المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موجة عابثة



زاهية
12-11-2006, 05:58 PM
قالت بحرقةِ أودعت قلبي مزيداً من الشفقة عليها :أكاد أجن عندما أفكر بواقعي الذي لاأدري كيف أجد نفسي مرغمة على القبول به , والتأقلم معه.. أحياناً ينتابني الخوف ممهوراً بالحنين إلى أهلي .. بيتنا ...صديقاتي.... فساتيني التي ملأت خزانتي بألوان الطيف جمالا, وابتسامة أبي الجميلة الساحرة قبل أن يرحل عنا تاركاً الحزنَ يجتر أمي برعاية أيتامٍ صغار, فأحاول تجاهل حياتي مع زوجي , وولديَّ ....أهرب منهم إلى بيت العائلة الأول حيث حنانٌ بات ذكرى, وقلبٌ تبرأ من صك أمومته لناكرة الفضل أنا , وإخوة فرشوا أرض يتمي بالسعادة والأمان, وأخت وحيدة أفاضت علي من الحب والحنان ماتعجز عنه الأم أحيانا ..أخت أحبها أكثر من نفسي فطعنتها بجهلي طعنة مازالت جرحا ينزف ألماً وخجلا .
أسترجع ذكريات الطفولة , والشباب , فأنهار على عتبات الندم طريدة من نعمة لم أصن قدرها عندما هربت مع عاصي , وتركت الباب مفتوحاً لينال أسرتي عارُ جريمتي التي لن يغفروها لي ولو غفرها الله.
كنت في السادسة عشرة من العمر عندما أحببته , وهربت معه متحدية قوانين العائلة.. ضاربة بها عرض الحائط .. ماهمني يومها غير دقات قلبي الصغير, ووعود حبيبي الغريب عن مجتمعي وعاداته الذي تربيت عليها , واليوم كبرت وأصبحت أكثر وعياً وإدراكاً لفداحة خسارتي ,وسوء فعلتي ... أريد أن أفهم منك أنت يامن تكتبين كلاماً لم أطبق منه حرفاً... لماذا حصل معي ماحصل , وأنا رافضة له كلياً ونادمة كل الندم على فعله, فهل أحاسب على عملٍ ماعدت أطيق تذكره من قريب أو بعيد؟
أريد حلاً يعيدني لأهلي رغم أنني لاأطيق البعد عن زوجي وولديَّ .
نظرت إليها بحسرة , فوجدتها مازالت طفلة تلعب على رمال الشاطىء.. تبني قصراً من رمال فتأتي موجة عابثة تهدم قصرها , وتعود إلى حضن البحر مسافرة بالذكريات عبر العباب..
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن
http://www.cuteskidsphoto.com/kids3/Images/kids_019.jpg

محمد سامي البوهي
12-11-2006, 06:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الأخت الكريمة / زاهية

نصوصك يتقدمها هموم المجتمع ، الشيخ العجوز الذي عجز بأفعالنا ، ويحتاج إلى ترياق ينبع من اقلامنه ، ولكن هل ترين أن الترياق سيفي بغرض الشفاء بعد أن بلغت الروح الحلقوم ؟

وفاء شوكت خضر
12-11-2006, 09:22 PM
القلب الكبير / زاهية ..

ضروب في فنون الأدب أتقنها قلمك ، فكان انهمار غيثه سخيا .
قلم يسكب المداد نورا ، ينير ظلمات الدروب ، بالنصح والإرشاد والتذكرة .

كم نفاخر بك يا سيدة القلم .
لك من الحب في الله ما تعمر به القلوب .

تحيتي واحترامي أيتها لسامقة .

سحر الليالي
13-11-2006, 12:57 AM
لله ما أروعها من القصة

بحق أعجبتني كثيرا يا زاهية الروح

سلم قلمك وإبداعك

لك حبي وباقة ورد

زاهية
13-11-2006, 09:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الكريمة / زاهية
نصوصك يتقدمها هموم المجتمع ، الشيخ العجوز الذي عجز بأفعالنا ، ويحتاج إلى ترياق ينبع من اقلامنه ، ولكن هل ترين أن الترياق سيفي بغرض الشفاء بعد أن بلغت الروح الحلقوم ؟

وقبل أن يقضى نحبه نتدارك الأمر بشيء من المعالجة نصبغ شيبته بحمرة أو شقار..نحقنه بالمقويات ريثما يلتقط أنفاسه المتهالكة لأننا لن نستطيع إعادته لعهد الشباب دفعة واحدة مالم نعتني بالصغار ونعيد ترميم ماأفسده الظالمون..
أهلا بك فكرًا جميلا
أختك
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
13-11-2006, 09:55 AM
الحنين للماضي كطفل يلهو بأشياءنا القديمة فيجعل المتكدس في قاع الصندوق خارجه ... فيعود الحنين ونداعبه بأناملنا لتعود لنا ذكرياتنا ولكن لا نلبس ان نعيد ترتيب الامور فنضع كل شئ في مكانه لكي تسير سفينة الحياة في هدوء ...
تقديري وشكري لجمال ما قرأت
شكرا زاهية

زاهية
17-11-2006, 01:38 AM
القلب الكبير / زاهية ..
ضروب في فنون الأدب أتقنها قلمك ، فكان انهمار غيثه سخيا .
قلم يسكب المداد نورا ، ينير ظلمات الدروب ، بالنصح والإرشاد والتذكرة .
كم نفاخر بك يا سيدة القلم .
لك من الحب في الله ما تعمر به القلوب .
تحيتي واحترامي أيتها لسامقة .

أهلا بك غاليتي وفاء شوكت خضر
لك شكري وتقديري عزيزتي
لاحرمتك أختًا في ظل العرش
أختك
بنت البحر

زاهية
17-11-2006, 01:40 AM
أنقل هنا تعليقًا على القصة أعجبني للأخ الأديب
حسام الدين نوالي:
"موجة عابثة" حكاية رحلة خارج السرب، رحيل ضد التيار قد يوصل إلى البر لكن بخسائر أخرى..
الفتاة التي خرجت في زمن ما عادت ولو عبر حنين ، وتعيش التمزق بين العودة للبدء من مرحلة "الخطأ" أو الانطلاق من الحاضر مع الزوج والطفلين نحو مستقبل قد يفضي وقد لا يفضي إلى بر الأمان، وحو حاضر لا تطيقه كما قالت في بداية الحكي..
الدراما التي ولدها التمزق في النص هي دراما مرتبطة بالدوائر التي يؤسسها الفكر الجمعي "خروج البنت مع عشيق في وسط محافظ" وبالتالي فهي مرتبطة بتاريخ وتراكم .. ما يعني أن الاختيارات الآن التي أمامها هي الوصل أو القطع، وهي نفس الاختيارات التي تشغل الفكر العربي المؤسس لنهضة ما الآن عبرعدد من أقطابه المعروفين: أركون، العوي، الجابري ، عبد الرحمان طه، طرابيشي.. والآخرين..
فهل كانت القصة تحكي على متسوى معين أزمتنا الحضارية؟
شخصيا أجد شيئا من هذا من خلال مجتمع عربي بالقانون المحافظ "الأسرة"في مواجهة فكر متحرر ليبرالي "البنت"..
في القصة سرد منكسر يربك الخط الزمني العادي عبر الاستذكار، استغلته شخصية -مهيمنة- بشكل جيد وتناوبت مع سارد خارجي يمنحنا في نهاية النص أمثولة تقذف بنا لعوالم خارج النص،.. فوجدتها مازالت طفلة تلعب على رمال الشاطىء.. تبني قصراً من رمال فتأتي موجة عابثة تهدم قصرها , وتعود إلى حضن البحر مسافرة بالذكريات عبر العباب..
وشخصيا أقرأ النص في ضوء صراع حضاري لن تكون فيه الطفلة إلا حضارة غضة مشاغبة لم ترق بعد لحلبة التواصل ضمن مجتمع أعم، وبالتالي فما تبنيه لن يكون إلا قصورا من رمل تعبث به أول موجة قادمة..
ويا زاهية دمت مبدعة.

الصباح الخالدي
17-11-2006, 09:21 AM
اختي الغالية زاهية قلمك ياسرني في مشاهد ثلاث الشعر والقصة والنثر
وبقية المواضيع احاورك مرات واختلف معك مرة
قلمك جميل كما أعتدته

نهير محمد عبد الله الشيخ
17-11-2006, 11:03 AM
الداعية الزاهية
اسمحى لى ان القبك بالداعية فما وجدت قلمك الا هكذا والله
قصتك تذكرنى بشى واحد
كيف تسيطر علينا مشاعرنا فى حب اثبات ذواتنا واننا لم نعد صغارا لا نقبل النصح من أحد
قراراتنا التى نتخذها ونحن صغار وطائشين تظل آثارها التخريبية على مدى السنين
لا يفهمها ولا يتعاطف معها الا من نضج بخبرته وعمره مثلك ا
نصك اعجبنى لانه يحاول التقرب من نفسيات والآم الذين عذبتهم سنوات مراهقتهم بترك أثر لا يمحى عبر السنين
تحاولين نشر العبر فى نصائح غير مباشرة لعل الجيل الجديد يتذكرون .
اختبار موفق للعنوان فهى موجة عابثة تهدم كل آمالنا التى نبنيها بعمى وعدم نضج
نص سيكولوجى اكثر من أدبى
ممتعة
تقبلى التقدير

مجدي محمود جعفر
17-11-2006, 11:49 AM
حقيقة مداخلة الأستاذ حسام الدين نوالي أغنتني عن التعقيب ، فقدم رؤية نقدية جيدة لنص جيد يعكس بالفعل أزمتنا الحضارية ، شكرا للقاصة وشكرا للناقد وننتظر مثل مداخلات الأستاذ حسام التي تثري النصوص وتفك مغاليقها

زاهية
17-11-2006, 12:22 PM
حقيقة مداخلة الأستاذ حسام الدين نوالي أغنتني عن التعقيب ، فقدم رؤية نقدية جيدة لنص جيد يعكس بالفعل أزمتنا الحضارية ، شكرا للقاصة وشكرا للناقد وننتظر مثل مداخلات الأستاذ حسام التي تثري النصوص وتفك مغاليقها

أشكرك أستاذ مجدي محمود جعفر على المرور ولكنني مازلت أطمع بتعقيب منك أيضًا يغني النص , وهناك بعض الآراء فيه سأنقلها بإذن الله..
بانتظارك أخي المكرم:0014:
أختك
بنت البحر

زاهية
17-11-2006, 09:30 PM
وهذا رد للكاتبة المغربية الأخت المبدعة صبيحة شبر
أنقله للفائدة :
المبدعة زاهية بنت البحر
تهبيء لنا الطفولة والمراهقة من بعدها الوانا من الوهم
يظن البعض ان الخروج على الاهل وحبهم بعضا من الشجاعة
ولكن بعد فوات الاوان يدركون انهم ضحوا بالغالي الذي لايعوض
من اجل كلمات براقة
والاهل عادة يغفرون
ولكن ماذا تفعل الام لاولادها الصغار
قصة جميلة ايتها الاخت المبدعة
تحياتي لك

الصباح الخالدي
17-11-2006, 10:02 PM
صبيحة شبر وعلم على راسه نار

زاهية
27-10-2013, 01:03 PM
القلب الكبير / زاهية ..

ضروب في فنون الأدب أتقنها قلمك ، فكان انهمار غيثه سخيا .
قلم يسكب المداد نورا ، ينير ظلمات الدروب ، بالنصح والإرشاد والتذكرة .

كم نفاخر بك يا سيدة القلم .
لك من الحب في الله ما تعمر به القلوب .

تحيتي واحترامي أيتها لسامقة .


وفاء شوكت خضر أختي الغالية
أسعد الله أوقاتك أينما كنت.
شكرا لك على تعقيبك الجميل
لك شكري وتقديري
أختك
زاهية بنت البحر

آمال المصري
31-10-2013, 03:36 AM
في سن المراهقة ينظر البعض للانعتاق من القيود الأسرية التي يرونها تطوق أعناقهم وتكبح طموحاتهم
والبعض يسعى للبحث عن طريقة للخلاص
وتعساً لمن تلقفته أيادٍ لاتعرف من الخير حتى اسمه
وهنا صراع الحنين يغازل عواطفها بين ذكريات الطفولة والاشتياق للأهل الذين أساءت لهم ولم تدرك أنها أساءت إلا بعد زمن وبين حياتها ومسؤولياتها ...
هو درس لجيل بأكلمه حمل الحكمة والنصح بلغة جميلة وسرد ماتع
وكانت القراءات هنا رائعة ثرة ازدانت بالنص
بوركت شاعرتنا الرائعة
تحاياي

سعيد أبو حجر
31-10-2013, 09:00 PM
وهل هناك أروع من دقة قلب مراهقة تسير متعثرة الخطا ........ رائع زاهية كما عرفتك دائمًا لك قلم ينثر الدف حين يخط ..... لك مودتي

عبد السلام هلالي
31-10-2013, 10:40 PM
"تبني قصراً من رمال فتأتي موجة عابثة تهدم قصرها , وتعود إلى حضن البحر مسافرة بالذكريات عبر العباب.."
اقتبست هذه الجملة - و إن كان النص برمته جدير بالإقتباس- لما تحمله من عمق الدلالة ، و لأني أجد فيها مربط النص فهي القصد و المقصد.
قم قصورا بنيناها من وهم على أسس اقتناع واه ، ومعرفة مغلوطة، لتدمرها أمواج الحقيقة المنسابة عبر سنين عمرنا، أو أمواج الخيبة المتربصة في دروب الواقع.
هي حياة ، و هو عمر وهم أناس . كلهم يضيعون منا في غفلة منا ، نتنبه ، نفيق ، نندم ، نعترف ، و لكن لابد من الثمن . و الثمن أنهم لا يعودون.
نص فيه من الإبداع بقدر ما فيه من الدروس و العبر.
أصفق لهذا العمل القوي

زاهية
03-11-2013, 02:26 AM
لله ما أروعها من القصة

بحق أعجبتني كثيرا يا زاهية الروح

سلم قلمك وإبداعك

لك حبي وباقة ورد


سحر الليالي أختي الغالية
كم أشتاق لك ولأسماء
شكرا يا نسمةَ عطرٍ هبَّتْ
بأحلى الذكريات.
أختك
زاهية بنت البحر

ربيحة الرفاعي
23-12-2013, 09:01 PM
لحرفك نكهته المائزة بغلبة العام وثقلها في غائية النص شعرا كان أو نثرا

قص جميل هادف وعميق المحمول

دمت بخير

تحاياي

زاهية
26-12-2013, 08:08 AM
الحنين للماضي كطفل يلهو بأشياءنا القديمة فيجعل المتكدس في قاع الصندوق خارجه ... فيعود الحنين ونداعبه بأناملنا لتعود لنا ذكرياتنا ولكن لا نلبس ان نعيد ترتيب الامور فنضع كل شئ في مكانه لكي تسير سفينة الحياة في هدوء ...
تقديري وشكري لجمال ما قرأت
شكرا زاهية
رحمة الله على روحك ياعبلة، صدقت ويال وجع الذكريات.
اللهم ارحم أختنا عبلة محمد زقزوق رحمة واسعة.

خلود محمد جمعة
05-01-2014, 11:56 PM
كم من القرارات نتخذها ونحمل انفسنا قبل غيرها وبال العاقبة
وحين لا يجدي الندم نتعلم الدرس الأشد قسوة
حمل النتائج مهما كان ثقلها على اعناقنا وللأبد
راقني الحرف والسرد
دمت متجددة
مودتي وتقديري

زاهية
11-01-2014, 03:57 AM
اختي الغالية زاهية قلمك ياسرني في مشاهد ثلاث الشعر والقصة والنثر
وبقية المواضيع احاورك مرات واختلف معك مرة
قلمك جميل كما أعتدته

جزاك الله عني خير الجزاء أستاذي الكبير الصباح الخالدي
شكرا لك

ناديه محمد الجابي
09-05-2022, 11:49 AM
وبين اختيارات المراهقة والخروج من العائلة ـ ثم الندم والحزن
الذي يتبع هذا إلى نهاية العمر ـ تريد حلا يجمع بين أهل تفتقدهم
وزوج وأولاد لا تستطيع البعد عنهم.
لقلمك أسلوب جميل والقصة أكثر من رائعة لغة وأسلوبا وسردا ، ودرسا يحمل عبرة
دام إبداعك وتألقك.
:cup::003::cup: