تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذا العري



سمير الفيل
16-10-2006, 12:41 AM
هذا العري

الثقب الذي مررت منه كان أضيق من أن يلحظه أحد . كنت عاريا تمام العري ، كما ولدتني أمي منذ خمسة عقود ، ولما كنت ـ وقتها ـ أصغر من أن أعي كيف قطعوا حبل السرة فقد خمنت أن القابلة فعلت كل ذلك بدربة ، وربطت مكان القطع بإحكام ، وخيطت قطعا في البشرة بدقة شديدة ، ولقفتني لأمي وهي في سريرها بين اليقظة والنوم .
رأيت أن الأسود هو الذي يمكنه أن يداري سوءتي ، فعشقت الأسود . فضلت تلك الدرجة التي يكون فيها بلون القار الذي يطلون به الشوارع فتسير السيارات برفق وتنزلق عجلاتها بتؤدة ، أما أنا فكنت أشهق كلما رأيت نفسي في مرآة مكشوف الأعضاء ، وكان من حسن حظي أنني اندفعت من الثقب في الليل ، حيث يخفت النور ، ولا تكون هناك إضاءة إلا بمصابيح أو بضوء نجوم بعيدة أو بالقمر .
منذ اندفاعي من الثقب شعرت بمزيج غريب من الخوف والراحة ، وفكرت أن أذهب لحديقة " اللوزي بك " قرب النيل ؛ ففيها أشجار كثيفة يمكن الاختباء بين أغصانها المتشابكة ، وتذكرت أن القرود تختفي في الغابات بين الأفرع ولا يكشفها أحد ، حيث تدلي ذيولها وتصنع منها خطاطيف للتأرجح والتعلق واللهو . كنت في ورطة حقيقية فلو أن الفجر أتى وأنا في هذه الحالة لكانت فضيحة كبرى ترتج لها البلدة شهورا عدة ، فما بالك لو أن هدى رأتني في عريي هذا؟ أتراها تغفر لي فعلتي الشائنة؟
لملمت أفكاري واندفعت في سعيي نحو الحديقة ، وفي طريقي لشجرة التين البنغالي وجدت النصب التذكاري بأقواسه الثلاث ، وسمعت موسيقى عسكرية تصدح ، وصفوف فرقة " المزيكا " تسير بانتظام ، وكان أفراد الفرقة في ثياب بيضاء وعلى صدورهم النياشين المزركشة ، ولأن البياض يكشف السواد ، ويذله ، ويمسح بكرامته الأرض ، فقد داريت نفسي أكثر وأكثر وحاولت الولوج للأخضر في الأوراق العريضة للشجرة ، لكن اللون منعني ، وحيائي من أن أسرق شيئا ليس مرصودا لي أربكني . كان علي أن ألقي نظرة على الصفوف المنتظمة التي اقتربت من النصب التذكاري فرأيت البزات العسكرية ،وصفين من الأزرار النحاسية اللامعة تصل من الصدر حتى أسفل البطن ، بالقرب من السرة . صعبت علي أمي أن تعاني في ولادتي ، وقلت في نفسي لو أنني كبرت ، وتعلمت ، وتخرجت ، وتوظفت ، وخصص لي مكتب عليه منفضة سجائر وهاتف بقرص دوار فسأعوض تعبها ، وقد أشتري لها مطبخا فيه من كل صنف زوجين اثنين ، وسأكثر من الملاعق والشوك والسكاكين ، والأطباق الزجاجية الشفافة التي لها اللون الأزرق . لكن الموسيقى تصاعدت أكثر وهزت الأسود الذي يخفيني ، ففكرت بسرعة أن أحاول الهبوط والالتصاق بالأرض، بالحشائش ، بأفرع نبات الجهنمية ، للحظات ثم أطلق ساقي ّ للريح ، واتجه لمكان يخلو من الناس في هذه الساعة .
كانت إذن خطة محكمة مني أن أنتزع وريقات الشجرة وأستر عريي ، وفوجئت بالأوراق تغطي كل ما حرصت على إخفائه ، فانزاح بعض غمي ، ورأيت أن خروجي من الثقب في هذا الوقت ظالم ، لي ولأمي ، وللحضارة العريقة التي أنتمي إليها . وجدتني منحنيا أطرق بإزميل على كتلة صخر من الجرانيت . عليّ أن أنحت تمثالا لرمسيس الثاني ، لم أكن بالطبع وحدي ، فقد كنت واحدا من عشرات ينحتون بهمة ، والعرق ينزل على عيوننا المحدقة فتلسع الملوحة البؤبؤ . لكنني لم أكن قادرا على الاستغاثة ، فالآلهة ستغضب مني لو توقفت . أليس هو ابن الإله؟
لاحظت أن الخرقة لم تكن تستر سوى نصفي الأسفل ، وهذا ما يهمني ، نظرت لرئيس الكهنة وهو يضع لنا الماء وبعض الحنطة المطبوخة في أجفان صغيرة من الرخام الرقيق . كان سواد اللحظة يكشفه نور الإله الذي يبارك أعمالنا ، ورمسيس يضحك وهو يتشكل بين أيدينا والأزاميل تطرق: طق . طق .طق . كنا في حضن الجبل ، والنيل نفسه يمر بلا صوت ، لكنني رأيت عم عزيز المجدي يلوح لي أن أستأذن الكاهن لدقائق كي يريني شيئا. استأذنت وبي خجل احتل وجهي ، فأعطاني الكاهن خمس دقائق لا أكثر ، ثم منحني بركته .
أخذني عم عزيز إلى داخل المدرسة . كشف عن صدره وأراني ندبة عميقة بطول الكف ، سألته : " من جرحك ؟ " . قال لي بنفس ابتسامته المشرقة : " جرحني رجل من رجال القبائل في حرب اليمن!" ، كبش من سلة خوصية جنب السور نباتا أخضر وقال لي : " ألا تمضغ بعض القات؟ " أبعدت يده : " لم أجربه " . هز رأسه متفهما ، وقرأ الفاتحة على روح جمال عبدالناصر ، وعبدالله السلال. قلت له : " لم يمت السلال ؟ " فرد علي في غضب : " بل مات " . أخذني من يدي ، وفتح باب المدرسة ، فاندفع الأطفال في فرح وارتفع لغطهم . قلت له مأزوما : " هل يرفتني السيد مدير المنطقة التعليمية لأنني أتيت بهذا المئزر نصف عار ؟ " أمسك بيدي ، ولكزني في منتصف صدري : " اذهب أنت ، واترك لي هذا الموضوع " . بمجرد أن فكرت في الانصراف مرت أسراب من النوارس ربما تقصد البحر فقد كانت وجهتها نحو الشمال ، وفوجئنا برجل معمم ، له لحية كثة بيضاء . سأل عن أحوال المدرسة ، وحين دققت النظر في صورته اكتشفت أنه الشيخ محمد عبده . قال الرجل أن الأولاد على نواصي الشوارع يشترون " البانجو " ، ويدخنونه في لا مبالاة ، وأنه قد أتى ليخبر ناظرالمدرسة بالموضوع ليخلي مسئوليته ويرضي ضميره .قبل أن ينهي كلامه نظر إليّ وتمعن في ملبسي الغريب : " الأستاذ من هنا؟ " رد عمي عزيز : " كان هنا وتم فصله لسيره مع محمد عبدالسلام الزيات رجل المعارضة الذي شتم القطط السمان ! " قهقه الشيخ وظننته يسخر مني : " عملها البارودي ، ونفوه إلى سرنديب " . قرب ما بين حاجبيه : " تعال سلم عليّ !لست بغريب عن ناحيتكم " أطلقت لساقي الريح وأنا أهتف :" بل غريب .. غريب يا مولانا " .
كان الأسود يأخذ أشكالا متضاربة ، والثقب الذي أتيت منه لا أجد له أثرا ، وفيما أنا أفكر بالعودة إلى الجبل قبل انقضاء وقت الكاهن دفعني صاحبي علوش للنزول إلى النهر ، والاستمتاع بالاستحمام في مياهه الدافئة ، وقد وافقته ، وخلعت مئزري ، وسبقته لحضن النيل ، وكان النصب التذكاري يلوح من بعيد والموسيقى ما زالت تصدح بأغنية " والله زمان ياسلاحي " ، ضحكت لأنني كتبت هذه الأنشودة بقلم " الكوبيا " في كراسة الموسيقى . طفلا كنت ، وعندما احتاجت أمي لورقة بيضاء لتجفف عليها أعواد السلق بوضعها في الشمس انتزعتها ، ولما أتيت من محل الأحذية الذي كنت أعمل فيه بكيت لأن البلل جعل الحروف ممسوحة ، لا يمكن أن تقرأ بحال . ربتت أمي على كتفي ونزلت السوق واشترت كراسة موسيقى أخرى بنفس خطوط النغمات والفواصل : دو . ري . مي . فا . صول . لا . سي .
فوجئنا بمجموعة عسكر يأمروننا بالصعود إلى شاطيء النهر لأنهم سيضعون أصابع ديناميت في مجرى الماء لقتل السمك والحصول على وجبة شهية بتلك الطريقة الدموية . صعدت فلم أجد المئزر ، ووجد علوش ملابسه ونظارته ، فعرفت أن الله يمتحنني ويختبر صلابتي ، وقررت ألا أذهب للكاهن مهما كلفني الأمر . عدت لنفس الشجرة وطفقت أخصف من أوراقها لأستر عريي ، وسريت في الليل نحو مكان سكني ، وقد غاب عن بالي تفاصيل ماحدث لي بمروري من الثقب .
وجدتني وجها لوجه أمام تمثال علي باشا مشرفة . قلت في نفسي : " ما المانع أن أختفي وراء قاعدة التمثال؟ " . كانت فكرة نيرة فعلا ، فالمكان مقطوع ولا يوجد به صراخ ابن يومين. كنت مرهقا فتمددت وراء القاعدة ، ولمحته كما هو يستند بيده على رصة كتب من كتبه العلمية وقد طلاها المثال بالرمادي الداكن . غفوت ربما لدقائق وفتحت عينيّ فإذا به أمامي . همست :" آسف جدا .. لم أقصد" . مد يده ومنعني من الكلام ، وقال في صوت رصين : " لماذا تركت عملك هناك؟ الكاهن منزعج جدا" . قلت أدافع عن نفسي : " لقد أرهقني العمل في الصخر " سألني وهو ممتعض الوجه: " هل تتخلى عن آبائك وأجدادك ؟ " قلت وأنا أزن كلامي وأرتبه : " يا صاحب المعالي الباشا أنا مجرد نحات فقير وما يقدم لنا من طعام وشراب لا يسد الرمق " . هز رأسه وقد تبددت قسوته بعض الشيء : " لكن قليل من الحنطة يكفي " . سألته وأنا في غاية الأسى : " لماذا مت قبل أن تصنع لنا قنبلة ذرية ؟ إسرائيل عندها 200 قنبلة في ديمونة " . غاضت الابتسامة من وجهه ، وهرش رأسه : " كنت أعلم أنهم سيفعلون . لكنني مت قبل أن أصنعها " . هاجمته بلا مواربة : " ربما منعك حبك للموسيقى . دو ري مي !" . هز رأسه وهو يقسم : " والله أبدا " . لمحت دمعة تنحدر من عينين مجهدتين . سألته : " هل سنموت كالسائمة؟ " . عادت لوجهه البشاشة :" يا بني لا تخف " . أمسكت يده وقبلتها : " هل هناك أمل أن نصعد ونتخلى عن الوحل؟ " . حرك شفتيه بتثاقل محملا اكتنازهما يقينا غريبا : " بالطبع . هناك أمل ، ولذلك أطلب منك أن تذهب لرمسيس " . دمدمت : " لماذا ؟ " . ابتسم بمرارة : " ستعلم بعد أن ينضج عقلك لماذا أطلب منك ذلك" . صعد على سلم خشبي رفيع إلى حيث كان يقف شامخا متعاليا ، وكان صانع التمثال السيد عبده سليم الذي رأيته مرة في قصر ثقافة كفر الشيخ يسنده ، ويمسك بيده خوفا من وقوعه ، وتحطمه ، فلم أعرف بالضبط : هل كلمني على هيئة بشر أم حجر؟
وجدت عم عزيز المجدي يهرول باتجاهي ، ويسألني : عمامة الشيخ ضاعت . كان يتوضأ فخرج ولم يجدها . أين تراني أجدها ؟ " . استغربت وسألته : " هل فتشتم عنها جيدا ؟ " هز رأسه : " في كل مكان ، ولم نعثر لها على أثر " . انتبه إلى أوراق الشجر التي تغطيني : " لا ينفع أن تأتي معي على هذه الهيئة . عندي ثياب أخرى في حجرة البوابة " . وافقته ، وسمحت له بالعودة لإحضارها .
كان هما وانزاح عن كاهلي ، فقد سترت نفسي بقميصه الضيق من عند الأكتاف ، وبنطلونه ذي القطع من فوق الركبة ، وامتعضت أنني ارتديت ملابسه على اللحم. سألته : " وأين يجلس الشيخ محمد عبده؟ " . رد على الفور : " في مكتب الناظر . " خمنت أنهم سيخبئون العمامة بالقرب من المنحل . في مكان مهجور لا تطأه قدم . صدق تخميني وعدت بالعمامة بعد أن قرصتني نحلة في جبهتي . دفعت بها للشيخ الذي وضعها على رأسه وارتشف من فنجان القهوة رشفته الأخيرة وهو يشكرني ، وقبل أن أرد تحيته هرول خارجا من الحجرة أو لعله عاد إلى الإطار الذي كان يواجهنا تماما وفيها صورته . كان الإطار يتحرك حركة بسيطة ، والعينان تحدجانني . سألني الناظر : " هل أعادوك للتعليم ؟ " مرت لحظة صمت سعل فيها الشيخ دون أن يتخلى عن إطاره : " أضاع عرابي نفسه بالارتكان للرعاع " وددت أن أمسك بتلابيبه : " لكنك كنت معه . وتخليت عنه " . أتاني صوت الناظر مترقرقا بتهكم خفي " ألن تتخلى عن لعبة السياسة ؟ " لم يكن هناك متسع من الوقت كي أرد على سؤاله، فقد دق جرس انتهاء اليوم الدراسي ، عرفت ذلك من الصياح والعفار واندفاع المدرسين لدفتر الحضور والانصراف .
خرجت بسرعة من المبنى فوجدت السواد نفسه . تيقنت أنني لست في حالتي الطبيعية ، فالغيوم تتمطى في الأفق ، ورائحة عرق عم عزيز المجدي تضايقني ، ولفت نظري أن علي باشا مشرفة فوق قاعدته الصخرية ولكنه ولى وجهه شطر الناحية الأخرى معطيا لي ظهره . فهل هو غضبان مني لأنني تركت عملي في الجبل ؟ لماذا يشملنا هذا الأسود البغيض ؟ وما سبب زيارة الشيخ محمد عبده لمدرستي؟ هل يمكن أن يكون السبب هو البانجو فعلا؟ وهل يمكن أن تصنع مصر قنبلة ذرية ؟ وهل الأجدى أن توفر أرغفة الخبر لفقرائها أولا ؟ هل عودتي للجبل ومعاودة نحت تمثال رمسيس الثاني ستقربنا من هذا الهدف ؟
شاكستني الأسئلة ، وأتعبت عقلي ، وفيما الشكوك تتنازعني وجدت هدى تقترب مني ، وتهمس لي في رقة متناهية : " نسيت كتبك. ونظارتك؟"
لما وضعت النظارة على وجهي توردت الدنيا ، فتحت أول كتاب أعطتني إياه ، وجدت زهرة اللوتس مندسة بين الصفحات . سمعت صوت أمي يصلني من بعيد ، وهي تصيح بي : " عد إلى بيتك " . بحثت في كل مكان عن الثقب الذي مررت منه . بحثت بكل جدية فلم أعثر عليه . وجدتني أتخبط في الظلمة ، والأسود يحيط بي ويوقعني في شباكه الشائكة .

دمياط 15/10/2006

د. محمد حسن السمان
16-10-2006, 06:55 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب والقاص الكبير الاستاذ سمير الفيل

لم اقابل مثل هذا العمل القصصي البارع , سوى في الاعمال العالمية , فلقد سلختني عن واقعي , وادخلتني عبر الثقب الاسود , اتبع مجريات الاحداث , ورأيت كل هؤلاء الذين استقدمتهم من شتى مراحل التاريخ , عشتهم برموزهم وتوجهاتهم , ومنعكساتها على حالتنا المعاصرة ,رأيت الآمال , ورايت عبد الناصر والسلال , وتعاطيت القات , كنت مأخوذا بجمال ورحب الصور , كانت التوترات اكبر من احتملها , ربما لانها اظهرت سوءات الواقع الذي نحن فيه , ولئن خرجت انت كقاص من الثقب الاسود , فقد تركتني ابحث من خلال هذا الثقب الاسود , عن فتحة خلاص , وربما يلزمني ردح من الزمن قبل ان اعود .
واخيرا , اسجّل اعجابي بهذا الابداع , فقصة " هذا العري "عمل ادبي رائع بامتياز .
تقبل محبتي وتقديري

اخوكم
السمان

سمير الفيل
16-10-2006, 07:10 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب والقاص الكبير الاستاذ سمير الفيل
لم اقابل مثل هذا العمل القصصي البارع , سوى في الاعمال العالمية , فلقد سلختني عن واقعي , وادخلتني عبر الثقب الاسود , اتبع مجريات الاحداث , ورأيت كل هؤلاء الذين استقدمتهم من شتى مراحل التاريخ , عشتهم برموزهم وتوجهاتهم , ومنعكساتها على حالتنا المعاصرة ,رأيت الآمال , ورايت عبد الناصر والسلال , وتعاطيت القات , كنت مأخوذا بجمال ورحب الصور , كانت التوترات اكبر من احتملها , ربما لانها اظهرت سوءات الواقع الذي نحن فيه , ولئن خرجت انت كقاص من الثقب الاسود , فقد تركتني ابحث من خلال هذا الثقب الاسود , عن فتحة خلاص , وربما يلزمني ردح من الزمن قبل ان اعود .
واخيرا , اسجّل اعجابي بهذا الابداع , فقصة " هذا العري "عمل ادبي رائع بامتياز .
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان

د. محمد حسن السمان..
أحب أن أشكرك قبل كل شيء على مرورك المبكر على النص ، وكان يهمني ان اسمع رأي من لديهم تجارب في التلقي . البطل هنا يشعر بعريه الواقعي والمجازي . أتمنى ان اكون قد تمكنت من تجسيد معاناته التي هي معاناتنا جميعا .

تحية من القلب ..

محمد إبراهيم الحريري
18-10-2006, 02:16 AM
الأخ الحبيب الأديب سمير الفيل ت تحية
رغما عن قسوة التارجح بين الدخول فحومل ، ورغم ترجيح كفة الفرار بما بقي لدي من صبر على المغامرة لكني دخلت معك الثقب الأسود لآرى
عريا يحاول اصحابه وضع وريقات خصفت من أشجار الواقع لتمنها بقيت تكشف اكثر ما تغطي
لعلني ارتحت بين أغصان اليقين لكم القردة لم تكمل دورة التأرجح إلا بخيالي
دمت وفقت
رائع ما قرأت
لن يغطي العري إلا التنزه عن مسبباته
أخوك محمد

سمير الفيل
18-10-2006, 02:45 AM
الأخ الحبيب الأديب سمير الفيل ت تحية
رغما عن قسوة التارجح بين الدخول فحومل ، ورغم ترجيح كفة الفرار بما بقي لدي من صبر على المغامرة لكني دخلت معك الثقب الأسود لآرى
عريا يحاول اصحابه وضع وريقات خصفت من أشجار الواقع لتمنها بقيت تكشف اكثر ما تغطي
لعلني ارتحت بين أغصان اليقين لكم القردة لم تكمل دورة التأرجح إلا بخيالي
دمت وفقت
رائع ما قرأت
لن يغطي العري إلا التنزه عن مسبباته
أخوك محمد

محمد ابراهيم الحريري ..

اتابع القراءات الممكنة للنص . وهذا واحد منها ، اقترب حثيثا من النطاقات التي أردت التعبير عنها ..
بيننا شفرة كلام ومعاني ، وقلق مشترك . وهاهو الفن يجمعنا من جديد للبحث عن خروج من المأزق ..
دمت بخير ..

وفاء شوكت خضر
19-10-2006, 02:10 AM
الأخ الفاضل / سمير الفيل ..

سلام الله عليك .

هناك نصوص نعيشها ونحن نقرأها ، ونصك هذا جلعني أعيش بمعك كل لحظة منذ خروجك من ذلك الثقب الصغير حتى النهاية ، مزج جميل ما بين الصور والأفكار ، وشخصيات تاريخية كان لها تأثيرها على مسيرة حياتنا وتاريخ أمتنا .

قصة سردت بفنية متقنة ، بقلم كاتب متمكن ، ومثلي لا يحق له إلا أن يبدي إعجابه بمثل هذا النص الرائع بكل المقاييس .

أسجل مروري وإعجابي هنا .

لك طاقة ورد وباقة ود .
تحياتي واحترامي .

سمير الفيل
19-10-2006, 03:00 AM
الأخ الفاضل / سمير الفيل ..
سلام الله عليك .
هناك نصوص نعيشها ونحن نقرأها ، ونصك هذا جلعني أعيش بمعك كل لحظة منذ خروجك من ذلك الثقب الصغير حتى النهاية ، مزج جميل ما بين الصور والأفكار ، وشخصيات تاريخية كان لها تأثيرها على مسيرة حياتنا وتاريخ أمتنا .
قصة سردت بفنية متقنة ، بقلم كاتب متمكن ، ومثلي لا يحق له إلا أن يبدي إعجابه بمثل هذا النص الرائع بكل المقاييس .
أسجل مروري وإعجابي هنا .
لك طاقة ورد وباقة ود .
تحياتي واحترامي .

دخون ..

استمتعت بهذا التحليل الجيد والذي اضاف إضاءة مهمة للنص ، وكشف عن مناطق مجهولة فيه ..
انها ازمة روحية ومادية تعصف بنا جميعا ،
ولابد ان نبحث عن خلاص ...
كي نكون جديرين بالحياة ..

تحياتي القلبية المخلصة.

محمد سامي البوهي
19-10-2006, 01:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله

أستاذي الفاضل ومعلمي القدير / سمير الفيل .

ما هذه الروعة يارجل ..... ليست مجاملة .

النص تناولت فيه عدة عناصر اساسية ( بيئتك - عملك - الشارع - اصدقائك - الماضي القريب - الماضي البعيد )

وضعت تفصيلا لمشكلة ، كتب عنها الكثيرون لكني اول مرة أقرؤها بهذه الطريقة ، تسحبنا معك للماضي ، وتدخلنا معك في بيئتك ، وتعود بنا للحاضر ، كأننا خيط علق بإبرة وانت تخيط بنا ، تدخلنا وتخرجنا ، تدخلنا للظلام ، وتخرجنا للنور ، العنوان يحمل آلام ما نعيشه الان ن فنحن فعلا عرايا ونتدثر بالماضي ( الفراعنة ، أجدادنا من بنوا الاهرام ولكن هل فعلا الخطأ خطأهم أنهم لم يصنعوا لنا القنبلة الذرية ) - ده الي كان ناقص فعلا - هم فعلوا ما عليهم وسبقوا عصرهم بحضارتهم الي ان بقيت لنا الي الان ولكن ما فيها اطلال مجرد حجارة وقبور ، وبقي علينا ان نفعل ما علينا تجاه عصرنا ، فماذا سنترك للاجيال القادمة منا ، سنترك لهم صحراء قاحلة لازرع فيها ولا ماء ولا حجارة تدلل عنا ، عدت بنا الي محمد عبده وهي اسم مدرستك التي كنت تدرس بها ، واتيت لنا بأسماء أخرى من واقعك ، مزجت الماضي السحيق بالماضي القريب بالحاضر ، ووضعت الحل وسط ما يحيط بنا من حدائق الشيطان - البانجو والخشخاش والنصب التذكارية المستبدة . والحل عندك هو العلم التسلح به ، اردت ان تختبئ وراء عللى مشرفة ولكن لن يجيرك فكان له دوره ولابد ان يزجك امامه كي تقوم بدورك .

دمت مبدعا
ابنك

محمد سامي البوهي

سمير الفيل
20-10-2006, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذي الفاضل ومعلمي القدير / سمير الفيل .
ما هذه الروعة يارجل ..... ليست مجاملة .
النص تناولت فيه عدة عناصر اساسية ( بيئتك - عملك - الشارع - اصدقائك - الماضي القريب - الماضي البعيد )
وضعت تفصيلا لمشكلة ، كتب عنها الكثيرون لكني اول مرة أقرؤها بهذه الطريقة ، تسحبنا معك للماضي ، وتدخلنا معك في بيئتك ، وتعود بنا للحاضر ، كأننا خيط علق بإبرة وانت تخيط بنا ، تدخلنا وتخرجنا ، تدخلنا للظلام ، وتخرجنا للنور ، العنوان يحمل آلام ما نعيشه الان ن فنحن فعلا عرايا ونتدثر بالماضي ( الفراعنة ، أجدادنا من بنوا الاهرام ولكن هل فعلا الخطأ خطأهم أنهم لم يصنعوا لنا القنبلة الذرية ) - ده الي كان ناقص فعلا - هم فعلوا ما عليهم وسبقوا عصرهم بحضارتهم الي ان بقيت لنا الي الان ولكن ما فيها اطلال مجرد حجارة وقبور ، وبقي علينا ان نفعل ما علينا تجاه عصرنا ، فماذا سنترك للاجيال القادمة منا ، سنترك لهم صحراء قاحلة لازرع فيها ولا ماء ولا حجارة تدلل عنا ، عدت بنا الي محمد عبده وهي اسم مدرستك التي كنت تدرس بها ، واتيت لنا بأسماء أخرى من واقعك ، مزجت الماضي السحيق بالماضي القريب بالحاضر ، ووضعت الحل وسط ما يحيط بنا من حدائق الشيطان - البانجو والخشخاش والنصب التذكارية المستبدة . والحل عندك هو العلم التسلح به ، اردت ان تختبئ وراء عللى مشرفة ولكن لن يجيرك فكان له دوره ولابد ان يزجك امامه كي تقوم بدورك .
دمت مبدعا


محمد سامي البوهي..

اقتربت جدا من مفهوم البناء في النص ..
كما ان معرفتك بالأمكنة التي جرت فيها الوقائع السردية قربتك من تلك العوالم التي تجمع بين الواقع والتخييل ..
ألف شكر .

سعيد أبو نعسة
21-10-2006, 04:15 PM
الأخ سمير الفيل
هذا العري
عمل متكامل يقتنص لحظة متخيلة و ينسج حولها أحداثا تماهى فيها الماضي بالحاضر و بالمستقبل أيضا ؛ باح فيها العربي العاري بكل ما يود قوله مما يقض مضجعه و أجاب فيها عن أسئلة كانت تحيره و طرح أسئلة قيد الإجابة .
نص مشاكس يمكن أن يستمر عرضه إلى ما لا نهاية
رائع و كفى

سمير الفيل
22-10-2006, 03:05 AM
الأخ سمير الفيل
هذا العري
عمل متكامل يقتنص لحظة متخيلة و ينسج حولها أحداثا تماهى فيها الماضي بالحاضر و بالمستقبل أيضا ؛ باح فيها العربي العاري بكل ما يود قوله مما يقض مضجعه و أجاب فيها عن أسئلة كانت تحيره و طرح أسئلة قيد الإجابة .
نص مشاكس يمكن أن يستمر عرضه إلى ما لا نهاية
رائع و كفى
سعيد أبو نعسة

شكرا لك على التعقيب المفيد جدا ..
العري العربي هو ما قصدت ..
وقد انعكس على العري الشخصي لكل فرد منا..
تحية ..