زاهية
08-11-2006, 12:30 PM
مصباحك أخيتي ... فأنيريه http://www.libya-web.net/uploads/woman/305.jpg
عفاف الفقيه
الحمد لله الذي خلق الإنسان من عدم ، وهداه وعلمه بالقلم ، وأرشده إلى ما لم يكن يعلم ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأمم نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعه من الأمم .
يقول الحق جل وعلا ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
وقال سبحانه : ( وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
وبعد ...
فقد نوع الله سبحانه وتعالى سبل طرق أبواب العمل الصالح ، فمن الناس من يجد نفسه في أداء الصلوات ، وهذا مقتدر يجد نفسه في باب الصدقات ، ومنهم في الصيام له باع ، وآخر في كثرة الذكر والوعظ ، وآخر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنهم الحاذق صاحب الهمة العالية الذي كانت له صولات وجولات مع كافة هذه الميادين بنصبه وتعبه وتميزه ، وقليل ما هم .
غير أن موضوعنا الذي سنتكلم عنه ، له صفات الحذق وعلو الهمة ، كأن له صولات في كافة الميادين آلا وهو " طلب العلم . "
" إن طلب العلم ومجلس العلم ومدارسة العلم ، هو من أعظم الذكر عند العلماء . فجلوس المرء لمعرفة الصلاة ومعرفة الصيام ، ومعرفة البيع والشراء ، ومعرفة أبواب الفقه ، ومعرفة الحديث ، من أعظم أنواع الذكر عند الله عز وجل وهي مجالس الجنة ومجالس الإيمان . " احفظ الله يحفظك لعائض لقرني .
ولذلك ورد في الخبر هذا التفصيل بما يحمل في طياته من تنوع وجمال وحث على سبل الكمال فيها .
فعن معاذ بن جبل رضوان الله عليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": تعلموا العلم فان تعليمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ؛ لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الإخلاء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، وأئمة تقتص آثارهم ، ويقتدى بأفعالهم ، وينتهي إلى رأيهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وإنعامه .
لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ، به توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ، هو إمام العمل ، والعمل تابعه ، ويلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء " . حديث ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله وقال : حديث حسن جدا ولكن ليس له إسناد قوي .
إن الأمة الإسلامية في حاجة إلى نساء عالمات عاملات يقمن لبنات البناء ، همهن إصلاح النفس والزوج والأولاد ، وكل ما يعيد لامتنا مجدها وعزها ، يجب أن يكون هاجسها الذي تنام عليه وتصحو وترتجيه ، وأن تنبذ سفاسف الأمور ، وبهارج الحياة التي تشغل الكثيرات اليوم ، فتجعلهن في غفلة عن أمر المسلمين وأمر الدين .
وهذا لا يتأتى إلا بصدق في النية من أوليي عزم ، فقد صدق من قال فيه :
لو أن العلم مثـّل كان نورا يضاهي الشمس أو يحكي النهارا
لذاك الجـهـل اظلـم جانـباه ونـور العـلـم أشـرق واسـتـنـــارا
وقال رسول الله صلى عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله سبحانه وما والاه أو عالماً ومتعلماً " رواه الترمذي وابن ماجه .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .
فأي خير يجنى من هذا الاهتمام وهذا الجمال في التنوع في كسب الأجر .
وقد ضُربت الحِكم كثيرا في مكانة العلم و الحث عليه منذ القدم .
فهذا داوود عليه السلام قال : ( العلم في الصدر كالمصباح في البيت ) . جامع بيان العلم وفضله.
وقال عبد الملك ابن مروان لبنيه : ( يا بني تعلموا العلم فإن استغنيتم كان لكم كمالاً ، وإن افتقرتم كان لكم مالاً . ) . جامع بيان العلم وفضله .
و في شرف العلم قال بعض العلماء : ( من شرف العلم وفضله : أن كل من نسب إليه فرح بذلك ، وإن لم يكن من أهله ، وكل من دفع عنه ونسب إلى الجهل ، عز عليه ونال ذلك من نفسه ، وإن كان جاهلا . ) . جامع بيان العلم وفضله .
وهذا الفاروق يقول : ( أيها الناس عليكم بطلب العلم ، فإن الله رداء محبه ، فمن طلب بابا من العمل رداه الله بردائه ذلك ، فإن أذنب ذنبا استعتبه ، وإن أذنب ذنبا استعتبه ، وإن أذنب ذنبا استعتبه ، لئلا يسلبه ردائه ذلك ، وإن تطاول به ذلك الذنب حتى يموت . ) جامع بيان العلم وفضله .
وهذه أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ، فقد قال فيها عطاء ابن أبي رباح : ( كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة . ) .
وبهذه الصورة الناصعة لأمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ـ أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ـ نختم بها لتنير دربنا ، وتكون لنا مثل يحتذى به .
فتأملي أختي الحبيبة في معاني هذا المصباح .... وانطلقي على بركة الله بسراجك المنير .
عفاف الفقيه
الحمد لله الذي خلق الإنسان من عدم ، وهداه وعلمه بالقلم ، وأرشده إلى ما لم يكن يعلم ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأمم نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعه من الأمم .
يقول الحق جل وعلا ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
وقال سبحانه : ( وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
وبعد ...
فقد نوع الله سبحانه وتعالى سبل طرق أبواب العمل الصالح ، فمن الناس من يجد نفسه في أداء الصلوات ، وهذا مقتدر يجد نفسه في باب الصدقات ، ومنهم في الصيام له باع ، وآخر في كثرة الذكر والوعظ ، وآخر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنهم الحاذق صاحب الهمة العالية الذي كانت له صولات وجولات مع كافة هذه الميادين بنصبه وتعبه وتميزه ، وقليل ما هم .
غير أن موضوعنا الذي سنتكلم عنه ، له صفات الحذق وعلو الهمة ، كأن له صولات في كافة الميادين آلا وهو " طلب العلم . "
" إن طلب العلم ومجلس العلم ومدارسة العلم ، هو من أعظم الذكر عند العلماء . فجلوس المرء لمعرفة الصلاة ومعرفة الصيام ، ومعرفة البيع والشراء ، ومعرفة أبواب الفقه ، ومعرفة الحديث ، من أعظم أنواع الذكر عند الله عز وجل وهي مجالس الجنة ومجالس الإيمان . " احفظ الله يحفظك لعائض لقرني .
ولذلك ورد في الخبر هذا التفصيل بما يحمل في طياته من تنوع وجمال وحث على سبل الكمال فيها .
فعن معاذ بن جبل رضوان الله عليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": تعلموا العلم فان تعليمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ؛ لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الإخلاء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، وأئمة تقتص آثارهم ، ويقتدى بأفعالهم ، وينتهي إلى رأيهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وإنعامه .
لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ، به توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ، هو إمام العمل ، والعمل تابعه ، ويلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء " . حديث ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله وقال : حديث حسن جدا ولكن ليس له إسناد قوي .
إن الأمة الإسلامية في حاجة إلى نساء عالمات عاملات يقمن لبنات البناء ، همهن إصلاح النفس والزوج والأولاد ، وكل ما يعيد لامتنا مجدها وعزها ، يجب أن يكون هاجسها الذي تنام عليه وتصحو وترتجيه ، وأن تنبذ سفاسف الأمور ، وبهارج الحياة التي تشغل الكثيرات اليوم ، فتجعلهن في غفلة عن أمر المسلمين وأمر الدين .
وهذا لا يتأتى إلا بصدق في النية من أوليي عزم ، فقد صدق من قال فيه :
لو أن العلم مثـّل كان نورا يضاهي الشمس أو يحكي النهارا
لذاك الجـهـل اظلـم جانـباه ونـور العـلـم أشـرق واسـتـنـــارا
وقال رسول الله صلى عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله سبحانه وما والاه أو عالماً ومتعلماً " رواه الترمذي وابن ماجه .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .
فأي خير يجنى من هذا الاهتمام وهذا الجمال في التنوع في كسب الأجر .
وقد ضُربت الحِكم كثيرا في مكانة العلم و الحث عليه منذ القدم .
فهذا داوود عليه السلام قال : ( العلم في الصدر كالمصباح في البيت ) . جامع بيان العلم وفضله.
وقال عبد الملك ابن مروان لبنيه : ( يا بني تعلموا العلم فإن استغنيتم كان لكم كمالاً ، وإن افتقرتم كان لكم مالاً . ) . جامع بيان العلم وفضله .
و في شرف العلم قال بعض العلماء : ( من شرف العلم وفضله : أن كل من نسب إليه فرح بذلك ، وإن لم يكن من أهله ، وكل من دفع عنه ونسب إلى الجهل ، عز عليه ونال ذلك من نفسه ، وإن كان جاهلا . ) . جامع بيان العلم وفضله .
وهذا الفاروق يقول : ( أيها الناس عليكم بطلب العلم ، فإن الله رداء محبه ، فمن طلب بابا من العمل رداه الله بردائه ذلك ، فإن أذنب ذنبا استعتبه ، وإن أذنب ذنبا استعتبه ، وإن أذنب ذنبا استعتبه ، لئلا يسلبه ردائه ذلك ، وإن تطاول به ذلك الذنب حتى يموت . ) جامع بيان العلم وفضله .
وهذه أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ، فقد قال فيها عطاء ابن أبي رباح : ( كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة . ) .
وبهذه الصورة الناصعة لأمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ـ أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ـ نختم بها لتنير دربنا ، وتكون لنا مثل يحتذى به .
فتأملي أختي الحبيبة في معاني هذا المصباح .... وانطلقي على بركة الله بسراجك المنير .