مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى ساذجة
خليل حلاوجي
23-09-2006, 08:23 AM
فتاوى ساذجة
بمتابعة سريعة لما تعرضه الفضائيات والصفحات المتخصصة في الجرائد، نلمح بوضوح أن الأمة الإسلامية كأنها تصوم رمضان لأول مرة وتصلي أول فرض وتؤدي الزكاة لأول عام , فكل الاسئلة والمعضلات التي تبحث عن جواب ماهي إلا تكرار عجيب لما هو مسطور في كتبنا الفقهيه مما يدل على ان السائل تعود الكسل حتى في مطالعته لتلك الكتب الهامة وابسطها وايسرها كتاب فقه السنه لسيد سابق رحمه الله وهو كتاب منهجي لطلبة العلوم الشرعية لبساطة اسلوبه وسهولة العثور فيه عن شتى الحلول لاغلب مسائل الحياة , اليوم والجميع يلمس انفجار ثورة المعرفة الإلكترونية والتي تيسر لابسطنا مهارة الابحار بلمسة زر وتصفح الآف الصفحات لاية مسألة عصية على فهمه .
أن بقاء المسلمين في حالة دوران أمام مسائلهم الفقهية ينقلنا الى حقيقة قد غفلنا عنها وهي ان المسلمين بشكل عام لم يتمكنوا من تخطي معرفة ضروراتهم الدينية حتى يتفرغوا لحل معضلاتهم
إن الحالة التي عليها الفتوى في عالمنا الإسلامي والمعروضة بالشكل الذي نراه في الفضائيات تكاد تلفت انتباهنا الى تحويلها إلى تسالٍ رمضانية يمضي بهاالبعض بعض أوقات رمضان في سماع الثناء على المفتي الفلاني وهو ينصت مقدما" الحل من كتاب قريب عن عينيه يتلو منه ماقاله المفتي الذي سبقه ربما بمئات السنين وقد أعلن د. على جمعة مفتي مصر أنه تقدم بمشروع حول تأسيس جهاز رقابي على القنوات الفضائية يتولى مراجعة الفتاوى التي تذاع على الناس من خلال القنوات الفضائية، موضحا أنه قدم المشروع إلى شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي. وحذر هذا الرجل الغيور من التجرؤ على الفتوى بغير علم. وشدد على أن يكون مبعث الفتوى خدمة الدعوة وليس النجومية من خلال الظهور بالفضائيات.
فالإفتاء ينبغي أن يرقى إلى مرتبة أعلى مما هو عليه، فعلماء الجزئيات عليهم تعليم السائلين عن الفتاوى الفرعية ببعض القواعد الفقهية التي توفر عليه كثرة السؤال والتكرار، بل عليهم البحث في حل المشكلات والمعضلات التي تعاني منها الأمة والبعد عن الوقوف على الطرقات الفرعية•
فالمفتي عليه النظر إلى ما وراء الفتوى، مما له علاقة بظروف الناس المتغيرة• ولايقف عند حل إشكالية معينة ولشخص معين طالما وجدت كتب الفقه الميسرة وطالما كانت نصيحة الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام لنا تقول ''استفت قلبك ولو أفتاك الناس ولو أفتوك•••''• وأرى من الواجب ان يعاد النظر في وظيفة المفتي ودوره في تسيير دفة المجتمع مع الآخرين؟!
أريد من المفتي أن يضيف لحركة التجديد وتسارع نمط الحياة وما يفرزه ذلك في عملية تعشيق النص المقدس على واقع الحال المتغير بان يضيف بصمة جديدة إلى الحياة الملتزمة بقواعد الشرع وفقاً لمتطلبات العصر التي تتداخل فيها الأهواء مع الحقائق
وبلمسته الواقعية الناضجة والناصحة يصبح التعامل مع القضايا الشرعية أكثر سلاسة وقبولاً لدى النفوس المتعطشة للالتزام بالشرع في كل تفاصيله , وان لايخجل عندما يسأل على الهواء في أية محطة من بعض الساذجين من ان يقرر في اجابته مانقوله ويصارح السائل بعدم الاجابة وإحالته الى أي كتاب مناسب ليتسنى احترام وقت المشاهدين وذوقهم فيتعود ان يطرح ماتحتاجه الامة فعلا" من حلول لمسائل شائكة قد يصعب على اغلبنا اعطاء او الوصول الى قرار فيها وكما نعرف فان الامة غارقة بمثل تلك المسائل الجوهرية
وكلي امل بتوقف تلك الظاهرة بان نحول الفتاوى الساذجة الى فتاوى مجدية
زاهية
23-09-2006, 08:45 AM
, وان لايخجل عندما يسأل على الهواء في أية محطة من بعض الساذجين من ان يقرر في اجابته مانقوله ويصارح السائل بعدم الاجابة وإحالته الى أي كتاب مناسب ليتسنى احترام وقت المشاهدين وذوقهم فيتعود ان يطرح ماتحتاجه الامة فعلا" من حلول لمسائل شائكة قد يصعب على اغلبنا اعطاء او الوصول الى قرار فيها وكما نعرف فان الامة غارقة بمثل تلك المسائل الجوهرية
وكلي امل بتوقف تلك الظاهرة بان نحول الفتاوى الساذجة الى فتاوى مجدية
كلام خطير هنا ماذا تقصد أخي الكريم غلبتني السذاجة أرجو التوضيح أكثر؟!
كل عام وأنت إلى الله أقرب
أختك
بنت البحر
خليل حلاوجي
24-09-2006, 07:34 AM
هل يجدي الصائمين أن يسؤل المفتي هل تعاطي حقنة المغذي تفطر الصائم أم لا
جواب مثل هذه المسائل مشهورة ومنتشرة في كتب يسيرة الوصول اليها
ام الاجدى ان يسأل المستفتي في مستجدات تتناول آراء بعض أصحاب الرأي مثل الاستاذ جمال البنا الذي صرح بجواز التدخين للصائم
مااردت الوصول اليه أختاه
رفضي الاقرار بغلق باب الاجتهاد
ومحاولتي لكسب الوقت ومافيه من فواجع مستجدة لصالح اشاعة العقلانية في المنظور الفكري الاسلامي
والله من وراء القصد
زاهية
24-09-2006, 09:15 AM
ولكن ياخليل أخي الكريم هناك بين الناس جهل بأمور شرعية كثيرة ,ولكن بعد وجود هذه الفتاوى بدأ الناس يفهمون حتى في البلاد الأجنبية فإنني أسمع من المغتربين في أمريكا وكندا وأسبانيا من أقربائي هناك بأنهم سعيدون بما يتلقونه من فتوى دينية على الفضائيات..
وليس هناك ضير بالجواب حتى على أقل الفتوى أهمية مادام هناك ولو واحدبالمئة من الناس لايعرفون ذلك ولكن المهم أن تقدم الفتوى بوجه صحيح وبرأي جميع الأئمة عليها وقول ماهو الخلاف فيها ليكون المتلقي لها على بينة من أمره ..
أما ماتطلبه فهذا موضوع آخر بالإمكان الحديث عنه في برامج أخرى
غير برامج الناس التي هي لهم من الضرورات الملحة وبارك الله فيمن يسأل ليتعلم ولو: هل نزف الدم من السن يفسد الوضوء
دمت بخير
أختك
بنت البحر
خليل حلاوجي
25-09-2006, 08:26 AM
زاهية الحضور
لك الفضل والمجد والسرور
أختي الفاضلة .... بوركت ِ
سارة محمد الهاملي
30-09-2006, 12:00 AM
الحقيقة أنا أيضاً يرتفع ضغطي إلى السقف من تلك الأسئلة المتكررة والتي لا يتعب الناس من طرحها على علمائنا الكرام. المشكلة هي آفة النسيان التي تجعلنا نفقد المعرفة القليلة التي اكتسبناها مع الوقت ربما بسبب الوقع السريع لحياتنا اليومية أو ببساطة لأننا لا نهتم ولا نقرأ! ربما يجب على العلماء أن يفتوا بضرورة العد إلى العشرة قبل طرح أي سؤال عن أمورنا الدنيوية اليومية. أو ربما يجب على وسائل الإعلام أن توعي الناس عن أمور دينهم أكثر وبطرق غير مألوفة.
خليل حلاوجي
30-09-2006, 10:02 AM
الاخت الفاضلة سارة
صيامك مبارك أختاه
والله أفتقدك كثيرا ً
\
وجهنا الحبيب محمد بأن نستفتي قلبنا وإن أفتانا المفتون
د. فوزى أبو دنيا
08-11-2006, 02:28 PM
مشكلة مفتى الفضائيات اصبحت مشكلة تحتاج فعلا الى حل
واهم مشكل فى هذا الامر ان يتصدى للفتوى من هم غير اهل لها
تحياتى لك على موضوعك الشيق الهام
خليل حلاوجي
09-11-2006, 03:07 PM
نعم أخي العزيز
الدكتور فوزي ابو دنيا
انها معضلة تعيق تجديد الوعي
\
شكرا ً لمرورك العطر
سلطان السبهان
09-11-2006, 11:30 PM
كل فتوى تفيد مسلما حتى لو عن دخول الخلاء لايجوز ان نطلق عليها ساذجة
دمتم بخير وتقوى
د. توفيق حلمي
10-11-2006, 12:44 AM
تفرد الإسلام عما سبقه من عقائد بكونه جمع بين العقيدة والشريعة. والشريعة منهج متكامل لحركة الإنسان في الدنيا وجميع نواحي الحياة.
نزل القرآن أول ما نزل بآيات العقيدة ثم بدأ بعد ذلك في التبصير بالشريعة وقواعد الحياة والمعاملات في الدولة الإسلامية خاصة بعد الهجرة وتأسيس الدولة في المدينة. تعرض القرآن كما تعرضت الأحاديث النبوية لكل ما يحتاجه المسلم في أي زمان ومكان، فلم ينزل الإسلام لقريش وقبائل العرب فقط أو لزمن مكة والمدينة وما جاورها.
من هنا نجد أن القرآن والسنة قد واكبت الحدث في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وتجد فيها التدرج والتنوع ولعلك تجد التشدد في بعض الأحاديث والتيسير في غيرها، إن ذلك كان إشارة لمواكبة الأحداث التي تعيشها الأمة الإسلامية وليس تضارب في النص مثلما هاجم المستشرقين ذلك، إنها المواكبة ووضع كل نص في مناسبته التي قيل فيها لا ينفصل عنها.
ما أزعج الأخوة هنا هو الفتاوى بالقنوات الفضائية التي لا تواكب الاحداث المأساوية التي تواجهها الأمة حالياً. فليس من الملائم أن تغرق الفتاوي في تفصيلات العقيدة والأمور السطحية في الشريعة والتطبيق وتترك ما يحض على الجهاد والصبر والتوحد ودفع ولاة الأمور للدفاع عن حياض الإسلام وغير ذلك ، ليس من المناسب أن نغرق الآن في فتوى بشأن عصفور بال على أحد المصلين أثناء الصلاة فهل ينقض ذلك وضوئه من عدمه. ليس هناك أمر في العقيدة أو الشريعة يمكن أن نقول عنه أنه غير هام فكل ما فيها مهم ولكن لابد أن نواكب الحدث إذا كنا نفهم حقاً الرسالة بشموليتها بما يجعلها نعمة أنعم الله بها على الإنسان.
تقديري لكل من كتب كلمة هنا وتحياتي للجميع
نورا القحطاني
10-11-2006, 01:14 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif
¸.•°°·.¸.•°°·.¸¸.•
أخي خليل غفر لك ربي ..لا تقل فتاوى ساذجة
أين الاهتمام باصغر وأدق أمور المسلمين ؟؟
لا تحقرن من المعروف شيئا
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية"
ولعل في تكرار تلك الفتاوى حكمة كبيرة وطويلة المدى !!
قد لا ندرك أهميتها لأننا نعرفها ومن حولنا
ولكن أكثر المغتربين وعامة الناس البسطاء وحديثي العهد بالدين
والجهلة وغيرهم وحتى بعض المثقفين الكبار
لو سألته عن أصغر أمر في الدين لا يستطيع اجابتك.
إذن ..لايجب أن نغلق أبواب شرعها الرحمن لنا ولا نقول عنها ساذجة !
الدين ذكرى.."وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
"
"
تقديري أخي العزيز
¸.•°°·.¸.•°°·.¸¸.•
*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية ورد
سلطان السبهان
10-11-2006, 02:11 AM
فليس من الملائم أن تغرق الفتاوي في تفصيلات العقيدة والأمور السطحية في الشريعة والتطبيق وتترك ما يحض على الجهاد والصبر والتوحد
قد سئل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن غسل الجنابة وبعض الآداب وهو في وسط المعركة !!
وسأله الصحابة عن الرجل الذي اغتسل في البرد في الغزوة !!
لماذا نخلق تعارضاً لاوجود له ؟!!
صدقوني : لولا البلاء في العقيدة والخلل فيها لما وقع كل هذا الاختلاف والنفرة ، فالعقيدة اولا .
وقد نبه النبي الكريم على العقيدة يا د. توفيق في التقاء الصفين في غزوة ذات الرقاع ، وحين قال للصحابي : الله اكبر انها السنن ، في قضية اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط ، ولم يقل اخشى ان نبهت على الخطأ العقدي تفرق عني الجيش ورجعوا !!
وفي فراش موته نبّه على ماذا ؟
لاتجعلوا قري وثنا يعبد ، لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد !!
متى كام الجهاد اهم من العقيدة والتنبيه عليها اخي الدكتور توفيق .
وما هي الأمور السطحية في الشريعة ؟
دمتم
سلطان السبهان
10-11-2006, 02:13 AM
ليس من المناسب أن نغرق الآن في فتوى بشأن عصفور بال على أحد المصلين أثناء الصلاة فهل ينقض ذلك وضوئه من عدمه
وما المناسب اذن ؟؟
لو سأل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال وهو في قلب الغزو هل سيقول للصحابي سؤالك ساذج !!
وهل مسألة يترتب عليها بطلان صلاة المسلم غير مناسب السؤال عنها ؟؟
عجبي لاينفك .
د. توفيق حلمي
10-11-2006, 12:13 PM
أخي الكريم سلطان السبهان
أسعدتني مداخلتك الخالصة لوجه الله تعالى لا ترجو بها إلا وجهه. ولما كان ما نتحدث بشأنه أمر يهم كافة المسلمين ويمثل قضية خلافية بينهم في الرأي فقد رأيت أن من واجبي أن أوضح الرأي بتفصيله وأن أستوثق من هذا قبل كتابته هنا من خلال المصادر التي أثق فيها وأنهل منها صحيح الدين ومنهم أساتذة أجلاء في كلية الشريعة والقانون بالأزهر وقد كان. أحمد الله أن من علي بعلم جعلني أسمع ما يتفق ما سبق وقمت بذكره هنا ولعلني أفصل الأمر أكثر فاسمح لي.
ما سبق أن ذكرته هنا من رأي لي لم يكن إلا من محصلة فهم وإدراك بالدين الذي أتبعه والذي يكلفني بأن أدين له عن فهم وعلم وليس عن إرث وتبعية ، هذا الفهم الذي ما نشأ في وجداني إلا نتيجة تراكمات قراءة مستفيضة واستماع لا يمل وحوارات لم تنقطع ، وانصهر هذا كله معا في معين العقل ليتشكل فهماً ووعياً وإدراكاً فإيماناً.
إن ما ذكرته عن مواكبة القرآن والسنة لأحداث الزمان والمكان إنما تؤكده العقيدة والشريعة معا ، ولا يعني ذلك أن هناك أموراً أهم من الأخرى وإنما هي الموائمة والمواكبة ولكل مجال مقال.
إنما الإسلام في أي مكان مثل الشجرة الطيبة لها جذع وفروع وأوراق، كل من نسيج الشجرة لا تنفصل عنها غير أن الشجرة لا يضيرها سقوط ورقة من أعلاها طالما بقي الجذر سليماً قوياً والفروع ملتصقة به لا تنفصل. إنما تواكب تلك الشجرة تغيرات الزمان والمكان حولها حيث يتغير شكلها بتغير الفصول وبتغير طبيعة الأرض التي تنبت منها مع بقاء مضمونها ثابت لا تغير فيه وتؤتي أكلها وثمارها أينما وكيفما تغير الزمان والمكان وتنوعت الأحداث. لذلك لا يكون هناك عذر للإنسان في عد م تطبيق الدين في كل حين وموضع ، ولذلك كان الإسلام هوالمتمم لما سبقه من رسالات ولذلك كان محمداً عليه الصلاة والسلام هو آخر الأنبياء والرسل.
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (المائدة 3)
هذا هو المنهج وهذا هو صحيح الإسلام ، المواكبة والملائمة والتفاعل.
ذلك التفاعل الذي يؤكده أخي الكريم سلطان ما سقته لنا من أمثلة
أجاب الرسول عليه الصلاة والسلام على أمر في الدين عرض على المسلمين أثناء المعركة وتلزم الحدث يريدون أن يعرفوا كيفية مواكبة الدين لذلك أثناء المعركة بما لم تكن لهم به سابقة.
يريدون أن يعرفوا كيفية موائمة الأحكام الشرعية في غير زمن السلم. إنما ذكر العقيدة أثناء المعركة أيضاً هو للتذكير بالدافع الإيماني الذي من أجله يجاهد المسلم ويجود بروحه فليس ذلك بحرب ولكنه جهاد أسسه عقيدة ، نذكر المسلم بنا يلائم الموقف والحدث إذا لزم الأمر، والرسول عليه الصلاة والسلام أعطى الامثلة وما أكثرها في هذا الشأن، فليس الأمر انفصال عن الحدث لأمور العقيدة والسنن ولكنه توظيف لها لتعضيد المجاهد في أتون المعركة.
تماماً مثلما تخبرنا تلك الأحكام أن الصلاة في المعركة - والصلاة أصل من أصول العقيدة – تختلف عن الصلاة في السلم، حيث ينقسم الجيش إلى قسمين أحدهما يصلي والآخر يحرس فلا تجوز هنا الجماعة لكل الجيش، كما أنها تكون صلاة قصر وليست كاملة. مثل ذلك صلاة وصيام المسافر وغيره ، أعطت الأحكام الحق للمسلم في الوضوء أن يمسح على الخفين في المناطق الباردة والتيمم إذا لم يجد الماء. وكل الأحكام بلا استثناء تتمتع بخاصية المرونة وتغير شكل التطبيق بتغير الظروف المحيطة. هذه هي مواكبة الشجرة الطيبة للزمن والمكان فلا جمود في الدين ولا خلط ويكون إذن تطبيق الأحكام في غير زمانها ومكانها من الإضرار بالدين والابتعاد عن مضمونه وفهمه الصحيح. ويكون إذن تطبيق الإسلام بشكله وثباته كما كان في المدينة ومكة بحذافيره هو تغريب للإسلام في العصور التي تلت ذلك بما يفقد الدين أساساً من أسسه الأصيلة وهي المرونة في التطبيق والموائمة في التناول ، وإلا يكون ذلك توقف للدين عند الزمان والمكان لحظة وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة وافتقاد للحركة بعد ذلك.
أوقف عمر بن الخطاب الدعوى في السرقة مؤقتاً في عام الرمادة مواكبة وموائمة بالرغم من أن السرقة حد من حدود الله، وغير ذلك من الأمثلة الكثير الكثير، ولن أسهب في هذا فهو جلي.
أما ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام من عدم جعل قبره وثناً فذلك أصل من أصول الدين فما الإسلام إلا دين وحدانية لله عز وجل وما الرسول عليه الصلاة والسلام إلا شاهداً ومبلغاً ونذيرا, إنما كان حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لينبهنا بأن قدره هو قدر من بلغ الرسالة والمنهج وليس قدر جسده الشريف أو غير ذلك من مادة ملموسة. إنه كان استقراء لما قد يواجهه المسلمون بعد وفاته تأكيداً على استمراية الدين بمنهجه الصحيح وعدم تحريفه ، إلا أن هذا التحريف ليس هو المواكبة والموائمة التي نزل بها القرآن وتحدثت عنها السنن.
أذكر هنا ما ذكره البعض بعد هزيمتنا في حرب 1967 أن نشط بعد الناس وقالوا أننا ما انهزمنا إلا لأننا ابتعدنا عن دين الله وعلينا تطبيقه بحذافيره حتى يرضى الله عنا وطالبوا الشعب بإعفاء اللحى وتقصير الثياب. صعد الشيخ محمد الغزالي رحمه الله المنبر في صلاة جمعة وقال ان الأخذ بمظهر الدين وليس بجوهره هو إفساد وابتعاد أكثر للدين وطالب الناس أن يأخذوا بالوسائل وبجوهر العقيدة والشريعة للاستعداد للمعركة القادمة ، وقال ( ليت ذقون المسلمين أعشاباً ترعاها الأغنام). كان الشيخ محمد الغزالي رحمه الله يفهم الدين فهماً صحيحاً وكان أكثر ما يزعجه هو منهج الفقهاء الذين يحصرون الدين في العقيدة وجل فتواهم في الأحكام الخاصة بالمرأة ويتركون مسائل الإسلام الكبرى التى تعلي شأن الدولة الإسلامية في العالم وتنشر الدين ، كان رحمه الله يطلق على هؤلاء الفقهاء (أئمة الحيض والنفاس). ذلك لأنهم لم يأخذوا المواكبة والموائمة لهم منهجاً. رحم الله الشيخ محمد الغزالي ، كان أمة ولم يكن يوماً من فقهاء السلطان بالرغم من المغريات التي لا حدود لها وقال كلمة حق عند سلطان جائر.
أحكام الدين منها مثل جذع الشجرة لا غنى عنه ومنها مثل الورقة الصغيرة التي يسقطها خريف لتنبت مرة أخرى في الربيع. هي الشجرة التي تميل لعاصفة وتنبسط لاعتدال هي التي مهد الله لها أن تنبت في كل جزء من الأرض.
أعود هنا وأقول أخي سلطان أننا يجب أن نفهم الدين على صحيحه فهو نعمة كبرى أنعم الله بها علينا في الدنيا والآخرة وأن نسخره كما يجب لمعالجة أمورنا والأخذ بجميع أسبابه كل في موضعه وزمانه وحدثه لا نخلط بينهم.
على فقهاء المسلمين الذين يفتون الآن في الفضائيات وغيرها إن يواكبوا الحدث عقيدة وشريعة وما أمس حاجتنا لذلك الآن. وقد يكون أخي خليل حلاوجي قد قصد بكلمة السذاجة سذاجة من يفتي دون مواكبة الحدث بما يلزم وما قصدت أنا بالسطحية عدم الأهمية وإنما الأحكام كالبحر منها ما هو في لجه ومنها ما هو على السطح.
تقبل منى الود واعلم أنني ما كتبت ذلك انتصاراً لرأيي وحاشا أن أكون ذلك ولا تسفيهاً لفهم لك وأكبرك عن ذلك وإنما دعوة أبتغي بها وجه الله عز وجل علها تكون لي حسنة يوم القيامة يخرجني بها ربي برحمته من النار ولعل ذلك ينفض عنك عجباً ذكرته فأكون من الحامدين والشاكرين.
هذا الموضوع للتثبيت لكي تعم الفائدة ونغنم محاورات ثرية من أخوتنا في الملتقى
تقديري وتحياتي
إدريس الشعشوعي
10-11-2006, 12:36 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اساتذتي الكرام .. موضوع به من المداخلات ما يفيد و ينور ما شاء الله .
لكنني أتفق مع أخي سلطان فيما ذهب اليه على أنه لا يوجد فتوى ساذجة و بالتعبير الذي يفهم من أخينا الكريم خليل ، فهذا دين الله و حاشاه ان يكون به أمر ساذج أو يستحي المرء من تعلمه .
ربما قصد اخونا الكريم خليل أنه يجب ان يكون هناك تنوع في القنوات الفضائية في الحصص الخاصة بالاحكام و الفتاوى .. لأنه بصراحة لم يزل المسلمون يتعلمون الاحكام -و خصوصا اليومية و الضرورية - من مضانها و هي دروس الائمة في المساجد ... و ربما تعلمها الصغار في الكتاتيب و المدارس القرآنية أو الرسمية . على أن الأمية في الامة تمتد و لا تنتفي في كل وقت و زمان . و كثير منا يحتاج الى أن يسمع بعض الاحكام و الفتاوى في يومياته و معاملاته ، و لا أظن أن في ذلك حرجا و لا حياءا . و القنوات الفضائية اليوم هي وسيلة لنقل هذه الفتاوى و تسهيل عملية التنوير و الدلالة ، و من يثق في شيخ له مؤهلاته العلمية و إجازاته من مشائخه المعروفين فلا باس أن يسأل و يسأل و ان كانت الاسئلة مكررة ، فلم يزل في كل يوم تائب ، و في كل يوم عائد ، و في كل يوم سائل الى يوم الدين .و لا يوجد فتاوى ساذجة .
ربما لو صح الاسقاط لقلنا ان ذلك مثل برامج التدريس التي تبدأ من الالف باء في القراءة و الحساب و ما الى ذلك ، هي في حقيقتها تعاد في كل سنة ، نفسها و ان اختلفت التقنية او المنهجية ربما .. لكن الطفل عليه أن يتعلمها ليتعلم بعدها ما يتلوها .. ربما لأن الفتاوى مذاعة امام نا ظرينا أحسسنا أنها مكررة . و لكنها واجبة ، و لا يمكن أن نتصور تعلما ذاتيا و أن نرجع الناس الى الاكتفاء من الكتب .. فالمستويات مختلفة ، و تيسير أخذ الفقه و الفتاوى للناس من صميم الدين و صميم فكرة التنوير .
يبقى العودة الى أن أخانا خليل ربما قصد التنويع و التخصيص .. و ايجاد حصص ذات مستويات مختلفة تقنع جميع الفئات و المستويات لتكتمل الرسالة و الله اعلم .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
سلطان السبهان
10-11-2006, 12:51 PM
أخي الكريم الدكتور توفيق
أطلت الكلام استاذي في قضية مسلّمة بيننا وليست محل الخلااف طلقاً !
لاأخفيك أن هناك كثير من الجزئيات في حديثك والتي أخالفك فيها تماماً خصوصاً موضوع الاستخفاف بشأن اللحية أو جعلها أمرا هامشياً ، او دحض قضية علماء الحيض والنفاس والتي كانت شنشنة المعتزلة قالوها للامام سفيان الثوري " علماء السراويل " !!
أعود لأقول :
من المهم ان نعود لقضيتنا الاساسية في هذا الموضوع فقط دون التشعب والذي قد لايخدم الموضوع أبدا .
قضيتنا : فتاوى الفضائيات .
ياسيدي الكريم د. توفيق
لماذا لاتريد التفريق بين الفتوى والعرض الانشائي ؟!
الفتوى أخي غير العرض .
نعم نقول حين يردي احد العلماء أن يعرض شيئا فعليه ان يتوخى أهم ما يهم الأمة وينفعها ويرفع شأنها من عقيدة وجهاد ونصرة للدين .
وذلك في مثل خطب الجمعة والمحاضرات المبتدَأة دون سؤال او استفتاء ، كمثل خكب الحرمين الشريفين وخطب الجمع وخطب الأقصى وخطب الأزهر والمحاضرات المتنوعة في الفضائيات المختلفة .
لكن حين يوضع برنامج افتاء فيجب على المفتي إجابة السائلين عن أسئلتهم التي تهمهم ويحتاجون إليها .
ام ترى انه يجب ان يقول لهم : إن أسئلتكم ساذجة وهامشية ، سلوا عن الجهاد والسياسة فقط ؟؟!!
هذا مصدر العجب أخي .
دمت موفقا .
د. توفيق حلمي
10-11-2006, 01:04 PM
أخي الكريم سلطان السبهان
أخوتي الكرام
لا اختلاف بيننا إذن في الأصول.
نقطف هنا من ثمار الحديث أن هناك فرقاً بين البرامج الفقية الموجهة بمواضيع بذاتها وبين البرامج المفتوحة لاستقبال أسئلة الناس في الفتوي. الأولى يتم توظيقها لمواكبة الحدث والثانية تكون لتبصير الناس بما يسألون عنه في أمور دينهم كيفما كان.
سعادتي كبيرة بهذا الزخم الفكري في ملتقى الواحة وذلك هدف أصيل من أهدافه ، وها نحن هنا قد توصلنا مبدئياً إلى رأي يجمعنا ويضبط صفوفنا حول رؤية واحدة والحمد لله رب العالمين.
بارك الله فيكم وبكم ، إمتناني لكل من خط حرفاً هنا
نهير محمد عبد الله الشيخ
10-11-2006, 02:54 PM
انا لا اعتقد ان فكرتك قابلة للتطبيق اخى المحترم خليل
والسبب ان هناك افكار يمكن ان تكون رائعة ولكنها ليست قابلة للتطبيق
لكى يتفرغ او يتحدد رجال الدين للفتاوى التى تعالج قضايا العصر
عليك اولا حصر الناس وتصنيفهم
وان تخاطب كل نوعية خلال قنوات اتصال تنفع مع نوعيتهم
ان كانوا متعلمين او جاهلين او انصاف متعلمين
فمن العلماء الجهلاء بامور الدين
اذا ً ان اردتنى ان اوافقك القول تكون فكرتك ممكن تنفيذها بعد عمل تصنيف للناس
ووضع كل قناة اتصال مناسبة لهم
مثلا الأميين والفقراء لهم الراديو
الناس فى بقاع الأرض لهم التليفزيون
المثقفين والنخبة يكون لهم الأنترنت وحلقات النقاش الحقيقية كالمؤتمرات والندوات وما شابه ذلك
كل الدين مهم دقه وجله
وكل الناس لها حق فى ان تحصل على الفتوى من العلماء
اعرف ان هدفك سامى وانك لا تريد ان يتكاسل الناس بألا يقرأوا وان يأخذوا الفتوى على طبق من فضة جاهزة وان عليهم ان يعلموا انفسهم
هذا صح ولكنه غير قابل للتطبيق على كل المسلمين الذين يزيدون عن مليار ونصف اغلبهم بهم الفقر والجهل
اتمنى ان تكون وصلتك الفكرة
مع الشكر
زاهية
10-11-2006, 02:58 PM
فمن العلماء الجهلاء بامور الدين
كيف ذلك بربك
هل هناك عالم بالدين جاهل؟
كلام خطيرهذا؟
نهير محمد عبد الله الشيخ
10-11-2006, 03:02 PM
اقصد العلماء فى امور غير الدين
كان فى برنامج فكر كيف تكسب المليون
دكتور وهو مهم فى لبنان
وسأله جورج قرداحى عن اكمال سورة الناس فكان فضيحة بحق
كنت اتمنى ان اصفعه لجهله
وكان اسمه محمد !!!
وغيره من العلماء فى المواد الأخرى غير الدين
د. سمير العمري
10-11-2006, 03:34 PM
لعلني وقد شدني هذا الحوار المثمر أبدأ بالتحية للجميع على هذا الرقي الفكري في التناول والحوار.
ثم لعلني أبدأ بالتأكيد أنني لست هنا محامياً لصاحب المشاركة ، ولا لأحد كان وإنما أحب أن أتشرف بامدخلة معكم لعل الله أن يلهمنا فيها سداد الرأي وصواب التوجه.
والآن أستأذنكم في أن نعيد الحوار إلى أصل الموضوع فالتشعب لا يكون منه إلا عكس المراد. والحقيقة أيها الأحبة أن الحوار كما رأيته توقف عند العنوان ولم يدخل في صلب الموضوع إلا لماما ، ذلك أن جل الحوار دار حول كلمة واحدة في العنوان وهي "ساذجة" كوصف للفتاوى ، وهذا أمر رغم إداركي التام بأن مقصد أخي خليل لم يذهب مذهباً غير سوي إلا أنني أعترض عن هذا الوصف مهما كان معناه ومراده لما تسبب في بعض حساسية وترت طبيعة الحوار هنا ، ولأن مثل هذه اللفظة قد تؤخذ على غير مأخذها المراد وعليه فقد وجب انتقاء المفردات بحرص.
وأما المحتوى فإجدني أوافقه تماماً خلا ما أشرنا إليه مما ورد في نهاية النص. واستقرائي للموضوع كان يتلخص في هذه الأمور:
1- أن "موجة" برامج الفتاوى وتعددها بشكل كبير وتنافس ضيوفها على من هو السوبر فقيه الذي يكسب التشجيع والقبول لهو أمر خطير وخطير جداً. ولقد انزعجت شخصياً غير مرة من فتاوى تصدر عن أمثال هؤلاء دون أن يجهد نفسه في سماع المستفتي ، بل ولعلكم تذكرون كم من البرامج حتى على قنوات دعوية وجادة التي يقوم بها مقدم البرنامج من قطع السائل بعد أن يبدأ بعرض مشكلته وقبل أن يوضحها بقوله: وصل سؤالك أخي الكريم وسيرد الشيخ عليك. هو هنا يحافظ على وقت البرنامج ولكنه يضيع الفقه والشرع ويرد على السؤال بما لا يوافق أو لا يتفق. وهناك من الفقهاء هذه الموجة من لا يعجزه سؤال حتى لو كان عن أمور لم تطرق فلكم تمنيت أن أسمع ولو لمرة واحدة فقيها يقول لا أعلم ومن قال لا أعلم فقد أفتى أو يقول انتظر مني الجواب بعد البحث ، وكأنه حفظ علوم الشرع في رأسه بما لم يزعمه يوماً أئمة أهل العلم الذين ربما قضى أحدهم الشهر والشهرين والسنة والسنتين بحثاً عن الجواب الصحيح.
نعم قد بات أمر الفتوى في زمن الفضائيات كدعابة سمجة ضررها أكبر من نفعها ، وكم من فتوى دون بصيرة هدمت بيوتاً وعطلت أعمالاً ، ولعل أشد ما أزعجني بهذا الصدد يوماً اتصلت فيه إحدى المسلمات على أحد الشيوخ المعروفين وقالت وهي تبكي أرجو أن تفتوني في أمري على وجه السرعة وللضرورة ، فأنا أخشى أن ينهدم بيتي وعندنا أولاد .. أنا منعت نفسي عن زوجي بسبب أنه ... فقطعها مقدم البرنامج وبموافقة الشيخ وهو يقول لها هذا سؤال خارج موضوع الحلقة ، ولكن سنجيبك عليه بعد قليل. المهم ورغم أهمية ذلك السؤال لإحدى أسر الأمة ورغم عدم إفساح المجال لمعرفة تفصيلات سؤالها إلا أن المفتي لم يجب على سؤالها وانقضى البرنامج وهو يتحدث عن أمر غيرمهم.
أعتذر لكم عن مثل هذا الإسهاب في سرد بعض الوقائع وهي غيض من فيض ولكني أردت بها دليلاً على خطورة ما يحدث من خلال هذه البرامج غير المراقبة وغير المدروسة.
2- أن انغلاق الفكر الدعوي والفقهي على أمور محددة هو إماتة للدين وللعقيدة مهما قيل في هذا المجال. ، والخطاب الدعوي القديم يكرس حالة الفصل بين الدين والدنيا بما يسبب حالة من انفصام الشخصية الإسلامية ليصبح لديها الخيار بين إحدى اثنتين فإما أن تعيش للدين وتموت في الدنيا ، وإما أن تعيش للدنيا وتموت في الدين. وهذا لعمري من أشد ما أصاب عقيدتنا وشرعنا بالسوء يوم فصلنا بأنفسنا دينا عن حياتنا وما أراد الله هذه الدين إلا منهج حياة قبل أن تكون طقوساً ورموزاً وعبادات. نحن بحاجة إلى خطاب دعوي جديد يدرك ظروف الحياة ويتأقلم معها إيجاباً وفق قواعد الشرع الفقهية الأساسية بدون إفراط ولا تفريط.
3- أن قضايا الأمة الكبرى والتي يبتعد العلماء عن نقاشها خوفاً من العباد لا خوفاً من رب العباد ، وطمعاً في زخرف الدنيا بمال أو بشهرة أو بغيره هو أمر بات بالفعل يحتاج إلى وقفة صادقة. وهنا قد يبرر السؤال الذي تردد غير مرة لا إنكاراً لأهمية هذه الفتاوى في إطارها بل استنكاراً لتجاهل قضايا أخرى قد تكون في هذه المرحلة أكثر أهمية. نعم لا ينصلح حال الأمة إلا بانصلاح عقيدتها ولكن أليس الحديث عن حال ألمة والجهاد بالكلمة ضد كل هذا الشر هو في صميم العقيدة؟؟ وكأني لاحظت في بعض الردود خلطاً بين العقيدة والعبادة ، وأما العقيدة فهي الخط الأحمر الذي لا يجوز لأقل الأمور وأبسطها أن تشوبها بشائبة وإلا أفسدت فيها. والعقيدة تقتضي التسليم بحكم الله تعالى والاستسلام لأمره ، وبهذا المفهوم يخرج مفهوم العقيدة عن أمور العبادة ، وأمور الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس لها إطارها الذي يجب أن لا يبالغ في التركيز عليه. ولواقع الأمة وحالها وحكمها ودمائها وكرامتها إطار مهم في العقيدة والدين يجب أن لا يسكت عنه.
4- أن الاهتمام بالمظهر دون الجوهر ليس من مقاصد الشرع الأساسية ، فرغم أن ترتيب المظهر مهم إلا أن بناء الجوهر أهم بل أهم بكثير. وحين يميل الفقهاء إلى الانطلاق في التركيز على المظهر كحف الشارب وإعفاء اللحية وتقصير الثوب وغيرها حد الغرق فإننا نقع في معضلة خطيرة ونضع يداً على موضع الداء الذي اصاب أمتنا. لقد اهتم الفقهاء بترتيب المظهر والذي بات يسبب مشكلة أخرى ينتهجها التصابون وأولي الأغراض الدنيوية من خلال استخدام هذا المظهر المعين كي يخدعوا الناس سواء أكان بدجل أو بعمل أو بتجارة. وتناسى هؤلاء الفقهاء بناء النفوس والعقول حيث تكون العقيدة الحقيقية وأن المظهر سيكون تلقائياً وانعكاساً من نقاء الجوهر ، ومن هنا ظهر هذا الخواء الشرعي في نفوس العامة من أبناء الأمة وهذا الانفصام الظاهر بين المظهر والجوهر.
5- أن مقصد أخي خليل هو أن يشير إلى هذه المعضلات بشكل واضح ومختصر وأن يبين أهمية أن لا ننغلق على قضايا باتت معروفة ، وفتاوى باتت مشهورة وأن لا نلتفت للأهم وهو بناء الأمة وبناء النفوس وبناء الفكر القادر على إنتاج معطيات إيجابية تخرج بالأمة من كبوتها فتنعتق من قيودها التي كبلت نفسها بها.
إن الحاجة لخطاب دعوي جديد يقوم عليه علماء يخشون الله تعالى ويسعون بأمره لا بأمر حكام ولا بأمر قنوات ولا بأمر أهواء ومصالح وغايات. إنني شخصياً أتحفظ بشدة على هذه الظاهرة غير السوية وأطالب بالنظر فيها بما يقوم على ترتيبها وتأطيرها وفرض رقابة موجهة عليها.
تحياتي للجميع.
ثروت الخرباوي
10-11-2006, 08:05 PM
ياله من حوار .... ويالكم من متحاورين
أمسك كل طرف بطرف من الحقيقة
وتشبث كل محاور بما لديه من صواب
ولاتثريب على الجميع في ذلك ... فقد إستبصر علماء الأصول قاعدة ذهبية تفرد بها الإسلام ... هي قاعدة تعدد الصواب.. إذ يتعدد الصواب بتعدد الأفهام واختلاف العقول واختلاف البيئات والثقافات
لذلك صلح الإسلام للبدوي في القرن الأول الهجري
وصلح للحضري والقروي والمدني... للعالم والجاهل.. للذكي والغبي
صلح لمن يعيش في الغابات
وصلح لمن يعيش في بلاد جمعت كل التقنيات والعلوم
وسيصلح لكل الخلق إلى أن تقوم الساعة
لذلك لايستطيع أحد أن يجمع الصواب كله في جرابه
ولايستطيع أحد أن يدعي إحتكار الحقيقة الكاملة ونسبتها إلى نفسه وعقله
ولايستطيع أحد إجبار الناس على الإنتظام في فهم واحد وعلم واحد
فلم يخلقنا الله آلات متشابهة ... ولكنه خلقنا عقولا وأفهاما متمايزة
فكان إختلافنا رحمة
وكان إختلافنا إختلاف تنوع ... لاإختلاف تضاد
فنحن جميعا نرتع بأفهامنا تحت سقف واحد .. هو سقف الإسلام
لانختلف في الأصول ... ويحق لنا أن نختلف في الفروع ما شاء لنا الإختلاف
نتفق على ثوابت الأمة... ولانتعداها
فنحن بهذه المثابة نمسك طرفا من الحقيقة
هكذا أراد الله لنا... وهكذا علّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم
عن الفتوى والإفتاء دار الحوار
وقد نظر المتحاوران إلى وجهتين مختلفتين
فكان الإختلاف في الرؤية
نظر طرف إلى حق المسلم في السؤال كي يعرف دينه .. كبيره وصغيره
أصله وفرعه
تافهه وعظيمه فبهذا وذاك يقوم الدين ويصلح الناس
لذلك تحمس المفكر العميق .. سلطان السبهان.. لهذا الحق
حق المسلم في أن يسأل ويتعلم
فقال كل فتوى تفيد مسلما حتى لو عن دخول الخلاء لايجوز ان نطلق عليها ساذجة
وأظن من واقع فهمي للعبارات التي صاغ بها الأديب الكبير الدكتور توفيق حلمي مداخلته ... أقول أظن أنه لم ينكر هذا الحق ولم يعترض عليه بل قال بصريح العبارة وبمفهوم الإشارة
ليس هناك أمر في العقيدة أو الشريعة يمكن أن نقول عنه أنه غير هام فكل ما فيها مهم ولكن لابد أن نواكب الحدث إذا كنا نفهم حقاً الرسالة بشموليتها بما يجعلها نعمة أنعم الله بها على الإنسان.
كما لاأظن أن أديبنا الخلوق الفاضل خليل حلاوجي قصد هذا المرام... مرام الإعتراض على حقوق السائلين
وما أظن أن الدكتور فوزي أبو دنيا- أوغيره من المتحاورين الأعزاء - قصد تحقير الفتوى
هكذا فهمت ... والحمدلله أن الذي جاورني في الفهم هو شاعرنا الكبير الدكتور سمير العمري إذ قال
أن قضايا الأمة الكبرى والتي يبتعد العلماء عن نقاشها خوفاً من العباد لا خوفاً من رب العباد ، وطمعاً في زخرف الدنيا بمال أو بشهرة أو بغيره هو أمر بات بالفعل يحتاج إلى وقفة صادقة. وهنا قد يبرر السؤال الذي تردد غير مرة لا إنكاراً لأهمية هذه الفتاوى في إطارها بل استنكاراً لتجاهل قضايا أخرى قد تكون في هذه المرحلة أكثر أهمية
يقينا هناك إتفاق ... إلا أن سبب الإختلاف هو أن الدكتور توفيق تطرق إلى وجهة أخرى ... إذ نظر للأمر بكليته فوجد روحا غريبة تسري في الأمة وتلتصق بشرايينها .... وما تلك الروح إلا روح السفسطة
.. روح التنطع في الدين .. وكأن هناك من يبث هذه الروح ليبعد الأمة عن أولوياتها ... فهي ليست روح من يريد الإستزادة في العلم والفقه والفهم
ولكنها روح من يريد بث الشقاق في قلب هذه الأمة
لله درك ياسيدي يابن الخطاب ... ياعمر الفاروق
جاء إليه رجل وقد وجد شق تمرة في طرقات المدينة فقال له ماذا أفعل بهذه ... أدرك سيدنا عمر أن الرجل من أولئك المتنطعين فعلاه بالدرة وقال له : كلها يانطع
حدثنا أستاذنا وشيخنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله .. أنه كان يلقي درسا في أسيوط فسأله أحدهم عن حكم الخل في الإسلام
وبعد أيام سافر في جولة دعوية إلى الجزائر فإذا بأحد السائلين يسأله عن حكم الخل في الإسلام
ثم سافر إلى أمريكا وفي ندوته بمدينة نيوجيرسي إذا بنفس السؤال يتكرر
وهنا قال عجبت لأمركم أمن أسيوط إلى هنا مرورا بالجزائر يتكرر السؤال في أمر من السفاسف ... أبشروا ما من أمة تسري فيها هذه الروح إلا وقعت في الحضيض الأسفل
ونفس الأمر ... وفي أحد المراكز الإسلامية بنيويورك يسأل أحدهم شيخنا الدكتور القرضاوي في حكم الكحول الذي يوضع في الروائح العطرية التي نتعطر بها فيجيب الشيخ ... وفي الأسبوع الذي يتلوه يأتي الشيخ الغزالي رحمه الله ليلقي درسا فإذا بنفس السائل يوجه للشيخ نفس السؤال ... وعندما كاد الشيخ أن يجيب تنبه مقرر الندوة - الدكتور فريد الطنبداوي -
إلى الأمر فلفت نظر الشيخ إلى أن نفس السائل سأل نفس السؤال للدكتور القرضاوي في أسبوع فائت .. وهنا إنتفض الشيخ من الغضب ولقن السائل درسا أظنه لم ينسه
وأظن أننا سنجلس للصباح ولن تفرغ الأمثلة وسيحضر إلى الأذهان على الفور تلك القالة التي خلدها التاريخ عندما جاء أحد رجال هذه الأمة ليسأل عالمها عن دم البرغوث فأدرك العالم أنه لايبتغي المعرفة ... فنظر إليه شذرا وقال له أتستحلون دم الحسين وتسألون عن دم البرغوث !!
ألهذا قال الله تعالى في كتابه الكريم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) !!
من هذا ندرك أن الدكتور توفيق - وهوطبيب - ومن نحى نحوه نظر إلى موضع الداءفحنق عليه نظر إلى تلك الروح التي تسري في كيان الأمة لتبعث الفرقة فيها فأنكرها... نظر إلى تلك الآفة التي إستشرت .. إلى أمة أْشربوا في قلوبهم التنطع .. فوضع مبضع الجّراح فيها
لم ينكر على السائل فحسب ولكن أنكر على المسؤل أن ترك هذا الأمر يستشري ولم يقم بواجبه نحو توجيه الأمة وتوجيه مشاعرها إلى ماهو أهم ... لذلك كان فقه الأولويات ... ولمثل هذا كان الفقهاء
لله در ابن عباس عندما جاء له من يسأله ... هل هناك توبة لقاتل
فقال ابن عباس : لا
فانصرف الرجل وعندئذ قال الجالسون لابن عباس : قد كنت تفتي بغير ذلك
فقال : نعم ولكنني رأيت الشر في عين الرجل فعرفت أنه يريد القتل فأغلقت أمامه الطريق
هكذا كان فهم ذلك الجيل المتفرد ... كانوا يصنعون رجالا ويصيغون عقولا ويقيمون أفهاما ... فأقاموا أمة سادت العالم
الدكتور توفيق وصحبه يبتغون ذلك
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا
نورا القحطاني
11-11-2006, 11:22 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif
¸.•°°·.¸.•°°·.¸¸.•
عودة لتوضيح أمر
بالنسبة لي فأن أعرف مقصد أخي خليل جيدا...لا تثريب عليه
ولكن هذا لا يمنع عندما نتحدث عن أمور ديننا أن نستخدم
أفضل العبارات وأجلها
فلا نقول فتاوى ساذجة أو أمور سطحية وكلها مهما صغرت أو كبرت
أمور دينية يجب احترامها والعمل بها.
يقول النبي صلى الله عليه و سلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً" أو بما معناه
لذلك وجب التحذير
وحقيقة عندما أشاهد برامج الفتاوى المنوعة
أتأكد من حقيقة نسبة ارتفاع الأمية في العالم العربي وأننا عالم
لا يقرأ ولا يبحث عن المعلومة
ولماذا نحن أمة لا تقرأ ..؟
ربما هذا ناتج من تردي وسوء الأحوال والاحداث في عالمنا العربي !!
وأشد على قول استاذنا الخرباوي ان ديننا يصلح لكل الخلق إلى أن تقوم
الساعة
لذلك علينا ألا نتجاهل أو نصغر أي أمر من أموره..حتى ولو تكرر
على مسامعنا عشرات المرات..لأننا أجيال تتتابع في كل وقت
تحتاج إلى معرفة كل كبيرة وصغيرة عن دينها
ألستم معي أن الفضائيات على كثرة شرها ..سهلت وصول
مثل هذه الفتاوى لكثير من الناس المحرومين من أبسط الاشياء
والحديث ذو شجووون..!!
"
"
تقديري واحترامي
¸.•°°·.¸.•°°·.¸¸.•
*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية ورد
خليل حلاوجي
11-11-2006, 03:15 PM
سأضع مقالتي
الفقيه الكوني
قبل أن أجيب على من مر من هنا وعقب
وأنا شاكر للجميع
ومتابع
\
بالغ تقديري
خليل حلاوجي
15-11-2006, 07:49 PM
بحثي طويل ويخذلني انقطاع الكهرباء عن اتمام طباعته
لذا
ساكتفي برؤوس نقاط أضعها تحت عناية أنظاركم
وتقبلوا فائق تقديري
\
تأتي فكرة تصوري للفقيه الكوني من حيث
اقتناعي بجدوى عالمية الاسلام على أساس أنه نظام يملك القدرة على ادارة العالم وأن الاسلام هو طريق الخلاص من تناقضات الرؤى الحاكمة اليوم فوق الارض عقديا ً واجتماعيا ً وفكريا ً
والحل اسلامي إذ يحتوي هذه التناقضات لانه ببساطة لايسعى الى القضاء عليها كهدف ، بل احتواءها
وحين ترجمت لفظة ( Globalization ) الى العولمة كما وردت في قاموس وبستر عام 1964 كان الصحيح أن تترجم الى ( الكونية )
هذا الاختلاف كان في مضمون المصطلح أيضا ً حتى رأيناه اليوم وقد وضع مرادفا ً للأمركة وواقع الحال يقول فشلها في التعاطي مع مستقبل البشر والعالم لانها قامت على اساس المنفعة الخاصة والتي ولدت معها جرثومة فناءها نتيجة الاهوال التي افرزت في سباقها المسعور للتسلط
\
من ناحية أخرى
ولأن أي فكرة تبيح لمعتنقيها إقصاء الآخر وقتله هي فكرة حوت جرثومة موتها مع ولادتها وعندما اقول ( الفكرة ) فاني أعني الرؤية التي تمثل الاتجاه الجماعي تحت أي حجة او أي عنوان في اطارها الاصلاحي
الم تنشأ الشيوعية تحت لافتة ( إنصاف العمال ) ثم وجدنا لينين يقول ( هلاك ثلاثة ارباع العالم ليس بشىء وانما الاهم ان نرى الربع الباقي منهم شيوعيين ) وعندك خبر هلاك ملايين البشر وضياع هوية من تبقى منهم
سقطت الشيوعية لانها كما هم أزلام العولمة
آمنت
ان الحقيقة ليس عكسها الباطل بل العنف
فكانت تخرج من معادلاتها- بل ومن الحياة - كل من خالفها ...
سادتي
أتوقف مرارا عند فكرة الخميني وقد نجح في صد البندقية بالزهور وقد أقر نظرية قرآنية بالغة الاهمية اسماها هو ( ولاية الفقيه )
ولو أنه أثبت في تطبيقه ماقرره الاسلام في مبدأ (الحرية) حريةالاعتقادالفكري وأكثر من هذا أنه دعا الى حماية هذه الحرية كون الناس في الاسلام لهم حق الاختلاف في فهم متون منهاجنا المهيمن على شرط عدم المساس بالأصول ( التوحيد واليوم الآخر )
قد ينسي _ الفقيه _ انه ليس بمعصوم وأن ليس من حقه إقصاء الآخر أو إبعاد أصحاب الرأي عن ساحة التفاعل الفكري وقد رأينا الكثير كيف نال الاصلاحيين السجن أو القتل ..
\
ان عالمية الدعوة الى الاسلام اليوم يجب ان ترتكز على عالمية التشريع كون الاسلام يقي الانسان من ظلم نفسه او ظلم غيره
تشريع يشمل كل البشر فيقيم علاقات متوازنة بينهم
\
من اجل كل ماسبق
ومن اجل فهم دور الرسول صلى الله عليه وسلم كمعلم وفصله عن دوره كرئيس حكومة كونية
لا كما يفعل رؤساء الحكومات ووزاراتهم وأحزابهم من برامج وأولويات سياسية واجتماعية واقتصادية
وحتى لا يوظَّف الدين وقدسيته في خدمة المصالح الخاصة لمن يتولى أمر الناس
ومصالح المتنفذين والمنتفعين ؛ الأمر الذي يؤدي حتماً إلى تمكين حكم الاستبداد، وبالتالي انتشار الفساد؛ لأن البشر بفطرتهم يعتورهم الضعف وليس لهم عصمة الأنبياء
ادعوكم احبتي لتلمس شخصية هذا الفقيه الذي في جعبته حلول لكل فواجع الانسان فوق ارضنا الحزينة اليوم
وايضا
رسم معيقات إيجاده
وايضا ً
خارطة طريقه وهو يعطينا ترياق لاوبئة العولمة التي تخنقنا
وهذه والله مهمة جليلة علينا إعمال الفكر فيها
وأنا أنتظر رؤيتكم
واترككم وعين الله التي لاتنام ... ترعاكم
ثروت الخرباوي
17-11-2006, 01:02 PM
ادعوكم احبتي لتلمس شخصية هذا الفقيه الذي في جعبته حلول لكل فواجع الانسان فوق ارضنا الحزينة اليوم
وايضا
رسم معيقات إيجاده
وايضا ً
خارطة طريقه وهو يعطينا ترياق لاوبئة العولمة التي تخنقنا
وهذه والله مهمة جليلة علينا إعمال الفكر فيها
وأنا أنتظر رؤيتكم
واترككم وعين الله التي لاتنام ... ترعاكم
أخي الكاتب المتميز خليل حلاوجي
ينبغي أولا أن نفرق بين الفقيه والداعية
ونفرق بين الفقيه والواعظ
كما ينبغي أن ندرك أن هناك ثمة فروقات بين الفقيه والعالم
لعلك تذكر تلك القولة الشهيرة " رُب حامل علم إلى من هو أفقه منه "
فمن الممكن أن يكون هناك حامل علم ... كأنه وعاء علم ... وجراب معارف ... ولكنه يفتقد للفقه والفهم
ولعلك تعرف أيضا أن ولاية الفقيه لدى الشيعة قد تغيرت إلى ولاية الأمة
... وذلك لأن الشيعة يخطون خطوات واسعة في الإجتهاد
ومن ذلك ندرك أن الفقيه الذي تعنيه هو من يمتلك آلة الإجتهاد الصحيح.. من يدرك متطلبات أمته ويستشرف حاجياتها... يبحث عن التجديد لا التبديل ....يدرك أن التجديد لايعني التبديد وليس معناه خلق دين جديد... الفقيه الذي نتحدث عنه هو من يسعى إلى صياغة عقل الأمة وتوجيه مشاعرها .. لايتوقف عند سفاسف الأمور .
أذكر حوارا دار في الفضائيات بين علمين .. قال أحدهما إنما تحتاج الأمة إلى الحرية ... حرية القول وحرية التعبير وحرية التغيير .. فبالحرية ترتفع راية الأمة.. وقال الآخر إنما تحتاج الأمة إلى تطبيق الشريعة .... ومن الشريعة نصل إلى الحرية وغيرها من مطالب الأمة.... فقال الأول للثاني إنك لن تستطيع الوصول إلى الشريعة إلا بالحرية... فلو تُرك الشعب حراً لاختار الشريعة ... ثم أننا لانفاضل بين متضادين ... ولكننا نتجادل حول أولويات ... حيث أولوية تقود إلى أولوية... لانصل إلى الثانية إلا بالأولى
... وهكذا ياصديقي يكون نمط الفقيه ... ولعلك تدرك أن في الأمة من كان أعلى مكانة من الشيخ الغزالي - رحمه الله - في علم المواريث وفي علوم القرآن الكريم وفي علم الحديث وفي علوم السيرة وفي غيرها من علوم الشريعة ومباحثها... ولكنه كان أفقه منهم جميعا وأعلى منهم قدرا وفهما وتأثيرا..
هذه بعض خواطري ولعلي أعود إليك مرة ثانية
خليل حلاوجي
17-11-2006, 09:33 PM
استاذي الكبير ... ثروت الخرباوي
قبل قليل كنت انظر الى باحث فقيه سعودي أجاز للعقماء الاستنساخ البشري
ايدت رؤيته وبحماس مع كثرة المعترضين لما يقوله
ادركت آنئذ مغزى ملاحظتك القيمة ... فانبهرت ُ ... لدقتها
استاذي المكرم ... الفقيه الكوني ... شخصية من صنع خيالي أتلمس ظهورها في واقعنا المفزع الموجع
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ً
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir