الحكيم والذئب والفلاح.

[فاطمة أولاد حمو يشو]

كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، رجل حكيم، خرج في رحلة. وفي طريقه التقى بذئب مطارد من طرف الصيادين.طلب الذئب المرعوب من الحكيم أن يخفيه عن مطارديه متظاهرا بالأسى والحزن والتمسكن، فأشفق الحكيم من حاله ثم خبأه في كيس كتبه. وفجاة أقبل الصيادون، فطلبوا من الحكيم ان يرشدهم إلى أثر الذئب الهارب، رد الحكيم بأنه لم يشاهده، فعل ذلك لإنقاذ حياة الذئب. وعند ابتعادهم، أخرج الحكيم الذئب من الكيس.وفي اللحظة التي كان فيها الحكيم يتهيأ لركوب ظهر حماره ليواصل رحلته، امسكه الذئب من أطراف جلبابه قائلا بلهجة متباكية: " إنني أموت من الجوع !" وطلب منه أن ينقذه مرة ثانية. أخرج الحكيم من جيبه قطعة حلوى وقدمها إلى الذئب، إلا أن هذا الأخير ضحك منه ساخرا: " أنا لا آكل هذا، ألا تعلم أني من آكلة اللحوم!؟. ".اعتقد الحكيم أن الذئب يريد أكل حماره، غير ان الذئب رد وأجاب:" إن الحمار وحده لا يكفي لإشباع جوعي!" .. أدرك الحمار كلام الذئب فكر هاربا بنفسه، فاتجه الذئب هاجما على الحكيم.. انتفض الحكيم من شدة الغضب متهما الذئب بأنه ناكر للجميل وكافر بالخير والنعيم.انفجر الذئب ضاحكا وقال:" لا تكلمني عن نكران الجميل والكفر بالنعمة والعقوق، اتركني ألتهمك.". ثم انطلق في أثر الحكيم. وبعد ركض طويل خارت قوى الحكيم فصاح بأعلى صوته:" انقذوني، النجدة، انقذوني." لم يستجب له احد. فكر الحكيم في حيلة فقال متضرعا إلى الذئب، راغبا في كسب الوقت لإنقاذ نفسه:" إنني سأسلم لك نفسي دون إبداء أية مقاومة ولكن بشرط ! " قال الذئب:" وماهو شرطك؟ أجاب الحكيم:" فلنجعل شجرة الخوخ والبقرة والفلاح حكما بيننا، فإذا وافق الثلاثة على رغبتك في أكلي سأقبل مطيعا."
انطلق الذئب يتبعه الحكيم، فوقفا تحت شجرة خوخ هرمة. حكى الرجل الحكيم قصته المؤلمة لها وحدثها عن مأساته مع الذئب..الخوخة الهرمة، تذكرت جملة كانت تقولها في شبابها الغابر للأطفال الذين كانوا يقبلون لقطف ثمار الخوخ:" أاكلوني إن شئتم!. أدرك الحكيم أن الشجرة توافق الذئب على تحقيق رغبته، فامتعض خوفا بينما الذئب قال بانشراح:" هذه إجابة ملائمة." ثم واصلا سيرهما والتقيا ببقرة وقور فأعاد عليها الرجل حكايته مع الذئب.. كانت البقرة غارقة في ذكرياتها ..استرجعت فجاة الكلمات التي كانت تنطق بها عندما كان سيدها يحلبها:" احلبني هذا يريحني!". أراد الذئب ان يهجم توا على الرجل ولكن هذا الأخير احتج قائلا:" يجب الوفاء بالوعد، ألا يجب استطلاع رأي الفلاح أيضا؟". فواصلا طريقهما وعند التقائهما بفلاح هرم حكى له الرجل الحكيم كيف أنه أنقذ الذئب الذي رغب بدوره في أكل منقذه وقال له:" هل أستحق أن يأكلني هذا الذئب ؟".. تظاهر الفلاح بانه لم يصدق أن كيسا من ذلك النوع أمكنه أن يحتوي الذئب، فطلب من الحيوان أن يبرهن له على ذلك. وعند دخول الذئب في الكيس، أسرع الفلاح الهرم إلى إغلاق فتحته وقال للحكيم:" لا جدوى من إقناع الذئب بالحقيقة!". ثم أنزل ضربة بمعوله على رأس الذئب الجشع.. وبإخراج الذئب من الكيس وهو شبه ميت، أحس الرجل الحكيم بنوع من الشفقة نحو الذئب فقال:" كفى.. لا يستحق كل هذا العقاب القاسي!". وفي هذه الأثناء بالذات أقبلت امرأة وهي تبكي مشيرة إلى الذئب قائلة:" إنه هو ..هو الذي التهم طفلي..هذا الذئب هو الذي أكل ولدي..".
فتناول الرجل الحكيم المعول وأجهز على الذئب المذنب بضربة قاضية..
وهكذا تخلص من الندم الذي أحس به نحو الذئب، ولم تعد لديه أدنى شفقة نحوه.
قمت بترجمتها عن نفس المصدر المذكور في موضوع منشور على نفس هذا المنتدى تحت عنوان" فرادة فأر".

[محمد إبراهيم الحريري]

الأخت فاطمة ـ تحية
نعم أختي الحكمة لا تجدي مع اللؤم ، ولات ساعة مندم ، وتأنيب الضمير لا يجلب منقعة ولا راحة بال بعد أن يقع الفاس على أم الراس ، والخيانة طبع والوفاء فطرة وشتان بينهما ، أما الحكمة فم شأن للئيم بها لأن الأنلنية المفرطة هي ما تتحكم بمشاعره إن وجدت لفكره سلما ترتقيه ، وما به من غريزة التعدي ما هي إلا عهد سنه ، وشرعا فصله بيمينه ليكون على مقاسه .
تلك هي سنة ومن الحكمة ما أهلك
ولابد للعقل أن يكون السيد بما يرى من تصرف ينقذ عند احتدام الأمور
تحياتي أختي
قصة معبرة
لك باقة شكر عليها
أخوك محمد

[فاطمة أولاد حمو يشو]

وأقدر استنتاجاتك التي بها نستطيع توسيع آفاق أطفالنا وإغناء مداركهم وأفكارهم.
إن هذه الحكاية وغيرها من منتجات التراث الثقافي الصيني جعلتني أحب كل ما هو مرتبط بالثقافة الصينية من طب وأدب وعلم ورياضة وغيرها.. وإنني أحب هذا الشعب الذي تبين لي من خلال بعض تصرفات بعثاته الطبية التي تواجدت معنا بمدينتنا في السنوات الماضية، أنه يحسن عمله،وإذا دخل قرية لاستثمار مواردها الطبيعية علم أهلها ما يفيدهم من أجل التعامل الجيد مع الأرض وحمايتها، فلم يكن أنانيا كما هو شأن المستعمر الأمريكي أو الغربي.. وإني أكرر ما قاله نبينا محمد (ص): " اطلبوا العلم ولو من الصين". ولفظ "لو" هنا له معنى يعرفه علماء اللغة .. فهو يشير إلى رفع قيمة الموضوع، وتضخيم مدى أهميته..
أما عن حكاية الحكيم والذئب والفلاح، فقد قرأتها بل قمت بتحويلها إلى مسرحية للأطفال .. وقد أثارت إعجاب كل من شاهدها من الأطفال والكبار عند العرض الذي قدمته لهم ومعهم وبمشاركة براعم ذات قدرات هائلة تحتاج إلى من يأخذ بيدها ويوجهها إلى اقتناء الأفضل..
إن ما يحتاجه أطفالنا هو قراءة هذا النوع من الحكايات التي تنطوي على شلال من القيم الأخلاقية التي تنعش محيطهم الفكري والعملي..
ولا بأس من التعليق على الحكاية بإضافة أسئلة تكون غايتها تقييم مدى قدرة القارئ -الطفل من فهم الحكاية والاندماج معها.. وهذه نماذج من تلك الاسئلة:
1- كان من عادة الناس الذين يخرجون في رحلة أن يحملوا معهم الكثير من الطعام.. بل تكون غايتهم من الرحلة هي إقامة مادبة طعام تطبخ النساء ما لذ وطاب، ويتناول الأطفال الطعام بشراهة تزيد عن العادة..فهل الرجل الحكيم كان يحمل ما يكفيه من الطعام؟ لماذا رفض الذئب الحلوى التي قدمها له الرجل الحكيم؟
2- ما الذي دفع بالحكيم إلى اختيار شجرة الخوخ والبقرة والفلاح حكما بينه والذئب ولماذا اختار أن يكون الفلاح هو آخر من تتم مقابلته؟
3- إذا كان الرجل الحكيم يمثل الحكمة والتعقل والتسامح، وإذا كان الفلاح يتميز عن الرجل الحكيم بالمعاقبة القاسية للذئب فهل هذا يعني أن الرجل الحكيم يظل متسامحا حتى مع من يؤذي الناس ويتسبب في موتهم؟
4- ما الذي جعل الرجل الحكيم يمارس العقاب القاسي ضد الذئب؟ وهل يجوز للرجل الحكيم أن يكون دائما شخصا يدعو إلى التسامح والعفو؟
5-تقابل الحكاية بين حكم الشجرة والبقرة وبين حكم الفلاح، ما هي الغاية من هذا التقابل؟ وهل حكم الفلاح كان شبيها بحكم الشجرة والبقرة؟
6- من في رأيك أكثر حكمة الرجل الحكيم أم الفلاح؟ ولبقاء الإنسان في الحياة ومواجهة عنف الطبيعة ما الذي يتطلبه ذلك؟

[فاطمة أولاد حمو يشو]

إن ما يحتاجه أطفالنا هو قراءة هذا النوع من الحكايات التي تنطوي على شلال من القيم الأخلاقية التي تنعش محيطهم الفكري والعملي..
ولا بأس من التعليق على الحكاية بإضافة أسئلة تكون غايتها تقييم مدى قدرة القارئ -الطفل من فهم الحكاية والاندماج معها.. وهذه نماذج من تلك الاسئلة:
1- كان من عادة الناس الذين يخرجون في رحلة أن يحملوا معهم الكثير من الطعام.. بل تكون غايتهم من الرحلة هي إقامة مادبة طعام تطبخ النساء ما لذ وطاب، ويتناول الأطفال الطعام بشراهة تزيد عن العادة..فهل الرجل الحكيم كان يحمل ما يكفيه من الطعام؟ لماذا رفض الذئب الحلوى التي قدمها له الرجل الحكيم؟
2- ما الذي دفع بالحكيم إلى اختيار شجرة الخوخ والبقرة والفلاح حكما بينه والذئب ولماذا اختار أن يكون الفلاح هو آخر من تتم مقابلته؟
3- إذا كان الرجل الحكيم يمثل الحكمة والتعقل والتسامح، وإذا كان الفلاح يتميز عن الرجل الحكيم بالمعاقبة القاسية للذئب فهل هذا يعني أن الرجل الحكيم يظل متسامحا حتى مع من يؤذي الناس ويتسبب في موتهم؟
4- ما الذي جعل الرجل الحكيم يمارس العقاب القاسي ضد الذئب؟ وهل يجوز للرجل الحكيم أن يكون دائما شخصا يدعو إلى التسامح والعفو؟
5-تقابل الحكاية بين حكم الشجرة والبقرة وبين حكم الفلاح، ما هي الغاية من هذا التقابل؟ وهل حكم الفلاح كان شبيها بحكم الشجرة والبقرة؟
6- من في رأيك أكثر حكمة الرجل الحكيم أم الفلاح؟ ولبقاء الإنسان في الحياة ومواجهة عنف الطبيعة ما الذي يتطلبه ذلك؟

[محمد إبراهيم الحريري]

الأخت فاطمة ـ تحية
كأني أدمنت حرفك ولا غضاضة من ارتباط فكر ببيان ، أو ترقية الفكر على سدة التساؤل ليبقى الجواب مرتبطا بواقع ، نحلم أن يكون بما نحب
فما الأسئلة التي تم طرحها إلا وسيلة لتمكن الطفل من المادة المطروحة تربية له ،
وما الجواب مرتبط بشعب ، أو أمة فلكل فكره ، ولكل أمة ثقافتها
فالحكمة ضالة المؤمن ، والتسامح طريق للتآخي ولكن ..........
تحياتي

[فاطمة أولاد حمو يشو]

فهي تحيي ما نسيه متكلمي العربية او كتابها..لدرجة اجد نفسي معها في أسفل سلم التعبير اللغوي..
فمكر مفر مدبر مقبل معا كجلمود صخر حطه السيل من عل، تبرهن أن اللغة العربية تملك من صور الجمال، ما يجعل كل قبيلة عربية متوجة بزخم من الصور الجميلة التي تلفظ بعربية أحتاج إلى قواميس وربما إلى تجربة خاصة شبيهة بتلك التي هزت قريحة الكاتب العربي في عصر امرؤ القيس وعنتر وغيرهما..
إنك بمثابة حارس لكنز تخشى ان تمتد إليه يد سطحية فتجعله مجرد "ساندويش هابورغر"!

[الصباح الخالدي]

رائعة جدا فاطمة وترجمة موفقة لنص جميل

[فاطمة أولاد حمو يشو]

رائعة جدا فاطمة وترجمة موفقة لنص جميل


ممتنة لك، ومقدرة لاهتمامك.. لك ودي ومعزتي..

[حورية احمد]

وإني أكرر ما قاله نبينا محمد (ص): " اطلبوا العلم ولو من الصين". ولفظ "لو" هنا له معنى يعرفه علماء اللغة .. فهو يشير إلى رفع قيمة الموضوع، وتضخيم مدى أهميته..

السلام عليكم/أختي
هذا الحديث ليس بحديث صحيح
______________
51- « اطلبوا العلم ولو بالصين» . موضوع . "الموضوعات" لابن الجوزي (1/215) . "ترتيب الموضوعات" للذهبي (111) . "الفوائد المجموعة" (852) .
قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع ( موضوع ) برقم (906) .
______________
والحديث الصحيح هو/ ما رواه ابن ماجة من حديث أنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ )
_____________
أختي فاطمة /نكتب مئات الكلمات ولا نستطيع كتابة صلى الله عليه وسلم بدلا من (ص) !
____________
:noc:

[فاطمة أولاد حمو يشو]

أما عن حرف (ص) الذي يكتب عادة لاختصار جملة تفيد الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. فأقول: "أن اللغة ضاقت حروفها أو اتسعت فهي مجرد رموز والعبرة بما يحمله الرمز من معنى، وما ينطق به القلب من محبة، وما يبدعه العقل من أعمال.."
وأختم بقول عائشة رضي الله عنها:" اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه، عدد الماء وما في الماء وما يحيي الماء وعدد الأرضين والسماء وما فيهما وما بينهما وما حولهما من حيث خلقت الدنيا إلى يوم القيامة في كل لحظة ما لايحصى ولا يعد عدده إلا الله.."

وشكرا جزيل الشكر مرة أخرى لك تقديري .. وأنوه بمعرفتك بمصدر الأحاديث النبوية، وتفقهك في ديننا الحنيف ..مزيدا من المعرفة والعلم والتقوى..