المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوح الليالي



محمد المختار زادني
28-10-2006, 01:33 AM
أعيـا القـوافي بعدُ نيـل مُرادي = وتـألُّمي وصبابتي وسُهادي
وشربتُ من شوْقي مرارتهُ وكمْ = يُصدي النُّفوسَ تباعدُ الأجْسادِ
أنسى مع الأحباب أوجاعي متى= حضروا على الشاشات في ميعادي
وأرى بِمُغْتربي مَعـالِمَ فـرحةٍ = فأرى بذي الأفراح وجه بلادي
كَـدَري، يُجدّدهُ تطاولُ غُربتي = وتعـاقُب الحفـلات والأعيادِ
فكـأنَّما الأيـامُ تلبسُ ليلهـا = لغـدٍ يُحيـلُ بياضَها لسـوادِ
أمّـا الليالي حين يُطْبقُ جُنحها = فَتَصُبُّنِي أرَقـاً يقضُّ وِسـادي
سجْـنا بلا جُنَحٍ يراك الغُفْـلُ يا= وطنـي وأصلَ جريمتي ميلادي
إن كان حُبُّك من صميم مبادئي=حَزَناً عليك لبِسْتُ ثَوْبَ حِـدادِ
كلٌّ يراك بعـين كُرْهٍ سـائماً = ما عمَّ بـين بنيك من أحقــادِ
وَربَوْا بـلا وطنيـةٍ فتعـوَّدوا = حِيَلاً لنشـر ضـلالة وفسـادِ
لقوارب الْمَوت الأكيدِ تسابَقُوا = يَبْغُون هجْـرك من قرىً وبوادي
همٌّ يُغَيِّمُ صـورة الأفكـارِ = يقطعهـا أزيـزُ سلاسـل الأصفادِ
وملالةٌ تشكو النفـوسُ لِثقلها = سَـأماً يثـيرُ شَماتـة الحُسّـادِ
ليت الْمُغنّي ما شـدا لحناً ولا= صَـدَحَ الـزَّمانُ بعشقك الْمُعتادِ
عبثاً عجنتُ مشاعري في أحرفٍ = وطبختُ أطيبَ مُضْغةٍ بفـؤادي
وازَّيَّنتْ بك في الرُّبـوعِ ولاَئِمي = فَنَحَرْتُ قُربـاناً أصيلَ جيـادي
كمْ منْ دموعِ البائسينَ قناعتي = مسحتْ وكم عَصَرَ النّـوى أولادي
الْمَجْـدُ عذرٌ للمهـاجر ربَما= ولقـد يُضِيعُ المجـدَ طـول بعـادِ
مـا الْمُسْتَكينُ لرُكنٍ ذِلَّتـهِ كمنْ = رَكِبَ الْمَخاطِرَ في سبيل رَشادِ
قالوا انتهى عصر المبادئ فاتجهْ = صوب التَّكسُّب عند ذي الأسيـادِ
يعليك شعرك أوتفوز بشهرة = إن الحـروف شبيهـة الأعــدادِ
المال يرفعُ ذا الجهـالة منـزلاً = ويُمـدُّ غـاصب سلطـة بعتـادِ
فأجبت حسْبي أن أصور ما أرى= شعـراً يبثُّ الـروح في الأعوادِ
وتقـاوم اليأس الخبيث قصائدي= في الْحـسِّ ضـدَّ تعنُّت وعنـادِ
وأمَجِّدُ الخُلُقَ النبيلَ بأحْـرفٍ = في النَّفـسِ تُوري النّار تحت رمـادِ
إمّـا تقرّبَ بالْمَـودة سـائلٌ = أسقيـه نخبـاً من دمي ومـدادي
ولكمْ جَلبتُ ليائسٍ ريح الرّجـا = ء فرامَ نهج الصّحو بعـد رقـادِ
وقَهَرْتُ جهْلي بالظَّـواهِرِ حيثُما =مَـرّتْ بِحـيٍّ أو بقلب جـمادِ
وأنَرْتُ دَرْبَ العاشقـينَ بأنجمٍ = فَنَسُوا الهوَى واستعذبوا إنشـادي

تركي عبدالغني
28-10-2006, 02:00 AM
سعيد أن أكون أول المارين على روضك

فهنيئا لنا بشاعر كبير مثلك