المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا... الحكاية



صالح أحمد
02-09-2006, 08:05 PM
أنا... الحكاية...
شعر : صالح أحمد

لبُّ الحكايَةِ أنّني ما عُدتُ أقدِرُ أن أكونَ سوى أنا
صَمَتَ الزَّمان .. ولَفَّني صمتٌ ...
أليسَ الصَّمتُ مَلهاتي - أنا - ؟
قامت تُراوِدُني بِلَيلِ الصَّمت عن نفسي نجومٌ مُطفَآت
هذا السَّوادُ يَلفُّها..
ما لي أغيبُ به أنا ؟
والفجرُ يدعوني : "انتَبِه" ..
لا شمسَ تشرق غير شمس الأقوياء .
لا صمتَ يوجع مثل صمت الأقوياء
لاصوتَ يرجع غير صوت البأس يعرض في المدى أصداءَهُ ..
يمتصُّها شفَقٌ تَخَضَّبَ من دَمي ..
لِيَلوذَ صمتي بي ..أنا ...
منّي ... أنا...
ريشات عنقي مَلَّها حِبري ..وملت إنسكاب ملامحي...
في ليل صمتي ... وانكماشَ اللَّون في لوني ليمنّحَني اختِفائي
لا لونَ إلا في عيون الأقوياء الحائمات على مداخل لذَّتي ...
تمتصُّني لونا للوحة ليلها الممتد من عَبَثِيَّتي .
ماذا جنى ليلي المُكدَّسِ عُلبةً سوداءَ في أمنِيَّةٍ مُتَفَجِّرة ؟
شَفَقًا يُثيرُ مَرارَتي ؟
أم أغنية ؟!
يا أيُّها الزَّمنُ الذي ما عادَ يُبصِرُ بُعدَ ألواني .. وحِسُّ اللَّونِ من فَنّي أنا
الليل في لُبِّ الحكايةِ نُقطَةٌ سوداءُ لو دقَّقْتَ فيها ... لن ترى فيها -أنا ..

شاخَت ظنونُ الليلِ أن يَجتاحَني ...
وَيَقِرَّ في وَجَعي .
ويُبَعثِرَ الألوان تَخدَعُني ..
يَنسَلُّ من جَزَعي .
يا غيمةَ الألوانِ في زَمَني ...
باللهِ فانقَشِعي .
يا حُلكَةَ اللّيل الأخيرِ تَنَبَّهي ..
أنا لم ينل إلا "الأنا" منّي "أنا"

صمتٌ هنا ..
لُبُّ الحِكايَة أنّ صَمتي مَلَّ مِنّي ..
قد قال حتى اليوم ما لم يَبدُ مِنّي ..
سأقولُ بعد اليوم ما لا يرتَضيهِ .. ليمتَحِنّي ..
" الليلُ والبَيداءُ تَعرِفُني " ... وأنتَ تَغارُ مِنّي
" والرُّمحُ والقِرطاسُ " ذي فَنّي الذي صادرتَ مِنّي .
" والخيلُ والبيداءُ " ؟ هل ما زلت تذكُرُ أنَّها مِنّي... أنا
فجري دَنا ...
يا أيُّها الليلُ البَهيمُ... لِتَنأَ عَنّي
***
لُبُّ الحكايَةِ أنّني أُلبِستُ ثَوبًا لا يُناسِبُ خطوتي...
وفَطِنتُ بعدَ مَرارَةٍ أن لا أكونَ سوى أنا ...
فاصبُغ كما شِئتَ الغُروب .
صَوِّرهُ ثلجا لا يذوب .
فَسِّرهُ آمالا ، مَتاهاتٍ ، دُروب...
وارسُم خطوطا ههُنا وهناك ... وازرع أُمنِيات ، أو حُروب...
أنا لن أكون سوى أنا .
أنا لن أرَدِّدَ غيرَ أغنية اليَقينِ... وإن رأيتُ بها استِحالة !
صوتُ اليَقينِ لَسَوفَ تَجرَعُهُ مَلِيّا .
لا صوتَ يوجِعُ مِثلَ صوتِ الأبرياء مضى قَوِيّا .
وغَدًا ستسمَعُ صوتَ فَجري لا مَحالَة .
***
شَرِبَ السّوادُ مَرارَتي حتّى الثّمالَة .
أنيابُهُ حَفَرَت على جسدي تفاصيل المَقالَة .
والقَهرُ مارَسَ فوقَ أورِدَتي اشتِعالَه .
بالنّارِ قامَ على ضُلوعي...
حافِرًا فيها ارتِحالَه .
وَرَسا الزَّمانُ على جِراحي ...
مُبصِرًا فيها مَآلَه .
أنا لن أكونَ سوى أنا ...
لُبُّ المَقالَة

فلتُعلِنِ الألوانُ ثورَتَها خُطوطًا من شُحوب .
ولْتَختَلِط ...
لا لونَ يَبرُزُ مثلَ لونِ البَأسِ يَطلُعُ من دَمي ...
أنا لن أكونَ سوى أنا .
فَلتَبكني الأيامُ .. أو فلتَبكِ رِحلَتَها بَعيدًا عن مَداري
أنا لن أكونَ سوى أنا.
فلتَبكِني الأحلامُ... أو فلتبكِ شَطحَتَها بَعيًدا عَن قراري.
أنا لن أكون سوى أنا .
رَسَمَت بَراءَةُ بَسمَتي أمسي شُروقًا في مَساري .
يا نورَ أمنِيَتي ارتَسِم فَجرًا على أنقاضِ لَيلِ الإنكسار .
لُبُّ الحَقيقةِ أنَّني مَزَّقتُ لَوحَة "إِنبِهاري" .
فَأنا استَنَرتُ شُروقَ جُرحي... وانتَصَبتُ بما أنا ...
لَونٌ... وبَعضُ اللّونِ تُنكِرُهُ العُيون .
لونٌ... وسِرُّ اللَّونِ مَوجٌ.. قَلبُهُ مَوجٌ... وقلبُ الموجِ مَرساةُ الحقيقَة .
***
لُبُّ الحقيقَةِ أنَّني ما عُدتُ أقدِرُ أن أكونَ سوى أنا .
صَعَدَ الزَّمانُ يَبُثُّني صَمتًا يُراوِدُ سَكرَتي عن جُرحِها
لا جُرحَ يصمُدُ مِثلَ جرحِ الأبرِياء ..
قم.. لُُذ بجُرحى يا زمانُ لِتَنتَشي .
أنا لن أكونَ سوى أنا .

عادل العاني
02-09-2006, 09:20 PM
يقول الشاعر :

ليسَ الفتى من قالَ كانَ أبي ... إنَّ الفتى من قالَ ها أنذا


وأراك هنا تقول ها أنذا ...

ولن تكون سوى أنت ... وكل منا لن يكون سوى نفسه.
لكن دون نرجسية الأنا ...

قصيدة جميلة , قوية في سبكها ومعانيها.

تقبل تحياتي وتقديري

محمد إبراهيم الحريري
02-09-2006, 09:48 PM
أنا... الحكاية...
شعر : صالح أحمد
لبُّ الحكايَةِ أنّني ما عُدتُ أقدِرُ أن أكونَ سوى أنا
صَمَتَ الزَّمان .. ولَفَّني صمتٌ ...
لِيَلوذَ صمتي بي ..أنا ...
منّي ... أنا....
أنا لن أكون سوى أنا .
أنا لن أكونَ سوى أنا .
الأخ الشاعر صالح أحمد / تحية أخي وأهلا بك مرة أخرى ترحيب محب
مضغ الزمان حطام روحي من أنا ؟
سين وتسويف الملامة عاتبا
ساقول حالا من أنا
أنا مضغة التنهيد يا هذا على شدو العنا
ومرارة الغسلين في جوف
السدوف حوالكا تعمي لسان
الضيم إن حان السنا
شرفا ليعلو قمة الترقيد
قالوا من هنا ؟
فأجيب بالصمت المدوي يعربيا
لن أكون
وإنما قطع البيان
ومزقة الريحان
في طوق الكنى
أنا سيرة يا خالد الأمجاد
(يابن أمَّ )
خذ بالندامة
وابتئس فرسالة التلقين جفت
مبدأ وسوادها من مد بحر
شظيتي سيمت سدى
أشواك مهدى
كالأفاعي رقشت بنيوب
كالحة السهاد
على سريري
من أنا ؟
قل لي بربك هل عرفت ؟وخيمتي
صحراء يغزوها جراد الفيح
قفرا زرعها
أطناب ريح لفها
رعد الفنا ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
تحياتي أخي
مشاركة كيبوردية
إكراما لك

خالد الحمد
02-09-2006, 09:58 PM
أخي صالح

أتت كلماتك رقرقة كالفرات

دمت مبدعا

حوراء آل بورنو
03-09-2006, 09:51 AM
الأخ الفاضل

بحق أعجبتني .

تقديري .

صالح أحمد
03-09-2006, 09:27 PM
يقول الشاعر :
ليسَ الفتى من قالَ كانَ أبي ... إنَّ الفتى من قالَ ها أنذا
وأراك هنا تقول ها أنذا ...
ولن تكون سوى أنت ... وكل منا لن يكون سوى نفسه.
لكن دون نرجسية الأنا ...
قصيدة جميلة , قوية في سبكها ومعانيها.
تقبل تحياتي وتقديري
:::::::::::::::::
أخي الطيب
شكري الجزيل لمشاعرك الصادقة
ممتن أنا لمرورك العذب في مساحات تواضعي

كن على يقين أخي أنني أكثر الكارهين للأنانية والنرجسية حمانا الله من أهلها والمصابين بمرضها .

كمن بخير أخي الطيب تحياتي

صالح أحمد
03-09-2006, 09:31 PM
الأخ الشاعر صالح أحمد / تحية أخي وأهلا بك مرة أخرى ترحيب محب
مضغ الزمان حطام روحي من أنا ؟
سين وتسويف الملامة عاتبا
ساقول حالا من أنا
أنا مضغة التنهيد يا هذا على شدو العنا
ومرارة الغسلين في جوف
السدوف حوالكا تعمي لسان
الضيم إن حان السنا
شرفا ليعلو قمة الترقيد
قالوا من هنا ؟
فأجيب بالصمت المدوي يعربيا
لن أكون
وإنما قطع البيان
ومزقة الريحان
في طوق الكنى
أنا سيرة يا خالد الأمجاد
(يابن أمَّ )
خذ بالندامة
وابتئس فرسالة التلقين جفت
مبدأ وسوادها من مد بحر
شظيتي سيمت سدى
أشواك مهدى
كالأفاعي رقشت بنيوب
كالحة السهاد
على سريري
من أنا ؟
قل لي بربك هل عرفت ؟وخيمتي
صحراء يغزوها جراد الفيح
قفرا زرعها
أطناب ريح لفها
رعد الفنا ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
تحياتي أخي
مشاركة كيبوردية
إكراما لك
::::::::::::::::::::::::
أخي وأستاذي الفاضل

أنحني تواضعا أما فضلكم العظيم وأدبكم الجم
كلماتك... همساتك ... لآلئ أعلقها بفخر واعتزاز

شرفني وجودك ...
وأطرتني كلماتك

جزاك الله عني كل خير
مودتي واحترامي

صالح أحمد
03-09-2006, 09:37 PM
أخي صالح
أتت كلماتك رقرقة كالفرات
دمت مبدعا
::::::::::
وأنت روحك صافية كشطوط طبريا
شامخة كزيتونات فلسطين

شرفني حضورك أخي الطيب
احترامي

صالح أحمد
03-09-2006, 09:39 PM
الأخ الفاضل
بحق أعجبتني .
تقديري .
::::::::
أختي الطيبة

دافئة حميمة جاءت همستك هنا

بحق : شرفتني هنا
مودتي واحترامي

د. سمير العمري
12-10-2006, 05:37 PM
رائعة وأكثر.

لا أحسبك إلا استاذ هذا الفن الأدبي أخي صالح ، فما أراك إلا تحرص على كل دقائق وخصائص هذا الفن الجديد ، وتضع لكل مدع شعر الحداثة نبراس نور ودليل رقي.


للتثبيت



تحياتي

تركي عبدالغني
12-10-2006, 06:04 PM
لقد نظمت فأبدعت

شكرا لك

وبوركت والوطن

صالح أحمد
13-10-2006, 09:43 PM
رائعة وأكثر.
لا أحسبك إلا استاذ هذا الفن الأدبي أخي صالح ، فما أراك إلا تحرص على كل دقائق وخصائص هذا الفن الجديد ، وتضع لكل مدع شعر الحداثة نبراس نور ودليل رقي.

للتثبيت
تحياتي
:::::::::::::::::::::::
أخي في الله
وأستاذي الفاضل د. سمير العمري

لقد شرفتني مرتين
شرفتني بحضورك..
كما شرفتني بتقديرك وكلماتك الأخوية التي أعلقها وسام فخار
جعلني الله عند حسن ظنكم
وأبقى التلميذ في مدرستكم سيدي الطيب
فشكري الجزيل وامتناني لحضورك أخي الكريم

دمت بخير وسعادة
وكل رمضان وأنت الى رحمة الله أقرب

صالح أحمد
13-10-2006, 09:44 PM
لقد نظمت فأبدعت
شكرا لك
وبوركت والوطن
:::::::::::::::
أخي الكريم الطيب

دافئة حميمة كانت كلماتك هنا

فشكري الجزيل ... وتقديري الغظيم لحضورك
وكل الشكر لتشجيعك

كن بخير أخي الكريم
كل عام وأنت بخير

أسماء حرمة الله
14-10-2006, 11:58 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحيـة مكتوبة بمداد الياسمين


الشاعرُ المُجيد صالح أحمـد،

قرأتُها أكثرَ من مرة، فطربتُ لها وحلّقتُ عبرَ أفيائها وألوانها وألحانها الرقيقة ..
بحقّ قصيدةٌ راقية رائعـة .. أعجبتني كثيراً كثيراً، بها لوحات شعورية مكثّفـة، تنتزع المرءَ انتزاعاً، حتّى تحلٌّق به بعيداً ..


"يا أيُّها الزَّمنُ الذي ما عادَ يُبصِرُ بُعدَ ألواني .. وحِسُّ اللَّونِ من فَنّي أنا
الليل في لُبِّ الحكايةِ نُقطَةٌ سوداءُ لو دقَّقْتَ فيها ... لن ترى فيها -أنا .."



بانتظارك دوماً على ضفاف الحرف
تقبّل خالصَ تقديري وإعجابي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

صالح أحمد
15-10-2006, 08:47 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
تحيـة مكتوبة بمداد الياسمين
الشاعرُ المُجيد صالح أحمـد،
قرأتُها أكثرَ من مرة، فطربتُ لها وحلّقتُ عبرَ أفيائها وألوانها وألحانها الرقيقة ..
بحقّ قصيدةٌ راقية رائعـة .. أعجبتني كثيراً كثيراً، بها لوحات شعورية مكثّفـة، تنتزع المرءَ انتزاعاً، حتّى تحلٌّق به بعيداً ..
"يا أيُّها الزَّمنُ الذي ما عادَ يُبصِرُ بُعدَ ألواني .. وحِسُّ اللَّونِ من فَنّي أنا
الليل في لُبِّ الحكايةِ نُقطَةٌ سوداءُ لو دقَّقْتَ فيها ... لن ترى فيها -أنا .."
بانتظارك دوماً على ضفاف الحرف
تقبّل خالصَ تقديري وإعجابي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى
:::::::::::::::::::::
الأخت الأديبة الطيبة أسماء حرمة الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم أسعدني وجودك هنا سيدتي
وكم أنعشتني همساتك الرقيقة الطيبة

عاجز عن الشكر سيدتي
إنما أقف مبهورا أمام طيبة قلبك وعذوبة كلماتك وروعة تعبيرك

كوني بخير سيدتي
وتقبلي تقديري وتحياتي
وأجمل ألوان الورد والجمال