مشاهدة النسخة كاملة : فرادة فأر
فاطمة أولاد حمو يشو
30-09-2006, 06:09 PM
في أحد الأيام رأى فأر أن حياته تفتقد إلى الفرادة بامتلاكه ذيل كسائر الفئران. فساءل نفسه قائلا:" كيف أبرهن أني فأر مميز؟ إذ أنه من المخجل حقا أن أكون كالآخرين."
وبعد مدة من التفكير في هذا الموضوع أسرع عند أحسن صديق له، فطالبه بأن ينزع له ذيله قائلا:" الكل يضع امله في ذيله كما لو كان أكبر كنز يمتلكه، وانا لا أريد امتلاك هذه الزينة التافهة الزائدة".
لكن صديقه الذي كان يعرفه تمام المعرفة فكر بأنه في يوم ما سيأتيه نادما على اتخاذه مثل هذا القرار..لكنه رغم ذلك قام بوضع عقدة في ذيله، فربطه موهما صديقه بانه قام بنزعه.. غمرت الفرحة والبهجة فأرنا معتقدا بأنه أخرج "تقليعة " جديدة، وانه بذلك لن يتأخر عن أن يحصل على شهرة كبيرة. لكنه بمجرد ما شرع يتبختر بكبرياء امام الفئران الآخرين حتى بدأ هؤلاء ينظرون إليه باستغراب ثم لم يتأخروا عن الانفجار بالضحك في وجهه كلما شاهدوه، وهكذا أصبح أضحوكة الجميع وموضوع سخريتهم. ومن ثم وجد ملاذه الوحيد في الابتعاد عنهم والهروب إلى جحره ليخفي غضبه وعاره. وبعد ليلة قضاها في التفكير، عاد إلى صديقه ليطلب إليه وسيلة لمعالجة الحالة المربكة التي يوجد عليها قائلا:" ساء حظي، ودار علي في اول خطواتي في هذا العالم ..ألا تستطيع إيجاد بعض الدواء الذي يعيد بشكل مباشر نمو ذيل جديد، وإلا فإن وضعيتي ستكون مأساوية مما سيؤدي بي إلى الانتحار؟"
قام صديقه الحكيم مباشرة بفسخ العقدة التي وضعها من قبل فعاد ذيله إلى شكله الأول .
واليوم يشعر فأرنا بانتصار لامتلاكه ذيلا كالآخرين..!
ملاحظة: ترجمتها عن كتيب صيني مترجم هو ذاته إلى اللغة الفرنسية بعنوان:
Fables
للمؤلف: FENG XUEFENG
Editions en langues Etrangeres. BEIJING 1981 Chine
الصباح الخالدي
01-10-2006, 01:32 AM
قصة جميلة ورمزية
شكرا
(:
عدنان أحمد البحيصي
01-10-2006, 12:54 PM
الرضى بما قسم الله
هدف هذه القصة
شكراً
فاطمة أولاد حمو يشو
02-10-2006, 03:22 AM
لو حظيت بصديق حكيم مثل صديق الفأر لكانت نعمة أن يعيش المرء مطمئنا، محميا غير مهدد في مصيره.
ماذا كان مصير الفأر سيكون لولا صديقه الحكيم؟ فقد كان صديقا مميزا فعلا، أما الفأر فقد كان جاهلا لا يعرف معنى الفرادة والتميز، فالفأر الحكيم في مقابل الفأر المتهور.هذه المقابلة واردة في النص بشكل ضمني.
والنصيحة هي: " كن حكيما حقا لتكون متميزا لأن الحكمة في التميز هي التخلي عن الغرور، وكراهية الذات.
فاطمة أولاد حمو يشو
06-10-2006, 02:03 PM
في أحد الأيام رأى فأر أن حياته تفتقد إلى الفرادة بامتلاكه ذيل كسائر الفئران. فساءل نفسه قائلا:" كيف أبرهن أني فأر مميز؟ إذ أنه من المخجل حقا أن أكون كالآخرين."
وبعد مدة من التفكير في هذا الموضوع أسرع عند أحسن صديق له، فطالبه بأن ينزع له ذيله قائلا:" الكل يضع امله في ذيله كما لو كان أكبر كنز يمتلكه، وانا لا أريد امتلاك هذه الزينة التافهة الزائدة".
لكن صديقه الذي كان يعرفه تمام المعرفة فكر بأنه في يوم ما سيأتيه نادما على اتخاذه مثل هذا القرار..لكنه رغم ذلك قام بوضع عقدة في ذيله، فربطه موهما صديقه بانه قام بنزعه.. غمرت الفرحة والبهجة فأرنا معتقدا بأنه أخرج "تقليعة " جديدة، وانه بذلك لن يتأخر عن أن يحصل على شهرة كبيرة. لكنه بمجرد ما شرع يتبختر بكبرياء امام الفئران الآخرين حتى بدأ هؤلاء ينظرون إليه باستغراب ثم لم يتأخروا عن الانفجار بالضحك في وجهه كلما شاهدوه، وهكذا أصبح أضحوكة الجميع وموضوع سخريتهم. ومن ثم وجد ملاذه الوحيد في الابتعاد عنهم والهروب إلى جحره ليخفي غضبه وعاره. وبعد ليلة قضاها في التفكير، عاد إلى صديقه ليطلب إليه وسيلة لمعالجة الحالة المربكة التي يوجد عليها قائلا:" ساء حظي، ودار علي في اول خطواتي في هذا العالم ..ألا تستطيع إيجاد بعض الدواء الذي يعيد بشكل مباشر نمو ذيل جديد، وإلا فإن وضعيتي ستكون مأساوية مما سيؤدي بي إلى الانتحار؟"
قام صديقه الحكيم مباشرة بفسخ العقدة التي وضعها من قبل فعاد ذيله إلى شكله الأول .
واليوم يشعر فأرنا بانتصار لامتلاكه ذيلا كالآخرين..!
ملاحظة: ترجمتها عن كتيب صيني مترجم هو ذاته إلى اللغة الفرنسية بعنوان:
Fables
للمؤلف: FENG XUEFENG
Editions en langues Etrangeres. BEIJING 1981 Chine
اطلبوا العلم ولو من الصين.
سارة محمد الهاملي
25-10-2006, 10:02 AM
شكراً لك فاطمة على ترجمة هذه القصة المفيدة.
ذكرتني بكتاب كليلة ودمنة الذي قرأته في طفولتي وكان له بالغ الأثر في حبي للقراءة بعد ذلك. ولكن هل يا ترى بقي هناك مكان لهذه القصص -وللقراءة عموماً- في عالم اليوم الذي لا يعرف فيه الأطفال إلا ألعاب الكمبيوتر والبلايستيشن؟!
تقبلي كل التحيات والتقدير.
فاطمة أولاد حمو يشو
01-11-2006, 10:04 PM
في أحد الأيام رأى فأر أن حياته تفتقد إلى الفرادة بامتلاكه ذيل كسائر الفئران. فساءل نفسه قائلا:" كيف أبرهن أني فأر مميز؟ إذ أنه من المخجل حقا أن أكون كالآخرين."
وبعد مدة من التفكير في هذا الموضوع أسرع عند أحسن صديق له، فطالبه بأن ينزع له ذيله قائلا:" الكل يضع امله في ذيله كما لو كان أكبر كنز يمتلكه، وانا لا أريد امتلاك هذه الزينة التافهة الزائدة".
لكن صديقه الذي كان يعرفه تمام المعرفة فكر بأنه في يوم ما سيأتيه نادما على اتخاذه مثل هذا القرار..لكنه رغم ذلك قام بوضع عقدة في ذيله، فربطه موهما صديقه بانه قام بنزعه.. غمرت الفرحة والبهجة فأرنا معتقدا بأنه أخرج "تقليعة " جديدة، وانه بذلك لن يتأخر عن أن يحصل على شهرة كبيرة. لكنه بمجرد ما شرع يتبختر بكبرياء امام الفئران الآخرين حتى بدأ هؤلاء ينظرون إليه باستغراب ثم لم يتأخروا عن الانفجار بالضحك في وجهه كلما شاهدوه، وهكذا أصبح أضحوكة الجميع وموضوع سخريتهم. ومن ثم وجد ملاذه الوحيد في الابتعاد عنهم والهروب إلى جحره ليخفي غضبه وعاره. وبعد ليلة قضاها في التفكير، عاد إلى صديقه ليطلب إليه وسيلة لمعالجة الحالة المربكة التي يوجد عليها قائلا:" ساء حظي، ودار علي في اول خطواتي في هذا العالم ..ألا تستطيع إيجاد بعض الدواء الذي يعيد بشكل مباشر نمو ذيل جديد، وإلا فإن وضعيتي ستكون مأساوية مما سيؤدي بي إلى الانتحار؟"
قام صديقه الحكيم مباشرة بفسخ العقدة التي وضعها من قبل فعاد ذيله إلى شكله الأول .
واليوم يشعر فأرنا بانتصار لامتلاكه ذيلا كالآخرين..!
ملاحظة: ترجمتها عن كتيب صيني مترجم هو ذاته إلى اللغة الفرنسية بعنوان:
Fables
للمؤلف: FENG XUEFENG
Editions en langues Etrangeres. BEIJING 1981 Chine
أشكر مرورك الملامس لجوهر الضياع الذي تغرق فيه طفولتنا ..
ويقال لكل حضارة ثمن نؤديه.. لكن لن يكون الثمن على حساب قدرتنا على امتلاك ما يبقينا بشرا..
وبالحكاية ومعانيها ذات الأبعاد الفكرية والخلقية، تستمر أحلامنا وترتوي تساؤلاتنا..
إن أثر الحكاية يجب أن يتجلى فينا نحن القراء الكبار قبل أن يتم تمريره إلى أطفالنا..
صحيح أننا تزودنا من التراث الشفوي ما لم نتزود من التراث الكتابي ..لكن لو امتلكنا موهبة الحكي وجمعنا من تجاربنا ما يجعلنا ننتج حكايات جديدة لكان ذلك إغناء لماضي التراث الإنساني وإشباعا لروحنا المفتقرة إلى التخيل المبدع والتجديد ..في كتبنا للصغار لا نمرر لهم لغة المحيط واليومي فكل ما نقوم به هو اقتباس من الماضي ..نعم لا يوجد شيء يبهرنا في الحاضر ويرقى إلى مستوى ما أبدعه السابقون.. فهل حان الوقت لنتحدث في كتب الصغار عن أسماء الزهور والطيور .. الحشرات والنباتات..عن الأعشاب والأشجار..عما يغرس ويثمر؟
في المطبخ أدوات لا نعرف لها أسماء متداولة..ما يملكه النجار والخزاف من أدوات لا نتداولها وإن استطعنا ذلك استخدمنا أسماء أجنبية..
ستلاحظين في الحكاية الصينية كلمات تحيل على البيئة الفلاحية ..لكننا لن نستطيع استخدام لغتنا للتعبير عن ظواهر واقعنا بكل ما يشتمل عليه من مظاهر حياة الناس بمختلف حرفهم وصنائعهم وأنشطتهم ..إن متعة الطفل قد تشتد إذا خاطبناه بلغة يستطيع أن يحولها إلى قدرة على التحكم في واقعه..
لا زال هناك انفصال بين لغة الطفل التي يتلقاها في البيت ولغته التي يكتسبها في المدرسة..
وعندما يتم التوحيد بين اللغتين ستولد طفولة مبدعة خلاقة..
رأفت عيسى
10-11-2006, 02:29 AM
قصة تعلم الأطفال الثبات وعدم التجديد
وأد للخيال
فاطمة أولاد حمو يشو
18-11-2006, 10:46 PM
فالحكاية إذا تمكن الطفل من قراءتها فسنترك له حرية التفلسف فيها..قد ينظر إلى الفأر ككائن متهور ليس على علم ولا اضطلاع بمعنى التميز..
كما قد ينظر إلى صديق الفأر نظرة إعجاب، فقط لأنه يملك حس التنبؤ بسلوك الغير..
فلربما أعجب بصديق كصديق الفأر المتهور..
أما عن باقي الفئران فهي كعامة الناس تكره كل جديد مخالف لما اعتادت عليه..لهذا كان رد فعلها السخرية من سلوك الفأر مما ترتب عنه إصابة الفأر بالانهيار العصبي ..والرغبة في الانتحار..
كثير من الناس يشبهون الفئران وقلة منهم من يشبه الفأر المتهور وصديقه الحكيم..
لكن الفأر وبفضل صديقه الحكيم تمكن من العودة إلى المجتمع والعيش الجماعي مع سائر الفئران ..فإذن قبل التفكير في الخروج عن الجماعة لابد من توفر من يساندك ويدعمك من اجل حمايتك والأخذ بيدك..فماذا كان سيكون مصير الفأر لولا وجود صديقه الحكيم؟
أسيل أحمد
08-06-2023, 11:45 AM
قصة جميلة الفكرة والرمز والمضمون
شكرا لك على ترجمة هذه القصة المفيدة ـ ولك تحياتي.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir