تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نعم أنا حداثي !!!



الأندلسي
24-06-2003, 02:22 AM
الحداثة

"حسنا هذه المرة القضية شائكة و عميقة الجذور , سأبدأ فيها بتناول تلك الحيرة التي تنتاب المسلم العربي المهتم بالفكر و الأدب و المثقف بصفة خاصة امام سيل المصطلحات و التخويف اللفظي كما أسميه لمفاهيم الحداثة وكذلك من خلال تجربة شخصية لي عبر الانترنت مع هذا المصطلح ومريديه , القضية هنا نريدها ان تبقى بسيطة قدر المستطاع و لن نصل الى ذلك الا من خلال نقاش موضوعي يدور حول القضية لاستيفاء أطراف طرحها و كذلك نقاش استفهامي يدور حول فهم معالم القضية و بالتالي ازدياد أبعاد الصورة وضوحا لدينا"

فكرت أن تكون هذه مقدمة القضية ولكن وجدت أنني أتصفح جريدة معارضة بأوراقها الباهتة وسرعان ما سأنتقل الى صفحة الرياضة بحثا عن بعض النشاط !!

لذا قررت أن اسير باتجاه معاكس, سأعلنها الآن

(( أنا حداثي ))

والآن أريد أن اقنعك بالحداثة :v1:

فلك أن تسألني عن مبدأي و سأجيبك بل وسأناقشك من أجل أن أقنعك بمبدأي ,ربما أيضا تحب ان تسبني , لك الحق و سأرد عليك أيضا ولا تنتظر مني رفقا أو هوادة :cup: ..


اهلا بكم أيها المتدينون المتزمتون,:006:,أهلا بعشاق الماضي والمثقفين الزائفين ,:006:, مرحبا بالتخلف و الفكر الديني الجامد الردئ, :006: مرحبا بكم يا أصحاب العقول التي تراكم فوقها غبار السنين

"إن ماضينا عالم من الضياع في مختلف الأشكال الدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية. إنه مملكة من الوهم والغيب تتطاول وتستمر، هي مملكة لا تمنع الإنسان العربي من أن يجد نفسه وحسب، وإنما تمنعه كذلك من أن يصنعها".

نحن الغد , نحن المستقبل, نحن الذين سنبني مجدنا بيدينا, لن ننتظر سماءا تمدنا بالعون, سنصنع يومنا , وسنبني عرشنا فوق انقاضكم , وها أنا بينكم أتحدى و أصرخ بها (( جئت لأحرركم .. :0014:)) فإما ان تنضموا الي أو تبقوا تحت أقدام التاريخ
.:006:

أخوكم ((( الحداثي )))

بروق
25-06-2003, 11:23 PM
جيد جدا جدا جدا أيها الحداثي.

طبعا انت ملّكتنا السيف ونحن من سنوغره :v1: في قلب أفكارك .

فهلا أجبت عن اسئلتي التالية:-

1- أولا من أنت بالضبط؟ ومن هو ابوك ايها الحداثي؟ ومن هو جدك؟ ومن هي قبيلتك؟ وإن لم يكن لك كل هذا فهل أنت نكرة:002:؟
2- لم تهاجم الناس كلها؟؟ ومالذي لايعجبكم بالضبط؟ وماالذي ستهدونا اياه كأسلوب تطوير وتغيير إيجابي في مجتمعاتنا؟
3- لم تخصص هجومك على المتدينين؟ هل أنت خارج عن ملتهم؟ لالا لست خارج ملتهم؟ حسنا إليك هذه المقاطع من أحدهم وقل لي رأيك:-

- (والله مات وعادت الأنصاب).
وبقوله:
(بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا).
وقوله:
(حين رأيت الله مذبوحاً في عمان).
وقوله:
(من بعد موت الله مشنوقاً على باب المدينة).
وقوله:
(ويتزوج الله حبيبته).

وقال آخر:-

( السلام عليكم ورحمة أمي )

ترى ألا يحق لهم مهاجمتكم بعد كل هذا الكفر؟؟ حسنا...بعد أن تؤّول التفسير لهذه المقاطع اقول لك --> "تستاهلون مايأتي لكم منهم"

4- ماذا لديكم للمرأة :0014:؟ ومم ستخرجونها؟ وهل وُفّقتم إلى الآن؟ [ لو سمحت الدليل ]

5- ماذا ترون في التاريخ؟ ومارأيكم به؟ وهل تعتقد أن هناك امم بُنِيَت على حاضرها دون ماضيها؟ [ دليل آخر لو سمحت ]

6- اريد رأيك في سفينة ببوصلة وجهة محددة تصل إليها ..وسفينة أخرى دون البوصلة وتجري لهدفها دون تحديده؟ [ مثال ظريف فقط للاستمتاع بعيدا عن اسئلتي التي ستنهش عقلك أيها الذكي ]


7- لاسؤال...اممم ..بحداثيتك افهم ماهو سؤالي هنا..:cup: انتظر ردك حتى أنتهي من قهوتي.


وإلى اللقاء ايها الفارغ

الأندلسي
26-06-2003, 01:19 AM
أنا لا اصدق أن احدهم تجرأ و أتى الى هنا بقلمه ليناقشني !! ثم أجد من ؟؟ شاعرة من الطراز الكلاسيكي المزين بالتطرف الخليلي !! ما بقى غير كتاب الشعر العمودي ليناقشوا الحداثة !!

وما هذا الذي تشربين ؟؟؟؟ ... قهوة عربية ؟؟ ... انا افضل القهوة الفرنسية فهي أكثر تحضرا !

عموما سأقبل بنقاشك على مضض لعلك تهتدين .. لن اجاوب الان فالنعاس يشملني .. لكنني أعد أن أعود

((( الحداثي )))

بروق
26-06-2003, 02:50 PM
((فالنعاس يشملني ))

ممم..كناية عن البحث عن إجابات لأسئلتي . أو ربما تستشير أصحاب الشأن. لاعليك أيها الحداثي.هذا دأبكم دائما. سأنتظر ..فقد أعددت قهوتي للمرة الألف..


سلوى

ليال
26-06-2003, 11:08 PM
أجدني أتقدم نحو هذا النقاش بخطوة لأتراجع بأخرى أوبالأحرى فأني اكتب حرفاً وأمسح الآخر في تعليقي على هذا الموضوع الجاد والهام الذي تفضلت به يا أخي الكريم, فبالرغم من أهميةالموضوع وجديته التي تغري بالمتابعة والمداخلة إلا أن الطريقة لتي تم تناوله بها حتى الآن لا تبشر بخير , فمنذ البداية يبدو النقاش مشتعلاً بطريقة مسرحية بشكل يذكرنا ببرنامج صراع الديوك ( الإتجاة المعاكس), ولكنني سأحسن الظن بالكاتب الكريم الأندلسي وبالأخت الفاضلة بروق لأقول بأن تلك الحدة التي فاجئتمونا بها كانت مجرد مزحة و مدخلاً طريفاً لتخفيف من جفاف الموضوع المطروح وأن الحوار الهادئ، الجاد، والموضوعي قادم بإذن الله , ارجوا بأن يصدق ظني وأن أرى رداً أكثر رصانة وموضوعيه وأقل تشنجاً حتى يتسنى لنا جميعا الإفادة والإستفادة بإذن الله تعالى

وشكرا

بروق
26-06-2003, 11:51 PM
الأخت: ليال حفظك الله...

حقيقة لاأريد أن أدير دفة الموضوع الأصلي للتبرير بالنوايا. ولكنني استغربت أنك ذكرت الآتي:-

( ولكنني سأحسن الظن بالكاتب الكريم الأندلسي وبالأخت الفاضلة بروق لأقول بأن تلك الحدة التي فاجئتمونا بها كانت مجرد مزحة و مدخلاً طريفاً لتخفيف من جفاف الموضوع المطروح وأن الحوار الهادئ، الجاد، والموضوعي قادم بإذن الله )

1- الموضوغ فعلا ظريف بأسلوب عرضه.
2- شدني للرد عليه تلك المساحة والحرية في عرض الرأي أيّا كان.
3- الخطاب كان موجها له ايا كان المقصود.
4- هو نقاش حر ولاحكر على حرية الرأي ومن شاء فليدلي بدلوه بالطريقة التي يحبها. ربما لم تعجبك طريقتي أو طريقة اخي الاندلسي. ولكن اذكر لك " إنما الاعمال بالنيات". فقد كانت المزحة غالبة على التعامل بالقضية لتخفف من حدته كما ذكرتِ. ولاأرى اي جفاف به. وهذا ماميز أسلوب الاندلسي في واحة الفكر.

لذا أشد على يديه في استكمال شجاعته ومواجهة أي رأي معارض أو مساند له.

5- لسنا كبرنامج الاتجاه المعاكس . فلا اتفقا بيننا ولاطرف ثالث. الموضوع شيق ويحتاج لشجاعة وطرح مميز وهذا ماأتوقعه مستقبلا من اخينا الأندلسي.

6- حبذا لو وجهتي نقدك لكاتب الموضوع شخصيا دون أن تشركيني معه فأنا شخصيا استطلفت الموضوع وقلت لمَ لاأبدأ. "ربما هي ضريبة من يكتب الرد الأول. :007:"

اعذري وقفتي هذه فهي من أجل استكمال الموضوع وإفادة الجميع والاستفادة.

والاختلاف لايفسد للود قضية "

سلوى

الأندلسي
27-06-2003, 12:53 AM
حسنا أشكر الاخت ليال على غيرتها وهذا بالضبط ما سعيت اليه, انظري اختنا ليال الى اسلوبي الحواري أعلاه, الا ينتابك الشك في نوايا صاحب الخطاب حين يتحدث بهذه اللهجة ؟ سخرية و استعلاء وتحوير و تحويل للساحة الى ما يقارب وصفك من انه "صراع ديوك" , على أي شيئ يستند صاحب الطرح .. حتى الان "لا شئ" !!!!!

لكل نظرية سيدتي توجد مجموعة من الارتكازات الفكرية , تمثل الجذور التي تحمل هذا الفكر ومنها يستمد وجوده و يحاول أن يرسي أفكاره , سأحاول أن أتعمق خلف الحداثة لأصل الى جذورها , ومع تناول النقاش بأكثر من اسلوب لنقترب من الصورة من زوايا مختلفة

إذن ما هي الحداثة ؟؟ - في رأيي بكل بساطة - انها هذا النسف لكل ما هو سابق تحت مزاعم التطوير, حتى الاساليب المعتادة تتغير و تتحول هي الاخرى الى صراع , لماذا يبدو كل شئ في الحداثة على انه صراع ؟!!! لأن نظريتها تقوم على هذا بالضبط .. على بقايا الفكر الغربي الفلسفي القائم على معاداة الانسان نفسه لكل شيئ في الكون تقريبا , منشأ الفكرة يأتي من عهد اليونانيين والأغريق و تلك الفكرة التي ترسخت في العقل الغربي عن هذا الصراع القائم بين "الألهة" و الانسان , هذه الألهة الظالمة التي تتلذذ بعذاب الانسان ومعاناته وتلك الطبيعة التي يتحكم فيها الالهة تبعا لأهوائهم ورفض الأنسان لكل هذا و سعيه لأن يصبح هو الأخر "إلها" ومركزا لا يتحكم فيه غيره .. إذن الصراع هو أيديولوجية ( فكرة مركزية ) في نظرية الحداثة , ربما أحتاج لأن أثبت كلامي .. حسنا سأحتاج الى استكمال اوراقي .. عموما الموضوع سيطول فتابعي مع مشرف الواحة "صاحب العرف" كما وصفتيه

ملخص ما أريد قوله أن أول ما أراه مركزيا في نظرية الحداثة هو "الصراع"

شكرا لك أختنا ليال

أعود الآن لأختنا بروق والتي يبدو أنها شهدت بعض الحوارات مع أهل الحداثة فكان منها هذا التفاعل الذي يبدو أنه قراءة لما بين السطور ولكنها أكثرت الاسئلة بشكل أحرجني و كنت عائدا من العمل مرهقا بعد يوم طوييييييل فلا مانع إذن أن امارس بعض الحداثة D:

الأندلسي
27-06-2003, 12:56 AM
كثيرة هذه الأسئلة ,, وهذه القهوة قد تؤذيك واليوم تبدو الشمس صخرة تبكي رمال التعب .. حسنا لن أجيب كل هذه الاسئلة فطرحها نفسه يبدو "تقليديا منغلقا"

سأجيبك على كل أسئلتك بنص ألفته من قبل ونال استحسان أحد الرائعين

النقش الحجرى...

ينهمر الجسد اسطورة فوق روح البرتقال
والرائحة المزهرة بمعنى الوجد
تستأثر بالوجع
بين الفصول وقت لا يقبل الوقت
يفترش السحاب
لكنه سرمدى اللعنة
تغيب الشمس
وتحت الليل
تقف مأذنة طويلة
..
بكائية اللحظة
ألم سرمدى !
..
خشوع الرحيل يهطل
و سوفوكليس .. يرسم اللحظة
"هذا النقش الحجرى
لم يعرف الالم
..
لكننى أشعر بالألم
كلما لمسته يدى

===============
هامش :
النص أعلاه هو نص - ان جاز هذا القول - ألفته في دقيقتين وأرسلته في رسالة خاصة لأحد رواد التيار

الحداثي على الانترنت وكان رده كالتالي

"الاندلسي ..صديقي , لعل هذا النص هو افضل ماقرأته لك , خصوصا وهو يتكيء على فنيه متطورة
تحيات من القلب / خارجه من ورده الروح "

مـتـذوّق
27-06-2003, 01:26 AM
أهلا ً بك أيها الحداثي ..

قد تستـغرب ترحيبي بك .. ولكن ليكن في علمك بأني لست عدوا ً لك ..
فـقد سبقك المتنبي بالحداثة .. وسبقك بها جرير والفرزدق والأخطل .. بل وكلّ الشعراء ..
ألا زلت تستـغرب من كلامي ؟؟؟
إذا ً لِــتـعلم ياسيدي الحداثي بأن تسميتك لاتهمني كثيرا ً .. لأنهم سمّـوني رجعيا ً ولم يضرّني ذلك .. مايهمني فعلا ً هو عملك .. متى ماكان مستساغا ً لغة ً ومعنى .. فصدّقني بأني سأكون أول من يصفق لك ..
أما إن كانت هلوسات مسطول كما في رائعتك التي أتحفتنا بها .. فاعذرني .. فلا لغتي ولا فهمي يستسيغان ماتقول ..
وإن كان هذا هو أسلوبك الدائم في الكتابة .. فقد تسمّي نفسك حداثيا ً .. ولكني لن أسمّيك إلا جاهلا ً ..
وسيستمر التصفيق .. ولكن هذه المرّة ليس لك .. وإنما لمن يُعرض عن سخافاتك ..
تحيااااتي لكلّ صاحب لغة وذوق ..


ملحوظة / الكلام السابق موجـّه للحداثيّ إياه .. وليس لصاحبنا الأندلسي :005:
تحياتي الخالصة لك أخي الفاضل ( الأندلسي ):v1: ..

الضبابية
28-06-2003, 11:05 PM
شدني الموضوع .. و انتظرت حتى أراجع كل ما أحتفظ به قبل أن أشارك هنا
و هذه البداية ( من قلب الإجازة )

قرأت في مقال عن الحداثة أن ( العلمانية من أبرز ثمار الحداثة )
س1// ما التعريف الدقيق لمصطلح الحداثة ؟؟
س2// ما الفرق بين العلمانية و الحداثة ؟؟

و أرجو أن أحصل من هنا على تصور كامل ( لم أحصل عليه بعد عن الحداثة )
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره

تحياتي و كل التقدير
غموض

الأندلسي
29-06-2003, 01:35 AM
الأخ الحكيم متذوق

لمست أنت سيدي جزءا أخر من منطقة الحداثة , الا وهي معايير الجمال , حسنا , تبدو الحداثة أن لديها قيمها الجمالية الخاصة و التي يفترض أصحابها أنها المقياس "الوحيد" لقراءة النصوص , تعال نرى كيف يرون هذا النص

في الناحية الأدبية يرى الحداثيون أن اللغة يجب أن تعامل تحت مسمى "تفجير اللغة" , ويبدو هذا المسمى واضح الدلالة من حيث قيامه على مسألة الصراع بين التراكيب "الجديدة" أو "الحداثية" - في تعريفهم - وبين أشكال اللغة التقليدية و قواعدها الراسية , فهم مثلا يعتبرون أن استخدام الألفاظ يجب أن يخرج من استخدامها المألوف وما اعتدنا عليه , لذا يلجأون الى الأوصاف التي لا تتراكب ويقولون أن هذه اعادة صياغة تهب الكلمات ارواحا جديدة, دعني أضرب مثالا

"ينهمر الجسد اسطورة فوق روح البرتقال"
ينهمر هنا لغويا بمعنى أن يسقط بشدة, فتخيل معي أن ينهمر جسدا ثم يوضع فوق "روح" ولكنها ليست روح .. انها "روح البرتقال" هنا تشبيه أخر روح تحمل من البرتقال ربما رائحته .. ربما .. حسنا لست أدري :)

المهم هو اعادة التركيب , حين ناقشناهم في هذا الامر وقلنا ان الاستعارة والتشبيه المجازي يشمل هذا رفضوا رفضا قاطعا, والأمر الحقيقي انهم يريدون أن يتطرقوا بتفجير اللغة من أماكن حساسة جدا في نطاق شعورنا وأدبنا بشكل خاص مثل الجنس مثلا , وكنت أود لو اوضح أكثر بنص لمبدعهم الماغوط ولكن يمنعني حيائي والله وكذلك اللغة الدارجة و الحياة الحديثة بل و اللغات الأخرى مثل كلمة "الأسفلت" و "الإنترنت" و كتابة بعض الفقرات بلغات أجنبية , الى جانب مهاجمة الرواسي الفكرية والعقدية وقد أقتبست أختنا بروق بعضا من تفجير اللغة لدى نزار على ما أعتقد في مراحل شروده ,
يبدو التفجير هو خطوة انطلاقية بينما هي في حقيقتها ردة لغوية

حسنا دعنا نرى من قريب ماذا يقول الحداثيون أنفسهم , اليك ما نشر بمجلة بيان الثقافة في العدد 147 بتاريخ 3 نوفمبر 2002 حين حمى الوطيس هجوما عليهم بسبب تجاوزاتهم

"
يبدو أن مصطلح تفجير اللغة قد أسيء فهمه وكانت هذه الإساءة غير مقصودة، فهو عند الكثيرين مرادف لتمزيق اللغة وقد يوحي أيضاً بكسر قواعدها وتفتيتها لذلك يبدو مشروعا تخريبياً .. في حين لم يكلف أحد نفسه الاقتراب من الفهم الصحيح لهذا الاصطلاح..

والحقيقة أن تفجير اللغة يعني توليد اللغة وتجديدها .. وهو مشروع مستقبلي في جوهره لكي لا تقع المستويات البلاغية للتعبير اللغوي في ثبات وسكون بل لكي تتغير فتثري اللغة.

إن توليد اللغة يتضمن تدخلا مقصوداً من الشاعر لتجديد اللغة أو بعث لغة جديدة .. وإن عملية الانتظار الممل لعقود وقرون من الأزمان لكي تتحول اللغة إلى مستويات تعبيرية جديدة مسألة لا يحتملها أي شاعر متحمس ومغاير..

اللغة تتفجر أو تتولد مع الوقت ولكن تدخل المبدع في هذا التفجر والتوليد هو المسألة التي تقع في صلب اهتمام الشاعر إزاء اللغة الشعرية. فالشاعر يتصرف كالكيميائي الذي لا غاية له سوى تسجيل أغرب الاختلاطات في العناصر والمركبات التي تحت يده، نعم.. لا غاية له سوى حصر هذه الاحتمالات الكبيرة في سجله وتمتعه بتوليد مستويات جديدة من التفاعلات المعقدة بين المواد والتراكيب المتولدة.

وبذلك سيساعد الشاعر على بث الطابع الخفي والتوليدي في اللغة.

إن امتلاك أسرار اللغة الشعرية يستوجب منا عملاً جريئا في تغيير جوهر العلاقات اللغوية السائدة وان ذلك ليقابل محاولتنا للحصول على معادن جديدة من معدن قديم. فالسيمياء تفترض منا جرأة في محاولة تغيير جوهر المعدن للحصول على التغيير المطلوب.

أحد أهم الأمور التي تباعد بين النثر والشعر هو تحرر الشعر من المنطق وتسلسل الأفكار ومن هنا يجب أن نباعد بين الشعر والنثر وأن نزيد من الهوة بينهما فنزيد من كسر المنطق في الشعر ونزيد من عدم انتظام الأفكار أو إرباكها كلياً.. لأن مثل هذه الهوة العميقة ستجعل الشعر شعرا والنثر نثرا وإن هذا سيتحقق بشكل كبير لو أننا خلقنا أعنف التمزقات والانقسامات العشوائية في التراكيب التعبيرية اللغوية.

إن مفهوم الاتصال الذي ارتبط باللغة باعتبارها أداة اتصالية بين الناس انشق الشعر عليه وبدأ يسعى لخلق مفهوم معارض له حتى انه كلما قل الاتصال ازداد الشعر دقة في اتجاهه نحو جوهره.

لقد ظلت فنون اللغة ومنها الشعر محكومة بكلمة (أفهم أو لا أفهم) وكان يجب أن يحل محلها كلمة (جميل وغير جميل) وهكذا ساد تأريخ شعري محكوم بالفهم والوضوح..

القارئ يصطدم بكلام غريب ولكنه جميل والشاعر يترصد الرموز الكونية العميقة دون أن يفهمها ويتحسب إلى أن القارئ قد يتوقع ما يكتبه فيساهم في إبعاد المسافة بينه وبين القارئ أي أنه يسعى لتدمير أية منطقة للحوار بينه وبين القارئ لأن هذا الحوار أعني الفهم سيفسد كتمانية النص وسرية دلالته. "

يبدو الكلام جميلا ممنطقا, لكن هل ترى أي تعريف "محدد" لمصطلح "تفجير اللغة" , لن تصدق يا أخي متذوق أنني شقيت بحثا ورائهم لأصل الى ما يرونه جمالا فلم أجد الا همهمات لا تخبر شيئا !!! كما ترى هم يستخدمون "كلاما" منمقا "كبير الحجم" دون أن يستقر على شيئ محدد !! حسنا سأتركك تستمتع بهذه المقالة لعلك ترشدني جواب السؤال, أين الجديد في كل هذه المقالة ؟؟ حسنا يكفيني اقتباس صغير

"لقد ظلت فنون اللغة ومنها الشعر محكومة بكلمة (أفهم أو لا أفهم) وكان يجب أن يحل محلها كلمة (جميل وغير جميل) وهكذا ساد تأريخ شعري محكوم بالفهم والوضوح.. "

شكرا للحداثيين

أضع ركن زاوية جديد في منظومة الحداثة الأدبية وهو "تفجير اللغة"

أتعبتني أخي متذوق .. ولكن أرجو أن اكون وفقت في نقل الصورة اليك ..

د. سمير العمري
29-06-2003, 04:00 AM
:0014::0014::0014:

باقة ورد لكم جميعاً قبل الكلام

ثم اعتذار شديد إذ قرأت الموضوع يوم نشره أخي الأندلسي هذا الحداثي المحدث ثم شغلني عنه شاغل حتى عدت الساعة لألتهم أسطر هذا الحوار التهاماً ولأحيي (أقصد أرفع القبعة ... فهذه رمز حداثة لا جمود) لمن أداروه أخص منهم الرهيبة المبدعة بروق التي هدرت برعود أمطرت بها من الأندلسي الردود.

حسناً هي مداخلة سريعة تعبيراً عن الإعجاب ووعد بعودة قريبة ....

هذه باقة ورد أخرى لكم جميعاً

:0014::0014::0014:

النرجسي
29-06-2003, 06:48 AM
في البداية أحيي القائمين على هذا المنتدى واتمنى أن يكون اسم على مسمى (واحة للثقافة ولفكر وليس واحة لقمع الفكر) _نريد الديموقراطية_

بما اني عضو جديد _ونرجسي سأرحب بنفسي_

عموماً لننتقل لهذا للبدائي _أقصد الحداثي_:

يشرفني يا سيد حداثي أن أكون ممن ذكرتهم ( مرحبا بالتخلف و الفكر الديني الجامد الردئ, مرحبا بكم يا أصحاب العقول التي تراكم فوقها غبار السنين) 00
أن أكون من هؤلاء أفضل من ان اكون شخص ذو فكر (((( غابي )))) لا منهج ولا سراط ولا قانون ولا حتى دين يحكم وينظم حياته0

ياحداثي أنا أريد أن أعلم إن اتبعت هديك_جدلاً_ في (حداثيتك) فما هو الجديد الذي سأجنيه؟؟؟
ما هي الأصفاد التي ستحررني منها؟؟؟؟
وهل أنا بالفعل بحاجة للتحرير؟؟؟
ولماذا؟؟؟؟

أنت تعلم أن المجتمع الإنساني لا بد له من قانون يسير له حياته و يحفظ له حقوقه و إن لم يكن له ذلك ( اتبع سيــــــــــاسة طرزان في الغاب )

فما هو قانون حداثيتك؟؟؟ وما الفرق بينه وبين سياسة طرزان؟؟؟

كما أنك تعلم بأن الإنسان عقــــــــــــــــل و روح ولك منهما غـــــــذاء
وغذاء الروح هو (الإيمان بالله أو أي معتقد كان) لكي يطمئن قلبه وتسكن روحــــــه

فما هــــــــو غذاء الروح في حداثيتك؟؟؟؟0

وأريد أن تخبرني من الذي وضع دستـــــــور حداثيتك؟؟؟
وهل تضمن لي بأنه سيحفظ حقوق الانسان أم أنه سيضعه بين المطرقة والسندان كما فعلت (((( الشيوعيــــــــــة ))))0

تحياتي :) (بروق يعجبني اسلوبك) :)

النـــــــــرجــــــــســ ــــــي

جمال حمدان
30-06-2003, 07:52 PM
أيها الأندلسي المتأبط أصالة زرياب وزمان الوصل ..
أيتها الاخت بروق المصلتة" نون " النسوة على " واو "الحداثة

أيها الاخوة والأخوات المتفيؤون السادرون في " غي " جميل وملاحة " بثينة "

ما بكم تتهكمون على " تفجير " اللغة والإتكاء على إسقاطات محارات الظهيرة ؟!
تستخفون بالحداثة والحداثويين وما ذاك سوى لقصر ذيل بكم , فالحداثيون بشرٌ يشبهوننا في كل شئ إلا أن يكونوا قد خلقوا من طينتنا !

فهاكم معارضة لي لرائعة حديثة جدا إسمها – أكرمكم الله – مكنـــسة ..
وطالما موضوع الحداثة قد عُرض لتبادل وجهات النظر فيسرني أن أدلي بدلوي بهذا الجردل ..!!
مـــــــــــــــــكنسة ونصف موج

محمد خضر
.....................

مرة تسلقت شجرة

مرة تسلقتني شجرة

************
ولنقل جئنا من الريح
كما تروي لنا انثى الغبار
ولنقل شمسين لاتكفي
لريح واحدة
***********

ليتنا نسمع صوت التلاشي
ليتنا فجرنا الورق
وهو يهتز في رغوة الافق

**
كيف لي ان انحاز
للبرد المحفوف بالمكاره
للخشوع للقرب المطفئة

**
للصغار الذين يغنون في العلب
ارموني في نسيج التشابه
في الثمر الساخن
في التنور
في حذاء الشبق

**

صديقتي التي ماتت في الاناء القليل
قبل الاذان الاخير
قالت : هل بدات القصيدة ؟
قلت لن ابدأ شيئا يفنى
لن تنالوا الشفق

**
هاهو القمح .......الفتح
هل انت الخلاصة
ياسجادة النقاء
المتفجرة بالينابيع

- هل بدأت القصيدة ؟
لم ارَ عشتار ...لم تمر من هنا

كان النهار
في غرفة النوم
النساء اطلقوا رملهم
من جديد
لن ابدأ شيئا يفنى

**
لم أعرف درجا
الاواصعده مرتين

**
عندما جاء الجراد
التهم شاعر

**
لن ابدأ كارثتي

لم اسمع ان للوقت وجه
انه ينتهي

**
قرأنا " لاماء في الماء "
قرأنا " احتفالات المومياء المتوحشة "
قلت لن ندركها

- هل بدأت القصيدة ؟؟؟

من قال ان الازرق لون
من قال انه رآه
خيط شفاف
لايرى .....لايرى
فتنة الارض
عقوبة للسماء
مرة نسيت دفتري
لفظه الموج ...ارجعه لي
************
النهر معصية الارض
الغناء يحرضه دائما
النهر ارث امرأة
ليس نهرا ذاك الذي
لم تمر عليه امرأة

لاتقتربي ...لاتقتربي
المرأة عطر
لم استنشقه فيك ...

*************
مرة كان البرد الهامي
وكنت اتسكع حتى انقضى
قلت لن ابدأها هنا

**
لم يبق معي غير كرتون
هل ابيح التفاح

**
اتعبني الشروع في اللغة

**
سأنام على وجهي ليلتين
لن ابدأ شيئا يفنى


**
كلما قلت نعم
خاب ظن الريح في صوتي
**

لا لا لا لا لا لا % لا لا لا لا
البلداء الاوائل
لم يقولوها فذابو ا في الكتب
**
اللاءات التي
تحتضنها الرمال
كونت الاشجار والبحار
والشعراء
والقول المبين

****
لن ابدأ شيئا يفنى

****
الرجل الذي يسرق
لبن الظهيرة
والغراب الميت
بين لعنه الآباء
وحضارتنا المسحوقه
برائحه القبيلة
المستجدية الجميلة
الفحم الذي كتبت به
والصبي الذي يسألني مالا
واسأله عن اسمه
تلك نصوص لم اكتبها بعد
*****
سمعت في صغري
بسبعة حقول
وبئر ضيقة
وقيل اخرجوا كل شيء
متاح لكم
تعالوا الى علبة واحدة
- هل اسكب الفرس الاخير
- هل استعيد لحظتي الاولى
واصرخ في العلقة
هات سحابتي
****
كنت احرق طفولتي قبل النوم
لذا فانني ادركت الغناء مبكرا
وادركت ما وراء النبع

- هل بدأت القصيدة سيدي ؟

سأنام ليلتين على وجهي
ولن ابدأ شيئا يفنى
***
دعني افرك راسي قليلا
توقف يازرياب
أراك معتدلا
كلاشيء
**
عذرا عذرا
اني اكتب من سطح الجيران

*************************



( جردل وربع ممسحة )

لا لم يكن شيئٌ بذا المستنقعِ الرَّخوِ
هي عتمةٌ صهلتْ وماستْ
في رُبَى البهوِ
شبقَتْ
كما شبقَ الحذاءْ
.........................

أولا ترينَ بهيَّـةٌ خطواتها؟
هيها امسحي
قدميك ثم تناولي
ما شئتِ فالتنور ينضحُ
بالسنابل وامتشاق الملح ما بين الرماد
عيدي القراءة يا بهية
لا تظني أن ذاك طلاسمٌ
فلتقرئي كل القراءات التي عُلِّمتها
سبعا وتسعا واثنتي عشر

................................

هل قلتِ انَّ عِجافها نُطحت ؟
هل قلتِ أنَّ النوقَ قد رقصت ؟
هذه القصيدة لا ولن اشدو بها
سأبيتُ شهرا فوق وجهي
ثم ستة اشهر
سأظل مفترشا قفاي
لاتمم الميقاتَ
حتى تورقَ الالواح !

هل قلتِ لبنُ في الظهيرة يا بهيَّة ؟؟
أم قُلتِ ذا لبنُ الشتاء .؟
هذي نواة قصيدة نثرية
لا بئس إن لم تفهميها يا بهيَّة
واعلمي
فنَّ الكياسة
يا ذكية يابهَّية
صفقي !
لا تسألي ماذا قصدتُ وما كتبتُ
لأنني والله ثم ثلاثة أقسم بها
لم أفهمن حرفا لما كتبت يدي
نعمٌ نعمْ
نعمٌ نعمْ
نعمٌ نعمْ
نعمٌ اقولُ وألف لا
هل حرتِ في أمري بهية ؟
افهمتِ قصدي يا بهيَّـة ؟
حين قد اطلقتها نعمٌ
وجئتُ بألف لا؟؟
لا لا تقولي أن ذا صعب
ويصعب فهمه
كي لا يظن الآخرين بك الغباء !!!
أرأيتِ كيف أتيت بالمرفوع انصبه
فواو الاخرون
جعلتها ياءا فإن الرفع مرفوع
وما الإعراب إلا عادة قبلية
أكل الزمان وبَالَ فوق دعاتها
من سيبويه
ونفطوية
وابن اخفش
والخليل ..
........................................
نعمٌ بهيَّـة
.
.
.
لا تسأليني ما قصدتُ بهية!
لا لا تكوني كالبهائم دون عقل نيِّرٍ
فلتضربي ودعا بهية واضربي !
في الرمل حتى تفهمين
أو فاقصدي العراف
أو من يزجر الطيرِ الميمن لليمين!
والله لو خرج المقفعُ
والسموألُ وابنُ جنيٍّ
وذاك القيس من آل الملوح من ثرى
واتوا لنا
لن يقدروا أن يفهموا شيئا
لاني يا بهيَّة
شاعر متسكِّعٌ
لغتي وقاموسي
تخالف هؤلاء وهؤلاء
إن قيل لا لا قلتها نعمٌ
او قيل نعمٌ قلت لا بل الف لا
ارأيت مكنستي بهية ؟
افهمتِ مكنستي بهية ؟
لا لن الومك
فامسكي من طرفها
ثم اكنسي نصف المحيط
فقد تنوشكِ موجة
قومي اقسميها والقي شطرا في خبايا جردل
ثم اقبضي يدك اليمين
ففي الثنايا نصف موجه
ارأيت كيف أفجر الضَّادات (فهلوةً) بهيَّة !
ارايت كيف دُهشتُ واندهش الجميع
وإنني والله أعرف أنهم لم يفهموا شيئا
لأني يا بهيَّة ما فهمتُ ,
فكيف يفهمُ من همُ رقصوا
لمكنستي وظنوا أنها الإبداع !!
ألقيت مكنستي بهيَّـة في عباب السَّطْل فانشطرت
حروف الضَّاد ثم تفجرت أمواجها ..
هيا ارقصي طربا بهيَّـة
بل زغردي ...
سأقول ألف قصيدة في كل يوم يا بهيَّـة
كلَّ صبحٍ أو مسا
من ذا سيمنعني ؟
فلا متفاعل فيها
ولا فعل ولا الإعراب أو معنى بها
بل رص كلمات وتهويم
وجمع أحمق
يتهافتون لكي يقال
بأنهم متحضرين وأذكياء .
أرأيتِ !
كيف يصفقُ الجمهور من حولي بهيَّـة ؟؟!!
...................................
اليوم صفَّقَ أبلهٌ
وأنا أُصفقُ مثله بغدٍ لهُ
ليقالَ أنَّا يا بهيَّة مبدعين
وإذا أتي ماخورنا رجلٌ يسائلنا
عن المعنى نقومُ له
بتتابعٍ وتناغمٍ
هذا ليشتمَ عِرْضَهُ
هذا يُسفه رأيَهُ
هذا يقولُ محنَّط ٌ متخلفٌ
هذا يسبُّ أبا الفرزدق والخليل
وإذا أصرَّ وعادَ يسألُ
قام والي أمرنا
ليقول في أدبٍ وكلِّ بذاخة ووقاحةٍ
لا عاصمٌ لك يا عبيط !
...................................

لا تقلقي إنَّا بهيَّة جوقةٌ متضامنون
لا لا وجود لغيرنا من أهلِ فكرٍ
أهلُ حرفٍ أهلُ تبيانٍ مبينْ
فالكلُّ أقسمَ
باسم أمريكا وطافَ بقيصرٍ
وشعارنُا هدمُ الثوابت والمثاني
باسم تفجير المعاني
هكذا هي يا بهيَّة
نعتلي قممَ الحداثة
والتسكع والمياسةَ
ثمَّ
" نتلو ما تيسر "
من غثاء مكانسٍ
ونسوقهم زمرا لوادينا المقدس
ثمَّ ننتف ذقنَ أحمدَ بن خليل
ونقيم تمثالا لكل زنادق الدنيا
وننفش ريشنا
هذي بهيَّـة دربنا
..............................

لا التينُ تينٌ يا بهيَّـة
لا العصيرُ هو العصير !
قومي لنحلبَ ذلك التيس المقمَّط في السرير
قالوا بأن السطر يكتب بالمداد
وبأن صابون الحلاقة
قد رغى ثوب الحداد
والأرض مادت
منذ عادَ يجوسُ في عرصاتها
أبناءُ عاد .
هيا احلبي شمسَ الشواطئ
والمنارة والقتاد
بل هدهدي " اللاشئ "
والشفق المضمخ بالنجاد! !
....................................
فالبحرُ أرْجَعَ دفترَهْ
لما رأى الإسفافَ فيه تقيأه
البحرُ يرفضُ يا بهيَّة
أن يرى اللاشئ فيه..
البحرُ يلفظُ
كلَّ ميتٍ أو طحالبَ تعتليه
فالبحر يحفظ طهره
ولذا
فلما قال " ارموني "
رماهُ
كما تمنَّى في الوصيَّةَ
للحِذاء !
.................................

قال المُسجَّيَ نصفُهُ متسربلا
فوق الضُّحىَ
أضحتْ مكانسنا للوحي
إلهاما وقد دُهشَ الورى
بالنوم
مثل بيكاسو على أعتاب صومعة
ألوانها مُزِجت بطعم سفرجلٍ
ثم استحالت بعدما بات الفناء
فقيلَ عنها الف جردلْ
ثم قالوا نصف جردلْ
ثم قالوا
كأس حنظل
ثم قالوا واستفاضوا في الحديثِ
بأن كافورا يخضبُ لحية المتنبي الصفراء
بالدراق والحرباء واتشحَ السَّواد
هو جردلٌ
هي جردلٌ
هم ألف سطْلٍ أخرقٍ
يرغون مثل رغاء لاشئٍ
بهيَّـة
بل همُ
رُبْعٌ للمسحةٍ
ويكسوها السَّواد

.........................................
جمال حمدان:cup:

بروق
30-06-2003, 10:02 PM
أيها الحداثي:

أراك هربت من اسئلتي بنص لاطعم ولارائحة ولانكهة فيه. وليتك فسرته للقرّاء "بتفجير" فكرك في عقولهم . فنحن بحاجة للتطوير والخروج من آفة الماضي وفيروس الخليل الذي يرعبكم.

****

أستاذ سمير:- شكرا لك ولمساندتك.

لم ترَ شيئا بعد.:)

***


أستاذ جمال:)


ياسلاااااااام كنت ابحث عن تلك المكنسة والسطل ولم استطع الوصول لها.[ أضحك الله سنك مرة أخرى ]

هلا اخبرتني هذه القهوة متى أعددتها. ..ستحتاج لألف أخرى كي يرد عليك ذاك الحداثي النائم.

***


ايها الحداثي: أتمنى لك سباتا عميقا. وشرنقة لاتمل مهادها.


سلوى

الأندلسي
01-07-2003, 12:40 AM
ما شاء الله ..
يبدو أن الحداثي أحبابه كثيرين :005:

سأرد الان سراعا ..

الأخت الفاضلة غموض
"
قرأت في مقال عن الحداثة أن ( العلمانية من أبرز ثمار الحداثة )
س1// ما التعريف الدقيق لمصطلح الحداثة ؟؟
س2// ما الفرق بين العلمانية و الحداثة ؟؟
"

العلمانية ليست من ثمار الحداثة , فالحداثة تعد جديدة كمصطلح وإن كانت قديمة كفكر , العلمانية بشرت بالحداثة , وشرح هذا يطول جدا, لاجابة سريعة على اسئلتك ارجو مراجعة رابط مصطلحات فلسفية

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?s=&threadid=1244

وسأتابع هنا التحرك على مهل في عرض الحداثة الادبية والفكرية قدر استطاعتي , لذا فلن أجيب أسئلتك بشكل مباشر والا استطال الموضوع بعيدا عن غايته .. تابعي معنا أختنا

جمال حمدان
01-07-2003, 01:13 AM
الاخ العزيز / الأندلسي

تحية طيبة وبعد

أرى بأن الأخت / بروق قد ابرقتكَ فأهزمت فرعدت فامطرت فهل اصابتك بوابل ام بطلِّّ ؟

لقد أعجبت جدا بسخريتك أيها العقاب المحلق في فضاء الفراهيدي كما أدهشني سخرية وتحدي الأخت بروق والتي ما فتئت قهوتها تتضوع برائحة الهال وعبق الغيرة الخنسائية .

لكما ولكل من شارك في هذا الحقل الشائك بألغامه وأنغامه كل تحية ومحبة وتقدير ... ويسعدني أن أضيف ( محدثة ) ليست من صنف البدعة ولا الضلالة كي لا تقذف بالنار :v1:

جفَّف القمحُ مفرق قدميه
فابتلت لحيته
وتثاءب الخرير
..........
في المرآة
إمرأة
ومنديلٌ
وحبة كستناء تتلفت خلفها
............
ليس بالبخور وحده تحيا الاشياء
عندما تنحني العتمة
تتساوى همهمات الرمل
ويتثنى ثوب الوجل
...............
عندما مروا
خلعَ السرب قفازته
وسقط البرقع
وامتطينا البوصلة
...............
أغرى العود زريابا
فبكت الأزقة
حين عقرها موجُ باذخٌ
وترا وشفعا
ثم ناموا

...................


:0014::0014::0014::0014:

الاخت بروق ... سأظل اجمعَ حطبا في الليل حتى تنضج القهوة !! فهل من مقلِّبٍ للرماد؟

ولكم تحياتي

اخوكم / جمال حمدان

ليال
01-07-2003, 06:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هل وصلت متأخرة بعض الشيء
أرى بأن هذا الطرح أخذ يتسارع على أكثر من محور في وقت واحد ، وبحماس ملحوظ (ومشكور ) ينطلق بنا اخونا الأندلسي من تعريف الحداثة ومن "نظرية الصراع" والتي يرى بأنها تمثل نقطة مركزية في الفكر الحداثي نحو الأعمق نحو النظرة التي يتعامل من خلالها هؤلاء الحداثيون مع النصوص الأدبية ــ وأود أن أقول هنا بأنه ينبغي التأكيد على أن الفكر الحداثي لا يعمد إلى إحداث التغيير أوالتفجير في الناحية الأدبية وحسب من خلال تفكيك التراكيب اللغوية وإعادة بنائها كما سبق ذكره لكنه أيضاً فكر ثوري في أحسن صوره , عبثي في أسوئها وهو فكر معني بإحداث التغيير في كافة جوانب المجتمع بما في ذلك الجانب العقائدي والإجتماعي والسياسي إنه بإختصار ( طريقة حياة أعجبتنا أم لم تعجبنا) أو هكذا يبدو لي . لكن هذا مبحث آخر لا أرغب في التورط فيه الآن على الأقل وفضلاً عن ذلك فسأعمد إلى الدخول مباشرة في الموضوع من مدخله الرئيسي وفقاً لما جاء به أخونا الكريم وأرجو من الله أن يوفقني إلى توضيح رؤيتي بشكل مباشر ومختصر وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه.

> في البداية يعرف لنا أخونا الكريم / الأندلسي الحداثة على أنها:( النسف لكل ما سبق تحت مزاعم التطوير كما يؤكد بأن الصراع هو فكرة مركزية في نظرية الحداثة).

أتفق معك يا سيدي بأن الحداثة قد تسعى تحت مزاعم التطوير إلى نسف كل الأفكار والعقائد المتوارثة عبر الأجيال المتعاقبة التي تقع بمنزلة الثوابت عند الطرف الآخر
ولا ينبغي التفكير بالمساس بها,هذا صحيح ولكن

هل أن الحداثة تقوم على فكرة الصراع؟ هل الصراع في الفكر الحداثي هو مطلب بحد ذاته بحيث يبدو كل شيء في الحداثة على أنه صراع على حد تعبيرك؟

لا أعتقد ذلك فحتمية الصراع هنا تفرضها طبيعة المهمة التي تأخذها الحداثة على عاتقها, فأنت حين تأتي لمجموعة من الناس وتقول لهم أني أريد أن أنسف كل الأفكار التي تعرفونها وكل المذاهب التي آمنتم بها من قبل وأن أفككها لكم ثم أعيد تركيبها من جديد فمن الطبيعي أن تواجه بسيل من الرفض الجارف لأن طبيعة البشر تميل إلى السكون والجمود وبقاء الحال على ماهو عليه، الأمر الذي يفرض عليك التصدي لهذا التيار المضاد والإستماته من أجل تحقيق ما تعتقده صحيحاً فالصراع والتدافع إذن هو ضرورة حتمية وليس هدفاً بحد ذاته.
لن أقول بأن الحداثة كانت الرسالة التي بعثت بها إلينا الحضارة الغربية معلقة في طرف حمامة بيضاء ولن أقول بأننا قتلنا الحمامة ولم نقرأ الرسالة, لن أقول ذلك طبعاً , لكني سأقول بأنها كانت تمتمات سحرية نفثت بها علينا ساحرة الغرب الشمطاء منذ عقود من الزمن فرحنا بجهل ننفخ فيهاحتى نطفئها فامتلأ المكان كله بدخان السحر, ولن ينفعنا الآن أن نرفع عقيرتنا بالصراخ إذ سرعان ما ستمتلئ أفواهنا ورئاتنا بالهواء الفاسد , وحده فتح الأبواب المغلقة والنوافذ الموصدة هو الذي سيقضي على هذا السحر.

وللحديث بقية ...

ملاحظه : الأخت العزيزة بروق لم أقصد توجيه النقد لكِ أو للأخ الأندلسي لكنني كنت أنتقد الطريقة التي تم بها تناول الموضوع , أعتذر عن أي سوء فهم يمكن أن أكون قد تسببت به .

بروق
02-07-2003, 02:14 AM
الله ياأستاذي جمال : أراك ثملت من شرب القهوة والحداثي لم يرد حتى بكلمة " دعوني أشرب القهوة من حطب الأرض المنسية"..

كأني بك ستجمع حطبا جديدا أستاذي فالرماد جاع لوهج نار يشعره بغليان القهوة...[ مارأيك بلغتي المتفجرة :v1: ]

أما قصيدتك الجديدة فاسمح لي بأن أضحك ولن أملّ أبدا..ذاك لأنني أراها لأول مرة ..

***

إلى أخي الحداثي:-
هلا شرحت لي معنى ماتفجر من لغة شاعرنا جمال حمدان الآتي وأكون لك شاكرة طالما لم ترد علينا " خجلا "إلى الآن:-

عندما مروا
خلعَ السرب قفازته
وسقط البرقع
وامتطينا البوصلة


لم الكلمات متخاصمة مع بعضها؟؟


أنتظرك السنة القادمة على أحر من جمر قهوتي العربية الأصيلة.


احم احم
سلوى

الأندلسي
02-07-2003, 02:17 AM
احم احم !!
ما زال الحداثي حيا "يفجر" فصبرا لكل من سولت له نفسه أن يقترب منه !

استاذي سمير العمري

لا تقلق على أخيك "الحداثي" فلديه مانع للصواعق قادر على تسريب عشرات الشحنات الحرفية في أمان تام

د. سمير العمري
02-07-2003, 03:39 AM
حسناً دعوني أشغلكم بمقالة كتبتها منذ سنوات حول التطور والحداثة ريثما أتفرغ للحوار معكم فلدي الآن ما يشغلني :005:

نظرية دارون وتطوُّر الشعر

الشعر العربي هو الخالد على مر العصور ، له جذوره العميقة الممتدة في وجدان الأمة العربية ، فيه عبق الماضي ، وروعة الحاضر ، وآمال المستقبل ، وذكريات التاريخ الفواحة بالمجد والأصالة والرقي. كان وما يزال رمز ثقافتنا وحضارتنا وربما رمز وجودنا. فالشعر هو خلاصة الفكر في خلاصةالشعور .

والشعر هو من حفظ لنا اللغة العربية الجميلة ونقلها لنا كاملة غير منقوصة. والشعر هو الذي نقل لنا الكثير من تراث الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم لنحافظ بذلك على الشخصية العربية والوجود العربي وسط عالم تتساقط فيه القيم والعادات والثقافات . من أجل ذلك كان الإهتمام بالشعر دائماً والشعراء ليبقى الوجه العربي المشرق نقياً غير مخلوط بثقافات وآداب دخيلة وليكون صوتنا القوي الواضح فوق كل أدب ، وفوق كل صخب.

أما اليوم فأقول هنيئـاً للأدب العربي ، وهنيئاً للتراث العربي ، فلقد تطور الشعر نعم، لقد تطور الشعر في عصرنا الحاضر كثيراً جداً وارتقى ليواكب التطور والحداثة ..... فأصبح له شكل عصري حديث ومضمون عصري جديد . وها هو الشعر الحديث بكل مسمياته قد ملأ السمع والبصر ، ووصل إلى أعلى الآفاق ، وانطلق بسرعة الصاروخ ـ ونحن في عصر الصواريخ ـ إلى المرتبة الأولى في الاهتمام والعناية من خلال الندوات الشعرية المتوالية والمقالات النقدية المتفانية التي تصبغه بألوان زاهية براقة تزيغ البصر ، وانتشر بشكل أصبح الشعراء فيه أكثر من القراء . كيف لا والشاعر الحديث لا يحتاج إلى أكثر من قلم حبر جاف وقصاصة ورق ، وخيال جامح لا يقيده التزام ولا تكبحه تقاليد ولا تصقله موهبة ولا يمنعه حياء.

ونعود لقضية تطور الشعر في الشكل والمضمون ليذكرنا كثيراً بنظرية التطور والارتقاء المشهورة بنظرية دارون . تلك النظرية التي تتناول قضية تطور الحياة والكائنات الحية لتقول إن أصل الحياة تطور من كائنات بدائية أولية جيلاً بعد جيل حتى وصل إلى قمة التطور في الإنسان ، وهذا يعني أن الإنسان ربما كان أول ما كان خلية أميبية تحولت بعدها إلى طحلبة سرخسية ثم إلى كائنات برمائية ثم إلى خنفسة رملية ثم إلى سحلية ثم إلى دجاجة غير مشوية ثم إلى ماعز جبلية ثم إلى قردة ذكية حتى أصبحت إنساناً ذا طلعة بهية.

وفي هذا المقام نرسل السلام إلى جدنا الأول الأميبا مروراً حتى جدنا المباشر القرد وأسألهم جميعاً : لماذا أنتم موجودون حتى الآن ؟!! ولماذا لم تتطوروا بعد ؟!! . سؤال بسيط يكشف سخافة هذه النظرية وسخافة من يؤمن بها متأثرين بثقافة غربية انبهارا ، ومستعبدين فكرياً اختيارا.

إن التطور موجود أصلاً وضروري لاستمرار الحياة ، لا ينكر ذلك إلا أحمق . ولكن ماهو التطور المطلوب ؟ هل هو تطور الشكل أم تطور المضمون ؟! وهل فعلاً تطور الإنسان ؟! هل كان يوماً قرداً أوسحلية ؟! وهل كان حين كان كذلك إنسانا ؟! بمعنى هل كان الإنسان في طور القرد يسمى قرداً أم إنسانا ؟!! وكيف نستطيع أن نميز بين التمساح والعصفور ؟ أو بين الكلب والذئب ؟ أو حتى بين كلبين مختلفين ؟وكيف نميز بين أحمد وعبد الرحمن أو بين خالد وسعيد ؟ . أليس هو الشكل ؟!! نعم ، إنه الشكل الذي يعطي كل شيء في هذا الوجود اسمه وطبعه ووظيفته . ولقد عرف الإنسان إنساناً بشكله ، والحيوان حيواناً بشكله ، وإذا تغير الشكل تغير الاسم وتغير معه الطبع وربما حتى الوظيفة.

ونعود مرة ثالثة إلى تطور الشعر لنقول لكل أولئك الذين يطبقون نظرية دارون الفاشلة على الشعر: إنكم مخطئون . لقد عرف الشعر على مر الأجيال بشكله المتميز الخاص من ألوان الأدب العربي فالشعر العربي كان وما يزال هو ذلك الكلام الموزون المقفى في أبيات مختلفة بفكرٍ وعاطفةٍ وموسيقى رائعة، ينعش سمعه ويسهل حفظه لتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل . وحين نغير شكل الشعر فلابد أن نغير اسمه ، تماماً كأن نغير شكل مائدة خشبية إلى كرسي خشبي إذ لا يمكن للمائدة إذاك أن تحتفظ باسمها ولا بوظيفتها برغم أن كلا الشكلين من مادة واحدة هي الخشب .

وأسأل كل أولئك الذين يلصقون أنفسهم بالشعر ويسمون أنفسهم شعراء من الذين يكتبون ألواناً مختلفة من ألوان الأدب العربي والشعبي لماذا كل هذا ؟؟!!!! ولماذا لاتسمون كل لون باسمه ؟! فالشعر شعراً والنثر نثراً والزجل زجلاً . وما يسمى بالشعر الحر ليس شعراً بل نثر مسجوع كتبه الكثير من الأدباء في عصور سابقة واسألوا مقامات الحريري . ونحن لسنا ضد ماتكتبون فعندكم في ذلك إبداع في أحيان كثيرة ،إنما نحن ضد التسمية . سموه ماشئتم .. مقامات .. خواطر .. أي شيء إلا شعرا لا حديثاً ولا جديداً .... ولا حرا ً ولا مستعبداً . سموه ماشئتم ودعوا الشعر للشعراء لتسمع وتبدع ، وتنظم وتخضع.

إن التطور الذي تتحدثون عنه وتحتمون خلف ستارته إنما يجب أن يكون في المضمون بأفكار جديدة ومواضيع حديثة بل وربما ألفاظ عصرية جديدة حسب ما يمليه العصر لكن في إطار وشكل الشعر المعروف ،أو ربما تطوير الشعر ببحورٍ جديدة إن استطعتم إلى ذلك سبيلا ، لا تطوير الشعر بمسخ شكله فلا هو شعر ولا هو نثر ، ولن يجديكم نفعاً الغموض المربك أو الرمزية الغريبة أو الإلقاء الهامس أو الصاخب فلن يستطيع أن يجعل ما تكتبون شعراً . ومن استطاع منكم الشعر فليكتب وله وافر التبجيل والتقدير ،ومن لا يستطعه فرحمـةً بنفسه وأنفسنا ورحمـةً بالشعر وبالذوق الأدبي العربي وبتراث القرون الطويلة .

وأخيراً أتوجه إلى الشعراء و النقاد والمسئولين والمثقفين وجمهور القراء بدعوة حارة مخلصة بأن يحبّوا الشعر الأصيل ويحفظوا له مكانته ويعيدوا إليه دوره الرائد والمهم في لنهوض بهذه بالأمة ، وأن يحاربوا محاولات مسخه وهذا السرطان الذي يلتهم جسده وذلك التطور الذي يجرده من جماله ورونقه ، لأنه لا شعر إلا الشعر الذي عاش وسيعيش بشكله ولونه وروعته على مر الأجيال .

عبدالرحيم فرغلي
03-07-2003, 10:15 AM
ايها الاحباب ... استمتعت كثيرا بحواركم هذا .. والذي بدأ بصراخ متقنع ثم تسلسل إلى حوار هادئ .. خالفتم بذلك كل الاجتماعات العربية التي تبدأ بحوار وتنتهي الى صراخ .. فالف تحية وتقدير لكم .. وللاندلسي الرائع الذي طرح هذا الموضوع بهذا الاسلوب .

ودعوني اخالفكم قليلا .. او كثيرا .. حسب المتلقي
اولا : اتفق مع الاستاذ سمير العمري .. ان هذا اللون ليس شعر .. وليطلق عليه اسم اخر .. ولهذه المسألة خطورتها العقيدية .. فقد يأتي جيل يصف القرآن بشعر .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ثانيا : لم يتعرض الموضوع الى تعريف الحداثة كفكر .. وتعريفها كأسلوب .. اتخذه بعض الادباء في اسلوب كتابتهم .. فالشائع عن الحداثة الأن .. انها اسلوب حديث في الكتابة .. يغرق في الرمزية والغموض .. وبالتالي يصعب اقناع جيل يتلذذ بقراءته .. فيقول لك ان الكفر يكون باسلوب قديم او حديث .. . والتركيز على انه تيار علماني او كافر او خارج عن عقيدة يجب ان لا يعمم . وان يفهم جيلنا القادم ان هناك حداثة وحديث .
ثالثا : قد ابدع في نظري من يكتب باسلوب حديث .. بعضهم .. في استخدام المجاز والاستعارات المبتكرة التي تمس حياتنا .. والكنايات التي حفلت بها نصوصهم .. والتي تجذب اليهم جيل قادم يتربى على نهجهم في الكتابة .. وهي مركب سهل سيمتطيه جيل قليل الحظ من ثقافة اباءه ونحويته وقراءته في النصوص البلاغية .. واخشى ان يأتي يوم يكون لهذا الاسوب الحديث كل الانتشار والذيوع .
رابعا / ما اخذه على هذا الاسلوب .. اقصد الحديث وليس الحداثي .. انه لا يستطيع ان يتكلم عن قضية من قضايا الأمة .. او يرفع من شأن فضيلة .. او يحط من قدر رذيلة .. وهو لا يكون إلا في وصف حالة شعورية نفسية .. يعيشها الكاتب لحظتها .. ويلبسها تهويمات من نفسه . وبالتالي قد فقد الهدف من وجود الادب في ثقافتنا .

اخي الاندلسي .. كل ما كان لا انظر به من خلال فكري .. بل من نظرتي لجيل قادم .. يتربي على نصوصهم .. واعرف فيه اعوجاجه وطريقة تفكيره .. واعرف فيه انجذابه نحو الاسلوب الحديث في الكتابة .. وفيه من الخطورة ما تعرف .. تحية لك وتقدير وللحديث بقية .

عدنان أحمد البحيصي
03-07-2003, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم الاندلسي
عجبت كيف تكتب هلوساتك ( لأن الإحترام اليوم للهلوسات وليس للإبداعات) في دقيقتين ثم يأتي من يقول لك أنها من أجمل ما قرأ مع أنني لم افهم منها إلا أنك تحب البرتقال
أما أنا فأكتب القصيدة العمودية_وبعضاً من الحرة_ وإن كنت غير مجيد في ساعات طوال وأحيانا أنشغل بتنقيحها الأيام الطوال _ هل لأنني لست حداثي_ أم أنه يهمني أن يفهم القارىء ما أكتب
اين الذي يشكو من الزمن فيقول

شكوت الى الاسقلت المغمس في الطين (شاعر حداثي)

وما الفرق بينه وبين الذي يقول
بم التعلل لا اهل ولا وطن....ولا نديم ولا كأس ولا سكن(شاعر متخلف في رأي الأندلسي)

وأين البكاء على الأطلال الذي أقول فيه
تبكي على أيك الحمام حمامة....تشكو فراق أليفها فتنوح (بيت من الشعر كتبته في 5 دقائق ونقتحه في مثلهن)

ولي عودة إن شاء الله

عبد الوهاب القطب
04-07-2003, 09:56 PM
اخوتي واخواتي

اسعد الله مساءكم

اخي المبدع جمال

لقد قرات ما كتبت ردا على ما كتب محمد من الشعر الحر.

لقد فرطتُ من الضحك وكأنني عنقود عنب او مسبحة ابي شنب.

الا يكفي انهم عقدونا في المدارس الابتدائية عندما اجبرونا على حفظ

الشعر القديم دون ان نفقهه؟
ماذا اقول لافراخ بذي مرخ....زغب الحواصل لاماء ولا شجر

مع انني امقت واكره ما يسمى بالشعر الحر الرمزي الذي لا يفقهه الا كاتبه واظنه
لا يفقهه نفسه.اقول اكرهه اكثر من كرهي للدجاج المقلي.

انا لست حداثيا.
ولكن ملاحظتي هي حبذا ولو حفظونا بالمدارس الابتدائية شعرا سهل تذوقه وفهمه.
ومع ذلك فليس هنالك مثل الشعر العمودي العذب الذي يسلب الالباب
ويأسر القلوب.
اما بالنسبة لبهيه

وما ادراك ما بهيه!

هي نكسة وبلوى ابتلينا بها باسم التقدم والتحضر والحداثة.
هو شعر نصفه في المزبلة والنصف الاخر في قلب الكاتب(المزبلة الاخرى).
الشعر الحر هو بمثابة ديموقراطية زائفة للضحك على العقول السطحية الرجعية
غير المتذوقة للجمال والحروف.
ما رأيكم بذلك؟ها؟

لا تتصوروا كم كان صوتي عاليا من الضحك عندما كنت اقرا
قصيدة بهية بعمقها وهدفها ومعالجاتها لقضايا العصر الحديث اقصد الشعر الحديث.

وعطر الله انفاسكم جميعا نفسا في اثره نفس

الرجعي الزئبقي عدو الخبز والاطفال
كاره الدجاج ولو على ساحل العاج.

ابن بيسان

الأندلسي
06-07-2003, 06:12 PM
أستاذي الرائع جمال حمدان
مرحبا مرحبا مرحبا بمن له في هذا الحوار كل الثمر, والله أذكر هذه القصيدة الرائعة .. سعيد أيما سعادة بمشاركتك أستاذي الحبيب :0014::0014:

ولأني أبكي من ضيق وقتي و رغبتي في أكمال الحوار , مررت لأقول أنني أتابع وأشكر كل المشاركين في الحوار و أدعو الله ان يمن علي ببعض من الوقت ..:0014::0014:

أخي ابن بيسان

القصيدة التي كتبها شاعرنا جمال حمدان من "الشعر الحر" , وأعتقد انك تقصد في كراهيتك "القصيدة النثرية" .. عموما أنا من عشاق الدجاج المقلي ( وجميع أشكال الدجاج واللحوم و ما على شاكلتهم من الطعام.. ففي مصر سيدي تعد هذه الأصناف من الفواكه D: )


الحداثي

من قلب كأوراق الجوافه و ضياء البندق ذات لوز , على ناصية سيل من حروف العنقاء .. ألتقيكم

شكرا :cup:

عبد الوهاب القطب
06-07-2003, 06:27 PM
ايها الاندلسي الرائع

نعم قصدت الشعر النثري

غير المعبر والذي لا يفقهه الا كاتبه

وقد راينا منه الكثير.

اما شعرك

فلا جدال في روعته وجودته واطالما اطربني

واذابني حبا به.

لا اجاملك ان قلت لك كم اعشق مصر ام الدنيا واهل مصر الطيبين.

وفي امريكا عند مصريون من اروع من جاد بهم الزمان.

اخي الاندلسي الطيب اهديك اغنية عبدالحليم حافظ

بلاش العتاب يا حبيبي ..بلاش عتاب يا حبيبي
ارحمني من العذاب ..يا حبيبي..ارحمني من العذاب


دع العتاب وخلي للورى العتبا
................وارحم فؤادا باسياط الهوى التهبا
اطفات كل شموعي وانتهى المي
..................وارتاح قلبي وعن اشواقه رغبا
لقد وهبتك اغلى ما يدي وهبت
.................وكنت اغلى بذاك الحب من وهبا
اوثقت فيك امانا كنت احضنه
...............هدات بالي الذي في حبك انتحبا
وفي غمار الهوى والشوق منسكب
............اغمضت عيني فكانت فرحتي كذبا
ادرت طرفي فلم ابصر سوى شبح
.....................رايته مثل نار الشمع مضطربا
عليك لا لست ابكي بل علي انا
..................لكم ظلمت فؤادي فيك كم تعبا
دع العتاب اذن ان كنت تعشقني
...............قد مات قلبي عذابا وانتفى سببا
ارجوك لا تتكلم عن هواك معي
.....................ولا تُذَكّرْ فؤادي بالذي غربا
الحب من اجلك استعذبت غصته
................وعدت حتى كرهت الحب محتسبا
ارجوك لا تقترب مني ومن المي
.................وابقى بعيدا لكي انساك مغتربا


طبعا بتصرف من عندي ..

اخي الاندلسي تذكرني كلما سمعت هذه الاغنية

المخلص

ابن بيسان

تامر علي
16-07-2003, 10:59 PM
اتفاقا مع اخى الاندلسى وتضامنا معه فى موقفه العنترى باعلان حداثيته جهارا نهارا فقد قررت ان اقف معه فى خندقه الرحب (فانا لا ارانا الا فى خندق واحد دائما بحكم المكان :005:



"مالكم تكأكأتم على صديقى الحداثى هكذا ...يا ساده ان الامر اوسع من ان تضيقوه ..ان ابسط مفهوم للحريه هى انه من حق كل انسان ان يعبر بحريه .... فما بالكم ان صار هذا الانسان رهط ..وان صار الرهط مجموعه ..وان صارت المجموعه ظاهره ...هنا يا ساده من حق تلك الظاهره ان (تهرف) مادامت تعارفت فيما بينها على ان اللغه الام بينها هى التهريف ...

وبالمفهوم الاشمل للحريه ...والذى تسرب للحياة كلها مؤخرا بما فيها الادب فقد غدا الالتزام بالقواعد المتعارف عيها (قيدا) ولكنه قيد (علمى)له اصوله فكيف نكسر هذا القيد ..كان هذا هو السؤال ...

وكانت الاجابة صريحه وشافيه

"ان نمزج اللاشىء فى فراغ محكم السيطره مع العدم فينتج الخليط هلاوسا بصريه و مسارات وهميه اراها انا بحريتى كما يعن لهواى وتراها انت تلامس لاشعورك"
هل فهمتم ايها الساده ...(ان لم تفهموا فراجعوا عقولكم وان فهمتم فانتم كذابين ..وعندها لن ينطق احدنا ليصارح الاخر انه يرى الملك عاريا لانه هو نفسه اصبح يرتدى ثيابا نسجت من ضياء القمر

اما بالنسبة لشطحات البعض ايها الساده فلا تؤاخذوهم فقد اخذتهم النشوه لبلاد لن تسمعوا عنها فتكلموا عما لاترون فلم تفهموه جيدا ايضا

دعونا وصديقى الاندلسى القادم من زمن الحداثه الميتا فيزيقيه الحديثه فسوف نذهب الآن لتناول قدحا من (الكابيتشينو)
هيا بنا يا صديقى نرفع القبعانت وننصرف فى رصانة حداثية الايحاء ......
وشكرا

الأندلسي
19-07-2003, 05:56 PM
الحداثي متابعا معكم من العمل :008:

الأخت ليال
"هل أن الحداثة تقوم على فكرة الصراع؟ هل الصراع في الفكر الحداثي هو مطلب بحد ذاته بحيث يبدو كل شيء في الحداثة على أنه صراع على حد تعبيرك؟"

الصراع اختنا هو في قلب الفلسفة الغربية عموما وليس في الفكر الحداثي فقط وما الفلسفة الحداثية ( من بنوية و تفكيك ) الا قمة الهرم الجليدي , الصراع هو منشأ التطور - لديهم - وهم يقضون "بحتميته" و اعتباره مؤشرا عاما للتقدم نحو افكار جديدة , وهو ليس "مطلبا" ولم أقل او اعبر بهذا ولكن قلت انها "فكرة مركزية" يرتكزون عليها , اما الهدف كما يزعمون هو "عالم أفضل" , وكلمة أفضل هنا مضللة بعض الشيئ و استخدمت بغزارة في مرحلة النقل عن الفلسفة الغربية في مرحلة التأثر الرومانسي بالفكر الغربي من نخبتنا "المبشرة بالغرب" و يميل أساتذة الفلسفة الى استخدام كلمة اكثر تعبيرا و أكثر دقة و هي "عالم أمثل" , مع ملاحظة اختلاف الرؤى بين مثالية الشرق ( و هي شيئ محبب و مطلب سامي ) و بين مثالية الغرب الآليه (والتي تناقض الطبيعة البشرية ) , وفي الفكر الغربي يكون النموذج الذي تقاس عليه "المثالية" هو النموذج الغربي ((( فقط ))) ولا شيئ قبله ولا بعده

ما ذكرتيه اوافقك عليه فأنت تنظرين بعين الطامح نحو الأفضل وهذا التمييز بين محاولة التطور و الصراع الطبيعي الذي ينشأ في أي مجتمع يحاول ابناؤه التغيير فيه و السمو به نحو ما هو افضل, الاسلام بذاته عاش هذه المرحلة و يعيشها مجددا الآن , هنا الصراع محكوم بقواعد ومبادئ و هدي ونور وهو ليس تحطيما بقدر ما هو اصلاح و تقييم و عودة نحو "الانسان" لا "المادة" ولم ينكر الاسلام ما قبله بل وصل به و كان به بارا وان اختلف معه, الاسلام - كمثال أعشق ان اتناوله - أكثر من احترم الآخر في تناوله لقضايا الخلاف و كم يختلف الامر حين نهوي الى ما لدى الغربيين من نماذج مغايرة

هم يا سيدتي يطمحونت الى محو الهوية في بوتقة جديدة لا يجدون فيها تمايزا من منطلق (انتصار) الفكر الغربي ووجوده كحل "وحيد" بلا أي بديل , وهم بذلك يصنعون بؤرة صراع جديدة ,, هم يا سيدتي لا يؤمنون بالآخر على الاطلاق

شكرا لرأيك اختنا وكم سأسعد بالمزيد من التواصل و كما ترين فنحن لا نختلف بقدر ما نتفق

الأندلسي
19-07-2003, 06:05 PM
اردت أن اوضح أمرا الا وهو انني لا أرفض النموذج الغربي تماما ولكني أنادي بدراسة متعمقة لهذا الفكر, وأن تكون دراسة بعين الناقد لا بعين المنهزم , قرأت الكثير لمن ينظرون الى الغرب وكأنه نبي الهداية و كم آلمني ان يستبدلون الخبيث بالطيب , أريد أن نستقي منهم مناهج بحثهم و نظرتهم التحليلية و قدرتهم على التخطيط الطويل بعيدا عن خرافاتهم و ضيق افقهم فيما يخص نظرتهم للإنسان و الحياة , وان نتعلم منهم ما فاتنا من العلم المادي و ليس هذا عيبا أن نعترف بقصورنا و أن ندرك حجمنا الحقيقي و لكن دون انهزامية , هم قد فعلوا نفس الشيئ معنا فترجموا علومنا للا تينية و قطعوا من ورائنا مشوارا طويلا, والعلم هو علم الله وليس ملكا لأحد .. فليتنا نستفيق و نعمل

من محاسبة النفس و النظرة الواقعية وقياسنا الاسلامي واستعلائنا بإيماننا .. ننطلق

الأندلسي
19-07-2003, 06:30 PM
و الآن يسخر مني أبناء القبيلة ...
ليتكم تدركون كم تتألق نوافذ الساعة بين السدود في أقصى مرايا الكستناء

بروق .. قهوتكم العربية رديئة الملمس .. كم تؤذيني بقواعدها الأصيلة ونارها الباردة في زمن البرتقال

وأما أنت يا استاذ جمال حمدان فاهدي اليك هذا النص للمبشر أدونيس لعل النور يزور مخدع الاصداف في المعاقل المنكسرة بمقصلة البذور

المهد

... إِذَنْ أَدْعُو إِلَى تَوَاطُؤِ الهَمْسِ وَالشَّمْسِ, العُنُقِ وَالأُفُقِ

إِذَنْ, أُشَبِّهُ غُمْدَانَ بِالنَّهَار, وَبَلْقِيسَ بِاللَّيْل, وَأَنَا بَيْنَهُمَا الهَدِيل.

شَجَرُ أَيَّامِهِ عَارٍ, وَالجذْرُ الَّذِي نَمَاهُ يَأْخُذُ شَكْلَ الصَّحْرَاء, وَهَا

هُوَ التَّارِيخُ يُلَفُّ بِالسَّرَاوِيل, وَالوطَنُ يُكْسَى بِالرَّمْلِ لَكِنْ هَذَا

الظَّاهِرُ لاَ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ يَعْرِفُهُ بَاطِنٌ لَمْ يَحِنْ ظُهُورهُ بِالْغِيَابِ

يَمْتَحِنُ وَيَسْتَقْصِي, وَبِاسْمِ الحُضُورِ يسُنّ شَفْرَةَ الكِتَابَةِ وَيُحَزِّرُ

هَذِهِ الأَرْض.

إِنَّهَا مُهْرَةُ الحِبْر تَخبُّ فِي سُهُولِ الحُلْمِ, لَكِنْ لأَحْلاَمِهِ طَبِيعَةُ

الجِبَال مَحَارَاتٌ وَقَواقِعُ يلفظُهَا مَوْجُ الذَّاكِرَة الزَّبَدُ يَنْعَقدُ أَسَاوِرَ

في مِعْصَم الشَّاطىء, وَالصَّخْرُ صَنَّارَةُ الهَواء وَرَأَى أَنَّ لأَيَّامِهِ

جَسَدًا تَمْسَحُهُ الرِّياحُ بِرِيشِهَا, وَأَنّ دَرْبَهُ غَابَاتٌ تَحْتَرِقُ

كيْفَ يُحَرِّرُ هَذَا الأُفُقَ الَّذِي يَلْتَهِمهُ مِنْشَارُ الرُّعْبِ?

..
أخي تامر يبدو أنك مثلي من عشاق السحر المتجلي بالمحار .. شكرا لعشتار الذي أرسلك في ساعة القطاف .. كم يبدو العالم ضيقا بدون قبعتك الدافئة و هذا الكابتشينو الرائع الملامح ... اليك هذه الزهرة الميكانيكية الناسوتية .. فليحفظك زحل من شر الخليل

http://www.fortunecity.com/victorian/holbein/67/circuit/22.jpg

الحداثي
:0014:

يوسف الحربي
19-07-2003, 06:34 PM
أيها الأندلسي...
أيها الموغل في الرجعية والتخلف ..تعرفني جيداً فأنا من كبار الحداثيين
ولا يرضيني هذا القول ...ستندم بعد عودتي ...

يوسف الحربي
20-07-2003, 02:53 AM
صديقي الأندلسي ...هل تذكرها ..
يا سيدة ..الأزمنة المنتحره..
يا سيدة الأزمنة المنتحره .
والليل المذبوح
والكأس الموبوء
اختلست الليل
وأمتطيت الصهيل
هل كنت مجنونا
وهذه النجمة المعكوفة
ترمقني ...
يا سيدتي :
اتكيء على سواعد العاصفه
أخدش وجه الجبل
أقتات بقايا الطيور
أنادي السايس
وأسمع الصهيل
أتكيء على بقايا تهدمت
من جمجمة الماضي
وعيوناً تسللت
الى اجفان اليقظه
أنتِ الشوق المنتحر
تحت أغصان الشجر
ينادي القادم
من أحواض النخيل
وملاءات الصهيل
هل أدركت معنى
أن أبحر
في أحضان الرمل
الغارق في أطياف الأرض
الرمل ينادي
يصرخ
يحتذي بأصوات القادمين
ينتعل خفين اجوفين
يا سيدةالأيام المنصهره
في جذوع اللا شيء
هل قلتِ أنك قادمة من الريح
وهذا الجبل ضم أطرافه
هل أحد ينادي
وهذه الحنجرة مذبوحه
الجبل الذي تسلقته
كان وجهه مخدوشاً
بأظافر الليل
والمطر النازل من العمق
يبعد عن وجه الجبل
الشجر نام وغفى
لم يعد يسمع
لم يعد يبصر
يا سيدتي
هل فهمتِ
أنا لم أفهم ....


__________________

ايمن اللبدي
20-07-2003, 09:40 AM
حسنا يا اصدقائي
ربما فاتنا مثل هذا الحوار وإن جددته قصيدة ابن المدينة اليوم ورسالة العزيزة نسرين التي أوردت لي الرابط هذا بعد أن سألنا ابن المدينة ماذا يفهم من الحداثة . دعوني أوضِّح أمرا هاما هو أن نرد إلى أصل المصطلحات اولا ثم نناقش ما حولها ولا يكون حوارنا حول انطباعية كل منا ممن ادعى انه يمثل حداثة وبالتالي ما حول سلكوكياته ومسلكياته أو أعماله من علامات نحملها المصطلح ونناقشها حزمة واحدة كانهما متماهيين ولا فرق بينهما فهذا منهج خاطيء تماما.

قبل أيام ومن على شاشة إحدى الفضائيات وفي برنامج للشعر الشعبي سألت المذيعة إحدى الشاعرات الشعبيات الكويتيات كما أظن عن إن كانت هي حداثية ؟ حقيقة السؤال فجعني والإجابة كانت أنكى وأمر إذ هبَّت هذه لتقول الحداثة هي كفر ولحاد إنها عمل صهيوني ، استغفر الله انا لا اكتب الحداثة في الشعر الشعبي ؟

هذا جعلني فعلا أيقن بأن كم التخبط الذي يتوفر حتى يصبح تاليا مفاهيم غرائبية هو فعلا معشش لدى أذهان عدد لا بأس به من الناس مهما سموا أنفسهم ولذلك علينا أولا التبصّر قبل إطلاق أي من الأحكام .

الحداثة سادتي هي مصطلح لمرحلة بعني مرحلة في الادب الغربي مرت في القرن التاسع عشر ؟ فمن هو الحداثي اليوم ؟ وما علاقة ذلك بالصهيونية ؟ وما علاقتنا نحن بذلك !

على كل دعوني اقدم لكم هذا الموضوع من خلال هذا المقال هنا :-

الروبوتية ما قبل وما بعد !

اتسمت الفترة الحالية بمساجلات وصراعات عديدة حول طبيعة المرحلة الأدبية التي يشهدها الأدب في المدى المنظور وطبيعة ما سوف يتلو ذلك في المستقبل القريب ويمكن القول أنه لم تخل مطبوعة أدبية ما أو حتى شبكية أدبية من إشارة فصيحة أو تلميح خفي إلى هذا الموضوع بعينه ، وقد شغل الأمر عددا من الأدباء والشعراء والنقاد فأدلى كلٌ منهم بدلوه ، ويمكننا القول أن جلهم قد اتفق على مصطلح الحداثة لوصف أدب المرحلة المنصرمة إلى عهد قريب واختلفوا حول ما سيتبع ذلك حتى توصل بعضهم إلى الصيغة السحرية القائلة بما بعد الحداثة وبدأ ت المحاولات النشطة من كل حدب وصوب نحو استقراء طبيعة وخواص هذه المرحلة أو لنكن أكثر دقة بالقول نحو محاولة استحضار سمات القوالب الصياغية لقواعد المرحلة المقبلة .

وقبل أن يختلط الأمر على القارئ لا بد من التوضيح بأن الحداثة "Modernism” كما في المصطلح هي احتجاج أدبي غربي وبصوت عال ومنذ بداية القرن العشرين على المرحلة الأدبية السابقة لها وخاصة الفترة الممتدة خلال القرن التاسع عشر وان تعددت التوصيفات الجزئية لمركبات هذا الاحتجاج ودرجة عنفه وصخبه ثم أثره وفعله في الواقع حقا ورافعة التغيير الحقيقية التي خلقها تاليا ، وربما كانت الدادية والسريالية والرمزية هي تجسيد لهذا الرفض المطلق لمواصفات أدب التقليد الفني للقرن التاسع عشر كمدارس أدبية وفنية أيضا بكل سماتها وخواصها التخليقية والانعكاسية الشرطية الخاصة بها ومنهج روادها ومريديها من جهة أخرى ، وان كنا لن نعمد إلى تفصيل تام في خواص وسمات كل منها وما اشتركت فيه أو اختلفت حوله ألا أننا لا شك متيقنين من أن الحداثة ترجمة مكافئة تماما من حيث المؤشر إلى منهج متمايز في الحساسية والأسلوب المؤسس لإصدار أحكام قطعية على ما سبقهما من أدب تقويضا له وهدفا في الحلول مكانه وفق منطق جدلي وديناميكي أيضا ، ويسوق عدد من المراجع أمثلة على رواد هذه المدارس في الأدب الغربي الحديث وقد يشيرون بالبنان لرواد هذه المدارس من أمثال مالارميه وأندريه جيد وفاليري وكافكا واليوت وجويس وغيرهم .

وعلى أية حال فان هنالك جملة من الملاحظات لا بد من الإشارة إليها في هذا الموضع أما أولاها فهي أن الحداثة كمرحلة هي سمة للفترة التي حددت لها كما سبق الإشارة إليه في مقدمة حديثنا هذا وهي بالتالي جملة كاملة من التصورات حول الأدب والفن من حيث الأسلوب والقيمة المعرفية الخاصة بها "ابستمولوجيا" وفي نهاية الأمر كنقيض تام ومباشر لمرحلة معينة سبقت عليها وهذا لا يشير إلى أية مرحلة بل لمرحلة معينة مما لا يدع مجالا للخلط بين الحداثة والمعاصرة وذلك لأن المعاصرة تقترن بالزمن التام المطلق بين سابق ومسبوق وبالتالي يمكنها أن تصف اللاحق في أي فترة من الزمن المستمر ، وبالتطبيق البسيط يمكن اعتبار الأدب العباسي في وقته معاصرا والأدب الأموي قديما عليه ، ولكن الحداثة ليست صفة صحيحة بحكم المصطلح لكي تصف هذا الأدب العباسي وان في زمنه ، ومن هنا نصل إلى ملاحظتنا الثانية والتي يظهر معها استخدام المصطلح المقنن والمتفق عليه أي الحداثة والحداثية مكان اللفظ المختزن الدلالة ، بمعنى أن الكلمة حديث في لغتنا العربية وهي نعت بيّن إنما تشير إلى ضد القديم قطعا في دلالتها وتشير قطعا إلى الجِدَّة والى عبور الزمن قافزا ولكنها رغم ذلك لن تحمل قطعا دلالة المصطلح المشار إليه ، وبالتالي فان من يقصد الحداثة بمعنى المعاصرة وصل إلى ما يريد ولكنه قطعا قد أضاف شكا ما حول مؤدىً آخر يتم باستخدام نفس الكلمة حينما يراد وصف هذه المرحلة الأدبية بكل مدارسها أو حتى ببعضها إن شئت .

والملاحظة الثالثة هنا تتعلق بالمصطلح والمصطلح عليه من حيث المصدر ، فالمصطلح أساسا هو مصطلح غربي وتوصيف لمرحلة عاشاها الأدب الغربي بكل أبعادها الزمانية والمكانية ووجدت لها دلائل وتطبيقات وشواهد من واقع الموروث النصي الواصل إلينا من هذه الفترة غربيا خالصاً ، وأما نحن فما كان إنجازنا سوى استيراد هذا المصطلح كما استوردنا كثيرا مما هو نافع أو ضار وفق إطار العلاقة بين المنتصر والمنتظر حتى لا نستخدم لفظة المنكسر إيمانا بأن الحرب لم تنتهي بعد، وهكذا انطلقت ألسن مثقفي العربية في بداية الأمر فرحة بما أنجزته من توظيف بقصد الإشارة إلى الإنتاج الأدبي والفني المعاصر بقصد الجدة ، ولا يمكن لنا قطعا أن نعمم ذلك إذ أن فئة ما قد أدركت المعنى الحقيقي للمصطلح وسعت إلى إيجاد أدب ينطق بالعربية لغة وينزل عند شروط الحداثة بقوة قانون المصطلح ، ولذا انفجرت في ساحة الأدب العربي من واقع تراجم قد أنجزتها لتطرح متحدية بفرح كبير نتاج هذا الاستتباع التام وبأشكال متعددة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما أبدعوه عندما أطلقوا عليه "قصيدة النثر". إذن فقد نشط بعضهم في محاكاة مرحلة مر بها أدب غير العربية وبكل ما اشترطته هذه الآداب الغربية أو أصرت عليه واستجلبوا بذلك شعورا غامرا بالفرح وطالبوا أدبهم والمتلقي بأن يصفق لهم باعتبارهم حداثيين وهنا نشأت أزمة الصدمة بينهم وبين المتلقي وبدأ الفراق وتكوين مركب الأزمة وانصراف المتلقي عما استجلبوه له.

وهنا ترد الملاحظة الرابعة تحصيلا واقعيا ، فإذا سلمنا أن الأدب هو مرآة صادقة لواقع معاش فإننا نجد أنفسنا أمام تناقض هائل وتضاد كبير لا سبيل إلى حله بالوفاق أو بعبارة أقل دبلوماسية باللف والدوران ، فأدب اليوت هو مرآة حياة الإنجليز تماما وهم ينتقلون من مرحلة اقتصادية اجتماعية سياسية ثقافية فكرية إلى آخر ذلك إلى مرحلة أخرى جديدة تماما وما قد رآه اليوت مثلا وسيلة ومنهاجا في التعبير عن ذلك أو في التعامل مع طبيعة هذا الانتقال بكل الملامح الإنسانية متسلحا بمبدئه في توظيف خبرة الثقافة والحضارة يختلف قطعا عما خبره جويس مثلا المتسلح بالوجود "النقي" الأولي وكافكا في التوجه إلى الميتافيزيقية وغير العقلانية وهكذا دواليك تبعا لتعدد المدارس الحداثية ومحاولاتها الإحاطة بالاشتراطات الإنسانية أدبيا والإجابة على ما تحفزه ، وهذا قطعا سمة لمرحلة لم نمر بها كعرب وبذات المواصفات التاريخية والحدود الانتقالية وحتى ربما لم نقفز عليها أصلا وان كنا قد استوردنا لاحقا بعضا من ثمارها الميكانيكية والآلية كمستهلكين طبعا أو حتى كنا لها في الجانب الآخر وقودا نحن وثرواتنا الخام ومنطقتنا الجغرافية من الناحية الجيوسياسية، فكيف يصح حل هذا المشكل وتحميل التاريخ والأدب ما لا يحتمل إذ قطعا لا ينفع هنا الاستيراد الذي يستهوينا معظم الأحيان.

وكما أن الأدب من ناحية أخرى ليس فقط مرآة ووصفا تابعا للتغيير الاقتصادي الأساس والذي ينشأ عنه بقية الانتقالات فانه ومن ناحية مضادة تماما هو أداة حقيقية ورافعة مميزة نحو التحفييز على التغيير نفسه بل والتغيير بالمطلق ، ولا يمكن لنا أن ننكر ذلك قطعا فهو دور أصيل للأدب والفن في حياة الشعوب ، فإذا ذهبنا إلى هذا المنحى فهل كانت محاولة استجلاب الحداثة أداة للتغيير نحو الأرقى والأفضل والأجمل كما يقتضى الباعث إليه أملا ، هل كانت فعلا ناجحة بحكم الناتج وشواهد الحال الراهنة خاصة وأنها كانت فجة تماما ومن غير ركائز نهضوية أخرى لا بد من توافرها لنجاح التغيير ؟
إن العرب في عصر عروبتهم الفذة وحينما استيقنوا الأمر الرباني بالقراءة والنظر والعلم والحكمة وسيلة أخرى فاعلة نحو التغيير "عدا الانتقال الاقتصادي والذي يتم فيه الانتقالات الأخرى تالية أي كعامل سلبي تابع" وليس كما أراده الله هنا منهم بأن يجعلوا التغييرات منفعلة وتابعة لهم لا أن يكونوا تابعيين لها ، لجئوا إلى الترجمة واستخدام المستورد هذا أداة للتغيير ولكن ركائز أخرى كثيرة قامت بواجب الإسناد الرئيس في هذه المنظومة كما أن الوعي التام والحكمة المطلقة كانت سيد الأمور أثناء عملية النقل وبعدها وتم قطعا إجراء التمييز والإضافة لاحقا لهذا المميز الذي تم توظيفه ، بمعنى آخر انهم كانوا قادرين على صنع المزيج الفعال إن شئت كيماويا لصنع رافعة التغيير هذه ، وضمن منظومة متكاملة وأيضا تحت مظلة الغلبة والتفوق الذي أفضى إلى الإبداع الحقيقي، فهل ذلك ما تم فعلا في عصرنا الحالي منذ أمد ليس بالبعيد مع أحفاد هؤلاء المبدعين ؟!

وهنا نورد الملاحظة الخامسة وهي أننا كعرب ومسلمين أيضا قمنا بذلك يوما ما وكانت هذه الخطوة ركيزة أدت إلى ما تطورت إليه حضارتنا وأدبنا وفننا لاحقا وضمن رسالتنا الحضارية الإنسانية الفذة ، وهذا إنما يدلل قطعا على إنسانية وعالمية عقليتنا العروبية المسلمة المنفتحة ، أي أننا نرد بذلك على كل من قد يتهمنا بالانغلاقية والانعزالية أو الرجعية أو غير ذلك مما قد يتحفنا به مثقفو معجم مصطلحات الغرب مثلما هم يستخدمونها في غير مدلولاتها مع الحداثة مثلا كما سبقت الإشارة إليه . وهنا في الحقيقة يمكننا أن نفكر لماذا آل أمر الأدب العربي لما هو واقع فيه الآن من أزمات ولماذا فشلنا في مهمة قد أنجزها أجدادنا باقتدار كبير.

اذن فالحقيقة هنا لا تستجيب لا لمبررات الوصف ولا لتبريرات التطور والتغيير وكان أجدر لو أن تطور الأدب العربي تم ذاتيا وضمن منظومة متوازنة بين الحق والحقيقة والأمل والممكن والعوامل الذاتية الخلاقة والتي استهين بها والعوامل الخارجية الممكنة الاكتساب من دون آثارها السلبية ، الغريب أن كثيرا من المبررات قد سيقت للتغطية على هذا الفشل القائم ومن أخطرها إلصاق التهمة بالمتلقي واستخدام صيغة "لم لا يفهمون ما نقول "وهي صيغة ظالمة وجائرة في واقع الأمر ، وإذا اعتبرنا أن أعلام التجديد والتحديث الحقيقي في الأدب العربي والفن العربي من أمثال رب السيف والقلم محمود سامي البارودي وشوقي ومطران وحافظ وأبو ريشة وسيد درويش وغيرهم أدركوا قطعا هذا الفيصل بين ما هو ممكن وما هو مستحيل ونحن نتكلم عن ثلاثينات وأربعينات هذا القرن وبالتالي أنتجوا ركائز أصيلة غير ممسوخة ولا مشوهة لأدب وفن عربيين أصيلين لم تتخلق أزمة المتلقي أيامها ولا حدث الانشقاق العظيم هذا ، بينما حينما أسهم مبدعو الحداثة المسلطين على الأدب العربي وأدلوا بدلوهم وقع المحظور.

ومرة أخرى نؤكد لمن ألقى السمع وهو شهيد أننا لسنا ضد التحديث إطلاقا لا على مستوى الأدب ولا على مستوى الفن بل على العكس تماما وندرك أن المثقف الحقيقي هو ابن لعصره ومفردات هذا العصر بكل ما يقترحه من منظومة معرفية ومنظومة تجريبية ولكن بشرط أن تكون حركة تحديث عاقلة مدركة تعرف من أين تبدأ وماذا تريد وكيف تصل إليه بأكثر محصلة من النجاحات وبأقل سلبيات ممكنة ، إن التطور سمة الحياة والتحرر بؤرة حركتها لكن ليس إلى اتجاهات المنحدرات والانتحارات قطعا ، إن الإبداع الحقيقي هو ترجمة فورية واضحة مفهومة لا لبس فيها لأداء جسدي عقلي روحي في تناغم عظيم بين الوعي واللاوعي وهي فوضى النظام وليس نظام الفوضى .

وإذا كان لدى الغرب من اقتراحات محددة في هذا المستقبل المقبل كما هو الحال مع اقتراحات "العولمة" على الاقتصاد والسياسة والتي هي مكافئ واقعي لخبر ذهني وعقلي تام يرى في "الهيمنة" وليس فقط بفعل الدلالة فإننا نقترح على أدبائهم وشعرائهم من واقع قفزاتهم العلمية الخارقة ولا نشك بذلك قطعا أن يصار إلى استخدام مصطلح نقترحه عليهم وهو الروبوتية "Robotism”وهكذا يصير لنا أسبقية التدليل على المرحلة واختصار زمن السجال حولها إذ أن ما بعد الحداثة هو مصطلح خطر قليلا فهو لن يقبل تكرار ما بعد ما بعد ما بعد الحداثة وهكذا…. ونريحهم بذلك من التعب والمصطلح هنا متجانس مع عصر الرجل والقط الآليين القادمين طبعا، وربما فكرنا لهم بعد إنجاز استنساخ البشر بمصطلح جديد ربما يكون مثلا الاستنساخية "Clonism”وإذا كان ذلك حق لهم أن يبدءوا البحث فيه ، فلا أدري ما الذي سيعمد إليه مثقفونا وأدباؤنا في هذه المراحل وما سيكون عليه شأنهم .!



أيمن اللبدي

الأندلسي
21-07-2003, 01:01 AM
الحبيب الغائب ابن المدينة

مرحبا بعودتك .. نعم أتذكر نصك هذا ففيه كانت بداية تعارفنا , أليس غريبا يا سيدي أن يشاء الله لنا أن نجتمع على نص حداثي ؟؟؟

الجميل انني أتذكر جيدا التعليقات عليه وكم كنت أموت غيظا لأني لم أكن أعرف بالقصة من ورائه .. أضحك الله سنك يا ابن المدينة

انتظرك أيها الجميل
:0014:

الأندلسي
21-07-2003, 01:55 AM
استاذي أيمن

وها أنت استاذي تشاركنا بنقل من الوزن الثقيل :v1:, لي عودة لشرح المقال , ولتوضيح المصطلح بإسلوب علمي كما تريد منا استاذي لتتضح الأمور.. الامر كله استاذي اننا نبحث عن تبسيط الامر ليصبح في متناول الجميع .. وفي نفس الوقت بساطة لا تخل بالمعنى , كما أننا ايضا لا نريد أن نعقد الامور فتصبح الرؤى ضبابية المعنى .. هو اجتهاد منا استاذي ... وما نمارس هنا انطباعيات استاذي الحبيب, بل نقترب بحرص من المصطلح , وما القيناه هنا لا يعد كله وجهات نظر "شخصية" بل هي مما تعارف عليه أهل العلم من الفلاسفة ولكننا حرصنا على عدم اثقال الموضوع بالتعريفات والمصطلحات وعمدنا الى الشرح , لذا فنحن بدانا بارساء بعض الرؤى حول الغرب و فلسفته بشكل مبسط جدا , واقترابا من نظرية الحداثة الادبية وما تمثله من تطور الفكر الفلسفي الغربي بدون أن نذكر اسماء غريبة على القارئ او مصطلحات معقدة تشكل عليه

أرجو أن تعذر لنا اجتهادنا .. وأعدك بما تطمح اليه من خلال هذا الموضوع من خلال تطوره نحو التعقيد

تلميذك الأندلسي :0014::0014:

ايمن اللبدي
21-07-2003, 09:16 AM
لله دركم جميعا
وحسنا فهمت الآن ما ترمون إليه ومرحبا بك وبابن المدينة أيضا أيها الأندلسي الجميل......

تابعوا ولكن احرصوا والزموا الدقة حتى لا يأخذ عنا أحدهم وما أكثرهم أنا لا نقيم للحقيقة وزنا والحقيقة ضالتنا بغض النظر عن التبسيط والتعقيد المهم أن تكون الفكرة جلية لمن سيدخل هنا ليطالع ما نقول.....

اليوم أيها الجميلون يتحدثون عن منطق ما بعد الحداثة وطبعا هم يربطونها بالعولمة ومقتضياتها وحتى أضعكم أيضا في صورة ذلك دعوني أرفق لكم هذا الجواب عن سؤال سألتنا إياه الأديبة السورية نضال نجار في آخر حوار أجرته معنا لتعم الفائدة ...

س: ما الذي يُميِّز رؤيا الحداثة عن رؤيا ما بعد الحداثة؟..

ج: -
سأبدأ باعتبار أنك تحيلين الحداثة إلى مرجعية معنى الزمنية بشكل عام وبالتالي تقصدين المعاصرة وما بعدها ولا تقصدين الحداثة بالمعنى الاصطلاحي الأدبي المتكثف فقط في فترة زمنية محددة وحول أدب بعينه هو الأدب الغربي ومتعلقاته وكما اصطلح عليه النقاد أنفسهم ، ويعني أيضا أنا لن نعتبر أنك بصدد جذبنا لما أثير حول الحداثة باعتبارها مرحلة تاريخية من جهة أخرى أساسا وجملة الحديث الطويل حول حلول الانفجار أمام الكلاسيكية في كل شيء على الطريقة الديالكتيكية ، ثم ما تلا ذلك من حلول ما بعد الحداثة عبر دعوتنا الآن لمزيد من التنظير لتعليل ومراقبة حلول فكرة السوق مكان المجتمع وبالتالي ما بعد الحداثة ومن ثم ما رافق كلا منهما من مواصفات خاصة ألقت بظلالها على كل المفاهيم والأفكار والقيم وطبعا بضمنها الأدب ، وكما أذكر فإن هناك من أشار في هذا الصدد مثلا إلى تغيرين كبيرين أولهما غياب الهيمنة الأوروبية على العالم وطبعا حلت الأمريكية وتطور وسائل الإعلام عبر الفضائيات والإنترنت وبالتالي وصول التنوع إلى غايته القصوى عبر صوت كل الفئات حتى الهامشي منها في أي مجتمع وأثر ذلك وأضاف طبعا آخرون مثلا الحركة النسوية وتفاعلها ، مثل هذا المدخل المفصَّل على قياس الكولونيالية وما بعدها رديفا للحداثة والإمبريالية وما بعدها رديفا لما بعد الحداثة وربما وصولا إلى رؤيا بعض من منظري الغرور والجنون الفكري من أمثال فرانسيس فوكوياما ونهاية التاريخ المزعومة .

لا ، هنا أعتقد أن من الأفضل أن نعود إلى سؤالك الخاص بالحركة الثقافية وجمودها في الجواب عما يماس الحالة العربية أولا باعتبارها أكثر قربا لمتطلباتنا نحن ومميزاتنا نحن العرب من جهة وهو الأولى بالاجتهاد فيه من جهة أخرى ، وحتى لا يكون هناك من شبهة انحياز أو شبهة تحيّز فإن الحداثة العربية كانت على أثر ٍ من دبر وأدركت من الحداثة ما تحقّق لها به ميزة الاحتواء القلِق أفضى إلى هضم عسير ولكن في النهاية هناك هضم بعد الاصطدام المدوي، حدث هذا فعلاً وتشكَّلت على الأقل بعضا من الآفاق التي تحدثنا عنها والتي فتحها ذلك الجيل وبالتالي أمكن تثمير رؤيا ما وبكلّ علاتها كانت رؤيا طبيعية بمعنى أنها تحققت عبر مسار فعلي حقيقي بغض النظر عن فعاليات المسار وميكانيكية التكوين لهذه الرؤيا ، وإضافة إلى الطبيعية الخالصة وغير المبتسرة في تكوّنها ، وعدا عن ذلك فقد كانت الميزة الأساس لهذه الرؤيا في نظري وظني هو شهوة المحاولة و الرغبة الجامحة في الحركة والحلم الجميل في استكناه المستقبل والتموضع في موقع مناسب من كل هذا ، وهي الرؤيا التي حفّزت وكانت خلف كثير من الإنجازات والفضائل بيد أن ما شاب المسيرة وشانها أيضا ساهم في التقليل من هذا المولود الناجز شأناً وأثراً بالمجمل مما ساهم تاليا مع العوامل الأخرى في إيقاف نموه القسري عند هذا الحد.

أما التطبيق العربي على رؤيا ما بعد الحداثة فهي رؤيا الشلل، وهل من يكون مشلولا ينفعه النظر وتنفعه الرؤيا ؟ فليرَ كما يريد وليعد هناك أي للخلف إن شاء أو ليقفز أماما أو ليسلّم كل ما لديه من متاع إذ ما عاد يفيده حتى لو ألغى وجوده بالمطلق أمام واقع استسلامه النهائي وأمام حقيقية ذلك الوحش المستبد المفترس الذي حتى بعد التهامه لن يكفيه غلواً في المكابرة والصلف والغرور ما حقق عبر هذا الالتهام ، أين هي ما بعد الحداثة عندنا ؟ إذا لم نكن قد أنجزنا الحداثة كما يجب ولا وظفنا حتى المنجز منها توظيفا صحيحا ، فكيف لنا أن نطمح بما هو أبعد من الحداثة ؟

طبعا إن ما ينطبق على الوضع العربي هو وضع معظم ثقافات ما كانوا دعوه يوما بالعالم الثالث ، اليوم ما بعد الحداثة دوليا وكونيا تقتضي حسب ما يريده من يملك السطوة هو العبودية لكل العالم باستثنائه وطبعا العبودية له هو ، هذا ملخص لما يراد ببعد ما وراء الحداثة على الطريقة الأمريكية التي حتى لا يمكنها أن تسمح لهامش بسيط من الرؤيا للعالم دونها وهذا للأسف أصبح الحقيقة الثابتة مهما تزاحمت نظريات وتفسيرات أخرى في المكان الذي ما عاد يتسع .

اعتقد أن جوابي المختصر على ما تقدم هو لن يزيد عن جملة واحدة في شأن الإسقاط العربي والجانب العربي من الموضوع وهي أن ميزة رؤيا الحداثة العربية أننا تمكنا على الأقل من رؤيتها ، أما ما بعد الحداثة العربية فهي غير موجودة أصلا فكيف يكون لها ميزات ؟

مصدر المقابلة
http://www.geocities.com/nidalnajar/ayman.htm

بندر الصاعدي
22-08-2003, 05:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبّةُ الكرام .. تحيةً طيبةً مباركةً
قد فاتني الحضور حتّى الآن وكاد يفوت الكثير .. دائماً ما أتلاشى الاصطدامُ بهذه المواضيع مع رعاة هذا المجال خشيةً من الهلوسة مثلهم ولكن لا عليكم فقد حضرنا وإن تأخّرنا ..
أخي الحبيب الأندلسي تخوض هذه المعارك بكلِّ جدارة ..
أخي الحبيب الأستاذ جمال .. ربَّ ضارةٍ نافعة .. فقد دفعتك عصيدة ذلك لإنتاجِ قصيدةٍ ذات قيمة فنّية عالية ... لله درّك ولا فضّ فوك ..

وإليكم رأيي المتواضع :
يبدو أن الحداثة إنْ صحّة التسمية عادة س(ح)رية ينتشي بها العضو الفكري , وأنْ الإنسان طالما كان عاجزاً عن تلمّس الجمالِ الحقيقي تجدهُ يلجأُ إلى جوٍّ خاص جدَّاً يصارع طلاسيم فكره ووساوسه نفسيّتهِ ’ وفي الحقيقةِ هذا المجالُ والهائمون فيه ليس فيهم قصورٌ عن البيان إنّما فيهم عجزٌ عن التصريحِ بآرائهم فهم يلبسون ثوب الكلمة زيّا ضبابيّاً يواري عوراتهم ولعلّهم لا يريدون أن يفصحوا بأهدافهم لأنهم يعلمون أنّها دنيئةٌ لا يقبلها الإنسان ولا أخلاقيّاته ...

وفيما يسمّى بتفجير اللغة يتّضحُ لنا من الأسم أنَّ أهدافهم هدّامة وليس كلَّ من ادّعى الإصلاح والتجديد والتحديث صدق ولابدَّ أنْ ينظر هؤلاء إلى أنفسهم قبل أن ينضروا إلى لغةِ أمّةِ بأكملها... إنّهم يريدون أن يتحرّروا من القيود العلميّة والبنائية للغةِ وهذا أمرٌ طبيعي لأنّهم متحررون بفكرهم ومذاهبهم من قيود الإنسانية والهوية العربية .. ولستُ أدري إلى ماذا نصنّفهم ؟ ..

ذات نقاشٍ مع أحبّاءَ لي دخلَ شيطانٌ وذكّرنا ب"راصٍ ضبابي " فقلتُ لهم " هو يكتبُ أيَّ كلامٍ ( إذا كان كلاماً ) فيبحثُ عن معنى لهُ " أي يخربشُ ثمَّ يتأمّلُ فيه علّهُ يخرج بنقلةٍ ابتكارية ..

عموماً إذا كان المبدأ هو " أفهم أو لا أفهم " فلا بدّ أنْ نسلّط الضوء على النصِّ بلغةِ العرب أصالةً وروحاً فلا بدّ أنْ يكون المبدأ " فهمت أو لم أفهم " وإلا يكون المبدأُ الأصحّ " يُفهم لا يُفهم "
ربما نعود ..
تحياتي للجميع
دمتم بخير
في أمان الله .