تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من تجربتي في الشعر



مازن نجار
09-11-2006, 12:39 AM
خواطر في الشعر

الشعر ذلك الكائن السرمدي العجيب
بعد كل هذا التعب الذي أنهكني واستنزفني من أول نبض
الشعر إذا رجعت إلى حقيقته الفطرية وعري ولادته الأول وكما عرفته أجده حالة شعورية قبل أن يكون صناعة فكرية
الشعر لم ولن يكون أبداً استيراداً لأساليب تعارف الآخرون عليها ودرسها الدارسون
وأرى الشعر بعيداً عن الخرافات التي يكتبها النقاد ويصدقها أنصاف الموهوبين هو كشف عن أحاسيس وعلاقات بين الاشياء جديدة لكنها موجودة و معاشة
لتكون الحداثة بالتالي عملية صيرورة متجددة لا تنتهي مع تجددنا كبشر
لأننا ببساطة نستحم بماء جديد كل مرة
وكما كان هناك جدار بين الشاعر -كإنسان يعرفه الفلاسفة بأنه حيوان يبكي -وبين قصيدته فنراه يبدأ بالغزل حين يكون قصده المدح أو يقف على أطلال من يسميها حبيبته حتى إذا أراد الهجاء. وأرى أن من استطاع اللمعان عبر هذا التاريخ العربي الطويل الذي انعجن بالشعر قد استطاع لسبب رئيسي هو أنه كان لسان حال من عاش في عصره ولأنه كان ضمير عصره فقد أصبح مرآة لكل العصور
أتذكر من قال:
اعمل بوجه واحد تأتيك كل الأوجه
لأن من يتوهم نفسه أنه وصل إلى آخر تقنيات الحداثة لأنه يكتب قصيدة النثر -طبعاًأنا أكتبها_ ويقلد الاساليب التي توصف بالحديثة والتي أصبحت قناعا بين الشاعر و إحساسه كما هو الامر في العصور القديمة
فهو من يجرد مشاعره عن القصيدة و يعتبرها عملية فتح فكري قبل أن تكون كشفاًً عن أحاسيس معاشة و تجارب مر بها الشاعر
وللأسف هناك الكثير من الشباب من يقع في هذا المطب ويمضي سنوات في النسج على نول مصطنع من خيوط استعارها من روح الآخرين ومن قراءاته السابقة.

القصيدة الرومانسية
هناك من ظهر من أدعياء سقوط القصيدة الرومانسية ويعتبر القصيدة في فتحاً فكرياً مجرداً ورموزاً أسطورية يري من خلالها الشاعر ثقافته ....والقصيدة الرومانسية باعتبارها استقاء من مشاعر تختلف من شخص لآخر كبصمته ومن جيل لآخر فهي حاجة متجددة و برهان واضح على قدرة الشاعر عن التعبير عن الأحاسيس والحالات التي تنتابه وتنتاب الآخرين حوله ...وأنا لا أنكر أن الأساليب الشعرية خاضعة للتطور وذائقة الأجيال لكن هذا الجسد مهما اختلف قوامه وشكله فالروح الت يهي حقيقة الشعر هي روح واحدة رغم كل الأشكال التي سكنتها .

قصيدة النثر
في قصيدة النثر لا يبقى للشاعر إلا الشعر ليعبر عن الألق الذي يسكنه و الحقيقة التي يمتلكها
في قصيدة النثر تتطهر القصيدة من كل المكياجات التي كانت تتزين بها وتتعرى من كل الأثواب و الألبسة التي كانت تستر جسدها لنراها عارية من كل شيء إلا من جمالها الحق
ومن يقترف قصيدة النثر فلن يستطيع تركها لأنها ببساطة رحلة شديدة الجموح والوله والصعوبة ويكون الوصول إلى قلب القارئ أمتع كلما كانت الرحلة أطول وأكثر مشقة
وبدورها لا تستطيع قصيدة النثر إلغاء الإيقاع وأنا كشاعر لم استطع الإنفلات من أسر الإيقاع الذي يجتاحني في حالات محددة بعينها لا تكون قصيدتي في ذلك الموقف حقييقية إلا به.

د. مصطفى عراقي
10-11-2006, 02:43 AM
أخي الفاضل الشاعر المبدع : مازن

قرأت
وتأملت
وأفدت

كم أتمنى أن ننهل من مثل هذه التجارب الثرية


أخوك: مصطفى

أحمد حسن محمد
10-11-2006, 12:54 PM
خواطر في الشعر
قصيدة النثر
في قصيدة النثر لا يبقى للشاعر إلا الشعر ليعبر عن الألق الذي يسكنه و الحقيقة التي يمتلكها
في قصيدة النثر تتطهر القصيدة من كل المكياجات التي كانت تتزين بها وتتعرى من كل الأثواب و الألبسة التي كانت تستر جسدها لنراها عارية من كل شيء إلا من جمالها الحق
ومن يقترف قصيدة النثر فلن يستطيع تركها لأنها ببساطة رحلة شديدة الجموح والوله والصعوبة ويكون الوصول إلى قلب القارئ أمتع كلما كانت الرحلة أطول وأكثر مشقة
وبدورها لا تستطيع قصيدة النثر إلغاء الإيقاع وأنا كشاعر لم استطع الإنفلات من أسر الإيقاع الذي يجتاحني في حالات محددة بعينها لا تكون قصيدتي في ذلك الموقف حقييقية إلا به.

أنا معك..
معك فيما تقول..
نعم..
ولكن ما رأيك في العقل اللاوعي.. أو جانب اللاشعوريات التي تتحكم في الإنسان إلى أقصى حد.. كما قال علماء النفس.. على حد علمي..
إنه ذلك العقل الذي يحمل -كما أسميه أنا- ما قبل اللاشعور- ذلك الذي كان في وقت انتفى عنا فيه الجسد أو الشيء كما يقول مصطفى محمود وبقيت لنا الهوية وحدها، وورثنا منه بعض الإحساسات الفطرية بالجمال والراحة كما قال أفلوطين السكندري..
ذلك العقل الذي يحمل آثارا شتى .. شتى وكثيرة إلى أبعد حد ممكن من أيام الطفولة وما قرأه أو سمعه أو حفظه الإنسان فيها..

ذلك العقل اللاواعي الذي يحمل في داخله إحساساً باللذة الرائعة بالنسبة له.. وأنا أتحدث عن العقل اللاواعي.. ذلك المسئول الأول عن التجربة الشعرية أو سخونتها وفطريتها.. بما يحمله من رغبة الانعتاق من قواعد وقوانين الأنا..

من ناحية أخرى:
لماذا نعطي الحق لأنفسنا أن نكتب النثر على حساب النوع الآخر من الشعر؟
ما هو المعيار الذي يقول إن القصيدة الحداثية هي التي تسبب الانعتاق والتعبير الكامل وليس القصيدة العمودية مثلا؟ ولا أقول إن هذا في كل الأحيان ولكن في بعضها على الأقل؟

وقد تكون مبادئ العمودية مترسبة في اللاشعور كسبب عميق للراحة؟؟؟
والجموح والوله والإثارة الجمة التي قد لا يجيدها الشاعر في الحداثي.

أنا أضرب مثلا هنا بالشاعر محمد إبراهيم الحريري..
فمن سيرته الذاتية عرفت أنه ممن أتحدث عنهم.. تكون في لاشعوره إحساس عميق بالكلمة وروح الجملة العربية والصورة الرائعة..
وأنا أجد في شعره عمقا، وفي صورته سحرا وبلاغة ورمزية، وفي جملته حاضرا وماضيا ومستقبلا أعمق من شعرااااااااااااااء حداثيين كثيرين..

إنه وضع ما نسميه نحن المكياج والأصباغ، ولكن لا تنكر معي مدى جموحه في القصيدة، ولا مدى عمقه، وأيضا توافر الرؤية الزاهية جدا في استلهام التراث..

أرجو أن أكون قد أفلحت في توضيح وجهة نظري أمامكم أيها الكريم..
فأنا لا أنكر الحداثة ولا النثرية وأعرف قدرها، ولا أنكر العمودي وفضله وإمكاناته التي لا تتوفر إلا عند شعراء معينين..

ولا تنكر أنت الآخر معي أن في تنغيمك لكلمة "آه" ألف راحة وراحة..

وأنا أدعو إلى ما دعوتم إليه من قبل..
أن تكتب كما تشاء تجربتك لا كما تشاء القوانين التي لا تجد فيها قوتك وقدرتك ظاهرة..

د. محمد حسن السمان
17-11-2006, 08:06 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الشاعر المبدع مازن الحجار

لقد مررت من هنا , وقرأت بكل حرص كل كلمة , جاد بها فكرك وقلمك , منطلقا من تجربتك الشعرية الغنية , ورأيت نفسي معك , نناقش الشعر , وما ينتاب هذا اللون الادبي السامي , من اغراق في سجن المشاعر , في قوالب جامدة , جعلت من الادوات صنعة , وبين حالات الانفلات والتقليد الاعمى , فاصبح الشعر معها , جملة احجيات , وحركات فكرية , فاقدة للحس والبناء , وساناقش معك الموضوع , في جلستنا الادبية القادمة , على شاطىء الخليج العربي , بوجود الاخوة الافاضل ادباء وشعراء الواحة , وربما كعادتي طلبت منك سماع قصيدة لك , اسعد بها سماعا وشعورا .
تقبل محبتي وتقديري

اخوكم
السمان

د.إيهاب النجدي
18-11-2006, 12:39 AM
الأخ الكريم الشاعر مازن نجار
و أنا بدوري , قرأت وعرفت , وتساءلت :
متى تسقط الأحكام _ في دولة النقد _ وتتقدم الحيثيات ؟
متى نعترف بزواج المبنى والمعنى , الفكر والفن , الروح والجسد ؟
متى نكتب ونبدع دون مبررات مسبقة وغير حقيقية ؟
عند ذاك _ في ظني _ يصحو العقل ويهتز الوجدان بنشوة الشعر _ أعني الشعر الحق

إيهاب

نادية بوغرارة
27-11-2006, 09:54 PM
السلام عليكم

ما اجمل الشعر حين يتحدث عنه الشعراء،

و ما اعدب الخلاف حين تتفق الأفهام ،

و تلتقي على التطوير و الإبداع

سعدت بوقفتي ها هنا
بوركتم

د. سمير العمري
27-11-2006, 11:20 PM
أشكر لأخي مازن حديثه عن تجربته الشعرية وإن كنت لم أر هنا إلا حديثاً عن الشعر والشعور وهو حديث تكرر كثيراً ولكننا نرحب به من لدن أخينا الكريم مازن نجار.

لا أجدني أرغب في الدخول في المعاني الفلسفية التي طرحت هنا ولكني وقت استوقفني الموضوع مصادفة أدني أحب أن أشير باقتضاب إلى ما ورد في آخر مداخلة الأخ الكريم مازن من أن قصيدة النثر عي الشعر الحقيقي بعد أن يتعرى ويضع عنه "مكياجه" وما سواه فهو ليس شعراً.

أقول بأن في هذا القول ما فيه من التضارب الفلسفي قبل الاصطلاحي ، وكوني أحترم الجانب الفلسفي كونه مرجعيات ورؤى خاصة بالفرد إلا أنني أجدني ملزماً بإنصاف الجانب الاصطلاحي الذي هو حقيقة وقيمة متعارف عليها لا تخضع لرأي ولا تعرف برؤية.

ولعلني لاحظت منذ القديم مثل هذهه الآراء التي لا أراها إلا تخلط أمر الشعر بأمر الشعور فترى أن الشعر هو الشعور وفي هذا مغالطة حقيقية ومنطقية واصطلاحية أكبر من مجرد زيادة الواو أو نقصها. وليت شعري متى يتوقف مثل هذا القول غير الدقيق وغير المنصف مما يروج لحالة ظهرت من البعض ثم اندثرت قدراً محتوما.

أما الشعور لغة واصطلاحاً فهو:
الشعور هو الحس والعاطفة ، وهو الإدراكُ بلا دَليل؛ عندي شعورٌ بأنَّ نتائج الامتحان ستكون ممتازة. -: الإحساس؛ يجب ألاّ يكون للشّعور بالإحباط سلطانٌ عليكَ. -: يُطلق في علم النّفس على العلم بما في النّفس أو بما في البيئة، وعلى ما يشتمل عليه العقلُ من إدراكات ووجدانيّات ونزَعات / الشعور بالنّفس أو بالذّات، هو الحساسيّة الزّائدة بالنّفس/ الشعور المشترك، هو الإحساسُ الجماعيّ / فاقد الشّعور، أي عديم الإحساس / اللاّ شُعُورُ، هو في علم النّفس، العقلُ الباطن.

وعليه فإن الشعور لغة واصطلاحاً يتمحور حول العاطفة والإحساس ، وهذا أمر موجود في كل نفس بشرية حية ، بل وموجودة في كل لغات البشر حتى في لغة الصم والبكم. والأدب لا يكون إلا بعقل وعاطفة أو لنقل فكر وشعور ، ويستوي في هذا الشعر والنثر ولا يكون النثر أدباً متى فقد العاطفة والشعور في ظاهره وباطنه.

وأما الشعر لغة واصطلاحاً فهو:
كلامٌ موزون مُقفَى يعتمد على التّخييل والتّأثير؛ وهو أيضاً 1."يَنَظِمُ الشِّعْرَ" : يَنْظِمُ قَصَائِدَ مَوْزُونَةً مُقَفَّاةً وَفْقَ نِظَامٍ مِنَ البُحُورِ الشِّعْرِيَّةِ، أَوْ حَسَبَ تَفْعِيلَةٍ مَّا مَعَ تَنَوُّعٍ فِي القَوَافِي أَوِ الْتِزَامِ قَافِيَةٍ وَاحِدَةٍ تُعَبِّرُ عَمَّا يَشْعُرُ بِهِ الشَّاعِرُ.

وعليه فإن الشعر هو أحد فنون الأدب المعروفة منذ آلاف السنين ومصنف بخصائص وصفات متى فقدها فقد معناه ومسماه وانتقل من تصنيف إلى تصنيف آخر، ولا يجوز الخلط بين أصناف الأدب وتجاوز القواعد والضوابط التي تحدد المفاهيم وتعطي الانطباعات ، ولا يمكن لعاقل أن يدعي أن الذئب كلب أو الكلب ذئب وإن تشابها في الشكل لأن المسمى يرسم الانطباع والحكم والتأثر والتأثير والخصائص هي التي تحدد الدور والأسلوب.

ولعلني أرى أن في هذا القول إساءة لفن الأدب الأكثر شهرة والأوسع قدرة وهو فن النثر لأن في القول بأن الشعور يجعل من النثر "قصيدة نثر" هو إهانة لهذا الفن الجميل وطعن في مقدرة أهله. وكم من ناثر بز شاعراً متى تمكن من أدوات النثر وخصائصه وأساليبه التي لا تقل صعوبة لمن يعرف ذلك من صعوبة خصائص وسمات الشعر.


وبهذا أؤكد على أن النثر هو جملة الخصائص والسمات التي يعرف بها ، وأن "تعريته" تذهب بهيبته وقيمته لا أقول مسماه ومعناه ، وأن إزالة "المكياج" يفقده التميز والتلذذ والتخصص الذي يعرفه كل نقاد الأدب المنصفين والذين يرتكزون في تقييم الشعر أساساً على تزاوج المبنى بالمعنى ومدى مواءمته وحسن توظيفه ، كما يقيم عالياً قدرة الشاعر على استخدام أساليب البلاغة والمحسنات بشكل يخدم النص ويثري الفكرة ، وغالباً ما تكون قيمة النصوص الشعرية بقيمة الأساليب البلاغية والمحسنات البديعية وهما "المكياج" الذي تحدثت عنه ومدى المواءمة بين المبنى والمعنى كما أسلفنا.

وأخيراً ألخص في ردي المقتضب هذا أن الشعر سيظل شعراً ، وأن النثر سيظل نثراً جناحين يحلق بهما الأدب العربي ، وأنصح كل كاتب يتشبث بمسميات الشعر أن يعتمد أساليب النثر ويفخر بما يكتبه نثراً فهو أكرم به وبالأدب ، وربما أذكرهم بأحد قمم النثر الذي كتب آلاف أبيات الشعر ولكنه برع في النثر حتى عرف به قامة ندر لها النظير وأقصد به الرافعي.


وأياً يكن الأمر فإنا نحترم كل رأي يطرح ونكفل الحق لصاحبه ، ونحتفظ برد من يرد في حوار هادف ملتزم بأدب الخلاف ومنهج تحري الصواب والرشاد دون تعصب لأمر مسبق.


تحياتي

نادية بوغرارة
28-11-2006, 03:08 PM
لأن في القول بأن الشعور يجعل من النثر "قصيدة نثر" هو إهانة لهذا الفن الجميل وطعن في مقدرة أهله. وكم من ناثر بز شاعراً متى تمكن من أدوات النثر وخصائصه وأساليبه التي لا تقل صعوبة لمن يعرف ذلك من صعوبة خصائص وسمات الشعر.

--------

ٌإقتبست من مداخلة السيد د .سمير العمري

المقطع أعلاه

لازلت أتخبط أيها الإخوة في مدى شاعرية النص النثري،

و الدي ربما تختفي منه كل ارتباط بالنظام التفعيلي،

إد كثيرا ما ترفض لي بعض النصوص و تخرج من دائرة الشعر،

و لا أدري هل هدا قانون الشعراء أم آراء شخصية فقط.

لدلك أتمنى ممن لديه بحث واضح أستنير به،

لفهم قضية الشعر و النثر،أن ينقدني به.

و لا أنسى أن أشكركم على هدا الدفق المعرفي

الدي تزدان به واحتكم الزاخرة بأهل الأدب.

بارك الله فيكم جميعا.

مازن نجار
29-11-2006, 10:25 PM
شكرا للأصدقاء على وجهات نظرهم
احمد حسن
ايهاب
حسن
سمير
نادية
أحب أن أعود لاحقا للنقاش معكم
المحبة للجميع

أحمد حسن محمد
29-11-2006, 10:36 PM
لذيذ والله


ههههههههه

د.إيهاب النجدي
30-11-2006, 11:54 PM
الأديبة الفاضلة نادية
يمكنك العودة إلى البحث القيم لأستاذنا الشاعر والناقد الدكتور مصطفى عراقي "تجدد موسيقى الشعر العربي الحديث ", في ملتقى النقد وعلوم اللغة , وفي ظني أنه سيجيب على كثير من أسئلتك حول حدود الشعر والنثر.


مرة أخرى إلى صديقنا الكريم مازن
أين التجربة ( ملامحها _ حدودها _ إنجازاتها )؟ !
و أين الشعر ؟!

تحياتي
إيهابِ

مازن نجار
01-12-2006, 03:55 AM
الأخ الجميل سمير العمري
شكرا لك
وأقول
أننا يجب أن نتمثل في وعينا وجود أمرين مختلفين عن بعضهما وهما الشعرية والشعر
فالشعرية باعتبارها جملة الادوات والمحددات التي تجعل من نص ما نصا شعريا كما عرّفها كمال أبو ديب في كتابه عن الشعرية
والشعر هو نتاج الشعرية أي هو النص الشعر ي بحد ذاته
جملة الأدوات هذه لا تتضمن بالضرورة الطنين الموسيقي وصنوج الإيقاعات وعدم وجودها في قصيدة النثر لا يعني إلغاء الشعرية من قصيدة النثر
الشعرية بالأساس هي عملية حدس بالاشياء واستكناهها بشكل شعري بعيداً عن النظرة الإعتيادية اليومية لها ...وبالتالي عندما تتخلى قصيدة النثر عن جماليات الوزن و الموسيقا فتصبح أمام تحدٍّ لإثبات ذاتها شعرياً أي أنه كما قلت لا يتبقى لها إلا سلاح الشعرية لتكون شعرا بما يتضمنه هذا السلاح فيها من ثلاثة محددات وهي
1- التوتر وهوما يجعل الفرق بين الشعر و اللاشعر كالفرق بين السير والرقص كما قال نزارقباني وهو ناشئ بشكل اساسي من الإيقاع الموسيقي وهنا يكمن الإختلاف بين قصيدة النثر والشعر الموزون فالإيقاع في قصيدة النثر هو إيقاع داخلي وليس إيقاعا خارجياً كما هو في الشعر الموزون ولي أن أشبه هذا الأمر غير المقونن بالكهرباء ..ففي قصدية النثر تصبح الكلمات غير الموزونة صوتياً أي العازلة للتيار الكهربائي تصبح ناقلة له في قصيدة النثر من خلال الترابطات الصوتية و النفسية الموجودة
2- التوهج وهو الدهشة التي تصاحبنا لى اكتشافنا لحدس جديد بالأشياء لدى الشاعر تبهرنا أو وحدة أضداد قد اجتمعت لتعيد ترتيب العوالم على ذائقة الشاعر
كما قال الماغوط: لا شيء يربطني بهذه الأرض ..سوى الحذاء
فهل إذا خلع حذاءه سيزول ارتباطه بها!
إعادة ترتيب الأشياء من خلال الهدم هي وظيفة الفن بحد ذاته كتشكيل جديد
يقول الناقد الفرنسي جان إيف تادية " الشعر فضاء جديد "
يقول أدونيس "جاء العصف الجميل ولم يأت الخراب الجميل/ صوت شريد .. / " فالخراب لديه يحمل الجمال .
أو كما قال نزار
في أزقة قرطبة الضيقة
مددت يدي إلى جيبي أكثر من مرة
لأخرج مفتاح بيتنا في دمشق
3- التكثيف : كلما ضاقت الرؤية اتسعت العبارة
يقول الشاعر: كلما انحلت عقدة ..طال حبل المسافة بيننا
لو تأملنا لوجدنا فعلاً أن إنحلال العقدة من الحبل تجعل الحبل يتمدد أكثر لأن الأجزاء التي كانت ملتفة على بعضها قد تباعدت واستوت!
هذه المحددات السابقة برأيي هي تجليات الشعرية في قصيدة النثر .
وبدونها لا تصبح قصيدة النثر شعراً
ولعل الأخ الكريم الدكتور سمير قصد بأنه حين قال وأقتبس منه " وإن كنت لم أر هنا إلا حديثاً عن الشعر والشعور وهو حديث تكرر كثيراً"
فأنا هنا أركز على الجانب الجوهري في الشعر وهو الشعرية أو كما قال الشعور أي على هلامته الأساسية الت يمنها تخلق وهو ما يميز الشاعر الحقيقي بعيدا عن الشكل وتعدده و اتفاقنا أو إختلافنا عليه
وانا لم أقل أيضاً يا أخي العزيزكما أقتبس منك " من أن قصيدة النثر عي الشعر الحقيقي بعد أن يتعرى ويضع عنه "مكياجه" وما سواه فهو ليس شعراً"
لكنني قلت ما أقتبسه حرفيا" وبدورها لا تستطيع قصيدة النثر إلغاء الإيقاع وأنا كشاعر لم استطع الإنفلات من أسر الإيقاع الذي يجتاحني في حالات محددة بعينها لا تكون قصيدتي في ذلك الموقف حقييقية إلا به."
في النهاية كل المحبة الخالصة أيها العزيز الدكتور سمير وللأخوة الكرام كلهم الذين لا أكن لك ولهم إلا خالص المحبة على الدوام

مازن نجار
01-12-2006, 04:09 AM
مرة أخرى إلى صديقنا الكريم مازن
أين التجربة ( ملامحها _ حدودها _ إنجازاتها )؟ !
و أين الشعر ؟!
تحياتي
إيهابِ

الأخ الكريم الذي أحببته عند لقائي الدكتور إيهاب
تحية المودة لك
أنا لم أقل أن هذه هي كل تجربتي في الشعر وإنما قلت كما عنونت الموضوع أنها :من تجربتي في الشعر وهي كالعنوان الأساسي مجموعة متناثرة من (خواطر في الشعر) تتناول إحساسي بالشعر في مرحلة ما قبل الكتابة و تجلياته الكتابية و الشكلية على السطور وليست هي كل آرائي وحدود تجربتي وملامحها طبعا فهذا أمر لست مكلفاً به ولا تعنيني دراسته ولم تكتمل ملامحها بشكل كامل عندي بل ما يهمني أن أكتب الشعر والشعر فقط ..
ثم حينما تسأل
أين الشعر ؟!
فليس ذنبي أخي الجميل إيهاب إن لم أفهم سؤالك
محبتي الصادقة لك