المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثرى ينفجر ...!!!!



صابرين الصباغ
02-10-2006, 04:11 PM
صفعات شديدة على وجه الباب ، يصلنا صوت صراخه ، نهب من نومنا الذي فر من الرعب ..!!
يسوقنا جنود ، أجساد متحركة تقسم بألا يسكنها بشر ، يقذفونا إلى الشارع ..
نصطف وعائلتي ، الجنود مدججون بالأسلحة ، يقفون أمامنا ، أبي يحتضن يدي ، يضغط عليها ؛ ليعيد إلىّ عُمر ثباتي الصغير ، ببقايا ثباته الذي أراه يتبخر مع قطرات عرقه النافرة ..!!
يصل جندي تعلو كتفه نجوم لا تضيء ، بل تشتعل غلاً ..!!
تتراقص البندقية في يديه فرحة ؛ ستثبت لمن صنعها ، أنها لم تخلق هباء ، بل ستنفذ وصاياه ، ستخترق صدوراً خلقت للهوها وعبثها ..
يمر متكبراً مختالاً نشواناً ، يلهو ببندقيته التي أتقنت رقصات مفزعة ، تعلم أننا نتابع رقصها بشغف الخوف ، خشية من تهورها وفقدانها عقلها ..!!
بفوهتها يَحلُ التحام يدي ويد أبي ، يدفعني بها يقصيني بعيداً ، يضغط على رأسي بها ، تُحدث ثقباً وهمياً ، تتقيأ فيه بطولاتها الدموية المرعبة ..!!
أتقلص دافناً رأسي بين يدي وقدمي ..
عيناى تتراقص نظراتهما على أحبال نظرات الخوف من لحمي الباكي ، تقيدها نظرات الغل والتشفي منهم ..
أبي وأمي وأخوتي أقدامهم ترتعش - ينظرون ناحيتي - يوصوني بألا أخاف ، بعيون ينام فيها الخوف ؛ كأنه وجد موطنه ...
الجندي يسير بينهم متفاخراً ، كأنه طفل يعبث بدمىّ ، يختار بأيها يبدأ التهشيم ..!!
فجأة تستيقظ بندقيته ، تستعد لعبثها ، يرفعها ، انظر لها ؛ أستجديها ألا تفعل ...
يمد يده على الزناد ، أتابع إصبعه فوق الزناد ، الذي سكن هناك دهراً كاملاً ، بلمح البصر ..
طلقة تجعلني أنتفض من مكاني ، بعدما حَلق أبي طائرا بأجنحة الموت ، لحظة أخرى ، أخي ، أمي ، أختي ، طلقات غدر لا تعرف الرحمة أو الخجل ..
تدفن في قلوبهم كجسد مدنس بقبر طهور ..! تهوى الأجساد ، الدماء تتناثر هنا- هناك ..
رأيت الأرض تخرج لسانها تلعقها كأنها كانت ظامئة لطهر دمائهم ، تنبت أعشاب ثأر ، تقتص لهم ..!!
يسير هذا الدموىّ مختالاً بين أجسادهم الطاهرة ؛ يركلها بقدمه النجسة ، دموعي تسيل للداخل كبراكين حقد تقذف حممها بكل زوايا روحي ..!!
يسير باتجاهي نهر ثائر من دماء أبي ، بعدما أوصاه أبي باحتضاني بدلاً منه ، مختلطاً بثرى وطني الحزين المُكبل ، أمد يدي أغترف بقبضتي الثرى المخضب بدم أبي ، عجنته بيدي وضغطت عليه بقوة ؛ صنعت منه قنبلة ..
أبقيتها إلى ....!


من مجموعتي القصصية الجديدة

حتى الحروف تشيبُ ..!!

صابرين الصباغ

محمد إبراهيم الحريري
02-10-2006, 05:58 PM
الأديبة ـ صابرين ـ تحية
كلما مر خيالي بهدى حرفك الظمآن
في نهر المقل
أجد الذكرى على خط الوجل
وارى باكية الحرف تماشي
رقة النسرين في بوح الغزل
لم تكوني غير عزف
الآه عن شكوى المثل
مثلما البركان يدمي قلب أم
بلهيب الصمت أو كحل الأزل
أنت نبراس المعاني
هطلت جرحا على خد السبل
ــــــــــــ
جنود ورصاص وقتل ، واحتراف برمي غل ، كلما أمعنت النظر وجدت رصاصات الطيش تموج بحقد بين حنايا لم يسكنها إلا طغاة ، وعيون الليل تسهر على قارعة الفكر ، ترى همس السريرة طيرا ابابيل تغزوهم فيلقون بابرهة جبنهم بين أمواج سكون تغلي كرجل الثورة على نار الجبروت .
غدر ومكان ضيق واسرة كلها تقع بشبكة الظن لتلقى مصير بخيال القصة مرسوم .
والشكر لا يكفي لقطرة قلم طفحت بها مكاييل البيان
ولكن باقة الود تبقى عربون وفاء
ـــــــــ
من لاجئ أدبي

خليل حلاوجي
02-10-2006, 06:37 PM
مرحبا ً بصابرين

عراقية ... تذوق طعم فجور المعتدي

وتسمع طلقة ورقص رصاص وموتى تئن أحلامهم فتختلط بحزن أمة بأكملها

\

صابرين
ونص ... يرسم الواقع العراقي بريشة حبرها الدموع

حسنية تدركيت
02-10-2006, 06:50 PM
اختي صابرين قصة حزينة ومؤلمة وصادقة وجميلة جدا بالتوفيق دائما

الصباح الخالدي
03-10-2006, 01:07 AM
اشعر بالخوف
اشعر بالحنين
اشعر بكل مايوحيه النص بمشاعر تهتز بها النفس مع هذا النص

حسام القاضي
03-10-2006, 01:14 AM
القديرة / صابرين
تحياتي
درس رائع في فنون القصة القصيرة ..
لن أتكلم عن الموضوع ، ولكن اود أن أشير إلى أهم ما يميز قصصك بوجه عام ، وهذه القصة تحديداً كنموذج لمعظمها ..
أرى اللغة هنا عالية ثرية ، وفي نفس الوقت ليست متكلفة ، وهذه هي الخلطة السحرية لـ " صابرين "فاللغة جزء لا يتجزأ من نسيج النص..
من البداية " صفعات شديدة على وجه الباب ، يصلنا صوت صراخه ، نهب من نومنا الذي فر من الرعب "
ثم نمر بوسط القصة عبر تعبيرات جميلة اخرى حتى نصل إلى
"الدماء تتناثر هنا ـ هنالك .. رأيت الأرض تخرج لسانها تلعقها كانها كانت ظامئة لطهر دمائهم ، تنبت أعشاب ثأر تقتص لهم "
حتى نصل إلى النهاية
" يسير باتجاهي نهر ثائر من دماء أبي ، بعدما أوصاني أبي باحتضانه بدلاً منه ، مختلطاً بثرى وطني الحزين المكبل ن أمد يدي أغترف بقبضتي الثرى المخضب بدماء أبي ، عجنته بيدي وضغطت عليه بقوة ، صنعت منه قنبلة .."
كنت أتمنى أن تنتهي القصة هنا ..
ما أردت قوله أن مفردات صابرين وتعبيراتها المتفردة لم تشكل عبئاً على النص لأنها لم تأت من خارجه ، بل هي من صميم نسيج النص ، وهذا درس مهم لكل من يتعمد البحث عن زخرفة لفظية يطعم بها نصه ؛ فتكون النتيجة نص مزدحم بالألفاظ والمعاني نتوه خلالها فلا نصل لمراد الكاتب أبداً.

أشكرك يا صابرين على هذا الابداع المميز .

صابرين الصباغ
04-10-2006, 10:42 PM
الأديبة ـ صابرين ـ تحية
كلما مر خيالي بهدى حرفك الظمآن
في نهر المقل
أجد الذكرى على خط الوجل
وارى باكية الحرف تماشي
رقة النسرين في بوح الغزل
لم تكوني غير عزف
الآه عن شكوى المثل
مثلما البركان يدمي قلب أم
بلهيب الصمت أو كحل الأزل
أنت نبراس المعاني
هطلت جرحا على خد السبل
ــــــــــــ
جنود ورصاص وقتل ، واحتراف برمي غل ، كلما أمعنت النظر وجدت رصاصات الطيش تموج بحقد بين حنايا لم يسكنها إلا طغاة ، وعيون الليل تسهر على قارعة الفكر ، ترى همس السريرة طيرا ابابيل تغزوهم فيلقون بابرهة جبنهم بين أمواج سكون تغلي كرجل الثورة على نار الجبروت .
غدر ومكان ضيق واسرة كلها تقع بشبكة الظن لتلقى مصير بخيال القصة مرسوم .
والشكر لا يكفي لقطرة قلم طفحت بها مكاييل البيان
ولكن باقة الود تبقى عربون وفاء
ـــــــــ
من لاجئ أدبي
ولك باقات مثلها
اسعدني وجودك
ليزدهر بمرورك أيها المبدع
شكرا لكل حرف زينت به نصي
مودتي وتحيتي القلبية

صابرين الصباغ
04-10-2006, 10:47 PM
مرحبا ً بصابرين
عراقية ... تذوق طعم فجور المعتدي
وتسمع طلقة ورقص رصاص وموتى تئن أحلامهم فتختلط بحزن أمة بأكملها
\
صابرين
ونص ... يرسم الواقع العراقي بريشة حبرها الدموع


نعم اغتيال أمه بأكملها

خليل

ليس الواقع العراقي فقط

بل هو الواقع العربي حتى لو لم نسمع لهم صراخ

شكرا لعبق مرورك

صابرين الصباغ
04-10-2006, 10:52 PM
اختي صابرين قصة حزينة ومؤلمة وصادقة وجميلة جدا بالتوفيق دائما



أيتها الندية

اعتذر لو سببت لك قصتي الألم

لكن الصدق يدفعنا احيانا لنتألم لآلام غيرنا

شكرا لوجودك الطيب

فضاءات يراع
05-10-2006, 05:02 AM
تقلبت مشاعري هنا

ألم
حزن
رعب

رغبة في البكاء الأسود المؤلم
وفي البكاء الملون المفرح

في التضحية والايثار

جميل صابرين كالعادة

صابرين الصباغ
07-10-2006, 09:52 PM
اشعر بالخوف
اشعر بالحنين
اشعر بكل مايوحيه النص بمشاعر تهتز بها النفس مع هذا النص

الصباح

كنت حريصة ان تشعر وتهتز نفسك

شكرا لتقييمك النص

فقد استطعت ان افعل ماأردت فعله

شكرا لجميل مرورك

جوتيار تمر
08-10-2006, 01:16 PM
الصباغ..
لن اكتب عن الناحية الفنية للقصة فانت من تعلمينا كيف تكتب القصة..
لكني في رحلتي مع قصتك هذه استحضرت بضع كلمات ل(احلام مستغانمي) في ذاكرة الجسد.. حيث تقول:ها هم هنا...اصحاب النظريات الثورية،ولاكسب السريع،اصحاب العقول الفارغة..والقيلات الشاهقة..والمجالس التي يتحدث فيها الفرد بصيغة الجمع....ها هم هنا... مجتمعون دائما كأسماك القرش،ملتفون حول الولائم المشبوهة..اعرفهم واتجاهل معظمهم.. ماتقول انا حتى يموت كبار الحارة....اعرفهم واشفق عليهم...ما اتعسهم في غناهم وفقرهم..في علمهم وفي جهلهم..في صعودهم السريع..وفي انحدارهم المفجع..ما اتعسهم..في ايوم الذي لن يمد فيه احد يده حتى لمصافحتهم...!
الصباغ..اي فرق بين ذاك المدجج بالسلاح..والعارف بفنون القتل والرصاص..وهولاء الذين يستعبدون ابناء الوطن حبا لصاحب البندقية..لقد التف الجميع حول الوطن...واصبح الوطن وليمة يتقاتل عليها القريب قبل الغريب..وها هي كلابهم..نسائهم..رجالهم.. يتلاعبون بابناء الوطن..في السجون يعرونهم ويمارسون معهم ما يحبون..وفي الشوارع تدوسهم المدرعات.. وفي البيوت تخطفهم الرصاصات..وتذلهم المارينز امام اطفالهم الصغار..ووووو.... لن تجدي الا من يركلهم بحذائه الجديد الذي اشتراه بمال الوطن ليدوس بها جباه ابناء الوطن..وهنا خلف الطاولة من يرسم معهم مستقبل الوطن.
الصباغ..نتقن نحن ذبح من هم ضحايا ذبح الاخرين..ولانتقن ابدا ذبح من هم يذبحون الاخرين.
عذرا...لقد حلقت بعيدا..
محبتي وتقديري
جوتيار

صابرين الصباغ
09-10-2006, 02:31 AM
القديرة / صابرين
تحياتي
درس رائع في فنون القصة القصيرة ..
لن أتكلم عن الموضوع ، ولكن اود أن أشير إلى أهم ما يميز قصصك بوجه عام ، وهذه القصة تحديداً كنموذج لمعظمها ..
أرى اللغة هنا عالية ثرية ، وفي نفس الوقت ليست متكلفة ، وهذه هي الخلطة السحرية لـ " صابرين "فاللغة جزء لا يتجزأ من نسيج النص..
من البداية " صفعات شديدة على وجه الباب ، يصلنا صوت صراخه ، نهب من نومنا الذي فر من الرعب "
ثم نمر بوسط القصة عبر تعبيرات جميلة اخرى حتى نصل إلى
"الدماء تتناثر هنا ـ هنالك .. رأيت الأرض تخرج لسانها تلعقها كانها كانت ظامئة لطهر دمائهم ، تنبت أعشاب ثأر تقتص لهم "
حتى نصل إلى النهاية
" يسير باتجاهي نهر ثائر من دماء أبي ، بعدما أوصاني أبي باحتضانه بدلاً منه ، مختلطاً بثرى وطني الحزين المكبل ن أمد يدي أغترف بقبضتي الثرى المخضب بدماء أبي ، عجنته بيدي وضغطت عليه بقوة ، صنعت منه قنبلة .."
كنت أتمنى أن تنتهي القصة هنا ..
ما أردت قوله أن مفردات صابرين وتعبيراتها المتفردة لم تشكل عبئاً على النص لأنها لم تأت من خارجه ، بل هي من صميم نسيج النص ، وهذا درس مهم لكل من يتعمد البحث عن زخرفة لفظية يطعم بها نصه ؛ فتكون النتيجة نص مزدحم بالألفاظ والمعاني نتوه خلالها فلا نصل لمراد الكاتب أبداً.
أشكرك يا صابرين على هذا الابداع المميز .

صديقي العزيز حسام

لاتعليق على تعليقك

فمعجمي وجعبة حرفي تخجل من خلوها من حرف يضاهي مرورك

دمت بكل الخير