تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مرثيّة لشيء ما..!!



صالح أحمد
25-10-2006, 05:28 PM
كأن يكون ...
مرثية لشيء ما...

للآهِ صوت... أنا... ما ضمَّ آهاتي
فنسيتُهُ... آهٍ... ما عشتُ حالاتي
* * *
يا أيّها الدَّهرُ الذي ما ضمَّ دمعي... عُد بنا... أوّاه
أنظر إليَّ بعين موتي...! ما أنا إلا الهوى... عشناه
لم يَنسَني أحدٌ..
أنا من راقَني مُكثي وراءَ حجاب أمنيتي...
أنا... من بات يخنقُهُ هواه !
* * *
لُذ يا صدى بالهمسْ
باللهِ واختَلِطِ
ولّى زمانُ الحسْ
واحتلّني شَطَطي
* * *
عودٌ على بدءٍ... وبدءٌ من جديد
والصّمتُ...
بعضُ الصّمتْ...
يجتاحُ ما نريد!
* * *
هل في المدى إلا
وهجٌ وبعض سرابْ
ووُرَيقَةٌ في الحلم
تحتاج بعض تُرابْ
* * *
ويحنُّ لي جلدي لأنّي لم أعش إلا الرّحيلْ
ويحنُّ لي صوتي ، أنا راوي أساطير النخيل
والرّمل يزحف تحت أقدامي بسرِّ المستحيل
والشمس تشرق بَعدَ أيّامي...
سأبحث في ضياعي عن رؤاها !
لهفتي...وخُطايَ... والحلُمُ المضَيَّعُ لي دَليلْ
* * *
عارٍ ويحسُدُني
قَومي على ثَوبي
والآهُ ما بَرِحَت
تَقتاتُ من قَلبي
* * *
قد جاع تنّين الحكايا
عُدْ عبد شمس !
ولتَحِدْ من تحت جُثَّتك الثّقيلة كل نوقي اليَعرُبِيَّة...
بعدَ أن ناءَت بغُربتك الرّمالُ الزاحفات
عُد عبد شمس !
كنـزُك المدفون... والتنّين... والبئر العميقة... والسَّواد.
لم تعد سرًا !
ولم يُدرك معانيها العباد.
* * *
سرٌّ أنا فاشٍ
اللّـيلُ يَعرِفُني
موتٌ أنا طاغٍ
ما ضَمَّني كَفَني
* * *
أوديبُ والرّاعي...
أُمثولَةٌ أخرى
وَشمٌ على جَسدي...
والخطوةُ الحيرى
تحكي بها عنّي...
البَطشَةُ الكبرى !
* * *
من يُسكِتُ العرّاف...
لمّا يصارحني ...
لغـزٌ أنا باقٍ
الصمتُ يكتبني
غيمٌ أنا آتٍ
لا غيثَ يَعقُبُني
* * *
صحراء يا صحراء...
هل عادَ صَنّاجَةْ
وتَرُ الرَّبابِ رِداء
هل بتِّ محتاجة ؟
* * *
ويشدُّني وجَعي لأكتبَ فوق رمل البيد سِفري
لحمي تناثرَ عاريًا... وشَكاهُ عُذري
عما قليلٍ ينتَشي الباكونَ من دَنَسي !
وأنا المكدَّسُ بينهم...
لم يأبهوا لي !
لم يُواروني !
ولكن أحرقوا أسفارَ طُهري !
ثمَّ صاحوا...
أنت يا صحراءُ عاقر !
لم تعد إلا الأفاعي فوقَ رَملِكِ زاحِفات
إنتهى عصر القوافل!
* * *
جَرَّدتُ وسط الليل
سيفًا على زَمَني
جَزِعًا رآني الوَيل
أبكي فأمَّـنَني!
* * *
يكفي هروبًا يا نخيلَ الرّافدين
وجعني تشامَخَ...
فاعتَصِمني من شُموخي!
ثمَّ ارتحِلْ ما شئت خلفَ السِّندباد
لا زيت في المصباحِ...
لا زيتون في البطحاءِ...
لا زجاجةً في القدسِ...
لا قبطانَ في الميناء...
فارحل...!
مثل كل الراحلين!
وحده يبقى المهاجر...
- هكذا أخبرني التاريخُ _
لا يحني الجبين .
* * *
للصمتِ سرٌّ... أنا... ما كُنتُ معناهُ
خـبَّاتُهُ زمنًا... وجهـلتُ عُـقباهُ[/quote]

تركي عبدالغني
25-10-2006, 07:19 PM
ألله لكم أنت رائع

لقد أعجبتني

أحييك

وبوركت والوطن

سلطان السبهان
25-10-2006, 10:22 PM
رحلة ماتعة رفقة حرفك الرائع

لافض فوك صالح أحمد

د. مصطفى عراقي
25-10-2006, 11:23 PM
كأن يكون ...
مرثية لشيء ما...
للآهِ صوت... أنا... ما ضمَّ آهاتي
فنسيتُهُ... آهٍ... ما عشتُ حالاتي
* * *
يا أيّها الدَّهرُ الذي ما ضمَّ دمعي... عُد بنا... أوّاه
أنظر إليَّ بعين موتي...! ما أنا إلا الهوى... عشناه
لم يَنسَني أحدٌ..
أنا من راقَني مُكثي وراءَ حجاب أمنيتي...
أنا... من بات يخنقُهُ هواه !
* * *
لُذ يا صدى بالهمسْ
باللهِ واختَلِطِ
ولّى زمانُ الحسْ
واحتلّني شَطَطي
* * *
عودٌ على بدءٍ... وبدءٌ من جديد
والصّمتُ...
بعضُ الصّمتْ...
يجتاحُ ما نريد!
* * *
هل في المدى إلا
وهجٌ وبعض سرابْ
ووُرَيقَةٌ في الحلم
تحتاج بعض تُرابْ
* * *
ويحنُّ لي جلدي لأنّي لم أعش إلا الرّحيلْ
ويحنُّ لي صوتي ، أنا راوي أساطير النخيل
والرّمل يزحف تحت أقدامي بسرِّ المستحيل
والشمس تشرق بَعدَ أيّامي...
سأبحث في ضياعي عن رؤاها !
لهفتي...وخُطايَ... والحلُمُ المضَيَّعُ لي دَليلْ
* * *
عارٍ ويحسُدُني
قَومي على ثَوبي
والآهُ ما بَرِحَت
تَقتاتُ من قَلبي
* * *
قد جاع تنّين الحكايا
عُدْ عبد شمس !
ولتَحِدْ من تحت جُثَّتك الثّقيلة كل نوقي اليَعرُبِيَّة...
بعدَ أن ناءَت بغُربتك الرّمالُ الزاحفات
عُد عبد شمس !
كنـزُك المدفون... والتنّين... والبئر العميقة... والسَّواد.
لم تعد سرًا !
ولم يُدرك معانيها العباد.
* * *
سرٌّ أنا فاشٍ
اللّـيلُ يَعرِفُني
موتٌ أنا طاغٍ
ما ضَمَّني كَفَني
* * *
أوديبُ والرّاعي...
أُمثولَةٌ أخرى
وَشمٌ على جَسدي...
والخطوةُ الحيرى
تحكي بها عنّي...
البَطشَةُ الكبرى !
* * *
من يُسكِتُ العرّاف...
لمّا يصارحني ...
لغـزٌ أنا باقٍ
الصمتُ يكتبني
غيمٌ أنا آتٍ
لا غيثَ يَعقُبُني
* * *
صحراء يا صحراء...
هل عادَ صَنّاجَةْ
وتَرُ الرَّبابِ رِداء
هل بتِّ محتاجة ؟
* * *
ويشدُّني وجَعي لأكتبَ فوق رمل البيد سِفري
لحمي تناثرَ عاريًا... وشَكاهُ عُذري
عما قليلٍ ينتَشي الباكونَ من دَنَسي !
وأنا المكدَّسُ بينهم...
لم يأبهوا لي !
لم يُواروني !
ولكن أحرقوا أسفارَ طُهري !
ثمَّ صاحوا...
أنت يا صحراءُ عاقر !
لم تعد إلا الأفاعي فوقَ رَملِكِ زاحِفات
إنتهى عصر القوافل!
* * *
جَرَّدتُ وسط الليل
سيفًا على زَمَني
جَزِعًا رآني الوَيل
أبكي فأمَّـنَني!
* * *
يكفي هروبًا يا نخيلَ الرّافدين
وجعني تشامَخَ...
فاعتَصِمني من شُموخي!
ثمَّ ارتحِلْ ما شئت خلفَ السِّندباد
لا زيت في المصباحِ...
لا زيتون في البطحاءِ...
لا زجاجةً في القدسِ...
لا قبطانَ في الميناء...
فارحل...!
مثل كل الراحلين!
وحده يبقى المهاجر...
- هكذا أخبرني التاريخُ _
لا يحني الجبين .
* * *
للصمتِ سرٌّ... أنا... ما كُنتُ معناهُ
خـبَّاتُهُ زمنًا... وجهـلتُ عُـقباهُ[/QUOTE]


===================


صدقت يا راوي أساطير النخيل
ولكن كما للصمت سر فإن للصوت هنا حنينا عشناه معك حكايةً وحياة

ما أجمل الالتفات العروضي هنا من البيت في براعة الاستهلال إلى التفعيلة في مقام السرد والبوْح ، ثم العودة إلى البيت في مسك الختام.



دمت ودام نخيل الرافدين




مصطفى

محمد إبراهيم الحريري
26-10-2006, 11:24 AM
الأخ الحبيب الشاعر صالح أحمد ـ كل عام وانت بخير
من أجمل الشعر ما بدأت ، ومنه ما الفت قوافل التراث تسبر مغاصات البحار لتخرج درر المعاني
شكرا لك أخي
ولكن اقول صدقا فقد عدت للقصيدة مرات ومرات ، وكل مرة أجد لحنا بين بحر وآخر ولم أتمكن من ركوب تفعيلة حتى أجدف بأخرى وأتوه بين مضارب خيال شكا ويقينا ، وبت منتظرا على رمال اليقين بأني أخطأت التقدير ، ولكن أربضت قلمي في مهاجع النجدة عل الإخوة يشيرون لما شعرت به ...
لذا عدت إليك مستنجدا أخاك بنظرة تسعف خياله من تضارب
راجيا منك أن تشير لبحرك رحمة منك .
أخي لك شكري وتقبل طلبي
فربما كنت ُ على شفير الزلل
أخوك محمد

صالح أحمد
26-10-2006, 01:03 PM
ألله لكم أنت رائع
لقد أعجبتني
أحييك
وبوركت والوطن
:::::::::::::
أخي الحبيب

بل الروعة كل الروعة تتمثل بحضورك هنا .... بطيبة قلبك ونبل خلقك

بوركت جهودك ...
ودمت بخير
تقبل تحياتي وتقديري أخي الحبيب

صالح أحمد
26-10-2006, 01:06 PM
رحلة ماتعة رفقة حرفك الرائع
لافض فوك صالح أحمد
:::::::::::::::::::::::
أخي وأستاذي الحبيب

حضور مبارك شرفني وشرف متصفحي وكلماتي
لا عدمتك أخا وأستاذا
شكري الجزيل لكلماتك الطيبة المعبرة
تقبل تحياتي وتقديري

صالح أحمد
26-10-2006, 10:01 PM
أستاذي الكريم مصطفى عراقي

صدقت يا سابر أغوار النفس .... والقلب
وكاشف أسرار البوح ومقام الكلام
ومدرك سر الصمت والصوت والأخيلة

شرف لي وجودك هنا
فشكرا لوجودك ...
وتقديري العظيم لكلماتك التي تركت لي نبراسا
تقبل صادق تحياتي ومودتي

صالح أحمد
27-10-2006, 10:20 PM
أخي وأستاذي الفاضل الأديب محمد ابراهيم الحريري
بداية : شكري الجزيل لوجودك هنا ...
ولكلماتك التي أعلقها وساما

أخي الحبيب
أردت في هذه المتواضعة اعتماد أسلوب تعدد الأصوات ...
لذا ... اعتمدت النمط العمودي (الوزن البسيط) للأصوات الداخلية ... المعبرة عن أصداء المخزون الفكري والنفسي والتراثي الذاتي ... (المنبعث عن الذات)
واعتمدت النمط الحر (تفعيلة الكامل) للتعبير عن صوت الواقع وصوره وأصدائه.

أرجو أن أكون قد وفقت في ذلك

وتقبل وافر شكري وتقديري وتحياتي

د. سمير العمري
23-11-2006, 06:23 PM
قصيدة رائعة المبنى وعميقة المعنى أخي الشاعر صالح.

رأيت فقط خلطك بين تفعيلات الرجز والكامل "مسنفعلن ، ومتفاعلن" في بعض مواضع القصيدة وهذا مما يجدر بك أن تعود إليه منقحا.



تقبل التقدير

صالح أحمد
24-11-2006, 07:24 PM
قصيدة رائعة المبنى وعميقة المعنى أخي الشاعر صالح.
رأيت فقط خلطك بين تفعيلات الرجز والكامل "مسنفعلن ، ومتفاعلن" في بعض مواضع القصيدة وهذا مما يجدر بك أن تعود إليه منقحا.
تقبل التقدير
:::::::::::::::::::::::::::\
أخي وأستاذي الفاضل الكريم
أنحني تواضعا وتقديرا لمجهودك المبارك
ولخلقك السامي النبيل
شكرا لاهتمامك ومتابعتك لما يكتب أخوك الصغير
وألف شكر لملاحظتك القيمة

لقد تعمدت هذا الخلط في الوزن لبيان اعتماد القصيدة أسلوب الصوتين ...
وحتى لا يشذ النغم والايقاع جعلت الخلط بين متقاربين ايقاعا "الكامل والبسيط "من البحور
أرجو أن أكون قد وفقت في ذلك

أكررشكري وتقديري أخي الطيب وأستاذي الكريم
تقبل تحياتي ومودتي الخالصة

علي أسعد أسعد
24-11-2006, 07:49 PM
الأخ صالح أحمد ....

راقتني كلماتك .. بنكهتها .. وجودتها ...
سجل إعجابي الشديد

بارك الله بقلمك

صالح أحمد
26-11-2006, 03:24 PM
الأخ صالح أحمد ....
راقتني كلماتك .. بنكهتها .. وجودتها ...
سجل إعجابي الشديد
بارك الله بقلمك
:::::::::::::::
أخي الحبيب الطيب

يسعدني ويشرفني أنك هنا
بروحك الطيبة وقلمك الراقي

شرف كبير أن تعجبك كلماتي
كلماتك هنا أعلقها وسام فخر واعتزاز

شكرا جزيلا لك أخي وأستاذي
تقبل تحياتي وتقديري