خليل حلاوجي
09-09-2006, 09:20 AM
يا صبر أيوب
(من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزاً نسي تحت الحمولة على ظهر جمل..)
قالوا وظلَّ.. ولم تشعر به الإبلُ =يمشي، وحاديهِ يحدو.. وهو يحتملُ..
ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ =حتى أناخ َ ببابِ الدار إذ وصلوا
وعندما أبصروا فيضَ الدما جَفلوا =صبرَ العراق صبورٌ أنت يا جملُ!
وصبرَ كل العراقيين يا جملُ = ***********************
صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ =يغوصُ حتى شغاف القلب ينسملُ
ما هدموا.. ما استفزوا من مَحارمهِ =ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلوا
وطوقـُهم حولهُ.. يمشي مكابرةً =ومخرزُ الطوق في أحشائه يَغـِلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ على مَضضٍ =وجُرحُهُ هو أيضاً نازِفٌ خضلُ
يا صبر أيوب.. حتى صبرُه يصلُ =إلى حُدودٍ، وهذا الصبرُ لا يصلُ!
يا صبر أيوب، لا ثوبٌ فنخلعُهُ =إن ضاق عنا.. ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه =يا صبر أيوب، أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها =فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!
أم أنهم أزمعوا ألا يُظلّلنا =في أرضنا نحن لا سفحٌ، ولا جبلُ
إلا بيارق أمريكا وجحفلـُها =وهل لحرٍ على أمثالها قَبـَلُ؟
واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها =نهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!
كانوا ثلاثين جيشاً، حولهم مددٌ =من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهلُ
جميعهم حول أرضٍ حجمُ أصغرهِم =إلا مروءتُها.. تندى لها المُقلُ!
وكان ما كان يا أيوبُ.. ما فعلتْ =مسعورة ً في ديار الناس ما فعلوا
ما خربت يد أقسى المجرمين يداً =ما خرّبت واستباحت هذه الدولُ
هذي التي المثل العليا على فمها =وعند كل امتحان تبصقُ المُثُلُ!
يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعلهُ =إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟
ولا حياءٌ، ولا ماءٌ، ولا سِمةٌ =في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِلُ
أبعد هذا الذي قد خلفوه لنا =هذا الفناءُ.. وهذا الشاخصُ الجـَلـَلُ
هذا الخرابُ.. وهذا الضيقُ.. لقمتُنا =صارت زُعافاً، وحتى ماؤنا وشِلُ
هل بعده غير أن نبري أظافرنا =بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!
يا صبر أيوب.. إنا معشرٌ صُبًُرُ =نُغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزلُ
لكننا حين يُستعدى على دمنا =وحين تُقطعُ عن أطفالنا السبلُ
نضجُّ، لا حي إلا اللهَ يعلمُ ما =قد يفعل الغيض فينا حين يشتعلُ!
يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطناً =تبقى بمرآهُ عينُ اللهِ تكتحلُ
لم تُشرق الشمسُ إلا من مشارقه =ولم تَغِب عنه إلا وهي تبتهلُ
يا أجملَ الأرضِ.. يا من في شواطئه =تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ
يا حافظاً لمسار الأرضِ دورته =وآمراً كفةَ الميزان تعتدلُ
مُذ كوّرت شعشعت فيها مسلّته =ودار دولابه، والأحرُفُ الرسلُ
حملن للكون مسرى أبجديّته =وعنه كل الذين استكبروا نقلوا!
يا سيدي.. أنت من يلوون شِعفتَه =ويخسأون، فلا والله، لن يصلوا
يضاعفون أسانا قدر ما قدِروا =وصبرُنا، والأسى، كل له أجلُ
والعالمُ اليومُ، هذا فوق خيبته =غافٍ، وهذا إلى أطماعه عَجِلُ
لكنهم، ما تمادوا في دنائتهم =وما لهم جوقةُ الأقزامِ تمتثل
لن يجرحوا منكِ يا بغداد أنمُلةً =ما دام ثديُك رضاعوه ما نَذلوا!
بغدادُ.. أهلُك رغم الجُرحِ، صبرهمو =صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثـَكِلوا
قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم =لكنهم من قدور الغير ما أكلوا!
شكراً لكل الذين استبدلوا دمنا =بلقمة الخبز.. شكراً للذي بذلوا
شكراً لإحسانهم.. شكراً لنخوتهم =شكراً لما تعبوا.. شكراً لما انشغلوا
شكراً لهم أنهم بالزاد ما بَخَلوا =لو كان للزاد أكّالون يا جملُ!
لكن أهلي العراقيين مغلقةٌ =أفواههم بدماهم فرط ما خُذِلوا
دماً يمجّون إمّا استنطقوا، ودماً =إذ يسكتون، بجوف الروح، ينهملُ!
يا سيدي.. أين أنت الآن؟ خذ بيدي =إني إلى صبرك الجبارِ أبتهلُ
يا أيهذا العراقي الخصيبُ دما =وما يزال يلالي ملأه الأملُ
قل لي، ومعذرةً، من أي مبهمةٍ =أعصابُك الصمُ قُدت أيها الرجلُ؟!
ما زلت تؤمن أن الأرض دائرةٌ =وأن فيها كراماً بعدُ ما رحلوا
لقد نظرت إلى الدنيا، وكان دمي =يجري.. وبغدادُ ملءَ العين تشتعلُ
ما كان إلا دمي يجري.. وأكبرُ ما =سمعتُهُ صيحة ً باسمي.. وما وصلوا!
وأنت يا سيدي ما زلت تومئ لي =أن الطريق بهذا الجبِّ يتصلُ
إذن فباسمك أنت الآن أسألُهم =إلى متى هذه الأرحام تقتتل؟
إلى متى تترعُ الأثداء في وطني =قيحاً من الأهل للأطفال ينتقلُ؟
إلى متى يا بني عمي؟.. وثابتةٌ =هذي الديارُ.. وما عن أهلها بَدَلُ؟
بلى... لقد وجد الأعرابُ منتـَسَباً =وملةً ملةً في دينها دخلوا!
وقايضوا أصلهم.. واستبدلوا دمهم =وسُوّي الأمر.. لا عتبٌ، ولا زعلُ!
الحمد لله.. نحن الآن في شُغـُلٍ =وعندهم وبني أخوالهم شُغـُلُ!
أنا لنسأل هل كانت مصادفةً =أن أشرعت بين بيتي أهلنا الأسَـلُ؟
أم أن بيتاً تناهى في خيانته =لحدِّ أن صار حتى الخوفُ يفتعلُ؟
وها هو الآن يستعدي شريكته =بألفِ عذرٍ بلمح العين ترتجلُ!
أما هنا يا بني عمي، فقد تعبت =مما تحن إلى أعشاشها الحَـجَـلُ!
لقد غدا كُلُ صوت في منازلنا =يبكي إذا لم يجد أهلاً لهم يصلُ!
يا أيها العالم المسعورُ.. ألفُ دمٍ =وألفُ طفل ٍ لنا في اليوم ينجدل
وأنت تُحكِمُ طوقَ الموت مبتهجاً =من حول أعناقهم.. والموت منذهلُ!
أليس فيك أبٌ؟.. أمّ ٌ يصيح بها =رضيعُها؟؟ طفلةٌ تبكي؟ أخٌ وجِلُ؟
يصيح رعباً، فينزو من توجّعه =هذا الضميرُ الذي أزرى به الشلل؟
يا أيها العالم المسعورُ.. نحن هنا =بجُرحنا، وعلى اسم الله نحتفل
لكي نعيد لهذي الأرض بهجَتها =وأمنَها بعدما ألوى به هُبلُ!
وأنت يا مرفأ الأوجاع أجمعها =ومعقلَ الصبر حين الصبرُ يُعتقلُ
لأنك القلب مما نحن، والمُقـَلُ =لأن بغيرك لا زهوٌ، ولا أمل
لأنهم ما رأوا إلاّك مسبعة =على الطريق إلينا حيثما دخلوا!
لأنك الفارع العملاقُ يا رجلُ =لأن أصدق قول فيك: يا رجلُ!
يقودني ألفُ حب.. لا مناسبةٌ =ولا احتفالٌ.. فهذي كلها عللُ!
لكي أناجيك يا أعلى شوامخها =ولن أرددَ ما قالوا، وما سألوا
لكن سأستغفر التاريخَ إن جرحت =أوجاعُـنا فيه جرحاً ليس يندمل
وسوف أطوي لمن يأتون صفحته =هذي، لينشرها مستنفرٌ بطلُ
إذا تلاها تلاها غيرَ ناقصة =حرفاً... وإذ ذاك يبدو وجهك الجـَذِلُ!
يا سيدي؟؟ يا عراقَ الأرض.. يا وطني =وكلما قلتُها تغرورقُ المقل!
حتى أغصّّ بصوتي، ثم تطلقه =هذي الأبوة في عينيك والنـُبـُلُ!
يا منجمَ العمر.. يا بدئي وخاتمتي =وخيرُ ما في أني فيك أكتهلُ!
أقول: ها شيبُ رأسي.. هل تكرمُني =فأنتهي وهو في شطيك منسدلُ؟!
ويغتدي كلّ شعري فيك أجنحة =مرفرفاتٍ على الأنهار تغتسلُ!
وتغتدي أحرفي فوق النخيل لها =صوتُ الحمائم إن دمع ٌ، وإن غـَزََلُ
وحين أغفو... وهذي الأرض تغمرُني =بطينها... وعظامي كلُها بلل
ستورق الأرضُ من فوقي، وأسمعُها =لها غناءٌ على أشجارها ثملُ
يصيح بي: أيها الغافي هنا أبداً =إن العراق معافى أيها الجملُ!
(من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزاً نسي تحت الحمولة على ظهر جمل..)
قالوا وظلَّ.. ولم تشعر به الإبلُ =يمشي، وحاديهِ يحدو.. وهو يحتملُ..
ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ =حتى أناخ َ ببابِ الدار إذ وصلوا
وعندما أبصروا فيضَ الدما جَفلوا =صبرَ العراق صبورٌ أنت يا جملُ!
وصبرَ كل العراقيين يا جملُ = ***********************
صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ =يغوصُ حتى شغاف القلب ينسملُ
ما هدموا.. ما استفزوا من مَحارمهِ =ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلوا
وطوقـُهم حولهُ.. يمشي مكابرةً =ومخرزُ الطوق في أحشائه يَغـِلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ على مَضضٍ =وجُرحُهُ هو أيضاً نازِفٌ خضلُ
يا صبر أيوب.. حتى صبرُه يصلُ =إلى حُدودٍ، وهذا الصبرُ لا يصلُ!
يا صبر أيوب، لا ثوبٌ فنخلعُهُ =إن ضاق عنا.. ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه =يا صبر أيوب، أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها =فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!
أم أنهم أزمعوا ألا يُظلّلنا =في أرضنا نحن لا سفحٌ، ولا جبلُ
إلا بيارق أمريكا وجحفلـُها =وهل لحرٍ على أمثالها قَبـَلُ؟
واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها =نهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!
كانوا ثلاثين جيشاً، حولهم مددٌ =من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهلُ
جميعهم حول أرضٍ حجمُ أصغرهِم =إلا مروءتُها.. تندى لها المُقلُ!
وكان ما كان يا أيوبُ.. ما فعلتْ =مسعورة ً في ديار الناس ما فعلوا
ما خربت يد أقسى المجرمين يداً =ما خرّبت واستباحت هذه الدولُ
هذي التي المثل العليا على فمها =وعند كل امتحان تبصقُ المُثُلُ!
يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعلهُ =إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟
ولا حياءٌ، ولا ماءٌ، ولا سِمةٌ =في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِلُ
أبعد هذا الذي قد خلفوه لنا =هذا الفناءُ.. وهذا الشاخصُ الجـَلـَلُ
هذا الخرابُ.. وهذا الضيقُ.. لقمتُنا =صارت زُعافاً، وحتى ماؤنا وشِلُ
هل بعده غير أن نبري أظافرنا =بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!
يا صبر أيوب.. إنا معشرٌ صُبًُرُ =نُغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزلُ
لكننا حين يُستعدى على دمنا =وحين تُقطعُ عن أطفالنا السبلُ
نضجُّ، لا حي إلا اللهَ يعلمُ ما =قد يفعل الغيض فينا حين يشتعلُ!
يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطناً =تبقى بمرآهُ عينُ اللهِ تكتحلُ
لم تُشرق الشمسُ إلا من مشارقه =ولم تَغِب عنه إلا وهي تبتهلُ
يا أجملَ الأرضِ.. يا من في شواطئه =تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ
يا حافظاً لمسار الأرضِ دورته =وآمراً كفةَ الميزان تعتدلُ
مُذ كوّرت شعشعت فيها مسلّته =ودار دولابه، والأحرُفُ الرسلُ
حملن للكون مسرى أبجديّته =وعنه كل الذين استكبروا نقلوا!
يا سيدي.. أنت من يلوون شِعفتَه =ويخسأون، فلا والله، لن يصلوا
يضاعفون أسانا قدر ما قدِروا =وصبرُنا، والأسى، كل له أجلُ
والعالمُ اليومُ، هذا فوق خيبته =غافٍ، وهذا إلى أطماعه عَجِلُ
لكنهم، ما تمادوا في دنائتهم =وما لهم جوقةُ الأقزامِ تمتثل
لن يجرحوا منكِ يا بغداد أنمُلةً =ما دام ثديُك رضاعوه ما نَذلوا!
بغدادُ.. أهلُك رغم الجُرحِ، صبرهمو =صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثـَكِلوا
قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم =لكنهم من قدور الغير ما أكلوا!
شكراً لكل الذين استبدلوا دمنا =بلقمة الخبز.. شكراً للذي بذلوا
شكراً لإحسانهم.. شكراً لنخوتهم =شكراً لما تعبوا.. شكراً لما انشغلوا
شكراً لهم أنهم بالزاد ما بَخَلوا =لو كان للزاد أكّالون يا جملُ!
لكن أهلي العراقيين مغلقةٌ =أفواههم بدماهم فرط ما خُذِلوا
دماً يمجّون إمّا استنطقوا، ودماً =إذ يسكتون، بجوف الروح، ينهملُ!
يا سيدي.. أين أنت الآن؟ خذ بيدي =إني إلى صبرك الجبارِ أبتهلُ
يا أيهذا العراقي الخصيبُ دما =وما يزال يلالي ملأه الأملُ
قل لي، ومعذرةً، من أي مبهمةٍ =أعصابُك الصمُ قُدت أيها الرجلُ؟!
ما زلت تؤمن أن الأرض دائرةٌ =وأن فيها كراماً بعدُ ما رحلوا
لقد نظرت إلى الدنيا، وكان دمي =يجري.. وبغدادُ ملءَ العين تشتعلُ
ما كان إلا دمي يجري.. وأكبرُ ما =سمعتُهُ صيحة ً باسمي.. وما وصلوا!
وأنت يا سيدي ما زلت تومئ لي =أن الطريق بهذا الجبِّ يتصلُ
إذن فباسمك أنت الآن أسألُهم =إلى متى هذه الأرحام تقتتل؟
إلى متى تترعُ الأثداء في وطني =قيحاً من الأهل للأطفال ينتقلُ؟
إلى متى يا بني عمي؟.. وثابتةٌ =هذي الديارُ.. وما عن أهلها بَدَلُ؟
بلى... لقد وجد الأعرابُ منتـَسَباً =وملةً ملةً في دينها دخلوا!
وقايضوا أصلهم.. واستبدلوا دمهم =وسُوّي الأمر.. لا عتبٌ، ولا زعلُ!
الحمد لله.. نحن الآن في شُغـُلٍ =وعندهم وبني أخوالهم شُغـُلُ!
أنا لنسأل هل كانت مصادفةً =أن أشرعت بين بيتي أهلنا الأسَـلُ؟
أم أن بيتاً تناهى في خيانته =لحدِّ أن صار حتى الخوفُ يفتعلُ؟
وها هو الآن يستعدي شريكته =بألفِ عذرٍ بلمح العين ترتجلُ!
أما هنا يا بني عمي، فقد تعبت =مما تحن إلى أعشاشها الحَـجَـلُ!
لقد غدا كُلُ صوت في منازلنا =يبكي إذا لم يجد أهلاً لهم يصلُ!
يا أيها العالم المسعورُ.. ألفُ دمٍ =وألفُ طفل ٍ لنا في اليوم ينجدل
وأنت تُحكِمُ طوقَ الموت مبتهجاً =من حول أعناقهم.. والموت منذهلُ!
أليس فيك أبٌ؟.. أمّ ٌ يصيح بها =رضيعُها؟؟ طفلةٌ تبكي؟ أخٌ وجِلُ؟
يصيح رعباً، فينزو من توجّعه =هذا الضميرُ الذي أزرى به الشلل؟
يا أيها العالم المسعورُ.. نحن هنا =بجُرحنا، وعلى اسم الله نحتفل
لكي نعيد لهذي الأرض بهجَتها =وأمنَها بعدما ألوى به هُبلُ!
وأنت يا مرفأ الأوجاع أجمعها =ومعقلَ الصبر حين الصبرُ يُعتقلُ
لأنك القلب مما نحن، والمُقـَلُ =لأن بغيرك لا زهوٌ، ولا أمل
لأنهم ما رأوا إلاّك مسبعة =على الطريق إلينا حيثما دخلوا!
لأنك الفارع العملاقُ يا رجلُ =لأن أصدق قول فيك: يا رجلُ!
يقودني ألفُ حب.. لا مناسبةٌ =ولا احتفالٌ.. فهذي كلها عللُ!
لكي أناجيك يا أعلى شوامخها =ولن أرددَ ما قالوا، وما سألوا
لكن سأستغفر التاريخَ إن جرحت =أوجاعُـنا فيه جرحاً ليس يندمل
وسوف أطوي لمن يأتون صفحته =هذي، لينشرها مستنفرٌ بطلُ
إذا تلاها تلاها غيرَ ناقصة =حرفاً... وإذ ذاك يبدو وجهك الجـَذِلُ!
يا سيدي؟؟ يا عراقَ الأرض.. يا وطني =وكلما قلتُها تغرورقُ المقل!
حتى أغصّّ بصوتي، ثم تطلقه =هذي الأبوة في عينيك والنـُبـُلُ!
يا منجمَ العمر.. يا بدئي وخاتمتي =وخيرُ ما في أني فيك أكتهلُ!
أقول: ها شيبُ رأسي.. هل تكرمُني =فأنتهي وهو في شطيك منسدلُ؟!
ويغتدي كلّ شعري فيك أجنحة =مرفرفاتٍ على الأنهار تغتسلُ!
وتغتدي أحرفي فوق النخيل لها =صوتُ الحمائم إن دمع ٌ، وإن غـَزََلُ
وحين أغفو... وهذي الأرض تغمرُني =بطينها... وعظامي كلُها بلل
ستورق الأرضُ من فوقي، وأسمعُها =لها غناءٌ على أشجارها ثملُ
يصيح بي: أيها الغافي هنا أبداً =إن العراق معافى أيها الجملُ!