عبدالرحمن حسن
18-10-2006, 12:46 AM
غريـــب أنا يا أبـــــي
الليـل يخيم على كل الدروب الموصلة لبيـوت الفقراء، والفراشـات تحاول أن تفـرش جناحيها مداعبـــة فانوس الذكريــات المتعبــة، والقمـــر يـزداد شحوبه هـــذا المساء والعالم يعيش لحظـة السكون ، وأنــت في صمتــك مازلــت تذكــر فاطمة لحظــة أن ودعتها عند الحدود ، و قبلتها الأخيرة على وجنتي محمد الصغير،وكأنها تعـرف أن فرصة اللقاء لن تتجدد، وأن الغربة ستفتـك بكل الذكريات وأحاديـث الطفولـة 0
بالأمس يا أبي كانـت نظراتـك تتوزع عبر جدران غرفتـك الطينية البسيطة، وحزنك ينتشر عبر المنافــي ، فحلقـت عبر البــلاد طائـر نورس ، حاولت التعالـي فـوق كل الجراح ، فأصبح العشــق لديـــك سلاحــا وهويـة، وفاطمة ما زالـت تجول بناظريها كل الـدروب على أمـل باللقـاء، ومنـديلها المطرز بالدموع والذكريـات ينتظـر السفن العائـدة ، لكـن الغربة تطول ، والـدروب تعـود لوحدتهـا بلا مسافـرين 0 ماذا أقــول يا أبي 000؟!! فأنا المقيـــد أمامك بلا قيــود 000 حزيـن لأنني لم أحقـق لك أمنيتك وهاهـــو وقت رحيلك يدنـو، وأنا المطــوق بالأسى والحنيـن ، والغربــان تحـاول أن تحجب الشمس عن فضاء المدينة ، تمنع حتى العصافير من فرحة للقاء0
حزين أنا، والحزن ينثرني غبارا من وجع على امتداد الحدود ، وكلما انبعث صوتك الموشى بالألم والحنين أريد أن أرى فاطمة، تهرول لمخيلتي كل الذكريــات القديمــة فتمتــد شوارع المخيم أمامي بيادر حنطة000 تعود البلاد التي غادرتنــــا دون وداع يعــود الأمــل من جديـــد، فيتــوزع عبـق الياسمين ، فتبتســم كل حاراتنــا القديمـــة وتصر أشجار السنديان أن تشارك العشاق أفراحهم ، ورائحة خبز الطابون والزعتز البري عنـــد إطلالة الفجــر يبشر بميلاد صباح يوم جديـــد 00 تتشظى كل المرايــا ويصبح الحلم خيال، فينتشر الحزن عبر أزقة المخيم والحارات البسيطة000أصمت طويلا لكن الصمت يقتلنـي أهيـم في حزني بعيــدا ، أحلـق في سماء غربتنا ، أهاجر إلى كل المــدن فترمي العواصم فـــي وجهـي كل أوراقــي، فأضيـع في صحراء بلا دروب ، تضيـع منـــي خطواتـي 000 أسمع مـن بعيـد صوت متعــب ينادي فاطمة لن تراها، أحـاول أن أمســك بســراب الأمل يتحول نبض قلبي إلى قذائـف00 لكـن هــذه المرة مثــل انكسار المـــوج ، فيتــلاشى الفرح في ساقيـــة ضحلة اضطهدتهــا الينابيــــع00أعــود سرا أحــــاول منـــع الينابيـع مــن اضطهـاد السواقي .... أطلـق الرصاص على خفافيـش الليـل ، واجمع ورود الصباح ، أغني مع العائدين أغنيـــــة الحصاد 00 كـم حدثتنا عن فاطمـة يا أبي لكـــن لم تتكحل عيوننــا للحظـــة برؤيتها فيغيـــب الصوت ويبقـى صهيل المـدى ... أي وداع وأي حـدود لا تحمـل إلا ذكرى العذابات والحنين إلى الوطن 0
فأي لقـاء يا أبي وأي حـــزن ينتابنـا في زمن الغربـــة ..؟ وفاطمة هنــاك في مكانها البعيـــد خلف الأســـلاك الشائكـــة تخبئ حزنهـا في صدرها تنتظــــر لحظة عودتنـا تطرز من دموعهـــا مناديـل الفرح 0
أي عالم مجنـون نعيشه00 ؟ !!
وأي حضارة قـد وصلنا إليها فـي هـذا الزمن الرديء ..؟!!
المنفى يقتلنـا، والذكريـــات تعـــزز فينـــا روح الأمـــل ، والفراشـات لا تقوى على امتصاص الرحيـــق، والآمـــال مبعثـرات كرمـاد في حريــــق ، أغانينـــا حزينـــــة والآه تملأ صدورنا المتعبة ، والدماء تحتـرق في الأوردة 0 كيف تنتهي الغربـــة يا أبـي 000؟!! نستل دموعنا بحرا ، نصنع من كلماتنا المراكب، ونطير من ضحكاتنا النـوارس ، ومـن أوردتنـا ننسج الأشرعــة 000 لكننا نضيـع000 تخذلنـا الشجاعـة والاقـدام000 يخذلنا الكلام والحكـام، فيبحــث الفقـــــراء عن وطن ضاع وأمة نائمة والحكام تائهـون في انتصاراتهم تقهرنا خطبهم الحماسية، فكيــف نعـود يا أبي ونحن في قاعـة انتظار000تضيق بنــا البــــلاد، وبغـداد تنزوي في حزنهـــا، وغـزة تلملم أشلاء الشهـداء والعـرب يقررون في قمتهم غزو الفضاء 000 والوحدة العربيـة آتية وأمريكــا منهمكـــــة تنســــــج لنــــا أثــــواب الديمقراطيــــة الجديـــــــدة وتســوس الأنظمةالمهترئة00وأنت حزيـن في عالمـك الآخــــر، وفاطمة لم نلتـــق بهــا بعـد ، ومحمـــد أصبـــح جليس الذكريـــات القديمــة ، وقبلــة فاطمة ما زالــت ترتسم على وجنتيه، آثــر الصمت وحيـــدا ، يغـــرق في بحــــر الألـــم 0
الدروب مغلقـة والمحطات بلا مسافرين 000 لن يمر العابرون بعد اليوم حزيــن أنا يا أبي أضيع على دروب الغربـة والذكرى ، وفاطمة لـم تأت بعـد ومحمـد الذي كان صغيرا عاد لطفولتــه القديمــة 00 الكلمــة ضاعت في زحمة المعانــاة، والغصة ما زالت في شغاف القلب ، والجسم لا يقـــوى على النهوض ، قدميــه أضاعت دروبها فضاقــت المسافـات ، وتلاشت الفرحـة واستوطنت الدمعـة مقلتيــه يبني صداقته مع الصمت ، حبيس جـدران غرفته يصارع الذكريات الحزينة ، يقلـب صفحات وحدته فتصبح الأيام عنـده بلا معنى ، يتوحـد مع الوجع اليومي ، يشد شراع قاربـه فتهرب منه كل الموانئ ، يحلم بعودة جديــــدة ، فتبقــى الأمنيات بعيــــــدة كأحـلام عصفور نشـــد الحريـــة فوقع في شباك صياد 0
لماذا سافرت يا أبي وأسرجت مهرتـك الغــراء00؟ فما أصعب السفر000 الزمن لا يعـود ، والكلمات لن تسقطها الذاكـرة ، فأنا الموجوع يا أبي فامسح وجهي من تعـب السفر 000 أضيع على أبـواب المدينـــة وفي صدري أكثـــر من سؤال 000 يقتلني فضاء الغربـة ، ويصيح فـي وجهي الزمـان ، قمـري شاحـب وليلـي يطـول وســيفي مثلـوم وأمنياتي غائــرة في التـــراب 0
الليـل يخيم على كل الدروب الموصلة لبيـوت الفقراء، والفراشـات تحاول أن تفـرش جناحيها مداعبـــة فانوس الذكريــات المتعبــة، والقمـــر يـزداد شحوبه هـــذا المساء والعالم يعيش لحظـة السكون ، وأنــت في صمتــك مازلــت تذكــر فاطمة لحظــة أن ودعتها عند الحدود ، و قبلتها الأخيرة على وجنتي محمد الصغير،وكأنها تعـرف أن فرصة اللقاء لن تتجدد، وأن الغربة ستفتـك بكل الذكريات وأحاديـث الطفولـة 0
بالأمس يا أبي كانـت نظراتـك تتوزع عبر جدران غرفتـك الطينية البسيطة، وحزنك ينتشر عبر المنافــي ، فحلقـت عبر البــلاد طائـر نورس ، حاولت التعالـي فـوق كل الجراح ، فأصبح العشــق لديـــك سلاحــا وهويـة، وفاطمة ما زالـت تجول بناظريها كل الـدروب على أمـل باللقـاء، ومنـديلها المطرز بالدموع والذكريـات ينتظـر السفن العائـدة ، لكـن الغربة تطول ، والـدروب تعـود لوحدتهـا بلا مسافـرين 0 ماذا أقــول يا أبي 000؟!! فأنا المقيـــد أمامك بلا قيــود 000 حزيـن لأنني لم أحقـق لك أمنيتك وهاهـــو وقت رحيلك يدنـو، وأنا المطــوق بالأسى والحنيـن ، والغربــان تحـاول أن تحجب الشمس عن فضاء المدينة ، تمنع حتى العصافير من فرحة للقاء0
حزين أنا، والحزن ينثرني غبارا من وجع على امتداد الحدود ، وكلما انبعث صوتك الموشى بالألم والحنين أريد أن أرى فاطمة، تهرول لمخيلتي كل الذكريــات القديمــة فتمتــد شوارع المخيم أمامي بيادر حنطة000 تعود البلاد التي غادرتنــــا دون وداع يعــود الأمــل من جديـــد، فيتــوزع عبـق الياسمين ، فتبتســم كل حاراتنــا القديمـــة وتصر أشجار السنديان أن تشارك العشاق أفراحهم ، ورائحة خبز الطابون والزعتز البري عنـــد إطلالة الفجــر يبشر بميلاد صباح يوم جديـــد 00 تتشظى كل المرايــا ويصبح الحلم خيال، فينتشر الحزن عبر أزقة المخيم والحارات البسيطة000أصمت طويلا لكن الصمت يقتلنـي أهيـم في حزني بعيــدا ، أحلـق في سماء غربتنا ، أهاجر إلى كل المــدن فترمي العواصم فـــي وجهـي كل أوراقــي، فأضيـع في صحراء بلا دروب ، تضيـع منـــي خطواتـي 000 أسمع مـن بعيـد صوت متعــب ينادي فاطمة لن تراها، أحـاول أن أمســك بســراب الأمل يتحول نبض قلبي إلى قذائـف00 لكـن هــذه المرة مثــل انكسار المـــوج ، فيتــلاشى الفرح في ساقيـــة ضحلة اضطهدتهــا الينابيــــع00أعــود سرا أحــــاول منـــع الينابيـع مــن اضطهـاد السواقي .... أطلـق الرصاص على خفافيـش الليـل ، واجمع ورود الصباح ، أغني مع العائدين أغنيـــــة الحصاد 00 كـم حدثتنا عن فاطمـة يا أبي لكـــن لم تتكحل عيوننــا للحظـــة برؤيتها فيغيـــب الصوت ويبقـى صهيل المـدى ... أي وداع وأي حـدود لا تحمـل إلا ذكرى العذابات والحنين إلى الوطن 0
فأي لقـاء يا أبي وأي حـــزن ينتابنـا في زمن الغربـــة ..؟ وفاطمة هنــاك في مكانها البعيـــد خلف الأســـلاك الشائكـــة تخبئ حزنهـا في صدرها تنتظــــر لحظة عودتنـا تطرز من دموعهـــا مناديـل الفرح 0
أي عالم مجنـون نعيشه00 ؟ !!
وأي حضارة قـد وصلنا إليها فـي هـذا الزمن الرديء ..؟!!
المنفى يقتلنـا، والذكريـــات تعـــزز فينـــا روح الأمـــل ، والفراشـات لا تقوى على امتصاص الرحيـــق، والآمـــال مبعثـرات كرمـاد في حريــــق ، أغانينـــا حزينـــــة والآه تملأ صدورنا المتعبة ، والدماء تحتـرق في الأوردة 0 كيف تنتهي الغربـــة يا أبـي 000؟!! نستل دموعنا بحرا ، نصنع من كلماتنا المراكب، ونطير من ضحكاتنا النـوارس ، ومـن أوردتنـا ننسج الأشرعــة 000 لكننا نضيـع000 تخذلنـا الشجاعـة والاقـدام000 يخذلنا الكلام والحكـام، فيبحــث الفقـــــراء عن وطن ضاع وأمة نائمة والحكام تائهـون في انتصاراتهم تقهرنا خطبهم الحماسية، فكيــف نعـود يا أبي ونحن في قاعـة انتظار000تضيق بنــا البــــلاد، وبغـداد تنزوي في حزنهـــا، وغـزة تلملم أشلاء الشهـداء والعـرب يقررون في قمتهم غزو الفضاء 000 والوحدة العربيـة آتية وأمريكــا منهمكـــــة تنســــــج لنــــا أثــــواب الديمقراطيــــة الجديـــــــدة وتســوس الأنظمةالمهترئة00وأنت حزيـن في عالمـك الآخــــر، وفاطمة لم نلتـــق بهــا بعـد ، ومحمـــد أصبـــح جليس الذكريـــات القديمــة ، وقبلــة فاطمة ما زالــت ترتسم على وجنتيه، آثــر الصمت وحيـــدا ، يغـــرق في بحــــر الألـــم 0
الدروب مغلقـة والمحطات بلا مسافرين 000 لن يمر العابرون بعد اليوم حزيــن أنا يا أبي أضيع على دروب الغربـة والذكرى ، وفاطمة لـم تأت بعـد ومحمـد الذي كان صغيرا عاد لطفولتــه القديمــة 00 الكلمــة ضاعت في زحمة المعانــاة، والغصة ما زالت في شغاف القلب ، والجسم لا يقـــوى على النهوض ، قدميــه أضاعت دروبها فضاقــت المسافـات ، وتلاشت الفرحـة واستوطنت الدمعـة مقلتيــه يبني صداقته مع الصمت ، حبيس جـدران غرفته يصارع الذكريات الحزينة ، يقلـب صفحات وحدته فتصبح الأيام عنـده بلا معنى ، يتوحـد مع الوجع اليومي ، يشد شراع قاربـه فتهرب منه كل الموانئ ، يحلم بعودة جديــــدة ، فتبقــى الأمنيات بعيــــــدة كأحـلام عصفور نشـــد الحريـــة فوقع في شباك صياد 0
لماذا سافرت يا أبي وأسرجت مهرتـك الغــراء00؟ فما أصعب السفر000 الزمن لا يعـود ، والكلمات لن تسقطها الذاكـرة ، فأنا الموجوع يا أبي فامسح وجهي من تعـب السفر 000 أضيع على أبـواب المدينـــة وفي صدري أكثـــر من سؤال 000 يقتلني فضاء الغربـة ، ويصيح فـي وجهي الزمـان ، قمـري شاحـب وليلـي يطـول وســيفي مثلـوم وأمنياتي غائــرة في التـــراب 0