المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسورة



زاهية
03-10-2006, 02:27 AM
مارأت سناءُ جارتها عفافَ يومًا إلا وكادت عيناها تخرجان من حفرتيهما لتستقرَّا فوق الإسورة الذهبية الجميلة التي تزين معصمها.. ظلت الحسرة تنهش قلبها متمنية لو تكون صاحبتها ..أكثر من مرة طلبت من عفاف أن تعيرها الإسورة لتزين بها يدها في مناسبة ما , ولم يحدث يومًا أن امتنعت الجارة عن إعارتها الإسورة شفقة منها على الفتاة الشابة التي ربما لم تشترِ يومًا قطعة ذهبية ليس فقرًا , ولكن لبخلٍ يتملَّك نفسَ والدها العجوز كثيرِ الجدال والتدقيق في أمورٍ يمكن أن يكون التعاطي معها سهلا بشيء من الحكمة ,ولكنه كان يفتقر للبصيرة في تلك الأمور, مما سبب لأفراد أسرته الملل من الحياة بقربه , فتركته زوجته بعد زواج بناتها وابنها بينما بقيت سناء تقوم على رعايته , وتدبير شؤون البيت..
كان اليوم غائما ممطرًا.. سمعت سناء جارتها عفاف تغلق باب منزلها الملاصق لبيتهم , فأسرعت إليها لمحادثتها قبل مغادرة الحارة.. وعندما عادت إلى دار البيت كانت تعلو وجهها ابتسامة خفية لم تكشف عن مضمونها حتى لحبات المطر التي كانت تتساقط بغزارة في هذا اليوم ..دخلت إلى غرفة والدها تسأله إن كان يريد شيئًا , فوجدته نائمًا ..أغلقت باب الغرفة , وأسرعت بلهفة وفرح إلى فسحة الدار فأحضرت سلمًا كان قابعًا في ركن جانبي .. وضعته على الجدار الذي يفصل بين بيتها وبيت جارتها عفاف , وصعدت عليه , وما لبثت أن نزلت إلى دار جارتها بواسطة السلم الخشبي الصغير قرب الحائط داخل دار عفاف..دقائق قليلة وكان كل شيء قد تم عندما خرجت سناء من غرفة نوم جارتها تتمايل طربًا وسرورًا, والإسورة بين يديها ..أسرعت باتجاه السلم لتعود إلى دارها , وهي تصعد السلم انزلقت رجلها , فوقعت عنه بينما راحت الإسورة تتدحرج باتجاه بالوعة الدار المكشوفة لتصريف مياه المطر حتى نزلت فيها .أسرعت سناء لالتقاطها من داخل البالوعة, ولكن دون جدوى لضيق فتحتها الداخلية .. ظلت تحاول دون يأس إلى أن حشرت يدها اليمنى في أسفل البالوعة , والتقطت بأصابعها الإسورة , فارتاحت أسارير وجهها, وأشرقت ابتسامتها من جديد , وهي تفكر بما ستجلبه لها من سعادة لم تحس بها من قبل , وعندما حاولت إخراج يدها بالإسورة من البالوعة لم تستطع ..حاولت لم تستطع..حاولت كثيرًا ولكن دون جدوى.. ألقتها من قبضتها في محاولة للنجاة بيدها فهي الأهم .. أيضا لم تستطع ..أحست بجراح تحفرها حواف البالوعة فوق جلد يدها..تألمت جدًا,فكادت تجن من سجنها بيدها في بالوعة الجارة.. لم تعد تريد شيئا غير النجاة بيدها , ولكنها خسئت ..أحست بضيق في صدرها عندما سمعت صوت والدها يناديها..صمتتْ ..صوت والدها يعلو وهي صامتة ..حائرة وعيناها معلقتان بباب المنزل الذي فتح فجأة, ودخلت منه عفاف برفقة زوجها وولديها ..
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم ***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن

ليلك ناصر
03-10-2006, 06:09 AM
عيون فارغة و إن كان أصحابها جيوبهم مليئة ....
فالحسد و ضيق العين منتشرة بكثرة أبعدنا الله عن هذه الصفات ..

فاليوم يا غالية كانت جارتنا عندنا بعد تحسنها من المرض
و جاءت تحدثنا عن جارتنا أم محمد التي حسدتها . لأن زوجها يأخذها للمسجد لتصلي صلاة التراويح ...

قالت لنا : تريد دوماً أن تذهب معي و إن كان يوجد مكان في السيارة أخذها معي .. و لكن رمضان هذا لا يوجد مكان ، فأولادي كلهم يذهبون معي .. ذهبت إلى المسجد من حوالي ثلاث أيام فلم تستطيع أن تصلي وهي واقفة بل صلت و هي جالسه ، و عندما عادت إلى البيت رافقها صداع عجيب و ألم فظيع في رأسها .. ففي اليوم التالي لم تستطع أن تذهب للمسجد فاتصلت بها جارتنا أم محمد و قالت لها ألم تذهبي اليوم ؟؟ قالت لها : لا فأنا تعبانه . فأجابتها أم محمد والله أثلجتي قلبي ...

فأحيانا الحسد و ضيق العين يدفعان الشخص لفعل المحرمات ، كالسرقة كما ذكرت في قصتك ... بدلا أن يقولوا(( ما شاء الله لا قوة إلا بالله )) عند إعجابهم بأي شيء أو أي تصرف ، و دعاء الله أن يرزقهم مثله ...


الأخت الرائعة زاهية ..

قصة رائعة جدا جدا تلامس واقعنا المؤلم

سلمت يداك و حفظك الله ...

تقبلي مروري ..

الصباح الخالدي
03-10-2006, 08:58 AM
عندما يتكرر مشهد الإبداع نصبح ننساق معه كقارب يسير مع التيار
نصوصك يابنت البحر من اجمل مايسوقنا لنبحر مع التيار
قورابنا تحف بمركبك فاتئدي

زاهية
04-10-2006, 02:19 AM
عيون فارغة و إن كان أصحابها جيوبهم مليئة ....
فالحسد و ضيق العين منتشرة بكثرة أبعدنا الله عن هذه الصفات ..
فاليوم يا غالية كانت جارتنا عندنا بعد تحسنها من المرض
و جاءت تحدثنا عن جارتنا أم محمد التي حسدتها . لأن زوجها يأخذها للمسجد لتصلي صلاة التراويح ...
قالت لنا : تريد دوماً أن تذهب معي و إن كان يوجد مكان في السيارة أخذها معي .. و لكن رمضان هذا لا يوجد مكان ، فأولادي كلهم يذهبون معي .. ذهبت إلى المسجد من حوالي ثلاث أيام فلم تستطيع أن تصلي وهي واقفة بل صلت و هي جالسه ، و عندما عادت إلى البيت رافقها صداع عجيب و ألم فظيع في رأسها .. ففي اليوم التالي لم تستطع أن تذهب للمسجد فاتصلت بها جارتنا أم محمد و قالت لها ألم تذهبي اليوم ؟؟ قالت لها : لا فأنا تعبانه . فأجابتها أم محمد والله أثلجتي قلبي ...
فأحيانا الحسد و ضيق العين يدفعان الشخص لفعل المحرمات ، كالسرقة كما ذكرت في قصتك ... بدلا أن يقولوا(( ما شاء الله لا قوة إلا بالله )) عند إعجابهم بأي شيء أو أي تصرف ، و دعاء الله أن يرزقهم مثله ...
الأخت الرائعة زاهية ..
قصة رائعة جدا جدا تلامس واقعنا المؤلم
سلمت يداك و حفظك الله ...
تقبلي مروري ..



صدقت عزيزتي حلا ولكن مالعمل مع العيون الفارغة
التي لاتملؤها إلا حفنة من تراب
دمت بخير
أختك
بنت البحر

ليلك ناصر
04-10-2006, 07:34 AM
صدقت عزيزتي حلا ولكن مالعمل مع العيون الفارغة
التي لاتملؤها إلا حفنة من تراب
دمت بخير
أختك
بنت البحر

العمل يا غالية هو .. تحصين أنفسنا نهاراً و ليلاً بالمعوذات و آية الكرسي
و الدعاء بهذا الدعاء (( اللهم بسر أية الكرسي و بسر ما تلوت من القرآن الكريم حصني و حصن أهلي وبيتي و مالي بحصنك العظيم من السحر و المس والعين و الحسد و المرض و من شر خلقك أجمعين )) .
و من ثم محاولة الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص و زيارتهم بالمناسبات ، و التوكل على الله ...
شكرا لك أيتها الغالية و تقبلي مروري الثاني ...

زاهية
10-10-2006, 07:13 PM
عندما يتكرر مشهد الإبداع نصبح ننساق معه كقارب يسير مع التيار
نصوصك يابنت البحر من اجمل مايسوقنا لنبحر مع التيار
قورابنا تحف بمركبك فاتئدي


أشكرك أخي المكرم الصباح
أن أعجبك ماكتبتُ هنا
دمت بخير
أختك
بنت البحر

محمد إبراهيم الحريري
12-10-2006, 04:58 PM
الأخت زاهية الحرف نقية الضمير ـ تحية
ما كان لي أن أترك القصة تعبر مأقي السريرة حتى أكتشف ما كان من أمر الأسورة فما هي ببيان فقط ولكن لابد أن وراء الأكمة ما وراءها ، وقد أيقنت نهاية أن البخل بلاء ، والضمير يرتاح للجود ، والإسورة تاج على معصم النداء الداخلي لتكون قيدا ولكن بأريحية ضمير .
حبكت الواقع بنول البلاغة فمانت قصة من يقين الحياة تشرئب لها عيون المستقبل بمفارقة عجيبة ، جارة ودودة وابنة قهرت الصمت بسلم خشبي ، ونوم والد ثم ، ابتسامة رضا بما حصل ، لكن أنى للسعادة طريق يشع ، أو فرحة تتم ، والزمن يقف بالمرصاد لمن ظلمت ، ........
ثم ماذا ؟؟يا للمصيبة
بالوعة من آسن الماء تبتلع الفرحة
وسلم يكسر
ويد تدمى
ونهاية مأسوية
ثم ...........
تحياتي
والشكر لك

زاهية
15-10-2006, 01:10 AM
العمل يا غالية هو .. تحصين أنفسنا نهاراً و ليلاً بالمعوذات و آية الكرسي
و الدعاء بهذا الدعاء (( اللهم بسر أية الكرسي و بسر ما تلوت من القرآن الكريم حصني و حصن أهلي وبيتي و مالي بحصنك العظيم من السحر و المس والعين و الحسد و المرض و من شر خلقك أجمعين )) .
و من ثم محاولة الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص و زيارتهم بالمناسبات ، و التوكل على الله ...
شكرا لك أيتها الغالية و تقبلي مروري الثاني ...


حلااا أختي الغالية شفيفة القلب
اك الشكر على هذه النصائح المفيدة
دمت بخير وتقدم
أختك
بنت البحر

ربيحة الرفاعي
24-04-2014, 03:42 PM
منطقي جدا أن تعجز عن إخراج يدها ممسكة بالإسورة إن كانت اليد دخلت البالوعة بصعوبة، لكنها عندما تتخلى عنها وتحتمل بعض جراح تصيب اليد ستتمكن من إخراج يديها ، فهي على أية حال ليست كماشة، ومقاييسها لا تتغير، ولعل منطقة المشهد حتى النهاية كانت تستدعي انتهاءه عند تخلي سناء عن الاسورة انقاذا ليدها، مع ملاحظة أن التخلي هنا أصوب من الإلقاء

قص هادف بحرف جميل كدأبك أديبتنا

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
22-06-2014, 12:56 AM
أعجبني رد الأستاذة ربيحة
فهي إذا تركت الاسورة ستتمكن من سحب يدها من البالوعة
وأظن أن المبالغة بالخسارة ستؤثر سلبا على تقبل الفكرة عند القارئ

شكرا لك أختي

بوركت

ناديه محمد الجابي
11-02-2016, 08:58 PM
الحسد خبيث ـ يبدأ بصاحبه فيهلكه ـ والحاسد يتمنى ألا يعطي أحد شيئا سواه
وهو سبب للهم لصاحبه وجالب للغم
وقانا الله وإياكم من شر البخل والحسد.
من عمق الواقع كانت تلك الصورة الأجتماعية محكمة الفكرة
نص بنسق روائي مائز وأداء جميل
دمت كما انت زاهية ومتألقة. :os:

زاهية
27-02-2016, 03:09 AM
الأخت زاهية الحرف نقية الضمير ـ تحية
ما كان لي أن أترك القصة تعبر مأقي السريرة حتى أكتشف ما كان من أمر الأسورة فما هي ببيان فقط ولكن لابد أن وراء الأكمة ما وراءها ، وقد أيقنت نهاية أن البخل بلاء ، والضمير يرتاح للجود ، والإسورة تاج على معصم النداء الداخلي لتكون قيدا ولكن بأريحية ضمير .
حبكت الواقع بنول البلاغة فمانت قصة من يقين الحياة تشرئب لها عيون المستقبل بمفارقة عجيبة ، جارة ودودة وابنة قهرت الصمت بسلم خشبي ، ونوم والد ثم ، ابتسامة رضا بما حصل ، لكن أنى للسعادة طريق يشع ، أو فرحة تتم ، والزمن يقف بالمرصاد لمن ظلمت ، ........
ثم ماذا ؟؟يا للمصيبة
بالوعة من آسن الماء تبتلع الفرحة
وسلم يكسر
ويد تدمى
ونهاية مأسوية
ثم ...........
تحياتي
والشكر لك


بارك الله فيك أخي المكرم شلال الشعر محمد الحريري
شكرا لحضورك البديع
أختك
زاهية بنت البحر