تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقدمة كتاب ... إفطار بالأفكار



خليل حلاوجي
22-09-2006, 10:52 AM
عندما ينحصر التدين في إقامة شعائر تراتبية موروثة عن الآباء وتفصل النصوص الدينية المقدسة عن غاياتها ويحمل المتدينون توراتهم وانجيلهم وقرآنهم.... ثم لم يحملوها , فإن ذلك مؤشر خطير يلفت انتباهنا إليه ربُّ العزة من فوق سبع سماوات
إن ياأيها الإنسان الذي خلقته في أحسن تقويم .
مابالك تستغرق في البهيمية وكأنك الحمار الذي يحمل أسفارا" وتقاوم الكلل والملل والأثقال وتسير في دروبك لاتفطن الى قيمة ماحمّـلك الإله العظيم من متون مقدسة تشرح لك الصدور وتجعل مسكنك في هذا الكون معموراً وغدك للخير والمنافع مأمولاً ...
مابالك تصد عن تنزيل النص على الواقع ... صدودا
ثم ما تفتأ تبكي عجزك عن إصلاح الحال وأنت أنت من هجر وتغافل عما اختاره الله لك منهاجا" مهيمنا , ألم يكفك في سالف الزمان قتل الأخ لأخيه وهما يتصارعان يبغيان قبول الأعمال عند ربهما , فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر
قال ..... لأقتلنك
ألم يكفك اعتبارا" بولدي آدم ..... بأن الله يتقبل منا الأعمال إذا ماهي قدمت للناس المنفعة , وأشاعت بين الأنام الخيرية وسلكت في سبيل ذلك الوسطية .
مابالك أيها ..... الإنسان ...... المسلم
وقد هدانا الله إلى لقاحات مدهشة تقينا شرور أنفسنا , فجعل لنا أيام الجمع نتواءم فيها ونتقاطر , لاوحدانا بل زرافات وجماعات نسأل الله تمام التوحد على أتقى قلب رجل من بيننا فنصدح بعد تلاوتنا لفاتحة الكتاب ... آمين .... أن يارب استجب .
وجعل لنا أيام رمضان نتكافأ فيما بيننا بالتقوى , تقوى الله طمعا" في جنته , نتقي غضبه وهو الجبار, ونيرانه يوم القرار , لكننا غافلون , إذ توحدنا موائد الإفطار وتفرقنا أرصفة الاشرار , وقسوتهم وديدنهم قد استبدل التغافر بالتغالب , حتى صارت مقتلة قابيل تتكرر في مدننا آناء الليل وأطراف النهار .
والكل يظن أنه مخلص وأنه بعمله هذا إنما يتقرب إلى مرضاة الله ورضوانه ..وهيهات

إن مادعاني لكتابة هذه المقالات الرمضانية اليومية هو توهم البعض من إخواننا الصائمين من الذين تصوم جوارحهم ولا تفعل ذلك قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة , ولا أخفيكم أنني سرت في الأرض الإسلامية الحزينة وشاهدت آيات الله في كونه المنظور فآلمني بعض الخصام بينها وبين آيات الله في كتابه المسطور فإذا لم يكن خصاما فإني رأيته بوضوح وهو يفصم عرى التفكر والتدبر في حال المسلمين وهم اليوم غلبوا على أمرهم في أدنى الأرض وأقصاها , فتحيرت كيف أبكيها تلك المواجع ؟ وهل ستكفيني دموعي وحزني الطويل يؤرقني دونما حل ولا هم يرتحل ؟ ثم مالبثت أن هداني الله إلى أن أنصت إلى كلامه المجيد وهو يؤكد ويمجد السائر في الأرض لينظر كيف هي عاقبة الذين كفروا وكيف هي الطبيعة الإنسانية التي تجعل منا محسنين لانكاد نتملص من مراقبة الله في عليائه لأعمالنا وأفكارنا بل وحتى ماتتحرك به خواطرنا وهواجس قلوبنا ومبدأ المراقبة هذا يراد تطبيقه خارج المساجد والصوامع والبيع ... أن نذكر الله ونتذكره في أسواقنا ومدارسنا ومحاكمنا ووزاراتنا ...
وأنا أعلم أن بيوتنا في العراق اليوم تزداد فيها سخونة الدموع لملايين الحيارى والثكالى والمحزونين وهم ضحايا أضخم طاغوتية عالمية وقد غرزت أنيابها في قلوب الأبرياء , فإذا كان فرعون بني اسرائيل الذي حدثنا القرآن عن قصة تجبره وظلمه لمن استضعفهم فإن فرعون زماننا لسان حاله يقول عن الأرض وقد قسمها إلى محورين : محورٍ للخير هو مدعيه ومحورٍ آخر للشر كانت بلداننا تتمثله بزعمه فحرك إلينا جنوده فعبرت المحيطات لتحريرنا من الشر فإذا بهم والواقع يقر أنهم أشد الناس علينا ظلما" وقسوة حتى صارت أوطاننا زنزانة صغيرة بحجم ( أبو غريب ) !!!.
إن الإنسان العراقي هو الخاسر الوحيد وقد تكالبت عليه أيادي المنتفعين وهم يستنزفون فيه موارده البشرية ( وهي عزيزة ) ويسرق منه غده ويضيع الأمل مابين فكر عدواني مشوش وإنسان مهمش لايقدر على شىء ...
وفي هكذا لحظات تاريخية عصيبة أجدني مكلفا تكليفا" قرآنيا" لأضع رؤيتي في مجريات مايحصل , إذ التدين لايقصر على اجتهادنا لإقامة شعائر فرضها منهجنا القويم مالم تفعّل تلك الشعائر وتتفاعل مع غاية الدين في إصلاح الأرض وإعمارها , ولا أمثل لتلك المهمة من المسلم اليقظ وهو يتعامل مع البصمة التجديدية لحياتنا وكما يريدها لنا ربنا جل في علاه .
ومن نفس هذه الزاوية , فإني لأربأ بأحبتي القراء أن يبادروا للتنبه لتلك المهمة الشرعية الجليلة , فالإقرار بالموقف وشحذ الهمة هو سبيلنا الأمثل لإظهار الحق القرآني وهل من حق وجد على الأرض مالم تكن له رجال وقد نذروا انفسهم وساعات سعادتهم لإقامته على الأرض التي نحلم جميعا بجعلها الأبهى والأحلى لحياتنا الدنيوية .
فيكون أحدنا إذن جنديا" لعدل الله تعالى على أرضه ( ومايعلم جنود ربك إلاّ هو ) في إتمام الرحلة التي نكدح فيها إلى ربنا كدحا"
فسلام على الأرض يوم جعلها الله لنا مهادا , وسلام على تراب العراق يوم ابتدأ منه السلام , لحظة تكـّـون العراق ولحظة أثمر للدنيا سلما" وعلما" ... وسلام عليه وهو اليوم يمتحن .
وها أنذا أدعوكم معي إلى هذه الرحلة التي نطوف من خلالها إلى زوايا الحدث الرمضاني ندخل فيها إلى بيوت الناس ونطلع على أنينهم ونقدم لهم ترياقا" قرآنيا" ومن منهج الرسول الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام فنطرد عن وعي المسلم بعضا" من جهالاته ونغسل أدران التكبر والتجبر بماء التسامح والتواد
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"
قال تعالى ( فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) الأعراف 165

معاذ الديري
05-10-2006, 04:13 AM
لو اردت زيارة البيوت التي فيها انين لتوجب عليك زيارة كل البيوت .

تحيات الكبيرة لمفكر كبير

ريمة الخاني
05-10-2006, 11:22 AM
هناك زوايا نذكرها ولانسعى لابعاد الامل عنها فهلا شمرنا بحق؟
قلمك له طعم خاص
الف شكر

عدنان أحمد البحيصي
05-10-2006, 12:31 PM
يا شقيقي في درب مرضاة الله


عندما يصد الإنسان عن الدين

ونصوص الوحي تناديه ان اقدم ولا تلبث بواديك


يكون ثمة خلل اصيل

والتصحيح يجب ان يكون اصيلا


على مرضاة الله نلتقي

موضوعك قيم

الصباح الخالدي
05-10-2006, 02:08 PM
ليس العيب في ممارسة الشعائر لعل التعبير لم يرق لي استاذي
لكن العيب في عقول من تشاهد من هؤلاء
جرب رؤية غيرهم

خليل حلاوجي
05-10-2006, 04:19 PM
لو اردت زيارة البيوت التي فيها انين لتوجب عليك زيارة كل البيوت .
تحيات الكبيرة لمفكر كبير

شاعرنا الامجد

صدقت

صارت بيوت الارض .... أنين .... أجمعها


يارب سلم سلم

\

تحياتي أيها الاديب الساحر اللامع

خليل حلاوجي
07-10-2006, 09:54 AM
هناك زوايا نذكرها ولانسعى لابعاد الامل عنها فهلا شمرنا بحق؟
قلمك له طعم خاص
الف شكر

الاخت الفاضلة أم فراس

عوفيت عافية الدنيا والآخرة

شكرا ً للمرور العبق

خليل حلاوجي
12-10-2006, 09:43 PM
يا شقيقي في درب مرضاة الله
عندما يصد الإنسان عن الدين
ونصوص الوحي تناديه ان اقدم ولا تلبث بواديك
يكون ثمة خلل اصيل
والتصحيح يجب ان يكون اصيلا
على مرضاة الله نلتقي
موضوعك قيم


أخي عدنان

دوما ُ .... مكانك القلب

فلا تحرمني النبض

ولاتنساني من دعاءك ... أيها التقي النقي

خليل حلاوجي
23-10-2006, 10:31 PM
ليس العيب في ممارسة الشعائر لعل التعبير لم يرق لي استاذي
لكن العيب في عقول من تشاهد من هؤلاء
جرب رؤية غيرهم


السماء لاتستقبلني

والارض باتت اليوم تطردني

فالى أين المسير

أيها الصباح الجميل

خليل حلاوجي
29-08-2008, 02:32 PM
ونجدد العهد في رمضان متجدد


رباه رضاك ... ورحمتك

عبدالصمد حسن زيبار
29-08-2008, 09:58 PM
ونجدد العهد في رمضان متجدد

خليل
الى أن أعود
هو للتثبيت

خليل حلاوجي
01-09-2008, 03:53 PM
الاستعداد ... لرمضان
مشكلة الإنسان أنه لا يشعر بحقيقة ما يجري من حوله إلا ظاهراً، لأنه يعيش في حالة تناغم وتناسق مع الكون كله ويحيا بانسياب أعذب ألحان الوجود البديع، فلا ينصت إلى لغة هذا الكون وكل ما فيه يصيح (سبحان الله) وهو ما عبر عنه القرآن بـ(التسبيح) قال تعالى :{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44والآية تريدنا أن ننتبه إلى أنفسنا حين نعيش بين ثنايا هذا الوجود ونحن متناسين روعته غافلين عن تأمل موقعنا فيه كـ(مخدومين) . ويأتي شهر رمضان ليعيد ترتيب حياتنا فيكسر قولبتنا ويعيد تشكيل الساعات والأيام والأسابيع...وهكذا.. سوف نعيش لشهر كامل ونحن مسيطرين على ضبط أنفسنا وإعادة صياغة أوقاتنا مستحدثين لغة جديدة نكلم بها ذواتنا حين نهم أن نرتكب الخطأ أو الخطيئة ، فيصرخ ضميرنا .. أنا صائم أنا صائم فننجح في
الوقوف عند حدود الله ونواهيه،نكف عن المحارم والمعاصي ومن قال أن الصوم له علاقة بالجوع والعطش إذ قد شرعه الله تعالى لنا لنكتشف فيه مدى قدرتنا على التحكم في أنفسنا .
الصوم إذن آلية هامة تساعدنا على تنمية دوافع ردع أنفسنا بأنفسنا محاولين إيجاد لحظات السلام داخل قلوبنا،والحقيقة إنه السلام الحقيقي والدائم مع الكون أجمعه.
لو تأملنا كيف أن رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام كان يستعد لشهر رمضان بفترة تساوي الشهر أيضاً فيصوم شهر شعبان بأكمله ، وهنا نقف عند وضع الاستعداد الذي مارسه رسولنا الكريم ، لنسأل أنفسنا هل يفترض بنا أن نضع خطة لأي عمل قبل أن نبدأ بتنفيذ هذا العمل ؟ فنستعد ونتدرب ونتهيأ من قبل أن نقوم بأي فعل مطلوب منا ؟ وللجواب عن هذا سنرى أن مجرد شرب الماء عند رسول الله كان يتم وفق خطة منضبطة فعلمنا عليه الصلاة والسلام أن نشرب جلوساً وأن لا نعب الماء عباً وأن نجعل ثلث المعدة للماء لا أكثر.
سوف نقف عند سيدنا آدم عليه السلام حينما شاء الله تعالى أن يدربه على قابليته في الاختيار من قبل أن ينفذ منهاج الله تعالى في ( افعل ولا تفعل )عندما صدر أمر الله تعالى بعدم الأكل من الشجرة التي حرمها الله تعالى عليه وترينا آيات القرآن أن آدم عليه السلام فشل في تلك المهمة ولكنه نجح من حيث أنه تدرب ليستعد لما هو أكبر من أمر أكل الشجرة ، لقد نجح في الفشل الذي تابعه سيدنا آدم بالتوبة والعودة إلى الله طائعاً فنطق لسان قلبه فقال هو وزوجته كما قال الله تعالى :{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الأعراف23 .
ثم لنذهب مع سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما أراد الله تعالى أن يعده لمهمة حضارية تخص وضع البشرية في زمنه وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ، أنظر إلى شدة صعوبة الأمر الصادر عن الله تعالى على نفس الرسول إبراهيم وهو يكلفه بذبح ولده الحبيب ولكنه الرسول إبراهيم الذي تحولت عنده النيران إلى برد وسلام كيف لا ينجح في التدريب على تنفيذ أوامر الله تعالى بمثل الأمر بذبح الولد،وكأن الله تعالى يريد - جل في علاه - أن يعطينا درسا ً عمليا ً فيصدمنا بتجربة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام ، هذا الدرس يستفز فينا وعينا أن نكف عن الذبح البشري بعضنا البعض ونهجر طريقة تقديم القرابين البشرية التي لا تزال شعوبا ً كثيرة تمارسه في حروبها واقتصادها وطرق تفكيرها،أن نكف عن الاستخفاف بالآدمية التي نحملها، أن نكف عن تنفيذ أية أوامر ومن أي جهة صدرت بقتل الآخرين وبلغة مؤثرة أن قتل أحدنا لفرد من البشر يساوي عند الله قتل البشر أجمعهم ، قال تعالى : [ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ] المائدة32
وهنا لا نريد أن نسترسل في ضرب الأمثلة القرآنية في قصصه التي من المهم أن ندرك العبرة فيها وسنقف مع قرآننا المجيد وهو كما سماه المفسر الزمخشري : الكشاف إذ القرآن هو المعجزة الخالدة وهو من سيرافق الإنسان الذي عاصر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وهو من سيرافقنا في زماننا هذا وسيرافق الإنسان بعد آلاف السنين ، لقد استعد الرسول في صوم شعبان ليستقبل رمضان كما هو في كل لحظة على أتم الاستعداد أن يستبشر بشفاء آلام الإنسان لمئات السنين القادمة،أليس القرآن هوالشفاء من كل الاضطرابات المجتمعية والمعضلات الاقتصادية والمكائد السياسية والله تعالى يقول وبصيغة الاستقبال قال تعالى :{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء 82 بل أن هذا القرآن يذهب بنا إلى أبعد من هذا فتقول الآية في سورة فصلت أن من لا يؤمن بقدرة القرآن على استشفاء أمراضنا البشرية فإن هذا القرآن سيكون مصدرا ً من مصادر الاستعماء والاستعصاء الحضاري
اقرأ إن شئت قول الله تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44 والرسول الكريم يريدنا أن نتنبه إلى نوعين من أفعالنا :
1\ ما نفعله ونحن نشعر بحقيقة هذا الفعل
2\ ما نفعله ونحن غير مدركين حقيقة ما نفعل .
وعلى العموم فالبشر لا يتصرف جميعهم دوما ً وهم على وعي بما يتصرفون .والقرآن يقرر أن تغيير الإنسان ممكن بيد الإنسان نفسه وهنا يأخذنا القرآن إلى زاوية تغيير وضعنا النفسي ومدى استعدادنا لجوهرالعملية..عملية التغيير الذاتي فالقرآن لا يحدثنا عن التغيير في مظهر حياتنا بل في جوهرها ، إنه يأخذنا محفزاً إيانا إلى الزاوية المعتمة في ذواتنا إلى عواطفنا وعاداتنا وخبراتنا ومواقفنا الأخلاقية وهي تشكل جوهر كياننا النفسي لقد نطق القرآن بصعوبة وخطورة الأمر فقال تعالى :{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف .إن أول مهمة تقع على عاتق المسلم وهو يستعد للصيام أن يدرك (لماذا) هو يصوم .. ومعلوم أن مؤسساتنا الثقافية جميعها تركز على (كيف) هو يصوم.وثاني المهام أن يبدأ بدمج القرآن مع رمضان فيختار الآيات التي يحفظها عن ظهر قلب ليبدأ بقراءة ما قاله المفسرون فيها ؛ ثم ليبدأ التدبر والتأمل في هذه الآيات لعله يعثر على معنى ً غاب عن خاطر المفسرين (رحمة الله عليهم).وثالث المهام : أن يبدأ بالتدرب على (صوم اللسان) فيحاول أن لا يذكر عورة إنسان وينشغل بعيوبه هو عن عيوب الآخرين.
وهكذا : يسافر المسلم إلى رمضان ليجدد الحياة به ، وعليه أن يضع الحجر الأساس لهذا التجديد فيبدأ برفع شعاراً يوصل العمل بالغاية لهذا العمل فيفعل كما علمنا الحبيب بقوله :(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم يكن تراه فإنه يراك).

عبدالصمد حسن زيبار
01-09-2008, 07:40 PM
إنه رمضان المدرب
أنزل فيه القرآن
ولهذه دلالات عميقة
كان جبريل أمين السماء يدارس الحبيب أمين الأرض القرآن كل رمضان
مابالنا وقد صدق فينا قول الله :
﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان:30 ].

ثم القرآن يشير إلى من خالف سلوكه قيم الوحي

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا اْلأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ َلا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إَِّلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ اْلآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفََلا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأعراف:169 ].
قال الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسيره لهذه الآية:
يحكي الله تعالى عن اليهود أنه قد خلفهم خلف سوء، ورثوا التوراة عن أسلافهم، ولم يلتزموا بما أُخذ عليهم فيها من عهود، على الرغم من قراءتهم لها. فقد آثروا الدنيا على الآخرة، فاستباحوا الربا والرشا وسائر المحرمات، ويدّعون أنهم سيغفر لهم. وكلما أتاهم مال حرام أخذوه، ومنوا أنفسهم بالمغفرة كذبا على الله تعالى. وقد قرأوا في كتابهم ألا يقولوا على الله إلا الحق وفهموه، ومع هذا يجترئون على الله ويكذبون عليه بأنه سيغفر لهم.

وقال القرطبي في تفسيره:
« وهذا الوصف الذي ذم الله تعالى به هؤلاء موجود فينا. فقد روى الدارمي في سننه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب، فيتهافت, يقرءونه لا يجدون له شهوة ولا لذة, يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب, أعمالهم طمع لا يخالطه خوف, إن قصروا قالوا سنبلغ, وإن أساءوا قالوا سيغفر لنا, إنا لا نشرك بالله شيئا ».

خليل حلاوجي
03-09-2008, 01:56 PM
لا تخسر ... صومك
هل حقاً نحن نمتلك شخصيتين في رمضان ؟هل حقاً لازلنا ندور في متاهة الأمنيات والإمكانات فلا نعرف كيف نخرج أنفسنا من تلك الدوامة ؟ فهذا الشهر الكريم وهو شهر التراحم والتكافل يتحول بقدرة قادر إلى شهر الازدواجية، ومن يشاهد مجتمعاتنا المسلمة لا يمكن له أن ينكر مدى عشقها لإيمانها وتشبثها بمراد رب العالمين في الصوم ، ولكننا قد ننسى إننا مطالبون بتنقية هذا الإيمان من الزيف العالق به وهو مرفوض عقلا ً وشرعا ً ، فالشهر الفضيل يمنحنا فرصة لفهم الإسلام كطريقة حياة أكثر من كونه طريقة للتفكير انه يطالبنا بسلوك جمعي منضبط يتحد ويتساوى معه كل شرائح المجتمع وطبقاته بل إن رمضان يساوي بين ملل ومذاهب هذه الأمة الغنية في تنوعها كإطار سلوكي لوحدتها .
في رمضان يشهد الجميع أن هناك فرقا ً كبيراً مابين غايات التشريع ومقاصده ومابين وظيفة هذا التشريع في صقل شخصية المسلم ، فمن ابرز وظائف الشريعة أن تجعل المسلم يتحرر من قيود شهوانيته فإذا ما علمنا أن معظم الجرائم التي يقترفها الإنسان كانت بسبب الشبع لا بسبب الجوع ، فإننا سندرك عندها أهمية أن يجمع مراد الله المجتمع الإسلامي _ الغني والفقير _ في صوم شهره .
وتوحد المجتمع في مظهر الجوع يأخذنا إلى زاوية فلسفية أخرى كون شهر الصوم يجعل الجميع يحاولون الموافقة مابين جوع البطون للطعام والجوع الروحي للسمو الإنساني وكأن الصوم رياضة تحمي الإنسان من ضياعه .
الضياع الذي جعل لسلوكنا معاني تنحسر من خلاله القيم المجدية فلا تدع للمسلم أية فرصة ليمارس النفاق على مستوى الفكرة وتطبيقها .
في هذا الشهر الكريم ،رأينا الشاب مجتهداً وهو يبالغ في تسيبه قبل الصوم نراه مواظباً على صلاته وتراويحه وصيامه وبالضبط ثلاثين يوما ً ليعود في اليوم الأول بعد رمضان إلى سالف حاله الأول ومثل هذا السلوك يؤشر أن هذا الصائم وان كان قد خسر صومه إلا انه بأمس الحاجة إلى تذوق وظيفة الصوم الروحي الذي تكلمنا عنه آنفاً فهي الرياضة الوحيدة التي تعرفه على سموه الإنساني المشوش .وكذا المرأة وقد كانت غير محجبة يوم الثلاثين من شعبان تتحجب في أول يوم من رمضان ثم تخلعه أول شوال ، كأنها تقول للمجتمع أعينوني أن اثبت على قرار التحجب وأواصل الانصياع لمراد الله واقهر رغباتي وأقيم الصلح بين إرادتي وغرائزي!!
ليس الغريب أننا في شهر الصوم تهبط علينا التقوى ونمتهن الورع فجأة، ثم ما نلبث أن نأخذ أجازة إحدى عشر شهراً من ظواهر التدين ثم نأتي لنمارسه في رمضان فقط ، بل الغريب أن نتصور مجتمعنا يتحول إلى مجتمع _ ملائكي _ وأن أصحاب المهن وموظفو دوائر الدولة بل وحتى طلاب المدارس يمارسون وهم صيام تلك الازدواجية في أيامهم العادية ، فالإسلام هو أن نعترف ببحثنا الدائم عن حالة التوازن بين رغباتنا الجسدية والروحية وهذا التوازن يلح علينا أن نلحظ صفات النزوع الغرائزي (الشهوانية) في أعماقنا لا لتكريسه بل لنجتهد ونختبر إرادتنا في الارتقاء بذواتنا إلى مرتبة الملائكية وما الصوم إلا تدريبا ً سلوكيا ً اثبت جدواه للكثيرين من عقلاء الملة الإسلامية .
لو قلنا لأحد التجار الكبار حين يمارس الاحتكار: لا صوم لك فسيغضب !وما أن يكتشف تسطيحه لمضمون الصوم وهو يقزم فقه الصوم ويحصره في كونه فريضة تخص العبادات متناسياً أهمية جعله صوما ًعن الأباطيل في معاملات الناس بعضهم بعضاً،وكأن ما يلزم المسلم مصارحته لذاته بزيفها ..وأنه لكي ينجح في تجارته لابد له من إتمام منهجين في المعاملة :
الأول : في ما كتبه الله تعالى علينا من سلوكيات تنصف الآخرين .
والثاني في ما كتبه الله علينا من حقوق ونحن نتفاعل مع من المجتمع ليس فقط من نبيع له و نشتري منه بل وسائر الناس من حولنا.
أن الفشل لن يصيب المفسد وحده بل ويصيب المجتمع بأكمله عندما يشاع الغش أو تتغيب عن الحضور مواقف الإنصاف بين الناس أو تعتمد الربحية كمبدأ وغاية تقوم على استغلال جهد الغير .
بل إن الشعور بكثير من الحزن سيصيبنا ونحن نرى المسلم وهو في المؤسسات( جامعات ، معامل ، مزارع) يسجل أعلى نسبة كسل وتقاعس وغياب في شهر رمضان،وكذلك يفعل الناس مع الكم الهائل من الأجازات والتزويغات في شهر رمضان باسم التعب والإرهاق تارة، والتعبد والتهجد والاعتكاف تارة أخرى ونسي الجميع أن الرسول الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقطع الصحراء مجاهداً ليصل إلى غايات دعوته فلا يزيده صيامه إلا إصراراً .... أنه الرسول الذي حّرم علينا الزيف والنفاق وقال أن الكفار سيكونون في موطئ اقل عذابا ً في جهنم من أولئك المنافقين .. فهم في الدرك الأسفل من النار وان صاموا وان صلوا ....
إن الصوم مسؤولية مجتمعية تتكافل فيها كافة الأطراف ، خذ مثلا ً جامعاتنا التي أعول عليها الكثير من الأمل في إيجاد مناخ الصحوة والنهضة لأمتنا الكريمة .
وسترى أن بعض مؤشرات التسيب ستلقي بظلالها على شيوع الخلق السقيم لجيل كامل من طلبة العلم وأيضا ً الناس الذين يعلقون الأمل عليهم، ونحن نشاهد وبكل أسف تضاؤل هيبة المعلم في مدرسته فيما مضى من الزمن حتى وصلنا إلى إجهاض الكثير من المدلولات التربوية والخلقية للمناهج لنصل إلى ترسيخ ازدواجية مخيفة مست مجتمعنا بإسقاطاتها على روابطنا الاجتماعية .
لو تأملنا إحصائية أحسن 500 جامعة في العالم سنة 2003 و2004و 2005 وفيها أن جامعة هارفارد هي أعظم الجامعات وكمبريدج هي الثانية، بينما لم تحصل أية جامعة عربية شرف أن تكون واحدة من الـ500 في حين حصلت إسرائيل على سبع جامعات ، وهذه الحقيقة لا يتعجب منها كونها حقيقة ملموسة لدينا رغم أننا لا نمتلك الشجاعة الكافية لمصارحة أنفسنا بها ، إذ التعليم زراعة مبادئ في رؤوس الطلاب....
لن يكون للطالب صوماً ما لم يصحح المسار ويحدث نفسه أن يصوم عن تقهقره وتأخره عن جامعات العالم التي سبقتنا ولا تزال .

خليل حلاوجي
03-09-2008, 01:58 PM
الحبيب النجيب : عبد الصمد
من مدرسة رمضان ... لا نزال ننهل الحكمة ...

معروف محمد آل جلول
15-09-2008, 04:11 AM
أخي الكريم المحترم..
ما دام أمثالك يفكرون في حال هذه الأمةالتي تنافذ فيها دينها المقدس بأباطيل الجاهليةُ ؛
و ما دام أمثالك يدركون ـ بوعي تام ـ مقاصد هذه الفوضى...
فالخير ما زال في الأمة..
والأمل قائم على ما يجود به الدهر مستقبلا..
وفقك الله وحفظك ذخرا لإخوانك..

خليل حلاوجي
15-09-2008, 12:34 PM
أخي الحبيب : معروف


بوجود أمثالك ... من أصحاب الهمة التي توازي الهموم ... ستبقى أمتنا الحزينة بخير ونجاة


\

عوفيت وبوركت كلماتك ..

معروف محمد آل جلول
16-09-2008, 04:24 AM
أ أخي المحترم..خليل..
قرأت بإعجاب مقالكم عن ازدواجية الشخصية المسلمة..بين التوبة و الانحراف..وأيقنت مباشرة التشويش التربوي الجاثم على رؤوسنا..بين إسلامية الاسم و يهودية الفكر؛ عند البعض ؛ و من أين لنا أن نأتي بفكر صاف من الدخيل في ظل همجية العو لمة و ما يصاحبها من صخبية البهرجة ؛ و التسابق على اعتناق أحدث موضة..
لكنني أعود إلى ثواب رشدي..حينما أتذكر ما رواه ابن مسعود ـرضي الله عنه ـمن منهجية علمية في التدرب على التدرج في تطبيق الاسلام..حيث ذكر أن الايات الكريمات كانت تنزل ..فيقرؤونها ..ثم يعلمونها ..ثم يعرفونها..ويشرعون في التطبيق..ولابد من إرهاص حتى تستقر سلوكا..ولاتزول السلوكات مهما اشتدت العواصف..
إننا نحفظ الاجيال القرآن الكريم و لانكلفهم تدبره و تفسيره..ونفتخر بالكم الهائل الذي حفظه..ولا نمنحه منهجية السلف الصالح ..هذه حقيقة مرة..وقد استغرق الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في تطبيقه كاملا مدة ثلاثة و عشرين سنة..
ألا ترون أخي أننا مجحفون في حق الأجيال؟
إنني أنتظر أن تخوضوا في هذه النظرية قصد ترسيخها ..شكر الله جهدكم..
و لكن ثقوا أن هذه الشبكة العنكبوتية بالتقادم ستكون ـ أن شاء الله ـوبالا على مخترعيها عبرها ستنتشر الدعوة المحمدية..و ستبلغ الدعوة كل إنسان في المعمورة..أنتم مع إخوانكم تضعون اللبنات الاولى..بشراكم..إنه صرح الخلافة الاسلامية..

خليل حلاوجي
16-09-2008, 09:17 AM
أخي الحبيب : معروف ... أكرمك ربي برضاه


أخي النجيب : لقد أشار قبل 400 عام العلامة بن خلدون إلى ماأشرتم إليه ... فقال ممتنعاً أن نعلم صبياننا في المدارس حفظ قرآننا من دون تنبيههم لمعاني ما يحفظون ...

فمن الخطورة بمكان أن يحفظ الطفل ما لا يفهم ...


ثم أخي الأريب ... هناك معضلة أنكى وهي التأويل الفاسد لكلام الله تعالى ... كلاً حسب مقتضيات منافعه من هذا الثراء الشرعي إذ القرآن حجة الله ومعجزته الخالدة ...وقد أشار الشهيدمحمد حسين الذهبي في كتابه الهام جداً ( التفسير والمفسرون) إلى تعددية رؤى المفسرين


أخي الحبيب :
إن ثمة مهمة لعقلاء اليوم تحتمها اللحظة الراهنة بكل فوازعها وقوارعها ومواجعها ... أننا مكلفون لإعادة قراءة القرآن ... وهو مشروعي الذي لاتزال المطابع العربية ترفض طبع كتابي لأجله ...

فلنكف عن قراءة قرآننا بعقول الموتى ...

والله حارسنا ..

\

تقبل بالغ تقديري

معروف محمد آل جلول
16-09-2008, 09:06 PM
أخي المحترم..خليل.
أهنؤكم على هذا العمل الجبار..ثقوا بأن يوم طبع كتابكم آت و سيفرج الله عنه في الوقت المناسب و سنقرؤه ـ إن شاء الله ـ وإنني لأشاطركم الرأي بأنه لكل جيل عبقه و واقعه و دنياه..حتى التربية تختلف من زمان إلى زمان..هذا هو حالنا؛ نبحث عن الجديد و نهابه ؛وندعي الأصالة و ونسيئ الاقتداء..فتركت المبادرة لغيرنا..فقطفوا ثمار الجديد..وتركونا على الحديد..نستهلك و نقتني..حتى صرنا لديهم مجرد عملة..
دمتم ذخرا لامتكم..

محمد الأمين سعيدي
17-09-2008, 02:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
صديقي الغالي خليل :
أريد أن أتقدم بشكرين: أولهما لك على هذه المقالات التي تحمل رؤى جد نافعة لنا ، وللأجيال الصاعدة ، التي أصبحت تتعامل مع النصوص ـ خصوصا المقدسة ـ كتعاملها مع أي نص آخر ، فالمشكلة هي مشكلة فهم وتأويل جيدين..
وثانيهما إلى الأستاذ معروف محمد آل جلول ، الذي دعاني لقراءة هذه المقالات ، وأصر على أن أقرأها بعمق ، وبالمناسبة الأستاذ معروف هو : كاتب جزائري له عدة مؤلفات منها:"حوار أم جدل :الحياة في هوية الأمة" وكتاب"الخيال" وكتاب"الحب بين الهداية والضلال" وهو آخر إصداراته ، وكتب أخرى منشورة وبعضها تحت الطبع ، وهو أستاذ أتشرف بمعرفته وبقراءة أفكاره.
أما فيما يتعلق بالمضامين التي دارت هاهنا فلي شيء متواضع أدلي به :
وهو طريقة التعامل مع النصوص وإشكاليات الفهم ..
فالمسلمون في نظري يعانون من أزمة كبيرة في فهم النصوص وتطبيقها على الوجه الصحيح الذي يقتضيه العقل ويوافق عليه الشرع ، وذلك لعدم فهمهم الكثير من المقاصد الشرعية التي يريدها الله تعالى من وراء تلك النصوص .
وكذا فالمسلمون اليوم يعيشون عالمين : تراثيّ أكل الدهر عليه وشرب ، وحداثيّ لا يزال فتيا جديدا ، والإشكالية هنا أن كثيرا من الناس يفكرون بمنطق تراثي في حاضر حداثي ، ومن ثمة أصبح الإجتهاد محضورا ، والتفكير جريمة يختلف جزاؤها وعقابها باختلاف الأماكن والمنظومات ، ولهذا لا أستغرب إن رفضت المطابع أن تنشر تفسيرك للقرآن ، وذلك لأننا نسلم أن كل ما وصلنا من عند آبائنا هو صالح لكل زمان ومكان ، وهذا التسليم هو المعظلة الكبيرة.
أخي خليل لي عودة إلى هذا الموضوع و أشكرك الشكر الجزيل على فتح هذه النافذة التي تطل حقيقة على غد مشرق إن شاء الله تعالى ، وأنا متأكد أن كتابك سيجد لا ريب من يقرؤه قراءة جيدة ويفهمه فهما صحيحا ، وأنا شخصيا أتمنى لو كانت لي فرصة لمعانقة هذا الكتاب ، وهو سيصدر لا ريب ..
كما أطلب من الأستاذ معروف محمد آل جلول أن يشاركنا بأفكاره هنا ، وهذا لعلمي ويقيني بما تحمله جعبته من أفكار وما تضمه كتاباته من منظورات تصب في نفس هذا الباب الذي فتحته لنا يا خليل ، فشكرا لك الشكر الجزيل مجددا..

معروف محمد آل جلول
17-09-2008, 03:41 AM
أصبح الملك لله ؛و أصبحت بين عملاقين ..أحدهما في الفكر..و آخر في الشعر..و ليس في جعبتي الا بعض ما تجود به قرائحهم..الله يا خليلي المحترم و يا اميني الحميم..تعددت المجالات و الهدف واحد..سوف أتفرغ لكما مستقبلا ـ إن شاء الله ـ..ولجميع المحمومين بالغيرة غلى عقيدتهم..و أتطفل على الجميع..

خليل حلاوجي
17-09-2008, 08:39 AM
والله إنه لسرور عظيم أن أجد نفسي بين روحين أنا ثالثهما ... نطوف في عالم النقاء ..

أشكر الله تعالى الذي جمعني بكما سيدي محمد الأمين والأستاذ آل جلول

وهذه هديتي الجديدة ...


المبدأ يون ..
بقلم خليل حلاوجي
هل يمكن فصل الإنسان عن قيمه ؟
وهل ولى الزمن الذي يتشبث فيه المرء بقيمه حتى يقدم نفسه ثمناً لها ؟
وهل يعيش الفرد المبدئي في زماننا وهو يشهد انحسار القيم وتذبذبها المجتمعي؟
وللجواب : يعيننا الدكتور عماد الدين خليل بقوله :(إن الطاقات الفردية الموزعة يمكن أن تمنحنا نتائج معينة على هذا المستوى أو ذاك، ولكنها نتائج ذات فاعلية محدودة يصعب عليها تحقيق تغطية شاملة للموضوع الذي تعالجه أو المعضلة التي تسعى لحلها) د.عماد الدين خليل : مدخل إلى الحضارة الإسلامية المركز الثقافي العربي ط1 2005 ص 211
• ومعلوم أن الإنسان ميال بطبعه إلى تفضيل الجزاء العاجل على الجزاء الآجل ورغم وجود من لا يؤمن بهذا الكلام ولا يطبقه إلا أنهم القليل.قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:(الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون) *1
• ومعلوم أيضاً أن الحيوان حين يتقاتل مع الحيوان تكون الطاقة الموجهة هي ( إرادة القوة) بينما يتنازع الإنسان مع الإنسان ظاناً أن الطاقة الموجهة له هي ( إرادة الحق) فلا بد للإنسان والحال هذه من أن يستند على مبدأ ما وفي القرآن وصف الله تعالى صنفي النزاع بأنهم ( كل حزب بما لديهم فرحون)
• والداعي لمبدأ ما قد يسجنه هذا المبدأ من حيث لا يشعر خصوصاً أنك ترى ما من فكرة( شريرة كانت أم خيرة) إلا ووجدت لها أتباع..
الداعية المثالي يدعو إلى ما يعتقده أنه الصواب أما الباحث فعليه لكي يستمر في مسيرة البحث عليه أن يتجرد فينظر لأي أمر نظرة لا يبدأ معها بالتقييم بل عليه أن يفحص واقع مبدأه وما سيفرزه له على أرض الواقع إذ المنفعة هي المحك.
وكما يقول جوستاف لوبون :
( المعتقد والمعرفة أمران نفسيان يختلفان من حيث المصدر اختلافا ً تاما ً ، فالمعتقد الهام لاشعوري ناشئ عن علل بعيدة عن إرادتنا والمعرفة اقتباس شعوري عقلي قائم على الاختبار والتأمل)
• المتصفح للقرآن سيجد أن الله تعالى - ومن آياته - أنه يخاطب أكثر من صنف من البشر : الأسوياء الأخيار ، ثم الأشرار ، ثم المذبذبين من المنافقين ، ويريد الله جل في علاه أن ننتبه لخطورة فصل هذه الأصناف الثلاثة عن بعض حين نتكلم قرآنياً عن أي مرحلة تاريخية [ سواء في الماضي أم في المستقبل ] ، ولا يمكن والحال هذه أن نتخيل اختفاء صنف من المعادلة .
ومن عدل الله تعالى أنه يستخدم أكثر من ميزان لتمحيص هذه الأصناف الثلاثة فسيئات الأبرار حسنات المقربين ... والمنافقين من المسلمين تحت أقدام الكافرين برب العالمين .. وكلمة واحدة ربما هي من حرفين : كمثل قولنا : لا أو ثلاثة أحرف كقولنا نعم تهوي بنا في الجنة أو النار سبعين خريفاً في حين أنه جل في علاه يعفو عن كثير ورحمته وسعت كل شئ .
ولأن الإسلام يريدك أن تقتنع بمعتقدك قبل أن تعتنق هذا المعتقد وهو أمر يبدو في الظاهر يسيراً وهو لغير العقلاء الفضلاء الحكماء غير يسير ، ولأن مشكلة (الدوغمائي) أنه يقع في التناقض بدون أن يشعر به. كمن يمشي على رأسه بدون أن يحس بالدوار.
• من أجل ذلك كله : لا تصلح الرياضيات السماوية لقياس رياضياتنا الأرضية فالتفاضل والتكامل ليسوا سواء في الدارين فالبهل هم أكثر من شاهدهم رسول الله في جنة الله .
والغل أثبته الله لصحابة رسول الله في قلوبهم التي نزعه الله منهم إذ يدخلهم جناته وهم الأخيار من البشر :{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ } الأعراف43
ولم تحدثنا الآيات أن الله أراد أن ينزع – جل في علاه – الغل في دنياهم .... كمؤشر هام على أنه – أي الغل – ديدن آخر إنسان في البشرية وهذا هو بالضبط ما يميزنا عن الملائكة .
ومن يحمل الغل في قلبه – وكلنا كذلك – يظن أنه يفعل الأحسن والأرشد والأصلح ولكثرة ما يردد هذه المتون يغفل عن مطابقة القول بالعمل والله حذرنا فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف2
إن سر تسمية الإسلام بدين الوسطية أنه يخاطب طرفي المعادلة الاجتماعية فينصح الجاهل والعالم ويوجه الغني والفقير وذلك لأن الطرفين يحمل مبدأ وفكرة ومنطلق يختلف عن الطرف الآخر.
{وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ } النساء6 .... فرياضيات الغني هنا هي غير رياضيات الفقير وحتى أن الله تعالى لا يساوي بين غني لم يستعفف وبين فقير نسي المعروف وهو يسعى في الأرض .
والله تعالى حين يخاطبنا بصيغة الجمع فيقول :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الصف10 فهو لا يعني أنه يخاطب الفرد ب(هل أدلك ) وكأن الآية تستفز الأخيار لمعاونة الأشرار للتدليل على تلك التجارة الإيمانية .... أو كأن الله تعالى يحذر الأخيار من الغفلة عن مسالك الأشرار وطرق تفكيرهم التي تختلف في منطلقاتها فهي معكوس طريقة تفكير الأخيار .
لماذا لم يعد ممكناً للإنسان الثبات على قيمه إلا في مجتمع مبدئي ؟
أولاً :
لا بد أن يظهر للإنسان أعوان يؤيدونه في وجهة نظره ويزخرفون له أعماله تبعاً لمصالحهم ومنافعهم وهؤلاء الأعوان - والمعين معهم- قد لا يشعرون أنهم يركضون خلف مبدئهم في الظاهر ويركضون خلف مصالحهم في أصل وحقيقة الأمر
ثانياً :
من نافلة القول : أن كل إنسان يعتقد بيقين أنه على الحق المبين وأنه يفعل الأصح لأنه يفعل الأجدى لنفسه .
ثالثاً :
وحدهم الأنبياء من فعل لأجل الآخرين من دون عوض ولا يمكن والحال هذه أن تنجح وعود الله للأشرار الذين يسرقون السنبلة من أفواه الناس بتحويل بذورهم إلى سنابل {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261 فهذه الآية تحريض للأخيار على مواصلة سعيهم في الحياة الدنيا وعدم النكوص والتراجع عن خيريتهم لأن الآية شديدة الوضوح أن الله تعالى وعد الذين لا يسرقون أي وعد الذين ينفقون المال للناس بدل أخذه منهم وهو سر التوازن الاجتماعي .
رابعاً :
أما الأشرار فلن يصل إلى وعيهم هذه المضاعفات الرياضية حتى لو وهبهم الله ملء الأرض ذهباً فلن يشبعوا سوى من تراب القبر.
لاحظوا أن القرآن مهتماً بالأخيار وهو يسعى للمحافظة على كتلتهم الحرجة فالمجتمع ( المسالم ) الذي نحلم به لا يعني بالضرورة أنه معدوم من فئة الأشرار بل إنه مجتمع يبقى الأخيار فيه محافظون على توثبهم أو على أقل تقدير رافضين للحياد ، وكما قال دانتي :
( أفضل الأماكن سوءاً في الجحيم محجوزة لأولئك الذين حافظوا على حيادهم في اللحظات العصيبة ).
خامساً :
إن [ روح ] مهمة الأخيار في المجتمع الذي نرسم ملامح ظهوره ليست عقلنة الفوضى التي تنتج عن فاعلية الأشرار بل هي محاولة الحد من تسـّـيد وإلزام الشر وأهله لكل من يشاطرنا الحياة فوق الأرض.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
د.علي الوردي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ج4 بغداد 1974 ص405

معروف محمد آل جلول
18-09-2008, 05:28 AM
.أحبائ..
القناعة و المعتقد..صفتان متلازمتان...[بهما يصلح حال الدنيا ومآلها..و الصدق باعثهما الى الحياة ؛.
والمقولة ..ما ترك الاول للآخر شيئا..خذلت المسلمين ردحا من الزمن ؛ ظلوا يتدحرجون بسببها إلى الاسفل..حتى كتب بعضهم.\ الصعود إلى الأسفل\..
وقد كتب المرحوم الشيخ متولي شعراوي مقولة مدعومة بأدلتها\القرآن عطاء متجدد..حتى أن بعض الآيات الكريمة ظلت طيلة قرون مبهمة ؛ و لم يفسرها إلا العصر الحديث..لما تطور العلم و وجد المسلمون أنفسهم أمام الإعجاز العلمي للقرآن ..وحاوروا النظريات العلمية الصحيحة بآيات الإعجاز..
ومقولة \استفتي عقلك خير حجة في هذا المجال..
أريد أن أشير إلى أن التفسير القديم أو الحديث هو مجرد معين للإنسن على فهم القرآن..كل التفسير مجملة هي مجرد معين على فهم الكتاب المقروء..وقد أمر الله سبحانه و تعالى كل المسلمين ـ عبر الإطار الزمكاني ـ إلى تأمل كتابه الحكيم \أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها\..
والدليل الآخر على أهمية ما فعلت أيها الخليل؛هو أن المسلم لايستطيع التطبيق الصحيح إلا بفهم صحيح..و الفهم الصحيح؛ إنما يساير يفسير القرآن في ضوء العصر..
أقول جازما أنه بين تفسيرك وآخر تفسير..هناك أمور وضحها العصر ..في ظل هذه الكثافة التكنولوجية كل يوم يكتشف جديد ما أهمله القرآن ..\ ولقد صرفنا في هذا القرآن من كل مثلا و كان الإنسان أكثر شيئ جدلا\
و الكلام الان للنقاش ..باعتبار أن القرآن الكريم كلام الله الذي يحظى بعناية واحترام كل المسلمين..لابد لأي تفسير له من الخضوع لكلمة العلماء فيه..و علية أقترح أن تعرضوا تفسيركم على علماء ثقة لدى المسلمين..وستجدون الحماية و التكفل من العلماء الأجلاء..إن أصبتم فلكم ثناؤهم بعد ثناء الله..وإن أخطأتم فلكم أجر الاجتهاد عنده سبحانه و تعالى...في كل الاحوال دمتم ذخرا لأمتنا الحبية و أنا أول المهنئين ..
حفظكم الله و ر....إن أصبت فإلهام من الله وإن أخطأت فأنا الذي تطفلت على ما فاق قدرتي..










غلى التأمل العميق في كتابه الحكيم..

خليل حلاوجي
18-09-2008, 08:43 AM
أخي الحبيب : الأستاذ معروف

والله لقد فعلت قبل عام ... نتيجة لنصيحة من العالم المؤرخ الموصلي الدكتور عماد الدين خليل حفظه الله وحماه ذخراً لنا ... إذ أشار إلي بذات نصيحتكم الغالية ..


وتم لي ذلك ...


وأنا الآن بين يدي علماء شريعة ... أعود طالباً للعلم من جديد ...وأنا الآن في المرحلة الثانية


\

حقاً إن لمجالسة العلماء نكهة خاصة وفريدة ... تذوقت فيها طعم التقوى ...

\


تقبل بالغ تقديري

معروف محمد آل جلول
19-09-2008, 04:11 AM
أخي الكريم ..خليل
بدأت أفهم أنكم من العراق الجريح..وإن العين لتدمع ـ والله ـ والقلب ليخشع لمصيبتنا الجليلة التي حلت بكل مسلم صافي السريرة في مركز حضارتنا ..وقلب نخوتنا ..العراق..مركز الخلافة العباسية..ولعلكم تدركون ما يكنه الجزائريون للشعب العراقي الحبيب ..الشقيق..وإننا لنتفاعل يوميا مع الاحداث..
أخي الكريم ..أنتم في قلب الحدث ؛ ربما تمنعكم الضبابية المحيطة بكم ..بل الجاثمة عليكم..من تدبر الامر بروية.
لكننا نعي جيدا..بعدما كشف المخبوء..وانزاح الستار..أن المعضلة لا هي في الحاكم ..ولا هي في المحكوم..لا بالامس؛ و لا اليوم ح و لاغدا..
المعضلة في الخلاف القائم بين الشيعة و السنة والاكراد..نحن البعيدون نحترمهم جميعا..لأننا لانكفر أحدا منهم..بل نحن جميعا مسلمون..ولكل حجته.. و قناعته..ووجهته..
نحن ـ المسلمين ـ بكل مللنا ونحلنا..تجمعنا..كليات الاسلام..العقيدة ـ إن شاء الله ـ واحدة..الشريعة واحدة ..قيم المعاملة واحدة..
بقي الختلاف في بعض الآراء يمكن بالحكمة معالجتها..
[ نحن أيضا ـ في الجزائر عبرنا من هنا..
....شخصيا؛ خضت في موضوع المصالحة..في كتاب بعنوان .....
حوار أم جدل: الحياة في هوية الأمة
يظهر من خلال العنوان إشكالا على الطبقة السياسية في العالم الاسلامي...تتحاورون أم تتجادلون..إذا كنتم تتحاورون ..فالحوار ينتهي إلى التفاهم..وإذا كنتم تتجادلون أيها السلمون ..فهو محرم بين المسلمين....ولا حياة للأمة إلا في مقومات شخصيتها..الاسلام..عودوا إلى الاسلام..تستأنفون حياتكم..
وقد قرأته جماعة مختصة لفخامة الرئيس عبد العزيز بو تفليقة..ورد علي برسالة شكر تخلد الكتاب في التاريخ..
أخي خليل ..أيها البطل المحترم..
سأعيد كتابة هذا الكتاب ..وسأنشرهفي هذا المنتدى الذي أنت تشرف عليه..احتراما لك ولكل العراقيين الأشقاء الافذاذ الميامين..ولكل المسلمين..الكتاب يدعو صراحة الى المصالحة الموضوعية لا المصلحية..
سأنشر أيضا رسالة فخامة الرئيس..أمهلني أسابيع..سأفعل..ربما تجدون ما يفيد..في الجزائر كان له صدا كبيرا..
بالنسبة للاتصال الماشر على السنجر..ما زلت أتعلم..حينما أتعلم سأسمعكم يوميا..بل كانت أمنيتي أن أشاطركم حياتكم..
اكن ثقتي كبيرة ؛ أنكم ستخرجون من هذه المأساة أكثر حيوية و أكثر تماسكا ؛ و أكثر قوة..ولن يمو إلا من كتب عليه الموت ويا بشرى من لقي ربه شهيدا..
كتانكم في التفسير وهذا عمل جليل نحترمكم لأجله..اقترحت عليكم أن تعرضوه على لجنة علماء تؤشر لكم طبعه في حالة قبوله..عملكم هذا دلالة على قدرتكم..حاشا لله أن أدعوكم أنا إلى طلب العلم وأنا أقرأكتاباتكم وأعجب بها..
أيها الخليل ..سأتفرغ لكم ..و لن أفارق مجلسكم الموقر هذا حتى تطردونني..:0014::0014::0014::noc:

محمد الأمين سعيدي
19-09-2008, 06:52 PM
والله إنه لسرور عظيم أن أجد نفسي بين روحين أنا ثالثهما ... نطوف في عالم النقاء ..
أشكر الله تعالى الذي جمعني بكما سيدي محمد الأمين والأستاذ آل جلول
وهذه هديتي الجديدة ...
المبدأ يون ..
بقلم خليل حلاوجي
هل يمكن فصل الإنسان عن قيمه ؟
وهل ولى الزمن الذي يتشبث فيه المرء بقيمه حتى يقدم نفسه ثمناً لها ؟
وهل يعيش الفرد المبدئي في زماننا وهو يشهد انحسار القيم وتذبذبها المجتمعي؟
وللجواب : يعيننا الدكتور عماد الدين خليل بقوله :(إن الطاقات الفردية الموزعة يمكن أن تمنحنا نتائج معينة على هذا المستوى أو ذاك، ولكنها نتائج ذات فاعلية محدودة يصعب عليها تحقيق تغطية شاملة للموضوع الذي تعالجه أو المعضلة التي تسعى لحلها) د.عماد الدين خليل : مدخل إلى الحضارة الإسلامية المركز الثقافي العربي ط1 2005 ص 211
• ومعلوم أن الإنسان ميال بطبعه إلى تفضيل الجزاء العاجل على الجزاء الآجل ورغم وجود من لا يؤمن بهذا الكلام ولا يطبقه إلا أنهم القليل.قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:(الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون) *1
• ومعلوم أيضاً أن الحيوان حين يتقاتل مع الحيوان تكون الطاقة الموجهة هي ( إرادة القوة) بينما يتنازع الإنسان مع الإنسان ظاناً أن الطاقة الموجهة له هي ( إرادة الحق) فلا بد للإنسان والحال هذه من أن يستند على مبدأ ما وفي القرآن وصف الله تعالى صنفي النزاع بأنهم ( كل حزب بما لديهم فرحون)
• والداعي لمبدأ ما قد يسجنه هذا المبدأ من حيث لا يشعر خصوصاً أنك ترى ما من فكرة( شريرة كانت أم خيرة) إلا ووجدت لها أتباع..
الداعية المثالي يدعو إلى ما يعتقده أنه الصواب أما الباحث فعليه لكي يستمر في مسيرة البحث عليه أن يتجرد فينظر لأي أمر نظرة لا يبدأ معها بالتقييم بل عليه أن يفحص واقع مبدأه وما سيفرزه له على أرض الواقع إذ المنفعة هي المحك.
وكما يقول جوستاف لوبون :
( المعتقد والمعرفة أمران نفسيان يختلفان من حيث المصدر اختلافا ً تاما ً ، فالمعتقد الهام لاشعوري ناشئ عن علل بعيدة عن إرادتنا والمعرفة اقتباس شعوري عقلي قائم على الاختبار والتأمل)
• المتصفح للقرآن سيجد أن الله تعالى - ومن آياته - أنه يخاطب أكثر من صنف من البشر : الأسوياء الأخيار ، ثم الأشرار ، ثم المذبذبين من المنافقين ، ويريد الله جل في علاه أن ننتبه لخطورة فصل هذه الأصناف الثلاثة عن بعض حين نتكلم قرآنياً عن أي مرحلة تاريخية [ سواء في الماضي أم في المستقبل ] ، ولا يمكن والحال هذه أن نتخيل اختفاء صنف من المعادلة .
ومن عدل الله تعالى أنه يستخدم أكثر من ميزان لتمحيص هذه الأصناف الثلاثة فسيئات الأبرار حسنات المقربين ... والمنافقين من المسلمين تحت أقدام الكافرين برب العالمين .. وكلمة واحدة ربما هي من حرفين : كمثل قولنا : لا أو ثلاثة أحرف كقولنا نعم تهوي بنا في الجنة أو النار سبعين خريفاً في حين أنه جل في علاه يعفو عن كثير ورحمته وسعت كل شئ .
ولأن الإسلام يريدك أن تقتنع بمعتقدك قبل أن تعتنق هذا المعتقد وهو أمر يبدو في الظاهر يسيراً وهو لغير العقلاء الفضلاء الحكماء غير يسير ، ولأن مشكلة (الدوغمائي) أنه يقع في التناقض بدون أن يشعر به. كمن يمشي على رأسه بدون أن يحس بالدوار.
• من أجل ذلك كله : لا تصلح الرياضيات السماوية لقياس رياضياتنا الأرضية فالتفاضل والتكامل ليسوا سواء في الدارين فالبهل هم أكثر من شاهدهم رسول الله في جنة الله .
والغل أثبته الله لصحابة رسول الله في قلوبهم التي نزعه الله منهم إذ يدخلهم جناته وهم الأخيار من البشر :{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ } الأعراف43
ولم تحدثنا الآيات أن الله أراد أن ينزع – جل في علاه – الغل في دنياهم .... كمؤشر هام على أنه – أي الغل – ديدن آخر إنسان في البشرية وهذا هو بالضبط ما يميزنا عن الملائكة .
ومن يحمل الغل في قلبه – وكلنا كذلك – يظن أنه يفعل الأحسن والأرشد والأصلح ولكثرة ما يردد هذه المتون يغفل عن مطابقة القول بالعمل والله حذرنا فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف2
إن سر تسمية الإسلام بدين الوسطية أنه يخاطب طرفي المعادلة الاجتماعية فينصح الجاهل والعالم ويوجه الغني والفقير وذلك لأن الطرفين يحمل مبدأ وفكرة ومنطلق يختلف عن الطرف الآخر.
{وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ } النساء6 .... فرياضيات الغني هنا هي غير رياضيات الفقير وحتى أن الله تعالى لا يساوي بين غني لم يستعفف وبين فقير نسي المعروف وهو يسعى في الأرض .
والله تعالى حين يخاطبنا بصيغة الجمع فيقول :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الصف10 فهو لا يعني أنه يخاطب الفرد ب(هل أدلك ) وكأن الآية تستفز الأخيار لمعاونة الأشرار للتدليل على تلك التجارة الإيمانية .... أو كأن الله تعالى يحذر الأخيار من الغفلة عن مسالك الأشرار وطرق تفكيرهم التي تختلف في منطلقاتها فهي معكوس طريقة تفكير الأخيار .
لماذا لم يعد ممكناً للإنسان الثبات على قيمه إلا في مجتمع مبدئي ؟
أولاً :
لا بد أن يظهر للإنسان أعوان يؤيدونه في وجهة نظره ويزخرفون له أعماله تبعاً لمصالحهم ومنافعهم وهؤلاء الأعوان - والمعين معهم- قد لا يشعرون أنهم يركضون خلف مبدئهم في الظاهر ويركضون خلف مصالحهم في أصل وحقيقة الأمر
ثانياً :
من نافلة القول : أن كل إنسان يعتقد بيقين أنه على الحق المبين وأنه يفعل الأصح لأنه يفعل الأجدى لنفسه .
ثالثاً :
وحدهم الأنبياء من فعل لأجل الآخرين من دون عوض ولا يمكن والحال هذه أن تنجح وعود الله للأشرار الذين يسرقون السنبلة من أفواه الناس بتحويل بذورهم إلى سنابل {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261 فهذه الآية تحريض للأخيار على مواصلة سعيهم في الحياة الدنيا وعدم النكوص والتراجع عن خيريتهم لأن الآية شديدة الوضوح أن الله تعالى وعد الذين لا يسرقون أي وعد الذين ينفقون المال للناس بدل أخذه منهم وهو سر التوازن الاجتماعي .
رابعاً :
أما الأشرار فلن يصل إلى وعيهم هذه المضاعفات الرياضية حتى لو وهبهم الله ملء الأرض ذهباً فلن يشبعوا سوى من تراب القبر.
لاحظوا أن القرآن مهتماً بالأخيار وهو يسعى للمحافظة على كتلتهم الحرجة فالمجتمع ( المسالم ) الذي نحلم به لا يعني بالضرورة أنه معدوم من فئة الأشرار بل إنه مجتمع يبقى الأخيار فيه محافظون على توثبهم أو على أقل تقدير رافضين للحياد ، وكما قال دانتي :
( أفضل الأماكن سوءاً في الجحيم محجوزة لأولئك الذين حافظوا على حيادهم في اللحظات العصيبة ).
خامساً :
إن [ روح ] مهمة الأخيار في المجتمع الذي نرسم ملامح ظهوره ليست عقلنة الفوضى التي تنتج عن فاعلية الأشرار بل هي محاولة الحد من تسـّـيد وإلزام الشر وأهله لكل من يشاطرنا الحياة فوق الأرض.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
د.علي الوردي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ج4 بغداد 1974 ص405

أخي خليل ..
أشكرك الشكر الكبير على هذه الكلمات الطيبة التي فرعها ثابت وأصلها في السماء..
وسأنطلق في تعقيبي من سؤال طرحته في مقالتك وهو:
لماذا لم يعد ممكناً للإنسان الثبات على قيمه إلا في مجتمع مبدئي ؟
وللإجابة عليه سأرتكز على بعض أفكار المفكر الجزائري مالك ابن نبي في كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ..
إن الطبيعة البشرية في منظوري يُحركها منطق مادي محض ، فهي تؤمن بكل ما هو ملموس ، وذلك في حال تحررها من أي مفاهيم صحيحة ، أو بتعبير دقيق في حال بقائها طبيعة بشرية فقط ، دون موجه يرشدها إلى سبل قويمة..
هذا في الحالة العامة..
أما فيما يتعلق بنا نحن المسلمون فالأمر يختلف ، ولا أريد أن أعرض للصحيح الذي يجب أن يكون ، وإنما أريد أن أطرح بين أيديكم الخاطئ الذي يجب أن يزول ..
فالظاهر أننا على رغم إسلامنا لاتزال تلك الطبيعة المادية تتحكم بنا ، وتسيّر حياتنا في مختلف مجالاتها ، حتى أصبحت مفاهيم ديننا الصحيحة يُشار إليها بأصابع تتهمها بالزلل و الزيغ والسبب هو :
لأن المسلمون أصبحوا يؤمنون بالمادة أكثر من أي شيء آخر ، فإن كثرة من القيم الوضعية والقوانين التي اخترعها الإنسان ، أصبحت عقيدة ثابثة عندنا ، وصار كل ما يُخالفها خطأ فادح أو تخلف مؤكد، وعليه فإننا لعقيدتنا الجديدة تلك ، نؤمن بكل ما هو وضعي ومادي داخل الحياة فقط لأننا نراه ونتلمسه حتى وإن كان خاطئا ، حتى وإن وُضع أصلا لتزييف الوعي و تقييد الشعوب ، ونرفض كثيرا من القيم الإسلامية و القوانين
التي نص الله عليها ، بمجرّد أنها تبدو لنا روحية أو غيبية ، أو بمجرد أنها لا تخضع لمنطقنا المادي الأعوج ، ومن ثمة أصبحت تلك القيم والقوانين في نظرنا معطلة أو خاطئة أو بتعبير أدق غير فعالة لعدم وجودها داخل المجتمع..
...
...
ترى هل لأن الإسلام دين يجمع بين المادي والروحي ، فإننا أصبحنا مثل أمم سبقتنا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؟
أخي خليل أشكر مجددا ..
تقبل خالص تحياتي ..

محمد الأمين سعيدي
19-09-2008, 07:06 PM
.أحبائ..
القناعة و المعتقد..صفتان متلازمتان...[بهما يصلح حال الدنيا ومآلها..و الصدق باعثهما الى الحياة ؛.
والمقولة ..ما ترك الاول للآخر شيئا..خذلت المسلمين ردحا من الزمن ؛ ظلوا يتدحرجون بسببها إلى الاسفل..حتى كتب بعضهم.\ الصعود إلى الأسفل\..
وقد كتب المرحوم الشيخ متولي شعراوي مقولة مدعومة بأدلتها\القرآن عطاء متجدد..حتى أن بعض الآيات الكريمة ظلت طيلة قرون مبهمة ؛ و لم يفسرها إلا العصر الحديث..لما تطور العلم و وجد المسلمون أنفسهم أمام الإعجاز العلمي للقرآن ..وحاوروا النظريات العلمية الصحيحة بآيات الإعجاز..
ومقولة \استفتي عقلك خير حجة في هذا المجال..
أريد أن أشير إلى أن التفسير القديم أو الحديث هو مجرد معين للإنسن على فهم القرآن..كل التفسير مجملة هي مجرد معين على فهم الكتاب المقروء..وقد أمر الله سبحانه و تعالى كل المسلمين ـ عبر الإطار الزمكاني ـ إلى تأمل كتابه الحكيم \أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها\..
والدليل الآخر على أهمية ما فعلت أيها الخليل؛هو أن المسلم لايستطيع التطبيق الصحيح إلا بفهم صحيح..و الفهم الصحيح؛ إنما يساير يفسير القرآن في ضوء العصر..
أقول جازما أنه بين تفسيرك وآخر تفسير..هناك أمور وضحها العصر ..في ظل هذه الكثافة التكنولوجية كل يوم يكتشف جديد ما أهمله القرآن ..\ ولقد صرفنا في هذا القرآن من كل مثلا و كان الإنسان أكثر شيئ جدلا\
و الكلام الان للنقاش ..باعتبار أن القرآن الكريم كلام الله الذي يحظى بعناية واحترام كل المسلمين..لابد لأي تفسير له من الخضوع لكلمة العلماء فيه..و علية أقترح أن تعرضوا تفسيركم على علماء ثقة لدى المسلمين..وستجدون الحماية و التكفل من العلماء الأجلاء..إن أصبتم فلكم ثناؤهم بعد ثناء الله..وإن أخطأتم فلكم أجر الاجتهاد عنده سبحانه و تعالى...في كل الاحوال دمتم ذخرا لأمتنا الحبية و أنا أول المهنئين ..
حفظكم الله و ر....إن أصبت فإلهام من الله وإن أخطأت فأنا الذي تطفلت على ما فاق قدرتي..
غلى التأمل العميق في كتابه الحكيم..
أستاذ معروف ..
رؤى عميقة طرحتها ..
ولعلي أشير إلى أمر واحد ..
وهو الدغمائية المتشددة للتراث حتى وإن كان خاطئا أو غير نافع حاليا..
ولعل عدد العلماء الذي كُفروا فقط لأنهم قالوا بأفكار جديدة ، قد تتخالف مع تراثنا في مجال معين من مجالاته..
وهنا أطرح سؤالا أتمنى أن نناقشه معك ومع الأستاذ خليل :
هل كل ما جاء به التراث العربي و الإسلامي هو مطلق في صحته ؟ وحتى إن كان كذلك فهل هو قادر على نفعنا في هذا العصر كما نفع آباءنا في العصور السابقة؟
تقبلا تحياتي الخالصة

معروف محمد آل جلول
20-09-2008, 03:18 AM
إخواني
نناقش ههنا / المبدئيون..و التراث..
المعرفة بنت المعتقد..ذلك أن المعتقد هو المصدر الأصلي الذي يشكل فكر الانسان..و المعارف كلها تنبثق عن هذا المعتقد...المعتقد منبع و المعرفة رافد..وشتان بين الأصل و الفرع..
فمن كانت قناعته تامة بأن عقيدته صحيحةو ترسخت الفكرة دوغمائيا في شعوره الباطن..فلن يخضع المعرفة إلا لها..خوفا من الوقوع في الزلل و الانحراف..
ومن كان منطلقه الفكري..مبدأ فصل الدين عن الدولة..ميز بين المعتقد والمعرفة..وجعل لهما مصدران متباينان..ويسهل علينا استقراء مبدئه المنطلق من فكرة فصل الدين عن الدولة..وكأنه يقول: عطل عقيدتك حين تتعاطي المعرفة..
كل معرفة إلا و لها منطلق عقدي..عندنا في الاسلام :إن وافقت عقيدتنا قبلناها..و إن عارضتها رفضناها..بل و حكمنا عليها بالخطأ..ومن الادلة أن التكنولوجيا التي تخدم البشرية كهذه الآلة ؛ رحبنا بها واستفدنا منها..الأفلام الاباحية أيضا معرفة صنعتها التكنولوجيا..لكنها تعارض شريعتنا و بالتالي عقيدتنا..رفضناها..
أما التراث ـ باختصار ـ المسلم به و الذي يصلح لكل زمان ومكان فهما المصدران : الكتاب و السنة..الباقي كلام بشر فيه من جال في فضاء المصدرين الكريمين ..خلد بخلودهما..وفيه ما عالج وضعية مستهدفة في بيئة ما..في زمن ما..
الأدب مثلا ..منه من يموت بموت صاحبه ..وفيه من يموت في حياة صاحبه..// رويات تمجد الاشتراكية أين تعيش الآن؟ أي قلب يحضنها في هذا الزمان..الفتاوى التي عالجت ظاهرة ما في زمان ما ..تموت بموت الظاهرة وتحيا بالأسلوب الجديد بانبعاث الظاهرة في المجتمع..
فمن التراث ما هو مطلق في الزمان.. ومنه ما هو مقيد بشروط..ومنه الظرفي..لذا قيل: نأخذ الصالح و نترك الطالح..نأخذ ما يخدم عقيدتنا و ينفعنا في حياتنا..و نترك ما تجاوزته الأحداث..../ وأما الزبد فيذهب جفاء//..

معروف محمد آل جلول
22-09-2008, 01:43 AM
أخي خليل..أيها المبدع المجتهد..
شغلنا بالدنيا ..فعزت الآخرة..وهنا على رب العزة هونا..فسلط علينا أبغض خلقه..
المشكلة في تربية الجيل على المبدأ..والصدق ههنا منطلق..الصدق في تعاطي الحياة ..في التعامل..في الاقتداء..في السلوك..في..وفي..وفي..
أعانك الله في في بناء قصور الفردوس..اللهم اجعلنا من أمثالك..

محمد الأمين سعيدي
22-09-2008, 02:14 AM
إخواني
نناقش ههنا / المبدئيون..و التراث..
المعرفة بنت المعتقد..ذلك أن المعتقد هو المصدر الأصلي الذي يشكل فكر الانسان..و المعارف كلها تنبثق عن هذا المعتقد...المعتقد منبع و المعرفة رافد..وشتان بين الأصل و الفرع..
فمن كانت قناعته تامة بأن عقيدته صحيحةو ترسخت الفكرة دوغمائيا في شعوره الباطن..فلن يخضع المعرفة إلا لها..خوفا من الوقوع في الزلل و الانحراف..
ومن كان منطلقه الفكري..مبدأ فصل الدين عن الدولة..ميز بين المعتقد والمعرفة..وجعل لهما مصدران متباينان..ويسهل علينا استقراء مبدئه المنطلق من فكرة فصل الدين عن الدولة..وكأنه يقول: عطل عقيدتك حين تتعاطي المعرفة..
كل معرفة إلا و لها منطلق عقدي..عندنا في الاسلام :إن وافقت عقيدتنا قبلناها..و إن عارضتها رفضناها..بل و حكمنا عليها بالخطأ..ومن الادلة أن التكنولوجيا التي تخدم البشرية كهذه الآلة ؛ رحبنا بها واستفدنا منها..الأفلام الاباحية أيضا معرفة صنعتها التكنولوجيا..لكنها تعارض شريعتنا و بالتالي عقيدتنا..رفضناها..
أما التراث ـ باختصار ـ المسلم به و الذي يصلح لكل زمان ومكان فهما المصدران : الكتاب و السنة..الباقي كلام بشر فيه من جال في فضاء المصدرين الكريمين ..خلد بخلودهما..وفيه ما عالج وضعية مستهدفة في بيئة ما..في زمن ما..
الأدب مثلا ..منه من يموت بموت صاحبه ..وفيه من يموت في حياة صاحبه..// رويات تمجد الاشتراكية أين تعيش الآن؟ أي قلب يحضنها في هذا الزمان..الفتاوى التي عالجت ظاهرة ما في زمان ما ..تموت بموت الظاهرة وتحيا بالأسلوب الجديد بانبعاث الظاهرة في المجتمع..
فمن التراث ما هو مطلق في الزمان.. ومنه ما هو مقيد بشروط..ومنه الظرفي..لذا قيل: نأخذ الصالح و نترك الطالح..نأخذ ما يخدم عقيدتنا و ينفعنا في حياتنا..و نترك ما تجاوزته الأحداث..../ وأما الزبد فيذهب جفاء//..

الأستاذ معروف ..
أشكرك على آرائك هنا ..
وأدلي برأيي أيضا..
فيما يتعلق بالسؤال : هل المعرفة سابقة للمعتقد أم تالية له ؟
أقول:
إن ما يُكوّن المعتقد أصلا هو المعرفة ، بدليل أن الإنسان يبني قناعاته ، انطلاقا مما اكتسبه من معارف ، سواء أكانت :دينية أو نفسية أو اجتماعية ، تاريخية وغير ذلك ، وعليه تصبح هذه المعارف معتقدا ـ بعد ترسخها في الذات ـ يحكم به الإنسان على ما يمرّ به من أفكار ومواقف..
ونطرح هنا مثالا لتبيين ما نرمي إليه ، الدين مثلا ، مكتسب بالعادة لا بالفطرة ، وإن كانت هناك إشارة إلى النص الديني (يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو يُنصرانه)ولا أظن أن هذه الفطرة هي التي تجعل الولد يعرف الدين بكل أصوله ، وإنما هي ذلك الشعور الذي يشترك فيه البشر ، والمتمثل في حب الفضيلة وكره الرذيلة،وحتى تسمية الدين هي من الديدن ، والديدن العادة، وعليه يقوم الإنسان باكتساب الدين عبر مراحله المختلفة ، ويكوّن وفق ذلك عقيدة دينية..
فالإنسان الذي كان مسحيا مثلا ثم دخل الإسلام ، كوّن عقيدة نصرانية ، وفق ما اكتسبه من أفكار في بيئته التي نشأ فيها ، ومن ثقافاته التي تحصّل عليها،والتغيير الذي حدث له في المجال العقدي إنما كان سببه اكتساب معارف جديدة ، جعلته يكوّن عقيدة جديدة أيضا ، ومن ثمّة الرجوع عن العقيدة السابقة..
وعليه أنا أرى أن المعرفة تسبق المعتقد ، لأننا نبني معتقداتنا بما نكتسبه من معارف ، نغيّرها أيضا بالمعارف التي نكتسبها ، وهكذا تكون العقيدة أو المعتقد مرحلة تالية للمعرفة لا سابقة لها ..

معروف محمد آل جلول
22-09-2008, 04:25 AM
أخي المحترم..محمد الامين : الشاعر الملهم..
أمدح فيك صفةالعزيمة..و المثابرة..
هذه المعارف التي نكتسبها مجزأة إنما هي حصيلة معتقد..والعقيدة كلية جامعة لايمكن إدراكها وتريسخها طفرة واحدة..بل لابد لها من معطيات سابقة تشكلها..مجموعة معارف تشكل عقيدة..
المعرفة إنما انبثقت عن معتقد..
لامعرفة تأتي من عدم..
المعتقد كل جامع ..والمعرفة جزء و فرع..
نعم ؛أشاطرك الرأي أن المعرفة سا بقة لتشكيل المعتقد..لأن المعتقد مصدر والمصدر لايتأتى إدراكه طفرة واحدة..
المصطلح الحديث الغربي للمعتقد :الايديولوجيا..والمعارف مهما استقلت عن ايديولوجيتك فهي منبثقة عن
ايديولوجية أخرى..
ومهما كان الخلاف ؛فهما متكاملان لايقوم أحدهما دون الآخر..
والدليل على عموم العقيدة على المعرفة..وشموليتها لها أن العقيدة تحصر الفكر في فضائها ..والمعرفة إن طابقت العقيدة فهي منها وتابعة لها..وإن خالفتها فهي من معتقد آخر..
العقيدة تمثل ينبوع الماء..المعرفة مجرد رافد..

معروف محمد آل جلول
03-10-2008, 01:48 PM
أخي الذي أحببته في الله ..خليل المحترم..

لم أجد مكانا أهنئك فيه غير هذه المساحة ..

عيد مبارك سعيد ..وعمر مديد ..وعقل رشيد ..ورأي سديد ..

أطال الله عمرك كي تستفيد الأمة من فيض علمكم ..

نعم الرأي في هذا المقال ..ونعم التوجه ..

دمت ذخرا لأمتك ..

تذكر أن لك إخوة يحبونك ..

خليل حلاوجي
04-10-2008, 08:57 AM
وعيدك أسعد ونحن نكدح إلى الله سوية ... كدحاً حتى نلاقيه راض عنا غير غضبان جل في علاه


ياأخي الأكرم : هو زادي في هذه الحياة معرفة الأنقياء أمثالكم وأنعم بها وأكرم من نعمة مّن الله بها علينا


\

أحبك في الله خالصاً لله ومخلصاً لقلبك الطيب

عبدالصمد حسن زيبار
07-10-2008, 07:45 PM
الأحبة الكرام عيدكم مبارك سعيد
جعل الله كل ايامكم أعيادا سعدت بمتابعة ما تفضلتم به
لي عودة تحياتي