مشاهدة النسخة كاملة : مواسم حلم
ضحى بوترعة
04-10-2006, 11:42 PM
مواسم حلمي
تطاردها أقدام الضياع
تهمي غيماتها أجاجا
ويعشب المدى لظى
وأنا الملم أوجاع الرّوح الغريبة
حلم يتوجّع صدى صوت
وشفاه للهاث....
كم من حلم يأتينا
كم من حلم يمر في اتئاد
يراق من دمه طفلة
تقاسمني ظلّي
أدعوها إلى أفقي...
أمنحها خطاي...
أمنحها لغتي....
تعيد للفاكهة نضجها وفي ثديّ السّاعة حليبها
تمر المواسم .....
تنطفئ طفلة في ظلي....
وتغفو في رماد الرّوح
يبقى.............
حلم يسرج في الآماد
فيه أراود زمني
أبعثر تيهي....
في ظلّي
في قلقي.....
وتجاويف خيبتي
حاملة خلف الخراب
خطى تؤججها نيران الأمنيات
خمرة....
تراق في دمي ......
حلم يتناسل من سنين التيه
ذاكرة كسيحة.....
لطفولة مفتوحة.....
من قاع الشّمس تبزغ في
دمي شجرة.....
تبزغ في دمي معجزة......
لكن.....
عندما يقول الدّهر كم الحلم الآن.....
عدنان أحمد البحيصي
04-10-2006, 11:50 PM
أخيتي ضحى ارحب بك بداية وهذا النزف الجميل من المشاعر
هي خاطرة رائعة تستحق الوقوف عندها والغوص في معانيها ودلالاتها
اسمحي لي ايتها الفاضلة ان انقلها الى دوحة الخاطرة حيث يجب أن تكون
بارك الله
للتثبيت احتفاءً وتكريماً
وفاء شوكت خضر
17-05-2007, 04:44 PM
الأخت ضحى ..
اسمحي لي أن أخرج هذه الصفحة التي طويت بعيدا عنا ، فلم تعانقها العيون ولا القلوب ..
مرور أول ، ولي عودة بإذن الله .
منهل العراقي
17-05-2007, 05:05 PM
الاخت ضحى
احلام وكأني بها تفوق الصفاء تصورا
تحياتي
العراقي
مأمون المغازي
17-05-2007, 11:15 PM
أديبتنا : ضحى بو ترعة
هذا اللون من الكتابة له ألقه ، وقد قرأت عملكِ أكثر من مرة ، وفي كل مرة يفتح لي من صوره جمالاً يتبعه جمال ، فقد أجدتِ التصوير ، والنسق ناسب الحالات والصور جاءت رائعة جديدة ،
مواسم حلمي
تطاردها أقدام الضياع
تهمي غيماتها أجاجا
ويعشب المدى لظى
وأنا الملم أوجاع الرّوح الغريبة
صورة ممتدة مركبة جميلة أيتها الأديبة ، فقد رأيت الحلم في مواسم ، ولم لا ؟ وهو متصل بمن يعيش الحياة ، ومن هنا جاء التناسب بين الحلم والعام المقسم إلى مواسم ، والمواسم لا تدوم ، ولكن أن تأتي الأديبة بأقدام الضياع فهذا تصوير رائع خدم المعنى العام وقوى الصورة ، لتمتد إلى ما هو متعلق بالسابق ، حيث تعشب الأرض ، وهنا عشب الحلم ، لكنه يعشب اللظى ، صورة أراها بديعة ، فمن لوازم العشب النضارة والخضرة والحياة ، إلا أن اللظى هنا هو المسيطر ، وهنا تناسب جميل بين حالة الضياع والحرقة ، لنعايش أوجاع الروح المبعثرة مع الأحلام الضائعة أو بالأحرى المنذرة بالضياع مع تبدل الفصول ، لكنها روح غريبة ! وهذا يتضح في التالي :
حلم يتوجّع صدى صوت
وشفاه للهاث....
كم من حلم يأتينا
كم من حلم يمر في اتئاد
يراق من دمه طفلة
تقاسمني ظلّي
أدعوها إلى أفقي...
أمنحها خطاي...ها لغتي....فاكهة نضجها وفي ثديّ السّاعة حليبها
نلاحظ هنا أن الأديبة عمدت إلى التقسيم وقد لاءم هذا العرض والغرض مع وجود الصور البسيطة ، ولكن الأديبة وظفتها توظيفًا جيدًا ، فكون الحلم يتوجع ؛ هذه صورة ليست جديدة ، لكنه يتوجع الرجع وصدى الصوت ، لتقوي الصورة بقولها : وشفاه للهاث ، أعجبتني هذه الصورة فالشفاه تلهث على مستووين : نداء الحلم ، وملاحقة الصدى ، وكل هذا متعلق بالحلم . لنأتي إلى تعداد الأحلام التي تأتينا وترحل عنا ، وتدخلنا ضحى بو ترعة في عالم فسيح حين تقول :
كم من حلم يمر في اتئاد
يراق من دمه طفلة
تقاسمني ظلّيها إلى أفقي...حها خطاي...ها لغتي....فاكهة نضجها وفي ثديّ السّاعة حليبها
هنا تصوير أراه بلغ حدود الجدة ، فمن الأحلام ما يمر في تؤدة ، ولكنه لا يتم ، حيث يراق دمه ، ولكن الإراقة هنا مغايرة للمعتاد ، حيث تظهر الطفلة التي هي القاسم المشترك بين الحلم وصاحب الحلم لتقاسمه الظل والأفق ، إنها حالة التوحد بالحلم ، وكم توحدنا مع أحلامنا في سني عمرنا ، ليأتي ما أو مَن يقهرها لترضع الساعات ، تستنفذ وقتنا تستحوذ على طاقاتنا بين الإمتاع والوجع ، رائع تصوير الساعات والثدي . وفي هذا المقطع شحنة من الأحاسيس احتواها الرمز وناسبتها الصياغة بما حوت من طاقة لإعمال الفكر .
لكن الحالة لم تنته فمازال للصورة بقية قوية ؛ ننظر لقولها :
تمر المواسم .....
تنطفئ طفلة في ظلي....
وتغفو في رماد الرّوح
يبقى .
فمع مرور المواسم ينتهي الحلم الذي كان في البداية لظى ، ثم طفلة متوحدة لحين ، ليأتي موسم القتل حيث تنطفئ الطفلة المنبعثة من الحلم لأنها مرتبطة به ، لكن تفاجئنا بو ترعة بأن الانطفاء في الظل ، والدفن في الروح ليبقى الحلم موجودًا قابلاً للتجدد ، لنجد هذا الحلم :
حلم يسرج في الآماد
فيه أراود زمني
أبعثر تيهي....
في ظلّي
في قلقي.....
وتجاويف خيبتي
حاملة خلف الخراب
خطى تؤججها نيران الأمنيات
خمرة....
تراق في دمي ......
يسرج الحلم في الآماد البعيدة يلوح ، يحمل ما يحمل لتراود الزمن الذي بات زمنها في حالة تفرد وانفصال عن الموجودات ، في حالة حلم والأحلام تقتضي الانفصال ، وحالة من التبعثر ، لكنها بعثرة للتيه ( رائع هذا ) ثم كتلة صلدة من التماهي مع الذات الحائرة التي هي بذاتها لا تثق بهذا الحلم الذي يلوح من بعيد عبر الأفق الفسيح ، وحالة شك في الحلم ، مما يبعث الشك في التحقق ، وحالة من القلق متعلقة بالحيرة لتكون الخمر المنسكبة في الدم مشتعلة مرتبطة بالخرائب والانكسارات ، والخمر التي كانت مسكرة في الصحو ، ناقلة إلى الحلم ، باتت ناتجة عن وجع الحلم ، والوجع مسكر بذاته كلما اشتد غيَّبنا عن الوعي في حالة انفصال ، والأمنيات تلهب القدم الساعية إليها ، هنا حالة من شبه اليقين ، ولكنه يقين مبني على وهم التوجع . لتنتقل بنا بو ترعة إلى عالم الحقائق والفلسفة والتفكير في المقطع الأخير :
حلم يتناسل من سنين التيه
ذاكرة كسيحة.....
لطفولة مفتوحة.....
من قاع الشّمس تبزغ في
دمي شجرة.....
تبزغ في دمي معجزة......
لكن.....
عندما يقول الدّهر كم الحلم الآن.....
الحلم المتناسل من سني التيه ، وهنا تحديد للخصوصية ؛ فهي تجمع بهذه العبارة كل الخبرات الموجعة في حالة تيه وعدم إدراك الحقائق المرتبط في الأصل بالظنون ، والتوجعات ، وعدم قبول الواقع للأحلام ، وعلى الرغم من أن الأحلام تعبر عن حالة من علاجات الواقع في منطقة اللاقانون ، إلا أنها تنسل من الذات ، ومن النفس ، ومن الزمن ، ليأتي الواقع ليصدمها ، صدمته المعهودة ، خصوصًا إذا كانت طاقات الحلم فوق طاقات الواقع ، وهذا ما أوردته ضحى بو ترعة حيث تذكر الشمس بتجددها ، والشجرة بنمائها الناتج عن الخصب والتجدد ، وبهذا تكون بو ترعة قد رسمت لوحة تشكيلية جميلة تختصر بها أحلامها وواقعها ، والعالم ، وتحزم الأحلام التي تدرجت بها وبأوجاعها ، في رمزية لم تعتمد على الإغراق ، أو التعمية ، لتصل إلى حالة الإفاقة عندما يسأل الزمن : كم الحلم الآن ، ولم تأتِ بو ترعة بالتعبير المتعارف عليه ، وإنما أتت بصورة بنيت على المفاجأة ( عندما يقول الدهر : كم الحلم الآن ؟ ) الدهر ، والقول ، وكأنها توحي لنا باستمرارية الحالة بالقول ، فالسؤال قد تتم حالته بالإجابة ، أما القول فيوحي بسعة المساحة ، وهذه نفس الحالة التي جرت عليها المنثورة من حيث استمرار حالة اليأس وعدم إمكانية التحقق .
وفي النهاية أقول :
هذه المنثورة بها من الجماليات ما يؤكد على أن صاحبتها تملك من الطاقات ما يشي بتجدد الإبداع ، فهي تملك قدرة عالية على التصوير ، في تشكيلات حداثية تبتعد عن الإغراق والتعمية ، معتمدة على الصور الممتدة والمركبة التي تخدم الحالة الشعورية ، وعندما تنتقل بنا إلى اللاشعور تكون منطقية في عرضها في الحدود التي لا تكشف أسرار العمل ، وهذه براعة حيث يوجب على المتلقي إعمال فكره لاستجلاء الجماليات التي غزلت بحنكة ضمن نسيج النص ، اما الأحاسيس ، فقد رأيت أن الأديبة سكبتها ضمن السبك ، واستخدمت من الألفاظ والتراكيب ما حافظ على الاتزان النفسي الممتد عبر مساحات التصوير والفكر ، كما أن الموسيقا الهادئة الممتدة عبر النص توحي بالحلم والهدوء على الرغم من الثورة الكامنة والتي يمكن أن نقرأ النص من خلال مدلولاتها ، حيث الثورة على الواقع الخانق للأحلام ، إلا أن الحالة الوصفية التي اعتمدتها الأديبة غلَّبت التدرج والترقي على الثورة .
أديبتنا ، الشاعرة : ضحى بو ترعة ، أحييكِ على هذا النص الموجز الذي يعبر عن حالات مركبة ضمن سياق جميل ماتع .
محبتي واحترامي
مأمون
ضحى بوترعة
18-05-2007, 12:34 AM
الغالية وفاء
فعلا أنا عاجزة عن التعبير عن سعادتي بهذه المفاجأة الرائعة جدا جدا
إنها شحنة تدفعني الى أجمل طريق للإبداع وأجمل حب لكل من
مرّ هنا شكرا وفاء الغالية
أحبككككككككك
ضحى بوترعة
18-05-2007, 12:39 AM
العزيز مأمون
أنا سعيدة جدا بهذه الرؤية الثاقبة لنصي ولهذا التحليل الرائع لمبدع متألق مثلك
لك ألف شكر خاصة وان هذا النص له مكانة خاصة في نفسي
لك محبتي العميقة
ماريا يوسف النجار
18-05-2007, 01:17 PM
ضحى الجميلة
ويزداد يقيني بك
احبك
حنان
مادلين يوحنا
19-05-2007, 03:16 PM
الحبيبة ضحى
تلك مواسم لاتنتهي
مودتي
ماد
جوتيار تمر
20-05-2007, 11:27 PM
ضحى
وتفيض ذاكرتك بالاحلام..
وانت في ضحاكِ ضحى حلمُ عبق..
وتتوه على شفاك الكلمات
وانت في وجودك ابجدية
وتمضي بك الامال
وانت في رحى الوجود املُ
وتغنين للطفولة ويداك مكبلة بالاصفاد
وانت في نفسك طفلة تبحث كسر اصفادها
كم هي مؤرقة لياليك..
كم هي موجعة لحظاتك..
كم هو متعب لهاثك..
أ بين البحر والساحل..؟
ينتظر قاربك...
أ م بين قلبك والواقع تنتظر...؟
انها معجزة المسافات تخلق فيك
هذا الوجع..
تعيدك طفلة تحلم بالطيران
تجعلك تنامين وعلى شفاك الف امنية
ترسم ما في اعماقك...
وانت تبقين ها هنا بين قرطاج وبابل تلهثين الوجود مسافات.
محبتي لك تدوم
جوتيار
سحر الليالي
22-06-2007, 09:14 PM
العزيز "ضحى":
ما أجمل ما صافحته من نبض..!!
مواسم حلم مرسومة بدهشة..!
سلمت ودام نبضك الجميل
لك ودي وباقة ورد
ضحى بوترعة
22-06-2007, 09:21 PM
الغالية سحر
اهلا بك هنا لقد اشتقت اليك
لك حبي يا سحر الجمال
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir