المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمة - الأسمنتية –



خليل حلاوجي
10-09-2006, 07:48 AM
الأمة - الأسمنتية –
لم يعد بمقدور أي فرد من أمتنا الاسلامية قدرة على تغيير فرد مثله ولكن يمكنه أن يغير - أمة – بأكملها بدليل أننا جميعا ً لانرضى بطريقة تفكير سوى طريقتنا ، ولكن من ناحية أخرى ننصاع الى التشكيل الاجتماعي الذي نحن جزء من نسيجه .
ولم تعد الأمة تمتلك مقومات إعادة صياغة قوالبها الفكرية سوى طريق واحد ولكنه مجهول عند أغلب أفراد الامة برغم كل الدعوات النهضوية والرؤى التجديدية لمفكريها .
إنها طريقة تثوير القيم والمثل القرآنية .. لاغير .
مايحصل في مدننا اليوم أن المصلح يأخذ المنهاج القرآني الى الناس ، والصحيح - عندي - هو أخذ الناس الى هذا المنهاج ، من حيث أن الناس قد تشكلوا - إجتماعيا ً - كما يتشكل الاسمنت بعد خلطه مع الرمل والحصو والماء وأخذ قالبه في بناء جسم الامة وقد أستعصى - المجتمع الاسمنتي - على إعادة التشكيل .
ورغم أن أمتنا ولله الحمد والمنة تمتلك القدرة البشرية وتمتلك الثروات الطبيعية وتمتلك الرغبة في الخروج من موقف - المنهزم – لكنها تكرر نفس الخطأ في كل مرة تحاول التغلب على معيقات النهوض حين تستلهم الطاقة الابداعية الكامنة في آيات القرآن وتوجيهات الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام في أول أجيالها الثلاثة من بدء الرسالة الاسلامية ونغفل أننا صرنا نعيش القرن الرابع الذي حدثنا عنه الرسول عليه الصلاة والسلام
( خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه )
ثم صارت مجتمعاتنا كما هو - السمنت – عصية على إعادة التشكل ليأتي أصحاب الفكر فيزيدوا الطين بلة فيصرون على ضخ كم مذهل من المواعظ القيمية ظنا ًُ منهم أن الموعظة وحدها والتذكير بها كفيلة بأعادة الصياغة ، والقرآن نبهنا وهو يصف لنا الطائفة حينما تتشكل إسمنتيا ً ( فإن رجعك الله الى طائفة منهم فأستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ً ولن تقاتلوا معي عدوا ً إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فأقعدوا مع الخالفين ) التوبة 83 .
وأوصى الله تعالى رسوله أن يرفض خروج هؤلاء – المتشكلين – معه الى الحرب لانهم سيعيقون مقرراته في ساحة المعركة وربما صاروا عبأ على الامة وخطر عليها لايقل عن خطر العدو .
إن الناس اليوم بحاجة الى مساعدتهم في التخلص من الاطر الفكرية الفاسدة حينما تضعط عليهم كأعراف ومسلمات غير قابلة للتغير والنمذجة وفق المعايير القرآنية وحين لايكون للناس القدرة على الفكاك منها وكسر القيود التي أوقفت عملية التجديد الفكري وتأخير سياقاته وسقفه الزمني كما هو معلوم ( مئة عام ) يبعث الله فيها للأمة من يجدد أمر دينها .
علينا اليوم جميعا تقع مهمة نبيلة تتلخص في ربط برامج محاسبة النفس – على مستوى الفرد – مع مراجعة القوانين الاجتماعية التي تحكمنا – على مستوى الامة – في الوقت نفسه .
فلايكفي وصف الدواء القرآني بعد تشخيص أي مرض وهو متاح لكل قارىء بل المهم بمكان وصف طريقة تعاطي هذا الدواء – وبالتفصيل – ضمن برنامج مؤطر زمنيا ً ليتسنى للأصلاح أخذ دوره التطبيقي ومراجعته كل عام مرة أو مرتين كما نصت عليه آية سورة التوبة136
(أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لايتوبون ولاهم يذّكرون )
لقد نجح الرسول عليه الصلاة والسلام في اعادة تشكيل المجتمع فكان ( عزيزا عليه ) ماعنت الناس من حوله فلم يقابل سلوكهم هذا سوى بخلقه العظيم فهو حريص عليهم وهو الرؤوف وهو الرحيم صلى الله تعالى عليه وسلم وهي الطريقة الوحيدة التي يجب أن يتبعها مسلموا اليوم .

الصباح الخالدي
10-09-2006, 11:55 PM
سيدي الكريم
اختلف معك كثيرا
خاصة في هذه الأطروحة
أمتنا غيرت وجه العالم وقد مارست امتنا التغيير سلبا وإيجابا ولعلك
لاتنكر آخر تغيير مارستها أمتنا ( حرب لبنان الأخيرة ) مع أو ضد
فقد مورس التغيير
غزوات بن لادن والقاعدة يعني اننا لسنا اسمنتيين
العراق وحروب التطهير تدل على حراك عقائدي لايتوقف
القومية العربية لتوها والبعث العربي والثورة الشيعية في ايران على العالم كله
امة تغير بقسوة كل ماحولها
كل مجموعة لديها نماذج بطولية للتغيير
الخطاب الديني يمارس عليه التجديد في كل ثانيية
وانظر مثلا للمفتين بلا علم نوع من التجديد في الخطاب العالمي الاسلامي
يوجد في امتنا حراك لكن لانضمن انه كله صحيح ولا خطأ
محبتي لك

جوتيار تمر
11-09-2006, 02:32 PM
الخليل..
فلايكفي وصف الدواء القرآني بعد تشخيص أي مرض وهو متاح لكل قارىء بل المهم بمكان وصف طريقة تعاطي هذا الدواء – وبالتفصيل – ضمن برنامج مؤطر زمنيا ً ليتسنى للأصلاح أخذ دوره التطبيقي.......

لا اعلم كيف نصف الدواء لامة مرضها الوحيد هو انها لاتريد ان تشفي من مرضها..؟

الامة...
اذا كانت تنتظر..زلازل...فقد حدثت..
اذا كانت تنتظر..محدثين...فما اكثرهم..من اعلام انتشروا في اقاصي البلاد..
اذا كانت تنتظر..دافعا...لا اظن بان الدوافع تاتي بعد اليوم..بقيمة ما نراه الان..
اذا كانت تنتظر..حروبا..وانبعاثا..للفت ن..من فتن..طائفية..او..عرقية.. او مذهبية...او..دينية...او...او...ف متى سنجدها مثلما هي الان..

عزيزي..العلة..هي ان الامة..لاتريد لعلتها ان تنتهي..

وشكرا..لانك دائما تحمل هذا الهم..

محبتي لك
جوتيار

نورية العبيدي
13-09-2006, 05:01 PM
الأمة - الأسمنتية –
لم يعد بمقدور أي فرد من أمتنا الاسلامية قدرة على تغيير فرد مثله ولكن يمكنه أن يغير - أمة – بأكملها بدليل أننا جميعا ً لانرضى بطريقة تفكير سوى طريقتنا ، ولكن من ناحية أخرى ننصاع الى التشكيل الاجتماعي الذي نحن جزء من نسيجه .
ولم تعد الأمة تمتلك مقومات إعادة صياغة قوالبها الفكرية سوى طريق واحد ولكنه مجهول عند أغلب أفراد الامة برغم كل الدعوات النهضوية والرؤى التجديدية لمفكريها .
إنها طريقة تثوير القيم والمثل القرآنية .. لاغير .

لا شك ان أي تغيير اجتماعي عام، يحتاج الى قائد يعمل على ذلك التغيير، ولعل من افضل الامثلة على ذلك، الانبياء والرسل الذين كلفهم الله سبحانه وتعالى بتبليغ رسالاته الموجه، والتي كانت في عمومها نظاما للبشر وعلى كافة الاصعدة... ومناهج آمنة تضمن للانسان عيشا هانئا في الدنيا والآخرة.
ونلاحظ في شخصيات الرسل المختارين لتلك المهام، أنهم كانوا مميزين عن بقية البشر في سماتهم الشخصية، فكانوا أهلا لها، ولعل من ابرز تلك السمات هو الإخلاص لرسالاتهم، والإيثار، والصبر ، والزهد، والصدق، والحماس لنيل رضا الله بصدق! وهذا نابع من الإيمان الصادق بوجود الله ، والايمان بكل صفاته عز وجل... وبهذا تصبح لديهم قوة اقناع للاخرين وبمختلف فئات المجتمع، بما يحملوا من افكار، وبذلك يتمكنوا من ايصال الرسالة التي يريدون.
أما في يومنا هذا، فصار تغيير الأشخاص سواء على المستوى الفردي او الجمعي يرتبط بأمور كثيرة معقدة جدا، تختلف باختلاف أديانهم او قومياتهم او مذاهبهم او عشائرهم او عوائلهم وكل ما يقترن ذاك الارتباط بالمصالح والحاجات لهذه الفئة أو تلك من الفئات المذكورة.
فصارت ظاهرة التأثير بالآخرين والعمل على تغييرهم فكريا ومبدئيا، وكل ما يتبع ذلك من سلوكيات، ربما من أهم وأصعب الأمور واعقدها في الوقت الحاضر !
وعليه، أستقطبت هذه الظاهرة اهتمام علماء النفس، فاتخذوا سبيلا علميا منهجيا في دراستها، وصارت تُعرف علميا بظاهرة (تغيير الاتجاهات)...
وعلى أنها ظاهرة علمية، صار لها النظريات العلمية الخاصة بها، والبحوث والدراسات والاطاريح والرسائل العلمية التي تناولتها بالبحث المعمق.
ومن الصعب حصر كل ما يتعلق بهذه الظاهرة علميا هنا، إلا أنه من الممكن الإشارة الى الخطوط العريضة لبعض المبادئ النظرية المتعلقة بها...
استطيع ان اميز ثلاثة محاور اساسية لدراسة الظاهرة:
1. جهة مُوَجِّهة.
2. رسالة محددة ، يراد إيصالها الى هدف معين.
3. الهدف أو الجهة المراد إيصال الرسالة إليها، وقد تكون شخص أو مجموعة.
وكل محور من المحاور أعلاه محدد بشروط ومواصفات خاصة ... غير ان النقطة الاساسية التي تنطوي عليها الظاهرة برمتها هو موضوع الرسالة!
وقد صارت هذه الظاهرة من اهم الظواهر التي تخدم الجهات السياسية بشكل خاص، وقد عرفت على الصعيد السياسي بظاهرة (غسل الدماغ) ويعني مسح كل ما علق به من افكار معينة بشأن مسألة معينة او اكثر.. واعادة تشكيل فكره بما تريد الجهة المستفيدة من ذلك. وتتراوح هذه الظاهرة في قوتها من حالة بسيطة تتمثل في النقاشات التي ليس من ورائها خطورة معينة ، الى حالات معقدة تصل من التاثر بالجهة الموَجَّهة الى اختيار الانتحار بكل حماس تأثرا بمصدر الرسالة الموجهة وانصياعا لذلك المصدر... وقد استطاع بعض الاشخاص الذين يحملون افكارا معينة من جعل مجموعة كبيرة من الاشخاص تنتحر انتحارا جماعيا.
بالنسبة للادوات او الوسائل المستخدمة في تغيير الاتجاهات تختلف باختلاف الهدف وثقافتهم وخلفيتهم الاجتماعية ودينهم وغيره...
فقد تلجأ جهة معينة تستهدف تغيير اتجاهات فئة معينة من الناس -مثلا فئة المثقفين- الى تاليف كتاب كبير جدا بعدد صفحاته، قد تصل الى مئات الصفحات، وباستخدام سيكولوجية الاعلان بما يتناسب ومستوى الجهة الهدف ، يعملوا على ترويج ذلك الكتاب ونشر نسخ عديدة منه، وقد يكون من ضمن سيكولوجية الاعلان تلك؛ رخص الثمن مع عنوان يستقطب القراء المستهدفين ، ووضع المحتوى بما يتناسب مع حاجاتهم وتوجهاتهم مهما كانت صلبة ، وفي غمار تلك الصفحات توضع عبارة واحدة فقط ما بين تلك الالاف من العبارات، يرى المعنيون والمختبئون وراء ذلك الكتاب والموجهون له هدف معين من وراء تلك الفكرة ... ان وصلت وداعبت فكر القارئ فهي تعوض لهم كل الخسائر المادية، وتختصر لهم جهود سنوات طوال قد يذهب سدى في التوجيه المباشر!
ومن الجدير بالذكر، أن هناك وسائل كثيرة لتغيير الاتجاهات وباختلاف المصالح الموجهة ، فمثلا لصرف الشباب العرب عن قضيتهم الام ، يعمل المستفيدون من ذلك الانصراف بتشتيت انتباههم بشتى الطرق، وعن طريق وسائل الأعلام الموجهة لهذا الغرض، والمعروفة للجميع، والتي صارت ظاهرة أخطر من يُستهان بها، بل أخطر من أن يقاوم تيارها الجارف الكثير من المفكرين الرافضين لها، ولو اجتمعوا مع بعضهم البعض!
ولعل من اخطر الوسائل النفسية في تغيير الاتجاهات، هو ان هناك أساليب موجهة باستخدام رجال الدين ذاتهم لتدمير الدين! وبالتاكيد ما هم برجال دين على وفق معايير الدين أي كان ذلك الدين، بل بحسب معايير الجهة المستهدفة!!!
ولعل من اكثر الامثلة الحية، هو ما يجري الان في العراق إثر تغيير الاتجاهات، او تعزيز الاتجاهات الخاطئة، ومن أكثر من جهة مستفيدة، ولأكثر من جهة مُستهدَفة !!!
فهل يملك المثاليون الذين يريدون الاصلاح لهذه الامة كل الادوات العلمية التي تمكنهم من تحقيق اهدافهم في تغيير المجتمع نحو الافضل ؟! وتمكنهم قبل ذلك من مقاومة تيار التغيير القادم من الجهات المتصارعة معهم فكريا ومصيريا؟!!!
تحية صادقة لجميل الفكر والروح خليل :0014:

خليل حلاوجي
14-09-2006, 08:08 AM
سيدي الكريم
اختلف معك كثيرا
خاصة في هذه الأطروحة
أمتنا غيرت وجه العالم وقد مارست امتنا التغيير سلبا وإيجابا ولعلك
لاتنكر آخر تغيير مارستها أمتنا ( حرب لبنان الأخيرة ) مع أو ضد
فقد مورس التغيير
غزوات بن لادن والقاعدة يعني اننا لسنا اسمنتيين
العراق وحروب التطهير تدل على حراك عقائدي لايتوقف
القومية العربية لتوها والبعث العربي والثورة الشيعية في ايران على العالم كله
امة تغير بقسوة كل ماحولها
كل مجموعة لديها نماذج بطولية للتغيير
الخطاب الديني يمارس عليه التجديد في كل ثانيية
وانظر مثلا للمفتين بلا علم نوع من التجديد في الخطاب العالمي الاسلامي
يوجد في امتنا حراك لكن لانضمن انه كله صحيح ولا خطأ
محبتي لك

نعم

أوافقك ..

التقدم نوعان ... فمنا من يتقدم الى أمام ومنا من يتقدم الى الخلف

والعبرة في المنفعة

الا توافقني ان فينا من هو اشد ضررا ً على نفسه حتى من الشيطان نفسه

\

محبتي لك ايها المشرق

عادل العاني
14-09-2006, 10:49 AM
الأخ العزيز خليل
يا من تئن بأوجاع الأمة وتحمل هما من همومها.
ما تفضلت به , ومثلما شرحته الأخت الأديبة نورية العبيدي بعد أن شخصت بعض المفاهيم والأهداف.
لكنني من قراءتي للموضوع قد أختلف معك فيما يلي :

1- "إنها طريقة تثوير القيم والمثل القرآنية .. لاغير ."
بالطبع ليس هناك من يقدر على تثوير المثل " القرآنية " فالتثوير معاه قلب الحال من حال إلى حال , أي من سيء لأسوء , وهنا لامجال لهذا الطرح , بل الأصح هو استخدام " الإيمان " والنهج الإسلامي لتثوير المجتمع. ونفس الشيء ينطبق على القيم فالأمة بحاجة لاستيعاد قيمها لا تثويرها , وعندما نقول " قيم " يعني أحد ركائز بناء المجتمع.

2- "والصحيح - عندي - هو أخذ الناس الى هذا المنهاج ، من حيث أن الناس قد تشكلوا - إجتماعيا ً -"
نعم هنا أتفق معك , في ضرورة أخذ الناس للمفاهيم والقيم , وإعادتم لطريق الإيمان , وأحكام القرآن الكريم.

3-" كما يتشكل الاسمنت بعد خلطه مع الرمل والحصو والماء وأخذ قالبه في بناء جسم الامة وقد أستعصى - المجتمع الاسمنتي - على إعادة التشكيل ."
هنا أختلف معك , لا يمكن لأمة أن تتشكل كقالب اسمنتي من دون عقيدة , والحالة التي نعيشها هي ليست ( تصلبا اسمنتيا ) بل اهتراء من الداخل والخارج , كيان هش مبني من " رمل " فقط . وما نحتاجه هو أن نقوم بمده بما يزيد من صلابته , وهي العقيدة والفكر والإيمان.

4- " والقرآن نبهنا وهو يصف لنا الطائفة حينما تتشكل إسمنتيا ً ( فإن رجعك الله الى طائفة منهم فأستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ً ولن تقاتلوا معي عدوا ً إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فأقعدوا مع الخالفين ) التوبة 83"
أيضا أختلف معك هنا , فالقرآن الكريم والآية التي ذكرتها لا تنطبق على من تشكل تشكلا اسمنتيا صلبا , بل هؤلاء هم الذين لم يدخل الإيمان السليم والصحيح في صدورهم , وظلوا ( بحالة هشة ) يسودهم التردد وعدم الإقدام نتيجة لعدم الإيمان الصادق.وعد لحديث النبي الكريم عن ( البنيان المرصوص ) وكيف يشد بعض من إزر بعض ليكون بنيانا صلبا كما هو الإسمنت.

5-" وحين لايكون للناس القدرة على الفكاك منها وكسر القيود التي أوقفت عملية التجديد الفكري وتأخير سياقاته وسقفه الزمني كما هو معلوم ( مئة عام ) يبعث الله فيها للأمة من يجدد أمر دينها ."
أيضا , هناك اختلاف بوجهات النظر , ليس للأمة أية عوامل تجعلها غير مقيدة ولا تستطيع التخلص من قيودها , بل ما نحن فيه هو الضياع وعدم وجود ما يشد من إزرهم ويجعلهم بنيانا مرصوصا , هم بحاجة للمبادئ والعقيدة والفكر الذي يجعلهم كذلك.
أما موضوع أن يبعث الله من يقوم الأمة فهو لا ينطيق على أمتنا , فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان خاتم الأنبياء, والأمة بحاجة لمن يستنهض هممها , لا أن تنتظر مرسلا من السماء كل قرن ليعيد تشكيلها , وهذا المرسل لن يأتي ...

6- "لقد نجح الرسول عليه الصلاة والسلام في اعادة تشكيل المجتمع فكان ( عزيزا عليه ) ماعنت الناس"
النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مرسلا برسالة من رب العالمين , ومن كان له الفضل في إعادة تشكيل الأمة هو الدين الحنيف المنزل من رب العالمين , وما على الرسول إلا البلاغ ...

7- "فلايكفي وصف الدواء القرآني بعد تشخيص أي مرض وهو متاح لكل قارىء بل المهم بمكان وصف طريقة تعاطي هذا الدواء – وبالتفصيل – ضمن برنامج مؤطر زمنيا ً ليتسنى للأصلاح أخذ دوره التطبيقي ومراجعته كل عام مرة أو مرتين كما نصت عليه آية سورة التوبة136"

هو ليس الدواء القرآني وإنما الدواء الإيماني , والقرآن ليس كتابا للقراءة وإنما هو مفاهيم ومبادئ تؤطر علاقة الإنسان بربه , وعلاقة الإنسان بأخيه وبمجتمعه , القرآن هو دستور الحيات الدنيا والحياة الآخرة. لكن الدواء في الإيمان , فما نفع القراءة فقط.
وليس هناك اجتهاد في كيفية تعاطي الإيمان , وليس هناك اجتهاد يتغير بفتوى كل حين , إن آمنا بأن القرآن هو دستور الإسلام , وهو الذي يبين ويوضح مسالك الإيمان , ما يمكن أن يتحدث هو بعض ما اعتمد على الإجتهاد في التفسير , ويبقى الهدف واحدا.


وأخيرا يبقى ما بينته وجهة نظر شخصية .

تقبل أخي خليل فائق الشكر والتقدير على طرح مثل هذه الأمور التي نحن بأمس الحاجة لها في عصرنا هذا.

الصباح الخالدي
14-09-2006, 12:01 PM
نعم اتفق معك سيدي الكريم

خليل حلاوجي
25-09-2006, 08:59 AM
الخليل..
فلايكفي وصف الدواء القرآني بعد تشخيص أي مرض وهو متاح لكل قارىء بل المهم بمكان وصف طريقة تعاطي هذا الدواء – وبالتفصيل – ضمن برنامج مؤطر زمنيا ً ليتسنى للأصلاح أخذ دوره التطبيقي.......
لا اعلم كيف نصف الدواء لامة مرضها الوحيد هو انها لاتريد ان تشفي من مرضها..؟
الامة...
اذا كانت تنتظر..زلازل...فقد حدثت..
اذا كانت تنتظر..محدثين...فما اكثرهم..من اعلام انتشروا في اقاصي البلاد..
اذا كانت تنتظر..دافعا...لا اظن بان الدوافع تاتي بعد اليوم..بقيمة ما نراه الان..
اذا كانت تنتظر..حروبا..وانبعاثا..للفت ن..من فتن..طائفية..او..عرقية.. او مذهبية...او..دينية...او...او...ف متى سنجدها مثلما هي الان..
عزيزي..العلة..هي ان الامة..لاتريد لعلتها ان تنتهي..
وشكرا..لانك دائما تحمل هذا الهم..
محبتي لك
جوتيار

جوتيار ... الاستاذ المتألق دوما ً

الحروب الاستدعائية التي تقام فواجعها فوق ترابنا الطاهر هي بداية الخلاص وماعلينا سوى الاعتراف بمضمون هزائمنا ليتسنى لنا الخروج من كهف الاستعلاء الاجوف

فبداية مسارات المعرفة هي ... الاعتراف

فأين هم شجعان الحقيقة

خليل حلاوجي
03-10-2006, 09:11 PM
نورية الخير كله

سأخصص لردك جوابا ً بشكل مقالة منفصلة

فلا تغيبي عن ناظري

خليل حلاوجي
02-11-2006, 12:22 PM
الأخ العزيز خليل
يا من تئن بأوجاع الأمة وتحمل هما من همومها.
ما تفضلت به , ومثلما شرحته الأخت الأديبة نورية العبيدي بعد أن شخصت بعض المفاهيم والأهداف.
لكنني من قراءتي للموضوع قد أختلف معك فيما يلي :

1- "إنها طريقة تثوير القيم والمثل القرآنية .. لاغير ."
بالطبع ليس هناك من يقدر على تثوير المثل " القرآنية " فالتثوير معاه قلب الحال من حال إلى حال , أي من سيء لأسوء , وهنا لامجال لهذا الطرح , بل الأصح هو استخدام " الإيمان " والنهج الإسلامي لتثوير المجتمع. ونفس الشيء ينطبق على القيم فالأمة بحاجة لاستيعاد قيمها لا تثويرها , وعندما نقول " قيم " يعني أحد ركائز بناء المجتمع.
\

ورد في ( مختار الصحاح )للرازي ( ثّور ) فلان الشر هيجه وأظهره
وأيضا ً
( ثَـوَّر َ ) القرآن بحث عن علمه وهذا ماعنيته بالضبط في مقالتي ولعلمي الاكيد – وفقا ً لسورة يوسف – في كلام الله المجيد - أننا وإن حرصنا على أكثر الناس فلن يكون الجميع مؤمنين \ الآية 103
ولايعنيني أن أكثر الخطباء يتصورون أن مجرد إلقاء المواعظ فإن المجتمع سوف ينصت لقولهم ويتحولون الى دائرة الايمان فضلا ًُ عن دائرة الاحسان ، بل ماأراه أن أكثرنا لم يعد يأبه لما تبثه قنوات – المواعظ – مالم نستبصر معيقات تثوير القيم القرآنية مع وقائع فواجعنا وتأخرنا من حيث أن جل أفراد المجتمع مقتنع أن ( الحل هو الاسلام ) لكنهم في الوقت ذاته لايستطيعون ترجمة هذا الشعار الى أرض الواقع
خذ مثلا ً مشكلة البطالة هل يستطيع من يرفع شعار الاسلام هو الحل حلها
أقول
نعم يستطيع بشرط أن يفطن الى معالجة جذر المشكلة
وهي كسل المسلمين واستهلاكهم للسلع التي يصنعها لهم غير المسلم
وهنا
يأتي ماعنيته أننا أمة تشكلت كما يتشكل الاسمنت فلم نعد نمتلك القدرة على تغيير واقعنا بما يحمله من هموم وفواجع وتقهقر

وسأضرب لك – أستاذي مثالا ً حيا ً ..
فهذه خطب الجمعه من أكثر من ألف عام تكرر نفس الرؤية عن الخليفة وكيف هو يأمر المؤمنين فيصيح المصلون ... آمين ... وفي رقبتهم بيعة لامير المؤمنين لايعرفون كيف يتخلصون من وزرها حين يخالف هذا الخليفة مقررات الشرع
فأدمنوا الانقلابات تلو الانقلابات
ويخسر الطرفين وتتكرر المعضلة
ولو أنا تناولنا هدية الرحمن في إلزامنا الاجتماع يوم الجمعة نستعرض فيها الواقع ولانكرر كلام مسموع منذ الف عام ... أقول ... تناولنا حقيقة واقعنا وبجدية الباحث عن مخرج لا بعقلية الخاضع لسلطان السلطان متناسيا ً أن الاسلام هو التوحيد والتوحيد هو أن نعلم الناس كيف يتخلصوا من عبادة العباد الى عبادة رب العباد

جوتيار تمر
02-11-2006, 02:31 PM
ايها الخليل...

هذه لسعة...قد تحلق خارج السرب...
لكني وجدتها جميلة هنا...

لقد لفت العنوان انتباهي فاستحضرني كتاب قراته بعوان حوار في الدين والدولة بين كل من سمير امين وبرهان غليون..ومن اصدار المركز الثقافي العربي..حيث وجدت فيما وراء النقاش حول الدين والدولة والدولة والسياسة والشريعة كما اورد الناشر بانه يتعرض بشكل اساسي الى الازمة السياسية والاجتماعية وتطور الحركة الاسلامية والصراع الراهن بين العلمانية والدينية ومستقبل الديمقراطية ويناقش ايضا الاساليب والحلول الناجعة التي ينبغي تطويرها لمواجهة المخاطر الناجمة عن تفجر النزاع الديني والسياسي في المجتمعات العربية لكنه يطرح ايضا وفي معرض معلجته لمشاكل الدين والسياسة في العالم العربي قضايا اخرى تخص الوضع الراهن..سواء على الساحة العربية ام العالمية.


محبتي
جوتيار

خليل حلاوجي
16-11-2006, 08:37 PM
الاستاذ الفاضل
والشاعر الباهر .... عادل العاني

قولك

3-" كما يتشكل الاسمنت بعد خلطه مع الرمل والحصو والماء وأخذ قالبه في بناء جسم الامة وقد أستعصى - المجتمع الاسمنتي - على إعادة التشكيل ."
هنا أختلف معك , لا يمكن لأمة أن تتشكل كقالب اسمنتي من دون عقيدة , والحالة التي نعيشها هي ليست ( تصلبا اسمنتيا ) بل اهتراء من الداخل والخارج , كيان هش مبني من " رمل " فقط . وما نحتاجه هو أن نقوم بمده بما يزيد من صلابته , وهي العقيدة والفكر والإيمان.
\


اقول
استاذي الفاضل
اليوم نعيش صراع الولاء
فمنا من جعل ولاءه للعقيدة على حساب ولاءه للوطن فتخاصم مع ابناء وطنه فقتلهم

خليل حلاوجي
20-07-2008, 04:18 PM
نعم اتفق معك سيدي الكريم
وقلبي يوافق نقاءك