تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عيد النهاية



أديب قبلان
28-10-2006, 02:58 PM
إنها شفاه الطلاب تنحني البسمة عليها ملونة بألوان الطيف السبعة ، لقد انتهت فترة شكلت عند الأغلب كابوساً وعند البعض فرحة تغمر القلوب .

إنه خلدون و عبد المنعم يجعلان المدرسة إحدى ذكريات الماضي السعيدة ، شادي وعمار يهديان المدرسة كلمات وداع إلى الغد البعيد

يخرج الطلاب فرحين مسرورين بانتهاء أيام امتحانات المرحلة الثانوية ودخول الإجازة التي ستكون عند البعض السعادة وعند البعض الآخر وقت فراغ سيملئ بالفائدة إما بالحج إلى بيت الله الحرام أو بالدراسة والاستعداد للفصل الدراسي الثاني .

دموع تنهمر من مقلتين فقط ، يا ترى لمن هاتين المقلتين ؟؟!! أهما لطفل أم لرجل أم لطالب ؟!

كنت متخذاً إحدى زوايا المدرسة مقعداً ، بعد كل امتحان أختلي بنفسي ، لا أدري لماذا ؟! بحثت ولكن لم أجد سبباً ، قد كنت أشعر بالوحدة عند جلوسي في تلك الزاوية المطلة على تلك الساحة الواسعة من الجهة اليمنى ومحصورة مع الجدار المثقوب ثقباً كان يجعل من ينظر إليه كأنه يرى شيئاً يستحق النظر .

لم أعرف سبب جلوسي طوال السنة الدراسية في ذلك المكان المضيء المظلم ، وفي كل الأيام لا أرى من الطلاب من يراني مع أنهم ينظرون إلي ولكنني أشعر أنني غير موجود .

وفي آخر أيام الامتحانات شعرت برغبة بالجلوس في تلك الزاوية المعتم ، وصلت... وجدت دموعي تسبقني للجلوس ، لم تنتظر أخذ أمري بل بدأت تنهمر مع ذكريات السنة ، لقد تأملت دموعي وتأملتني هي أيضاً فشعرت بالوحدة ، جميع الطلاب يخرجون فرحين إلا أنا لا أحد يأتي ليدعوني لأذهب معه لم أرى أفراداً بل رأيت جماعات يتبادلون القهقهات والضحك ، ثم أطرقت قليلاً لأتذكر المرحوم أبي ؟.

لقد كان الأب بحق لم أجد ما أسوغ به بكائي إلا حزني على أبي ووحدتي ، أربما لأنني لم أتعود لقاء الأصحاب طول السنة ، أم لماذا ؟؟؟ ، انتابتني حيرة واجتاحني شعور قسري بالصراخ ، لماذا ؟؟ لماذا كل هذا المقت ؟! إنه يوم النهاية يجب أن أفرح كما يفرح الطلاب .

إنه " عبد الرحمن " حارس المدرسة يتجه نحوي ، ذاك الرجل ذو اللحية البيضاء الذي تعمقت في وجهه التجاعيد المطوية إنه خير رجل رأيته لقد كان يتعرض لإهانات الطلاب دون كلام فقد كان يؤدي وظيفته كحارس لباب المدرسة ، لماذا أتى هذا الملاك إلى هنا ؟؟ إنه يقترب مني ،،،، لماذا ؟؟ !! ماذا يريد عبد الرحمن ؟؟؟
" لماذا تبكي يا طارق "

" إنها الوحدة يا عبد الرحمن "

" فأي وحدة هذه التي تلي آخر امتحانات الفصل ؟ "

" لم أكن يوماً وحيداً كوحدتي الآن "
فتبسم وقال لي " قم ... قم يا طارق .... إنه العيد ... عيد النهاية "

وفاء شوكت خضر
28-10-2006, 08:38 PM
اليتم .. ذلك الحزن الذي يلتصق بدواخلنا ، يكبر ويكبر ، لكن هل هو نهاية المطاف ؟؟
صدق عبدالرحمن .. إنه عد النهاية ، وعيد البداية .
الوحدة إن اجتمعت مع الحزن ، جعلت الآلام أشد وتجعل الأمور أكبر حجما مما هي عليه .
فلنعلن عيد النهاية لكل الأحزان والآلام ..

نص جميل .. شكرا لك .
تحياتي .

خليل حلاوجي
29-10-2006, 05:26 PM
الحبكة

هي سر صناعة القصة

أراك تجتهد لتصل الى التألق في مضامينها

\

تقبل اعتزازي بقلمك

أديب قبلان
30-10-2006, 11:37 AM
الأستاذ خليل حجلاوي

أنأ معتز جداً بوجودك قلماً راقياً ترسم صفحات من إبداع في هذا المنتدى ...

ولكن هل قصدت أنها لا تمتلك عقدة ؟؟

وسبب هذا السؤال أن الكثيرين لم يجدوا هذه العقدة البسيطة فهل وجدتها أنت ؟؟

مجذوب العيد المشراوي
01-11-2006, 07:41 PM
لك باع جدير بالإهتمام واصل هنا حتى ارى أفقك جيدا يا قبلان ..

شكرا

أديب قبلان
22-04-2007, 01:32 PM
أستاذ مجذوب

أشكر مرورك وأتمنى متابعتك الدائمة


أخوك
قبلان

نهى شعبان
22-04-2007, 01:57 PM
أديب قبلان...
أعجبتنى القصة كثيرا
أشعر بصدقها وأحساسها الرفيع
وحيرة (طارق) الذى لايعرف هل يسعد بإنتهاء هذة المرحلة أم يحزن
وشعوره باليتم لفقد والده , وهل اليتم حقا السبب فى هذة الحيرة؟!

قصة جميلة.....
دمتَ بخير.

جوتيار تمر
24-04-2007, 10:15 PM
قبلان...
كأني بك ايها السامق تريد ان تبر والديك من خلال قصصك التي اجدها بلا شك هادفة وكأنها رسائل تربوية من شاب لم يزل في مقتبل العمر...
وكأني بك تريد ان تعود نفسك على هذا البر وتذكرها بان عليها ان تبقى ابد الدهر رهينة طلب الرضى منهما، وحتى واحدهما قد فارقك فانت لم تزل تعيش على ذكريات الالم في الفقد وذكريات الرضى في الاخرة.
في قصتك هذه وجدتك تتخذ النفس كوسيلة لايصال ما تريد ايصاله للاخرين، من خلال حوارية هادفة وهادئة جميلة تستحضر فيها الاخرين من حولك ونظرتهم لليوم الدراسي الاخير وما يترتب على البعض من اعمال واداء ومن ثم صورة الوحدة التي تغلف ذات انسان فقد والده وهو يعيش على ذكريات الفقد، ومن ثم هطول احدى الصور الانسانية التي دائما ما ترافق مثل هذه المواقف بالاخص عند الادباء الشباب الابقاء على الامل أي امل وكيفما كان، رجل ابيض لحيته يسخر منه الاخرون حتى الطلاب وهم يعلمون بانه يحرس مدرستهم،لكنه يبقي على الصفاء يبقي على الامل، هذه الصورة اضافت للنص رؤية اخرى واعطته مساحة اوسع، وفي النهاية هي نهاية للنهاية وهذا ما يجعلني دائم القول باننا منذ ان خلقنا لم تكن لنا بداية انما كان خلقنا نهاية لنهاية.
محبتي وتقديري
جوتيار

أديب قبلان
25-04-2007, 04:18 AM
الأستاذة نهى شعبان

ألف شكر على تقريرك للقصة ، وعلى التوضيح البارز

أخوط

أديب قبلان
25-04-2007, 04:21 AM
الأستاذ جوتيار

كما تفضلت هي رسالة برللوالدين لكنها ليست لشخص غريب وإنما هي لي ، أراسل بها روحي حتى أتمكن من توصيل ما أريد وأرسم شيئاً متواضاً هادفاً حتى أخلق خلف الجدران أطيافاً حقيقية ...


تقديري واحترامي