درس قاسي

[ليلك ناصر]

درس قاسي

تكحلت عيناه بالغضب ، وتجمدت الدماء في عروقه ، و الشرر صار يخرج من وجهه ، فمشي بخطى سريعة مقهورة ، فاتحا باب الدار بكل عنف ، وأغلقه بكل ما يملك من قوة ، متوجهاً إلى زهرته الجورية ...
قائلاً : ألم أقل لكِ .. لا تخرجين من المنزل ؟؟!!!!! وصفعها على وجهها البريء .
بُغتت علا من أسلوبه وصفعته التي قتلت بسمتها ، بسمتها التي ولدت عندما سمعت صوت باب الدار ،
فرحة بقدوم حبيبها وزوجها باسم . ثم قالت له : لم أخرج . بكل حرقة وألم .
قال لها : بلى خرجتِ .
قالت : والله لم أخرج ، ومن قال لك أني خرجت .
ثم التفت حوله فرأى شيئا لم يره من قبل ، أجواء كلها رومانسية ، شموعا ، وورد ا، وعطورا ، وسفرة قد احتوت على أطباق شهية ، ثم أعاد النظر إلى وردته الجورية فرآها قد ذبلت , و دموعها كالندى على خديها .
دار حديث بينه وبين نفسه , كيف خرجت , و كل هذا جهزته خلال ساعة ؟!! وقد تزينت هي أيضاً ، فأيقن بأنه ظلمها ، وسمع كلام أخته التي أحبت أن تولد الفتنة بين عصفورين قد هنئا بالحي .
و بينما هو شارد , يحلل الأمور في ذهنه ، التفت حوله فلم يجد جوريته ... لحق بها إلى الغرفة الثانية ، وجدها قد ضمت رجليها بيديها ، راكزة رأسها على ركبتيها ، و هي تجهش بالبكاء .
تقدم منها ، حدثها : جوريتي ، حبيبتي ، أنا آسف ، والله الغضب سيطر على عقلي ، لم أقصد إهانتك ، قاطعته قائلة : لا تكلمني أرحل من وجهي و زاد نحيبها .
قال : لا لن أرحل ، كيف سأرحل وأنا من أبكاكِ ، لن أرحل حتى تصفحي عني .
رفع بيديه وجهها الذي قد أحمر من كثر البكاء ، و نظر بعينيها التي لا تقف أمامها الجيوش ..
أبعدت يديه عن وجهها و دارت رأسها وهي تبكي بكل حرقة و ألم قائلة هذا جزائي .. نعم هذا جزائي .. جزاء حبي و انتظاري ، جزاء تجهيزي ليوم مولدك ، جزاء كلماتي التي كتبتها لك ، جزاء هديتي التي أحضرتها لك ، جزاء ......... وانقطع صوتها من غزارة الدموع .
اقترب منها أكثر ومسكها من كتفيها موجههاً إليها حبه العارم بنظراته الخارقة ، وكلماته الخجولة من فعلته الحمقاء ... حبيبتي أحبك سامحيني و حضن رأسها بين ذراعيه ...

[جوتيار تمر]

حلا..
يقول بو جاغو: عن الغضب..فان كبحه يبدأ بمقاومة حركة نفسية خفيفة هي فراغ الصبر،فاذا صبرت اول الامر احتفظت بدمك باردا وسلكت اول الطريق الى تماسك جبار حيال الاستفزازات الضخمة والتحديات الخطيرة.... ويقول في موضوع اخر يجب ات تحاكم شعورك،ان تخضعه للفكر والمنطق كلما استهواك شيئا..او استفزك.
في هذه الاقصوصة وجدت النفس تقف امام منعطفين جبارين.. هما الغضب..وهو ما نوهنا عنه بما قاله بو جاغو..والثاني هو..احدى الامراض الاجتماعية بل الافات الاجتماعية التي تسببت بخلق الكثير من المشاكل سواء داخل الاسرة الواحدة ام داخل المجتمع ككل وناهيك عن المشاكل الفردية الناجمة عنها..( وسمع كلام أخته التي أحبت أن تولد الفتنة بين عصفورين قد)
وبالطبع ليس هنا الاحتكار يكون للاخت فقط انما اي شخص كان يحب زرع الفتنة داخل الاسر وبين الافراد..مستغلا حب الزوج الكبير لزوجته او حب الاب لبنته او الام لابنها ووووو....
هذه الحالة والتي نقف في شرقنا على قمة افتعالها..ادت بالكثيرين الى ترك وهجر وقتل وبتر وسجن ووووووو...من احبوهم..بصدق..؟؟؟؟؟
هنا السؤال..ماذا عسانا نفعل امام هذا السيل المدمر..سواء أكان حبا..يولد الغيرة.. ام فتنة تولد التفرقة..؟
حلا....اعجبني هذا السرد السلس البسيط..وعمق فكرته.
محبتي لك
جوتيار

[د. محمد حسن السمان]

سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة حلا
في قصتك الجميلة , " درس قاسي " , اتبعت الاسلوب المباشر في القص , لرسم صورة , وتقديم رسالة وفكرة , ونجحت في هذا الى حد كبير , في هذا , وخاصة في التفصيلات الموفقة , وبناء النص , بحرارة ودفء , تعالجين مشكلة اجتماعية , بتسليط الضوء على حالة زرع الفتنة , بين الزوج وزوجته المحبة المخلصة , منقبل اخت الزوج , كما صورت الغضب , والتسرع باصدار الاحكام , وقد تطرق الى هذه المشكلة , الاخ الفاضل الاديب والمفكر الاستاذ جوتيار تمر , بمهارة وبراعة , ولكنني بالمقابل , لمحت في النص شيئا , فكرة لم ترق لي , وهي ان الاتهام الموجّه للزوجة " علا " , كان الخروج من المنزل , وهذا محور اساسي في القصة , واستغرب ذلك , واتساءل , هل خروج المرأة من المنزل , لحاجة لها , او لبيتها , او لاولادها وزوجها , امر يخالف شرعا او قانونا , هذا امر طبيعي , وهي ليست سجينة او حبيسة , حتى يحرّم عليها الخروج من منزلها , أما مسألة ان لاتخرج المرأة من منزلها , دون اذن زوجها , فهو امر حق , ويكون الاتفاق عليه مسبقا , وبشكل عام , ولا ضرورة للزوجة , ان تأخذ موافقة وأذنا بالخروج , كلما دعت الحاجة , وهي بحاجة الموافقة , للخروج في الامور , غير المتفق عليها , او التي من الممكن ان لاتتوافق ورأي الزوج , او تتعارض مع رأي عائلته , وغيرها من المواقف الاجتماعية , والتي برمتها , لاتخالف قانونا او شرعا , ولكنها ميول اجتماعية , ليس إلا .
تقبلي تقديري

اخوكم
السمان

[محمد إبراهيم الحريري]

الأديبة حلا ـ تحية
مبدعة أينما حللت ورائعة بكل معنى تطلبين من خلاله فكرا يسح خيالا
تستدعي لك خيول العاني طوع بنان كلما أمسكت بقلم جمح على سياج المحال لغة تنم عن براعة الا نتقاء وحسن الاستهلال لقصة تجمد ت بعروق معانيها ألام القهر من سوء عذل وحبكة حسد
قد وقع القول ولم يبق إلا الشهادة لك لا عليك
قصة من واقع اجتماعي نعيشها وتتكر صورها بشتى اللغات وكلها تسمى ضرب الأحبة لقلول بعضهم ليبقى الحسد والبغض سيد الحياة .
فطرة اكتسبها المرء من أبيه قابيل القاتل
تتوج القصة حبكة تتسع ثم تتركز بما لم يكن يتوقع أن يكون نتيجة لظن إلا من أحمق صدق قولا فعمل به .
خاتمة تنم عن مشاعر حب تحملها القاصة
ولي شهادة على قصتك وهي
لا بد من التركيز في الصور
وكذلك (لا تخرجين ) والصحيح لا تخرجي
لك فائض شكري ونقي ودي
أخوك محمد

[ليلك ناصر]

حلا..
يقول بو جاغو: عن الغضب..فان كبحه يبدأ بمقاومة حركة نفسية خفيفة هي فراغ الصبر،فاذا صبرت اول الامر احتفظت بدمك باردا وسلكت اول الطريق الى تماسك جبار حيال الاستفزازات الضخمة والتحديات الخطيرة.... ويقول في موضوع اخر يجب ات تحاكم شعورك،ان تخضعه للفكر والمنطق كلما استهواك شيئا..او استفزك.
في هذه الاقصوصة وجدت النفس تقف امام منعطفين جبارين.. هما الغضب..وهو ما نوهنا عنه بما قاله بو جاغو..والثاني هو..احدى الامراض الاجتماعية بل الافات الاجتماعية التي تسببت بخلق الكثير من المشاكل سواء داخل الاسرة الواحدة ام داخل المجتمع ككل وناهيك عن المشاكل الفردية الناجمة عنها..( وسمع كلام أخته التي أحبت أن تولد الفتنة بين عصفورين قد)
وبالطبع ليس هنا الاحتكار يكون للاخت فقط انما اي شخص كان يحب زرع الفتنة داخل الاسر وبين الافراد..مستغلا حب الزوج الكبير لزوجته او حب الاب لبنته او الام لابنها ووووو....
هذه الحالة والتي نقف في شرقنا على قمة افتعالها..ادت بالكثيرين الى ترك وهجر وقتل وبتر وسجن ووووووو...من احبوهم..بصدق..؟؟؟؟؟
هنا السؤال..ماذا عسانا نفعل امام هذا السيل المدمر..سواء أكان حبا..يولد الغيرة.. ام فتنة تولد التفرقة..؟
حلا....اعجبني هذا السرد السلس البسيط..وعمق فكرته.
محبتي لك
جوتيار


جوتيار تمر ..

كل ما أكتب شيئاً أراك تحلل الأمور التي أكتبها ببراعة ..
وتنير صفحاتي دوما بقلمك الراقي ...

أخي ... الحياة التي نعيشها في الشرق ، تفشى الكثير بينهم أولا الغيبة
و من ثم الفتنة و العياذ بالله ، فهذه الأمور التي أصبحت أواجهها في حياتي ،
و أحاول أن أمحي شيء سيء في هذا المجتمع و لكن دون جدوى ، هذا بشكل عام .
أما بشكل خاص هو محيط الأسرة ، سواء كانت الأخت كما ذكرت في القصة ،
أو الأم ، أو الزوجة نفسها التي تبعد زوجها أيضاً عن أهله بشتى الطرق ..
ظاهرات كنت أسمع بها و أشاهدها بالتلفاز في صغري ، أما عندما كبرت قليلا
شاهدت كثيراً ، و انصدمت بواقع مرير يشدني دوما للبكاء ، لم أتوقع يوماً بأن هذه
الظواهر تحيط بي و عن قرب أيضاً ، لا تجهدني بالمسير سوى خطوة أو خطوتين ،
لأرى هذه الظواهر ... و لكن لا تخلو الدنية من أصحاب القلوب الطيبة و التي تكره
ما حرمه الله ....

أخي أسعدتني بمرورك و كلماتك كما دوما تسعدني ... فليسعدك الله دنية و أخره ....

لك سلامي ...

[ليلك ناصر]

سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة حلا
في قصتك الجميلة , " درس قاسي " , اتبعت الاسلوب المباشر في القص , لرسم صورة , وتقديم رسالة وفكرة , ونجحت في هذا الى حد كبير , في هذا , وخاصة في التفصيلات الموفقة , وبناء النص , بحرارة ودفء , تعالجين مشكلة اجتماعية , بتسليط الضوء على حالة زرع الفتنة , بين الزوج وزوجته المحبة المخلصة , منقبل اخت الزوج , كما صورت الغضب , والتسرع باصدار الاحكام , وقد تطرق الى هذه المشكلة , الاخ الفاضل الاديب والمفكر الاستاذ جوتيار تمر , بمهارة وبراعة , ولكنني بالمقابل , لمحت في النص شيئا , فكرة لم ترق لي , وهي ان الاتهام الموجّه للزوجة " علا " , كان الخروج من المنزل , وهذا محور اساسي في القصة , واستغرب ذلك , واتساءل , هل خروج المرأة من المنزل , لحاجة لها , او لبيتها , او لاولادها وزوجها , امر يخالف شرعا او قانونا , هذا امر طبيعي , وهي ليست سجينة او حبيسة , حتى يحرّم عليها الخروج من منزلها , أما مسألة ان لاتخرج المرأة من منزلها , دون اذن زوجها , فهو امر حق , ويكون الاتفاق عليه مسبقا , وبشكل عام , ولا ضرورة للزوجة , ان تأخذ موافقة وأذنا بالخروج , كلما دعت الحاجة , وهي بحاجة الموافقة , للخروج في الامور , غير المتفق عليها , او التي من الممكن ان لاتتوافق ورأي الزوج , او تتعارض مع رأي عائلته , وغيرها من المواقف الاجتماعية , والتي برمتها , لاتخالف قانونا او شرعا , ولكنها ميول اجتماعية , ليس إلا .
تقبلي تقديري
اخوكم
السمان

الأستاذ الكبير و الموقر د. محمد حسن السمان ...
دائماً لي وقفة إعجاب بمرورك و شخصك الرائع ، و دائما تبهجني بكلماتك التي تحتوي الكثير من الروعة و الجمال .... فشكراً لك و أيضاً شكر للأخ جوتيار تمر المحترم .
أما بخصوص الفكرة التي لم تروق لك ... و هي خروج الزوجة من المنزل ...
فأنا ما قصدته بالقصة هو خروجها دون أن تأخذ الأذن منه لأنه نبه عليها بأن لا تخرج من المنزل

قائلاً : ألم أقل لكِ .. لا تخرجين من المنزل ؟؟!!!!!
و لكن إن أتينا للشرع فالشرع يطلب منها الاستئذان من زوجها قبل خروجها ، و هنا تختلف الاتفاقية بين الزوجين و منهم من يستغل هذا الحق بالشرع .. فهناك من يسمح لزوجته الخروج وقت الحاجة ، أو لمكان
قريب ، و هناك من لا يسمح لها بتاتاً و أبداً ، وكأنها حبيسة أو سجينه كما قلت ، حتى هناك فئة منهم من لا يسمح لهم بالخروج إلى أهلهم ، هناك تخلف و جهل كبير في بعض المجتمعات و رأيت كثيراً من هذا التخلف و شاهدت بأم عيني أبعدنا الله عنهم .. فالبعض لا يصدقون بأنهم رجال و قوامين على النساء فيعاملون زوجاتهم و كأنهن عبيد أو جواري يتحكمون بهن و لا يراعون مشاعرهن و كأنهن لا يحملن لا حس و لا مشاعر ... و إن أردت الحديث بهذا الخصوص ، لما انتهيت و لكن أكتفي بهذا القدر ...


و أشكرك يا أستاذي الرائع لكلماتك التي فتحت لنا أبواب النقاش في مشاكل هذه الحياة ....
دمت بخير وسعادة .........

[ليلك ناصر]

الأديبة حلا ـ تحية
مبدعة أينما حللت ورائعة بكل معنى تطلبين من خلاله فكرا يسح خيالا
تستدعي لك خيول العاني طوع بنان كلما أمسكت بقلم جمح على سياج المحال لغة تنم عن براعة الا نتقاء وحسن الاستهلال لقصة تجمد ت بعروق معانيها ألام القهر من سوء عذل وحبكة حسد
قد وقع القول ولم يبق إلا الشهادة لك لا عليك
قصة من واقع اجتماعي نعيشها وتتكر صورها بشتى اللغات وكلها تسمى ضرب الأحبة لقلول بعضهم ليبقى الحسد والبغض سيد الحياة .
فطرة اكتسبها المرء من أبيه قابيل القاتل
تتوج القصة حبكة تتسع ثم تتركز بما لم يكن يتوقع أن يكون نتيجة لظن إلا من أحمق صدق قولا فعمل به .
خاتمة تنم عن مشاعر حب تحملها القاصة
ولي شهادة على قصتك وهي
لا بد من التركيز في الصور
وكذلك (لا تخرجين ) والصحيح لا تخرجي
لك فائض شكري ونقي ودي
أخوك محمد



أخي الشاعر و الأستاذ الكبير و المحترم محمد إبراهيم الحريري ....


فأنا إن كتبت جيداً ، و أجدت التعبير ، و استطعت إيصال فكرتي ، ذلك فضل الله علي أولاً ثم فضلكم أيها الكرام

فالشكر قليل لما شهدته لي أيها الراقي و إن هذه الشهادة من أجمل ما سمعت و ما أخذت في حياتي من شهادات ...

و إن شاء الله بالمسير معكم سأصل لأرقى المستويات ، و سأركز أكثر إن شاء الله في كتاباتي القادمة ....


لك خالص احترامي و تقديري ....