تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس في استئناف القتل!



د. حسين علي محمد
13-11-2006, 09:51 AM
درس في استئناف القتل!

قصة قصيرة جدا، بقلم: حسين علي محمد
.........................................

حين خرجتُ من البيت ـ في الحادية عشرة صباحاً ـ لأدرس محاضرةً في النصوص العباسية لطالبات قسم اللغة العربية .. تركتُ القاضي في التلفاز يُقلبُ أوراق الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قضية «الدجيل» .. قبيل النطق بالحكم!
هذا القاضي الجهبذ .. الساهرُ على قضية العدالة.. لماذا أراه زائغ النظرات؟!!
تركتُ القناةَ مفتوحة .. وخرجت ..
المذيعُ في فضائية «الجزيرة» في قطر يُحاور ضيفاً قانونيا من القاهرة ويسأله: لماذا دافعَ عن صدّام، ويسأل ضيفاً قانونياً آخر من بيروت: هل أنت قلق على العدالة المفتقدة في المحكمة؟!! .. ويستبق الضيفُ الثاني الحكمَ وأصداءه بتوقع صدور حكم إعدام على صدّام!
القاضي زائغ البصر، والمذيع مع ضيفيه يتناوبان تقليبِ أوراقَ الحكم المنتظر، ومدى شرعية المحكمة التي قامت في ظل الاحتلال!
العسكري الأمريكي الأسودُ يضعُ فوهة كاتم الصوت على رأس القاضي .. ويعده بامتلاك حدائق بابل، ومبلغ محترم في مصرف سويسري .. وحراسة مستمرة طوال أربع وعشرين ساعة .. ومقبرةٍ لائقةٍ له بجانب تمثال الحرية في أمريكا العامرة!
حين خرجتُ من البيت.. وتركتُ القناة مفتوحة .. لم يكن القاضي قد حكم بعدُ على صدام حسين بالموت شنقاً!
لكنني حين عدتُ بعد ساعةٍ ونصف، كان القاضي قد أصدر حكمه ..
وجدتُ فوهةَ كاتم صوتِ العسكري الأمريكي .. قد ابتعدت عن رأس القاضي .. لتفسح مكاناً للغطٍ يترددُ من الخليج إلى المحيط، وتنقله الفضائيات العربية، وصداه يتردد في خرائب العراق:
ـ من أين تأتي (للقاضي وللموتى الذين انتصر لهم) الضربةُ القاتلة المقبلة؟!!

الرياض 6/11/2006م

عبلة محمد زقزوق
13-11-2006, 10:19 AM
من أين تأتي (للقاضي وللموتى الذين انتصر لهم) الضربةُ القاتلة المقبلة؟!!
سؤال إجابتة مرفقة
فالغش مسموح والغضب مرفوع
عنمن يظنون أن الله كليمهم .
فغدا لناظريه قريب
فأنتظرهم وأرتقب .
حسبنا الله ونعم الوكيل
تقديري لقصة تواكب الحدث وكل حدث ...
شكرا د. حسين علي محمد

رضا ابراهيم
13-11-2006, 02:01 PM
ومقبرةٍ لائقةٍ له بجانب تمثال الحرية في أمريكا العامرة!
كلنا ينتظر موته لنقرأ عليه كل الكتب المقدسة ...
ولكن ما فائدة الإنتظار في وطن
رفع الظلم شعارا...
واتخذ الدولار كبير الألهة ...
وطالب بعبوديته...
وانتصر للدجال..
وشرب دماء الأطفال...
أظن أن الإنتظار مل انتظارنا , والصمت صرخ واكلمتاه !!! لينطق صمتنا ,
لقد قرأت قصتك الحديثة القديمة التي لا يتغير فيها إلا الأبطال
فسلامي لحدث ننتظره وسلامي لأمل يلوح من بعيد عله يقترب.
وسلامي لقلمك يادكتور...

محمد سامي البوهي
13-11-2006, 05:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله

النص من نصوص الاحداث الجارية ، او من نصوص المناسبات ، ينقل لنا توتر ، وقهر ، وحنق ، وفرح ، وتذمر ، وظلم ، وحقد ، وخبث . ونهاية حتمية . سيحين الدور على القاضي يوما ما .

د. حسين علي محمد
13-11-2006, 06:11 PM
من أين تأتي (للقاضي وللموتى الذين انتصر لهم) الضربةُ القاتلة المقبلة؟!!
سؤال إجابتة مرفقة
فالغش مسموح والغضب مرفوع
عنمن يظنون أن الله كليمهم .
فغدا لناظريه قريب
فأنتظرهم وأرتقب .
حسبنا الله ونعم الوكيل
تقديري لقصة تواكب الحدث وكل حدث ...
شكرا د. حسين علي محمد

شكراً للأديبة الأستاذة عبلة محمد زقزوق على تعليقها الجميل، مع موداتي.

د. حسين علي محمد
13-11-2006, 06:13 PM
ومقبرةٍ لائقةٍ له بجانب تمثال الحرية في أمريكا العامرة!
كلنا ينتظر موته لنقرأ عليه كل الكتب المقدسة ...
ولكن ما فائدة الإنتظار في وطن
رفع الظلم شعارا...
واتخذ الدولار كبير الألهة ...
وطالب بعبوديته...
وانتصر للدجال..
وشرب دماء الأطفال...
أظن أن الإنتظار مل انتظارنا , والصمت صرخ واكلمتاه !!! لينطق صمتنا ,
لقد قرأت قصتك الحديثة القديمة التي لا يتغير فيها إلا الأبطال
فسلامي لحدث ننتظره وسلامي لأمل يلوح من بعيد عله يقترب.
وسلامي لقلمك يادكتور...

شكراً للأديب الأستاذ رضا إبراهيم على هذا التعليق الجميل، مع المودة والتقدير.

د. حسين علي محمد
13-11-2006, 06:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله
النص من نصوص الاحداث الجارية ، او من نصوص المناسبات ، ينقل لنا توتر ، وقهر ، وحنق ، وفرح ، وتذمر ، وظلم ، وحقد ، وخبث . ونهاية حتمية . سيحين الدور على القاضي يوما ما .

شكراً للأديب الأستاذ محمد سامي البوهي على هذا التعليق الجميل، مع التقدير لشخصه النبيل.

مجدي محمود جعفر
13-11-2006, 10:03 PM
شكرا للدكتور حسين الذي استطاع أن يعبر عن أعقد قضايا العصر وأكثرها جدلا بهذه الكثافة وفي لوحة قصصية من عدة أسطر بفنية عالية ، كنا نظن أن الشعر هو الأقرب إلى التعبير عن هذه الحالة الآنية بهذه السرعة أو المقالة ، ولكن القصة تتسارع لتعبر عن الحدث دون الوقوع في براثن المباشرة - وهي فيما أظن أسرع قصة - تلتقط هذا الحدث ، وتتناوله ، شكرا للدكتور حسين صاحب هذا السبق الفني في حدود علمي .

د. حسين علي محمد
13-11-2006, 11:30 PM
شكراً للأديب الأستاذ مجدي محمود حعفر على تعليقه الجميل، مع تحياتي وموداتي.