تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عار ما يحدث في غزة الآن - بقلم : د . محمد أيوب



د . محمد أيوب
04-10-2006, 02:29 AM
عــــــار
ما يحدث في غزة الآن
بقلم : د . محمد أيوب
" رب شرارة أشعلت السهل كله " ، فهل بدأت هذه الشرارة فعلها على طريق تدمير ما أنجزه الفلسطينيون خلال مسيرتهم النضالية ، من العار أن يتدفق الجنون في شوارع غزة نزيف دم وقتلى وجرحى دون مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك ، والكل يلقي باللائمة على الكل ، ويفسر القرآن والأحاديث النبوية بما يخدم مصلحته ، وقد بات من السهل على الألسن أن تردد عبارة : " قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار " بما تحمله من معاني التحريض على القتل والفتنة وتكفير الناس ، حتى الحديث النبوي الشريف : " إذا التقى مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .... " فقد حرفه البعض عن هدفه لخدمة أهداف ضيقة ومصالح حزبية أضيق ، فقد صحوت اليوم الثلاثاء الثالث من أكتوبر على رائحة البارود وأصوات الصراخ في المدرسة الثانوية المجاورة لبيتي ، شعرت بغصة في حلقي وتساءلت : لمصلحة من يقتل أبناؤنا بعضهم بعضا ؟! ولمصلحة من يحدث ما يحدث في شوارع ومدن قطاع غزة، عائلات تتصارع وأحزاب تتناحر ، والوطن بألف خير ، فقد أنجزنا الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبنينا دولة عظمى ولم يبق أمامنا سوى الصراع على إدارة دفة الحكم في جمهورية غزة الديمقراطية العظمى ولا أحد أحسن من الآخر .
أصوات سيارات قادمة وهي تفتح أصوات الإنذار لتنبه إلى وصولها ، يتبع ذلك إطلاق نار غزير بينما كنت اكتب هذه الكلمات لأول مرة منذ سنوات عديدة على الورق بسبب انقطاع التيار الكهربائي ، مأساة أن يتم تصعيد الجنون في الشوارع ومأساة أكبر أن يطلق أبناء الشعب الواحد النار على بعضهم البعض مع أن الجميع يعلمون أننا لم ننجز شيئا على أرض الواقع وكأننا نريد إجهاض تجربتنا الديمقراطية في أسرع وقت ممكن ، فهل هي الفوضى الخلاقة التي كثر الحديث عنها هذه الأيام ، وهل أصبح قطاع غزة حقل تجارب ليشكل إرهاصا لما ينوون تطبيقه في الشرق الوسط الجديد .
ما كان يجب أن تصدر الأوامر إلى القوة التنفيذية بالنزول إلى الشوارع لقمع المحتجين على عدم صرف رواتبهم ، بل كان من الأجدى ترك الحكم للجمهور ليقرر ما إذا كانوا على حق أم لا ، خصوصا وأن المتضرر الوحيد من تخريب مؤسساتنا هو الشعب كله ، فجماهير شعبنا لديها من الوعي ما يرشدها لتحديد من هو المخطئ ومن هو المصيب ، ولو ترك المحتجون ينفسون غضبهم بدلا من إطلاق النار عليهم لما تصاعدت وتيرة الأحداث بهذا الشكل المؤسف، كان أبو عمار رحمه الله يتعامل مع مثل هذه الأحداث ببرودة أعصاب وهدوء ليفوت الفرصة ويقطع الطريق على تفاقم الأمور ، كان يمتص غضب الغاضبين ويحاول إرضاء الحردانين ، مع أنني كنت أتمنى أن يتم التعامل مع الأمور بحزم ودون عنف حتى لا يصبح الحرد والزعرنات سادة الموقف .
إطلاق النار ما زال مستمرا ولا يمكن تحديد الجهة التي تطلق النار ، وأنا في مكتبي أتابع الكتابة ، إن ما شاهدته على شاشة تلفزيون فلسطين لم يحدث مثله في زمن الاحتلال وفي عز الانتقاضة الأولى ، ولم يكن جنود الاحتلال يبدءون بإطلاق النار إلا بعد استنفاذ كافة الوسائل الأخرى من إطلاق لقنابل الغاز المسيل للدموع ، إلى فرض نظام حظر التجول ، كان الجنود يتلقون حجارة المتظاهرين بدروعهم وخوذهم وكانوا يصابون من الحجارة ، فإذا تفاقمت الأمور أطلق المسئول، وأقول المسئول فقط ، النار على المتظاهرين ، مرة واحدة سقط ستة عشر شهيدا في الضفة والقطاع أثناء تظاهرات الاحتجاج على اغتيال الشهيد خليل الوزير ، وقد شاركت طائرات الهليوكوبتر في إلقاء أنواع غريبة من قنابل الغاز المسيل للدموع ، سقطت منها بالقرب منا ست عشرة قنبلة لم تستطع المياه العادية إطفاءها فاقترحت على الشباب ، ومنهم أحد أبنائي الذي حاول تغطية القنبلة المشتعلة ببطانية لإطفائها ، اقترحت عليهم استخدام سائل الكلور الممزوج بالماء فانطفأت القنابل ونجونا من شرها .
من حقي ومن حق كل مواطن أن يتساءل : كيف تطلق حكومتنا النار على المتظاهرين والمحتجين مهما كان السبب ، وهل يجوز سقوط تسعة قتلى في يوم الأحد الماضي الأول من أكتوبر الحالي ، وكأن الوطن أصبح مؤسسة حزبية تتبع لحزب أو لحركة ما ، الوطن للجميع وليس حكرا على هذا الحزب أو ذاك وليس مسموحا للجميع أن يتصارعوا فوق أجساد هذا الشعب الذي مل كل هذه الصراعات والمبررات التي تساق لتبريرها ، وهل استطعتم جميعا أن تصلحوا من شأن هذا الوطن وهل الصراع هو الطريق الصحيح للإصلاح؟
في يوم الأحد الأول من أكتوبر قلت بعد الحداث : " اليوم يكتمل ضياع فلسطين " ، وكنت قلتها قبل ذلك يوم أن دخل الجيش العراقي الكويت ، كنت في سيارة متجها إلى القدس ورام الله عندما سمعت الخبر من مذياع السيارة المفتوح على أخبار السادسة والنصف في محطة إسرائيل ، كنت متوجها لحضور اجتماع للهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينين ، وتصادف وجود المرحوم فيصل الحسيني هناك في رام الله، تناقشنا في موضوع الغزو العراقي للكويت، قلت له : لقد ضاعت فلسطين وسنحصل على حل من أسوأ الحلول لقضيتنا ، لقد تم تقديم رأس القضية الفلسطينية على طبق من ذهب لإسرائيل ، استنكر أبو العبد كلامي وتساءل : كيف تقول ذلك ولماذا ؟ قلت : لا يستطيع العراق تحريك جندي واحد دون أن تكتشفه الأقمار الصناعية الأمريكية ، ولا يستطيع صدام حسين أن يغزو الكويت دون الحصول على ضوء أخضر من أمريكا ، وقد تبين بعد أقل من أسبوعين أن غلاسبي سفيرة الولايات المتحدة في العراق هي من منح الضوء الأخضر للرئيس صدام حسين وأوقعته في الحفرة التي حفروها له بعد أن استنزفوه في حربه مع إيران مدة ثماني سنوات متواصلة ، تماما كما فعلوا مع عبد الناصر حين ورطوه في حربه مع قبائل اليمن تمهيدا لهزيمة يونيو حزيران 1967 م .
ترى ما حجم الهزيمة التي تنتظرنا ونحن نتحاور بالسلاح ؟ وما الذي سنجنيه من وراء هذا الصراع ، اليوم تدفنون قضية فلسطين بأيديكم ، عار عليكم الاقتتال بينما تنتشر الفوضى في شوارعنا ، هناك عملية ممنهجة لتدمير الوطن والمواطن ، فقد أصبحت المخدرات تباع علنا في الشوارع وتحت الحماية المسلحة ، وأصبحت العائلات تتصارع وتتبادل إطلاق الرصاص دون أدنى احترام لحياة المارة في الشوارع ممن لا ناقة لهم في الصراع ولا جمل ، وأصبح القطاع يعيش في شبه ظلام تام ، ينقطع التيار الكهربائي دون مقدمات وأحيانا دون مبررات ، يأتي التيار فترة خمس دقائق لينقطع ويعود بعد أقل من ثانية لينقطع مرة أخرى مما يتلف الأجهزة الكهربية ويزيد بذلك من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن ، كما انتشرت الواسطة والمحسوبية واستبعد الرجل المناسب وصاحب الكفاءة ليحل محله الموالون والأتباع والأشياع ، وبعد ذلك يتشدق الجميع بالوحدة الوطنية ، يلتقون في الاجتماعات ، يتباوسون ويتحدثون عن تقارب وجهات النظر وعن قرب إنجاز حكومة الوحدة الوطنية وكأن شيئا لم يحدث ، أو كأنه لا قيمة لمن فقدوا حياتهم ولا للدماء التي أريقت من الطرفين .
اتقوا الله في أبنائنا واتقوا الله في وطننا ، مجرم من يشعل نار الفتنة ومجرم من يصب الزيت على النار ، اليوم ينام الطرف الآخر قرير العين ويشير للعالم كله : أن انظروا ماذا يفعلون ؟ هل يستحق هؤلاء أن يديروا أمورهم بأنفسهم ؟ وهل يستحقون دولة ووطنا ؟ أريتم أنهم إرهابيون ؟
في هذه الأيام المباركة تضيع فلسطين لأننا منحناهم الفرصة لوسمنا بالإرهاب ، لقد سقطت مفاهيم وانبثقت مفاهيم جديدة ، فقد أصبح النضال الوطني إرهابا بفضل أخطائنا واختصرت قضية فلسطين من قضية وطن وشعب إلى قضية إنسانية فقد حولونا إلى مجموعات من المتسولين والباحثين عن المعونات الغذائية ليس في فلسطين فحسب بل في كثير من مناطق الوطن العربي الكبير .
لقد تم طمس القضية المركزية تحت ركام الصراعات الحزبية، أقول مجددا : اتقوا الله في أنفسكم وفي أبنائكم وأموالكم ، فالطامة الكبرى قادمة إذا بقيتم على هذه النهج سائرين ، استيقظوا من غفلتكم ، فها هي جوندا في المنطقة تدعو إلى تحالف البنائين في مقابل تحالف الإرهاب ، وقد مر أهلنا على الكلمة مرور الكرام دون أن يلتفت إليها أحد ، ولم يربطوا بينها وبين المحفل الماسوني والماسونية ، إنهم لا يختارون كلماته اعتباطا ، بل يعرفون ما يقولون ويحددون هدفهم بدقة ، فهل آن لكم أن تحكموا عقولكم إن كان لديكم بقية من عقل ، وهل آن لكم أن تضعوا مصلحة الوطن والمواطن فوق المصالح الحزبية والشخصية ، عليكم أن تقرءوا جدلية الواقع وأن تحسنوا التعامل معه قبل فوات الأوان وحين لا ينفع الندم .

وفاء شوكت خضر
04-10-2006, 03:34 AM
اليوم ينام الطرف الآخر قرير العين ويشير للعالم كله : أن انظروا ماذا يفعلون ؟ هل يستحق هؤلاء أن يديروا أمورهم بأنفسهم ؟ وهل يستحقون دولة ووطنا ؟ أريتم أنهم إرهابيون ؟
في هذه الأيام المباركة تضيع فلسطين لأننا منحناهم الفرصة لوسمنا بالإرهاب ، لقد سقطت مفاهيم وانبثقت مفاهيم جديدة ، فقد أصبح النضال الوطني إرهابا بفضل أخطائنا واختصرت قضية فلسطين من قضية وطن وشعب إلى قضية إنسانية فقد حولونا إلى مجموعات من المتسولين والباحثين عن المعونات الغذائية ليس في فلسطين فحسب بل في كثير من مناطق الوطن العربي الكبير .
الأخ الفاضل / د.محمد أيوب .
السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
نعم أخي الفاضل .. صدقت ..
عار ما يحدث والله ، وأيما عار مرغنا في وحل نزاعات شخصية ، وعرقية ، تمنح الفرصه للطرف الآخر ليستريح ملقيا سلاحه بأمان ، وهو يتركنا يقتل بعضنا بعضا .
سؤال يراود ذهني بألم ، أليس الأولى أن يتجه سلاحنا لعدونا ، ونحن ندفع ثمنه من قوت الشعب ودمائه ؟
كيف نغمض أعيننا عن مخطط باتت خارطته مرسومة في أطلس العالم الجديد ، ونفتحها فقط على مصالحنا الشخصية ، متناسين ما نحن فيه من سقم الإحتلال وذله .
لقد بتنا عونا لعدونا علينا ، ونتخذ متشدقين من الدين ما يبرر أفعالنا .
ما يحدث الآن على أرض غزة والعراق لهو أكبر دليل على أننا لا نستطيع حتى حماية أنفسنا من أنفسنا .
وقفت طويلا أتأمل الصورة المفجعة لهذا الحدث ، وتعود بي الذكرى لكل تلك الفصول المفزعة القاتمة التي مر بها تريخنا العربي المهلهل ، لأقف بيأس معلنة لحظات حداد على مستقبل حلم عربي ، لن نمنح له الفرصة أن يولد .
حتى وإن صرخنا ،، سيضيع صوتنا ، وتتبعثر الكلمات في وسط هذه الترهات ، وهذا الوضع المشين الذي شققنا بأيدينا الدرب للوصول إليه .
ألا ليتهم يتقون الله بأنفسهم وبأبنائهم ، وليمنحوا الجيل القادم فرصة للحياة بكرامة وأمان ، وأن يتركوا فسحة من الأرض لا تصلها نيران عنجهيتهم وتعصبهم ، لينبت فيها عرق أخضر .
لا زالت المأساة تعيد نفسها ، ورغم أننا وعينا الدرس وفهمناه ، إلا أننا لا زلنا نسعى لتحقيق أهداف عدونا ، عاقدين كل الآمال عليه .
أقدم لك أخي الفاضل مواساتي ، وأدعوا الله أن يعينكم على مرار تتجرعونه صباح مساء ، فما بتم تعرفون بيد من سيقتل أبناءكم .
كان الله بالعون ، وهدانا جميعا لرشدنا ، وإلى سراطه المستقيم .
تحياتي .

حسام القاضي
04-10-2006, 10:14 AM
الأخ الفاضل/ د. محمد أيوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للأسف نحن شعوب تستدرج دائماً لفعل ما خطط له الآخرون ، ولكن لدي سؤال مهم ومحير ..
أين هم عرب التلويح بالشيكات ، والنفط ، و.. .و....و
ألم يكونوا قادرين على حل أزمة الرواتب المتاخرة ، والقضاء عليها في مهدها ؟!!!!!!!!!!!!!!
اعذروا سؤالي الساذج هذا .

د . محمد أيوب
04-10-2006, 10:26 AM
اليوم ينام الطرف الآخر قرير العين ويشير للعالم كله : أن انظروا ماذا يفعلون ؟ هل يستحق هؤلاء أن يديروا أمورهم بأنفسهم ؟ وهل يستحقون دولة ووطنا ؟ أريتم أنهم إرهابيون ؟
في هذه الأيام المباركة تضيع فلسطين لأننا منحناهم الفرصة لوسمنا بالإرهاب ، لقد سقطت مفاهيم وانبثقت مفاهيم جديدة ، فقد أصبح النضال الوطني إرهابا بفضل أخطائنا واختصرت قضية فلسطين من قضية وطن وشعب إلى قضية إنسانية فقد حولونا إلى مجموعات من المتسولين والباحثين عن المعونات الغذائية ليس في فلسطين فحسب بل في كثير من مناطق الوطن العربي الكبير .
الأخ الفاضل / د.محمد أيوب .
السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
نعم أخي الفاضل .. صدقت ..
عار ما يحدث والله ، وأيما عار مرغنا في وحل نزاعات شخصية ، وعرقية ، تمنح الفرصه للطرف الآخر ليستريح ملقيا سلاحه بأمان ، وهو يتركنا يقتل بعضنا بعضا .
سؤال يراود ذهني بألم ، أليس الأولى أن يتجه سلاحنا لعدونا ، ونحن ندفع ثمنه من قوت الشعب ودمائه ؟
كيف نغمض أعيننا عن مخطط باتت خارطته مرسومة في أطلس العالم الجديد ، ونفتحها فقط على مصالحنا الشخصية ، متناسين ما نحن فيه من سقم الإحتلال وذله .
لقد بتنا عونا لعدونا علينا ، ونتخذ متشدقين من الدين ما يبرر أفعالنا .
ما يحدث الآن على أرض غزة والعراق لهو أكبر دليل على أننا لا نستطيع حتى حماية أنفسنا من أنفسنا .
وقفت طويلا أتأمل الصورة المفجعة لهذا الحدث ، وتعود بي الذكرى لكل تلك الفصول المفزعة القاتمة التي مر بها تريخنا العربي المهلهل ، لأقف بيأس معلنة لحظات حداد على مستقبل حلم عربي ، لن نمنح له الفرصة أن يولد .
حتى وإن صرخنا ،، سيضيع صوتنا ، وتتبعثر الكلمات في وسط هذه الترهات ، وهذا الوضع المشين الذي شققنا بأيدينا الدرب للوصول إليه .
ألا ليتهم يتقون الله بأنفسهم وبأبنائهم ، وليمنحوا الجيل القادم فرصة للحياة بكرامة وأمان ، وأن يتركوا فسحة من الأرض لا تصلها نيران عنجهيتهم وتعصبهم ، لينبت فيها عرق أخضر .
لا زالت المأساة تعيد نفسها ، ورغم أننا وعينا الدرس وفهمناه ، إلا أننا لا زلنا نسعى لتحقيق أهداف عدونا ، عاقدين كل الآمال عليه .
أقدم لك أخي الفاضل مواساتي ، وأدعوا الله أن يعينكم على مرار تتجرعونه صباح مساء ، فما بتم تعرفون بيد من سيقتل أبناءكم .
كان الله بالعون ، وهدانا جميعا لرشدنا ، وإلى سراطه المستقيم .
تحياتي .
الشكر كل الشكر للعزيزة دخون
لن نفقد الأمل لأن كل ما يحدث على الرغم من بشاعته يشكل إرهاصا ومقدمة لميلاد حلمنا الكبير بتحقيق وحدتنا والتخلص من الأدران التي باتت تكسو وطننا العربي الكبير ، إنها النار هي التي تظهر جوهر المعادن النفيسة ، ولن تطول معاناتنا ، قبل عام 48 م قادت العقلية الإقطاعية وشبه الإقطاعية النضال الفسطيني ، وقد انحصر التنافس وقتها بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي ، وضاعت فلسطين ولفظ الشعب هذه القيادات والأحزاب وتشكلت أحزاب البورجوازية الصغيرة لتقود نضال الشعب الفلسطيني بعد النكبة ، ولكن نشاة هذه الأحزاب كانت مشوهة ، ولم تستطع الاتفاق على رؤية مشتركة لطبيعة الصراع في المنطقة ولا على كيفية إدارة هذا الصراع ، فقد اختلفوا على ترتيب الأولويات ، وهاهم اليوم يدفعون الثمن ، أعتقد ان هذه التنظيمات فقدت مبرر وجودها بعد كل هذا الكم من الممارسات الخاطئة ، ونحن اليوم في فترة مخاض ستولد تنظيمات جديدة من رحم المعاناة ، نرجو أن تكون أقرب إلى تبني مصالح الشعب والدفاع عنها ، وأن يسود تصرفاتها العقل والمنطق .
نرجو الله أن يجنب شعبنا ويلات الاقتتال الداخلي
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
04-10-2006, 11:31 AM
الأخ الفاضل/ د. محمد أيوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأسف نحن شعوب تستدرج دائماً لفعل ما خطط له الآخرون ، ولكن لدي سؤال مهم ومحير ..
أين هم عرب التلويح بالشيكات ، والنفط ، و.. .و....و
ألم يكونوا قادرين على حل أزمة الرواتب المتاخرة ، والقضاء عليها في مهدها ؟!!!!!!!!!!!!!!
اعذروا سؤالي الساذج هذا .
أخي الفاضل
الكل يدفع بنا إلى المصير المحتوم حتى نحن في الداخل ، هناك شيء مقصود من وراء عدم صرف الرواتب ، لأن هناك من يقبضوون رواتبهم بينما يحرم الآخرون ، الأموال موجودة ولكنهم لا يريدون الدفع بل يريدون الاستئثار بكل شيء ، بالوظائف وبالرواتب وبغيرها وكأن البعض كانوا يتنظرون هذه الفرصة للانتقام ، هناك مخطط متكامل والضحية هو الوطن والمواطن ، لقد قال لي أحدهم : الأموال موجودة ولكننا لن ندفع ، خسارة فيهم الرواتب .
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د. سمير العمري
09-10-2006, 09:53 PM
أقدر عالياً غيرتك الكبيرة أخي د. محمد أيوب على الوطن والشعب ، وأجد فيك محاولة للدفع باتجاه التعالي على الجراح والتسامي فوق الأهواء والأغراض ولكن دعني أقول بأن تناولك للموضوع كان ابتساراً للحقائق التي يجب أن تستكمل ، واحتضاراً لرأي كان أجدر أن يستقرأ.

ولعلني أحب أن أبين للأخوة الكرام من المتألمين ككل شريف نقي من أبناء الأمة الحرة بأن الأمر لا يمكن أن يطلق هكذا على عواهنه دون استقصاء لمعالم الصورة الكاملة ، وأؤكد بأن الإشكالية ليست في قضية الرواتب وليست في قضية المؤامرة والتبعية في أساسها.
ولعله يجدر أن يتذكر الأخوة بأن قضية الرواتب والحصار الشامل على أراضينا الفلسطينية التي يزعم البعض بأنها محررة هي قضية قديمة لها حقائقها المرة والتي لا يجدر أن ننزلق في تفصيلاتها إلا بالقدر الذي يبين لكل منصف الأيادي التي تعمل على إذكاء هذه المشكلة تمهيداً لإذكاء نار فتنة تحرف الأرض والشجر والبشر والحجر لتمتلئ بها الكروش وتتباهى بها العروش. إن قضية الحصار الاقتصادي أمر لم تقرره الحكومة الحالية وليست مسؤولة عنه بأية حال ، بل ولعلنا نذكر كيف سعت أطراف فاعلة فيها في إدخال الأموال تهريباً إن جاز التعبير وكلنا يعلم من تصدى لهذه المحاولات التي حاولت أن تتجاوز محاولات الحصار الصهيوني الأمريكي العربي. ثم لعله يجب أن يتذكر المرء أن أمر الرواتب الذي وظف سياسياً بشكل مكشوف وبغيض قد خرج من مسؤولية الحكومة منذ شهور طويلة ليقع في دائرة مسؤوليات الرئاسة والتي قامت بالإعلان على لسان عباس بأنها ستصرف راتباً لكل موظف في بداية رمضان أي قبل بروز المشكلة الأخيرة بأيام ولم يتم هذا.
وعليه فكيف يتم محاسبة حكومة منعت عنها الأموال ، وحوصرت على جميع الأصعدة ، ومنعت حتى من وسائل الحلول التي رأتها متاحة ، وسحب منها كل شيء سواء أكانت صلاحيات أو إمكانيات؟؟ كيف يمكن أن نحاسب الحكومة على أمر بات من مسؤوليات الرئاسة التي سعت في كل حال بسحب البساط حتى في هذه من يد الحكومة؟؟ ثم كيف نحاسب حكومة باتت لا تسيطر على قرار أجهزتها ، هذه الأجهزة التي يعرف تماماً توجهها السياسي واتجاهها المنفعي والتي قامت بحركة تمرد فأثارت الشغب بين الشعب بدل أن تعمل على حفظ الأمن وتوفير أجواء معيشية طيبة؟؟

نعم نحن لسنا مع إطلاق نار فلسطينية على فلسطينيين أياً كانت ، وبقليل من العودة للتاريخ القريب قبل البعيد ندرك من هم من قاموا دوماً بإطلاق النار ونفذوا ساسيات الاغتيال والتصفية. نعم نحن لسنا مع أن نصوب فوهات البنادق على الصدور مهما كانت ولكن من هو بحق الجاني ومن هو الضحية؟؟ لا يمكن أن نأتي فنقول في مثل هذا الأمر أن الجميع ضحايا وإن كانت المحصلة كذلك ، ولكن يجب أن ننصف الحكم ونعلم من يشعل الفتنة ومن يذكي النار ومن يتآمر على مصالح الأمة العليا طمعاً في منصب وطلباً لمال. وأستغرب كيف يرى أخي الكريم د. محمد أيوب بأن تترك قوى الأمن كي تعبث بأمن الوطن وإثارة الرعب والخوف في قلوب الشعب باعتماد نظام المافيات السياسية التي باتت كل واحدة منها في حالة من التسلط والقمع في مجالها ومناطق نفوذها.

إن إفشال محاولات إقامة حكومة وحدة وطنية لهو أكبر دليل على أن نوايا البعض غير سليمة ولا سلمية وأن هناك أياد تلعب بالنار التي تحرق الوطن والشعب دون أن تلتفت إلا لمصالحها وأهدافها الخاصة ، ولا أظنها إلا تسمتر في البحث عن كل الطرق التي تشعل بها فتيل المواجهة بكل الأشكال والأساليب.

وبعود على بدء أقول بأن المشكلة الأساسية هي في وجود هذه السلطة التي لا تحمل من اسمها أية معنى سوى تسلط من جاؤوا بها على رؤوس العباد وظنهم بأنهم هم خلفاء الله في الأرض. وإن ما حدث ليس إلا فصلاً آخر من فصول متوالية لإسقاط الحكومة الحالية لصالح فئة معينة تستند في المحصلة على قوى معادية وأخرى متواطئة دون أن ترعى في أمتها أو قضيتها إلا ولا ذمة. وإن كنت ألوم أحداً ممن أظنه يسمع للوم فإني ألوم حماس على دخولها السلطة وألومها أكثر على الاستمرار بها.

وأخيراً فلعلني أشعر بالأسى أن نستجيب بشكل أو بآخر بوعي أو بغير وعي وبرغبة أو بغير رغبة لإذكاء روح الفرقة اعتماداً على الحزبية البغيضة والتي أوصلتنا إلى قتل الأخ لأخيه والتضحية بالأرض والعرض والمقدسات في سبيل أشخاص ومصالح. أدعو الله أن لا يحمل المستقبل الفواجع.


أما كيف أن السلطة هي سبب الضياع الذي تواجهه القضية فسيكون مبحث موضوع خاص سأكتبه قريباً حين فراغ من بعض شغل.

أشكر لأخي الكريم د. محمد أيوب هذا التناول ، وأرجو أن يتذكر دوماً بأننا في الواحة إنما نعتمد منهج الحوار بأدب الخلاف متجهين للأفكار والنصوص حافظين قدر ومكانة الشخوص ، وأن اختلاف الرأي بإنصاف وتجرد مجلبة للود لا إفساد له.

تقبل التحية.

د . محمد أيوب
10-10-2006, 01:12 AM
وأستغرب كيف يرى أخي الكريم د. محمد أيوب بأن تترك قوى الأمن كي تعبث بأمن الوطن وإثارة الرعب والخوف في قلوب الشعب باعتماد نظام المافيات السياسية التي باتت كل واحدة منها في حالة من التسلط والقمع في مجالها ومناطق نفوذها.
أخي العزيز
كفانا تراشقا بالتهم ، كل من الفريقين يكيل التهم للفريق الآخر ، من قال إن القضية هي قضية الرواتب ، لا يجوز أن نبرر القتل بأنهم كانوا هم البادئين به ، الخطأ لا يعالج بالخطأ والجريمة لا تقابل بالجريمة ، كان من الممكن استخدام الغاز المسيل للدموع واعتقال المشاغبين وليس قتلهم ، لقد شاهدت مناظر بشعة على التفلزيون ما كان يجب أن يشاهدها العالم ، أنا حريص على حياة ابناء شعبنا وعلى ألا نخسر من يناصرون قضيتنا ، لا يحق لأي فريق ان يوجه نيرانه إلى صدور أبناء شعبنا بينما الاحتلال يسرح ويمرح في القطاع الذي نعتقد وهما أنه تحرر ، هل حلت كل مشاكلنا حتى يتصارع الحزبان الكبيران وهل توقف هدم البيوت والاغتيالات ، المخدرات تباع في الشوارع والفوضى ضاربة أطنابها والسرقات على قفا مين يشيل ، ماذا حقق لنا الطرفان غير الصراع والدم ، لقد أخطأت حماس بدخول الانتخابات تحت سقف أوسلو سيئة الذكر ، والتي لن تمنحنا دولة ولو هزيلة ظنها الجميع غنيمة وهي الخسران المبين ، ولا تقل لي إنهم لم يدخلوا تحت سقف أوسلو لأن التشريعي أحد إفرازات اوسلو هو وجواز السفر الفلسطيني ، وقد تعهدت حركة حماس بتوفير متطلبات الحياة لشعبنا حتى ولو حاصرها العالم ، هذا ما قيل في البداية حتى أن البعض تعهد بفتح المعبر بالقوة إذا اغلقته إسرائيل ، وكأننا أصبحنا دولة عظمى ونحن لا نملك من أمورنا ومقدراتنا شيئا ، لعن الله من وقع هذه الاتفاقية اللعينة ومن تساوق معها ، لا نريد مبررات ولا تبادل تهم نريد حلا لهذه االمأساة التي يعيشها شعبنا ، أما تكميم الأفواه وتكفير الناس وتخوينهم لأنهم أضربوا فهذا غير لائق ، لقد سخرت كل الوسائل ضد الإضراب ، المساجد وأعضاء اللتشريعي والمتطوعين وغير ذلك ولا أريد ان أذكر حوادث مؤكة ومحددة ، أرجو من الله أن يحكم الطرفان الضمير والعقل فنحن ذاهبون إلى الهاوية معا ما دام كل طرف يتمترس وراء مواقفه ، هناك منهجان لن يلتقيا فلماذا لا تذهبون إلى انتخابات رئاسية وتشريعية وليأخذها من يأخذها حتى نتخلص من موضة الرأسين التي ابتدعتها أمريكا في فلسطين ولبنان .
ملاحظة : لقد كتبت خاطرة بعنوان : نوأمان سياميان " أجو ان تقرأها لتعرف ان مصيرنا واحد لأننا في سفينة واحدة .
تحياتي
د . محمد أيوب

البحترى
10-10-2006, 01:19 AM
الأخوة الأفاضل
تذكرت وانا أقرأ الحوار هنا أقصوصة كنت كتبتها على الرابط التالي

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=144154#post14415444154#post144154

تصور الأقصوصة كيف يكون اضمحلال الآمال. النقاش هنا اغرق في تفاصيل فروع الفروع للقضية الأساسية ، كأننا هنا نناقش كيفية حل مشكلة رجل يريد أن يشتري مقص لأظافره بعد ان أفلس تماماً وسدت كل الأبواب في وجهه. الأصوب هو مناقشة سبب المشكلة أي سبب الإفلاس وأسباب انهيار حياة هذا الرجل الذي يعيش وحيداً بلا معين ولا صديق ويحاصره أعدائه من كل جانب بعد ان نزعوا منه كل ما يملك بالقوة يسدون عليه أي باب يدخل له منه ما يسد رمقه. هل الأحرى هنا أن نناقش كيفية عمل ثقب في الجدار لإيصال لقمة العيش إليه أم نتصدى لأصل المشكلة وما يعيد له قدرته على مواجهة التحديات التي فرضت عليه والوضع المزري الذي أجبر أن يحبس فيه. ليست قضية الرواتب إلا توابع لقضية وجود الإسلام في السلطة بخيار الشعب الفلسطيني ، وما كان ذلك إلا من توابع الفشل الذريع لسياسة التنازل والاستسلام باسم السلام ,والاتفاقيات والإطارات واللجان وخطط الطريق بعيداً عن أي طريق ، وما كان ذلك إلا توابع للإالتفاف حول مقدرات شعب بأكمله وإجباره على التشتت في بقاع الأرض ونسيان قضيته برمتها ، وما كان ذلك إلا توابع لتفريط الحكام العرب في صالح الأمة والانصياع لمن يحمي كراسيهم ويفرضهم على شعوبهم بالقوة من ساسات الغرب وقوى اعداء العرب والإسلام الذين يفعلون المستحيل لمنع قيام دولة إسلامية عظمى في المنطقة، وما كان ذلك إلا توابع لتجبر قوى الشر والعدوان في العالم التي غاب عنها أي مبدأ من مبادئ الدين أو الأخلاقيات أو العرف أو حتى فطرة الإنسانية. ما كان هذا التجبر ليستفحل حتى يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد عقود من سياسات العرب التي لم تتفق إلا في شيء واحد إلا وهو محاربة الدين الحق بصحيحه ووسطيته فذلك هو العدو الأول لكراسي الحكم وهنا اتفقت إرادات الحكام مع إرادات الأعداء كيفما كانت أعلامهم.
ما كانت دعوة عبد الناصر للقومية العربية إلا بداية للهزيمة الساحقة لشعوب لا تقبل بغير الإسلام نظام حكم ، فتم الالتفاف حول ذلك بمحاولة تغيير الانتماء من الانتماء إلى القومية الإسلامية إلى الانتماء إلى العرقية وليتها عرقية حقيقية فليست كل الدول المسماة بالعرب من أصول عربية وما العرب إلا عرب الجزيرة وبعض القبائل التي هاجرت إلى دول أخرى مع المد الإسلامي. كانت فكرة القومية العربية دعوة للالتفاف حول عرق واحد أو لغة واحدة فكرة فاشلة من أساسها ولذلك فشلت ، حيث أن العنصر الأساسي الذي يجمع هذه الشعوب والذي يمكن أن يوحدها في يوم وليلة هو راية الإسلام ، ولعلنا نذكر هنا مثالين يدلان على علم الحكام الأصيل بهذه القوة التي كانوا يلجئون لها إذا ما احتاجوا للقوة الحقيقية والتفاف الشعوب حولهم ، فعندما قام عبد الناصر بتأميم القناة وأصبح كرسيه ونظامه مهددان أمام غضب الغرب ذهب فوراً إلى الأزهر واعتلى منبره يقول في الناس الله أكبر ليجعل الحرب دينيه إسلامية وهو ما نجح فيه والتف الشعب والدول العربية والإسلامية حوله وما أن انتهت المعركة لم ينطق بكلمة الله أكبر مرة ثانية وحارب الإسلام حرباً ضروساً. وكذلك في حرب أكتوبر 73 دخل السادات المعركة وجعل كلمة الله أكبر هي الشعار والوقود الذي يدفع الناس للتضحية بحياتهم, لم يضحي أحد بحياته في سبيل القومية العربية أو إصحاحات الاشتراكية أو مكاسب الانفتاح أو خطب المفوهين. لا أقول ذلك ليغضب مني أخي الكاتب الكبير د. محمد أيوب الذي أتشرف بمتابعة ما يكتبه هنا والذي يظهر دفاعه عن حقبة عبد الناصر ولكني أقرر واقعاً أثبتته الأيام والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
أعود فأقول ابتعد الحكام عامدين عن القوة الحقيقية والانتماء الحقيقي والوقود الدافع لشعوب المسلمين فانهارت دولهم منصاعة تحت أقدام أعدائهم.
إن القضية الأساسية هي الحرب التي لا تهدأ على الإسلام في منطقة الإسلام ولن يسمح تحت أي ظرف من الظروف أن يكون الإسلام الحقيقي هو خيار أي دولة كما فعل الفلسطينيون في الرقعة الضيقة التي سُمح لهم أن يعيشوا فيها ، فكانت حرب تجويعهم هي السلاح الذي يريد به أعداؤهم قهر إرادتهم ليبتعدوا مرغمين صاغرين عن خيارهم والاستسلام الكامل لخطط بوش وكونداليزا وغيرهم لكي يصبح حلم كل فلسطيني في الأرض المحتلة أن يؤمن قوت يومه هو وأولاده وجدار يستره ووسادة يسند عليها رأسه وألا يشخص لأبعد من ذلك أو يتمنى عيشة الكرامة تمهيداً لتصفية كاملة لهذا الشعب الذي تكالب عليه العالم كله بمن فيه من صديق وعدو ساقاً بساق.
ونرى هنا أن الخطة بدأت في النجاح لقيام حرب أهلية فلسطينية تتمناها إسرائيل والغرب كله ليقوم الفلسطينيون بالإجهاز على بعضهم البعض كما يحدث في العراق ليمهد ذلك للإسرع بتصفية القضية برمتها وتجدنا هنا نناقش موضوع الرواتب وكيفية معالجته والأخطاء التي وقعت في ذلك وكأن حل هذه المشكلة هو الهدف الأسمى والقضية الأساسية. إن اضمحلال آمال هذا الشعب إلى الحد الذي أصبح فيه يبحث عما يسد رمقه ينطبق تماماً على أقصوصة الوسادة التي ذكرتها في أول حديثي، وإذا استمر انشغالنا بالقضايا الفرعية سيصبح مجرد الحلم بالوسادة ممتنعاً علينا ولا يبقي إلا النوم في غيبوبة تجعلنا لا نتفاعل نهائياً مع الحياة.
حل مشكلة الرواتب هو وعي الفلسطينيين بذلك والصبر والجلد والثبات على مبدأهم وخيارهم والانتباه للخونة المندسين بينهم ليشعلوا فتنة لا تهدأ حتى يمكن حل أساس المشكلة التي لا أرى لها حلاً في الأفق إلا ما قد ترسل به الرياح القادمة من الشرق وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ريمة الخاني
10-10-2006, 10:06 AM
اسجل حضوري والمي لما نرى ونسمع واضيف ان امتنا دوما مكبلة بمن لم يخلص ولم ويعرف سوى مصالحه الشخصية فكيف يمضي الشرفاء الى غاياتهم؟
اكتفي بهذا
ولي عودة باذن الله
بارك الله فيكم

د . محمد أيوب
10-10-2006, 10:56 PM
النقاش هنا اغرق في تفاصيل فروع الفروع للقضية الأساسية ،أخي العزيز
من البداية تصدر حكما جاهزا دون أن تطلع على الظروف والملابسات التي يمر بها شعينا والموظفون منه خصوصا ، منذ شهر مارس والموظفون يعانون ، هذا المعاناة والحديث عنها ليس إغراقا في التفاصيل ، لأن دفن الرأس في الرمال والتظاهر بعدم رؤيتها سيقودنا إلى مواجهة تسيل فيها دماء كثيرة مما يخدم طرفا واحد فقط ، وقد بدأت كرة الصراع تتدحرج ! وقانا الله من شرورها لأن الطرفين لا يبحثان عن قواسم مشتركة حقيقية بينهما ، كل طرف يريد لرؤيته أن تسود ، أما اختلاق الأعذار والتذرع بالحصار فهذا أمر غير مقبول ، لأن كل من شاركوا في الانتخابات كانوا يدركون أنهم يدخلونها من بوابة أوسلو سيئة الذكر وتحت سقفها ، أوسلو هذه جردتنا من حقنا في فلسطين التاريخية ومنحتنا حكما ذاتيا هزيلا، وقد أصبحت فلسطين التاريخية تتطابق مع إسرائيل الحالية وأصبحنا أقلية قومية ضمن هذا الإطار، لنا الحق في إدارة شئوننا الخاصة مع احتفاظ إسرائيل بحقها في الاعتراض على كل صغيرة وكبيرة .
كانت غلطة حماس الكبرى أنها استدرجت إلى مصيدة نصبت لها و تخلت عن مكانها في المعارضة وعرضت هدنة لمدة ثلاثين عاما ، ولكن إسرائيل لم تستجب لذلك ، وصلت حماس إلى الحكم في سلطة مقيدة بأكثر من قيد سياسي واقتصادي وعربي ، فكيف يمكن لها أن تتعامل مع هذا الواقع الذي يطالبها فيه العرب قبل غيرهم بتلبية مطالب المجتمع الدولي ، لو بقيت حماس في المعارضة لكان أفضل لها ، وجودك في الحكم له تداعيات ومتطلبات يجب أن تؤديها أو أن تترك الساحة وتعود إلى خندق المقاومة .
ليست قضية الرواتب إلا توابع لقضية وجود الإسلام في السلطة بخيار الشعب الفلسطيني ،
تتحدث أخي وكأن الإسلام محصور في طرف معين دون بقية الأطراف ، حركة الجهاد الإسلامي حركة إسلامية ، وحركة فتح كان معظم قادتها قيادات في حركة الإخوان المسلمين مثل فتحي البلعاوي وغيره ، والشعب الفلسطيني في غالبيته العظمى مسلم دون أدنى شك ، ومع ذلك يطلع علينا بعض خطباء المساجد ليحرضوا على الاقتتال متذرعين بان قتلاهم في الجنة وقتلى الآخرين في النار ويتناسون أن النبي عليه السلام قال : " إذا التقى مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .... إلى آخر الحديث " ، حرام أن يراق الدم الفلسطيني نتيجة صراعات غير مبررة وغير منطقية ، والطائرات ما زالت تغتال الناشطين من حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى .
ما كانت دعوة عبد الناصر للقومية العربية إلا بداية للهزيمة الساحقة لشعوب لا تقبل بغير الإسلام نظام حكم ،
ثم تعرج على عبد الناصر دون مبرر وتتناسى الويلات التي أوقعتنا فيها أنظمة الحكم الحالية في الوطن العربي ، أم أننا نتجرأ فقط على الأموات مثل عبد الناصر والسادات ونتجاهل الواقع المر الحالي ، أو كأنه الواقع الأمثل بالنسبة للبعض حيث يزدادون ثراء ويستفيدون من تردي حالنا ، عبد الناصر مات منذ أكثر من ثلث قرن وما زال البعض ينفثون سمومهم ضده لأنهم يخشون فكره ويخشون قدوم زعيم بحجم الرجل يعيد للأمة العربية هيبتها والعدالة في توزيع الثروات بين أبنائها ، ماذا فعلتم بل ماذا فعلنا كلنا خلال ستة وثلاثين عاما بعد وفاة عبد الناصر ؟ وهل حالنا اليوم أفضل من حالنا حتى بعد هزيمة عام 67 التي رفض عبد الناصر الخضوع لنتائجها وأعاد بناء الجيش المصري وأكد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، دولة مثل كوريا الشيوعية تقف في وجه أعظم قوة في العالم ونحن نلعق أحذية الأمريكان لننال رضاهم علينا ، أذكر معركة الطيران التي قادها مدكور أبو العز وقد شاهدت الطائرات الإسرائيلية المحترقة وهي تفر هاربة إلى الشمال من غزة ، وأذكر حرب الاستنزاف ، أذكر أنهم اعتقلوا الهاربين من جنودهم وسجنوهم معنا في سجن غزة المركزي ، لقد أعاد عبد الناصر الثقة للمقاتل العربي وأعد العدة لحرب التحرير التي أجهضت نتائجها السياسية بعد وفاته .
أما بخصوص القومية العربية ، فقد تبلورت روح القومية العربية قبل الإسلام بأكثر من مائة وخمسين عاما حين تداعت القبائل العربية لمقاومة الفرس بقيادة عنترة بن شداد حيث قتلوا رستم قائد جيش الفرس ، وكانت هذه المعركة إرهاصا وتوطئة للدعوة الإسلامية التي جمعت العرب حول كلمة لا إلى إلا الله .
أخي العزيز
أرجو أن تعود إلى التاريخ لترى أن أصل البشرية كلها من الجزيرة العربية وخصوصا اليمن موطن الحضارة في ذلك الوقت ، فقد خرجت من هذه المنطقة خمس هجرات عظيمة سار بعضها مع شاطئ البحر الأحمر ثم إلى منطقة الدلتا واستقروا في وادي النيل ، بينما اتجه جزء من هذه الهجرات مع ساحل البحر الأبيض وأسسوا الحضارة الفينيقية في لبنان التي هي جزء من الشام التي شهدت حضارات متنوعة مثل حضارة تدمر ، وتوجهت بعض الهجرات مع شاطئ بحر العرب إلى منطقة الرافدين وأسسوا الحضارات البابلية والكلدانية ، كما استقر جزء في جنوب فلسطين وأسسوا الحضارات النبطية والكنعانية، كلنا في الوطن العربي تربطنا وحدة الأصل ، وقد كرمنا الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن بلغتنا وتعهد بحفظه من التحريف إلى يوم الدين ، وبعد ذلك تقول لي :
" فليست كل الدول المسماة بالعرب من أصول عربية وما العرب إلا عرب الجزيرة وبعض القبائل التي هاجرت إلى دول أخرى مع المد الإسلامي. "
ترى هل هي الدعوة الفرعونية التي تسعى إلى سلخ مصر عن جسدها العربي وروحها الإنسانية ، مصر قلب العروبة النابض وقد كرمها النبي عليه السلام أكثر من مرة ، ترى من الذي حقق كل الانتصارات الإسلامية سوى العرب ، إذا عز العرب عز الإسلام وإذا عز الإسلام عز العرب الذين لهم الريادة في العالم الإسلامي وعليهم أن يتوحدوا لتجتمع حولهم الأمم والشعوب الإسلامية ، فليس هناك أمة إسلامية واحدة لأن مقومات الأمة هي وحدة اللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والآمال والآلام المشتركة والأرض المشتركة دون موانع طبيعية ،ولم أذكر الدين لأن هناك ديانتين تتعايشان في الوطن العربي ولا يجوز استثناء إخواننا المسيحيين أو حرمانهم من العيش الآمن في وطننا جميع . وإذا كان الإسلام هو فقط الذي يجمعنا فلماذا هذا العداء لإيران ولحزب الله ، ولماذا كانت كل هذه الحملات من منابر المساجد من غزة ومن غيرها على حزب الله في الوقت كان لبنان فيه يتعرض للتدمير الممنهج بالأسلحة الأمريكية ، وبعد ذلك تقول :
" فعندما قام عبد الناصر بتأميم القناة وأصبح كرسيه ونظامه مهددان أمام غضب الغرب ذهب فوراً إلى الأزهر واعتلى منبره يقول في الناس الله أكبر ليجعل الحرب دينيه وهو ما نجح فيه والتف الشعب والدول العربية والإسلامية حوله وما أن انتهت المعركة لم ينطق بكلمة الله أكبر مرة ثانية وحارب الإسلام حرباً ضروساً. "
تتحدث عن الرجل بطريقة تبتعد عن الموضوعية ، عبد الناصر كان رجلا مسلما وليس كافرا، وإذا كان قد اعتقل الإخوان المسلمين فإن ذلك لا يعني أنه حارب الإسلام ، هذا مع العلم أنني اعترضت على ما جرى الأخوين قطب واشتريت كتب سيد قطب بعد منعها على الرغم من أنني كنت في مصر سنة 1965 حينما حاول الإخوان قلب نظام حكم عبد الناصر ، كنت سأشارك في العرض العسكري في الاحتفال السنوي ولكن العرض ألغي بعد اكتشاف المؤامرة التي مولها الملك سعود بمليوني دولار لمصلحة أمريكا ، ثم يتهمون عبد الناصر بأنه أمريكي ليس الأمر بهذه البساطة وهذا التسطيح للأمور ، ثم تقول يا صديقي إنك تقرر واقعا أثبتت الأيام صحته ، ليس ما تقتنع به صحيحا بشكل مطلق ، كما أنه ليس ما أقتنع به صحيحا ، فليس كل ما نراه صحيحا لأننا نمتلك زوايا رؤيا مختلفة تؤدي إلى اختلاف وجهات نظرنا ، ما زالت حقبة عبد الناصر موضع جدل ونقاش ولا يجوز أن نشتم الرجل أو أن نسئ إليه لأنه كان وما زال رمزا جديرا بالاحترام ليس فقط عند فقراء مصر الذين سلبت منهم كل الإنجازات التي حققها لهم عبد الناصر ليعود نظام الإقطاع والاستغلال أبشع مما كان عليه أيام الملك .
والأهم من كل هذا أنني لم أتحدث في مقالي هذا عن عبد الناصر ، فكيف رضيت أن تقحم الرجل في موضوع لا علاقة له به ؟!!! ثم تقول :
أعود فأقول ابتعد الحكام عامدين عن القوة الحقيقية والانتماء الحقيقي والوقود الدافع لشعوب المسلمين فانهارت دولهم منصاعة تحت أقدام أعدائهم.وماذا تقول في حكومة عمرها ستة أشهر ولم تكمل السابع بعد ، تمارس التغيير دون مراعاة للكفاءات ، فقد تم تعيين عشرات المدراء العامين من لون واحد وأعطي حق الترقية للموالين فقط ، كانوا وكنا ننتقد سياسة فتح وإذا بهم يسيرون على الطريق نفسه ولكن بخطى أسرع ، ولا أريد أن أذكر بعض الأمثلة لأن لدي في بيتي مثالين ، لقد ذكرني هذا الوضع بمقولة الرافعي بعد أن عاد من فرنسا : قال : " رأيت إسلاما ولم أر مسلمين ، وهنا رأيت مسلمين ولم أر إسلاما"، الإسلام يا أخي سلوك وعمل، ونحن هنا رأينا تغييرا ولم نر إصلاحا.
أخي هل تعتقد أننا كنا نتوقع ذلت يوم أن ينحصر حلمنا في هذه المنطقة الجرداء التي تعتقد أنها صارت دولة ، أي دولة هذه التي تعيش على التسول والصدقات ، أي دولة هذه التي لا تملك من أمورها شيئا ، سامح الله الذي أوصلنا إلى هذا الوضع ومات بعد أن كان قد حصر كل الصلاحيات في يده واستعان بأشباه الرجال فقط .
وأخيرا تطالبنا كما طالب القذافي منظمة التحرير بالانتحار في لبنان ونسي أن يعظ نفسه قبل أن يسلم كل معدات الطاقة النووية في ليبيا لأمريكا والتي لم تكن أمريكا تعلم عنها شيئا ، تقول :
حل مشكلة الرواتب هو وعي الفلسطينيون بذلك والصبر والجلد والثبات على مبدأهم وخيارهم حتى يمكن حل أساس المشكلة التي لا أرى لها حلاً في الأفق إلا ما قد ترسل به الرياح القادمة من الشرق وحسبنا الله ونعم الوكيل.أي شرق تقصد هل هي إيران الطامعة في خيرات منطقة الخليج والعراق ، كلامك يعني أن يموت المعلم من الجوع دون أن يتأوه أو أن يطالب بما يقي أولاده شر الجوع والمرض ، وتؤكد بعد ذلك أنك لا ترى للمشكلة حلا في الأفق ، أي منطق هذا؟!! لا وجود لحل في الأفق وتطالب الناس بالصبر والجلد بدلا من أن تطالب الجميع بالعودة إلى خندق المقاومة والتخلص من كل ما ترتب على أوسلو من سلطة " رئاسة وحكومة " ومجلس تشريعي وغير ذلك .
أشكرك وأحييك وأؤكد لك أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
10-10-2006, 11:05 PM
اسجل حضوري والمي لما نرى ونسمع واضيف ان امتنا دوما مكبلة بمن لم يخلص ولم ويعرف سوى مصالحه الشخصية فكيف يمضي الشرفاء الى غاياتهم؟
اكتفي بهذا
ولي عودة باذن الله
بارك الله فيكم
الأخت ام فراس
يفترض فيمن يتصدى للعمل السياسي أن يجيد فن المناورة للوصول إلى تحقيق هدفه بأقل الخسائر ، الخط المستقيم في السياسة ليس أقصر الطرق ، لا بد من التفاهم بدلا من التراشق بالتهم وتقسيم الشعب الواحد إلى شرفاء وغير شرفاء ، مؤمنين وكفرة ، وطنينن وخونة ، لقد مزقتنا خلافاتنا وأضاعت قضيتنا ، متى نستيقظ ونثوب إلى رشدنا .
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

البحترى
11-10-2006, 01:22 AM
أخي العزيز د. محمد أيوب
أشكرك لردك القيم والذي ينم عن فكر يتسع لدائرة الحوار كيفما اتسعت وكيفما ذهبت. لكني أخي الكريم وجدت خلطاً كثيراً بين الأفكار والدفوع التي سقتها في حديثك وربما يكون ذلك عن التباس في فهم ما طرحته في ردي السابق وذلك بالتأكيد نتيجة قصور مني في الطرح سأحاول تداركه هنا.
لم أقل أن الإسلام ينحصر في حماس أو فئة بعينها وإنما هو بلا شك مرسخ في يقين كل مسلم أينما كان ولكني قصدت أن يجلس الإسلام في مقعد السلطة كمعنى يرتبط قادته بالإسلام كمنهجية حكم وشعار يسيرون خلفه . ولم أغفل أخواننا المسيحيين فهم إن وجدوا في أي مجتمع إسلامي فهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع لهم ما له وعليهم ما عليه وما فتح الإسلام بلداً ليفقد مواطنيه هوية المواطنة أو إنتمائهم للأرض، وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام مرتبطاً دائماً بالحنين لمكة ويبديه في مناسبات عدة فهي موطنه الذي نشأ فيه ولم يغادره إلا مكرهاً فالإسلام لا ينزع الانتماء للأرض وإن كان الانتماء للدين هو الانتماء الأول . ما كان دور الفتوح الإسلامية إلا تحييد سلطة الحاكم الذي يقف حائلاً ومانعاً لوصول دعوة الإسلام لمواطني تلك الدولة ولهم الخيار بعد ذلك في الدخول للدين أو لا. ما انتشر الإسلام كما يروج أعداؤه بمقولة (إسلم وإلا قتلناك)! وما أسلم العدد الكبير من أقباط مصر إلى إلا بعد أكثر من قرنين من الزمان بعد فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وهذا حديث آخر.
ولم أغفل الضائقة المعيشية التي تجتاح شعبنا في فلسطين ولكني اتجهت لتأصيل المشكلة كي يكون اتجاهنا لمواجهالأساس والأسباب بعيدة المدى وليس التبعات أو الأسباب قصيرة المدى. نعم أخي أوافقك تماماً ، ليس هناك خيار سوى الجهاد والمقاومة ، ولكن هل بيد الفلسطينيين الوسائل التي تمكنهم من مقاومة فاعلة تتغير تحت رحاها الأوضاع وترغم إسرائيل والغرب على تغيير الواقع ؟ أنا أول من يرجو ذلك ولكني أعتقد أن الأمر يحتاج سنداً من خارج فلسطين ، ذلك السند الذي وجده حزب الله من شيعة إيران واستطاع أن يملي كلمته ، ولو كان حزب الله يعتمد على نفسه دون سند لما كان لمقاومته هذه القوة والتأثير. الدعم الخارجي هو أساس أصيل لنجاح أي مقاومة فلسطينية ، ومن هنا كان تحليلي لأسباب عدم وجود ذلك الدعم والأسباب التي أدت له وذلك هو ما عنيته بأصل المشكلة وهو ما قادني لعبد الناصر الذي أرى أنه بفكره الضيق كان ومازال السبب الرئيسي لانهيار المنطقة كلها بما تبعه من تداعيات. ما مات عبد الناصر ياأخي إلا بجسده فقط ولكن أسس نظامه وفكره مازالت هي كما هي حتى الآن وإن تغيرت الأقنعة والأساليب وما قلت أنه كان عميلاً هو أو غيره بل كان جاهلاً مكبلاً بسطحية فكره وثقافته وعقد الاجتماعية بما أسس لمدرسة مازالت قائمة وهي التي أوصلتنا لما نحن عليه وليست هذه (شتيمة) في الرجل كما ذكرت ، فنحن هنا نتحدث عن التاريخ ورجاله بتحليل شخصياتهم وأفعالهم بتجرد والواقع يفرض نفسه فلا يكون الشاهد على العصر شاهداً عدلاً إذا ما أغوته كراهية أو غرض في أشخاص من يتحدث عنهم وأربأ بنفسي أن أكون كذلك. وقد سعدت سعادة بالغة بأن أعرف انك قد عاصرت حقبة عبد الناصر فالنقاش هكذا يكون أسهل كثيراً ، فعندما تحاور أحداً يستقي معلوماته التاريخية نقلاً عن الكتب والإعلام يختلف كثيراً عن الحوار مع من شهد العصر بنفسه ورأى التاريخ بعينيه، ولن أخوض هنا في عبد الناصر في ما له وما عليه ذلك إن كان له شيئاً من الأساس وأرجئ ذلك لموضوع منفصل قد تفتحه لنا للنقاش في ذلك.
أما ما ذكرت عن أصول العرب التي بدأت في اليمن وانتشرت هنا وهناك في حقب التاريخ المختلفة فذلك ما لا شك فيه ولكن وحدة الدم لا تكفي وإلا صار كل البشر دم واحد فكلهم من آدم ، لقد تغيرت الهوية والعادات والتقاليد واللغة على مر التاريخ بتغير الأماكن والأزمنة والاختلاط والامتزاج حتى أصبحت هناك شعوب مختلفة اختلافاً كلياً وما جمعهم على اللغة العربية إلا الإسلام والقرآن سواء كانوا من أصول عربية أو غيرها ، وأنت تعرف طبعاً أنه عندما دخل الإسلام مصر لم يكن فيها من يتحدث العربية وكان الأصل الفرعوني هو الغالب على شعب مصر والذي دان للمسيحية في ذلك الوقت، وذلك فقط كمثال لبقية دول المنطقة التي كانت لها انتماءاتها المختلفة. إذن الانتماء للإسلام هو الأصل وليس العرق العربي، وإن شئت أن ندخل في تفاصيل ذلك التاريخية والسياسية فأنا رهن أشارتك.
أخي الحبيب د. محمد أيوب
أعتز بك مثقفاً واعياً تعرف أصول حوار الكبار وتخلص لقضيتك إخلاصاً جلياً وهو ما يشجعني على التواصل مع شخصية جديرة بالتواصل مثلك.
تقبل التحية والتقدير ،،،،،،

د . محمد أيوب
11-10-2006, 10:15 AM
أخي العزيز د. محمد أيوب
أشكرك لردك القيم والذي ينم عن فكر يتسع لدائرة الحوار كيفما اتسعت وكيفما ذهبت. لكني أخي الكريم وجدت خلطاً كثيراً بين الأفكار والدفوع التي سقتها في حديثك وربما يكون ذلك عن التباس في فهم ما طرحته في ردي السابق وذلك بالتأكيد نتيجة قصور مني في الطرح سأحاول تداركه هنا.
لم أقل أن الإسلام ينحصر في حماس أو فئة بعينها وإنما هو بلا شك مرسخ في يقين كل مسلم أينما كان ولكني قصدت أن يجلس الإسلام في مقعد السلطة كمعنى يرتبط قادته بالإسلام كمنهجية حكم وشعار يسيرون خلفه . ولم أغفل أخواننا المسيحيين فهم إن وجدوا في أي مجتمع إسلامي فهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع لهم ما له وعليهم ما عليه وما فتح الإسلام بلداً ليفقد مواطنيه هوية المواطنة أو إنتمائهم للأرض، وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام مرتبطاً دائماً بالحنين لمكة ويبديه في مناسبات عدة فهي موطنه الذي نشأ فيه ولم يغادره إلا مكرهاً فالإسلام لا ينزع الانتماء للأرض وإن كان الانتماء للدين هو الانتماء الأول . ما كان دور الفتوح الإسلامية إلا تحييد سلطة الحاكم الذي يقف حائلاً ومانعاً لوصول دعوة الإسلام لمواطني تلك الدولة ولهم الخيار بعد ذلك في الدخول للدين أو لا. ما انتشر الإسلام كما يروج أعداؤه بمقولة (إسلم وإلا قتلناك)! وما أسلم العدد الكبير من أقباط مصر إلى إلا بعد أكثر من قرنين من الزمان بعد فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وهذا حديث آخر.
ولم أغفل الضائقة المعيشية التي تجتاح شعبنا في فلسطين ولكني اتجهت لتأصيل المشكلة كي يكون اتجاهنا لمواجهالأساس والأسباب بعيدة المدى وليس التبعات أو الأسباب قصيرة المدى. نعم أخي أوافقك تماماً ، ليس هناك خيار سوى الجهاد والمقاومة ، ولكن هل بيد الفلسطينيين الوسائل التي تمكنهم من مقاومة فاعلة تتغير تحت رحاها الأوضاع وترغم إسرائيل والغرب على تغيير الواقع ؟ أنا أول من يرجو ذلك ولكني أعتقد أن الأمر يحتاج سنداً من خارج فلسطين ، ذلك السند الذي وجده حزب الله من شيعة إيران واستطاع أن يملي كلمته ، ولو كان حزب الله يعتمد على نفسه دون سند لما كان لمقاومته هذه القوة والتأثير. الدعم الخارجي هو أساس أصيل لنجاح أي مقاومة فلسطينية ، ومن هنا كان تحليلي لأسباب عدم وجود ذلك الدعم والأسباب التي أدت له وذلك هو ما عنيته بأصل المشكلة وهو ما قادني لعبد الناصر الذي أرى أنه بفكره الضيق كان ومازال السبب الرئيسي لانهيار المنطقة كلها بما تبعه من تداعيات. ما مات عبد الناصر ياأخي إلا بجسده فقط ولكن أسس نظامه وفكره مازالت هي كما هي حتى الآن وإن تغيرت الأقنعة والأساليب وما قلت أنه كان عميلاً هو أو غيره بل كان جاهلاً مكبلاً بسطحية فكره وثقافته وعقد الاجتماعية بما أسس لمدرسة مازالت قائمة وهي التي أوصلتنا لما نحن عليه وليست هذه (شتيمة) في الرجل كما ذكرت ، فنحن هنا نتحدث عن التاريخ ورجاله بتحليل شخصياتهم وأفعالهم بتجرد والواقع يفرض نفسه فلا يكون الشاهد على العصر شاهداً عدلاً إذا ما أغوته كراهية أو غرض في أشخاص من يتحدث عنهم وأربأ بنفسي أن أكون كذلك. وقد سعدت سعادة بالغة بأن أعرف انك قد عاصرت حقبة عبد الناصر فالنقاش هكذا يكون أسهل كثيراً ، فعندما تحاور أحداً يستقي معلوماته التاريخية نقلاً عن الكتب والإعلام يختلف كثيراً عن الحوار مع من شهد العصر بنفسه ورأى التاريخ بعينيه، ولن أخوض هنا في عبد الناصر في ما له وما عليه ذلك إن كان له شيئاً من الأساس وأرجئ ذلك لموضوع منفصل قد تفتحه لنا للنقاش في ذلك.
أما ما ذكرت عن أصول العرب التي بدأت في اليمن وانتشرت هنا وهناك في حقب التاريخ المختلفة فذلك ما لا شك فيه ولكن وحدة الدم لا تكفي وإلا صار كل البشر دم واحد فكلهم من آدم ، لقد تغيرت الهوية والعادات والتقاليد واللغة على مر التاريخ بتغير الأماكن والأزمنة والاختلاط والامتزاج حتى أصبحت هناك شعوب مختلفة اختلافاً كلياً وما جمعهم على اللغة العربية إلا الإسلام والقرآن سواء كانوا من أصول عربية أو غيرها ، وأنت تعرف طبعاً أنه عندما دخل الإسلام مصر لم يكن فيها من يتحدث العربية وكان الأصل الفرعوني هو الغالب على شعب مصر والذي دان للمسيحية في ذلك الوقت، وذلك فقط كمثال لبقية دول المنطقة التي كانت لها انتماءاتها المختلفة. إذن الانتماء للإسلام هو الأصل وليس العرق العربي، وإن شئت أن ندخل في تفاصيل ذلك التاريخية والسياسية فأنا رهن أشارتك.
أخي الحبيب د. محمد أيوب
أعتز بك مثقفاً واعياً تعرف أصول حوار الكبار وتخلص لقضيتك إخلاصاً جلياً وهو ما يشجعني على التواصل مع شخصية جديرة بالتواصل مثلك.
تقبل التحية والتقدير ،،،،،،
أشكرك اخي العزيز على التوضيح ، ولكني أود أن أطرح سؤالا بريئا : هل السادات بانقلابه وانفتاحه الاقتصادي بقي امتدادا لعبد الناصر ، لقد أجهض السادات انتصارات أكتوبر العسكرية في ميدان السياسة حين قدم من التنازلات ما لم يتوقعه كسينجر اليهودي نفسه ؟ لقد تنازلنا عن كرامتنا بعد عبد الناصر واستمرأنا الهوان !!! أين مصر وأين موقعها الريادي الذي كان لها في العالم العربي والإسلامي بل وفي العالم كله ؟ هلى كنت تتوقع أن تقوم دول مسوخ في العالم العربي بمنازعة مصر على ريادة العالم العربي ؟ أقسم بالله أنني بت أخجل من القول بانني عربي بعدما هوينا إلى الدرك الأسفل من المهانة بعد ان كنا خير امة اخرجت للناس .
مودتي وتقديري وأطيب تحياتي
د . محمد أيوب

البحترى
11-10-2006, 07:23 PM
نعم أخي كان السادات وكل ضباط الجيش امتداداً واضحاً لنفس المدرسة الفكرية التي سار عليها عبد الناصر وصحبه وهي فرض الرؤية الشخصية النابعة من شخصية الفرد بتعقيداتها وعدم الانفلات من ذلك لكي يسمو لشخصية الدولة. سمة القادة العظام في التاريخ هي تحييد الميل الشخصي والذوبان في شخصية الدولة ومبادئها ، ولعلني أسوق لك هنا أمثلة من قادة الدولة الإسلامية الذين انسلخوا من شخصياتهم لمصلحة شخصية الدولة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزير. ولك من قادة وزعماء العالم الكثير، ولعلني هنا أسوق مثلاً واحداً لقائد مثل عبد الناصر انحاز لشخصه وليس لشخصية الدولة وهو جورج بوش الجاهل المسطح الذي يحكم أقوى دولة في العالم بسذاجة الطفل خاضعاً لفكره اليميني المسيحي المتطرف ، أنظر للكم الهائل من الخسائر التي تكبدها شعبه سواء كانت بشرية أو مادية أو معنوية ، لقد جعل المهمة لمن سيأتي بعده صعبة ممتنعة لتغيير صورة الشيطان الأمريكي في العالم كله .
جمع عبد الناصر ومن أتوا بعده صفات قصور التعليم وسطحية الثقافة والعقد الاجتماعية بما استتبع ذلك من عدم قبول الرأي الآخر ومحاولاتهم الدائمة الساذجة لإشباع مركبات النقص وصناعة بطولات وأمجاد شخصية وإن كان ذلك على حساب مقدرات الدولة ولا عجب في ذلك فإن الجهل يصور لصاحبه أنه أذكى الأذكياء وعالم العلماء ويصير في موقع الحاقد والعدو لنبهاء شعبه حتى يكون هو المعلم والرجل الأوحد وصانع المعجزات والبطولات. لا يستطيع مثل هذا أن ينسلخ من شخصيته المعقدة المكبلة بضيق أفقه ، لا يستطيع أبداً الانسلاخ من نفسه ويرقى لمستوى الجالس على كرسي السلطة والذي تتأثر مقدرات شعب بأكمله لقراراته خاصة إذا كان دكتاتوراً. أدار عبد الناصر ومن جاء بعده الدولة بأسلوب ضابط الجيش الذي لا يقبل نقاشاً في أوامره وعلى أفراد الشعب وهم جنوده الطاعة والانصياع لكل ما يراه وإلا السجن والتنكيل والتشريد والانتقام. الحديث في نظام الدولة المصرية بعد قيام حركة الضباط عام 1952 يحتاج مناقشة منفصلة في موضوع منفصل ولا يتسع لتفاصيله أصل الموضوع هنا الخاص بالمشاكل في غزه.
مدرسة عبد الناصر أخي العزيز د. محمد أيوب هي التي أوصلتك إلى الحد الذي تخجل فيه من ذكر أنك عربي، ولعلك تذكر قيمة مصر والمصريين في العالم كله قبل عبد الناصر وصحبه، وأذكرك بما كان مكتوباً في جواز السفر المصري قبل الثورة:
( حامل هذه الوثيقة مصري من مواطني المملكة المصرية ومن رعايا صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، وتجب معاملته بما يليق بهذا المقام )
وليس هذا تنزيهاً لعصر الملكية من أخطاء فادحة ولكن أخطاء عصر الجمهورية كانت أفدح وأسوأ سبيلاً. العبرة دائماً ياأخي بالنتائج وليس بالتفاصيل، أنظر لجواز السفر المصري الآن وطريقة معاملته في دول الجوار والعالم كله كنتيجة لا يختلف عليها أحد ليترجم لك مدي تغير الحال. ويبقى سؤال، هل لو لم تقم حركة الضباط واستمرت الملكية المصرية بما كانت ستفعله طبقاً للمتغيرات السياسية والاجتماعية خلال الخمسين سنة الماضية، هل كنا سنصبح نحن والمنطقة كلها كما نحن الآن ؟؟ فكر معي أخي وأجب بإنصاف في ضوء الوضع المزري الذي نواجهه والذي لا أرى أسوأ منه على جميع الأصعدة.
نعم أخي هو نفس فكر عبد الناصر بدكتاتوريته وفاشيته وضحالة وفكره وقرع الطبول لزعامة زائفة والاستمرار في السلطة حتى الموت والعبث بميزان الطبقات في المجتمع وتحييد كل صاحب رأي أو علم وإشباع عقد نفسية يؤججها الجهل والسطحية وشهوة السلطة.
أخي د. محمد أيوب ... ما مشكلة الرواتب إلا من تبعات فكر عبد الناصر في تصفية القطاع الخاص وجعل الفرد يعتمد على الدولة في كل شيء ، مسكنه ومأكله ومشربه وتعليمه وتوظيفه ولم يبق إلا أن تنجب له ، وما كان ذلك إلا تطبيقاً سطحياً لنظرية كارل مركس (فائض القيمة) والذي يجعل الدولة مالكة للدولة بمن عليها وهذا حديث قد نتحدث فيه يوماً.
لك أرق التحيات والود الصادق والاحترام الكبير.

د . محمد أيوب
12-10-2006, 12:00 AM
نعم أخي كان السادات وكل ضباط الجيش امتداداً واضحاً لنفس المدرسة الفكرية التي سار عليها عبد الناصر وصحبه وهي فرض الرؤية الشخصية النابعة من شخصية الفرد بتعقيداتها وعدم الانفلات من ذلك لكي يسمو لشخصية الدولة. سمة القادة العظام في التاريخ هي تحييد الميل الشخصي والذوبان في شخصية الدولة ومبادئها ، ولعلني أسوق لك هنا أمثلة من قادة الدولة الإسلامية الذين انسلخوا من شخصياتهم لمصلحة شخصية الدولة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزير. ولك من قادة وزعماء العالم الكثير، ولعلني هنا أسوق مثلاً واحداً لقائد مثل عبد الناصر انحاز لشخصه وليس لشخصية الدولة وهو جورج بوش الجاهل المسطح الذي يحكم أقوى دولة في العالم بسذاجة الطفل خاضعاً لفكره اليميني المسيحي المتطرف ، أنظر للكم الهائل من الخسائر التي تكبدها شعبه سواء كانت بشرية أو مادية أو معنوية ، لقد جعل المهمة لمن سيأتي بعده صعبة ممتنعة لتغيير صورة الشيطان الأمريكي في العالم كله .
جمع عبد الناصر ومن أتوا بعده صفات قصور التعليم وسطحية الثقافة والعقد الاجتماعية بما استتبع ذلك من عدم قبول الرأي الآخر ومحاولاتهم الدائمة الساذجة لإشباع مركبات النقص وصناعة بطولات وأمجاد شخصية وإن كان ذلك على حساب مقدرات الدولة ولا عجب في ذلك فإن الجهل يصور لصاحبه أنه أذكى الأذكياء وعالم العلماء ويصير في موقع الحاقد والعدو لنبهاء شعبه حتى يكون هو المعلم والرجل الأوحد وصانع المعجزات والبطولات. لا يستطيع مثل هذا أن ينسلخ من شخصيته المعقدة المكبلة بضيق أفقه ، لا يستطيع أبداً الانسلاخ من نفسه ويرقى لمستوى الجالس على كرسي السلطة والذي تتأثر مقدرات شعب بأكمله لقراراته خاصة إذا كان دكتاتوراً. أدار عبد الناصر ومن جاء بعده الدولة بأسلوب ضابط الجيش الذي لا يقبل نقاشاً في أوامره وعلى أفراد الشعب وهم جنوده الطاعة والانصياع لكل ما يراه وإلا السجن والتنكيل والتشريد والانتقام. الحديث في نظام الدولة المصرية بعد قيام حركة الضباط عام 1952 يحتاج مناقشة منفصلة في موضوع منفصل ولا يتسع لتفاصيله أصل الموضوع هنا الخاص بالمشاكل في غزه.
مدرسة عبد الناصر أخي العزيز د. محمد أيوب هي التي أوصلتك إلى الحد الذي تخجل فيه من ذكر أنك عربي، ولعلك تذكر قيمة مصر والمصريين في العالم كله قبل عبد الناصر وصحبه، وأذكرك بما كان مكتوباً في جواز السفر المصري قبل الثورة:
( حامل هذه الوثيقة مصري من مواطني المملكة المصرية ومن رعايا صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، وتجب معاملته بما يليق بهذا المقام )
وليس هذا تنزيهاً لعصر الملكية من أخطاء فادحة ولكن أخطاء عصر الجمهورية كانت أفدح وأسوأ سبيلاً. العبرة دائماً ياأخي بالنتائج وليس بالتفاصيل، أنظر لجواز السفر المصري الآن وطريقة معاملته في دول الجوار والعالم كله كنتيجة لا يختلف عليها أحد ليترجم لك مدي تغير الحال. ويبقى سؤال، هل لو لم تقم حركة الضباط واستمرت الملكية المصرية بما كانت ستفعله طبقاً للمتغيرات السياسية والاجتماعية خلال الخمسين سنة الماضية، هل كنا سنصبح نحن والمنطقة كلها كما نحن الآن ؟؟ فكر معي أخي وأجب بإنصاف في ضوء الوضع المزري الذي نواجهه والذي لا أرى أسوأ منه على جميع الأصعدة.
نعم أخي هو نفس فكر عبد الناصر بدكتاتوريته وفاشيته وضحالة وفكره وقرع الطبول لزعامة زائفة والاستمرار في السلطة حتى الموت والعبث بميزان الطبقات في المجتمع وتحييد كل صاحب رأي أو علم وإشباع عقد نفسية يؤججها الجهل والسطحية وشهوة السلطة.
أخي د. محمد أيوب ... ما مشكلة الرواتب إلا من تبعات فكر عبد الناصر في تصفية القطاع الخاص وجعل الفرد يعتمد على الدولة في كل شيء ، مسكنه ومأكله ومشربه وتعليمه وتوظيفه ولم يبق إلا أن تنجب له ، وما كان ذلك إلا تطبيقاً سطحياً لنظرية كارل مركس (فائض القيمة) والذي يجعل الدولة مالكة للدولة بمن عليها وهذا حديث قد نتحدث فيه يوماً.
لك أرق التحيات والود الصادق والاحترام الكبير.
أخي العزيز
والله كنت أفتخر بعروبتي في عهد عبد الناصر ، بينما صرت أخجل من كوني عربيا بعد وفاته بسبب حالة المهانة التي وصلنا إليها بعده ، من غير المعقول أن نلقي قصورنا على رجل مات منذ ستة وثلاثين عاما ، لماذا لم نفعل شيئا لتغيير الوضع نحو الأفضل وأين من ينتقدون عبد الناصر من محاولات تغيير الوضع الحالي اتقوا الله ولا تظلموا الرجل الذي اغتيل بسم الأكونتين لأنه بدأ يغير من نهجه في العمل السياسي وفكر في أن يترك الحكم ليتفرغ لعملية بناء التنظيم السري في الاتحاد الاشتراكي حتى يستطيع محاسبة الحكومة ومراقبة عملها ، بعد أن اعتمد الميثاق وبيان 30 مارس منهجا فكريا له ، أمأ أن نرى في نظام السادات امتدادا لفكر وعهد عبد الناصر فهذا ظلم فادح ، لقد ألغى السادات القطاع العام وخصخص الاقتصاد ونمت في عهده الآلاف من القطط السمان الذين خربوا الاقتصاد المصري وهربوا رءوس أموالهم إلى الخارج ، بينما لم يترك عبد الناصر في بيته بعد وفاته أكثر من أربعة وثمانين جنيها ولم يترك وراءه آلاف الاستراحات ولم تترك زوجته شركة ليموزين ، هذه السيدة المحترمة أمينة عبد الناصر مستورة ولا يستطيع أحد أن يسئ إليها ، ولم يترك لأسرته بيتا خاصا ، فقد تركت أسرته منزله في منطقة منشية البكري لأن البيت ملك للدولة ، ولم يترك أخا يتلاعب بالاقتصاد المصري مثل عصمت السادات الذي لاحقته المحاكم المصرية بعد وفاة أخيه ، بينما يعيش أبناء عبد الناصر حياة حياة عادية كأي مواطن عادي في مصر ، لقد قدم له أمير الكويت مبلغ مليوني دينار كويتي ليبني له قصرا بعدما رأى بيته المتواضع ، وفي العام التالي زار أمير الكويت عبد الناصر وفكر في أن يزور بيته الجديد فأخذه إلى مصنع بناه بالمال الذي أخذه وقال له هذا هو القصر الذي وفر عملا لعشرات العمال ، لقد حول عبد الناصر المصريين من رعايا كما كان الملك يعتبرهم إلى مواطنين ، كان الجنيه في عهد عبد الناصر يساوي دولارين وستة وخمسين سنتا ، أين أصبح الجنيه الآن ؟ قوة عملة الدولة من قوة اقتصادها ، من الذي أنشأ المصانع الحربية ومصانع السيارات والثلاجات ومن الذي أنصف الفلاحين والعمال وجعلهم شركاء في إدارة المصانع وفي الربح ، ومن الذي صادر هذه الحقوق منهم ؟ الملوك يعتبرون الناس رعايا لهم كأي قطيع يمتلكه أي راعي ، لقد قال الملك حسين يوما : الإنسان أغلى ما نملك ، وكأن البشر ملك له وكأنه فوق مستوى البشر .. إله أو نصف إله أو ملاك ، لسنا رعايا لأحد ولن نقبل بذلك، نحن مواطنون لا رعايا كما قال خالد محمد خالد ذات يوم، رحم الله عبد الناصر رحمة واسعة وجازى من يسيئون إليه بما يستحقونه ،هل ترون في الوضع الحالي قمة الانتصارات العربية والإسلامية وهل ترون أننا في أحسن حال ، ربما !!!!
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

البحترى
12-10-2006, 02:05 AM
أخي الكريم د. محمد أيوب
يبدو أن هناك هوة فكرية كبيرة تفصل بيننا مما سيجعل نقاشنا لا يرسو على شاطئ مثل سفينة تمخر في عرض بحر بلا دفة ولا بوصلة تحددان لها موقعاً أو اتجاهاً. ويبدو أيضاً أن الاختصار أو إلقاء نبضات من الضوء على ما نحن فيه من خلاف لن يكون كافياً طالما هناك اختلاف في قواعد الفكر والرؤية ومنهج التحليل من الأساس.
لذلك أقترح عليك أن تقوم أنت إن أردت بفتح موضوع منفصل نناقش فيه الأوضاع في مصر وما استتبع ذلك من تغيرات في المنطقة كلها منذ حركة الضباط عام 1952 حتى الآن.
واقترح أن تكون رؤوس المواضيع كالآتي:
- حركة الضباط ، دواعيها واسباب نجاحها.
- فكر الضباط وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
- عبد الناصر ، شخصيته وفكره وثقافته وقدراته وطموحاته.
- إنفراد عبد الناصر بالسلطة ، اسبابه ونتائجه.
- إنجازات عبد الناصر وبطولاته:
من الناحية الاجتماعية.
من الناحية الاقتصادية.
من الناحية السياسية.
من الناحية العسكرية.
من الناحية التنظيمية.
من الناحية الإقليمية.
- فترة حكم عبد الناصر ، المكاسب والخسائر.
- السادات ، فكره وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
- هل اختلف نظام حكم السادات عن نظام حكم عبد الناصر ؟
- - إنجازات السادات وبطولاته:
من الناحية الاجتماعية.
من الناحية الاقتصادية.
من الناحية السياسية.
من الناحية العسكرية.
من الناحية التنظيمية.
من الناحية الإقليمية.
- نظام الحكم الحالي هل اختلف عن نظام عبد الناصر والسادات.
- مبارك ، ما له وما عليه دون الطعن في الرجل فقوانين رابطة الواحة تمنع التعرض لقادة الدول العربية والإسلامية الحاليين بالإسم ولكنها لا تمنع المناقشة التي لا تذكر فيها أسماء أو تتعرض لمناقشة ليس فيها تعريض شخصي.

إن أردت ياأخي الكريم نقاشاً إيجابياً يقوم على أسس منهجية من عمق الفهم والعلم والأرقام ومعطيات التاريخ حتى نصل إلى قناعة لا تحكمها أغراض أو تحيز أو قصر نظر أو انفعال فسأكون أول المرحبين والمشاركين في هذا الموضوع الذي لا أجد عندي رغبة في طرحه بنفسي لما بدا من قلة عدد المتناقشين بمدارسهم المختلفة هنا ، ولكن إن بدأت أنت سأكون عندك.
لك الود والتقدير والاحترام

د . محمد أيوب
12-10-2006, 03:45 PM
أخي الكريم د. محمد أيوب
يبدو أن هناك هوة فكرية كبيرة تفصل بيننا مما سيجعل نقاشنا لا يرسو على شاطئ مثل سفينة تمخر في عرض بحر بلا دفة ولا بوصلة تحددان لها موقعاً أو اتجاهاً. ويبدو أيضاً أن الاختصار أو إلقاء نبضات من الضوء على ما نحن فيه من خلاف لن يكون كافياً طالما هناك اختلاف في قواعد الفكر والرؤية ومنهج التحليل من الأساس.
لذلك أقترح عليك أن تقوم أنت إن أردت بفتح موضوع منفصل نناقش فيه الأوضاع في مصر وما استتبع ذلك من تغيرات في المنطقة كلها منذ حركة الضباط عام 1952 حتى الآن.
واقترح أن تكون رؤوس المواضيع كالآتي:
- حركة الضباط ، دواعيها واسباب نجاحها.
- فكر الضباط وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
- عبد الناصر ، شخصيته وفكره وثقافته وقدراته وطموحاته.
- إنفراد عبد الناصر بالسلطة ، اسبابه ونتائجه.
- إنجازات عبد الناصر وبطولاته:
من الناحية الاجتماعية.
من الناحية الاقتصادية.
من الناحية السياسية.
من الناحية العسكرية.
من الناحية التنظيمية.
من الناحية الإقليمية.
- فترة حكم عبد الناصر ، المكاسب والخسائر.
- السادات ، فكره وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
- هل اختلف نظام حكم السادات عن نظام حكم عبد الناصر ؟
- - إنجازات السادات وبطولاته:
من الناحية الاجتماعية.
من الناحية الاقتصادية.
من الناحية السياسية.
من الناحية العسكرية.
من الناحية التنظيمية.
من الناحية الإقليمية.
- نظام الحكم الحالي هل اختلف عن نظام عبد الناصر والسادات.
- مبارك ، ما له وما عليه دون الطعن في الرجل فقوانين رابطة الواحة تمنع التعرض لقادة الدول العربية والإسلامية الحاليين بالإسم ولكنها لا تمنع المناقشة التي لا تذكر فيها أسماء أو تتعرض لمناقشة ليس فيها تعريض شخصي.
إن أردت ياأخي الكريم نقاشاً إيجابياً يقوم على أسس منهجية من عمق الفهم والعلم والأرقام ومعطيات التاريخ حتى نصل إلى قناعة لا تحكمها أغراض أو تحيز أو قصر نظر أو انفعال فسأكون أول المرحبين والمشاركين في هذا الموضوع الذي لا أجد عندي رغبة في طرحه بنفسي لما بدا من قلة عدد المتناقشين بمدارسهم المختلفة هنا ، ولكن إن بدأت أنت سأكون عندك.
لك الود والتقدير والاحترام
أخي الكريم
شكرا لك وبارك الله فيك ، ربما أجد من الوقت ما يتيح لي الخوض في هذه المواضيع التي لن تتفق الآراء حولها مهما حسنت النوايا .
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د. سمير العمري
12-10-2006, 09:24 PM
أعلم أنني تأخرت كثيراً لانشغالي حتى خرج الحوار عن أصل الموضوع في قضايا أكثر جدية وأهمية ، ولكن لا بأس أن نعود على بدء.

ولعلني أبدأ بالاستغراب لرد أخي الفاضل د. محمد أيوب والذي رغم أنني أدركت من رده أنه فلسطيني مثلي أن يخاطبني بخطاب الغريب للغريب بل بخطاب المناوئ للمناوئ في عصبية ظاهرة ومجادلة واضحة.

أيها الأخ الحبيب:
كان أجدر بنا أن نتحاور حوار القريب للقريب وأن نتفاهم تفاهم الأخ لأخيه لا يفقده الود اختلاف ولا التفاف. وأجدر بمن هو في قامتك التي أراهن عليها كثيراً وآمل منها أكثر ، وأنتظر منه أن تكون أحد ركائز ثورتنا الفكرية التصحيحية نحو خطاب إعلامي منصف وحوار سياسي مثمر أن يعتمد منهجية الحوار المرتكز على منهجياته وأساليبه.

ولعلني أخي أحب أن أوضح لك بأننا هنا في واحة الخير نؤسس لمنهج حوار فكري سياسي ولسنا معنيين بجدل سياسي وتراشق إعلامي كما يحدث في كل مكان آخر. نحن نريد هنا أن نصل إلى كنه الأشياء ومضامين المعاني ومناهج التقييم والتقويم.

ولعلني هنا قد خطر ببالي ذلك الطفل الذي سأل أبيه عن سبب هبوب الرياح فأجابه بأنها بسبب حركة الأشجار التي تحرك الرياح فتهب باندفاع فآمن الطفل واثقاً بعلم أبيه وباتت هذه حقيقة ويقين لا يتزعزع ، واتهم حتى حين أصبح رجلاً ناضجاً كل من أخبره أن حركة الأشجار هي نتيجة لحركة الرياح وليس سبباً فيها ، وأن المعايير عنده مقلوبة بأنهم كلهم جهلة لا يفهمون ولا يعون.

إن الخوض في إشكاليات السياسة والانشغال بقشورها لم يأت يوماً بنتيجة مثمرة بل على العكس ، كان في انتصار كل ذي رأي لرأيه ، وارتباط كل ذي ميل بميله ، ودفاع كل ذي مصلحة عن مصلحته ما أوجد البغضاء في النفوس والتنافر في القلوب. وهذا أمر لا نسعى إليه قط من خلال فتح هذا المنبر الفكري السياسي الذي نريد به أن نجمع أصحاب الفكر والرؤية والروية لنتعمق في قوام المواقف ونستقصي آفاق الإشكاليات العالقة بما يكفل نتيجة مثمرة ومنصفة لا تفترض النتائج سلفاً بل تتحرى الحق والحقيقة في جو من الثقة والمصداقية والود.

ومن هذا المنطلق دعني أرد عليك دون إسهاب متطرقاً إلى إشكاليات المنهج الفكري السياسي العربي النابع من خطاب إعلامي رديء وشعارات أكل الدهر عليها وشرب. ولعلني أبدأ معم فيما نتوافق عليه من رأي في موضوع كنت أرتب لأن أكتب عنه بشأن دخول حماس هذه السلطة المزعومة وهي بهذا قد ارتكبت خطأ كبيراً في تقديري المتواضع وباتت اليوم في موقف المتناقض مع ذاته حين يرفضون الاعتراف بالكيان الغاصب وهم لا يعلمون أنهم قد اعترفوا به ضمنياً بدخولهم سلطة قامت على اتفاقيات أوسلو سيئة الذكر والتي كان أساسها وأهم أهدافها هو ضمان اعتراف الفلسطينيين بحق الصهاينة في الوجود وفي أرض ودولة وحدود وحقوق. هذه إشكالية يجدر بنا أن نتناولها بشكل مفصل ومنصف.

ولكن ماذا عن اختلافنا في رؤية الواقع وأهم منه اختلافنا في استقراء المرجعيات والانبثاقات في آفاق الوجدان العربي أولاً ثم في أعماق كل فرد منا ثانيا؟؟ هل الحديث الصريح الحر عن هذا الأمر سيفسد ما بيننا؟؟ إن كان ذلك فسأكون أحرص على ودك منه على رأيي أو رؤيتي وسأترك الحوار لحين تفاهم وثقة واتفاق على أننا أخوين قريبين نتحاور ، لا خصمين غريبين نتشاجر.

وربما أستأذنك أخي الكريم في أمر أثار انتباهي جداً من خلال حوارك مع الأخ الكريم البحتري ، وهو تمجيدك الشديد لعبد الناصر واعتمادك على أنه رجل نظفت يده ومات لا يملك حتى بيتاً ، وبأنه فضل أن يبني لأمته مصنعاً بدل أن يبني لنفسه بيتاً ، ثم أجد منك في موضع آخر تمجيداً يزيد لعرفات الذي ابتلع كل أموال وطنه وسخره لشراء الذمم والرجال والسلاح وبناء امبرطورية تشبه إلى حد بعيد امبراطوريات المافيا حتى إذا مات ذهبت كل أموال الشعب والدولة وأموال المغتربين والمتبرعين إلى حساب من تعلم وأعلم ، ولن أدخل في تفاصيل الصفقات التي تمت بهذا الخصوص بين تفسيم المال وتقسيم السلطة.

إن تفسير هذا الأمر المتناقض بين الموقفين من الرجلين في تقديري هو أنهما اتفقا في أمور أكثر من هذه أهمها إعلام موجه ، وخطابات براقة ووعود كثيرة ، ونبرة خطابية خادعة تماماً كخطاب صدام بالعزة والنصر في نفس لحظات سقوط بغداد. إنهم خريجون من نفس المدرسة السياسية التي تبيع الوهم ملفوفاً بثوب من حرير.


أختم بالقول بأننا في الواحة نفتح آفاق الفكر بمنابر منصفة ومتجردة ، ولا نريد أن تتحول هذه المنابر لتراشقات لا يكون منها غير التباغض والتناجش والتباعد. ونحن أخي الحبيب أحرص على الود وعلى استقراء المعاني والمبادئ لا استنفار الأماني للمواقف.

أرجو أن يكون في كلامي ما يطيب خاطرك ويعيدنا إلى منهج حواري هادف نرجوه بالواحة ونسعى إليه بأمثالك من المفكرين الكرام خدمة لمصالح الأمة ومستقبلها.


تقبل الود.

د . محمد أيوب
13-10-2006, 01:36 PM
أخي العزيز سمير العمري
تحية أخوية وبعد :
فقد بدأت ردك كما في الرد السابق بالاستغراب من أنني أخاطبك خطاب الغريب للغريب ، تقول :
(ولعلني أبدأ بالاستغراب لرد أخي الفاضل د. محمد أيوب والذي رغم أنني أدركت من رده أنه فلسطيني مثلي أن يخاطبني بخطاب الغريب للغريب بل بخطاب المناوئ للمناوئ في عصبية ظاهرة ومجادلة واضحة.)ترى أين وجدت ما يوحي بذلك أخي العزيز ؟ أنا أحترم كل أخ عربي ، هل ترى أنني أخطأت حين أرفض أن يراق الدم الفلسطيني بيد أبناء فلسطين مهما كانت توجهاتهم ؟ .
ثم تشير إلى أنكم في الواحة تريدون الوصول إلى كنه الخير ، والكلام المسكوت عنه يشير إلى أنني على العكس من ذلك ، وأنني أشجع الجدل السياسي وأنني أريد الابتعاد بالواحة عن كنه الخير هذا !!!!، ترى إذا دافع الإنسان عن موقفه يعتبر مجادلا ، تقول أخي الكريم:
( ولعلني أخي أحب أن أوضح لك بأننا هنا في واحة الخير نؤسس لمنهج حوار فكري سياسي ولسنا معنيين بجدل سياسي وتراشق إعلامي كما يحدث في كل مكان آخر. نحن نريد هنا أن نصل إلى كنه الأشياء ومضامين المعاني ومناهج التقييم والتقويم. )لا تنس أخي أنني في الأماكن الأخرى قد دافعت عن حق حماس في ممارسة حقها في الحكم ما دام اختيارها قد تم نتيجة انتخابات ديمقراطية المر الذي حدا بالبعض إلى حد اتهامي بأنني من حماس ومن الإخوان المسلمين وأنني أدافع عن صدام حسين وأمثاله من قادة حماس ، غريب أمر كتابتنا عن لم توافقه الرأي فأنت في الصف المعادي !!!
ثم تشير أخي إلى أنك لن تسهب في ردك فتقول :
( ولعلني أبدأ معك فيما نتوافق عليه من رأي في موضوع كنت أرتب لأن أكتب عنه بشأن دخول حماس هذه السلطة المزعومة وهي بهذا قد ارتكبت خطأ كبيراً في تقديري المتواضع وباتت اليوم في موقف المتناقض مع ذاته حين يرفضون الاعتراف بالكيان الغاصب وهم لا يعلمون أنهم قد اعترفوا به ضمنياً بدخولهم سلطة قامت على اتفاقيات أوسلو سيئة الذكر والتي كان أساسها وأهم أهدافها هو ضمان اعتراف الفلسطينيين بحق الصهاينة في الوجود وفي أرض ودولة وحدود وحقوق. هذه إشكالية يجدر بنا أن نتناولها بشكل مفصل ومنصف.) لا أريد هنا أن أضيف أي تعليق لأنه لا خلاف بيننا ، وقد تحاورت مع أصدقائي من حماس وتطرقنا إلى أمور كثيرة لا يمكنني أن أكتب عنها هنا ، لم يغضبوا أو يعاتبوا ، ولكن المفاجأة التي تصدمني بها هي قولك :
( ثم أجد منك في موضع آخر تمجيداً يزيد لعرفات الذي ابتلع كل أموال وطنه وسخره لشراء الذمم والرجال والسلاح وبناء امبرطورية تشبه إلى حد بعيد امبراطوريات المافيا حتى إذا مات ذهبت كل أموال الشعب والدولة وأموال المغتربين والمتبرعين إلى حساب من تعلم وأعلم ، ولن أدخل في تفاصيل الصفقات التي تمت بهذا الخصوص بين تفسيم المال وتقسيم السلطة. ) ترى أين اكتشفت ذلك يا أخي العزيز ، والكل يعرف أنني كنت انتقد تصرفات ياسر عرفات في حياته ، ولم أفكر لحظة واحدة في المشاركة في سلطة كنت وما زلت أعتقد أنها ولدت بطريقة غير مقبولة ، ولو كنت قبلت لحصلت على ما أريد ، أنتقدت مسلكيات أخوتنا في فتح وليس ياسر عرفات فقط أمام أبناء فتح وفي ندواتهم الخاصة كما انتقدت أخوتي في حماس في ندواتهم الخاصة ، ما قلته في ردي على الأخ الحريري بالحرف الواحد هو :
( سامح الله الذي أوصلنا إلى هذا الوضع ومات بعد أن كان قد حصر كل الصلاحيات في يده واستعان بأشباه الرجال فقط . )أين المديح هنا ؟ ولكني ، ما دام الأمر كذلك ، سأتطرق إلى حادثة وقعت لي في بداية السلطة ، فقد طلب مني أحد الضباط رشوة ، ولما رفضت قام بهدم جدار لي وخرب الأشجار داخل الحوش ، كان يريدني أن أتصرف تصرفا أحمقا وأن أوعز بضربه والاعتداء عليه ، كل ما فعلته باعتباري كاتبا وصحفيا أنني صورت الدمار الذي حصل على شريط فيديو وبالكاميرا ، فاستفز الرجل وقام بإبلاغ الارتباط العسكري بأن شخصا محسوبا على الجبهة الشعبية يصور مواقع عسكرية إسرائيلية فطلب منه ربحي عرفات مسئول الارتباط أن يأخذ الشريط مني وأن يعتقلني ، ولما رفضت ذلك ، أمر الغبي جنديا من القوة التي أحضرها بأن يطلق النار علي ، لم أصب والحمد لله بل توجهت للمسئولين عن المنطقة الذي حاولوا أخذ الشريط بالطرق السلمية ، ولكني رفضت لأفاجأ أنه أبلغ بأنه أطلق النار على شخص من حماس ، هكذا وبكل بساطة انتقلت من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين !!! ولكن ياسر عرفات الذي لم أقابله مرة واحدة وكان على بعد أقل من متر ونصف مني ، لم أصافحه مع أننا كنا مدعوين لمصافحته في العيد ، عندما وصلته الشكوى وشريط الفيديو أمر بتحويل الضابط إلى النيابة العسكرية وتم التحقيق معه مدنيا وعسكريا ، علما بأن أصدقائي فكروا تفكيرا خاطئا بأن يطلقوا النار على الموقع الذي يتواجد فيه الضابط للانتقام لي ولكني رفضت لأنني ضد إثارة الفتن .
يا أخي العزيز
لم يعد المواطن آمنا على حياته في قطاع غزة ، فجأة يتناثر الرصاص في الشارع فيصاب من يصاب ويموت من يموت ليتلاقى الإخوة كارامازوف بالأحضان ويعلنان على الملأ أنه تم تجاوز الخلافات وأن الدم الفلسطيني خط احمر لتبدأ عجلة الخلافات بالدوران من جديد ، لا يشعر المواطن العادي بوجود حكومة أو سلطة في البلد ، كل إنسان يفعل ما يحلو له والقانون في إجازة ، ترى من المسئول عن انتشار السلاح في يد كل من هب ودب .
أما عن مدحي لعبد الناصر ، لا أتردد ولا أخجل من الدفاع عن الرجل لأنني أفتخر بأنني قومي عربي يحب أمته العربية ويتمنى لها كل تقدم وازدهار ، أما بخصوص المقارنة بين ياسر عرفات وعبد الناصر فقد شرب الرجلان من نبع واحد هو نبع الإخوان المسلمين وفي الإساءة إليهما إساءة لحركة الإخوان المسلمين التي كانت أول حاضنة تحتضنهما ، لا أستطيع أن أقول في حق رجل مات مسموما مثل عرفات سوى سامحه الله ، لأن من العيب علي أن أجرح الأموات مهما اختلفت معهم ، فما بالك إذا كنت أحترم رجلا مثل عبد الناصر الذي مات مسموما أيضا بسم الأكونتين .
وأخيرا يا أخي العزيز تقول :
( أختم بالقول بأننا في الواحة نفتح آفاق الفكر بمنابر منصفة ومتجردة ، ولا نريد أن تتحول هذه المنابر لتراشقات لا يكون منها غير التباغض والتناجش والتباعد. ونحن أخي الحبيب أحرص على الود وعلى استقراء المعاني والمبادئ لا استنفار الأماني للمواقف. ) أود فقط يا أخي أن تذكر للقراء في الواحة حالة واحدة قمت فيها بتحويل الواحة إلى منبر للتراشقات ، وأنا أعدك بعد ذلك بأن تكون مشاركتي هذه آخر مشاركة في منبر الواحة الذي دخلته طوعا وشاركت فيه من منطلق الثقة . أما أن يشار إلى من يحمل رأيا مخالفا للبعض بأنه يثير الجدال فهذا أمر غير مقبول ، لقد قمت بالرد على من قام بالتعليق على مقال كتيته ومن واجبي أن أوضح وجهة نظري لأن السكوت يعني أنني سلمت بوجهة نظر صاحب التعليق أو أنني لا أستطيع الرد .
أخيرا أقدم لك مودتي وتقديري
د . محمد أيوب [/FONT[/B][/SIZE][/COLOR]

د. سمير العمري
13-10-2006, 03:34 PM
الأخ الكريم د. محمد أيوب:

أجدني مضطراً لالاستغراب في ردي الثالث هنا مما أراه ذهب إلى غير ما أريد. ربما كان ذلك من قصور لغتي أو غموض أسلوبي ، وأنا للحق بحاجة هنا لتوضيحات علها تسعف ما كان من قصورها في توصيل ما أردت.

أما النقطة الأولى فهو سؤالك عن سبب قولي عن حوار الغريب للغريب وكذا سبب قولي لك بأنك تمجد عرفات ، والحق أخي الكريم كان هذا بالطبع من خلال حديثك السابق سواء في نص الموضوع أو في الردود ، فأنت في حديثك تتحدث عن فريقين ، ونحن وهم وغير ذلك مما قرأته حوار غريب لغريب. وأما عن أمر عرفات فقد رأيتك تتحدث عنه حديث من يراه أسطورة وقديساً وما أكثرهم من هؤلاء المنتفعين والموهومين. هكذا قرأت الأمر كما قرأت أنا وغيري تمجيدك لعبد الناصر من خلال تلميحات وإرهاصات لا تخفى. ومهما يكن من أمر فليس في قولي هذا ما يصيبك أو يعيبك فرأيك لك نحترمه وإن خالف.

وأما النقطة الثانية فهو قضية زج الشخص في القضية وهذا مما أجده لا يخدم حواراً كأساس عام ، وثق أخي الحبيب بأننا نتضامن معك في كل ما حدث ، بل وثق أكثر بأنك لست وحدك من كان سيستفيد من إغراءات السلطة ، ولست وحدك من أطلق عليه النار في محاولات اغتيال ومن هدد علنا غير مرة. محدثك هنا عرض عليه المناصب العليا في سلطة أوسلو من فتح مرة ومن حماس مرات ، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال ، ولا أحسب إلا أن غيرنا كثير.

وأما النقطة الثالثة فإن منهج التفنيد في مثل هذا الحوار هو مما لا يخدم الهدف كما أقدر ، هذا الهدف الذي هو استقصاء معالم الحق والحقيقة دون حكم مسبق أو دفاع عن مواقف شخصية كما ذكرت في معرض ردك الأخير. إن أسلوب التفنيد لا يخدم إلا الانتصار من خلال إبراز خطأ الآخر وإثباتهه سواء أكان ذلك صدقاً أم وهماً ، وأنا كررت غير مرة بأننا هنا لا نبحث في الطعن في الآراء ولا في أصحابها بل في البحث عن المنهج واستجلاء كنه الأشياء ومعالم الصواب من كلا الطرفين وبهذا لن يكون هناك خاسر ومنتصر ولا حتى خاسران بل سيكون بالقطع ثلاثة منتصرين ؛ طرفاا الحوار ومنهج الحق.

وأما النقطة الرابعة التي أحب أشير إليها هنا فهي قضية أسلوب الحوار والقفز إلى الظن والأحوط هو استقصاء المعاني والمقاصد أخي الكريم ، ومن خلال نظرة سريعة على ردك الأخير يجد المتابع أنه رد انفعالي انتصاراً لنفسك بتقدير لقولي ذهبت به إلى نقيض ما أردت منه ، وكان في حسن الظن سعة ورحمة واستعذار. بل وربما كان أجدر أن لا نضيع وقت الحوار في مثل هذا بما لا يفيد قضية ولا يخدم هدفا. ورغم كل هذا فإنا سعيد أن أرى منك في ردك الأخير ما توسمته فيك منذ قرأت لك من رؤية أكثر تجرداً ووعياً ، ورغبة صادقة في إحقاق الحق والانتصار للمنطق وللصواب حيث كان.

وأما النقطة الأخيرة والأهم فهو أنني أؤكد لك أخي الكريم بأنني ما قصدت من ردي الذي قمت أنت بتفنيده مسهباً أن أتهمك بما جاء في مضمون ما نصبو إليه في الواحة. ودعني أبين لك بأنني لم أكن أحاورك أخي الفاضل بل كنت أتحاور معك والفرق بين هذه وتلك كبيرة. محاورتي معك تعني أننا مهما اتفقنا أو اختلفنا فإننا نسير في ركاب تحري الصواب وتحقيق الهدف ليس لي ولك فقط بل إن الأمر يتجه أساساً إلى كل المتابعين من قراء ومشاركين وثق بأنهم كثير. وإنما أرت من خلال هذا الحوار الراقي ، ومن خلال ما رأيت منك من موضوعية في الطرح إجمالاً ، ومن أدب في الحوار تأكيداً ومن التزام بالمنهج تفضلاً أن أوصل رسالة لكل متابع بأن هذا المستوى من الحوار هو المطلوب وبأن دونه غير مرغوب ، وما كان المقصد بهذا إلا مدح ما نراه هنا من حوار مثمر راقٍ ، وطرح لأسلوب نحب ونرجو ، وحفظ لهذا الموضوع من بعض من قد يدخل متراشقاً ويحول الموضوع إلى مهاترات عاطفية واتناءات حزبية.
وستعلم قريباً ما كنت أرتب له منذ أيام ، لتدرك حينها ما أحمله لك شخصياً من الود كإنسان والتقدير ككاتب ومفكر.

أرجو أن يكون في ردي هذا ما يمسح ما أصاب صدرك من ضيق تجاهي ، وأن نتجاوز هذا الأمر لنركز في القادم من الأيام على حوارات حرة وصريحة ومنصفة أعدك بأن تكون الأرقى والأجمل والأصدق بإذن الله.


تحياتي

وفاء شوكت خضر
13-10-2006, 04:21 PM
الإخوة الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله ..

نشكر لكم هذا الحوار ، حقا أتابع باهتمام حوارا فكريا واعيا ، بين ثلاثة مفكرين ، نعتبرهم من عمالقة الواحة فكرا وأدبا .

نتمنى أن يستمر هذا الحوار بشكله الذي ابتدأ ، بروح الأخوة والهدوء ، مراعين المصلحة العامة في طرح مثل هذا الحوار الفكري السياسي ،
حيث أننا نتابعكم باهتمام بالغ لما لهذا الموضوع من أثر على الوعي الفكري السياسي ، الذي اختلفت اتجاهاته ، فبات الكثيرون يتخبطون بين تياراته المختلفه .

صفحات أعتقد أنها تستحق المتابعة ، فلا تحرمونا .

لكم كل التقدير والإحترام ..
دمتم بخير .. رمضان كريم .

البحترى
14-10-2006, 02:37 AM
أخي الكريم د. محمد أيوب
فوجئت بتوقفك عن المشاركة ولم أجد له اسباباً مقنعة. نحن هنا نقارع الفكر بالفكر والحجة بالحجة والبرهان بالدليل حتى يقتنع أحدنا برأي الآخر دون أن ينقص هذا من قدره او مكانته ، وقدرك عندنا كبير ومكانتك محفوظة.
إنهاء المناقشة دون الوصول لنتيجة واضحة أو استباق فشل هذه النتيجة هو باأخي اسلوب الحوار الذي عانينا منه عقود وعقود، ولعلك تذكر أسس مدرسة عبد الناصر التي ارتكزت على الرأي الواحد الذي لا يقبل معارضة ولا مناقشة ، إنما هو رجل واحد يتحدث وعلى الجميع الاتصباع والتأمين على كل ما يقوله فما يقوله هو الصحيح المطلق الذي لا يقبل الجدل أو التأويل. عانينا ياأخي من هذا حتي تعودنا على الخرس فتكلم أعداؤنا بالأفعال التي أوصلتنا لأوضاع تشكو أنت وأنا وكل العرب والمسلمين منها.
هنا ، في واحة الفكر، نتحدث بقلب مفتوح وعقل غني بالمعرفة ، فلم لا نتحدث دون ضيق أو انفعال أو مقاطعة حتى نصل لنتيجة تفيدنا وتفيد الجميع.
ما أراك إلا رجلاً تعرف كيف يكون الحوار وكيف يكون قبول الرأي الآخر إن استند على دلائل وبراهين جلية، فتقدم وشارك فإني أربأ بك أن تكون من المثقفين الذين يتقهقرون إذا حمي وطيس معركة الفكر لانحيازهم لأفكارهم التي لا يقبلون لها تبديلا.
لك الود والاحترام بما يليق بشخصك الكريم

د . محمد أيوب
14-10-2006, 10:19 AM
أخي الكريم د. محمد أيوب
فوجئت بتوقفك عن المشاركة ولم أجد له اسباباً مقنعة. نحن هنا نقارع الفكر بالفكر والحجة بالحجة والبرهان بالدليل حتى يقتنع أحدنا برأي الآخر دون أن ينقص هذا من قدره او مكانته ، وقدرك عندنا كبير ومكانتك محفوظة.
إنهاء المناقشة دون الوصول لنتيجة واضحة أو استباق فشل هذه النتيجة هو باأخي اسلوب الحوار الذي عانينا منه عقود وعقود، ولعلك تذكر أسس مدرسة عبد الناصر التي ارتكزت على الرأي الواحد الذي لا يقبل معارضة ولا مناقشة ، إنما هو رجل واحد يتحدث وعلى الجميع الاتصباع والتأمين على كل ما يقوله فما يقوله هو الصحيح المطلق الذي لا يقبل الجدل أو التأويل. عانينا ياأخي من هذا حتي تعودنا على الخرس فتكلم أعداؤنا بالأفعال التي أوصلتنا لأوضاع تشكو أنت وأنا وكل العرب والمسلمين منها.
هنا ، في واحة الفكر، نتحدث بقلب مفتوح وعقل غني بالمعرفة ، فلم لا نتحدث دون ضيق أو انفعال أو مقاطعة حتى نصل لنتيجة تفيدنا وتفيد الجميع.
ما أراك إلا رجلاً تعرف كيف يكون الحوار وكيف يكون قبول الرأي الآخر إن استند على دلائل وبراهين جلية، فتقدم وشارك فإني أربأ بك أن تكون من المثقفين الذين يتقهقرون إذا حمي وطيس معركة الفكر لانحيازهم لأفكارهم التي لا يقبلون لها تبديلا.
لك الود والاحترام بما يليق بشخصك الكريم
أخي الكريم
الشكر كل الشكر لك وبارك الله فيك ، لا أستطيع المساهمة في نبش قبور الأموات حتى من أعتقد أنهم كانوا سببا في كل ما حل بنا الآن ، القصور ليس قصور زعيم أو شخص ، وإنما هو قصور منظومة متكاملة وعقلية تلغي الآخر وتلتفت دائما إلى الوراء بدلا من السعي لارتياد آفاق المستقبل ، سنظل نراوح أماكننا بينما غيرنا يسبقنا في كل المجالات العلمية والحضارية والإنسانية حتى كوريا وإيران ونكتفي بالقول بأن أمورنا على ما يرا م ، لا بد أن نوجه النقد للأحياء وليس للأموات الذين لا حول لهم ولا قوة ، هكذا هو حالنا ننتقد الزعيم بعد أن يموت ولم أر من يتجرأ على انتقاد زعيم حي مهما كانت أخطاؤه للأسف ، يبدو أن عبد الناصر هو سبب مشاكل العالم كله بينما الغزاة والطامعين بوطننا العربي الكبير لا ذنب لهم لأن من حقهم أن ينهبوا خيراتنا ويعاقبوننا ، رحم الله أمواتنا بعملهم ، ولا أستطيع أن أنسب للآخرين ما لم يقولوه دون تقديم الدليل والبرهان من هذه الأقوال .
شكرا لكم على كرمكم ودمتم ودامت الواحة خضراء بأصحابها وكتابها ، أدعو الله أن يتضاعف عدد كتابها وأن تتخلص من المجادلين والانفعاليين.
لا وقت لدي أضيعه في مهاجمة الأموات او الدفاع عنهم .
مودتي
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
14-10-2006, 10:38 AM
الإخوة الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
نشكر لكم هذا الحوار ، حقا أتابع باهتمام حوارا فكريا واعيا ، بين ثلاثة مفكرين ، نعتبرهم من عمالقة الواحة فكرا وأدبا .
نتمنى أن يستمر هذا الحوار بشكله الذي ابتدأ ، بروح الأخوة والهدوء ، مراعين المصلحة العامة في طرح مثل هذا الحوار الفكري السياسي ،
حيث أننا نتابعكم باهتمام بالغ لما لهذا الموضوع من أثر على الوعي الفكري السياسي ، الذي اختلفت اتجاهاته ، فبات الكثيرون يتخبطون بين تياراته المختلفه .
صفحات أعتقد أنها تستحق المتابعة ، فلا تحرمونا .
لكم كل التقدير والإحترام ..
دمتم بخير .. رمضان كريم .
العزيزة دخون
شكرا لك وكل عام وانت بخير
لكي يستمر الحوار لا بد من توافر شروط منطقية ، فعندما أذكر أمرا دون أن أذكر الدليل عليه مما ورد في الحوار أكون قد وقعت في خطأ التعميم ، عندما أقول إن فلانا يروج لفلان أو يدعمه لا بد أن يرد ذلك مدعوما بالأدلة من أقوال هذا الفلان ، أما أن أطلق الأمور والاتهامات بالانفعالية والموالاة لشخص فلان وكفي فهذا أمر غير مقبول بتاتا ، لأنني لم أفكر يوما في أن أكون تابع قفة ولو كنت سأحصل على كنوز الدنيا .
دامت الواحة عامرة بكتابها وأبعد الله عنها أذى المجادلين والانفعاليين من أمثالي

د . محمد أيوب
14-10-2006, 11:15 AM
الأخ الكريم د. محمد أيوب:
أجدني مضطراً لالاستغراب في ردي الثالث هنا مما أراه ذهب إلى غير ما أريد. ربما كان ذلك من قصور لغتي أو غموض أسلوبي ، وأنا للحق بحاجة هنا لتوضيحات علها تسعف ما كان من قصورها في توصيل ما أردت.
أما النقطة الأولى فهو سؤالك عن سبب قولي عن حوار الغريب للغريب وكذا سبب قولي لك بأنك تمجد عرفات ، والحق أخي الكريم كان هذا بالطبع من خلال حديثك السابق سواء في نص الموضوع أو في الردود ، فأنت في حديثك تتحدث عن فريقين ، ونحن وهم وغير ذلك مما قرأته حوار غريب لغريب. وأما عن أمر عرفات فقد رأيتك تتحدث عنه حديث من يراه أسطورة وقديساً وما أكثرهم من هؤلاء المنتفعين والموهومين. هكذا قرأت الأمر كما قرأت أنا وغيري تمجيدك لعبد الناصر من خلال تلميحات وإرهاصات لا تخفى. ومهما يكن من أمر فليس في قولي هذا ما يصيبك أو يعيبك فرأيك لك نحترمه وإن خالف.
وأما النقطة الثانية فهو قضية زج الشخص في القضية وهذا مما أجده لا يخدم حواراً كأساس عام ، وثق أخي الحبيب بأننا نتضامن معك في كل ما حدث ، بل وثق أكثر بأنك لست وحدك من كان سيستفيد من إغراءات السلطة ، ولست وحدك من أطلق عليه النار في محاولات اغتيال ومن هدد علنا غير مرة. محدثك هنا عرض عليه المناصب العليا في سلطة أوسلو من فتح مرة ومن حماس مرات ، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال ، ولا أحسب إلا أن غيرنا كثير.
وأما النقطة الثالثة فإن منهج التفنيد في مثل هذا الحوار هو مما لا يخدم الهدف كما أقدر ، هذا الهدف الذي هو استقصاء معالم الحق والحقيقة دون حكم مسبق أو دفاع عن مواقف شخصية كما ذكرت في معرض ردك الأخير. إن أسلوب التفنيد لا يخدم إلا الانتصار من خلال إبراز خطأ الآخر وإثباتهه سواء أكان ذلك صدقاً أم وهماً ، وأنا كررت غير مرة بأننا هنا لا نبحث في الطعن في الآراء ولا في أصحابها بل في البحث عن المنهج واستجلاء كنه الأشياء ومعالم الصواب من كلا الطرفين وبهذا لن يكون هناك خاسر ومنتصر ولا حتى خاسران بل سيكون بالقطع ثلاثة منتصرين ؛ طرفاا الحوار ومنهج الحق.
وأما النقطة الرابعة التي أحب أشير إليها هنا فهي قضية أسلوب الحوار والقفز إلى الظن والأحوط هو استقصاء المعاني والمقاصد أخي الكريم ، ومن خلال نظرة سريعة على ردك الأخير يجد المتابع أنه رد انفعالي انتصاراً لنفسك بتقدير لقولي ذهبت به إلى نقيض ما أردت منه ، وكان في حسن الظن سعة ورحمة واستعذار. بل وربما كان أجدر أن لا نضيع وقت الحوار في مثل هذا بما لا يفيد قضية ولا يخدم هدفا. ورغم كل هذا فإنا سعيد أن أرى منك في ردك الأخير ما توسمته فيك منذ قرأت لك من رؤية أكثر تجرداً ووعياً ، ورغبة صادقة في إحقاق الحق والانتصار للمنطق وللصواب حيث كان.
وأما النقطة الأخيرة والأهم فهو أنني أؤكد لك أخي الكريم بأنني ما قصدت من ردي الذي قمت أنت بتفنيده مسهباً أن أتهمك بما جاء في مضمون ما نصبو إليه في الواحة. ودعني أبين لك بأنني لم أكن أحاورك أخي الفاضل بل كنت أتحاور معك والفرق بين هذه وتلك كبيرة. محاورتي معك تعني أننا مهما اتفقنا أو اختلفنا فإننا نسير في ركاب تحري الصواب وتحقيق الهدف ليس لي ولك فقط بل إن الأمر يتجه أساساً إلى كل المتابعين من قراء ومشاركين وثق بأنهم كثير. وإنما أرت من خلال هذا الحوار الراقي ، ومن خلال ما رأيت منك من موضوعية في الطرح إجمالاً ، ومن أدب في الحوار تأكيداً ومن التزام بالمنهج تفضلاً أن أوصل رسالة لكل متابع بأن هذا المستوى من الحوار هو المطلوب وبأن دونه غير مرغوب ، وما كان المقصد بهذا إلا مدح ما نراه هنا من حوار مثمر راقٍ ، وطرح لأسلوب نحب ونرجو ، وحفظ لهذا الموضوع من بعض من قد يدخل متراشقاً ويحول الموضوع إلى مهاترات عاطفية واتناءات حزبية.
وستعلم قريباً ما كنت أرتب له منذ أيام ، لتدرك حينها ما أحمله لك شخصياً من الود كإنسان والتقدير ككاتب ومفكر.
أرجو أن يكون في ردي هذا ما يمسح ما أصاب صدرك من ضيق تجاهي ، وأن نتجاوز هذا الأمر لنركز في القادم من الأيام على حوارات حرة وصريحة ومنصفة أعدك بأن تكون الأرقى والأجمل والأصدق بإذن الله.
تحياتي
أخي الكريم د . سمير العمري
شكرا لك أخي الكريم على ما جاد به قلمك ، لكني كنت أتوقع أن تقرن ملاحظاتك بمقتطفات من ردودي عليك أو على الأخ البحتري لتثبت صحة ما ذهبت إليه ، تقول :
" ثم أجد منك في موضع آخر تمجيداً يزيد لعرفات الذي ابتلع كل أموال وطنه وسخره لشراء الذمم والرجال والسلاح وبناء امبرطورية تشبه إلى حد بعيد امبراطوريات المافيا حتى إذا مات ذهبت كل أموال الشعب والدولة وأموال المغتربين والمتبرعين إلى حساب من تعلم وأعلم ، ولن أدخل في تفاصيل الصفقات التي تمت بهذا الخصوص بين تفسيم المال وتقسيم السلطة."
أرجو أن تحدد العبارات التي تثبت ذلك ، كما تقول :
" وسأترك الحوار لحين تفاهم وثقة واتفاق على أننا أخوين قريبين نتحاور ، لا خصمين غريبين نتشاجر."
ترى هل تشاجرنا في حوارنا لا سمح الله وأين وقع هذا الشجار ؟ ، أما قصتك فهي مفيدة جدا لمن ينسبون النتائج إلى غير أسبابها ويحملون شخصا ما أوزار مجتمع بأسره ويتناسون أن القيادة من طينة الشعب نفسها وأنه مثلما تكونوا يولى عليكم ، تقول قصتك :
" ولعلني هنا قد خطر ببالي ذلك الطفل الذي سأل أبيه عن سبب هبوب الرياح فأجابه بأنها بسبب حركة الأشجار التي تحرك الرياح فتهب باندفاع فآمن الطفل واثقاً بعلم أبيه وباتت هذه حقيقة ويقين لا يتزعزع ، واتهم حتى حين أصبح رجلاً ناضجاً كل من أخبره أن حركة الأشجار هي نتيجة لحركة الرياح وليس سبباً فيها ، وأن المعايير عنده مقلوبة بأنهم كلهم جهلة لا يفهمون ولا يعون. "
أما اتهامي بالعصبية أرجوك كل الرجاء أن تورد من كلامي ما يثبت وجود هذه العصبية ، تقول:
" ولعلني أبدأ بالاستغراب لرد أخي الفاضل د. محمد أيوب والذي رغم أنني أدركت من رده أنه فلسطيني مثلي أن يخاطبني بخطاب الغريب للغريب بل بخطاب المناوئ للمناوئ في عصبية ظاهرة ومجادلة واضحة. "
وتقول أيضا :
" ولسنا معنيين بجدل سياسي وتراشق إعلامي "
ترى أين وقع هذا التراشق الإعلامي لأعتذر عنه وأقوم بالتعويض عن أضراره المادية والمعنوية ، كيف حدث الجدل وأين ، هل هناك عبارات بعينها تؤكد ما ذهبت إليه أخي الكريم ؟
وقبل الختام ، كنت أتوقع أن نستفيد من خبراتكم في الواحة لتوضيح مفهوم عبارة :
" وأنتظر منه أن تكون أحد ركائز ثورتنا الفكرية التصحيحية نحو خطاب إعلامي منصف وحوار سياسي مثمر أن يعتمد منهجية الحوار المرتكز على منهجياته وأساليبه. "
وكيف يعتمد الحوار السياسي على منهجية الحوار المرتكز على منهجياته وأساليبه ؟ ، أرجو أن تعذرني لقصور فهمي عن إدراك المقصود من العبارة .
أشكر لكم كرمكم وحسن وفادتكم وأتمنى الخير كل الخير لواحتكم الخضراء ، وأدعو الله أن تتخلص الواحة من المجادلين الباحثين عن ذرائع للتشاجر والذين يبتعدون عن أصول الحوار ومنهجيته .
أرجو ألا تستغرب للمرة الرابعة ، يبدو انني أثير الاستغراب والدهشة وانا لا أعلم .
مدوتي وتقديري
د . محمد أيوب

محمد إبراهيم الحريري
14-10-2006, 05:22 PM
العزيزة دخون
شكرا لك وكل عام وانت بخير
لكي يستمر الحوار لا بد من توافر شروط منطقية ، فعندما أذكر أمرا دون أن أذكر الدليل عليه مما ورد في الحوار أكون قد وقعت في خطأ التعميم ، عندما أقول إن فلانا يروج لفلان أو يدعمه لا بد أن يرد ذلك مدعوما بالأدلة من أقوال هذا الفلان ، أما أن أطلق الأمور والاتهامات بالانفعالية والموالاة لشخص فلان وكفي فهذا أمر غير مقبول بتاتا ، لأنني لم أفكر يوما في أن أكون تابع قفة ولو كنت سأحصل على كنوز الدنيا .
دامت الواحة عامرة بكتابها وأبعد الله عنها أذى المجادلين والانفعاليين من أمثالي

الأخ الدكتور محمد أيوب ـ تحية
أخي الفاضل د : محمد
الناس بخير ما تباينوا ، ولنا في هذا القول من سيد الرسل خير دليل على شرعية الحوار ، والارتقاء بالمسؤولية الفكرية إلى سدة الإخاء ، وصولا للحق ، وكل يرى بعين يقينه .
لاباس أخي من حوار هادف يصل بنا إلى مصاف الشرف المهني ، جلاء للحقيقة ، ونقاء للنفوس .
لا ضير أخي الفاضل من تضارب الأفكار ، ومن تقاطع الأهداف
ولتتسع صدورنا لكل قصد ، ولا نبيح للظنون أروقة العذل ، أو هبوب رياح تطيح بخيام لقائنا
لك الود أخي ولن تكون إلا بيننا رجلا يحمل فكرا
وينير دروب ما غشيت حلوكها غيوم تخمين .
لك دور رائد في دفع مسيرة الواحة للأمام
أحييك
ولتكن كما عرفناك
أخا وإن اختلف الحرف وتباينت الرؤى
فالغاية أسمى وأجل
أخوك محمد

وفاء شوكت خضر
14-10-2006, 06:56 PM
الإخوة المتحاورون الأفاضل ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أعبر عن حزني الشديد لما وصل إليه الحوار بين ثلاثة عمالقة من المفكرين ، كنا نتابعهم نأخذ منهم وعنهم أفكارا تنير ظلمات مفاهيمنا.
لي عتب بسيط لو اتسعت صدوركم لأخت كبيرة بينكم صغيرة بالعلم أمام علمكم ، فليس لي باع ولا ذراع في السياسة ، وكنت أتابع هذا الحوار الغني بالمعلومات التاريخية ووجهات النظر المختلفة ، ومثلي كثيرون هنا يتابعونكم ، نحاول كل أن يصل للحقيقة عن طريق حواركم .
إلا أن الإختلاف في وجهات النظر بينكم أوقعنا معكم في الخروج عن لب الموضوع وجوهره ، لمنازعات في من هو أصح في وجهة نظره .
لم تتركوا لنا الحكم على وجهات نظركم بل حاول كل منكم فرض رؤيته على الآخر وعلى القارىء .
همسة لأخي الفاضل / د. محمد أيوب ..
أن تنسحب من النقاش والحوار ، شيء ربما نقبل اعتذارك به ، لكن أن تنسحب من المنتدى لمجرد خلاف في الفكر ، فهذا والله ما لا نقبل فيه لك عذر .

شكرا لكم على سعة صدوركم ، ونتمنى أن نلقاكم على هذه الصفحات نستمد من فكركم النير العلم والمعرفة .

فهلا قبلتم دعوتي ...

لكم التقدير والإحترام ..

البحترى
14-10-2006, 08:13 PM
أخي الفاضل د. محمد أيوب
دفعتني ردودك الأخيرة أن أراجع مواضيعك السابقة في ملتقي الواحة لكي أقرأ إتجاهك جيداً وأعرف مرجعياتك الفكرية وهو ما لا ألجأ إليه إلا نادراً. ولست أكتب هذا أخي الكريم لكي أطعن فيك أو أنتقص منك وما كان لي ذلك مع أي إنسان فالاختلاف في الرؤى والمنهج والفكر لا يجب أن يمس مبدأ الاحترام بين الأطراف تحت أي مسمى.
ذلك التوافق بيت الناس مع اختلافاتهم الفكرية هو ما أراه في تاريخ مصر الذي يخبرنا أنه لم تحدث في مصر منذ عصر الفراعنة حرب أهلية واحدة بين أبنائها كيفما كانت أعراقهم أو انتماءاتهم او اختلافهم، ويعيش الآن بمصر المسلمين بكافة اتجاهاتهم والمسيحيين بكافة عقائدهم ولم يحدث اصطدام حقيقي بينهم يمكن أن يسمى بحرب أهلية فكلهم نسيج واحد لوطن يعرفون قدره وإن اختلفت ألوان الخيوط فيه. لم يمنع ذلك بمصر على مدى التاريخ إلا روح المحبة والوئام والسلام المتأصلة في روح هذا الشعب العجيب والذي يستمد وحدته من تراكمات تاريخية وحقائق جغرافية ومنابع إيمانية قلما تجتمع في شعب آخر. ذلك ياأخي ما يجعلني أتفهم بعض أسباب التراشق وبوادر الحرب الأهلية بين أخواننا الفلسطينيين.
أعود لما كنت بدأت فيه وهو فكر صديقي وأخي ومحاوري الدكتور محمد أيوب الذي لم أتشرف بمعرفة تخصصه الذي حصل فيه على الدكتوراه ، لقد وضح لي تماماً الوطنية المتأصلة عندك وكذلك إنحيازك أخي للفكر الناصري ومبادئ الحزب الناصري الذي يريد أن يحيي قادته أسلوب عبد الناصر في الحكم، هؤلاء القادة الذين كانوا من بين أدوات عبد الناصر في تثبيت حكمه الفاشي وكانت لهم في حقبته سلطة مطلقة غاشمة أفسدت ما أفسدت في مصر وضيعت ما ضيعت من أجيال. مات عبد الناصر فماتت سلطتهم معه فقد بدأ عصر آخر للسادات يطبق نفس مفهوم الفاشية وإن احتاج قناعه الجديد لتغيير الأدوات من الرجال والسياسات. الناصريون الذين يطلقون على أنفسهم مسمى الناصريين يتحدثون وكأن الناصرية منهجاً أو فكراً بينما هي في حقيقتها الواضحة أسلوب حكم شخص لم يحكم أسلوبه سوى عقليته العسكرية وأحقاده الطبقية وفاشيته المطلقة وتغييب أي قانون أو رأي سوى ما يراه هو في اللحظة.
أما أن تكون الناصرية مدرسة كما يدعون ويرفعون شعارتها مثل الانحياز للفقراء والعمال والفلاحين والكرامة الوطنية وعدم التبعية والاستقلالية وغيره ، فلا أرى في ذلك مبادئ تخصهم ولكنها مبادئ عامة لمعظم أحزاب دول العالم ، هم لا يخلصون لمبدأ أو غيره ولكن غايتهم هي الوصول للسلطة والحكم بالفاشية ، السلطة إذن هي الهدف وليس أي شيء آخر. قدر مصر كذلك ، وقدر عرشها كذلك ، من يجلس على كرسي السلطة في مصر يكون له شأن ولسياستة انعكاس على حركة المنطقة والعالم كله مهما كان هو أو مهما كانت قدراته الحقيقية ، ولو كان عبد الناصر رئيساً لأي بلد آخر غير مصر ما كان له ذكر ولا مدرسة ولا غيره ، وحسبك هؤلاء الحكام في البلاد الأخرى الذين انبهروا به وحاولوا تقليده وأن يكون لهم ما أحاط به من زخم ومنهم من هو على رأس السلطة حتى الآن فإذا هم في عيون شعوبهم والعالم مسخ وأضحوكة ولا وزن لهم ، إنه قدر مصر على مر التاريخ أن يكون لها كل هذا التأثير.
عندما نتكلم عن عبد الناصر فنحن لا ننبش قبور الموتى ياأخي الكريم فلسنا ننتقد شكل أنفه أو طول أذنيه وإنما نتحدث عن شخص أثر في تاريخ المنطقة والعالم كله ومازال هذا الأثر باقياً نصلى تبعاته وهناك حزب له يريد أن يعيد نفس أسلوبه في الحكم الشمولي الذي يضع كل مخالف له في القبور والسجون والمعتقلات. إننا بصدد فكر رجل قام بتصدير فكره الخرب للمنطقة متأسياً بحكم استالين في روسيا وقام بالتحريض والمساعدة في ترسيخ مفهوم الحكم العسكري الشمولي في المنطقة كلها بما فيها إسرائيل ذاتها ، ومازال نفس أسلوب حكمه متبعاً حولك في كل مكان بصورة أو أخرى.
ما كان ياسر عرفات أو صدام حسين وغيرهم ممن تعرفهم إلا تلاميذاً نجباء لفكر عبد الناصر ، إنه نفس الفكر الذي يدفع أخوتنا في فلسطين لهوة الحرب الأهلية وعدم قبول الرأي الآخر والتشبت الأعمى بفكر واحد لا مغير له ، واللجوء للأيدي وللقوة المسلحة لإجبار الآخرين على الانصياع لما لم يستطع العقل فرضه واشتهاء السلطة كيفما كان لذلك سبيلاً.
نحن في هذه الصفحة التي نتحاور فيها ياأخي تتطل علينا تبعات فكر عبد الناصر في فقدان منهجية الحوار وتباين الرؤى ، فأراك تنتهج منهج الرفض المطلق للاقتناع برأي آخر غير رأيك ، وحتى إن وجدت داخلك بوادر اقتناع تخرج فوراً من المناقشة لأنك تعتبر الاقتناع برأي الآخر هزيمة واستسلاماً!!!! وتعتبر المناقشة التي قد تغير فكرك تضييعاً للوقت !! وتعتبر التحدث في التاريخ نبش للقبور !!
لا ياأخي لا تفعل ما يتبعه الناصريون في أسلوب الحوار إذا ما تحاوروا ، حدثني أحد كبرائهم يوماً وقال أنه كانت هناك لجان في الاتحاد الاشتراكي أيام عبد الناصر أسمها لجان الإعداد ، كانت هذه اللجان تدرس للمنضمين لقيادة الاتحاد الاشتراكي كيفية التحدث مع الآخرين وأسلوب الحوار معهم . كان المعلم في اللجنة يقول للدارسين عندما تتحاور مع أحد في فكر الاشتراكية فكن جهوري الصوت والجأ للكلمات المعقدة غير المفهومة حتى يتصور محاورك أنك على ثقافة كبيرة ليست عنده فيخشاك فتمهد بذلك لقبوله ما تقوله ، فإن وجدته مثقفاً ولديه حججاً قوية فقم بالهجوم الشخصي عليه حتى ينشغل بالدفاع عن نفسه وينسى الحوار الأساسي فإن لم يستجب لذلك وظل صامداً على الحوار فاختلق مشكلة بينك وبينه وتعارك معه تمهيداً لانسحابك المبرر !!! ولا تلتقي به مرة ثانيه فقط أبلغ عنه !!
هذه مدرسة الاتحاد الاشتراكي وناظرها عبد الناصر الذي لم نبدأ بعد أنا وأنت الحديث عنه أو عن فكره بأسس وبراهين واستفاضه كما طلبت منك ولست أذكر هنا إلا عناوين ذلك الفكر الذي مازالنا نعيش فيه ومازال يتسبب في الخذلان الذي تعيشه أمتنا ، هذا الفكر الذي لن نتخلص منه إلا بأن نناقشه من أساسه وبحيادية كاملة ولا نتبع إلا الحقائق الجلية في التاريخ سواء كانت من الماضي أو من الحاضر ، ولا نتبع الحديث الأجوف أوالشعارات أو اختلاق الخلاف أو الفرار من المحاورة. تلك المحاورة التي ستقودنا نتائجها حتماَ لفهم ما يجري حالياً في غزة وغيرها والتبصر والتوصل لحلول مجدية قبل أن تشتعل النار في الهشيم.
أخي الكريم د. محمد أيوب ، لأنك فلسطيني فأنت أقرب لنفسي مما قد تعتقد وأكثر أصدقائي منذ نعومة أظافري من الفلسطسنيين وكم رأيت فيهم رجالاً كانوا رجالاً كما ينبغي أم يكون الرجال ، وأنت من شعب كان ومايزال كبش فداء لسحق المنطقة كلها.
لك الحب والود والاحترام والأخوة الصادقة

محمد إبراهيم الحريري
14-10-2006, 08:21 PM
الإخوة الكرام ـ تحية
الشكر لكم جميعا
ارجو النظر بعين الود لمال يجري بينكم وليس الاختلاف في الفكر معضلة ، ولسنا هنا لمصادرة الآراء بل أرى ان نستشكف فكر الطرف الآخر ولا يحق لأي إنسان مصادرة راي الآخرين فكل يحترم على وجهة نظره مهما كانت ..........وهذا رأيي الذي أؤمن به
والمجاملة بالردود لا تسمن فكرا ولا تنفع رؤية ولا رؤى ، وإنما تطبع القلوب بالران الذي صدأ على قلوبنا .
أرجو أن تأخذوا فرصة للتفكير بما قيل
وألا تكون الردود تعسفية
أرجو ذلك
أخوكم محمد

د. سمير العمري
15-10-2006, 05:18 PM
الأخ الكريم د. محمد أيوب:
لن أستغرب هذه المرة وقد رأيت أن الاستغراب يزعجك ، ولعلني أجرب هذه المرة أن أستفهم عن أمر واحد إن أذنت لي:

هل تقرأ ما نكتب؟؟

إن كان نعم بما أظن فلم أعدت ردك المنزعج من حوارنا وتجاهلت ردي الأخير الذي أوضحت لك فيه بأنني ما كنت أعنيك بل أسوقك مثالاً على أدب الخلاف ورقي الحوار؟؟

لماذا إصرارك على أن تحول منهج الحوار من إشكالية الحقائق إلى حقائق الإشكالية ؟؟ ولماذا تحول الحوار من النصوص إلى الشخوص؟؟ لماذا أرى في كل ردودك الحرص في الانتصار للنفس وللشخص مع أننا أكدنا أننا هنا ننتصر للحق والمنطق وأننا لا نمارس ما اعتاده العرب من منازلة الانتصار والهزيمة في كل قضاياهم الداخلية بل نسعى لانتصار المنطق والحق وبهذا نكون جميعاً منتصرين؟؟

لماذا الغضب لنفسك ونحن لم نسئ إليك في قول بل ما انفككنا نكيل لك المديح ونعبر عن التقدير؟؟ هل ترى في عدم موافقتنا رأيك مما تراه إهانة وعدم احترام كما يفهم من ردودك أخي؟؟ أم هل رأيت في التأكيد على منهج الحوار الذي نريده في الواحة طعناً فيك؟؟ هل كان بيني وبينك يوماً سوء أو حتى أية علاقة كانت حتى تظنني أتناول شخصك بما لا تحب؟؟ ثم هل أفاجئك بهذا الخصوص كي تعلم أن ما ذهبت إليه هو نقيض ما ذهبنا إليه في هذا الحوار؟؟ حسناً سأخبرك هنا علنا بأنني كنت أحدث الأحبة من خاصتي وأهل مشورتي بأنني لا أرى مثلك مشرفاً على منبر الفكر السايسي علماً بقدرك وثقة بقدرتك ، وكنت مصراً عليك بل ولا أزال رغم تحفظ البعض فهل ترى بعد هذا في تحاملك ونفورك مبرراً وأنا الذي أسعى لك على المستوى الشخصي بالتقرب والود ومنح الثقة؟؟

ثم يا أخي الكريم لا أراك إلا تكرر الرغبة في التفنيد بما أكدنا غير مرة بأننا لا نسعى إليه هنا لا عن عجز - ويعلم من يعلم أننا من خير من يفند - بل عن رفعة وود ، وما نرى التفنيد في مثل هذه الحالة أخي الكريم إلا انتصار للنفس وهو ما لا نلتفت إليه ولا ندعو إليه ولا أحسبك إلا كذلك.

أختصر القول أخي الكريم بأنني أؤكد لك بأنني ما قصدت اتهامك بشيء أو التعرض لشخصك الذي نراه كريماً ونقدره كثيرا ، بل كان الأمر كما أوضحته في ردي السابق وأرجو بكل ود أن تعود لقراءته بعين الود لا عين الغضب لتعلم من ودنا ما فيه.
ولعلني أعتب عليك أخي الكريم في أمرين: أما الأول فهو سرعة إعلانك عن الانسحاب غضباً سواء من الحوار أو من الواحة وليس هذا مما يتوقع ممن هو في قامتك السامقة ، وأما الآخر فهو هذه اللهجة التهكمية الساخرة من قيمة وقدرة أهل الواحة من كتاب وأدباء ومفكرين وكأنك تحقر أمرها وتضع منها وهو مما يخالف ما أمر الله به من عدم سخرية قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ، ومخالفة لحفظ الرجال أقدار الرجال وإنما المعارف في أهل النهى ذمم أخي الكريم د. محمد أيوب.
ثم إنني ما كنت أحب أن يتحول الأمر إلى هذا التناول الشخصي إذ أجدر بنا أن نواصل رحلة البحث المتجرد عن سبل السلام والهدى بما يفيد القراء والمتابعين وبما يوضح لنا الحقائق ويهدينا سواء السبيل. وكما ترى حقك أخي في أن تطرح رأيك بحرية فلا تنس أن للآخرين ذات الحق ويكون الحكم بالدليل وباقتناع المتابعين من خلال تناول النصوص لا الشخوص.

هي دعوة لما فيه الخير لنا ولأمتنا ، وتجاوز عن سوء الفهم هذا ، وتوجه نحو الهدف الأسمى ، فهل أجد منك ما أرجو أيها الأخ الكريم؟؟


الأخت الكريمة دخون:
لا أجد لحزنك مبرراً أيتها الكريمة ذلك أن ما حدث هو أمر لا نحسبه إلا لخير ، وربما تعرفين كما يعرف الكثيرون بأن آفة الأمة هي في انقطاع أسباب الحوار بين أفرادها لانتصار كل ذي رأي لرأيه ، والتصاقه به التصاق المرء بالحياة حتى ليرى أن مجرد التخلي عنه وإن علم أنه رأياً خاطئاً تخل عن الحياة وشعور بالهزيمة والانكسار.

لعلنا هنا حاولنا أن نجاهد ضد هذا المنهج غير المثمر بتحويل الحوار إلى مشاحنات شخصية وطعن في الشخص وتجاهل أصل النص إما انتصاراً للنفس وللهوى ، وإما هروباً من مواجهة الحقائق. نتمنى أن نوفق في هذا فبدونه لن يرتقي الفكر العربي في جميع مشاهده ، وسيتحول الأمر إلى حالة جديدة من منهج "الاتجاه المعاكس" مع احترامنا للبرنامج والقائمين عليه.

ثقي بأن الواحة تتبنى منهج الحوار الراقي مع تأكيد اعتماد أدب الخلاف وحرية الرأي في حدود خدمة المنهج الحق.



الأخ محمد ابراهيم الحريري:
نعم صدقت أخي الكريم ، المجاملة والتصفيق الأعمى لكل قول وكل رأي هو ما أخر أمتنا وهوى بها إلى مدارك الردى ، وفي ذات الوقت فإن مساواة الأحكام وتعميممها مجاملة يؤدي إلى ذات النتيجة.

نحن نسعى وأنت خير من يعلم إلى أن نتجاوز كل العقبات من إجل أرساء منهج حواري جديد يعتمد التجرد ويتحرى الصواب ويتبع الأساليب والمنهج دون حكم مسبق ودون جدلية الانتصار والهزيمة.


الأخ الكريم البحتري:
أسعد بك محاوراً راقياً ومهذباً ، وبأمثالك أخي الكريم لا نخشى على مستقبل الأمة.


تحياتي للجميع

د . محمد أيوب
28-10-2006, 12:44 PM
أخي العزيز سمير :
تسألني سؤالا غريبا يثير الاستغراب هذه المرة ولكنه لا ولن يثير الانزعاج كما تتصور ، فعلى الرغم من كل الاقتباسات التي سقتها مما كتبته في ردودي تسألني هذا السؤال الاستنكاري : هل تقرأ ما نكتب ، من الواضح من صيغة السؤال أنك تتحدث بضمير الجمع وكأنني أمام فريق دفاع أو هجوم منسق تتناوبون الأدوار فيه وكأنكم تريدونها معركة كلامية ، والحوار في رأيي ليس معركة بحال من الأحوال إنه البحث عن المشترك لتطويره والبعد عن أسباب التنازع والفرقة والفتنة .
وتسألني سؤالا آخر هو :
لماذا إصرارك على أن تحول منهج الحوار من استقصاء إشكالية الحقائق إلى حقائق الإشكالية ؟؟ ولماذا تحول الحوار من النصوص إلى الشخوص؟؟ لماذا أرى في كل ردودك الحرص في الانتصار للنفس وللشخص مع أننا أكدنا أننا هنا ننتصر للحق والمنطق وأننا لا نمارس ما اعتاده العرب من منازلة الانتصار والهزيمة في كل قضاياهم الداخلية بل نسعى لانتصار المنطق والحق وبهذا نكون جميعاً منتصرين؟؟
أود أولا أن تتكرم بتوضيح الفرق بين حقائق الإشكالية وإشكالية الحقائق لأن فهمي المحدود لم يستطع استيعاب هذه المقولة ولم أفهم المقصود منها وكيف قمت أنا بعمل ذلك ، لقد طلبت منك أكثر من مرة أن تقتبس من كلامي ما يدعم وجهة نظرك فيما تذهب إليه من أحكام أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها تعسفية وأنها تعميم غير مقبول ، كما أرجو أن توضح لي وأن تدعم توضيحك بالدليل حول كيفية قيامي بتحويل الحوار من النصوص إلى الشخوص ، وأي انتصار للنفس الذي تلصقه بي إذا كنتم أصلا قد خرجتم عن الموضوع المطروح للنقاش وذهبتم بعيدا وكأكم لا تريدون مناقشة ما يجري في غزة الآن بموضوعية ودون تحيز لطرف ضد طرف .
أخي الكريم : أنا ضد القتل مهما كان مبرره ، وضد اغتيال أي إنسان ولكني مع تقديمه إلى محاكمة عادلة ، مع عدم ثقتي بوجود قضاء نزيه لأن المحاكم العسكرية شؤم علينا وتسيء إلى سمعتنا ولا يجوز محاكمة المدنيين أمامها ، فإن استحق هذا الشخص الحكم بالموت فلا حول ولا قوة إلا بالله ، أما أن نأخذ القانون بأيدينا فهذا أمر غير مقبول .
والغريب يا أخي أنكم تقومون بإلصاق كل السلبيات بالعرب وتغمضون عيونكم عن الإيجابيات وكأنكم لا تنتمون إلى هذه الأمة التي كرمها الله بالقرآن الذي نزل بلغتها وخاطبها رب العزة بقوله : " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "
حرام عليكم أن تقدموا لأمتكم كل هذا الإنكار والجحود بدلا من العمل على الأخذ بيدها لإنهاضها من كبوتها ، أربأ بكم أن أستعير قول مظفر النواب : هل عرب أنتم ؟
ثم تقول :
ولعلني أعتب عليك أخي الكريم في أمرين: أما الأول فهو سرعة إعلانك عن الانسحاب غضباً سواء من الحوار أو من الواحة وليس هذا مما يتوقع ممن هو في قامتك السامقة ، وأما الآخر فهو هذه اللهجة التهكمية الساخرة من قيمة وقدرة أهل الواحة من كتاب وأدباء ومفكرين وكأنك تحقر أمرها وتضع منها وهو مما يخالف ما أمر الله به من عدم سخرية قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ، ومخالفة لحفظ الرجال أقدار الرجال وإنما المعارف في أهل النهى ذمم أخي الكريم د. محمد أيوب.
أقول إن العتاب دليل مودة ، أما عن الانسحاب فإنني أود أن أسألك : ماذا تتوقع مني أن أفعل حين يتحول الحوار إلى حوار طرشان ، أتحدث عن غزة فتقدحون في عبد الناصر وفكره وتنتقدون السادات وياسر عرفات وصدام حسين ، وتسيئون للعرب وكأنكم من أمة أخرى غير هذه الأمة التي كرمها الله بأن أنزل القرآن بلغتها ، ترى ، ألا يوجد شخص صالح في هذه الأمة من وجهة نظركم حتى نقتدي به ، أرجو أن تذكروا لي شخصية واحدة ترضون عنها وتعتبرونها قدوة لكم حتى أقتدي بها ، أما أن نسئ للجميع دون طرح بديل أفضل فهذا أمر عجيب .
ثم تتحدث عن السخرية والتهكم في ردودي ، ترى أين وجدت ذلك .؟ ولم لا تحدد ما اعتقدت أنه سخرية حتى أطلب الاعتذار منك وممن سخرت بهم إذا كان لديك الدليل على ذلك من كلامي، لقد رجوتك أكثر من مرة أن تقتبس من كلامي ما يدعم وجهة نظرك ولكنك لم تفعل ، فمن الذي يجب أن توجه إليه سؤالك : هل تقرأ ما نكتب ؟!!!!
أشكرك وأعتز برأيك ولو خالفني لأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، وأرجو أن ينحصر نقاشنا في صلب الموضوع وألا يخرج عنه لأننا نعيش في غزة وضعا لا نحسد عليه ونحتاج إلى من يقرب وجهات النظر لا إلى من يتخندق وراء سور من الأفكار المسبقة أو المنقولة عن جهة بعينها وينحاز لها وينظر إلى الحياة بعين واحدة تتجاهل الآخر بل تشطبه وتعزز مواقع الفتنة في بلد لا تنقصه عوامل الفتنة .
مع كل الود والتقدير
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
28-10-2006, 01:02 PM
الإخوة الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
نشكر لكم هذا الحوار ، حقا أتابع باهتمام حوارا فكريا واعيا ، بين ثلاثة مفكرين ، نعتبرهم من عمالقة الواحة فكرا وأدبا .
نتمنى أن يستمر هذا الحوار بشكله الذي ابتدأ ، بروح الأخوة والهدوء ، مراعين المصلحة العامة في طرح مثل هذا الحوار الفكري السياسي ،
حيث أننا نتابعكم باهتمام بالغ لما لهذا الموضوع من أثر على الوعي الفكري السياسي ، الذي اختلفت اتجاهاته ، فبات الكثيرون يتخبطون بين تياراته المختلفه .
صفحات أعتقد أنها تستحق المتابعة ، فلا تحرمونا .
لكم كل التقدير والإحترام ..
دمتم بخير .. رمضان كريم .
العزيزة دخون
أقدر لك حرصك على الواحة وكتاب الواحة التي أتمنى أن تكون واحة حقيقية لفكر حر دون تجريح أو إساءة للأحياء او الأموات وأن تنشر التسامح بين ذوي الآراء المختلفة ولا أقول المتصارعة .
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
28-10-2006, 01:16 PM
الأخ الدكتور محمد أيوب ـ تحية
أخي الفاضل د : محمد
الناس بخير ما تباينوا ، ولنا في هذا القول من سيد الرسل خير دليل على شرعية الحوار ، والارتقاء بالمسؤولية الفكرية إلى سدة الإخاء ، وصولا للحق ، وكل يرى بعين يقينه .
لاباس أخي من حوار هادف يصل بنا إلى مصاف الشرف المهني ، جلاء للحقيقة ، ونقاء للنفوس .
لا ضير أخي الفاضل من تضارب الأفكار ، ومن تقاطع الأهداف
ولتتسع صدورنا لكل قصد ، ولا نبيح للظنون أروقة العذل ، أو هبوب رياح تطيح بخيام لقائنا
لك الود أخي ولن تكون إلا بيننا رجلا يحمل فكرا
وينير دروب ما غشيت حلوكها غيوم تخمين .
لك دور رائد في دفع مسيرة الواحة للأمام
أحييك
ولتكن كما عرفناك
أخا وإن اختلف الحرف وتباينت الرؤى
فالغاية أسمى وأجل
أخوك محمد
أخي الكريم محمد الحريري
مودتي ومحبتي لشخصك الكريم
أشكرك من القلب وأتفق معك على أن الناس بخير ما تباينوا ، لكنني لا أجد مبررا للخلط بين الأمور وأن يختلط الحابل بالنابل ، للنقاش أصول ، عندما أتحدث عن غزة وعن وضع نحياه ونتجرع مرارة طعمه يجرونني إلى الماضي ويتحدثون عن عبد الناصر وكأنهم يتهربون من مواجهة بشاعة الحاضر ، يمكن أن يكون الأمر مقبولا لو كان موضوعي متعلقا بعبد الناصر ، أما أن نسئ إلى الجميع دون أن نطرح شخصا واحداً نتوسم فيه الخير فهذا غريب لا يخدم مصلحتنا في شيء ، ترى هل أصبحت أمتنا عاقرا ؟!!وهل أصبحنا نكره انفسنا ونحقد على العرب كل هذا الحقد ، هذه الأمة ليست عاقرا وقد وضعت أسس الحضارة الحديثة في العالم فلماذا نقللل من شأنها ونسيئ إليها ؟!!
مودتي
د . محمد أيوب

عبدالملك الخديدي
28-10-2006, 01:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أتوجس خيفة من أن هناك بداية خيط لإنقلاب على الواقع تقوم به حركة فتح .. وعندها سيكون في نهاية الخيط انفجار عنيف المستفيد منه ( العدو الصهيوني فقط ) .
لا حول ولا قوة إلا بالله .
من يمنع الدعم المالي عن إدارة حماس أو من يقطع الإعانة عن الشعب الفلسطيني المجاهد والمناضل هو المسئول عن نتيجة ما يحدث..ولصالح إسرائيل فقط دون غيرها ..
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيء لهم من يلم الشمل ويعالج المشكلة بشكل يرضي جميع الأطراف .. حتى لا يكون المستفيد ( العدو المحتل ).

د . محمد أيوب
28-10-2006, 01:26 PM
أخي الفاضل د. محمد أيوب
دفعتني ردودك الأخيرة أن أراجع مواضيعك السابقة في ملتقي الواحة لكي أقرأ إتجاهك جيداً وأعرف مرجعياتك الفكرية وهو ما لا ألجأ إليه إلا نادراً. ولست أكتب هذا أخي الكريم لكي أطعن فيك أو أنتقص منك وما كان لي ذلك مع أي إنسان فالاختلاف في الرؤى والمنهج والفكر لا يجب أن يمس مبدأ الاحترام بين الأطراف تحت أي مسمى.
ذلك التوافق بيت الناس مع اختلافاتهم الفكرية هو ما أراه في تاريخ مصر الذي يخبرنا أنه لم تحدث في مصر منذ عصر الفراعنة حرب أهلية واحدة بين أبنائها كيفما كانت أعراقهم أو انتماءاتهم او اختلافهم، ويعيش الآن بمصر المسلمين بكافة اتجاهاتهم والمسيحيين بكافة عقائدهم ولم يحدث اصطدام حقيقي بينهم يمكن أن يسمى بحرب أهلية فكلهم نسيج واحد لوطن يعرفون قدره وإن اختلفت ألوان الخيوط فيه. لم يمنع ذلك بمصر على مدى التاريخ إلا روح المحبة والوئام والسلام المتأصلة في روح هذا الشعب العجيب والذي يستمد وحدته من تراكمات تاريخية وحقائق جغرافية ومنابع إيمانية قلما تجتمع في شعب آخر. ذلك ياأخي ما يجعلني أتفهم بعض أسباب التراشق وبوادر الحرب الأهلية بين أخواننا الفلسطينيين.
أعود لما كنت بدأت فيه وهو فكر صديقي وأخي ومحاوري الدكتور محمد أيوب الذي لم أتشرف بمعرفة تخصصه الذي حصل فيه على الدكتوراه ، لقد وضح لي تماماً الوطنية المتأصلة عندك وكذلك إنحيازك أخي للفكر الناصري ومبادئ الحزب الناصري الذي يريد أن يحيي قادته أسلوب عبد الناصر في الحكم، هؤلاء القادة الذين كانوا من بين أدوات عبد الناصر في تثبيت حكمه الفاشي وكانت لهم في حقبته سلطة مطلقة غاشمة أفسدت ما أفسدت في مصر وضيعت ما ضيعت من أجيال. مات عبد الناصر فماتت سلطتهم معه فقد بدأ عصر آخر للسادات يطبق نفس مفهوم الفاشية وإن احتاج قناعه الجديد لتغيير الأدوات من الرجال والسياسات. الناصريون الذين يطلقون على أنفسهم مسمى الناصريين يتحدثون وكأن الناصرية منهجاً أو فكراً بينما هي في حقيقتها الواضحة أسلوب حكم شخص لم يحكم أسلوبه سوى عقليته العسكرية وأحقاده الطبقية وفاشيته المطلقة وتغييب أي قانون أو رأي سوى ما يراه هو في اللحظة.
أما أن تكون الناصرية مدرسة كما يدعون ويرفعون شعارتها مثل الانحياز للفقراء والعمال والفلاحين والكرامة الوطنية وعدم التبعية والاستقلالية وغيره ، فلا أرى في ذلك مبادئ تخصهم ولكنها مبادئ عامة لمعظم أحزاب دول العالم ، هم لا يخلصون لمبدأ أو غيره ولكن غايتهم هي الوصول للسلطة والحكم بالفاشية ، السلطة إذن هي الهدف وليس أي شيء آخر. قدر مصر كذلك ، وقدر عرشها كذلك ، من يجلس على كرسي السلطة في مصر يكون له شأن ولسياستة انعكاس على حركة المنطقة والعالم كله مهما كان هو أو مهما كانت قدراته الحقيقية ، ولو كان عبد الناصر رئيساً لأي بلد آخر غير مصر ما كان له ذكر ولا مدرسة ولا غيره ، وحسبك هؤلاء الحكام في البلاد الأخرى الذين انبهروا به وحاولوا تقليده وأن يكون لهم ما أحاط به من زخم ومنهم من هو على رأس السلطة حتى الآن فإذا هم في عيون شعوبهم والعالم مسخ وأضحوكة ولا وزن لهم ، إنه قدر مصر على مر التاريخ أن يكون لها كل هذا التأثير.
عندما نتكلم عن عبد الناصر فنحن لا ننبش قبور الموتى ياأخي الكريم فلسنا ننتقد شكل أنفه أو طول أذنيه وإنما نتحدث عن شخص أثر في تاريخ المنطقة والعالم كله ومازال هذا الأثر باقياً نصلى تبعاته وهناك حزب له يريد أن يعيد نفس أسلوبه في الحكم الشمولي الذي يضع كل مخالف له في القبور والسجون والمعتقلات. إننا بصدد فكر رجل قام بتصدير فكره الخرب للمنطقة متأسياً بحكم استالين في روسيا وقام بالتحريض والمساعدة في ترسيخ مفهوم الحكم العسكري الشمولي في المنطقة كلها بما فيها إسرائيل ذاتها ، ومازال نفس أسلوب حكمه متبعاً حولك في كل مكان بصورة أو أخرى.
ما كان ياسر عرفات أو صدام حسين وغيرهم ممن تعرفهم إلا تلاميذاً نجباء لفكر عبد الناصر ، إنه نفس الفكر الذي يدفع أخوتنا في فلسطين لهوة الحرب الأهلية وعدم قبول الرأي الآخر والتشبت الأعمى بفكر واحد لا مغير له ، واللجوء للأيدي وللقوة المسلحة لإجبار الآخرين على الانصياع لما لم يستطع العقل فرضه واشتهاء السلطة كيفما كان لذلك سبيلاً.
نحن في هذه الصفحة التي نتحاور فيها ياأخي تتطل علينا تبعات فكر عبد الناصر في فقدان منهجية الحوار وتباين الرؤى ، فأراك تنتهج منهج الرفض المطلق للاقتناع برأي آخر غير رأيك ، وحتى إن وجدت داخلك بوادر اقتناع تخرج فوراً من المناقشة لأنك تعتبر الاقتناع برأي الآخر هزيمة واستسلاماً!!!! وتعتبر المناقشة التي قد تغير فكرك تضييعاً للوقت !! وتعتبر التحدث في التاريخ نبش للقبور !!
لا ياأخي لا تفعل ما يتبعه الناصريون في أسلوب الحوار إذا ما تحاوروا ، حدثني أحد كبرائهم يوماً وقال أنه كانت هناك لجان في الاتحاد الاشتراكي أيام عبد الناصر أسمها لجان الإعداد ، كانت هذه اللجان تدرس للمنضمين لقيادة الاتحاد الاشتراكي كيفية التحدث مع الآخرين وأسلوب الحوار معهم . كان المعلم في اللجنة يقول للدارسين عندما تتحاور مع أحد في فكر الاشتراكية فكن جهوري الصوت والجأ للكلمات المعقدة غير المفهومة حتى يتصور محاورك أنك على ثقافة كبيرة ليست عنده فيخشاك فتمهد بذلك لقبوله ما تقوله ، فإن وجدته مثقفاً ولديه حججاً قوية فقم بالهجوم الشخصي عليه حتى ينشغل بالدفاع عن نفسه وينسى الحوار الأساسي فإن لم يستجب لذلك وظل صامداً على الحوار فاختلق مشكلة بينك وبينه وتعارك معه تمهيداً لانسحابك المبرر !!! ولا تلتقي به مرة ثانيه فقط أبلغ عنه !!
هذه مدرسة الاتحاد الاشتراكي وناظرها عبد الناصر الذي لم نبدأ بعد أنا وأنت الحديث عنه أو عن فكره بأسس وبراهين واستفاضه كما طلبت منك ولست أذكر هنا إلا عناوين ذلك الفكر الذي مازالنا نعيش فيه ومازال يتسبب في الخذلان الذي تعيشه أمتنا ، هذا الفكر الذي لن نتخلص منه إلا بأن نناقشه من أساسه وبحيادية كاملة ولا نتبع إلا الحقائق الجلية في التاريخ سواء كانت من الماضي أو من الحاضر ، ولا نتبع الحديث الأجوف أوالشعارات أو اختلاق الخلاف أو الفرار من المحاورة. تلك المحاورة التي ستقودنا نتائجها حتماَ لفهم ما يجري حالياً في غزة وغيرها والتبصر والتوصل لحلول مجدية قبل أن تشتعل النار في الهشيم.
أخي الكريم د. محمد أيوب ، لأنك فلسطيني فأنت أقرب لنفسي مما قد تعتقد وأكثر أصدقائي منذ نعومة أظافري من الفلسطسنيين وكم رأيت فيهم رجالاً كانوا رجالاً كما ينبغي أم يكون الرجال ، وأنت من شعب كان ومايزال كبش فداء لسحق المنطقة كلها.
لك الحب والود والاحترام والأخوة الصادقة
أخي العزيز
لن أرد على ما يتعلق بعبد الناصر لأنه خارج إطار الموضوع الذي كتبته ولأنك خرجت عن موضوعي ولم تعطه حقه من النقاش الموضوعي ، أما عن تخصصي فإنني أحيلك إلى موقعي الشخصي آملا أن تطلع عليه لتعرف بعض الأمور بالنسبة لي حتى تتمكن من معرفتي ولو جزئيا ، أما أن تقول إنك عرفتني أو أنك يمكن أن تعرفني من بضع مقالات نشرتها في الواحة فهذا تعميم غير مقبول وتسطيح للأمور وتبسيط لها ، الإنسان مجموعة تراكمات كمية تؤدي إلى تغييرات نوعية ، فهو كالنهر متجدد دائما لأن ذلك ينسجم مع قوانين الحياة المتجددة دائما ، الإنسان كالنهر دائم التجدد ، فأنت عندما تقف على شاطئ النهر لا تستطيع أن تشرب من ماء النهر نفسه مرتين ، فكيف يمكنك أن تقول إنك عرفتني من بضع مقالات .
موقعي هو : www.ayoub.ps
أرجو أن تتصفح مقالاتي التي كتبتها تحت الاحتلال والتي دفعت ثمنا لها ولمواقفي أياما صعبة من حياتي بعيدا عن أسرتي وعن أطفالي أكثر من مرة ، وقد طلب مني ضباط التحقيق أن أتوقف عن الكتابة في الصحف لأن ذلك يضايقهم ويزعجهم ، كما دفعت ثمنا لكتاباتي في بداية السلطة ولم أتقهقر كما تحب أن تتخيل ، فهل أتراجع وأتقهقر أمام شخص لا أعرفه ولا يملك لي هو أو غيره ضرا ولا نفعا إلا بإرادة الله ، أنا أومن أن الحياة موقف ، لا أومن بمقولة : قل كلمتك وامض " ولكني مقتنع بأن نقول كلمتنا وأن ندافع عنها هكذا علمتنا الحياة وعلمنا ظلم المعتدين .
أما بالنسبة للحرب الأهلية ، فإنني أطمئنك إلى أنه لن تقع بيننا حرب أهلية وأن المكر السيئ يحيق بأهله ، وأن شعبنا كالجمل يصبر على ظالميه ولكن إلى حين ، حيث يبرك الجمل على صدر مضطهده ويدعكه بقرصه حتى يموت ويخلصه ويخلص الناس من ظلمه ، لقد استهتر الجميع بشعبنا ولم يحسبوا له حسابا لأنهم يريدون تغييبه ولكنهم واهمون ، فالشعب هو المعلم الأول وسيقول كلمته في النهاية لأن ورقة التوت سقطت وانكشفت عورة الجميع وتبين لهذا الشعب الصابر أن هدف الجميع هو الوصول إلى موقع السلطة دون أدنى اعتبار للمصلحة العامة والوطنية وتبين أن الدين والوطنية هي عباءات يتلفعون بها للوصول إلى أهدافهم الدنيوية .
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
28-10-2006, 01:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أتوجس خيفة من أن هناك بداية خيط لإنقلاب على الواقع تقوم به حركة فتح .. وعندها سيكون في نهاية الخيط انفجار عنيف المستفيد منه ( العدو الصهيوني فقط ) .
لا حول ولا قوة إلا بالله .
من يمنع الدعم المالي عن إدارة حماس أو من يقطع الإعانة عن الشعب الفلسطيني المجاهد والمناضل هو المسئول عن نتيجة ما يحدث..ولصالح إسرائيل فقط دون غيرها ..
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيء لهم من يلم الشمل ويعالج المشكلة بشكل يرضي جميع الأطراف .. حتى لا يكون المستفيد ( العدو المحتل ).
أخي العزيز عبد المالك
أرجو أن يستجيب الله لدعالئك وأن يؤلف بين قلوب المتنافرين من الفريقين ، هناك مدسوسون عند الجميع يحاولون إشعال نار الفتنة ، والتحيز لطرف ضد طرف يزيد الأمور اشتعالا ، يجب أن يلتقي الجميع على طريق خدمة الوطن والمواطن بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة ودون تبادل الاتهامات بالتخوين أو بالكفر والخروج عن الصف ودون إباحة وهدر دماء من يخالفوننا الرأي ، هناك وثيقة الوفاق الوطني وهناك حوار حول حكومة الوحدة الوطنية فلماذا لا يتفقون إذا كانت مصلحة الوطن والشعب هي العليا ؟ لا يجوز أن نرى أن الآخر شرا كله ولا أن نرى أنفسنا على صواب دائما . فنحن نخطئ ونصيب وغيرنا مثلنا فإن اتفقنا على الصواب نقلل من هامش الخطأ .
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
28-10-2006, 01:57 PM
أخي الكريم د. محمد أيوب
فوجئت بتوقفك عن المشاركة ولم أجد له اسباباً مقنعة. نحن هنا نقارع الفكر بالفكر والحجة بالحجة والبرهان بالدليل حتى يقتنع أحدنا برأي الآخر دون أن ينقص هذا من قدره او مكانته ، وقدرك عندنا كبير ومكانتك محفوظة.
إنهاء المناقشة دون الوصول لنتيجة واضحة أو استباق فشل هذه النتيجة هو باأخي اسلوب الحوار الذي عانينا منه عقود وعقود، ولعلك تذكر أسس مدرسة عبد الناصر التي ارتكزت على الرأي الواحد الذي لا يقبل معارضة ولا مناقشة ، إنما هو رجل واحد يتحدث وعلى الجميع الاتصباع والتأمين على كل ما يقوله فما يقوله هو الصحيح المطلق الذي لا يقبل الجدل أو التأويل. عانينا ياأخي من هذا حتي تعودنا على الخرس فتكلم أعداؤنا بالأفعال التي أوصلتنا لأوضاع تشكو أنت وأنا وكل العرب والمسلمين منها.
هنا ، في واحة الفكر، نتحدث بقلب مفتوح وعقل غني بالمعرفة ، فلم لا نتحدث دون ضيق أو انفعال أو مقاطعة حتى نصل لنتيجة تفيدنا وتفيد الجميع.
ما أراك إلا رجلاً تعرف كيف يكون الحوار وكيف يكون قبول الرأي الآخر إن استند على دلائل وبراهين جلية، فتقدم وشارك فإني أربأ بك أن تكون من المثقفين الذين يتقهقرون إذا حمي وطيس معركة الفكر لانحيازهم لأفكارهم التي لا يقبلون لها تبديلا.
لك الود والاحترام بما يليق بشخصك الكريم
أخي العزيز
أشكرك على ردك الذي أورد منه العبارات التالية :
( نحن هنا نقارع الفكر بالفكر والحجة بالحجة والبرهان بالدليل حتى يقتنع أحدنا برأي الآخر دون أن ينقص هذا من قدره او مكانته ، )
( إنهاء المناقشة دون الوصول لنتيجة واضحة أو استباق فشل هذه النتيجة هو باأخي اسلوب الحوار الذي عانينا منه عقود وعقود، ولعلك تذكر أسس مدرسة عبد الناصر التي ارتكزت على الرأي الواحد الذي لا يقبل معارضة ولا مناقشة ، إنما هو رجل واحد يتحدث وعلى الجميع الاتصباع والتأمين على كل ما يقوله فما يقوله هو الصحيح المطلق الذي لا يقبل الجدل أو التأويل. عانينا ياأخي من هذا حتي تعودنا على الخرس فتكلم أعداؤنا بالأفعال التي أوصلتنا لأوضاع تشكو أنت وأنا وكل العرب والمسلمين منها. )
ثم تقول : ( ما أراك إلا رجلاً تعرف كيف يكون الحوار وكيف يكون قبول الرأي الآخر إن استند على دلائل وبراهين جلية، فتقدم وشارك فإني أربأ بك أن تكون من المثقفين الذين يتقهقرون إذا حمي وطيس معركة الفكر لانحيازهم لأفكارهم التي لا يقبلون لها تبديلا. )
أقول
تتحدث أخي الكريم عن مقارعة الحجة بالحجة ، وبودي أن أتساءل أين الحجج التي أوردتها في ردك على الموضوع الذي كتبته بعنوان : " عار ما يجري في غزة الآن " لقد ذهبت في ردودك بعيدا عن الموضوع وكأنك لم تجد ردا مناسبا على عملية القتل بدم بارد وعلى تكفير الناس وتخوينهم لأنهم يطالبون بصرف رواتبهم ليتمكنوا من إطعام أطفالهم ، فقمت بحرف النقاش عن قصد وتوجيهه نحو شخص لم يرد له ذكر في الموضوع ، إن أبسط قواعد الحوار وآدابه تقتضي أن نلتزم بحدود الموضوع وأن نقارع الحجة بالحجة والدليل بالدليل ، فإن كان لديك ما تقوله في صلب الموضوع ستجدني جاهزا للرد عليك أما أن نتجادل في عبد الناصر الذي له ما له وعليه ما عليه ، إن كان عبد الناصر فرديا كما تقول فقد نشأ في مدرسة الإخوان المسلمين في بداية حياته وتعلم منهم الفردية ووجوب طاعة الأمير وهذا ما أبعده عنهم فيما بعد لأنه تطور فكريا وآمن بالاشتراكية العلمية كما يتضح من الميثاق وبيان 30 مارس الشهير .
كما تتحدث أخي عن إنهاء المناقشة دون الوصول إلى نتيجة واضحة ، بالله عليك يا أخي كيف يمكننا الوصول إلى نتيجة واضحة وكيف يمكن لأحدنا أن يقنع الآخر إذا كان حوارنا أشبه ما يكون بحوار الطرشان ، أتحدث عما يجري في غزة الآن فتحدثني عن عبد الناصر وفكره ، ترى ما الذي يجمع الشامي على المغربي ، هذا موضوع وذاك موضوع آخر ، هلا تفضلت وحصرت النقاش في صلب الموضوع بعيدا عن الخوض في موضوع عبد الناصر الذي يمكنك أن تفرد له موضوعا خاصا وأن تكتب فيه بدلا من أن تطلب مني أن اكتب عنه وعن السادات حتى تحاورني فيما بعد ، إذا كان الموضوع يشغل بالك إلى هذا الحد ، وإذا كنتم وكانت الأنظمة العربية مجتمعة قد نجحت في تغيير ما أفسده عبد الناصر نحو الأفضل ، فإنني أرجو أن تفيدني بذلك حتى أستفيد مما لديك من أمور أجهلها علني أستفيد وأقتنع برأيك وأعلنها مدوية أنني رفعت الراية البيضاء وسلمت قيادي لكم ، قدم دراسة موضوعية عن حقبة عبد الناصر والسادات بدلا من أن تطلب ذلك مني وبعدها نتحاور في الموضوع شريطة ألا نخرج عن صلبه كما فعلت معي حيث نقول إنك عدت إلى مواضيعي السابقة على الرغم من أنك لم ترد عليها في حينه . وبعد ذلك تقترح علي ما يلي :
واقترح أن تكون رؤوس المواضيع كالآتي:
- حركة الضباط ، دواعيها واسباب نجاحها.
- فكر الضباط وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
- عبد الناصر ، شخصيته وفكره وثقافته وقدراته وطموحاته.
- إنفراد عبد الناصر بالسلطة ، اسبابه ونتائجه.
- إنجازات عبد الناصر وبطولاته:
من الناحية الاجتماعية.
من الناحية الاقتصادية.
من الناحية السياسية.
من الناحية العسكرية.
من الناحية التنظيمية.
من الناحية الإقليمية.
- فترة حكم عبد الناصر ، المكاسب والخسائر.
- السادات ، فكره وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
- هل اختلف نظام حكم السادات عن نظام حكم عبد الناصر ؟
- - إنجازات السادات وبطولاته:
من الناحية الاجتماعية.
من الناحية الاقتصادية.
من الناحية السياسية.
من الناحية العسكرية.
من الناحية التنظيمية.
من الناحية الإقليمية.
لدينا مثل شعبي يقول : " بدلا من أن تقول حو اكسر رجله " ، آمل منك أن ترفدنا بدراسة غنية في المواضيع التي اقترحت عناوين لها وما أراك إلا قادرا على ذلك وخير أهل له .
ثم تقول : ( ما أراك إلا رجلاً تعرف كيف يكون الحوار وكيف يكون قبول الرأي الآخر إن استند على دلائل وبراهين جلية، فتقدم وشارك فإني أربأ بك أن تكون من المثقفين الذين يتقهقرون إذا حمي وطيس معركة الفكر لانحيازهم لأفكارهم التي لا يقبلون لها تبديلا. )
ولا أريد أن أن أطيل الرد ، فالحوار يا صديقي ليس معركة ، إنه البحث عن قواسم مشتركة تجمع بين الناس وتقرب وجهات النظر ، للأسف الشديد ، هناك في علم النفس شيء يسمونه الإسقاط حيث يسقط الإنسان ما في نفسه على الآخرين ويتصور أنه حسم المعركة الموهومة لمصلحته ، أكرر إنها ليست معركة إنه الحوار والحوار الموضوعي فقط هو الذي يثري الفكر وينير الدرب ويجمع بين أبناء الوطن الواحد . أرجو ان تحصر نقاشك في الموضوع الذي تعلق عليه وألا تخرج عنه حتى يكوون الحوار موضوعيا .
دمت أخا عزيزا طيب القلب غير متحامل على من تكره أو منحاز لمن تحب .
د . محمد أيوب

البحترى
28-10-2006, 08:16 PM
أخي الحبيب د. محمد أيوب
السلام عليكم
ما هزني رد على رأي كتبته كما هزني ردك الأخير ثم نداؤك للجنة الغوث ، ابكيتني ياأخي ، والله قد ابكيتني.
شعرت أنني أخطأت كثيراً في اختيار زمن الحوار الذي خضنا فيه وما كان يجب عليّ وأنت وأهلك وأهلي في غزة يمرون بهذه الأيام العصيبة ، ما كان لي أن أخدش لك فكر أو أن أتسبب لك في ضيق أو أن أشغلك وأنتم تمرون بما تمرون به فكفاكم ما تواجهونه أنتم وأطفالكم من تحديات مهما كانت أسبابها.
أعتذر لك ياأخي ، أعتذر لك يادكتور أيوب ، خانني التقدير في اختيار المناسبة والزمان حتى وإن اصطدم ذلك بما رسخ في يقيني من أسباب.
هون عليك أخي فوالله لو كان بيدي شيء أفعله لكم ما ترددت لحظة ، ولكنه الحصار المتعمد الدنيء الذي يهدف للخنق ليس إلا ، ولكن يد الله فوق أيديهم بإذنه. يعلمنا التاريخ أن لكل ضائقة مخرجا وأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
قلبي ووجداني معكم في ضائقتكم وقلمي مسخر معك فيما تريد وفيما ترغب محيداً كل ما أعتقده ، فقط أشر علىّ تجدني رهن أشارتك.
أرجئ أي حديث أو جدال بيننا في أي شيء حتى تنزاح الغمة. غزة وأرضها وأهلها ، فداكم نفسي حتى ترضون.
أخي د. محمد أيوب ، هل رضيت ؟ إن لم ترض أسهدتني وإن رضيت أرحتني فلا تبخل.
لك ولهم السلام يرزقكم الله من عنده ما عجز عنه أشباه الرجال من القادة والمأجورين.

د . محمد أيوب
29-10-2006, 08:36 AM
أخي الحبيب د. محمد أيوب
السلام عليكم
ما هزني رد على رأي كتبته كما هزني ردك الأخير ثم نداؤك للجنة الغوث ، ابكيتني ياأخي ، والله قد ابكيتني.
شعرت أنني أخطأت كثيراً في اختيار زمن الحوار الذي خضنا فيه وما كان يجب عليّ وأنت وأهلك وأهلي في غزة يمرون بهذه الأيام العصيبة ، ما كان لي أن أخدش لك فكر أو أن أتسبب لك في ضيق أو أن أشغلك وأنتم تمرون بما تمرون به فكفاكم ما تواجهونه أنتم وأطفالكم من تحديات مهما كانت أسبابها.
أعتذر لك ياأخي ، أعتذر لك يادكتور أيوب ، خانني التقدير في اختيار المناسبة والزمان حتى وإن اصطدم ذلك بما رسخ في يقيني من أسباب.
هون عليك أخي فوالله لو كان بيدي شيء أفعله لكم ما ترددت لحظة ، ولكنه الحصار المتعمد الدنيء الذي يهدف للخنق ليس إلا ، ولكن يد الله فوق أيديهم بإذنه. يعلمنا التاريخ أن لكل ضائقة مخرجا وأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
قلبي ووجداني معكم في ضائقتكم وقلمي مسخر معك فيما تريد وفيما ترغب محيداً كل ما أعتقده ، فقط أشر علىّ تجدني رهن أشارتك.
أرجئ أي حديث أو جدال بيننا في أي شيء حتى تنزاح الغمة. غزة وأرضها وأهلها ، فداكم نفسي حتى ترضون.
أخي د. محمد أيوب ، هل رضيت ؟ إن لم ترض أسهدتني وإن رضيت أرحتني فلا تبخل.
لك ولهم السلام يرزقكم الله من عنده ما عجز عنه أشباه الرجال من القادة والمأجورين.
أخي العزيز
لك مني أسمى آيات الشكر والتقدير لشخصك الكريم وبعد
أرى أخي الكريم أنه لا داعي لتقديم أي اعتذار لأنه لا مجال للاعتذار بين الأخوة ، لأنهم حين يتفقون أو يختلفون يظلون أخوة تجمعهم رابطة الأخوة ووحدة المصير والآمال والآلام .
أتمنى أن يرفع الله عن أمتنا هذه الغمة لأننا كلنا نعاني من محيطنا إلى خليجنا ويعاني معنا أخوتنا المسلمون في كل مكان في العالم ، ليجعل الله النصر والسلام في جانبنا وليجمع الله كل البشر تحت مظلة السلام العادل .
دمت أخا عزيزا كريما
كل التقدير لك ما تفضلت به
أخوكم
د . محمد أيوب

نهير محمد عبد الله الشيخ
10-11-2006, 05:21 PM
ترى ما حجم الهزيمة التي تنتظرنا ونحن نتحاور بالسلاح ؟ وما الذي سنجنيه من وراء هذا الصراع ، اليوم تدفنون قضية فلسطين بأيديكم ، عار عليكم الاقتتال بينما تنتشر الفوضى في شوارعنا ، هناك عملية ممنهجة لتدمير الوطن والمواطن

كان الله فى عونكم اهل غزة
وعار على الدول التى تقف تتفرج على الأخوة وهم يتحاربون ولا ينصرونهم
او على الاقل يعملون لأزاحة العامل المحفز لكل هذه المشاكل
استعجب لماذا لا تقوم الدول الاسلامية بدفع رواتب اهل غزة وهم عندهم من المال ما يكفيهم وزيادة ؟ ولكنه الجشع والترف والتنصل من الأخوة فى الدين

ولكنى ارى المشكلة د/ محمد ايوب ان اهل فلسطن عندهم مشكلات عويصة فى الأدارة
فهم لم يكن لديهم ابدا دولة او مؤسسات حتى يتسنى لهم ممارسة الأدارة او أدارة الأزمات أو التعامل مع الشعب فى قضايا الشغب
اهل فلسطين المتعلمين كلهم بالخارج
والموجودين اما حبسوا فى السجون وتوقف عندهم التعليم والعمل وممارسة الحياة الطبيعية
وكذلك الشعب نفسه
فأصبحوا يعيشون ويتصرفون بصورة همجية

هناك معضلة فى تركيبة الشعب الفلسطينى
هم جبارين فى القوه ولكن ينقصهم العلم والعمل المؤسسى والخبرة التى لم يتح لهم ان يمارسوها من قبل

ان قلة خبرة وعلم ودراية السلطات الحاكمة هى من زاد الطين بله ولن تنجح اى سياسة فى ادارة امور البلاد الا ان تنادوا بالفلسطينيين الدارسين والمؤهلين بالخارج لمعاونتكم وضع اسس لهذه البلاد

وكان الله فى العون ولعنه الله على اليهود المجرمين المحتلين
وهى الله الجاهلن الذين يضيعون من يعولون

د . محمد أيوب
11-11-2006, 12:17 AM
صمتك رصاصة تقتل أخوك
تحتل أرضك
تهتك عَرضَك
تِلغي وجودك وتلعن أبوك
صمتك هزيمة ذُل وعار
لاهو شهامة ولاهو انتصار
صمتك انتحار
أخي شاهين
أشكرك من القلب أيها الصقر ( الشاهين )
الصمت عار ، لا بد أن نتكلم وأن نوضح الأمور وإلا نكون شركاء في الجرم المشهود ، ومتواطئون بالصمت ، ها هي الأمور تقترب من لحظة الانفراج وربما يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية قريبا ، نأمل ذلك ، كفانا تشتتا وتبادلا للتهم والشتائم ، فقد سئم الشعب هذه الصراعات غير المنطقية في الوقت الذي يذبح فيه أبناؤنا ذبح النعاج .
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د . محمد أيوب
11-11-2006, 12:33 AM
كان الله فى عونكم اهل غزة
وعار على الدول التى تقف تتفرج على الأخوة وهم يتحاربون ولا ينصرونهم
او على الاقل يعملون لأزاحة العامل المحفز لكل هذه المشاكل
استعجب لماذا لا تقوم الدول الاسلامية بدفع رواتب اهل غزة وهم عندهم من المال ما يكفيهم وزيادة ؟ ولكنه الجشع والترف والتنصل من الأخوة فى الدين
ولكنى ارى المشكلة د/ محمد ايوب ان اهل فلسطن عندهم مشكلات عويصة فى الأدارة
فهم لم يكن لديهم ابدا دولة او مؤسسات حتى يتسنى لهم ممارسة الأدارة او أدارة الأزمات أو التعامل مع الشعب فى قضايا الشغب
اهل فلسطين المتعلمين كلهم بالخارج
والموجودين اما حبسوا فى السجون وتوقف عندهم التعليم والعمل وممارسة الحياة الطبيعية
وكذلك الشعب نفسه
فأصبحوا يعيشون ويتصرفون بصورة همجية
هناك معضلة فى تركيبة الشعب الفلسطينى
هم جبارين فى القوه ولكن ينقصهم العلم والعمل المؤسسى والخبرة التى لم يتح لهم ان يمارسوها من قبل
ان قلة خبرة وعلم ودراية السلطات الحاكمة هى من زاد الطين بله ولن تنجح اى سياسة فى ادارة امور البلاد الا ان تنادوا بالفلسطينيين الدارسين والمؤهلين بالخارج لمعاونتكم وضع اسس لهذه البلاد
وكان الله فى العون ولعنه الله على اليهود المجرمين المحتلين
وهى الله الجاهلن الذين يضيعون من يعولون
شكرا نهير على ما جاد به قلمك ، لم تكن لنا دولة في يوم من الأيام ، وحتى الآن لم نحصل على دولة ، كل ما حصلنا عليه حكم ذاتي هزيل ، مشوارنا طويل قبل الوصول إلى الدولة ، لعل أسوا ما في الأمر انهم وضعوا الرجل في مكان لا يناسبه ولم يضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب ، عندما يصبح من لا يحمل شهادة دراسية مديرا عاما ومسئولا عن حملة درجة الدكتوراه تنقلب الموازين ، هناك مدير شبه أمي في وزارة الثقافة كان يشرف يوما ما على توقيت طاولة البنج بونج ، وبقدرة قادر أصبح مديرا ، أما عن وجود كفاءاتنا في الخارج فهذا ليس صحيحا ، لدينا كفاءات في الداخل ولكنها مهمشة ، ولدينا عدة جامعات في غزة والضفة مثل بير زيت والنجاح وبيت لحم والخليل والقدس والقدس المفتوحة والأزهر والإسلامية والأقصى وكلية العلوم والتكنولوجيا وفلسطين التقنية والبوليتكنيك في الحليل وغيرها من المعاهد والكليات ، إنهم يريدون الأتباع والمحاسيب والموالين ولا يريدون الكفاءات لأنها لن تاتمر باوامر الجهلة الذين تولوا الماصب العليا والذين خربوا البلد ونهبوها .
تحياتي وتقديري
د . محمد أيوب