حوراء آل بورنو
04-09-2006, 07:38 PM
وجدان
"إلى أم شيماء : الصديقة، الرفيقة، الحبيبة ، والزوجة"
شعر / يحيى السماوي
ذُهِـــلَ البهــــاءُ ... فقــــال : ما أبهــــــاكِ !=وَتَسَــمَّــرَتْ عينــــايَ فــــوقَ لُـــمــــاكِ
خرساءُ تجهلُ ما تقولُ لِذُهْلِها=شفتي .. ولكنَّ العيونَ حواكي
فَهَمَسْتُ في سِرّي وقد بلغَ الزُّبى=عَطَشي لكأسٍ من رحيقِ نَداكِ
لا تَنْصبي شَركاً ...فإني قادمٌ=طـــوعــاً أُبــــاركُ في هــــــواكِ هــــلاكي
أدريكِ آسرتي ...وأدري أنني=سأكونُ بين الناسِ رَجْعَ صداكِ
العشقُ أودى بالذين قلوبُهم=حَجَرٌ ... فكيفَ بخافقِ المتشاكي؟(1)
صامت عن النَظَرِ العيونُ وأَفْطَرَتْ=بجمالِ وجهِكِ فانْتهى إمساكي
فَشَرِبتُ أَعْذَبَ ما تمنى ظامئٌ:=نَغَمٌ تزخُّ لحونَه شفتاكِ
عَصَرَ القَرُنْفُلُ فوق ثَغْرِكِ دمعَهُ =واسْتأْثرا بجفونِهِ خَدّاكِ
وَتَعَرَّتِ الأقمارُ ضاحكةَ السنا=في مقلتيكِ ..فأنجمي عيناكِ
صلّى دمي شوقاً إليكِ وكبَّرَتْ=روحٌ تَهَيَّمها نقيُّ هواكِ
قَبَّلْتُ كفك– لا الشفاهَ - فأَزْهَرَتْ=شفتي ..وسالَ العطرُ من أشواكي
خَضَّبْتِ بالحِنّاءِ صَخْرَ رجولتي=وَفَرَشْتِ صحرائي بعشبِ صِباكِ
أَحْبَبْتُ فيكِ نقائضي ..فأنا فتى=نَزِقٌ .. وأنتِ خٌلاصَةُ النُسّاكِ
وَتُمَحِّصين الدربَ قبلَ وُلُوجِهِ=فكأنما القنديلُ ظِلُّ خُطاكِ
وأنا إذا صَهَلَتْ خيولُ عواطفي=بعْتُ السلامةَ واشتريتُ هلاكي
الحمدُ للرحمنِ زانَ بلطفهِ=قلبي فكان شغافُهُ مأواكِ
لولاكِ ما رقَصَتْ حروف قصائدي=طرباً .. ولا غَنّى دمي لولاكِ
ولما حرصْتُ على حثالةِ جدولي=لِيَزُفَّ هودجَ مائِهِ لرباكِ
شَمَّرْتُ عن قلبي لنافلةِ المنى=وَتَيَمَّمَتْ روحي بفوحِ شذاكِ
دَثَّرْت بالنبضِ الطهورِ شتاءَهُ=وأَضَأْتِ عتمةَ ليلهِ بسناكِ
أَرَفيقَةَ العُمْرينِ ما حال الفتى=في الغربتين لو استخارَ سواكِ؟
مَرَّتْ عليَ من الحسانِ قوافلٌ=أَوْقَفْتُ حول مدارِها أَفلاكي
لم يلقَ مثلَ رغيفِ وِدِِّكِ في الهوى=وكماءِ نبعكِ في الهجيرِ فتاكِ
خَبَرَ الهوى قلبي فكنتِ صديقتي=ورفيقتي وحبيبتي وملاكي
سَنَدي وعُكّازي يداكِ ..فخيمتي=لولاكِ قد كانت بدونِ سَماكِ(2)
علَّمْتِني صَبْرَ الرِمالِ على اللظى=أَيُلامُ لو هتفَ الفؤادُ فداكِ؟
ما كان نهري يزدهي بنميرِهِ=لو لم تَصُنْهُ بطهرِها ضفتاكِ
وكفاكِ أني لا أُبادلُ كوثراً=بوحولِ دجلةَ والفراتِ ...كفاكِ
عَزِفَتْ عن الجاه الحرامِ ترفّعاً=نفسي .. وأَثراني نعيمُ تُقاكِ
و"جــــدان" مـــا عـــــادَ النخيــــلُ تميمــةً=لفـــتىً .... ولا عـــــادَ العـــــراقُ حِـــمـاكِ
بتنا – وربِ البيتِ – بين مُخاتلِ=لــــــصٍّ ... وغـــــولٍ فاســـــقٍ أَفّــــاكِ
دائي عصيٌّ – كالعراقِ - شفاؤُهُ=فـــــأنــــا الضحــــوكُ المستبــــاحُ البـاكي
الليلُ؟ بابي للصباحِ ...طرقْتُهُ ..=أمّا الجراحُ فإنها شُبّاكي
حاشا غصوني أنْ تخونَ جذورَها=ويخونَ نخلُكِ نهرَهُ ... حاشاكِ
(1) المتشاكي : من يشتكي الداء أو الوهن.
(2) السماك : ما رفع به الشئ .. وهو من الخيمة: عمودها ترتكز عليه
"إلى أم شيماء : الصديقة، الرفيقة، الحبيبة ، والزوجة"
شعر / يحيى السماوي
ذُهِـــلَ البهــــاءُ ... فقــــال : ما أبهــــــاكِ !=وَتَسَــمَّــرَتْ عينــــايَ فــــوقَ لُـــمــــاكِ
خرساءُ تجهلُ ما تقولُ لِذُهْلِها=شفتي .. ولكنَّ العيونَ حواكي
فَهَمَسْتُ في سِرّي وقد بلغَ الزُّبى=عَطَشي لكأسٍ من رحيقِ نَداكِ
لا تَنْصبي شَركاً ...فإني قادمٌ=طـــوعــاً أُبــــاركُ في هــــــواكِ هــــلاكي
أدريكِ آسرتي ...وأدري أنني=سأكونُ بين الناسِ رَجْعَ صداكِ
العشقُ أودى بالذين قلوبُهم=حَجَرٌ ... فكيفَ بخافقِ المتشاكي؟(1)
صامت عن النَظَرِ العيونُ وأَفْطَرَتْ=بجمالِ وجهِكِ فانْتهى إمساكي
فَشَرِبتُ أَعْذَبَ ما تمنى ظامئٌ:=نَغَمٌ تزخُّ لحونَه شفتاكِ
عَصَرَ القَرُنْفُلُ فوق ثَغْرِكِ دمعَهُ =واسْتأْثرا بجفونِهِ خَدّاكِ
وَتَعَرَّتِ الأقمارُ ضاحكةَ السنا=في مقلتيكِ ..فأنجمي عيناكِ
صلّى دمي شوقاً إليكِ وكبَّرَتْ=روحٌ تَهَيَّمها نقيُّ هواكِ
قَبَّلْتُ كفك– لا الشفاهَ - فأَزْهَرَتْ=شفتي ..وسالَ العطرُ من أشواكي
خَضَّبْتِ بالحِنّاءِ صَخْرَ رجولتي=وَفَرَشْتِ صحرائي بعشبِ صِباكِ
أَحْبَبْتُ فيكِ نقائضي ..فأنا فتى=نَزِقٌ .. وأنتِ خٌلاصَةُ النُسّاكِ
وَتُمَحِّصين الدربَ قبلَ وُلُوجِهِ=فكأنما القنديلُ ظِلُّ خُطاكِ
وأنا إذا صَهَلَتْ خيولُ عواطفي=بعْتُ السلامةَ واشتريتُ هلاكي
الحمدُ للرحمنِ زانَ بلطفهِ=قلبي فكان شغافُهُ مأواكِ
لولاكِ ما رقَصَتْ حروف قصائدي=طرباً .. ولا غَنّى دمي لولاكِ
ولما حرصْتُ على حثالةِ جدولي=لِيَزُفَّ هودجَ مائِهِ لرباكِ
شَمَّرْتُ عن قلبي لنافلةِ المنى=وَتَيَمَّمَتْ روحي بفوحِ شذاكِ
دَثَّرْت بالنبضِ الطهورِ شتاءَهُ=وأَضَأْتِ عتمةَ ليلهِ بسناكِ
أَرَفيقَةَ العُمْرينِ ما حال الفتى=في الغربتين لو استخارَ سواكِ؟
مَرَّتْ عليَ من الحسانِ قوافلٌ=أَوْقَفْتُ حول مدارِها أَفلاكي
لم يلقَ مثلَ رغيفِ وِدِِّكِ في الهوى=وكماءِ نبعكِ في الهجيرِ فتاكِ
خَبَرَ الهوى قلبي فكنتِ صديقتي=ورفيقتي وحبيبتي وملاكي
سَنَدي وعُكّازي يداكِ ..فخيمتي=لولاكِ قد كانت بدونِ سَماكِ(2)
علَّمْتِني صَبْرَ الرِمالِ على اللظى=أَيُلامُ لو هتفَ الفؤادُ فداكِ؟
ما كان نهري يزدهي بنميرِهِ=لو لم تَصُنْهُ بطهرِها ضفتاكِ
وكفاكِ أني لا أُبادلُ كوثراً=بوحولِ دجلةَ والفراتِ ...كفاكِ
عَزِفَتْ عن الجاه الحرامِ ترفّعاً=نفسي .. وأَثراني نعيمُ تُقاكِ
و"جــــدان" مـــا عـــــادَ النخيــــلُ تميمــةً=لفـــتىً .... ولا عـــــادَ العـــــراقُ حِـــمـاكِ
بتنا – وربِ البيتِ – بين مُخاتلِ=لــــــصٍّ ... وغـــــولٍ فاســـــقٍ أَفّــــاكِ
دائي عصيٌّ – كالعراقِ - شفاؤُهُ=فـــــأنــــا الضحــــوكُ المستبــــاحُ البـاكي
الليلُ؟ بابي للصباحِ ...طرقْتُهُ ..=أمّا الجراحُ فإنها شُبّاكي
حاشا غصوني أنْ تخونَ جذورَها=ويخونَ نخلُكِ نهرَهُ ... حاشاكِ
(1) المتشاكي : من يشتكي الداء أو الوهن.
(2) السماك : ما رفع به الشئ .. وهو من الخيمة: عمودها ترتكز عليه