المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقوش على جذع نخلة (2)



يحيى السماوى
22-10-2006, 12:25 PM
يحيى السماوي
-8-
النبضُ في أغصانِنا
والموتُ في الجذورْ ...
كأننا الناعورْ :
ندورُ حول نفسنا ...
وحولنا يدورْ
بسوطِهِ المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ !
كأننا التنّورْ :
نقنَعُ بالرمادِ من وجاقِنا
وخبزنا ؟
بأكله المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ
******
-9-
ذكيةٌ قنابلُ التحريرِ
لا تصيبُ إلا الهدفَ المرسومَ
من قبل ابتداءِ نزهةِ القتالْ ...
ذكيةٌ
تُمَيِّزُ الوحلَ من الزُلالْ
ونغمةَ القيثارِ من حشرجةِ السُعالْ
ذكيةٌ ... ذكيةٌ
لا تُخطئُ الشيوخَ والنساءَ والأطفالْ
ولا بيوتَ الطينِ ... لا أماكنَ الصلاةِ
أو
مشاغل العمّالْ
******
-10-
أخطرُ ما يُهَدِّدُ الأوطانْ :
القادةُ الإماءُ
والحاشيةُ الغلمانْ
وفاتحو الأبواب نصفَ الليلِ
للدخيلِ ... والمنبوذِ ... والجبانْ
..............
..............
اخطرُ ما يُهَدِّدُ الإنسانْ
عمامةٌ
تكتب فَتواها على مائدةِ السلطان !
تُجيزُ للرعيَّةِ الجوعَ
وللخليفةِ التُخْمَةَ ...
أو
تُفَسِّرُ القرآنْ
على مزاجِ صاحبِ الخراجِ في "الديوانْ"
-11-
خُرافَهْ
كلُّ الذي أدلى به الناطقُ باسم القصرِ
عن تسابق الجموعِ في "الكرخِ" وفي "الرصافَهْ"
للرقصِ في مأدبةِ اللئامِ
تعبيراً عن الضيافهْ ...
...........
...........
خُرافةٌ أنْ تصبحً المسافَهْ
بينَ العراقيِّ وبين القاتل المحتلِّ
بين الجرحِ والسكينِ "دولارًا" من الفضّةِ
أو كأسًا من السلافَهْ
خُرافةٌ
أن يعرفَ الحريةُ العبدَ الذي
يركع للمحتلِّ كي يدخله منتجعَ الخلافََهْ
******
-12-
كان يشدُّ الليلَ بالنهارْ
مُنَقِباً في مدنِ الريبةِ عن ياقوتةِ الحكمةِ
تستفزُّهُ الريحُ فيستهزئُ بالإعصارْ
وبالمماليكِ الذين بايعوا التتارْ
يحملُ في فؤادِهِ اللهَ
وفي مقلتهِ السنبلَ والأزهارْ ...
يُبَشِّر التنّورَ بالدخانِ
والصحراءَ بالعشبِ وبالأمطارْ ...
والطفلَ بالدُمْيَةِ ...
والظلمةَ بالأنوارْ ...
لكنما "الأغرابُ" باغتوه في المحرابْ
يقرأ في الكتابْ :
"وفضَّلَ اللهُ المجا ..." *
وقبل أنْ يُكملَ
كرَّ البشرُ الذئابْ
عليه بالرصاص والحِرابْ
بتهمة الإرهابْ !
* من سورة النساء.

جوتيار تمر
22-10-2006, 12:56 PM
السماوي...

لغتك الانسانية دائما تبهرني..
وتجعلني اتحسس هذا الرمق الانساني الفريد فيك..
والذي اراه يحرك احرفك...ويسطرها هنا...وهناك...
انينا خافتا....


تقديري ومحبتي لك
جوتيار

د. سمير العمري
19-11-2006, 08:21 PM
هنا تأكدت من أنك تدرك كل زوايا الصورة الحمراء في بلدنا الجريح ، وترصد كل الرتوش والظلال السوداء.

هنا بهرتني فكراً بارك الله بك.


وأتسأذنك مرة أخرى بأن أشير إلى سهوين في الرسم:

لا تخطيء ... بل لا تخطئ.
يستهزيء ... بل يستهزئ.



تقبل التقدير

زاهية
19-11-2006, 08:29 PM
وتعود إلى واحتك بحملٍ راااائع كما عهدناك
بارك الله بك شاعرًا إنسانًا عظيما
أختك
بنت البحر

د. حسان الشناوي
19-11-2006, 09:50 PM
وما زلت مصرا على أنك العملاق الشعري أيها السماوي العظيم .
ولكنك عملاق إنساني يرى بوضوح كل مافي الوطن ، ويكاد ينقل التفاصيل اليومية
غير أنك تنقلها - في هذا الإبداع - ممزوجا بالدموع ، مصرا على كرامة الوطن العزيز ، غير مبال بما يقع فيه مما يندىله جبين الحرية الحقيقية فيما يتعلق بالوطنية الصحيحة .
ومن المدمي - ولك كل الحق أن تسلك هذا المسلك - أن التاريخ لا يفارقك حين تعود إليه فتبصر ناصع أيامه ؛ ميمما صوب القرآن الكريم ؛ فأذا نفحاته تمدك بالجلال ، وإذا أنت كالعهد بك وفيا للوطن في زمن أصبح الوفاء فيه أعز من الكبريت الأحمر .
ياأيها العملاق الشعري الشاعري ، أمدك الله بفضله الواسع ، وأتم عليك نعمه ظاهرة وباطنة ، وجعل منك - وممن ينهج نهجك العربي المسلم - دربا لاحبا نصل عبره إلى ماننشد من عزة الوطن ، ورفعة الإنسان .
وأستاذنك - وسط ما تفرضه قصيدتك من روعة وأخذ وأسر - أن أتساءل تساؤل تلميذ يحرص على الإفادة منك حرصه على حبك وتقديرك :
خُرافةٌ أنْ تصبحً المسافَهْ
بينَ العراقيِّ وبين القاتل المحتلِّ
بين الجرحِ والسكينِ "دولارٌ" من الفضّةِ
أو كأسٌ من السلافَهْ
خُرافةٌ
ألا يجوز أن تكون " دولار" ( دولارا ) و " كأس " ( كأسا)؟؟
وما دفعني إلى رفع إصبعي مستأذنا بالسؤال غير وجود " أصبح ".
صبحك الله ومساك بالعافية ، ومتعك بالصحة والخير .

ولك الإكبار والإجلال .
حسان

زاهية
20-11-2006, 02:12 PM
قمت بتعديلهما

محمود فرحان حمادي
21-07-2010, 11:52 PM
لحرفك سطوة آسرة
ولبوحك ألق سامق بديع
بوركت شاعرنا الكبير يحيى السماوي
تحياتي

ربيحة الرفاعي
22-07-2010, 01:29 AM
يا للحرف الآسر والحس الباهر

مفردة يا بديع الشعر والشعور ساحرة مطوعة تشهد بتفوق شاعريتك وتألق قدرتك
ولحن عذب خلاب ستحوذ على القاريء فكرا وروحا

دمت متألقا