المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض أحــــــلام ..



بثينة محمود
21-10-2006, 12:17 PM
(1)
قديماً قالوا، عندما تشتد الريح، انحن لها، عيناى ترمشان بقوة اشتداد الريح،وكأن جفنىّ يجاهدان قوة خفية، كنت أشعر بالريح تصفر حول وجهى، الجزء الوحيد المكشوف من جسدى، وأسمع صوتاً أميزه بين اختلاجات الريح ولكنى لا أدرك صاحبه بحسى، أسمعه يسبنى ويشير بسبابته الطويلة من خلف الغيم الكثيف ويقول : أبله ، تزداد ارتعاشات أجفانى وكأن الكلمة سيف، وينطق الفم مجدداً ويعيرنى بسموقى الوهمى، كيانى يتحدى كلماته بارتعاشة خفيفة لكنه يزيد ويواجهنى، أنت لم تنحن للريح أيها المسكين ، فكُسرت ، هل وعيت الدرس جيداً، حسناً، لا فائدة، لقد كان الاختبار الأخير، انتهت فرصتك وقضى الأمر، أبله، ما زالت السبابة تشير إلى صمتى المتخاذل وتختفى رويداً بين الغيم الكثيف
***
فتحت خزانة ملابسى بعنف، وانتقيت ربطة عنق حادة الألوان، شددت طرفها الرفيع إلى الأسفل حتى كدت أختنق، ورتبت أوراقى فى حقيبتى الجلدية السوداء، وتطلعت لصورتى مرة أخيرة فى المرآة المجاورة للباب، رفعت هامتى وملأت صدرى يقين، ومضيت.

(2)
أنا وأنت فقط، ألا تشعرين بذلك، نستند على قطعة من سحاب ونجلس على الأخرى، أتنسمك كما العطر تسرين فى الهواء النقى، تناسى معى يا جميلتى ما يؤرقك ودعى مسام روحك ترتوى من وجودنا معاً،وراقبى معى طير أبيض فى أسراب كثيفة يحلق حولنا، ويمنحنا سلاماً نرتجيهبعيداً عن أرض الشقاء، العالم كله لا يعنينا ، هل يعنيك كل هذا الضجيج البعيد؟ أعرف أنك لى رغم صمتك، أعرف أنك ملكى وحدى وأدرك كم يسعدك ذلك، سيكون العمر أجمل بين هذه السحابات البيضاء الطاهرة كقلبك،لن يراك أحد هنا، فربما لوثتك أعين الآخرين، ولن يحس بنبضك غير كفى، لن يكون هناك فى عالمك غيرى، اريحى جسدك يا جميلتى على السحاب بلا قلق ، فلن يكون هناك غيرنا، أنا وأنت فقط
***
تطلعت إلى تجاعيد وجهها فى المرآة وتذكرت كيف كانت يوماً ملساء الجبين، تأملت محتويات بيتها وتوقفت عيناها عند نوافذه الحديدية..طويلاً.

(3)
أراها دوماً بجديلتها الطويلة الكثيفة الراقدة على ظهرها فى ثبات ، تجرى بزى المدرسة وهى ممسكة بيدى تشدنى معها للعب، لا أرى نفسى لكن عينى تتابعها دوماً، وهى تدافع عنى عندما يؤذينى زملاء كثيرون لقلة حجمى، تجتاحنى صورتها وهى تحكى لى عن جارها الجديد، ألملم غطاء الفراش فقد كاد الحر يقتلنى، ولا يقصيه عنى مرآنا ونحن على الشاطىء معاً نتبادل سراً صغيراً، أسمع دقات ساعة بعيدة تدوى عالياً وأراها تشير إلى معصمها تنبهنى إلى انتهاء موعد المذاكرة، لم أكن أرى غير لون أبيض باهت تمر منه السنون كالأفعى فى سكون، ولكنها عادت إلى عينى من جديد، حبلى ، تبتسم ابتسامة جميلة، أضمها بعينى وأتحسس بطنها المرتفع بعجب، فبنصرها الأيسر يخلو من خاتم زواج.
***
أخيراً عثرت على رقم الهاتف،حدثت نفسى بأنى يجب أن أطمئن على صديقة العمر ، ستتعجب ولا شك فقد باعدت بيننا الأيام، لكنها حبلى ، أشعر أن مكروها سيقع لها، أجزم بذلك
مددت يدى إلى الهاتف فإذا بجرسه ينطلق، نعم، من المتحدث؟ آسف جداً، الوالد..سيارة مسرعة.. البقاء لله

جوتيار تمر
21-10-2006, 01:03 PM
سنبلة..
في غمار هذه الحلة التي فيها تميزت السردية الذاتية..وجدتني امام مجهول يريد ان يتسرب الى اعماقي..اقول عنه مجهول لانه داهمها..فجأة.. دون سبق انذار..لم اكن مستعدل له..وجدتني اقف امام المراة ذاتها..ووجدت في ربطة عنق..لكني تركتها...جانبا وتألمت وجهي اكثر..لاني كنت قبلها قد فقدت ملامحه..ثم لامس يدي غصبا قارورة عطر..لم اعرف كيف..لكني حينها شممت عطر تعودت عليه..فكان ان ادركت بانه عبق روحك الفواحة..
وتيقن بانك لا ابدا لن تكوني الا لي..ثم بدأت الصور تتلاحق علي..وجهك.. عيناك..مشيتك..حتى نسائم روحك...وانا اجوب في واحات وجودك هذه..عاد مجهول اخر ..اعنف..يداهم فكري..وكأنه قدر لي ما ان اعيش لحظة امان مع وجودك..تخرق الاقدار الكينونة..وترسل تحذريها لي وتقول لي لست للفرح..فاحذر..وها انت تسبب بفرحك فقدان عزيز عليك.

سنبلة...

النهاية كانت قوية جدا...

اسف...

محبتي لك
جوتيار

د. محمد حسن السمان
22-10-2006, 01:11 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة سنبلة

ومرة اخرى اقرا لك , ومرة اخرى اسجّل اعجابي باسلوبك القوي الممتع , سواء من حيث استخدام المفردات او التعابير , الى البناء المتماسك للنص , والصور اللافتة , والخيالات الجميلة , والعنوان المعبّر , الى النهاية الموفقة .
تقبلي احترامي وتقديري

اخوكم
السمان

حمزة محمد الهندي
22-10-2006, 01:26 AM
سنبلة.....

نص أتعبني ببلاغتهِ فلأدب، وصلابة ومتانة رؤى وفكر كاتبه

نعم أحلام عبارة عن كوب اوقدح نثمل منها ونصحوا حين يضرب رأسنا بجدار الحقيقة..

نص ممتع ولكن نهايتهُ مؤلمة..... حتى آثرت بجموح عن الكتابة

تحيتي الممطرة بالندى على وجنتيكِ


حمزة الهندي

زاهية
22-10-2006, 04:29 AM
سنبلة الغالية
كل عام وأنت بخير
نص في غاية الجمال
أختك
بنت البحر

سحر الليالي
07-11-2006, 11:21 PM
رائعة أنت يا سنبلة

بحق اشتاقت الواحة لك

بإنتظار إبداعات دوما

نصك هذا يقطر روعة ووردا

لك جورية تصافح قلبك النقي

حبي وودي

منى محمود حسان
08-11-2006, 08:13 AM
الأخت المبدعة سنبلة

حقاً أسجل إعجابى لبلاغة نصك وصياغتك المبدعة

دمت بخير وتوفيق من الله دائماً

تحيتى وتقديرى لك حبيبتى

زاهية
12-11-2006, 09:08 AM
سنبلة الحبيبة :0014:
عدت لقراءة مانشر هنا من جمال
يعجبني فكرك عزيزتي ..يحتاجه الكثيرووووون
كوني بخير
أختك
بنت البحر