المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "(العـــــــــيد) ...هنـــا و هنــاك "



ابراهيم محمود الخضور
22-10-2006, 01:31 PM
"(العـــــــــيد) ...هنـــا و هنــاك "

بقلم : إبراهيم محمود الخضور

الأطفال هنا يرقبون ذلك اليوم بكل الشوق و الحنين ،.. يتطلعون إلى أفول نجم رمضان ، وليبشرهم سقم الهلال بالعيد ..
يخبىء أحدهم ملابسه الجديدة .. تحت و سادة نومه ، و يضع حذاءه اللماع وألعابه المختلفة أسفل سريره ،.. لتتفتح عيناه عليها في الصباح عند بداية التكبير ،.. فينتفض من فراشه بلمحة من بصر ، كعصفور بلله القطر ، وينشأ في ارتداد ما خبأه تحت و سادته و سريره من جديد الملابس و الألعاب .. حتى دون أن يعير لوجه الانتباه .. فقد نسي أن يغسله بالماء .. بل و نسي أن يقول لوالدته : عيدك مبارك يا أمي ... .

وهناك.. خلف سياج الموت والقهر، يقبع أطفال رضعوا الرعب والخوف،.. وفطمــوا على مرئى الدم، وأصوات الثكـــالى ،.. وأنّات الجرحـــى ، .. يرقبون ذلك اليوم بقلوب يعتصـــرها الألـــم ، .. يخبّــئون تحت وسائــدهم (المتيقّظة)، .. اكفـــان الغــدْ ، ويضعون بجانب فراش نومـــهم.. ( مقلاعاً.. او حجـــراً.. أو كوفيّــــة )، ..تلك هــي كلّ ألعابهم التي وهبتهــا لهم ظروفـهم القاسية ... .

ينام أحدهم بإحدى عينيـــه ، ويبقـــي الأخــرى مفتوحة..على أهبة الإستعداد ، لينتفض على صوت تكبير المدافع وهي تعلن عن بدئ القصف العشـــوائي،.. ليطال بيته المتهالك ، أو يصل إلى فراشه الذي لم يهنـــأ بالنوم عليــه منذ بداية عهد الإنتفاضـــة الجديد ،.. هـاربـاً بما يستطيع أن يحمل مما إستطاع أن ينقذ من جسده ..0 رأسٌ ..أو قدمٌ .. أو ذراع )..ليعاود بها الكرّة في الصـــباح من جــــديدْ... .

وهنـــا.. حيث يغتـــال الليلُ النـــهار،.. يصحــو الأطفال والكبــار ،حيث يصلّـــون العيد،.. وتتصــافح الأيدي والقلوب مهنّئــة باليوم السعيد، .. يتزاور الناس فيما بينهم ..فحلـوى العيد تغـصّ به البيوت، وتتعارك الأسنان عليها بُـغيـة الفتك بهـا،..والعلب القاتلــة (المشـروبات الغازيّـــة )تنصبّ في الأفواه ،.. معلنة عن حالــة طـــوارئ في المستشفيــات نتيـــجة التلبك المعوي.. لكـثرة الإفراط من تناولهــا ... .

وترقص الإذاعــات والفضـــائيـات على أنغام الشِـــعر والموسيقــى..، وتغصّ الصــحف بعبــارات التهنئـة والتبريك بحلول العيـد الســعيدْ ... .

وهنــاك..بين البنــايات المتهدّمــة والمزارع الخربة..، وزقــاق الخــوف، ..وأكــوام الحجــارة ، والدمــاء المتناثرة في كلّ إتّجــاه..، حيث يتشابك اليل بالنهــار..، يصــــحو الأطفـــال والكبــار يصلون الجـنائز على أرواح الشـــهداء ، ..وتتصافح الأيدي والقلوب.. مهنّــئة بسقوط فوج جديد من طـلاب الحريّـة والجــنّة..، ..يتزاور النّـاس فيما بينهم لتقديم واجب العــزاء..،وتغصّ البيوت بأنواع القهوة العربية( الســادة )..، وبالــدمــوع..على فراق حبيب غادر البيت ليــلة العيد، لكن إلـى غــير رجعة... .

وحلــوى العيد هنــاك.. ليست كما هي عندنــا( كــعك وبسكويت، وبيتيفــــور )..، حلــوى العيد هنــاك صليــات من الرصاص، وطلقات تخرج من رشاش أو مدفـــع..، تدخل الأجساد البريئة ، ليس عبر الفم ، ولكن من أي مكــان لتخترقها.. وتتفجّـــر فيها،.. وتتركها أشـــلاء تتراقص فرحـــاً... بحصــولها على نعمة الشهادة، فهذه هي الحلــوى ، وهذا هو العيد الحقيقي .. ، أو تتركهم مصــابين وجـرحـــى ، تنقلهم سيارات الإسعاف إلى المستشفيـــات ، معلنـــة حالـة الطوارئ فيها بسبب ( التلبك الدمــوي ).. من كثرة الإفراط في تناول الطـلقـات النارية... .

وتتراقص الإذاعات والفضائيــات على أنغــام صليات رشاشات المدافع و الطائرات،.. وتهتز على صــوت تدمير البنايــات، وعلى أصــوات أزيز البلــدوزرات.. وهي تقتلع مزارع البرتقــال/ وأشجار الزيتون..( حــياة النـاس هنـــاك ).. ، وتغصّ الصحف بعبارات التعزيـــة والمواســاة ..بســقوط شهيد تلو الشـــهيدْ.... .

هذا هو العــيد هنـا.. وانظــر، كيف سيكــون العيد هنـــاك ؟ !!

************************************************** *********

بقلم : إبراهيم محمود الخضور

جوتيار تمر
22-10-2006, 11:17 PM
الخضور...

نعم ...نعم ..هناك من كل ما ذكرت ...
اصناف البشر...تتناثر بين هذا وذاك...

طموحات هنا...وافراح هناك...وسعادة بين هذه الجدران..وتلك..
عزاء..في ذاك الحي..وموت في تلك المدينة...اطفال يخرجون للشوارع في تلك القرية البعيدة...وفي جوف هذا النهار وذاك..اطفال يئنون...

نعم...
.......هناك.. خلف سياج الموت والقهر، يقبع أطفال رضعوا الرعب والخوف،.. وفطمــوا على مرئى الدم، وأصوات الثكـــالى ،.. وأنّات الجرحـــى ، .. يرقبون ذلك اليوم بقلوب يعتصـــرها الألـــم ،............


لكن...لاتنسوا...
بان هنا في العراق...دائما تجد...الالم والدماء تسيل في العيد...


تقديري لهذه الكلمات التي وصفت لنا الواقع بحرفنة..ودراية..
ومواكبة...
تقديري لتلك المشاعر الانسانية التي حاكت هذه الاحرف ...

محبتي لك
جوتيار

وكل عام وانت بالف خير

حمزة محمد الهندي
23-10-2006, 02:16 AM
الأديب القدير/ الخضور...

نص محبوك بغزلٍ من حرير....

إنها هيً أصوات المدافع التي تغتال ضحكات الأطفال في عراقنا وفلسطيني ولبناني..

وأخرى يستعدون نعم أنهم كما ذكرت على أهبة الإستعداد... أنهم حديث البطولة


سعيد انا بالعيد وجريح أنا بنصك

تحياتي

حمزة الهندي

حسنية تدركيت
23-10-2006, 02:44 AM
اسال الله ان يفرج على كل المسلمين ويجعله عيد سعادة

وفاء شوكت خضر
23-10-2006, 05:47 AM
لله درك أخي ......


شكرا على صفعات التهنئة بالعيد ..
أيقظت منا الضمير ، بارك الله بك .

زرعت بالحشا بذار ألم ، سقتها المدامع ، فكان لها نموا سريعا في النفس ، بارك الله بك أخي على كلماتك التي سلبت النعاس من عيني الساهرتين .


لك التقدير والتحية ..
تقبل الله طاعاتك .

ابراهيم محمود الخضور
25-10-2006, 10:19 AM
اسال الله ان يفرج على كل المسلمين ويجعله عيد سعادة



اللهم لآآآآمين

سارة محمد الهاملي
25-10-2006, 11:27 AM
ولهذا لا نستطيع أن نفرح بالعيد لأنه دائماً يأتي ولكن مع المزيد من الحزن والقتلى والمشردين. ما يحزن أكثر أننا ننساهم في فرحنا وحزنهم. نعيش في حالة من الأمن الواهم بينما هم يعيشون على الترقب، نلبس الجديد ونأكل الحلوى بينما هم لا يأملون في أكثر من لقمة تسد الرمق وصباح عادي يفرح فيه الأطفال.
فرج الله كربتهم وكربتنا.
تقبل تقديري واحترامي أخي إبراهيم وبارك الله بك وبقلمك.

ابراهيم محمود الخضور
26-10-2006, 05:36 PM
ولهذا لا نستطيع أن نفرح بالعيد لأنه دائماً يأتي ولكن مع المزيد من الحزن والقتلى والمشردين. ما يحزن أكثر أننا ننساهم في فرحنا وحزنهم. نعيش في حالة من الأمن الواهم بينما هم يعيشون على الترقب، نلبس الجديد ونأكل الحلوى بينما هم لا يأملون في أكثر من لقمة تسد الرمق وصباح عادي يفرح فيه الأطفال.
فرج الله كربتهم وكربتنا.
تقبل تقديري واحترامي أخي إبراهيم وبارك الله بك وبقلمك.
فرّج الله كربهم.......وكُـــربنا

وحقن الله هذه الدماء الزكيّة،..حتى لا تنسكب إلا في قالب الشهادة في سبيله

اللهم..آآآمين

الصباح الخالدي
27-10-2006, 01:44 AM
WIDTH=400 HEIGHT=350

عيد جميل وكل عام وانتم بخير

ابراهيم محمود الخضور
27-10-2006, 08:35 PM
WIDTH=400 HEIGHT=350
عيد جميل وكل عام وانتم بخير
دعوة مفتوحة..للثورة على الإضراب......

--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------


إخوتي الأكارم ..يا أحرار هذه الأمّـــة

أدعوكم دعوة حق..

بأن تقوموا قومة رجل واحد ..بالثورة على هذا الإضراب الذي يكاد يقضي على كل أمالنا في مضي عجلة التعليم ، التي

لم تُمـس أبّان إنتفاضتنا المجيدة الأولى ، بل وقتها .. كان المعلم والطالب يجتمعون سوية ،ولو تحت ظل شجرة من

بستان أحدهم

ووكذلك في ظل هذه الإنتفاضة المباركة (إنتفاضة الأقصى)

لم يجرؤ أيّ كـــان على المساس بحرمة التعليم ..وبحق الجميع بالتزود منه ، وبمتابعة التحصيل.. وتحت تهديد كل

الظروف .

..

أما الأن وتحت ( حُجـــة ) أسباب سياسية مصلحية حزبية خاصة..نتطاول على هذه الحقوق

ونتجاوز كل الأعراف الفلسطينية الجهادية..ونقوم بصناعة مثل هذه الإضرابات (طويلة الأمد).. ، الضارة بمكتسبات

شعبنا...

فلا والله..

ويجب على كلّ منّا أن يثور على نفسه ..أولاً ..، ويثور على ثورة الإضرابات (عن التعليم)..ويكسر هذا الإضراب الذي أضر

بمسيرتنا التعليمية والعلمية والوطنية..وأن ينظر إلى المصلحة العليا لهذا الوطن وهذا المواطـــن .
.
.
.
.

أدعو كخطوة أولى أن يحمل كل طالب فلسطيني حر....وكل طالبة فلسطينية حرة..

كتبهم الدراسية..ويتوجهوا بها إلى مدارسهم..ويعتصموا جميـــعاً أمام بواباتها المغلقة..(والمغلقة عنوة في بعض الأحيان)

ويبقوا معتصمين من أول الدوام وحتى نهايته..وأن يعودوا في اليوم التالي لتتمة هذ الإعتصام الطلابي الكبير..بغية كسر

هذا الإضراب الغاشم..((الضار))..

. وهكذا حتى يرى إعتصامهم النور..





وأدعو أولياء الأمور ممن تهمهم مصلحة أبناءهم ومسيرتهم العلمية والتعليمية..أكثر من السياسة ،..والمصالح الحزبية

ضيّقة الأفق..، أدعوهم بأن يبادروا بحثّ وإرسال أبنائهم وبناتهم إلى الإعتصام أمام بوابات مدارسهم ..

حتى ينضم إليهم المعامون والمعلمات الأحرار بعد ذلك..

ومن ثمّ الإدارات..

حتى تزول هذه الغمّة ...وتفتح المدارس أبوابها لمنتسبيها،..للتتم عمارة الله العلمية والتعليمية في الأرض.
.
.
.

أرجو من علمائنـــا الأكــارم ، ومن الكتاب وخطباء المساجد، ومن الصحافة {المقرؤة والمسموعة والمرئية}.. ومن لهم

علاقات بالمواقع الألكترونية الكبيرة والفاعلة..، وكل المخلصين من أبناء الأمة ....التكاتف والإلتفاف حول هذا المشروع

الوطني الهام..

والذي هو بنظري أهم حتى من بناء حكومة وحدة وطنية...حاليـــاً

فمثل هذه الحكومة ..يبدأ طريق بناءها من هنا..

ويداً بيد..لنصنع مجداً لهذه الأمّـــة

والله الموفق..وهو يهدي السبيل

ابراهيم محمود الخضور
29-10-2006, 08:34 PM
WIDTH=400 HEIGHT=350
عيد جميل وكل عام وانتم بخير
.
.
.
أعاده الله على الأمّة بالخير وايمن والبركة

آآآمين

ابراهيم محمود الخضور
20-09-2009, 01:14 AM
الأديب القدير/ الخضور...



نص محبوك بغزلٍ من حرير....


إنها هيً أصوات المدافع التي تغتال ضحكات الأطفال في عراقنا وفلسطيني ولبناني..


وأخرى يستعدون نعم أنهم كما ذكرت على أهبة الإستعداد... أنهم حديث البطولة



سعيد انا بالعيد وجريح أنا بنصك


تحياتي



حمزة الهندي

فاطمه عبد القادر
22-09-2009, 10:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز ابراهيم
سلمت يمينك
تقصد أنهم يهاجموننا جميعا في بلادنا الآمنة وفي بلادنا المشتعلة
وفي يوم عيدنا تكون نهاية يومنا بالطوارىء للعلاج
منا من يكون ضحية قنابلهم الساخنة
ومنا من يكون ضحية قنابلهم الباردة
نفس النتيجة
والفضائيات تترنم وتعلن عن جودة بضائعهم
والشعب,,, وخاصة الاطفال الأبرياء,, هم ضحايا عيدنا في بلادنا بسبب منتجاتهم القاتلة!!
كن بألف خير
ماسة

ابراهيم محمود الخضور
28-09-2009, 12:48 AM
الخضور...




نعم ...نعم ..هناك من كل ما ذكرت ...
اصناف البشر...تتناثر بين هذا وذاك...


طموحات هنا...وافراح هناك...وسعادة بين هذه الجدران..وتلك..
عزاء..في ذاك الحي..وموت في تلك المدينة...اطفال يخرجون للشوارع في تلك القرية البعيدة...وفي جوف هذا النهار وذاك..اطفال يئنون...


نعم...
.......هناك.. خلف سياج الموت والقهر، يقبع أطفال رضعوا الرعب والخوف،.. وفطمــوا على مرئى الدم، وأصوات الثكـــالى ،.. وأنّات الجرحـــى ، .. يرقبون ذلك اليوم بقلوب يعتصـــرها الألـــم ،............



لكن...لاتنسوا...
بان هنا في العراق...دائما تجد...الالم والدماء تسيل في العيد...





تقديري لهذه الكلمات التي وصفت لنا الواقع بحرفنة..ودراية..
ومواكبة...
تقديري لتلك المشاعر الانسانية التي حاكت هذه الاحرف ...



محبتي لك
جوتيار



وكل عام وانت بالف خير

************************************************** ****************************




الحراح في أمتي...كثيرة. كثيرة

فعراقنا..مكلوم

وفلسطيننا جريحة

والعديد العديد من بلاد (( لا إله إلا الله..ومن تنطق بالضاد ))

لكن..الذكرى هنا

فلعلها تنفع.. المؤمنين

ابراهيم محمود الخضور
16-11-2010, 12:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز ابراهيم
سلمت يمينك
تقصد أنهم يهاجموننا جميعا في بلادنا الآمنة وفي بلادنا المشتعلة
وفي يوم عيدنا تكون نهاية يومنا بالطوارىء للعلاج
منا من يكون ضحية قنابلهم الساخنة
ومنا من يكون ضحية قنابلهم الباردة
نفس النتيجة
والفضائيات تترنم وتعلن عن جودة بضائعهم
والشعب,,, وخاصة الاطفال الأبرياء,, هم ضحايا عيدنا في بلادنا بسبب منتجاتهم القاتلة!!
كن بألف خير
ماسة

----------------------------------------------------------------------------------


هذا هو مقصدي..وأشكر لك دخولك لدوحتي
.
.
دومي بخير

ابراهيم محمود الخضور
27-07-2014, 11:39 PM
التـــاريخ يعـــيد نفـــسه

ابراهيم محمود الخضور
28-07-2014, 01:24 AM
"(العـــــــــيد) ...هنـــا و هنــاك "

بقلم : إبراهيم محمود الخضور
---------------------------------------
الأطفال هنا يرقبون ذلك اليوم بكل الشوق و الحنين ،.. يتطلعون إلى أفول نجم رمضان ، وليبشرهم سقم الهلال بالعيد .. يخبىء أحدهم ملابسه الجديدة .. تحت و سادة نومه ، و يضع حذاءه اللماع وألعابه المختلفة أسفل سريره ،.. لتتفتح عيناه عليها في الصباح عند بداية التكبير ،.. فينتفض من فراشه بلمحة من بصر ، كعصفور بلله القطر ، وينشأ في ارتداد ما خبأه تحت و سادته و سريره من جديد الملابس و الألعاب .. حتى دون أن يعير لوجه الانتباه .. فقد نسي أن يغسله بالماء .. بل و نسي أن يقول لوالدته : عيدك مبارك يا أمي ...

وهناك.. خلف سياج الموت والقهر، يقبع أطفال رضعوا الرعب والخوف،.. وفطمــوا على مرئى الدم، وأصوات الثكـــالى ،.. وأنّات الجرحـــى ، .. يرقبون ذلك اليوم بقلوب يعتصـــرها الألـــم ، .. يخبّــئون تحت وسائــدهم (المتيقّظة)، .. اكفـــان الغــدْ ، ويضعون بجانب فراش نومـــهم.. ( مقلاعاً.. او حجـــراً.. أو كوفيّــــة )، ..تلك هــي كلّ ألعابهم التي وهبتهــا لهم ظروفـهم القاسية ... .

ينام أحدهم بإحدى عينيـــه ، ويبقـــي الأخــرى مفتوحة..على أهبة الإستعداد ، لينتفض على صوت تكبير المدافع وهي تعلن عن بدئ القصف العشـــوائي،.. ليطال بيته المتهالك ، أو يصل إلى فراشه الذي لم يهنـــأ بالنوم عليــه منذ بداية عهد الإنتفاضـــة الجديد ،.. هـاربـاً بما يستطيع أن يحمل مما إستطاع أن ينقذ من جسده .. رأسٌ ..أو قدمٌ .. أو ذراع )..ليعاود بها الكرّة في الصـــباح من جــــديدْ... .

وهنـــا.. حيث يغتـــال الليلُ النـــهار،.. يصحــو الأطفال والكبــار ،حيث يصلّـــون العيد،.. وتتصــافح الأيدي والقلوب مهنّئــة باليوم السعيد، .. يتزاور الناس فيما بينهم ..فحلـوى العيد تغـصّ به البيوت، وتتعارك الأسنان عليها بُـغيـة الفتك بهـا،..والعلب القاتلــة (المشـروبات الغازيّـــة )تنصبّ في الأفواه ،.. معلنة عن حالــة طـــوارئ في المستشفيــات نتيـــجة التلبك المعوي.. لكـثرة الإفراط من تناولهــا ... .

وترقص الإذاعــات والفضـــائيـات على أنغام الشِـــعر والموسيقــى..، وتغصّ الصــحف بعبــارات التهنئـة والتبريك بحلول العيـد الســعيدْ ... .

وهنــاك..بين البنــايات المتهدّمــة والمزارع الخربة..، وزقــاق الخــوف، ..وأكــوام الحجــارة ، والدمــاء المتناثرة في كلّ إتّجــاه..، حيث يتشابك الليل بالنهــار..، يصــــحو الأطفـــال والكبــار يصلون الجـنائز على أرواح الشـــهداء ، ..وتتصافح الأيدي والقلوب.. مهنّــئة بسقوط فوج جديد من طـلاب الحريّـة والجــنّة..، ..

يتزاور النّـاس فيما بينهم لتقديم واجب العــزاء..،وتغصّ البيوت بأنواع القهوة العربية( الســادة )..، وبالــدمــوع..على فراق حبيب غادر البيت ليــلة العيد، لكن إلـى غــير رجعة... . وحلــوى العيد هنــاك.. ليست كما هي عندنــا( كــعك وبسكويت، وبيتيفــــور )..، حلــوى العيد هنــاك صليــات من الرصاص، وطلقات تخرج من رشاش أو مدفـــع..، تدخل الأجساد البريئة ، ليس عبر الفم ، ولكن من أي مكــان لتخترقها.. وتتفجّـــر فيها،.. وتتركها أشـــلاء تتراقص فرحـــاً... بحصــولها على نعمة الشهادة، فهذه هي الحلــوى ، وهذا هو العيد الحقيقي .. ، أو تتركهم مصــابين وجـرحـــى ، تنقلهم سيارات الإسعاف إلى المستشفيـــات ، معلنـــة حالـة الطوارئ فيها بسبب ( التلبك الدمــوي ).. من كثرة الإفراط في تناول الطـلقـات النارية... .

وتتراقص الإذاعات والفضائيــات على أنغــام صليات رشاشات المدافع و الطائرات،.. وتهتز على صــوت تدمير البنايــات، وعلى أصــوات أزيز البلــدوزرات.. وهي تقتلع مزارع البرتقــال/ وأشجار الزيتون..( حــياة النـاس هنـــاك ).. ،

وتغصّ الصحف بعبارات التعزيـــة والمواســاة ..بســقوط شهيد تلو الشـــهيدْ....

... هذا هو العــيد هنـا.. وانظــر، كيف سيكــون العيد هنـــاك ؟ !!

************************************************** ********* بقلم : إبراهيم محمود الخضور

ربيحة الرفاعي
29-07-2014, 03:28 AM
أصبت أيها الكريم
التاريخ يعيد نفسه، لكن الأحرارا يضعون بصمتهم التي تقلب تفاصيله أحيانا ويغيرون ملامحه

دمت بخير

تحاياي

ابراهيم محمود الخضور
29-07-2014, 05:37 AM
فعلا...

التاريخ ..يعيد نفسه

ناديه محمد الجابي
29-05-2020, 07:33 PM
هناك.. خلف سياج الموت والقهر، يقبع أطفال رضعوا الرعب والخوف،.. وفطمــوا على مرئى الدم،
وأصوات الثكـــالى ،.. وأنّات الجرحـــى ، .. يرقبون ذلك اليوم بقلوب يعتصـــرها الألـــم ،............
في فلسطين، في العراق، في سوريا، في اليمن، في ليبيا، في السودان، ولبنان.. لم يعد يعرف الأطفال ما هو العيد
أسأل الله ان يعيد لأطفال أمتنا بهجتهم وفرحتهم بالعيد .. وأن يفرج كربتهم
وأسال الله ان يرفع البلاء والوباء ، وأن يفرج على كل دول المسلمين.
نص حارق ومؤلم وصادق من واقع الأمة المرير.
:008::008: