تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كفُّ أُمِّي



د. مصطفى عراقي
29-09-2006, 02:26 PM
كفُّ أُمِّي


في ليالي الشتاء الهانئة الدافئة:
كان يطيب لنا السمر ونحن متحلقون حول أمنا مثل كواكب تطوف حول الشمس.
كان يزيدها الشتاء جمالا وجلالا وإشراقا، بينما هي جالسة ملتحفة بغطاء يبث الدفء ، وشالٍ ما يزال مندى بقطرات من أثر الوضوء.
كُنَّا لها كالرعايا حول مليكة محبوبة ، وكانت لنا كل شيء ، كانت توزع علينا فصوص البرتقالة الذهبية واحدة إثر الأخرى بعد أن تديرها في يدها وتقشرها بإتقانٍ حتى تخرج القشرة دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة نلهو بها، وفصوص البرتقال نتناولها متأملين في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها منبهرين بجمال منظرها وروعة اتساقها فيما بينها هذا الاتساق العجيب الجميل الذي تبلوره دهشة الطفولة وفرحة الاجتماع والحوار قبل أن تذوب في أفواهنا الصغيرة.
تدندن ألسنتنا بحمد الله على النعمة ، وبتسبيحه سبحانه على الجمال والحكمة،
وتشرئبُّ قلوبنا إلى وجهها النضير المنير، وكانت نظراتها تلفنا بعبير الحبِّ والرحمة.
مرددين مع صوت أمي:
"الحمد لله"
"سبحان الله"!
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها ، والرحمة التي كانت توزعها علينا مع كل ما كانت تفيض به علينا من نعمٍ وفيرة ، تتجلى لي من خلالها أينما كنتُ ، وحيثما توجهتُ : فصوصُ البرتقال المُذَهَّبة المُحبَّبَة !
.....
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!

د. سلطان الحريري
29-09-2006, 04:32 PM
في كثير من الأحيان نعيش الذكرى بحضرة البكاء، ونميط اللثام عن أيام خلت في حضرة الأم ؛ لنستحم في خلايا تفاصيلها الجميلة ..
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
كم كنت أحب أن يكون عنوانها : ( فصوص البرتقالة)
الحبيب الدكتور مصطفى: رائع أنت بحجم كل حرف من حروفك

محمد إبراهيم الحريري
29-09-2006, 04:38 PM
الحبيب الدكتور مصطفى العراقي
كف أمي برتقال الأمس
سكين مضى
واستكان اليوم ريحا من لظى
لا بدفء الحضن
نهوى أو نرى
برتقال الأم يكسوه الندى
إن لها متكأ الماضي
فلا من زليخا غير سكين
شدا
أين منه البرتقال
كف أمي
فاتجه
نحو محراب الأماني
رتل الآيات من آي الفجر
ــــــــــــــ
تحياتي
قال المغرب ألله أكبر
صياما مقبولا

حسنية تدركيت
29-09-2006, 05:14 PM
شجي هذا النص أسأل الله أن يسعد كل الامهات ويجعلهن في عليين
ام كهذه تستحق كل التقدير والحب الكبير
سلم نبضك اخي

أسماء حرمة الله
29-09-2006, 10:05 PM
سلام الـله عليك ورحمته وبركاته

تحية نقشتْها كفُّ الأمّ على وجه القمـر


الأديب مصطفى عراقي،

"" هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟! ""


كنتُ أعلـمُ، مذْ قرأتُ عنوانَ نصّكَ، أنّ دخولي إلى مضاربـه، لن يكونَ كخروجي منـه !
انتابني شعورٌ بأنّني لن أخرجَ من نصّكَ هذا، إلاّ ودموعٌ تتساقطُ تترى، وساخنـة !!

عشتُ تفاصيلَ حرفكَ هاهنا، بلْ عاشتْني هي حتّى النخاع ! كنتُ أرقبُ كلّ حرفٍ هنا، وهو يحكي معكَ حنيناً مورقاً، حنيناً خرجَ من قفصه، ليحلّقَ مرة أخرى .. ولكنْ بدموعٍ ناطقـة !

ماأروعَ الأمّ وماأجملها ! ماأجمـلَ كفّها الحنون، وهي تغسلُ الألمَ، وتنقشُ على قلوب أبنائها وجهَ القمر !
هي الشمسُ، هي العطاء، هي النعمةُ الكبرى .. وكلّ حرفٍ يقال في حقّها، يظلّ قاصراً بكثير ..!

نصٌّ حلّق بي إلى أعلى مرتفعاتِ الذكرى، إلى كفّها و..(..)..



للتثبيت .. تقديراً لحرفك، وإكراماً لوفائك لأجمـلِ قلبٍ : سيدة النساء ..


بوركْتَ وبوركَ وفاؤكَ الذي نقشتَه على راحةِ كفّها.
شكراً لك ألفَ مرة ..
تقبّل خالصَ تقديري ودعائي :0014:
وألفَ طاقة من الورد والندى

د. محمد حسن السمان
30-09-2006, 12:20 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب الاستاذ الدكتور مصطفى العراقي

كفُّ أُمِّي , قطعة ادبية , من الطراز الرفيع , لم استغربها منك , على الرغم من هذا الرقي , وهذا التألق , لقد جعلتني اشعر , انني كنت هناك , حيث كانت هذه الأم الرؤوم , توزع الفرحة , وتفيض حنانا , تقشّر البرتقالة الذهبية :
"وتقشرها بإتقانٍ , حتى تخرج القشرة , دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة , نلهو بها، وفصوص البرتقال , نتناولها متأملين , في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها , منبهرين بجمال منظرها , وروعة اتساقها"
وهل هناك اروع من هذه الصورة , تكاد أن تكون جلسة واقعية , اراها بل واعيشها , ثم انتقلت معك , الى صورة وجدانية , ترسم من خلالها , حالة روحانية , تشعّ بالسمو الأخلاقي , والتناغم الموفق , مع الحنان الساحر , الذي اغدقته الام :
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ثم اراك تتألق , في هذه النقلة الرائعة , لتصف لنا مزيدا من العرفان , والتأكيد على القيّم الدينية والاخلاقية و تجاه ما قدمته الأم :
.......
"ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها "

واخيرا , كانت القفلة , موفقة ذكية , بل اضافة رائعة اخرى لهذا النص الساحر :
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!

تقبل محبتي وتقديري

اخوكم
السمان

د. محمد إياد العكاري
30-09-2006, 04:08 AM
هذه هي فصوص البرتقال فأين كف أمي؟؟
تلك التي كنا نرحمك بوجودها ، وسندخلك الجنة ببرك وطاعتك لها
الله الله وفاءٌ وبر، وأمانٌ وستر ،وجناتٌ ونهر
ماأجمل ماسكبته هنا في كف أمك من إبداع
وماأروع ماسكبته أمك من حبٍ وحنان
مؤثرة رائعة محكمة والسلام

حوراء آل بورنو
30-09-2006, 07:21 AM
ليس أمتع للنفس من حرف متين و فكر رصين و عاطفة ملؤها الحب و الوفاء !

بحق كنت أتشوق حد التوق إلى النثر الراقي ، و حرفه العميق ؛ فهجرت لوحة النثر زمناً ... فشكراً لأنك أعدتني إلى هنا .

كل التقدير لك .

خلود داود أحمد
30-09-2006, 04:30 PM
في ليالي الشتاء الباردة ، يحلو الجلوس في مدار الأم الحاني ، الدافئ بحبه ..
هي الأم : منبع مشاعر تؤنس القلب .

نقلتنا إلى أجواء كأننا نعيشها ، رائع !

كل التحايا

د. مصطفى عراقي
30-09-2006, 07:26 PM
في كثير من الأحيان نعيش الذكرى بحضرة البكاء، ونميط اللثام عن أيام خلت في حضرة الأم ؛ لنستحم في خلايا تفاصيلها الجميلة ..
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
كم كنت أحب أن يكون عنوانها : ( فصوص البرتقالة)
الحبيب الدكتور مصطفى: رائع أنت بحجم كل حرف من حروفك

أخانا الفاضل وأديبنا الصادق الدكتور سلطان


كم سعدت بأن تتلقاني يمينك هذا التلقي الكريم
وحقا يا أخي
كأن قطرات البكاء النقية تغسل قلوبنا فتجعلها تشفُّ وتكشف عنها حجب الرؤية والرؤيا فترى ما لم تكن ترى

وبصدق لقد داعب مخيلتي مثل عنوانك المقترح الجميل ، ولكن يبدو أن ثمت (في غمرة التجربة) أشياء تختارنا قبل أن نختارها!


حفظك المولى لنا

د. مصطفى عراقي
30-09-2006, 07:35 PM
الحبيب الدكتور مصطفى العراقي
كف أمي برتقال الأمس
سكين مضى
واستكان اليوم ريحا من لظى
لا بدفء الحضن
نهوى أو نرى
برتقال الأم يكسوه الندى
إن لها متكأ الماضي
فلا من زليخا غير سكين
شدا
أين منه البرتقال
كف أمي
فاتجه
نحو محراب الأماني
رتل الآيات من آي الفجر
ــــــــــــــ
تحياتي
قال المغرب ألله أكبر
صياما مقبولا



أخانا الحبيب وشاعرنا المتدفق ألقا وجمالا

نعمّأ قلت وصورتَ
وما أجمل القيا في محراب المعاني السامية مرتلين ومهللين ومكبرين

وأحب أن أهديك قول الشاعر:

صمت شهراً بالبر قد خوّلتنا * منن فيه من ندى نعمائك
وابق ما حنّ مغرم لمحب * وتغني الحمام فوق الأرائك
تتمنى الغيد الحسان عقوداً * نظمت باللآل من إنشائك



بارك الله لنا فيك وفي لآلئك الجميلة

د. مصطفى عراقي
30-09-2006, 07:45 PM
شجي هذا النص أسأل الله أن يسعد كل الامهات ويجعلهن في عليين
ام كهذه تستحق كل التقدير والحب الكبير
سلم نبضك اخي


الأخت الفاضلة :ندى

وبهيٌّ هذا الحضور غنيٌّ بالفضل ،والكرم ، وصدق الدعاء
فجزاك الله خيرا وتقبل دعاءك الجميل ، وأكرم به أمهاتنا جميعا في هذا الشهر الفضيل


وتقبلي مني أسمى باقات الشكر والتقدير
وسلم الله قلبك النضير

د. مصطفى عراقي
30-09-2006, 11:43 PM
سلام الـله عليك ورحمته وبركاته
تحية نقشتْها كفُّ الأمّ على وجه القمـر
الأديب مصطفى عراقي،
"" هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟! ""

كنتُ أعلـمُ، مذْ قرأتُ عنوانَ نصّكَ، أنّ دخولي إلى مضاربـه، لن يكونَ كخروجي منـه !
انتابني شعورٌ بأنّني لن أخرجَ من نصّكَ هذا، إلاّ ودموعٌ تتساقطُ تترى، وساخنـة !!
عشتُ تفاصيلَ حرفكَ هاهنا، بلْ عاشتْني هي حتّى النخاع ! كنتُ أرقبُ كلّ حرفٍ هنا، وهو يحكي معكَ حنيناً مورقاً، حنيناً خرجَ من قفصه، ليحلّقَ مرة أخرى .. ولكنْ بدموعٍ ناطقـة !
ماأروعَ الأمّ وماأجملها ! ماأجمـلَ كفّها الحنون، وهي تغسلُ الألمَ، وتنقشُ على قلوب أبنائها وجهَ القمر !
هي الشمسُ، هي العطاء، هي النعمةُ الكبرى .. وكلّ حرفٍ يقال في حقّها، يظلّ قاصراً بكثير ..!
نصٌّ حلّق بي إلى أعلى مرتفعاتِ الذكرى، إلى كفّها و..(..)..
للتثبيت .. تقديراً لحرفك، وإكراماً لوفائك لأجمـلِ قلبٍ : سيدة النساء ..
بوركْتَ وبوركَ وفاؤكَ الذي نقشتَه على راحةِ كفّها.
شكراً لك ألفَ مرة ..
تقبّل خالصَ تقديري ودعائي :0014:
وألفَ طاقة من الورد والندى


أختنا الجليلة وأديبتنا الصادقة

وها أنت تقتصِّينَ (عينًا بعين) لدموعك الناضرة الطاهرة ، من دموعي الطافرة بهذا الحضور المشع صدقا وفضلا وإبداعا .

فشكرا لدخول وخروج جاءا مدخل صدقٍ ومُخرج صدقٍ زادا النص بركةً وجعلاني أحياه من جديد برؤيا شفيفة نابعة من صدق حضورك وبهاء نورك

أختاه

ثبتك الله بالقول الصادق في الحياة الدنيا والآخرة

وجعل هذه المشاركة الغالية في ميزان حسناتك ورفعك بها درجات عالية



مصطفى

أهداب الليالي
01-10-2006, 12:09 AM
الدكتور الفاضل / مصطفى
حضـور متـرع بالـروعة حـد الدهشـة ، لـقلم يمتطـي صهـوة الإبـداع
عودتنـا التجـارب حينمـا تكـون المشـاعر صادقـة ، عفويـة يكـون عطـرها طويـل الأمـد وعبقـها واسـع الانتشـار ، ومهمـا كانـت ذكرياتنـا مؤلمـة تستحـق أن نحمـل لهـا وفـاء البقـاء .

أسعدني مصافحة ما نثرت
دام محيا قلبك بـسعادة لا تفارقـه
وبانتظـار هطولـك القـادم
ودي

خالد الحمد
01-10-2006, 12:23 AM
د مصطفى

أينما تكتب فأنت مبدع

د. مصطفى عراقي
03-10-2006, 12:16 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب الاستاذ الدكتور مصطفى العراقي
كفُّ أُمِّي , قطعة ادبية , من الطراز الرفيع , لم استغربها منك , على الرغم من هذا الرقي , وهذا التألق , لقد جعلتني اشعر , انني كنت هناك , حيث كانت هذه الأم الرؤوم , توزع الفرحة , وتفيض حنانا , تقشّر البرتقالة الذهبية :
"وتقشرها بإتقانٍ , حتى تخرج القشرة , دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة , نلهو بها، وفصوص البرتقال , نتناولها متأملين , في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها , منبهرين بجمال منظرها , وروعة اتساقها"
وهل هناك اروع من هذه الصورة , تكاد أن تكون جلسة واقعية , اراها بل واعيشها , ثم انتقلت معك , الى صورة وجدانية , ترسم من خلالها , حالة روحانية , تشعّ بالسمو الأخلاقي , والتناغم الموفق , مع الحنان الساحر , الذي اغدقته الام :
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ثم اراك تتألق , في هذه النقلة الرائعة , لتصف لنا مزيدا من العرفان , والتأكيد على القيّم الدينية والاخلاقية و تجاه ما قدمته الأم :
.......
"ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها "
واخيرا , كانت القفلة , موفقة ذكية , بل اضافة رائعة اخرى لهذا النص الساحر :
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان


أخانا الحبيب وناقدنا الأديب الدكتور : محمد حسن السمان

ما أجمل النقد عندما يشرق علينا بهذا الإحساس المتدفق ، والتأمل الصادق ، والرؤيا الكاشفة

عندها يصير النقد إبداعا والناقد فنانا يضيء لنا النصَّ والطريق معا

ما أسعدني يا أخي الكريم بهذه القراءة الإضاءة التي لم تكتفِ بالنظر إلى سطح النص من علِ ، بل تفضلتْ بالدخول الكريم إلى قلبه بقلب إنسان وعين فنان، فكان هذا التحليل الذي تتبع مسار النص بعناية كريمة وتأمل حميم!


حفظك المولى لنا دليل خير
ورفيق درب



مصطفى

د. مصطفى عراقي
03-10-2006, 12:29 AM
هذه هي فصوص البرتقال فأين كف أمي؟؟
تلك التي كنا نرحمك بوجودها ، وسندخلك الجنة ببرك وطاعتك لها
الله الله وفاءٌ وبر، وأمانٌ وستر ،وجناتٌ ونهر
ماأجمل ماسكبته هنا في كف أمك من إبداع
وماأروع ماسكبته أمك من حبٍ وحنان
مؤثرة رائعة محكمة والسلام


=================

أخانا الفاضل وشاعرنا القدير الدكتور:محمد إياد العكاري

يا له من نداء سماوي جليل هذا الذي استهللت به يا أخانا الحبيب

نعم

نداء يجعلنا أكثر تشبثا بلحظات الذكرى لمن كانوا مناط الرحمة وينابيعها

ثم يا له من حضور غالٍ في القلب يفيض صدقا ونبلا وفضلا


حفظك الباري لنا يا شاعرنا الحبيب ويا طبيبنا الآسي


مصطفى

د. مصطفى عراقي
10-10-2006, 07:43 PM
ليس أمتع للنفس من حرف متين و فكر رصين و عاطفة ملؤها الحب و الوفاء !
بحق كنت أتشوق حد التوق إلى النثر الراقي ، و حرفه العميق ؛ .........كل التقدير لك .


أختنا الجليلة وأديبتنا الصادقة

وليس أسعد من هذا الحضور يفيض كرما ، ويشع فضلا

وهذه الكلمة الطيبة تهطل غيثا مباركا ، يروينا خيرا وقطر ندى



مصطفى

د. مصطفى عراقي
10-10-2006, 08:04 PM
في ليالي الشتاء الباردة ، يحلو الجلوس في مدار الأم الحاني ، الدافئ بحبه ..
هي الأم : منبع مشاعر تؤنس القلب .
نقلتنا إلى أجواء كأننا نعيشها ، رائع !
كل التحايا
الأخت الفاضلة الكاتبة المبدعة
بدار
وقد عشتها مرتين
مرةً في كنف أمي مع إخوتي الأشقاء
وأخرى في معايشتكم لها بكل هذا السمو والحنو مع إخوة أفاضل وأخوات فضليات
فما أسعدني بهم وبكم!
وما أسعدني بكف أمي معهم واقعا وحياةً، ومعكم ذكرى وإبداعا !

ودمت داعية للخير والإبداع
مصطفى

د. مصطفى عراقي
10-10-2006, 08:20 PM
الدكتور الفاضل / مصطفى
حضـور متـرع بالـروعة حـد الدهشـة ، لـقلم يمتطـي صهـوة الإبـداع
عودتنـا التجـارب حينمـا تكـون المشـاعر صادقـة ، عفويـة يكـون عطـرها طويـل الأمـد وعبقـها واسـع الانتشـار ، ومهمـا كانـت ذكرياتنـا مؤلمـة تستحـق أن نحمـل لهـا وفـاء البقـاء .
أسعدني مصافحة ما نثرت
دام محيا قلبك بـسعادة لا تفارقـه
وبانتظـار هطولـك القـادم
ودي
==========
الأخت الكريمة ، الأديبة المبدعة،
أهداب الليالي
ما أجمله حضورا يحمل هذا الحرف الوضيء!
ويعزف هذا العزف الشجيّ !
ويهديني هذا الحوار الغالي
تقبلي أسمى طاقات الشكر لهذا التشجيع النبيل ، ولتلك الثقة الغالية بقادمٍ مجهول
أتمنى أن يكون عند حسن ظنك
وأسعدك الرحمن في الدارين

د. مصطفى عراقي
11-11-2006, 07:05 AM
يشرفني أن أثبت مقال أخينا الشاعر المبدع والناقد المتألق والباحث المحقق الدكتور إيهاب النجدي هنا ؛ حبا واعتزازا:

بين نصين :" كف أمي " و " كرم "
للأديبين مصطفى عراقي و حوراء آل بورنو
بقلم :إيهاب النجدي




يتخلق في الوقت الحالي في المشهد الأدبي للسماوات المفتوحة أدب حر _ بما في الكلمة من معاني العتق والدفء والكرم _ ويحلق في فضاء بحجم تلك السموات .
هذا مفتتح يفتح لي نافذة لبعض النظرات في نصين من نصوص " ملتقى النثر الفني " بالواحة الثقافية , هما: "كف أمي " للدكتور مصطفى عراقي , و"كرم "للأستاذة حوراء آل بورنو. وبين يدي النصين أهتف بقول الشاعر الفرنسي لامرتين :" أيها الألم هات يدك وتعال من هنا " فالنصان يشعران القارئ بالشجن الرفيق و الحزن الشفيف الذي يأخذ بيدنا ليطوف بنا في أبهاء الحياة التي نعرف والتي لا نعرف .
وهما يخرجان من نبع لا ينضب : الأمومة , ويتدثران بالصدق والحميمية , ويتوسلان بوسائل فنية عديدة لعل أبرزها :
_ التلقائية في التعبير , والسلاسة في الأداء اللغوي , فلا نجد ألفاظا تراثية الاستخدام , تتطلب العودة إلى المعاجم , فالغالب على النصين هو المعجم الرومانسي .
_ استطاعت كلمات النصين أن تحيل العادي إلى دهشة , و اليومي إلى جدة , وكأننا نرى الأشياء المألوفة للمرة الأولى ,وهو ما أحب تسميته ب"الأشياء الطفلة " أو "طفولة الأشياء " حيث تتصفى من كدورة الحياة اليومية لصنع صورة نألفها تماما لكنها تدهشنا بلباسها الفني الجديد , ويسميها الدكتور محمد مندور _ إذا شئتم _ " فتات الحياة ", تأمل مثالا لها في قول ابن الرومي يرثي ابنه محمد :
كأني ما استمتعت منك بنظرة ولا قبلة أحلى مذاقا من الشهد
كأني ما استمتعت منك بضمة و لا شمة في ملعب لك أو مهد
و يكاد نص " كف أمي " أن يكون كله صورة من تلك الصور المحببة . ويقدم " كرم " أكثر من صورة نراها في اختباء كرم من الصبية وفي رؤيتها لنفسها في عيني أمها وفي لجوئها إلى صدر الأم عندما يهتف هاتف النوم اللذيذ .
_ هذه الوسيلة الفنية تسلمنا إلى السرد القصصي , الذي تؤكده تلك الجمل الحوارية القصيرة المركزة.
_ اعتصم النصان بالإيجاز , فجاءت " الألفاظ جائعة والمعاني شبعى " كما يقول البلاغيون , وهذا ما وضح في ابتداء " كرم " وفي ختام " كف أمي "
..."أتذكر أشجار الزيتون " فما توحيه الأشجار هنا ليس الثبات والصمود فحسب ولكن توحي أيضا بالأمن والسلام وربما بعينين خضراوين .
..." هذا هو البرتقال , ولكن أين أين كف أمي ؟" وهنا إيجاز وكشف يجعلان العبارة تسكن ذاكرة القلب والعقل .
ولكن التعبير بالوصف أحيانا يعوق التدفق الفني , وهذا ما ظهر في بعض المواضع بالنصين .
_ الملامح المشتركة بين النصين كثيرة , أما الملامح الفارقة , فلعل الزمن أبرزها , و قد بدا في " كف أمي " زمنا ماضيا فالأمومة الغائبة تستدعيها ذاكرة الابن البار , و تؤكدها كلمات مثل " كان , كانت , كنا .." وقد تكررت في السطور الأولى خمس مرات .
أما الأمومة في " كرم " فهي بنت الزمن الحاضر , وتؤكدها أفعال المضارعة المتلاحقة , المستخدمة بكثافة في كل سطور النص تقريبا .
و إذا كانت " اليد " _ سلمت يدا الكاتبين _ تحضر في النصين , فإنها في الأول " كف الأم " وفي الثاني " أنامل الابنة " , افترقا زمنا ليجتمعا في نصين بديعين , من نصوص السموات المفتوحة .

إيهاب النجدي

ليلى الزنايدي
13-12-2006, 04:01 PM
الدكتور مصطفى... ما أبدع الكلمات التي تحفر على قلوبنا وشما لا يمّحي...
الآن فقط عرفت أنك تجرعت الألم من نفس كأسي...
لنا الله يا أخي...

ليلى ناسيمي
14-12-2006, 09:57 AM
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا:
هذا هو البرتقال ولكن أين كفُّ أمي؟!

.................................................. ..........................................
هذا هو البرتقال
فاين كف امي؟؟
وهذا هو الشتاء
فأين دفء امي؟
..................
اين الشمس
وكانت تشع
بوجه امي
اين البدر
وكان يكتمل نوره
اذ تبتسم أمي؟
..............

وفاء شوكت خضر
14-12-2006, 05:15 PM
الأديب الشاعر / د. مطفى عراقي ...

صدقني حاولت مرارا أن أكتب أي شيء ، حتى لو كلمة مرور ، أجد المفاتيح تزوغ منى على لوحتها .
لا ملك هنا إلا الصمت ..
ألوذ بارتعاشة تمتد من رأسي إل أخمص قدمي من جراء ثأير كلماتك ، التي تراود مخيلتي عن صور تخشاها .

تحيتي وتقديري ..

د. مصطفى عراقي
24-12-2006, 07:29 PM
الدكتور مصطفى... ما أبدع الكلمات التي تحفر على قلوبنا وشما لا يمّحي...
الآن فقط عرفت أنك تجرعت الألم من نفس كأسي...
لنا الله يا أخي...


===========
الشاعرة القديرة والأديبة المبدعة : ليلى

ما أنضره من حضور!
وما أصدقه من شعور!
وما أجله من تصوير!
جدد الذكرى والشجن متشحين بشالٍ من عزاءٍ طيب نبيل من قلب نقي


صدقت يا أختاه
ومن لنا سواه؟


مصطفى

د. مصطفى عراقي
24-12-2006, 07:36 PM
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا:
هذا هو البرتقال ولكن أين كفُّ أمي؟!
.................................................. ..........................................
هذا هو البرتقال
فاين كف امي؟؟
وهذا هو الشتاء
فأين دفء امي؟
..................
اين الشمس
وكانت تشع
بوجه امي
اين البدر
وكان يكتمل نوره
اذ تبتسم أمي؟
..............





ليلى
الآن اطمأن قلبي يا صاحبة القلب الطيب النضير

إن هذه التجربة غالية عندي جدا
كنت أخشى أن تشوهها كتابتي لها مذ صاحبتني

تواصلك الحميم طمأن قلبي
فذلك الذي تألق في كلماتك الصادقة ما كانت حروفي تطارده وتسعى وراءه لتظفر به حبا وإجلالا.


شكرا لك


مصطفى

د. مصطفى عراقي
24-12-2006, 07:50 PM
الأديب الشاعر / د. مطفى عراقي ...
صدقني حاولت مرارا أن أكتب أي شيء ، حتى لو كلمة مرور ، أجد المفاتيح تزوغ منى على لوحتها .
لا أملك هنا إلا الصمت ..
ألوذ بارتعاشة تمتد من رأسي إل أخمص قدمي من جراء ثأير كلماتك ، التي تراود مخيلتي عن صور تخشاها .
تحيتي وتقديري ..
أختنا الفضلى وأديبتنا السامقة الصادقة : وفاء
أصدقك كل التصديق
وأقدِّر هذا الصمت الكريم الغالي يحوي في طياته ما تغبطه عليه الكلمات
أما هذه الارتعاشة الصادقة المنيرة فقد امتدت كذلك إلى قلبي تعصره وكنتُ خلتُه طال عليه الأمد فقسا ، وممتزجة بعَبرة عين كنت ظننتها جفَّت
ومن خلَلِ قطرات واقفة على بابها أقدم أسمى التحيات لقلبك النضير ، وقلمك المنير
مصطفى

نور سمحان
24-12-2006, 08:09 PM
أخي الكريم لقد قطعت قلبي وأبكيتني حروفك تقطر حنانا ورقة
الأم أعظم مخلوق على وجه البسيطة
هل تصدق إن قلت لك إنني بعد أن قرأت نصك الرائع هذا ذهبت وقبلت يد أمي واحتضنتها بارك الله فيك ورعاك

د. مصطفى عراقي
25-12-2006, 08:54 PM
أخي الكريم لقد قطعت قلبي وأبكيتني حروفك تقطر حنانا ورقة
الأم أعظم مخلوق على وجه البسيطة
هل تصدق إن قلت لك إنني بعد أن قرأت نصك الرائع هذا ذهبت وقبلت يد أمي واحتضنتها بارك الله فيك ورعاك
=========
الأديبة المبدعة نور
شكرا لهذا الحضور السمح المنير
وسلم الله قلبك النضير ، وعينيك الغاليتين
وما أجمل ما صنعتِ -بارك الله فيكِ- من خير عظيم ، وبِرٍّ كريم
وشكرا لبشرى جميلة حظى بها هذا النص ببركة من كتبته لها من بشريات جميلة
وإذن فأرجو أن يكون لكلمتي هنا نصيب من هذا الأجرالوفير إن شاء الله
وحفظكما الله بجميل حفظه ، وبتامِّ كلماته
ودمتما بكل الخير والسعادة والنور

أحمد حسن محمد
02-01-2007, 12:08 AM
أمر مستمتعاً لائذا بحمى فكر وفلسفة أدبية رفيعة..

أخانا الدكتور...

كنت حين أقرأ الشعر المترجم أعجب من اهتمامهم باللقطة الإنسانية..
كنت أقول هل هذا هو الشعر أم ما يجب أن يكون من بلاغة التركيب وخلافه..
أنا فرح جدا أن مثلك يلتقط هذه الزوايا ولا يخلو من بلاغة عربية أصيلة..

فقط مررت على كلمة شكلت سهواً "المذهبّة" الشدة علىالهاء وهنا كتبت على الباء..

د. مصطفى عراقي
02-01-2007, 09:47 AM
أمر مستمتعاً لائذا بحمى فكر وفلسفة أدبية رفيعة..
أخانا الدكتور...
كنت حين أقرأ الشعر المترجم أعجب من اهتمامهم باللقطة الإنسانية..
كنت أقول هل هذا هو الشعر أم ما يجب أن يكون من بلاغة التركيب وخلافه..
أنا فرح جدا أن مثلك يلتقط هذه الزوايا ولا يخلو من بلاغة عربية أصيلة..
فقط مررت على كلمة شكلت سهواً "المذهبّة" الشدة علىالهاء وهنا كتبت على الباء..
ابننا الأستاذ ...
ثق أن أدبنا العربي قديمه والحديث عامر بما هو أجمل وأرقى
وأنا يشرفني أن يكون نصي هذا نثرا فأنا أحب النثر الفني وأقدِّره تقديرا
وشكرا على تصويبك الكريم
...

أسماء حرمة الله
14-02-2007, 01:27 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة تحرسها الشّمس



أستاذي د. مصطفـى،

للرفـع، فالنصوص الجميلة المغتسلة بالعطر والمتسربلة بالنقـاء، لابدّ وأنْ تجلس دوماً في المقاعد الأولـى ..



تقديري الذي لاينضب :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

د. مصطفى عراقي
14-02-2007, 01:11 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة تحرسها الشّمس
أستاذي د. مصطفـى،
للرفـع، فالنصوص الجميلة المغتسلة بالعطر والمتسربلة بالنقـاء، لابدّ وأنْ تجلس دوماً في المقاعد الأولـى ..
تقديري الذي لاينضب :0014:
وألف طاقة من الورد والندى



رفع الله قدرك يا أختنا الغالية ويا أديبتنا الراقية: الأستاذة أسماء حرمة الله
شروقٌ متجدِّدٌ ، وتشريفٌ عزيزٌ ، وكلماتٌ من معينِ الطُّهْرِ نابعةٌ سكنتْ القلب
جزاكِ الله خيرالجزاء
ودمتِ بكل الخير، والألَقِ ، والنقاء
أخوكِ الفخورُ بك أدَبًا، وخُلُقًا، وإبْداعًا : مصطفى

سحر الليالي
15-02-2007, 12:01 AM
أستاذي الفاضل "مصطفى":

لله ما أروع ما نثره فيض قلمك الباذخ
حروف ممتلئة بالحنين والوفاء ،حروف كتبت من مداد الطهر والنور
بحق نص رائع رائع رائع
إعذر تأخري لمعانقة حروفك الباذخة
وتقبل خالص إعجابي وتقديري وباقة ياسمين

د. مصطفى عراقي
21-02-2007, 03:52 AM
أستاذي الفاضل "مصطفى":
لله ما أروع ما نثره فيض قلمك الباذخ
حروف ممتلئة بالحنين والوفاء ،حروف كتبت من مداد الطهر والنور
بحق نص رائع رائع رائع
إعذر تأخري لمعانقة حروفك الباذخة
وتقبل خالص إعجابي وتقديري وباقة ياسمين


===================

الابنة الغالية الأديبة الراقية الأستاذة : سحر

ولله ما أنضرَ حضورك الكريم يشع سناءً وضياءً
وما أجمل كلمتك الطيبة تفيض فضلا ونبلا

بارك الله فيك وفي قلمك المنير

ودمتِ بكل الخير والسعادة والفضل.

د. مصطفى عراقي
21-03-2007, 12:08 AM
كفُّ أُمِّي


في ليالي الشتاء الهانئة الدافئة:
كان يطيب لنا السمر ونحن متحلقون حول أمنا مثل كواكب تطوف حول الشمس.
كان يزيدها الشتاء جمالا وجلالا وإشراقا، بينما هي جالسة ملتحفة بغطاء يبث الدفء ، وشالٍ ما يزال مندى بقطرات من أثر الوضوء.
كُنَّا لها كالرعايا حول مليكة محبوبة ، وكانت لنا كل شيء ، كانت توزع علينا فصوص البرتقالة الذهبية واحدة إثر الأخرى بعد أن تديرها في يدها وتقشرها بإتقانٍ حتى تخرج القشرة دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة نلهو بها، وفصوص البرتقال نتناولها متأملين في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها منبهرين بجمال منظرها وروعة اتساقها فيما بينها هذا الاتساق العجيب الجميل الذي تبلوره دهشة الطفولة وفرحة الاجتماع والحوار قبل أن تذوب في أفواهنا الصغيرة.
تدندن ألسنتنا بحمد الله على النعمة ، وبتسبيحه سبحانه على الجمال والحكمة،
وتشرئبُّ قلوبنا إلى وجهها النضير المنير، وكانت نظراتها تلفنا بعبير الحبِّ والرحمة.
مرددين مع صوت أمي:
"الحمد لله"
"سبحان الله"!
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها ، والرحمة التي كانت توزعها علينا مع كل ما كانت تفيض به علينا من نعمٍ وفيرة ، تتجلى لي من خلالها أينما كنتُ ، وحيثما توجهتُ : فصوصُ البرتقال المُذَهَّبة المُحبَّبَة !
.....
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
========
واكفَّ أُمَّاهُ!
ما زال القلب يئن ، يحنُّ إلى فيضٍ من نورٍ يرحمني بين هجيرِ حياةْ
يحملني الشوق إليه ، تمتزجُ هنالك قطراتٌ منْ مِلْحِ دُموعي بعُذوبةِ قَطْرِ نَداها
يغسلني بمياه حنينٍ ، برَد يقينٍ ، بوُضوء للنفس وقد قامت لصلاة.
في مِحْرابٍ منْ دَعواتٍ ساريةٍ منْ بركاتِ رِضاها .
يغمرني حين يربت كتفي المثقل وهو ينوء بغربته في بيداءِ دُجاهْ.
لولا قبساتٌ النِّورِ تلُوحُ لديه منْ آفاقِ الذِّكْرى للرُّوحِ ، صَبيًّا يبكي ، يصرخ : آهْ!
يهفو للحِضْنِ الحاني ، ولكفِّ مازالت ترعاهْ .
وطيورُ الرُّؤيا تَهْدي لصِراطِ الحُبِّ ... خُطاهْ .
وا كَفَّ أُمَّاه!
وا كَفَّ أُمَّاهُ!

خليل حلاوجي
21-03-2007, 08:24 AM
وانا مثلك تماما ً حيرني السؤال في كل مساء ...

هذه هي حلوياتك أماه ... ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!

واخيرا ً توصلت الى برد اليقين لحيرتي
وفطنت ان الموت كذبة كبيرة نخدع بها انفسنا
فالمسلم لايموت كأي انسان ... انه يتحول من دار الى دار
ومن الفة احبة الى سواهم
انه سيستقر في جنة فردوس الله او سقره

وليهنأ
من سبقته امه الى الفوز بالجنان

اراها الآن وهي تجيبنا ... ونحن نسأل اين كفها

ولسان حالها يقول
هذه علياء الله ورضوانه ... فاين هي اكف ابنائي ... لقطف الروةح والريحان في حنة النعيم

اللهم تقبلنا عندك من الاوابين .... رباه

واحة أمان
21-03-2007, 04:00 PM
الأخ د.مصطفى عراقي :
نثرية تقطر حبا ووفاء لقلوب لا تعرف إلا الحب ..وهنا بين سطورك وجدت نفسي أدور في فلك الطهر والنقاء ..أتلذذ طعم الدفء وأسارع ألثم كف أمي أشم منها عبق زهر البرتقال .
دمت بكل الروعة أديبنا الفاضل

د. مصطفى عراقي
22-03-2007, 07:19 AM
وانا مثلك تماما ً حيرني السؤال في كل مساء ...
هذه هي حلوياتك أماه ... ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
واخيرا ً توصلت الى برد اليقين لحيرتي
وفطنت ان الموت كذبة كبيرة نخدع بها انفسنا
فالمسلم لايموت كأي انسان ... انه يتحول من دار الى دار
ومن الفة احبة الى سواهم
انه سيستقر في جنة فردوس الله او سقره
وليهنأ
من سبقته امه الى الفوز بالجنان
اراها الآن وهي تجيبنا ... ونحن نسأل اين كفها
ولسان حالها يقول
هذه علياء الله ورضوانه ... فاين هي اكف ابنائي ... لقطف الروةح والريحان في حنة النعيم
اللهم تقبلنا عندك من الاوابين .... رباه



صدقت يا أيها الخليل الصدوق
ونعمت التعزية ما تسربت إلى القلب عبر يقينك المؤمن وإيمانك اليقين
حضورك سكب في القلب طمأنينة وسكينةً
وارتقى بالفكر إلى آفاق شاسعة من الرؤية
ولكن العين لتدمع
والقلب ليحزن
وإني بالفراق لمحزون



جزاك الله خير الجزاء
ودمت جليلا ، نبيلا .




محبك: مصطفى

أخوك: مصطفى

د. مصطفى عراقي
22-03-2007, 07:33 AM
الأخ د.مصطفى عراقي :
نثرية تقطر حبا ووفاء لقلوب لا تعرف إلا الحب ..وهنا بين سطورك وجدت نفسي أدور في فلك الطهر والنقاء ..أتلذذ طعم الدفء وأسارع ألثم كف أمي أشم منها عبق زهر البرتقال .
دمت بكل الروعة أديبنا الفاضل



=========


الأخت الفُضلى ، الأديبة الصادقة : واحة أمان


جزى الله حضورك الكريم ، يفيض نورا ، ويشيع في الأرجاء خيرا وبركة خير الجزاء

وبارك في كلمتك الطيبة بما كثفت من أسمى المعني
وقطَّرت من أصدق الدلالات
في هذه الحروف النضيرة المنيرة تنبع من معين الطُّهْر ، وزمزم الوفاء.



أخوكِ: مصطفى

حنان الاغا
23-03-2007, 01:56 AM
كأن الأم مخلوق مختلف
كائن بمواصفات خلقية متميزة
سبحان الخالق!
تبدو أمك أمي أو أمها أو أمه
لفظ أم ما أن تستحقه امرأة فكأنما حظيت بالجمال والبراءة والرقي
الأم كلمة لكنها خلطة مشاعر سحرية إن دخلت في النص رفعته إلى ذرى الأدب
سلمت روحك دكتور مصطفى

د. مصطفى عراقي
24-03-2007, 12:45 AM
كأن الأم مخلوق مختلف
كائن بمواصفات خلقية متميزة
سبحان الخالق!
تبدو أمك أمي أو أمها أو أمه
لفظ أم ما أن تستحقه امرأة فكأنما حظيت بالجمال والبراءة والرقي
الأم كلمة لكنها خلطة مشاعر سحرية إن دخلت في النص رفعته إلى ذرى الأدب
سلمت روحك دكتور مصطفى

============


الغالية : حنان


كلماتك الصديقة الرقيقة نفضت عن القلب الكثير من أحزان اليتم والفقد والغربة التي عادت مع العيد متجددة حاضرةً

فحملتني بصدقها وألقها إلى رحاب حضرة الأمومة مع قلوب صادقة ، حيث تبددت مشاعر الوحدة والوحشة، وحلَّت مشاعر المشاركة في الذكرى والشعور والوفاء.



سلمك الله
ونضَّر حضورك الجليل الجميل.


مصطفى

د. سمير العمري
29-04-2007, 08:47 PM
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!

أنزفت هذه الجملة من نصك المبدع الشجي عيوني دمع رحمة وشوق إلى أمي ، ولو كنت كتبتها في أول النص لما تمكنت من قراءته ولكنها كانت ستكفيني.

أيها الأديب الجميل:

أبدعت وأوجعت ... رحم الله أمك ورحم الله أمي فأنا لا أزال أتحسس طفلاً كفها الحاني الرقيق.




تقبل التحية

د. مصطفى عراقي
30-04-2007, 11:59 AM
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
أنزفت هذه الجملة من نصك المبدع الشجي عيوني دمع رحمة وشوق إلى أمي ، ولو كنت كتبتها في أول النص لما تمكنت من قراءته ولكنها كانت ستكفيني.
أيها الأديب الجميل:
أبدعت وأوجعت ... رحم الله أمك ورحم الله أمي فأنا لا أزال أتحسس طفلاً كفها الحاني الرقيق.
تقبل التحية


حفظك الله أيها المتوضئ بنور البرِّ والوفاء والإحسان
وسلم قلبك من الوجع وعينيك الكريمتين من الدموع ، وأسبغ علينا ، وعلى أمينا الغاليتين ، وأمهات المسلمين سحائب رحمته

وبارك هذا الحضور الكريم الحميم الذي فاض حبا وقربا وخيرا وبِرًّا


ودمت بكل الخير والسعادة والإحسان


أخوك المحب: مصطفى

د. مصطفى عراقي
24-10-2007, 12:26 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة تحرسها الشّمس
أستاذي د. مصطفـى،
للرفـع، فالنصوص الجميلة المغتسلة بالعطر والمتسربلة بالنقـاء، لابدّ وأنْ تجلس دوماً في المقاعد الأولـى ..
تقديري الذي لاينضب :0014:
وألف طاقة من الورد والندى
أختنا الجليلة الأستاذة أسماء
كم اشتقت إلى طاقات وردك النضير ونداك المبارك
أحببت هنا في تلك الصفحة الأثيرة إلى قلبي أن أبشرك برؤيا رأيتها لك وكنت فيها تحفظين الآلاف من أحاديث نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم،
نفعنا الله بك
ودمت بكل الخير والسعادة والنور
أخوك: مصطفى

بابيه أمال
24-10-2007, 04:56 PM
كفُّ أُمِّي


في ليالي الشتاء الهانئة الدافئة:
كان يطيب لنا السمر ونحن متحلقون حول أمنا مثل كواكب تطوف حول الشمس.
كان يزيدها الشتاء جمالا وجلالا وإشراقا، بينما هي جالسة ملتحفة بغطاء يبث الدفء ، وشالٍ ما يزال مندى بقطرات من أثر الوضوء.
كُنَّا لها كالرعايا حول مليكة محبوبة ، وكانت لنا كل شيء ، كانت توزع علينا فصوص البرتقالة الذهبية واحدة إثر الأخرى بعد أن تديرها في يدها وتقشرها بإتقانٍ حتى تخرج القشرة دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة نلهو بها، وفصوص البرتقال نتناولها متأملين في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها منبهرين بجمال منظرها وروعة اتساقها فيما بينها هذا الاتساق العجيب الجميل الذي تبلوره دهشة الطفولة وفرحة الاجتماع والحوار قبل أن تذوب في أفواهنا الصغيرة.
تدندن ألسنتنا بحمد الله على النعمة ، وبتسبيحه سبحانه على الجمال والحكمة،
وتشرئبُّ قلوبنا إلى وجهها النضير المنير، وكانت نظراتها تلفنا بعبير الحبِّ والرحمة.
مرددين مع صوت أمي:
"الحمد لله"
"سبحان الله"!
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها ، والرحمة التي كانت توزعها علينا مع كل ما كانت تفيض به علينا من نعمٍ وفيرة ، تتجلى لي من خلالها أينما كنتُ ، وحيثما توجهتُ : فصوصُ البرتقال المُذَهَّبة المُحبَّبَة !
.....
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!

لم أملك إلا أن أعيد هذه التحفة الأدبية اقتباسا وقراءة !
كما البحر.. هي تحمل أصدافا من درر كنوز معاني الأمومة.. !
أدري الآن لم تشدنا الواحة الضليلة ونجد فيها راحة الفكر السليم كما الوجدان!
فلا أجمل ولا أروع من قراءة أدبية لأدباء الواحة الراقيين، فيخرج منها الذهن - وعلى الأقل - بكنوز فكرية لصور حياة طالما تمر عليها عينيه لكن لا تفقه معانيها بصيرته إما بانشغال أو بعدم عمق نظر !

هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
ندعو الله لك أديبنا الراقي أن تجد كف أمك الكريمة تدعو لك بالخير وجزيل الثواب بين يدي الله يوم تجتمع عنده الخلائق..
د. مصطفى عراقي.. دمت أديبا راقيا تجتمع عند يراعه كل الحروف الأبجدية الصادقة التعبير..

د. مصطفى عراقي
31-10-2007, 09:47 AM
لم أملك إلا أن أعيد هذه التحفة الأدبية اقتباسا وقراءة !
كما البحر.. هي تحمل أصدافا من درر كنوز معاني الأمومة.. !
أدري الآن لم تشدنا الواحة الضليلة ونجد فيها راحة الفكر السليم كما الوجدان!
فلا أجمل ولا أروع من قراءة أدبية لأدباء الواحة الراقيين، فيخرج منها الذهن - وعلى الأقل - بكنوز فكرية لصور حياة طالما تمر عليها عينيه لكن لا تفقه معانيها بصيرته إما بانشغال أو بعدم عمق نظر !
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
ندعو الله لك أديبنا الراقي أن تجد كف أمك الكريمة تدعو لك بالخير وجزيل الثواب بين يدي الله يوم تجتمع عنده الخلائق..
د. مصطفى عراقي.. دمت أديبا راقيا تجتمع عند يراعه كل الحروف الأبجدية الصادقة التعبير..



الغالية الراقية الأستاذة: بابيه أمال


أسمى آيات الشكر لحضورك المبارك، ولدعائك الصادق، ولكلماتك التي تشع نورا وحبورا


بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء لكل ما تنثرين هنا من خيرٍ وفضل


مصطفى

سحر الليالي
12-02-2008, 08:58 PM
لــ رفع ..!!

لــ نص ينبض بــ الكثير..!

سلمت أستاذنا القدير ودمت بــ كل خير .

مجذوب العيد المشراوي
14-02-2008, 10:32 AM
مصطفى نصك يتراقص في متاهات الجمال .. أحب هذا وأكره شيئا من كان ..

د. مصطفى عراقي
18-02-2008, 01:09 PM
لــ رفع ..!!
لــ نص ينبض بــ الكثير..!
سلمت أستاذنا القدير ودمت بــ كل خير .


=====

رفع الله قدرك وأعزك يابنتي الغالية الراقية

وسلمك الله

ودمت بكل الخير والسعادة والفضل


مصطفى

د. مصطفى عراقي
18-02-2008, 01:10 PM
لــ رفع ..!!
لــ نص ينبض بــ الكثير..!
سلمت أستاذنا القدير ودمت بــ كل خير .


=====

رفع الله قدرك وأعزك يابنتي الغالية الراقية

وسلمك الله

ودمت بكل الخير والسعادة والفضل


مصطفى

د. مصطفى عراقي
18-02-2008, 01:13 PM
مصطفى نصك يتراقص في متاهات الجمال .. أحب هذا وأكره شيئا من كان ..


=======

لك الشكر موصولا أيها الغالي

سعيد بما أحببت، وأسيف لما كرهت

ودمت بكل الخير والسعادة والود

مصطفى

د. مصطفى عراقي
21-03-2008, 01:00 PM
ليس أمتع للنفس من حرف متين و فكر رصين و عاطفة ملؤها الحب و الوفاء !
بحق كنت أتشوق حد التوق إلى النثر الراقي ، و حرفه العميق ؛ فهجرت لوحة النثر زمناً ... فشكراً لأنك أعدتني إلى هنا .
كل التقدير لك .

==========



... فشكراً لأنك أعدتني إلى هنا .


أختنا الجليلة الأستاذة حوراء


ومازلنا نطمح إلى عودة أخرى ، فلا تخذلينا






أخوكِ: مصطفى

سحر الليالي
12-05-2008, 01:03 PM
:
أستاذي الكبير [ د.مصطفى العراقي ]
هل لك أن تأتي بنا بنص جديد ، يروي ذائقتنا العطشة لــ مثل حرفك ..!
:
كلي شوق لــ قادمك

سلمت ودمت بخير
ولك خالص احترامي وتقديري

د. مصطفى عراقي
12-05-2008, 04:16 PM
حبا وكرامة يا بنيتي الغالية
وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك
ودمت بكل الخير والسعادة الفضل
مصطفى

حنان عبد القادرإسماعيل
10-04-2009, 12:29 AM
سيدي الجميل :
تعبق روحي هذه الكف منك ...
وأذكرها دوما منذ قرأتها على سمعي أول مرة
وأضرب بها مثلا كلما عن لي موقف مشابه .

دمت كاتبا مبدعا .

د. مصطفى عراقي
10-04-2009, 02:58 AM
سيدي الجميل :
تعبق روحي هذه الكف منك ...
وأذكرها دوما منذ قرأتها على سمعي أول مرة
وأضرب بها مثلا كلما عن لي موقف مشابه .

دمت كاتبا مبدعا .



=====

سبحان الله يا حنان

كنت أتمنى دخول هذه الصفحة في عيدها

ولكن كنتُ أشفق على قلب مايزال في بيداء الحياة يقتله الظمأ لكفها الحانية ، وحضرتها البهية


فشكرا ليدٍ بيضاء حملتني على نسمة من رحمة وحنان



أديبتنا القديرة الأستاذة حنان عبد القادر

جزاك الله خير الجزاء يا غالية

ودمت بكل الخير والسعادة والصفاء

أحمد الرشيدي
10-04-2009, 10:23 PM
كفُّ أُمِّي






في ليالي الشتاء الهانئة الدافئة:
كان يطيب لنا السمر ونحن متحلقون حول أمنا مثل كواكب تطوف حول الشمس.
كان يزيدها الشتاء جمالا وجلالا وإشراقا، بينما هي جالسة ملتحفة بغطاء يبث الدفء ، وشالٍ ما يزال مندى بقطرات من أثر الوضوء.
كُنَّا لها كالرعايا حول مليكة محبوبة ، وكانت لنا كل شيء ، كانت توزع علينا فصوص البرتقالة الذهبية واحدة إثر الأخرى بعد أن تديرها في يدها وتقشرها بإتقانٍ حتى تخرج القشرة دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة نلهو بها، وفصوص البرتقال نتناولها متأملين في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها منبهرين بجمال منظرها وروعة اتساقها فيما بينها هذا الاتساق العجيب الجميل الذي تبلوره دهشة الطفولة وفرحة الاجتماع والحوار قبل أن تذوب في أفواهنا الصغيرة.
تدندن ألسنتنا بحمد الله على النعمة ، وبتسبيحه سبحانه على الجمال والحكمة،
وتشرئبُّ قلوبنا إلى وجهها النضير المنير، وكانت نظراتها تلفنا بعبير الحبِّ والرحمة.
مرددين مع صوت أمي:
"الحمد لله"
"سبحان الله"!
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها ، والرحمة التي كانت توزعها علينا مع كل ما كانت تفيض به علينا من نعمٍ وفيرة ، تتجلى لي من خلالها أينما كنتُ ، وحيثما توجهتُ : فصوصُ البرتقال المُذَهَّبة المُحبَّبَة !
.....
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:


هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!


أستاذنا الجليل العالم الدكتور مصطفى عراقي حفظه الله

طوفتُ بين رياض حرفكَ ، فرأيتُ بسحر البيان ما كان ، وما يكون ... ، وماذا عساه يقول القلم بين يدي نص يتحدث عن ( الأم ) حُبِّر من لدن عالم أديب ، وأديب عالم ، فكانت الحروف تتنافس فيما بينها لتحضى بالحديث عن ( الأم ) فكنتَ أنتَ - أستاذنا - تسوسها سياسة عمر بن عبد العزيز في رعيته .

لله درك قلبا وقلما !

غفر الله لوالدتنا الكريمة ، وجمعكَ بها في مستقر رحمته بعد عمر مديد بالطاعات والمسرات ، وليحفظك الله

لطيفة أسير
10-04-2009, 11:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا الفاضل مصطفى عراقي
اسمح لي أن أقتحم عالمك الإبداعي بقلمي الصغير هذا
راقني نصكم كثيرا، كيف لا وكله بر وصلة لأعظم مخلوقة وهبها المولى لنا
منبع الرحمة ومستودع الدفء والحنان
هكذا أمهاتنا ، مدرسة للرحمة والعفاف ،وعبر وعظات نستشفها في حياتهمن وبعد مماتهن.
كم هو جميل قولكم :
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!ذكرتني بقول سلفنا الصالح عن الفاتحة :
هذه الفاتحة ، فأين قلب عمر ؟
دام إبداعكم وتألقكم يا أستاذنا الكريم

د. مصطفى عراقي
16-04-2009, 03:41 PM
أستاذنا الجليل العالم الدكتور مصطفى عراقي حفظه الله

طوفتُ بين رياض حرفكَ ، فرأيتُ بسحر البيان ما كان ، وما يكون ... ، وماذا عساه يقول القلم بين يدي نص يتحدث عن ( الأم ) حُبِّر من لدن عالم أديب ، وأديب عالم ، فكانت الحروف تتنافس فيما بينها لتحضى (لتحظى) بالحديث عن ( الأم ) فكنتَ أنتَ - أستاذنا - تسوسها سياسة عمر بن عبد العزيز في رعيته .

لله درك قلبا وقلما !

غفر الله لوالدتنا الكريمة ، وجمعكَ بها في مستقر رحمته بعد عمر مديد بالطاعات والمسرات ، وليحفظك الله




اللهم آمين


وجزاك عنا خير الجزاء يا شيخنا الجليل

د. مصطفى عراقي
16-04-2009, 04:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا الفاضل مصطفى عراقي
اسمح لي أن أقتحم عالمك الإبداعي بقلمي الصغير هذا
راقني نصكم كثيرا، كيف لا وكله بر وصلة لأعظم مخلوقة وهبها المولى لنا
منبع الرحمة ومستودع الدفء والحنان
هكذا أمهاتنا ، مدرسة للرحمة والعفاف ،وعبر وعظات نستشفها في حياتهمن وبعد مماتهن.
كم هو جميل قولكم :
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!ذكرتني بقول سلفنا الصالح عن الفاتحة :
هذه الفاتحة ، فأين قلب عمر ؟
دام إبداعكم وتألقكم يا أستاذنا الكريم



أديبتنا السامقة الأستاذة :
أهلا ، وسهلا ،ومرحبا : بقدومك المبارك ، وبقلمك النضير ، وحروفك النيرة التي سكبت السلام والسكينة شدوا طيبا
وكم سعدت باستحضار هذه المقولة الطيبة لسلفنا الصالح التي كانت تتردد في وجداني أثناء الكتابة.


فلك أسمى آيات الشكر.

ولك أدعو الله أن يمنَّ بعظيم الأجر


مصطفى

ثائر الحيالي
06-03-2010, 09:16 AM
الأستاذ د . مصطفى عراقي


لمس حرفك الجميل ..مكمن هاجس يعتري ذواتنا ...

فكان لابد من التوقف طويلا ً ..للتأمل ..والتعلم


سلمت..وسلم مداك

احترامي

عبد الرحمن الكرد
06-03-2010, 02:00 PM
الفاضل عراقي
كل شيء من كفها الحنون له مذاق مختلف
رحم الله أمهاتنا جميعا
تقديري لحرفك الدافيء
تحياتي

د. نجلاء طمان
06-03-2010, 10:49 PM
كفُّ أُمِّي


في ليالي الشتاء الهانئة الدافئة:
كان يطيب لنا السمر ونحن متحلقون حول أمنا مثل كواكب تطوف حول الشمس.
كان يزيدها الشتاء جمالا وجلالا وإشراقا، بينما هي جالسة ملتحفة بغطاء يبث الدفء ، وشالٍ ما يزال مندى بقطرات من أثر الوضوء.
كُنَّا لها كالرعايا حول مليكة محبوبة ، وكانت لنا كل شيء ، كانت توزع علينا فصوص البرتقالة الذهبية واحدة إثر الأخرى بعد أن تديرها في يدها وتقشرها بإتقانٍ حتى تخرج القشرة دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة نلهو بها، وفصوص البرتقال نتناولها متأملين في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها منبهرين بجمال منظرها وروعة اتساقها فيما بينها هذا الاتساق العجيب الجميل الذي تبلوره دهشة الطفولة وفرحة الاجتماع والحوار قبل أن تذوب في أفواهنا الصغيرة.
تدندن ألسنتنا بحمد الله على النعمة ، وبتسبيحه سبحانه على الجمال والحكمة،
وتشرئبُّ قلوبنا إلى وجهها النضير المنير، وكانت نظراتها تلفنا بعبير الحبِّ والرحمة.
مرددين مع صوت أمي:
"الحمد لله"
"سبحان الله"!
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها ، والرحمة التي كانت توزعها علينا مع كل ما كانت تفيض به علينا من نعمٍ وفيرة ، تتجلى لي من خلالها أينما كنتُ ، وحيثما توجهتُ : فصوصُ البرتقال المُذَهَّبة المُحبَّبَة !
.....
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!


رحمها الله ألف رحمة وجعل مثواها الفردوس

فيكفي أنها أنجبت هرمًا للطيبة والأخلاق مثلكَ أيها الأب العزيز


تقبل غاية تقديري

ربيحة الرفاعي
14-09-2012, 02:24 AM
ما أجمل حروف نستعيد بها الغائبين
حروف ننثرها لتذكرنا بصورهم وحضورهم الأثير
وحروف نثروها نستذكرها لنستعيد أرواحهم ونبض قلوبهم

للرفع إحياء لذكرى الفقيد
له الرحمة ولآله ومحبيه الصبر والسلوان

فاطمه عبد القادر
15-09-2012, 12:19 AM
رحمك الله يا د مصطفى كم كان كلامك جميلا ودافئا
لم تعد الأمهات في هذا العصر كالأم في زمنك
كثرت الأمهات الآليات والإلكترونيات ,,واختفت من حياة الأطفال الأمهات ذوات المشاعر والدفء
فالأمهات أنفسهن مشغولات,,, ولا وقت لديهن لتقشير البرتقال والغوص في عيون الأبناء حتى التماهي التام
نتمنى أن تلتقي بوالدتك في الفردوس الأعلى, الذي لا فراق بعده أبدا
رحمة الله عليكما
ماسة

وليد عارف الرشيد
15-09-2012, 12:03 PM
رحمة الله عليك وعلى أمك مبدعنا الكبير ..
إنا لله وإنا إليه راجعون

سامية الحربي
15-09-2012, 01:40 PM
لمن أعلق ؟ لذلك الكوكب الدري الذي انجب هذه القامة السامقة أم لفقيد الواحة . رحمك الله و رحم بطن انجبتك .دعــواتي .