بنت بلقيس
06-09-2006, 10:57 AM
وصولاً إلى الذروة مع بوح الآكام والكثبان
قراءة في:
محاضن الأشواق
و منابع الترياق
مثلما لكل ٍّطريقته في الاستنطاق والاستجلاء، والتشاكل والتماهي،والاسترسال والاستبطان، فللطبيعة أيضا طريقتها الخاصة في منادمة العاشقين ومعانقة البائسين واكتناف المتعبدين ، كيف لا وهي تسطيع أن تستجدي كل ما هو غائر في أعماق الإحساس وتبعث حياة وتجديداً في ملكوت الناس!!
استجلاء/
أبرار أحمد قائد الأسودي
bintbilquis@yahoo.com
"حافز واحد من غابة في الربيع
قد يعلمك عن البشر
وعن الشر والخير
أكثر مما يستطيع الحكماء أجمعون"
وليم ووردزورث
§ المجد للطبيعة
الجبال الصماء فارهة الطول والروعة معاً من أمامي وجانبي -وأنا أجنح نحو مرافئ الضوء في (آزال)-تبدو لي أشبه ما تكون متعاطفةً مع ما يحيق بنا بين الحين والآخر ..وأقرب ما تكون تمازجاً نسبياً في وحدة المتضادات!
§ من وحي الكثبان والآكام
ولعل مجيء تلك الأراضي المكسوة بذلك الرداء الأخضر المتفاوت الألوان يؤكد أن مع العسر لابد يسرا ..واسع الأبواب ..ومفتوح الأشرعة.. وتصر الجبال التي تنبت من خلالها تلك المدرجات البديعة على أن في صلب كل مصيبة حكمة.. وهي تنمي مقدرتنا على النمو .
وبقدر ارتفاع التوجس والخوف في (سُمارة )الجبل، بقدر ما توحي لنا مناظرها البريئة بكل الوئام والود ...فنبلغ منتهى الصبابة ، وتنقشع الكآبة والرتابة..ونخرج من غيابة الجب ،لنحلق في سماوات الوهج المفعم بالحب..فتزهو شجوننا وتقر عيوننا ويطيب جنوننا!!
§ ووردزورث
الكل يبرر لي كيف أن ووردزورث (الشاعر الإنجليزي)غدا متعبداً في محراب الطبيعة إلى الحد الذي أعتبر الكثيرون تعلقه ذاك فرطاً وتجاوزا.يقول:
"يا أختي العزيزة.أني ألهج بالدعواتِ
مدركاً أن الطبيعة لا تخون
أيما قلب هواها
تقودنا لم تزل
من غبطة إلى أخرى
لأنها أجدر من يجعل الحكمة تتوهج في عقولنا
ولذا فليشرق القمر عليك في نزهاتك الخلوية
ولتهب عليك رياح الجبل المحملة بالضباب"
§ سجية الماء والتراب
وكلما وجهت نحو "الغرب"كلما أقبلت( العروسة )مناشدة إياي أن: تعالي إلىَّ لأجزل لك العطاء و الحب , فقد مضت سجيتي أن أناشد كل وحيد كابد مع نفسه مرارة الوحدة , وكل يتيم عاش محروما ،لأحيطه بحناني الموفور, وأملأه بوافر السكون والسرور .
وبينما انا أتفكر فيما توحيه إلي تلك الوديان الخضراء .. إذا بصوت ملؤه النشاط يلفت انتباهي..إنه جدول ٌ يجري محاولاً المرور عبر تلك الصخور المتراكمة تارة وتلك الرمال المتلاطمة تارة أخرى .
كأني به يقول لي: إن طريقي طويل كطول طريقكم أنتم ..وإن كان سعيكم خلافاً لما أجد..إني أكافح لأرى نفسي حراً وقد اندمجت مياهي مع مياه البحر المالحة .
أقول:هناك –ربما-ما نشترك به ..إذ أني أصادف حفراً
و التواءات وأحجار تحاول منعي من مواصلة طريقي , فلا أكترث لها و"لا يحزنون" وانتم تتخطون تلك العقبات التي يرسمها أمثالكم.. فهيا بنا لنصل إلى ما نصبو إليه ونحلق معها عاليا ..
§ هو البحر من أي النواحي أتيتهُ
البحر من بعد طول غياب يبش لي ويبوح..ثم يقصص عن أولئك الذين يأتون ليرموا ما قد أثقل نفوسهم وأرواحهم ليذهب بها بعيدا دون رجعة , وكيف أن لأمواجه الفضل الأكبر لتأخذها وتنقلها إلى أعماقه .. وإليه أصر أن ألقي كل ما في أعماق روحي
§ حديث المفازة
فرغم خوفي من تلك الصحراء المصفرة على امتداد طريق عودتي إلى مدينتي من الحديدة كان مختلفا وغريبا إلا أنها قد آنستني وقامت برواية حكايا من هم يريدون الحياة رغم الصعاب . وقد قابلت تلك الشجيرات المتناثرة في أنحائها والأشجار العالية..
الأشجار المتجمعة مع بعضها لتكون واحات جميلة راحت تهمس لي من بعيد مع الرياح القادمة من هناك عن قصة التآلف ودوره في وصولهن إلى تلك الصورة البديعة فهي تُحْي بعضها لتواصل طريقها ويكتمل نموها وتزين تلك المفازات المرهقة..
وإذا بالجبال تعود لتخبرني عن تواجدها في كل مكان وأنه لا غنى عنها في هذه الأرض فهي تساعد الأرض على الثبات والاستمرار مثلها مثل المواجع تماما في تجديد أرواحنا لنواصل طريقنا إلى الأرب المنشود ، بعزمٍ ، وصمود!
§ وبعد:
فتكاد الطبيعة أن تخلق مني كائناً آخر ..فقد أدركت كم نحن بحاجة إلى التعايش مع ما يعترينا بين الفينة والفينة من أجل المجد ، والوصول إلى الذروة ..
لاتزال الطبيعة أجدر من يوحي ويوجه حتى في ظل هذه الحقب الزمنية الراهنة المرة ، المتخمة بالاستجداء والخواء ، والاستنفار المادي "القفل".
أبرار أحمد قائد الأسودي
bintbilquis@yahoo.com
قراءة في:
محاضن الأشواق
و منابع الترياق
مثلما لكل ٍّطريقته في الاستنطاق والاستجلاء، والتشاكل والتماهي،والاسترسال والاستبطان، فللطبيعة أيضا طريقتها الخاصة في منادمة العاشقين ومعانقة البائسين واكتناف المتعبدين ، كيف لا وهي تسطيع أن تستجدي كل ما هو غائر في أعماق الإحساس وتبعث حياة وتجديداً في ملكوت الناس!!
استجلاء/
أبرار أحمد قائد الأسودي
bintbilquis@yahoo.com
"حافز واحد من غابة في الربيع
قد يعلمك عن البشر
وعن الشر والخير
أكثر مما يستطيع الحكماء أجمعون"
وليم ووردزورث
§ المجد للطبيعة
الجبال الصماء فارهة الطول والروعة معاً من أمامي وجانبي -وأنا أجنح نحو مرافئ الضوء في (آزال)-تبدو لي أشبه ما تكون متعاطفةً مع ما يحيق بنا بين الحين والآخر ..وأقرب ما تكون تمازجاً نسبياً في وحدة المتضادات!
§ من وحي الكثبان والآكام
ولعل مجيء تلك الأراضي المكسوة بذلك الرداء الأخضر المتفاوت الألوان يؤكد أن مع العسر لابد يسرا ..واسع الأبواب ..ومفتوح الأشرعة.. وتصر الجبال التي تنبت من خلالها تلك المدرجات البديعة على أن في صلب كل مصيبة حكمة.. وهي تنمي مقدرتنا على النمو .
وبقدر ارتفاع التوجس والخوف في (سُمارة )الجبل، بقدر ما توحي لنا مناظرها البريئة بكل الوئام والود ...فنبلغ منتهى الصبابة ، وتنقشع الكآبة والرتابة..ونخرج من غيابة الجب ،لنحلق في سماوات الوهج المفعم بالحب..فتزهو شجوننا وتقر عيوننا ويطيب جنوننا!!
§ ووردزورث
الكل يبرر لي كيف أن ووردزورث (الشاعر الإنجليزي)غدا متعبداً في محراب الطبيعة إلى الحد الذي أعتبر الكثيرون تعلقه ذاك فرطاً وتجاوزا.يقول:
"يا أختي العزيزة.أني ألهج بالدعواتِ
مدركاً أن الطبيعة لا تخون
أيما قلب هواها
تقودنا لم تزل
من غبطة إلى أخرى
لأنها أجدر من يجعل الحكمة تتوهج في عقولنا
ولذا فليشرق القمر عليك في نزهاتك الخلوية
ولتهب عليك رياح الجبل المحملة بالضباب"
§ سجية الماء والتراب
وكلما وجهت نحو "الغرب"كلما أقبلت( العروسة )مناشدة إياي أن: تعالي إلىَّ لأجزل لك العطاء و الحب , فقد مضت سجيتي أن أناشد كل وحيد كابد مع نفسه مرارة الوحدة , وكل يتيم عاش محروما ،لأحيطه بحناني الموفور, وأملأه بوافر السكون والسرور .
وبينما انا أتفكر فيما توحيه إلي تلك الوديان الخضراء .. إذا بصوت ملؤه النشاط يلفت انتباهي..إنه جدول ٌ يجري محاولاً المرور عبر تلك الصخور المتراكمة تارة وتلك الرمال المتلاطمة تارة أخرى .
كأني به يقول لي: إن طريقي طويل كطول طريقكم أنتم ..وإن كان سعيكم خلافاً لما أجد..إني أكافح لأرى نفسي حراً وقد اندمجت مياهي مع مياه البحر المالحة .
أقول:هناك –ربما-ما نشترك به ..إذ أني أصادف حفراً
و التواءات وأحجار تحاول منعي من مواصلة طريقي , فلا أكترث لها و"لا يحزنون" وانتم تتخطون تلك العقبات التي يرسمها أمثالكم.. فهيا بنا لنصل إلى ما نصبو إليه ونحلق معها عاليا ..
§ هو البحر من أي النواحي أتيتهُ
البحر من بعد طول غياب يبش لي ويبوح..ثم يقصص عن أولئك الذين يأتون ليرموا ما قد أثقل نفوسهم وأرواحهم ليذهب بها بعيدا دون رجعة , وكيف أن لأمواجه الفضل الأكبر لتأخذها وتنقلها إلى أعماقه .. وإليه أصر أن ألقي كل ما في أعماق روحي
§ حديث المفازة
فرغم خوفي من تلك الصحراء المصفرة على امتداد طريق عودتي إلى مدينتي من الحديدة كان مختلفا وغريبا إلا أنها قد آنستني وقامت برواية حكايا من هم يريدون الحياة رغم الصعاب . وقد قابلت تلك الشجيرات المتناثرة في أنحائها والأشجار العالية..
الأشجار المتجمعة مع بعضها لتكون واحات جميلة راحت تهمس لي من بعيد مع الرياح القادمة من هناك عن قصة التآلف ودوره في وصولهن إلى تلك الصورة البديعة فهي تُحْي بعضها لتواصل طريقها ويكتمل نموها وتزين تلك المفازات المرهقة..
وإذا بالجبال تعود لتخبرني عن تواجدها في كل مكان وأنه لا غنى عنها في هذه الأرض فهي تساعد الأرض على الثبات والاستمرار مثلها مثل المواجع تماما في تجديد أرواحنا لنواصل طريقنا إلى الأرب المنشود ، بعزمٍ ، وصمود!
§ وبعد:
فتكاد الطبيعة أن تخلق مني كائناً آخر ..فقد أدركت كم نحن بحاجة إلى التعايش مع ما يعترينا بين الفينة والفينة من أجل المجد ، والوصول إلى الذروة ..
لاتزال الطبيعة أجدر من يوحي ويوجه حتى في ظل هذه الحقب الزمنية الراهنة المرة ، المتخمة بالاستجداء والخواء ، والاستنفار المادي "القفل".
أبرار أحمد قائد الأسودي
bintbilquis@yahoo.com