وَمِنْ=فَوْقِيْ وَتَحْتِيْ لُجَّةٌ مِنْ ظُلَمْ
عَلَى رُفَاتِ الـجُرْحِ لَيْلٌ جَثَا=يَحْسُوْ بَقَايَا مِنْ دُمُوْعٍ وَدَمْ
وَفِيْ خَيَالِيْ أَوْجُهٌ كُلَّمَا=أَمْعَنْتُ غَصَّتْ مُهْجَتِيْ بِالأَلَمْ
أَشْكُوْ لِمَنْ مِمَّنْ؟ وَمَا حِيْلَتِيْ=فِيْ زَمَنٍ مَنْ فِيْهِ أَعْمَى أَصَمْ؟
أَيَصْدَحُ البُلْبُلُ فِيْ قَفْرَةٍ؟=وَمَنْ لَهُ بِالبَوْحِ مِنْ غَيْرِ فَمْ؟
أَوَّاهُ هَلْ أَكْسِرُ عُوْدِيْ وَقَدْ=أَمْسَى غَرِيْباً فِيْ مَهَبِّ التُّهَمْ؟
لا يَهْنَأُ الشَّاعِرُ أَيَّامُهُ=نَارٌ تَلَظَّى وَاللَّيَالِيْ حِمَمْ
يَحْسُدُهُ النَّاسُ عَلَى عَزْفِهِ=وَعَزْفُهُ مَسْرَحُ هَمٍّ وَغَمْ
كَسَرْتُ عُوْدِيْ مُرْغَماً لَمْ أَجِدْ=إِلاَّ يَداً تَخْنُقُ عَذْبَ النَّغَمْ
مَنْ قَالَ لا تَكْسِرْهُ لَوْ أَنَّهُ=مِثْلِيْ اكْتَوَى مَا قَالَ إِلاَّ نَعَمْ
سَاءَلْتُ نَفْسِيْ مَنْ أَنَا؟ مَا الَّذِيْ=يَجْرِيْ؟ وَمَنْ هُمْ؟ عَرَبٌ أَمْ عَجَمْ؟
الشِّعْرُ كَمْ أَرْضَعْتُهُ مِنْ دَمِيْ=وَبَيْنَ أَحْضَانِيْ نَمَا مَا انْفَطَمْ!
أَسْقَيْتُهُ مِنْ أَدْمُعِيْ فَارْتَوَى=وَفِيْهِ ذَابَتْ حُرَقِيْ فَاضْطَرَمْ
أَلْبَسْتُهُ ثَوْبَ الـهُدَى فَارْتَقَى=وَلَمْ أَزَلْ أَبْنِيْ بِهِ مَا انْهَدَمْ
حَكَّمْتُهُ قَلْبِيْ وَمَا لِيْ سِوَى=قَلْبِيْ وَلَكِنْ... كَانَ أَوْفَى حَكَمْ
فَمَا جَرَى يَا شِعْرُ؟ مَنْ بَيْنَنَا=سَعَى؟ وَهَلْ صَدَّقْتَهُ حِيْنَ نَمْ؟
سَاءَلْتُ نَفْسِيْ وَالـمَدَى لَوْثَةٌ=تُرَقِّعُ الذَّوْقَ بِخَيْطِ السَّقَمْ
سَاءَلْتُهَا فَاسَّاقَطَتْ حَسْرَةً=وَغَمْغَمَتْ مَا بَيْنَ مَدْحٍ وَذَمْ
قَالَتْ وَسَمْعِيْ مُشْرَئِبٌ وَفِيْ=جَنْبَيَّ جُرْحٌ غَائِرٌ مَا الْتَأَمْ
الشِّعْرُ فَيْضٌ مِنْ شُعُوْرٍ رُؤَىً=حَالِمَةٌ ضَفَائِرٌ مِنْ دِيَمْ
نَايٌ شَفِيْفُ الرُّوْحِ كَمْ أَتْرَعَتْ=أَلْحَانُهُ بِالأُنْسِ كَأْسَ السَّأَمْ!
رَوْضٌ نَدِيٌّ كُلَّمَا مَسَّهُ=نَسِيْمُ شَوْقٍ فَاحَ... وَالطِّيْبُ عَمْ
حَمَامَةٌ بَيْضَاءُ نُصْغِيْ إِلَى=هَدِيْلِهَا وَفِيْ الـمَآقِي نَهَمْ
حُقُوْلُ نَخْلٍ وَارِفٍ سَعْفُهُ=مَبَادِئٌ وَطَلْعُهُ مِنْ قِيَمْ
الشِّعْرُ... كَلاَّ لَيْسَ أُنْشُوْطَةً=يَلْهُوْ بِهَا غِرٌّ وَيَعْلُوْ قَزَمْ
فَصِحْتُ يَا عُوْدِيْ... وَلَمْ يَبْقَ لِيْ=إِلاَّ حُطَامٌ تَحْتَ رِجْلَيْ صَنَمْ
شعر: عيسى جرابا
1\8\1427هـ
سَئِمْتُ مِنْ عَزْفِيْ عَلَى ذِيْ صَمَمْ=هَلْ يَسْمَعُ الأَنَّةَ يَوْماً صَنَمْ؟!
نَامَتْ عُيُوْنُ اللَّيْلِ إِلاَّ أَنَا=وَحْدِيَ فِي أَجْفَانِهِ لَمْ أَنَمْ
أَسْرِيْ وَأَشْبَاحٌ أَمَامِيْ وَكَمْ=تَعْوِيْ وَرَائِيْ عَاصِفَاتُ العَدَمْ!
حَوْلِيْ سِيَاجٌ مِنْ دُخَانٍ... وَمِنْ=فَوْقِيْ وَتَحْتِيْ لُجَّةٌ مِنْ ظُلَمْ
عَلَى رُفَاتِ الـجُرْحِ لَيْلٌ جَثَا=يَحْسُوْ بَقَايَا مِنْ دُمُوْعٍ وَدَمْ
وَفِيْ خَيَالِيْ أَوْجُهٌ كُلَّمَا=أَمْعَنْتُ غَصَّتْ مُهْجَتِيْ بِالأَلَمْ
أَشْكُوْ لِمَنْ مِمَّنْ؟ وَمَا حِيْلَتِيْ=فِيْ زَمَنٍ مَنْ فِيْهِ أَعْمَى أَصَمْ؟
أَيَصْدَحُ البُلْبُلُ فِيْ قَفْرَةٍ؟=وَمَنْ لَهُ بِالبَوْحِ مِنْ غَيْرِ فَمْ؟
أَوَّاهُ هَلْ أَكْسِرُ عُوْدِيْ وَقَدْ=أَمْسَى غَرِيْباً فِيْ مَهَبِّ التُّهَمْ؟
لا يَهْنَأُ الشَّاعِرُ أَيَّامُهُ=نَارٌ تَلَظَّى وَاللَّيَالِيْ حِمَمْ
يَحْسُدُهُ النَّاسُ عَلَى عَزْفِهِ=وَعَزْفُهُ مَسْرَحُ هَمٍّ وَغَمْ
كَسَرْتُ عُوْدِيْ مُرْغَماً لَمْ أَجِدْ=إِلاَّ يَداً تَخْنُقُ عَذْبَ النَّغَمْ
مَنْ قَالَ لا تَكْسِرْهُ لَوْ أَنَّهُ=مِثْلِيْ اكْتَوَى مَا قَالَ إِلاَّ نَعَمْ
سَاءَلْتُ نَفْسِيْ مَنْ أَنَا؟ مَا الَّذِيْ=يَجْرِيْ؟ وَمَنْ هُمْ؟ عَرَبٌ أَمْ عَجَمْ؟
الشِّعْرُ كَمْ أَرْضَعْتُهُ مِنْ دَمِيْ=وَبَيْنَ أَحْضَانِيْ نَمَا مَا انْفَطَمْ!
أَسْقَيْتُهُ مِنْ أَدْمُعِيْ فَارْتَوَى=وَفِيْهِ ذَابَتْ حُرَقِيْ فَاضْطَرَمْ
أَلْبَسْتُهُ ثَوْبَ الـهُدَى فَارْتَقَى=وَلَمْ أَزَلْ أَبْنِيْ بِهِ مَا انْهَدَمْ
حَكَّمْتُهُ قَلْبِيْ وَمَا لِيْ سِوَى=قَلْبِيْ وَلَكِنْ... كَانَ أَوْفَى حَكَمْ
فَمَا جَرَى يَا شِعْرُ؟ مَنْ بَيْنَنَا=سَعَى؟ وَهَلْ صَدَّقْتَهُ حِيْنَ نَمْ؟
سَاءَلْتُ نَفْسِيْ وَالـمَدَى لَوْثَةٌ=تُرَقِّعُ الذَّوْقَ بِخَيْطِ السَّقَمْ
سَاءَلْتُهَا فَاسَّاقَطَتْ حَسْرَةً=وَغَمْغَمَتْ مَا بَيْنَ مَدْحٍ وَذَمْ
قَالَتْ وَسَمْعِيْ مُشْرَئِبٌ وَفِيْ=جَنْبَيَّ جُرْحٌ غَائِرٌ مَا الْتَأَمْ
الشِّعْرُ فَيْضٌ مِنْ شُعُوْرٍ رُؤَىً=حَالِمَةٌ ضَفَائِرٌ مِنْ دِيَمْ
نَايٌ شَفِيْفُ الرُّوْحِ كَمْ أَتْرَعَتْ=أَلْحَانُهُ بِالأُنْسِ كَأْسَ السَّأَمْ!
رَوْضٌ نَدِيٌّ كُلَّمَا مَسَّهُ=نَسِيْمُ شَوْقٍ فَاحَ... وَالطِّيْبُ عَمْ
حَمَامَةٌ بَيْضَاءُ نُصْغِيْ إِلَى=هَدِيْلِهَا وَفِيْ الـمَآقِي نَهَمْ
حُقُوْلُ نَخْلٍ وَارِفٍ سَعْفُهُ=مَبَادِئٌ وَطَلْعُهُ مِنْ قِيَمْ
الشِّعْرُ... كَلاَّ لَيْسَ أُنْشُوْطَةً=يَلْهُوْ بِهَا غِرٌّ وَيَعْلُوْ قَزَمْ
فَصِحْتُ يَا عُوْدِيْ... وَلَمْ يَبْقَ لِيْ=إِلاَّ حُطَامٌ تَحْتَ رِجْلَيْ صَنَمْ