المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل في الستين



ليلك ناصر
11-10-2006, 05:24 AM
رجل في الستين




أنتصر عليه الحلم ، و سرق من عينيه النوم ، و قلبه أبطأ من سرعة دقاته ، عند
انتهائه من المعركة ، و عادت إليه أنفاسه ، التي كادت أن ترحل عنه بعيدا ، حضن
بيديه رأسه الذي مازال عالقا , في أخر مقطع من الحلم .
ثم قام مرتجلاً , و كأنه يواجه عدواً له , الأيام و السنين ، قام كعادته متجبرا ً
, لا يكسره و لا يحنيه شيء , ...
فوقع نظره على برواز علق على الحائط ، وقد احتوى شبابه , الذي كان كله نشاطا و
حيوية و أملا ،
فنظر متأملاً سارحاً بخياله إلى سنين بعيدة ، إلى أيام كانت جميلة ، حتى في تعبها و
كدها ، هز رأسه يمينا و شمالاً ، ليعود إلى واقعه الحاضر , بين أجنحة الترف و
الحضارة و التمدن ، بين جدران قد طليت بكل ألوان
الربيع ، و أرض فرشت , بأجود أنواع الرخام و السيراميك ، وأسقف زينت بإضاءة تشبه
النجوم بسحرها ،
واثاث يستخلص منه الفخامة والجودة ، نظر إلى كل هذا الجمال ، شعر كأنه أنتصر على
السنين و حقق مراده ،
التفت إلى الحائط الثاني ، رأى حزنا أخرا , كان من قبل فرحا عامرا ، حينما رعى
أزهاره , منذ كانت صغيرة , سقاها بعطفه و حنانه ، حماها بطيبته و إرشاده ، حتى
تفتحت وكبرت ، وصارت تبعث في النفوس السعادة والسرور ،
لكن هذه الزهور رحلت , كل زهرة منها في بلد بعيد ، و تركت الجذور وحيده بين أتربة
الحياة .
وقع نظره على الشمس التي سطعت, وأشرقت من باب غرفته , داخل المنزل ، متقدمة نحوه ،
حاملة له فنجان قهوة ، وفي قرب الفنجان عقدا من الياسمين ، قد فاحت الرائحة في
أجواء الغرفة ، و تغلغل في أعماق أنفاسه ،حمله الحنين لحبيبته الراحلة ، وشريكة
عمره ، لدفء همساتها ، و جمال أنفاسها ..
فبقي في مكانه ينتظر الرحيل إليها ببطئ شديد

الصباح الخالدي
11-10-2006, 01:29 PM
اكثر المشاهد حزنا في ملسلسل طويل الحلقة الأخيرة

محمد إبراهيم الحريري
11-10-2006, 07:41 PM
رجل في الستين

أنتصر عليه الحلم ، و سرق من عينيه النوم ، و قلبه أبطأ من سرعة دقاته ، عند
انتهائه من المعركة ، و عادت إليه أنفاسه ، التي كادت أن ترحل عنه بعيدا ، حضن
بيديه رأسه الذي مازال عالقا , في أخر مقطع من الحلم .
ثم قام مرتجلاً , و كأنه يواجه عدواً له , الأيام و السنين ، قام كعادته متجبرا ً
, لا يكسره و لا يحنيه شيء , ...
فوقع نظره على برواز علق على الحائط ، وقد احتوى شبابه , الذي كان كله نشاطا و
حيوية و أملا ،
فنظر متأملاً سارحاً بخياله إلى سنين بعيدة ، إلى أيام كانت جميلة ، حتى في تعبها و
كدها ، هز رأسه يمينا و شمالاً ، ليعود إلى واقعه الحاضر , بين أجنحة الترف و
الحضارة و التمدن ، بين جدران قد طليت بكل ألوان
الربيع ، و أرض فرشت , بأجود أنواع الرخام و السيراميك ، وأسقف زينت بإضاءة تشبه
النجوم بسحرها ،
واثاث يستخلص منه الفخامة والجودة ، نظر إلى كل هذا الجمال ، شعر كأنه أنتصر على
السنين و حقق مراده ،
التفت إلى الحائط الثاني ، رأى حزنا أخرا , كان من قبل فرحا عامرا ، حينما رعى
أزهاره , منذ كانت صغيرة , سقاها بعطفه و حنانه ، حماها بطيبته و إرشاده ، حتى
تفتحت وكبرت ، وصارت تبعث في النفوس السعادة والسرور ،
لكن هذه الزهور رحلت , كل زهرة منها في بلد بعيد ، و تركت الجذور وحيده بين أتربة
الحياة .
وقع نظره على الشمس التي سطعت, وأشرقت من باب غرفته , داخل المنزل ، متقدمة نحوه ،
حاملة له فنجان قهوة ، وفي قرب الفنجان عقدا من الياسمين ، قد فاحت الرائحة في
أجواء الغرفة ، و تغلغل في أعماق أنفاسه ،حمله الحنين لحبيبته الراحلة ، وشريكة
عمره ، لدفء همساتها ، و جمال أنفاسها ..
فبقي في مكانه ينتظر الرحيل إليها ببطئ شديد

الأخت حلا ـ تحية
كثيرا ما تنتابني موجة أسى ورياح حزن تقلع مني جذور الصبر فأنيخ راحلة العذاب على مضارب الوجد وتسح عيون الثكل مني مزن ألم ، ولكن هنا وجدت الحزن ينيخ رحله بين حنايا طالما أشبعت الضيم ، ونهلت من معين الضر أطيبه ، وسقيت بماء النوازل وابلها
وجدت أني لا أفارق أنة إلا رسمت عيناي دمعة القهر ، وما بكيت زفرة إلا ولحقتها بنجدة العون أخرى ,
هي حياتينا أيتها الراحلة من أرض القصة إلى مضارب الواقع
قد أصبت مني مقتلا
ومثل بطل رؤيتك ننتظر الرحيل
ولا أراه إلا يقترب على عيس الدهر
ومازالت صور الأمس تغرقني
بسمة العودة للمستقبل
على عكس نظرية الولادة
دمت بخير
شكرا لك

ليلك ناصر
11-10-2006, 11:15 PM
اكثر المشاهد حزنا في ملسلسل طويل الحلقة الأخيرة



الصباح ...

نعم إنها مشاهد حزينة جدا ...

أبعدك الله عنها ..

وشكرا لك ولمرورك ...

وفاء شوكت خضر
11-10-2006, 11:44 PM
حلا
وعين ثاقبة لواقع الزمن المتسارع الخطى ، في رحلة الحياة .
أبدعت في رسم هذه الصورة بدقة ، وبات كل ينظر إلى نفسه من خلال نصك ، وكأنه مرآة لها .
أرى تقدم سريع في كتاباتك .
ننتظر المزيد من أعمالك الجميلة .

ليلك ناصر
12-10-2006, 07:11 AM
الأخت حلا ـ تحية
كثيرا ما تنتابني موجة أسى ورياح حزن تقلع مني جذور الصبر فأنيخ راحلة العذاب على مضارب الوجد وتسح عيون الثكل مني مزن ألم ، ولكن هنا وجدت الحزن ينيخ رحله بين حنايا طالما أشبعت الضيم ، ونهلت من معين الضر أطيبه ، وسقيت بماء النوازل وابلها
وجدت أني لا أفارق أنة إلا رسمت عيناي دمعة القهر ، وما بكيت زفرة إلا ولحقتها بنجدة العون أخرى ,
هي حياتينا أيتها الراحلة من أرض القصة إلى مضارب الواقع
قد أصبت مني مقتلا
ومثل بطل رؤيتك ننتظر الرحيل
ولا أراه إلا يقترب على عيس الدهر
ومازالت صور الأمس تغرقني
بسمة العودة للمستقبل
على عكس نظرية الولادة
دمت بخير
شكرا لك




الأستاذ العظيم محمد إبراهيم الحريري ...


سأشكرك من كل قلبي على قراءتك لكل ما أكتب أولا

و سأعتذر كثيرا إن كانت القصة أثرت بك ...

أدامك الله نبراس لنا و لكل الدرب التائهة و أطال عمرك يا رب

والله إني أسفه لمَ سببته لك من حزن في هذه القصة

أبعد الله عنك كل الأحزان و الأسى و أدام البسمة الرائعة على وجهك

لك خالص شكري و احترامي ...

محمد سمير السحار
12-10-2006, 07:38 AM
رجل في الستين

أنتصر عليه الحلم ، و سرق من عينيه النوم ، و قلبه أبطأ من سرعة دقاته ، عند
انتهائه من المعركة ، و عادت إليه أنفاسه ، التي كادت أن ترحل عنه بعيدا ، حضن
بيديه رأسه الذي مازال عالقا , في أخر مقطع من الحلم .
ثم قام مرتجلاً , و كأنه يواجه عدواً له , الأيام و السنين ، قام كعادته متجبرا ً
, لا يكسره و لا يحنيه شيء , ...
فوقع نظره على برواز علق على الحائط ، وقد احتوى شبابه , الذي كان كله نشاطا و
حيوية و أملا ،
فنظر متأملاً سارحاً بخياله إلى سنين بعيدة ، إلى أيام كانت جميلة ، حتى في تعبها و
كدها ، هز رأسه يمينا و شمالاً ، ليعود إلى واقعه الحاضر , بين أجنحة الترف و
الحضارة و التمدن ، بين جدران قد طليت بكل ألوان
الربيع ، و أرض فرشت , بأجود أنواع الرخام و السيراميك ، وأسقف زينت بإضاءة تشبه
النجوم بسحرها ،
واثاث يستخلص منه الفخامة والجودة ، نظر إلى كل هذا الجمال ، شعر كأنه أنتصر على
السنين و حقق مراده ،
التفت إلى الحائط الثاني ، رأى حزنا أخرا , كان من قبل فرحا عامرا ، حينما رعى
أزهاره , منذ كانت صغيرة , سقاها بعطفه و حنانه ، حماها بطيبته و إرشاده ، حتى
تفتحت وكبرت ، وصارت تبعث في النفوس السعادة والسرور ،
لكن هذه الزهور رحلت , كل زهرة منها في بلد بعيد ، و تركت الجذور وحيده بين أتربة
الحياة .
وقع نظره على الشمس التي سطعت, وأشرقت من باب غرفته , داخل المنزل ، متقدمة نحوه ،
حاملة له فنجان قهوة ، وفي قرب الفنجان عقدا من الياسمين ، قد فاحت الرائحة في
أجواء الغرفة ، و تغلغل في أعماق أنفاسه ،حمله الحنين لحبيبته الراحلة ، وشريكة
عمره ، لدفء همساتها ، و جمال أنفاسها ..
فبقي في مكانه ينتظر الرحيل إليها ببطئ شديد
الأخت الكريمة الأديبة حلا
نص جميل جداً :NJ:
كما أظن أنه لكل سن جماله
قرأتُ مؤخراً أنّ سن الطفولة أصبح حتى سن الأربعين في هذا الزمان
وحسب هذه الدراسة الجديدة يصبح من كان في سن الستين في مقتبل العمر
وبناءً على ذلك أقترح تغيير العنوان إلى رجل في التسعة والتسعين D:
كل عام وأنتِ بخير
مع خالص تقديري واحترامي
أخوكِ
محمد سمير

ليلك ناصر
15-10-2006, 09:41 PM
حلا
وعين ثاقبة لواقع الزمن المتسارع الخطى ، في رحلة الحياة .
أبدعت في رسم هذه الصورة بدقة ، وبات كل ينظر إلى نفسه من خلال نصك ، وكأنه مرآة لها .
أرى تقدم سريع في كتاباتك .
ننتظر المزيد من أعمالك الجميلة .




الغالية دخون ...

هذا حال بعض الذي تقدم السن بهم و لكن ليس جميعهم ...

هناك من يعيش لأخر لحظة في الحياة مع أولاده و مع أصدقائه

وأحبابه ، و لكن أنا يا غالية أحب أن أبرز الجانب الحزين أكثر لا أدري لماذا ؟ :009: ...

مرورك دوما و كلماتك تعطيني حجم أكبر من حجمي فلك حبي و شكري و امتناني ....


حلا

حمزة محمد الهندي
15-10-2006, 10:49 PM
حلاا.........

شو هالحلا!!

ألا ليتَ الشباب يعودُ يوماً

كثيرا ما ألزم الصمت
وأكثر منه أحاول أن أبحث عنه
تجرفني الأماني كثيرا
وتصطاد الحقيقة كل حلم
ويبقى الوفاء من طبعي
تبددني المسافة كل لحظة
وتجمعني الأماني بقايا ذلك الفتات نزف يقابله مثله
في زحمة اليأس وفي سواد المستحيل
نبقى نبحث عن أمل عن بقايا حلم نواصل منه رحلة الغد وذكرياتها المؤلمة .

لحرفكِ فعلُ الدموع بأعين اليتامى .. فجر عيد الفطر
حتى لو كنتِ في مدن الضباب .. سأتابعكِ
وتحية بإمتداد المسافة التي بيننا
والتي لا أطويها بكلماتي البسيطة .


حمزة الهندي

ليلك ناصر
16-10-2006, 06:07 AM
الأخت الكريمة الأديبة حلا
نص جميل جداً :NJ:
كما أظن أنه لكل سن جماله
قرأتُ مؤخراً أنّ سن الطفولة أصبح حتى سن الأربعين في هذا الزمان
وحسب هذه الدراسة الجديدة يصبح من كان في سن الستين في مقتبل العمر
وبناءً على ذلك أقترح تغيير العنوان إلى رجل في التسعة والتسعين D:
كل عام وأنتِ بخير
مع خالص تقديري واحترامي
أخوكِ
محمد سمير



الأخ محمد سمير السحار المحترم ...

كم هو جميل مرورك و الله أضحكتني جعل الله أيامك كلها سعادة ..

بما أن الطفولة لسن الأربعين إذا أنا مولودة جديدة D:

و إن ترى تغير العنوان أفضل فلك ذلك غالي و الطلب رخيص ...

كل عام وأنت بخير ...

لك كل الاحترام و التقدير ... :0014:

جوتيار تمر
16-10-2006, 09:37 AM
حلا...
النص رحلة داخل نفسية الساردة
التي تركت العنان لأفكارها ومشاعرها
تتداعى دون قيد..وبالتالي تكشف
عن إحساس بالفقد والبعد
هناك محاولة للاستعانة بالتعبير المجازي أو الجمل المنزاحة
لإضفاء لمسة واقعية على النص...

لاتستطيع ان تمتلك الشباب والمعرفة في آن واحد..لان الشباب تلهيه المعيشة عن المعرفة..والمعرفة يلهيها البحث عن ذاتها عن المعيشة.

هذا لسان حال من يريد استعادة الشباب..


محبتي لك حلا...
نصك جميل...

جوتيار

ليلك ناصر
18-10-2006, 12:23 AM
حلاا.........
شو هالحلا!!
ألا ليتَ الشباب يعودُ يوماً
كثيرا ما ألزم الصمت
وأكثر منه أحاول أن أبحث عنه
تجرفني الأماني كثيرا
وتصطاد الحقيقة كل حلم
ويبقى الوفاء من طبعي
تبددني المسافة كل لحظة
وتجمعني الأماني بقايا ذلك الفتات نزف يقابله مثله
في زحمة اليأس وفي سواد المستحيل
نبقى نبحث عن أمل عن بقايا حلم نواصل منه رحلة الغد وذكرياتها المؤلمة .
لحرفكِ فعلُ الدموع بأعين اليتامى .. فجر عيد الفطر
حتى لو كنتِ في مدن الضباب .. سأتابعكِ
وتحية بإمتداد المسافة التي بيننا
والتي لا أطويها بكلماتي البسيطة .
حمزة الهندي



الأخ حمزة الهندي ... المحترم

لدى كل إنسان طفولة و شباب و منا من يتمنى أن تعود الأيام

ومنا من لا يتمنى عودتها لأن تلك الأيام حملت حقيبة من الأوجاع ..

هذا حال الدنية و الحمد لله و الجميل هو الفوز بالآخرة إن شاء الله جميعا ...

أسعدني كثيرا مرورك الرائع هذا

و كم يشرفني متابعتك لحروفي الصغيرة

فلك جل شكري و احترامي ...

و دمت بخير و سعادة ...

ليلك ناصر
21-10-2006, 05:22 AM
حلا...
النص رحلة داخل نفسية الساردة
التي تركت العنان لأفكارها ومشاعرها
تتداعى دون قيد..وبالتالي تكشف
عن إحساس بالفقد والبعد
هناك محاولة للاستعانة بالتعبير المجازي أو الجمل المنزاحة
لإضفاء لمسة واقعية على النص...
لاتستطيع ان تمتلك الشباب والمعرفة في آن واحد..لان الشباب تلهيه المعيشة عن المعرفة..والمعرفة يلهيها البحث عن ذاتها عن المعيشة.
هذا لسان حال من يريد استعادة الشباب..
محبتي لك حلا...
نصك جميل...
جوتيار


الرائع .. جوتيار ...

نعم صدقت يا أخي لا تستطيع أن تمتلك الشباب و المعرفة في آن واحد ...

وهذا حال الدنيا و لكن هناك لحظات ترجعنا الذاكرة لأيامنا التي مضت

سواء كانت في الطفولة أو الشباب ..

وكم أسعدني مرورك الجميل الذي يضاهي جمال القمر ...

لك سلامي ...