تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أدب الحوار في لغة سيدنا إبراهيم عليه السلام



عطية العمري
30-10-2006, 08:28 AM
لعل لنا في حياة الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام – الكثير من العبر والعظات والدروس العظيمة التي تزداد حاجة الإنسانية لها يوما بعد يوم، وقد أثارني كثيرا الأسلوب الراقي الذي تعامل فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام في خطابه مع الجميع ، ذلك الخطاب الذي تظهر فيه أسمى معاني الأدب في الحوار مع الآخرين ، ويتضح ذلك من خلال ما يلي :
أولا : في كلامه مع رب العالمين والذي يظهر في قوله تعالى :" والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضتُ فهو يشفين " أسند المرض إلى نفسه تأدبا في كلامه مع الله.
وأسند الشفاء إلى الله ، وإنما المرض والشفاء كلاهما من الله .
ثانيا : في حواره مع أبيه آزر حينما قال له أبوه :"قال أراغب أنت عن ءالهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا " تهديد من الأب بالرجم والهجر الطويل
فبم رد خليل الرحمن :" قال سلام عليك سأستغفر لك ربي "إنه أدب الحوار ، ورد الإساءة بالإحسان .
ثالثا :في حواره مع الملائكة مع جهله بحقيقتهم في بداية الأمر فقد ظنهم أضيافا وذلك في قوله تعالى :" ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ" فانظر إلى أدب المعاملة وكرم الضيافة حتى مع الغرباء .
رابعا : في حواره مع أبنائه عندما وصّاهم بالتمسك بالدين في قوله تعالى :" ووصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيَّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
ويظهر ما في لهجته مع أبنائه من تحبب وتقرب يدلان على أدب رفيع في الحوار مع الآخرين
خامسا : في حواره مع الكفار والنمرود الذي ادّعى الألوهية واحد منهم ؛ ويتضح ذلك في قوله تعالى :" ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر" فتأمل في القدرة البارعة على إدارة الحوار بطريقة إبداعية تجيّر الحوار نحو الانتصار للفكرة دون تعصب ، فقد تسلسل في حواره بطريقة حاصرت خصمه ووضعته في زاوية الخاسر ، إنه أدب الحوار الذي يجعل الإنسان هادئا متزنا في كل الأمور .
وبعد فليس غريبا أن يقول الله سبحانه وتعالى في سيدنا إبراهيم عليه السلام :
"إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا"
وختاما ما أحوجنا في هذا الزمن العصيب إلى أدب الحوار الذي بتنا نفتقده بين الابن ووالديه ، بين الطالب ومعلمه ، بين الصغير والكبير ......................
اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا

حورية احمد
04-11-2006, 07:17 AM
بارك الله فيك على الاختيار المميز أخي عطية .

د. محمد إياد العكاري
04-11-2006, 11:50 AM
وختاما ما أحوجنا في هذا الزمن العصيب إلى أدب الحوار الذي بتنا نفتقده بين الابن ووالديه ، بين الطالب ومعلمه ، بين الصغير والكبير ......................اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا


لله درُّك أيها الفاضل الأستاذ الفاضل عطية العمري
هو مانحتاجه فأدب الحوار رقيٌ وحضارة أجل
شكراً لك على هذه الإضاءات وقطوف الهدي
التي تكشف أدب أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام
في تعامله مع الجميع
قطفتها لنا من رياض الهدي في كتاب ربنا سبحانه وتعالى
الذي لن نضل إن تمسكنا به
دمت ببرٍ وخير والسلام

خالد الحمد
04-11-2006, 04:52 PM
الله الله الله

أخي عطية مساؤك قرنفل

موضوع زاهي وباهي

كم نحتاج إليه كي نستفيد

نعم الحوار فن وفنه الأدب

قرأت وسوف أقرأ

وأطلت المكوث هنا

دامت يراعتك

خليل حلاوجي
04-11-2006, 05:37 PM
جزاك الله خيرا ً سيدي الفاضل

\

وحين وصفه قرآننا بانه عليه السلام كان أمة

أراد أن نتنبه أنه وإن كان هو أبو الانبياء قاطبة فانه عليه السلام لم تقم على يديه أمة كما قامت علي يد الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام ومارس هو فيها في يثرب دور راعي الامة التي آمنت به وأكملت رسالته على أرض الواقع ...

\

لفتة ثانية
أنظر الى بلاغته عليه السلام حين جعل أصنام قومه جذاذا

قال لهم

هل يسمعونكم ؟

وتحداهم
قال ... أسألوهم

حتى بهت قومه وبان لهم عوار دعواهم
لكنهم سلاطين وفراعنة المال والقوة هم من يجعل الناس تصدق مالا يعقل

\

لفتة ثالثة
قد يسأل سائل
ماهي مزية هذا الخلق والثراء في شخصية هذا الرسول الكريم

فأقول والله أعلم

1\
أن الله تعالى قال عنه ...
أنه جل في علاه آتاه رشده من قبل

والرشد أكمل معاني التميز

2\
أنه عليه السلام جاء ربه بقلب سليم

والقلب السليم هو أغنى ثروة يمتلكها الانسان

\

بالغ تقديري

عطية العمري
06-11-2006, 08:36 AM
الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات

حورية احمد
د/محمد إياد العكاري
خالد الحمد
خليل حلاوجي

بارك اللـه فيكم جميعاً
وأشكركم على اهتمامكم وثنائكم وعلى ما أثريتم به الموضوع

ودمتم جميعاً بألف خير

د. توفيق حلمي
07-11-2006, 11:11 AM
تسجيل تواجد تحية لقلم كبير في الواحة يكتب دائما الروائع
تقديري

عطية العمري
08-11-2006, 08:13 AM
أخي الكريم د. توفيق حلمي
بارك اللـه فيك
ودمت بألف خير