المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تطّليــــــــن منِّي علَيّ



مازن نجار
24-09-2006, 03:02 PM
تطلّين منِّـــي عَلَي
وَكَأنَّهَا:
فاحَتْ من الدمعِ الذي
بَلعَتْهُ عَيْني
عندمَا شهَقَ الضِّيَاءُ,
لكي يُنقِّرَ في صَفيحِ القلبِ ,
يَثقُبُ نَومَه
لتَسِيلَ أحْلامٌ
وتُعشِبَ صَحْوةً
شَهِدَتْ بأن لا صُبْحَ إلا صَبحُهَا...
وكأنَّهَا :
فَاحَتْ منَ الخَدَّينِ
حينَ سَرَقْت ُمن جَيْبِ الطفولةِ ضِحْكةً
مَدمُوعةً بالأمسِ
حينَ ضَحِكتُها...
وكأنَّها :
نزَلَتْ من اللا شيءِ
حينَ نقَعْتُ مِنشَفَتِي
بشَمْسِ غيابِها
ومسَحْتُ من سَقفِ السَّمَا أشياءَها
وكأنَّني :
أَشَرقْت ُمنها غَيْرَ أنِّي ما أَضَأْتُ
خُلِقْتُ فيهَا غَيرَ أنّي ما وُلِدْتُ
مَلأْتُ مِنهَا الكون
حتَّى لمَ أجِدْها..
كانَتْ تخيطُ الأمس َ بالنسيانِ
لا تحبُو علَى وَرْدٍ
لئِلا تَذْبلَ الحَسَرَاتُ
أو تَتَبخَّرَ الدَّمَعَاتُ
أو تَتَعَطَّر الألوانُ
حينَ عَرِقْتُ في أَثوابِها..
ماذا تبقَّى من مَسَاءاتي ومِنْها؟
- تَلَّةٌ من ذِكْرِياتٍ
كوَّمَتْها الأغْنِياتُ
وبعثَرَتها ريحُ وعدٍ
أرجحَ العُمْر َ المعلَّقَ في حمَائمِ صيفِهاا
- أو حَفْنةٌ من أَسْطُرٍ
ركَّبتُها لِتَسَلُّق الآهاتِ
نحو كِوَى السَّمَاءِ الضَّيقة
- قَعْرٌ
لأَعقَابِ
الحكايا المُطْفَــأَة
- جُوعٌ يُعَشْعِشُ فوقَ أطباقِي إِليها
ومَضَغْتُ منهُ الرِّيحَ
كَيْ تأتي ببعْضِ صَدَىً
تردَّدَ بينَ حِيطانِ الحنينِ المُطبِقَة....
آتي إليهَا هَا أنا
آتي مُصَادَفةً كما هيَ عَادَتي
وأَجُرُّ أَوزاري أنوءُ
فألتقي ظِلِّي هُناك
هوَ سَائِرٌ ما بَين ذاكرتينِ
يَنسُجُ أُحْجِيَاتٍ للضَّياعِ,
سألتُه :
مَنْ أَنْتَ ؟
كَيفَ وصَلْتَ ؟
ما أبقَيْتَ منِّي ؟
فأجَابَ منهُوكاً ومتَّكِئاً علَيْ
(قِفْ تحتَ شَمْسِ غِيَابِها
لتَرَى لجِسْمِكَ ظلَِّّـــَها)
أنا من نُفيتُ ولم أَجدْ
وطَناً لموتي غيرَها
لكنَّها بَعُدتْ..
ووحدي ها أنا
هل أكمَلتْ دُوني الحِكَايةَ ؟
أم غَفَتْ
من دونِ أن يُحْكَى لهَا حتى تَنَامْ
هل شاهَدَتني في أزقَّةِ لَوْعتي
متعرياً مني
شلَحْتُ دمي هُنَاك
أنَا مَن تعَــرَّى منِّي حتى صِرتُ
حتى صِرْتُ أُنثَــى..
صدَّقِيني
-أيُّنَـا مِنَّــا؟
وأنَّى سوفَ نَعْرِفُ أنَّنا لسْنَا سِوى مَا لم نَكُنْــه..
ولن نكونَ سوى نهَايات ٍ لما فِينَا تَبدَّى
أو خساراتٍ لما نبضَتْ للُقْيَاهُ الدِّماءْ
أَخرجْتِ رأسكِ عندها
أخرجتِ رأسَكِ كي تُطلِِّي من جِرَاحَاتي عَلَي
وَأَجبْتِ : لَسْتُ سِوَاكَ
لكنِّي انتهَيْتُ
فلا تُفَتِّشْ عن بقَايا للبقَايا
أُنْثاَك نامَتْ في سريرٍ من غَمَامْ
كانتْ سَتَرْجِعُ لو رجَعْتَ إِليْكَ
لو لمْ تدلُقِ العمْرَ
المخبَّأ َفي قواريرِ النداءْ
أنثاكَ قالت:
- لا تأمني للريحِ-
كم صاحَتْ بهَا الأيَّامُ
لكنْ حينَمَا
وصَلَتْ إلى جُرْفِ الحكايةِ أطلَقَتْ
للرِّيحِ نهدَيـهَا
وغَابَتْ في تَلافيفِ السَّماءْ.......
19-07-006

محمد الأمين سعيدي
24-09-2006, 04:26 PM
فاحَتْ من الدمعِ الذي
بَلعَتْهُ عَيْني
عندمَا شهَقَ الضِّيَاءُ

الله الله ...جميل ..
كانَتْ تخيطُ الأمس َ بالنسيانِ

أنت و الله مصور متوغرافي وجداني بارع..

تحياتي..


لوحة فنية جد رائعة ..جميل..

محمد إبراهيم الحريري
24-09-2006, 06:43 PM
تطلّين منِّـــي عَلَي
وكأنَّهَا :
فأجَابَ منهُوكاً ومتَّكِئاً علَيْ
(قِفْ تحتَ شَمْسِ غِيَابِها
لتَرَى لجِسْمِكَ ظلَِّّـــَها)
أنا من نُفيتُ ولم أَجدْ
وطَناً لموتي غيرَها
لكنَّها بَعُدتْ..
أنثاكَ قالت:
- لا تأمني للريحِ-
كم صاحَتْ بهَا الأيَّامُ
لكنْ حينَمَا
وصَلَتْ إلى جُرْفِ الحكايةِ أطلَقَتْ
للرِّيحِ نهدَيـهَا
وغَابَتْ في تَلافيفِ السَّماءْ.......
19-07-006
الأخ الحبيب ـ تحية وكل عام وأنتم بخير
وصلت تحيتكم وبان سلامها
زهرا بأنسام الصبا
وكأنها بدر النهى
طافت به عينا صبية مقلتي عند اللقا
إذ لا حياء من الربى
والزيزفزن مخضل بدم السها
حيران من خجل حبا
طفلا على صدغ السماء
مسربلا بندى الوفاء
على تلابيب الحنان
يقول لبيك الصبا
ــــــــــــــــــ
تحية
ولك باقة ود
محمد

أحمد حسن محمد
12-10-2006, 12:45 AM
تركيب عال جدا في الصورة..
رائع أنت أيها الشاعر..
تحيتي لك..
ولأسلوبك الاستكشافي في اللغة.. "مدموعة"
هنيئا للشعر الحديث بك

د. سمير العمري
13-10-2006, 04:48 PM
أما هنا فتمايلت طرباً للمبنى وللمعنى.

هكذا الشعر وهكذا الشاعرية.



للتثبيت تقديراً


وإني رغم حالة الانبهار والمتعة أخذت بعض ما يجدر أن أشير إليه فإن أذنت أشرت.



تحياتي

إبراهيم الشريف
13-10-2006, 05:09 PM
إطلالة ساحرة ..

لا أجد ما أعبر به عن إعجابي بها


تحياتي

د. محمد حسن السمان
14-10-2006, 01:06 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الشاعر الرائع مازن النجار

نمر بالكثير الكثير من الشعر , وقلما نقف , ولكنني وقفت طويلا , عند قصيدتك هذه , وحق لي ان اقف واعيد القراءة , مستمتعا , محلقا معك في خيلااتك , اعيش الحالة , اشعر بجمال الصورة , وعمق الاحساس , وشفافية الشعر , تتملكني الدهشة , انت شاعر حقيقي .

"شَهِدَتْ بأن لا صُبْحَ إلا صَبحُهَا...
وكأنَّهَا :
فَاحَتْ منَ الخَدَّينِ
حينَ سَرَقْت ُمن جَيْبِ الطفولةِ ضِحْكةً "

"سألتُه :
مَنْ أَنْتَ ؟
كَيفَ وصَلْتَ ؟
ما أبقَيْتَ منِّي ؟
فأجَابَ منهُوكاً ومتَّكِئاً علَيْ
(قِفْ تحتَ شَمْسِ غِيَابِها
لتَرَى لجِسْمِكَ ظلَِّّـــَها)
أنا من نُفيتُ ولم أَجدْ
وطَناً لموتي غيرَها
لكنَّها بَعُدتْ..
ووحدي ها أنا
هل أكمَلتْ دُوني الحِكَايةَ ؟
أم غَفَتْ
من دونِ أن يُحْكَى لهَا حتى تَنَامْ
هل شاهَدَتني في أزقَّةِ لَوْعتي
متعرياً مني
شلَحْتُ دمي هُنَاك
أنَا مَن تعَــرَّى منِّي حتى صِرتُ
حتى صِرْتُ أُنثَــى..
صدَّقِيني
-أيُّنَـا مِنَّــا؟"

تقبل محبتي واعجابي

اخوكم
السمان

تركي عبدالغني
15-10-2006, 03:17 PM
إسمح لي هنا أن أقف و أصفق بحرارة

بوركت والوطن

د. سلطان الحريري
16-10-2006, 01:59 AM
رائع أن يحمل المسافرون ذواتهم في صرر الاغتراب!!
قادم أنت من حدائق بدون أسوار
من أزاهير ترسم في تفتحها غيمة تمنح غيثها للعابرين!!
رائع هذا النص يا مازن
سأتابعك بشغف

خالد الحمد
17-10-2006, 02:13 AM
وَكَأنَّهَا:
فاحَتْ من الدمعِ الذي
بَلعَتْهُ عَيْني
عندمَا شهَقَ الضِّيَاءُ,
لكي يُنقِّرَ في صَفيحِ القلبِ ,
يَثقُبُ نَومَه
لتَسِيلَ أحْلامٌ
وتُعشِبَ صَحْوةً
شَهِدَتْ بأن لا صُبْحَ إلا صَبحُهَا...
وكأنَّهَا :
فَاحَتْ منَ الخَدَّينِ
حينَ سَرَقْت ُمن جَيْبِ الطفولةِ ضِحْكةً
مَدمُوعةً بالأمسِ
حينَ ضَحِكتُها...
وكأنَّها :
نزَلَتْ من اللا شيءِ
حينَ نقَعْتُ مِنشَفَتِي
بشَمْسِ غيابِها
ومسَحْتُ من سَقفِ السَّمَا أشياءَها
وكأنَّني :
أَشَرقْت ُمنها غَيْرَ أنِّي ما أَضَأْتُ
خُلِقْتُ فيهَا غَيرَ أنّي ما وُلِدْتُ
مَلأْتُ مِنهَا الكون
حتَّى لمَ أجِدْها..
كانَتْ تخيطُ الأمس َ بالنسيانِ
لا تحبُو علَى وَرْدٍ
لئِلا تَذْبلَ الحَسَرَاتُ
أو تَتَبخَّرَ الدَّمَعَاتُ
أو تَتَعَطَّر الألوانُ
حينَ عَرِقْتُ في أَثوابِها..
ماذا تبقَّى من مَسَاءاتي ومِنْها؟
- تَلَّةٌ من ذِكْرِياتٍ
كوَّمَتْها الأغْنِياتُ
وبعثَرَتها ريحُ وعدٍ
أرجحَ العُمْر َ المعلَّقَ في حمَائمِ صيفِهاا
- أو حَفْنةٌ من أَسْطُرٍ
ركَّبتُها لِتَسَلُّق الآهاتِ
نحو كِوَى السَّمَاءِ الضَّيقة
- قَعْرٌ
لأَعقَابِ
الحكايا المُطْفَــأَة
- جُوعٌ يُعَشْعِشُ فوقَ أطباقِي إِليها
ومَضَغْتُ منهُ الرِّيحَ
كَيْ تأتي ببعْضِ صَدَىً
تردَّدَ بينَ حِيطانِ الحنينِ المُطبِقَة....
آتي إليهَا هَا أنا
آتي مُصَادَفةً كما هيَ عَادَتي
وأَجُرُّ أَوزاري أنوءُ
فألتقي ظِلِّي هُناك
هوَ سَائِرٌ ما بَين ذاكرتينِ
يَنسُجُ أُحْجِيَاتٍ للضَّياعِ,
سألتُه :
مَنْ أَنْتَ ؟
كَيفَ وصَلْتَ ؟
ما أبقَيْتَ منِّي ؟
فأجَابَ منهُوكاً ومتَّكِئاً علَيْ
(قِفْ تحتَ شَمْسِ غِيَابِها
لتَرَى لجِسْمِكَ ظلَِّّـــَها)
أنا من نُفيتُ ولم أَجدْ
وطَناً لموتي غيرَها
لكنَّها بَعُدتْ..
ووحدي ها أنا
هل أكمَلتْ دُوني الحِكَايةَ ؟
أم غَفَتْ
من دونِ أن يُحْكَى لهَا حتى تَنَامْ
هل شاهَدَتني في أزقَّةِ لَوْعتي
متعرياً مني
شلَحْتُ دمي هُنَاك
أنَا مَن تعَــرَّى منِّي حتى صِرتُ
حتى صِرْتُ أُنثَــى..
صدَّقِيني
-أيُّنَـا مِنَّــا؟
وأنَّى سوفَ نَعْرِفُ أنَّنا لسْنَا سِوى مَا لم نَكُنْــه..
ولن نكونَ سوى نهَايات ٍ لما فِينَا تَبدَّى
أو خساراتٍ لما نبضَتْ للُقْيَاهُ الدِّماءْ
أَخرجْتِ رأسكِ عندها
أخرجتِ رأسَكِ كي تُطلِِّي من جِرَاحَاتي عَلَي
وَأَجبْتِ : لَسْتُ سِوَاكَ
لكنِّي انتهَيْتُ
فلا تُفَتِّشْ عن بقَايا للبقَايا
أُنْثاَك نامَتْ في سريرٍ من غَمَامْ
كانتْ سَتَرْجِعُ لو رجَعْتَ إِليْكَ
لو لمْ تدلُقِ العمْرَ
المخبَّأ َفي قواريرِ النداءْ
أنثاكَ قالت:
- لا تأمني للريحِ-
كم صاحَتْ بهَا الأيَّامُ
لكنْ حينَمَا
وصَلَتْ إلى جُرْفِ الحكايةِ أطلَقَتْ
للرِّيحِ نهدَيـهَا
وغَابَتْ في تَلافيفِ السَّماءْ.......

تفعيلة طربت لها

قصيدة تسربلت رداء جميلا

دمت مشرقا ومحلقا

مازن نجار
17-10-2006, 09:12 PM
أمين الشاعر
محمد ابراهيم الحريري
أحمد حسن محمد
ابراهيم الشريف
د محمد حسن السمان
تركي عبد الغني
د سلطان الحريري
خالد الحمد
.............
شذية القصيدة في حضوركم
لكم خالص الود

مازن نجار
17-10-2006, 09:15 PM
الأخ سمير العمري
كنت في جلسة مع الأفاضل - محمد حسن السمان و سلطان الحريري ومحمد ابراهيم الحريري
حدثوني عن طهر قلبك ونقائك
ودموعك التي تسيل شوقا و محبة من معين الوجد
لا يسعني إلا أن أتكاثر على قلبك
علني أجد فيه ركنا ركينا
لك خالص الود
محبتي

يحيى الشعبي
17-10-2006, 11:33 PM
نص بااااااااااااااااذخ
بكل ألوان الطيف أسجل إعجابي

د. سمير العمري
25-10-2006, 02:26 AM
الأخ سمير العمري
كنت في جلسة مع الأفاضل - محمد حسن السمان و سلطان الحريري ومحمد ابراهيم الحريري
حدثوني عن طهر قلبك ونقائك
ودموعك التي تسيل شوقا و محبة من معين الوجد
لا يسعني إلا أن أتكاثر على قلبك
علني أجد فيه ركنا ركينا
لك خالص الود
محبتي

أخي الكريم مازن:

أشكر لك كريم رأيك ولطيف ردك ، وأشكر من شهدوا لنا بالغيب بما علموا وأدعو الله أن نكون كما قالوا.

أما أصل الأمر أخي الكريم فما كان إلا التناصح الأخوي والصدق في القول والبحث عن الخير حيث كان بتجرد وإنصاف وصدق. أذكر أنني رددت على ثلاث من نصوصك ؛ أما الأول فقد استحسنته كثيراً ورحبت به مدركاً أنه يبشر بشاعر كبير صاحب مفردة كريمة في الشكل والمضمون ، وأما النص الثاني فرأيت فيه ما رأيت مما أغضبك وقلت فينا ما قلت فحفظنا قدرك تأدباً وتقديرا ، وأما النص الثالث هنا فرأيته أجمل نصوصك ، ولم يجرمني ما كان منك أن أنصفه وأرفعه بما يستحق ، ولن يجرمني لطيف كلامك هنا أن أنتقد نصاً أجده دون مستوى ما أتوقع منك أو أرفع نصاً ستحق أن يرفع ويقدم.

هكذا صاحبك أتحرى الحق ما استطعت فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن جهل نفسي ، وألتزم ما يرضي الله فلا المدح يغريني ولا القدح يغويني.

أشكر لك ما جادت بك نفسك الكريمة مما أراه يليق بك ، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك بي دائما.



تحياتي