د.أحمد محمد كنعان
13-11-2006, 09:21 PM
( في ليلة شوق ، وبعد عشرين عاماً من الغربة تدفقت المشاعر شلال حب ..لعروس العروبة .. الشام )
شـــَــآم
آتٍ إليــكِ .. شــَــآمي .. فاتـْرُكي العَتَبـــا=ولا تلـومي .. فهذا الدمعُ قــد سُكـبــا
شــــآمُ .. حبـُّـكِ فوقَ الظَّنِّ .. فاتَّئــِــدي=مهما العـَذولُ علينــا نـَـمَّ أو كَـذَبـا
فمــا تركتــُـكِ عـــــن ســـــلـوى ولا مللٍ=ولا رحلتُ أريـــدُ المــــــاسَ والذَّهبــا
لكـــنْ .. رحلتُ لغايــات ٍ أريـــدُ بهــا=هـامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبـا
وكنـتِ في الحِلِّ والتـرحــالِ .. سيـّدتـــي=نجمَ الطريقِ .. إذا نـجمُ الطريــقِ خبـــا
وكنتِ .. سيدتـي .. أُمـِّي .. وكنـتِ أبـي=علـى ذراعـــِـــكِ أنسـى الهَمَّ والتعبـــا
وكان حبــُّــكِ .. حينَ البعـــدُ جرَّحَنـــي=نبضــاً لقلبـي .. وكان الدَّمَّ والعصبــــا
وكان حبـــُّــكِ يذرونـــــــــي .. ويزرعنـي=فـُلاً إذا شــاءَ .. أو نِسْـــريـنَ إنْ رَغِبــا
**
شـــــآمُ .. أنـتِ هــَـــوى روحي وملهمتـي=لا تحفلي بعذولٍ جــــاءَ .. أو ذهـبــَـــا
إذا الوشــــاةُ بذِكــْــرِ الشـامِ قــد هَمَســوا=جُنَّ الحنينُ .. وهَــبَّ القلبُ واضطـربـــا
وكــَمْ سَلَتْني بـُـــــدورٌ كنــتُ أعشـَـــقُهـا=وَظَلَّ بـَدْرُكِ .. يا سلوايَ .. مــا غَـرَبـــــــا
**
قلبــي علـى حُرَقِ الأشــــــــــــواق ملتهبٌ=مـُدِّي يديـــــكِ .. ولا تبقيـــــهِ ملتهبــا !
أخَـــــادِعُ النـــَّـــــومَ علــــّي أن أراكِ إذا=نــامَ الخَلِيُّ .. وفـــاضَ الجفنُ .. وانتحَبــا
وألمحُ الشـــَّــوقَ فـي عينيــــكِ يهمـسُ لـي=فَـدَيْتُ همـسَـكِ .. صدقــــاً كان أمْ كَذِبــــا
لا .. ليـس تكـذبُ عينـــــــاكِ التي سَلبَتْ=منــِّي الفــؤادَ .. ومـا أحــلاهُ مُسـْتَـلَبـــا !
شـآمُ .. مـا عـادَ لـي بالأهـــلِ مـــن سـببٍ=جُــودي علـيَّ .. وكونـــي ذلـك الـسَّـبَبــا
وواعديني علـى الأنســــامِ مــن بــــَـــرَدى=أن لا تروحَ مواعيـــدُ الهــَـوى سـَــرَبـــــا
واْسـتعجلي الدَّهـْـــرَ يلقـانــــا علـى فَنـَنٍ=فــي الغوطتـيـنِ نُنــاجي التِّينَ والعنبـــــــا
ونشربُ المــاءَ شــهــداً مــن صَبــا بَــرَدَى=يــا طِيبـَهُ بــَـرَدَى شـهــداً إذا شـُـرِبـــــا
**
بـاللـهِ .. يـــا بَـــرَدى .. باللهِ تُرْجِعـــُــهُ=عهدَ الشــَّــآمِ .. فـإنَّ القلبَ قــد تَعِبـــــا
عشرونَ مَــرَّتْ .. وأزهــــار المنى ذَبُلَــتْ=فــي مقلتيَّ .. وزيـتُ العمـــرِ قــد نَضَبـــا
دعنـي أبـــوحُ بمــــا ألقــــاهُ مـــن شَجَنٍ=دعني أرددُ مـوَّالي الـــــذي اغتربـــــــــا
غَنَّيتُـهـا العمــــرَ مـُــوالاً يطيـــــــــبُ إذا=مــن رمشــها هـَـلَّ .. أو في ثغـرِهـا طَرِبــا
خذنـــي إليــها .. فـإن الســُّـهْدَ أرَّقـنــي=فـي البعــدِ عنــها.. أناجي البدرَ مُرْتَقِبــا
أَنْ يُســــــعِفَ اللهُ باللُّقيـــا إذا انصـرمـَـتْ=سـُـــودُ الليـالي .. وجاءَ الفجرُ مُنسَـكِبـــا
**
لــي فـــي رُبــاهـــا طُيوفٌ كَـمْ أحِنُّ لـهــا=أسْـكَنْتـُها العينَ والأحـداقَ والـهـُدُبـــــــــا
بـالأمــسِ كانت .. وكُنــَّـا فــي مرابعِهــــا=نـُـرَدِّدُ الشـوقَ شـَـدْواً .. والهـَوى كُتُبــــــا
نسـتمطرُ الفــُـلَّ عِطــراً فـــي أزقَّتـِهـــــــا=ومــــن مدامعِهـا .. نسـتمطرُ السُّــحُبــــــا
واليومَ بنـَّـا .. وبـانَـتْ عـــن نـواظـرنــــــا=وفي الحنايـــا جدارُ البَيــْنِ قــد ضُـرِبـــــا
وقد حَلـَفْتُ لـــهـا : لا نفتـرقْ .. أبــــــداً=ومــا علمْتُ بظَهــرِ الغيبِ مــــا كُتِبــــــــا
ودَّعتُهــا بمســـــاءٍ دمـعـــــُــــهُ عَبـــِـــقٌ=فَيـــا لقلبي وجَفْني كم لـهـا سَــكَبــــــــا
كأنَّمـا كانَ لُقيانـــــا صــــَـــدى حُـلـــُـــمٍ=يا ويحَ نفسـيَ .. كيـفَ الحلـمُ قـد هَرَبــا !
**
شــآمُ .. صبــراً .. فــــإنَّ الصـبـرَ مُفْتـَـرَجٌ=والقلبُ .. عنــــدكِ .. مهمـا ظَلَّ مغتربــــا
فأشْـرِعي البـــاب للُّقـْيـــــا إذا أذِنـــــَــتْ=كــَفُّ القَديـــرِ .. وراحَ الحـزنُ واحتجبــا
وقـرِّبينــي إلـى عينيـــــكِ ألثـُمُـهــــــــــا=وانْ ي الملامَ بعيــــداً .. واتركـي العَتَبــَــا
وإنْ أردتِ .. فلومي .. واعتبي .. فأنــــــا=مـِنْ أجلِ عينــِـكِ أهــوى اللــَّومَ والعَتَبــَــا
**
د.أحمد محمد كنعان
شـــَــآم
آتٍ إليــكِ .. شــَــآمي .. فاتـْرُكي العَتَبـــا=ولا تلـومي .. فهذا الدمعُ قــد سُكـبــا
شــــآمُ .. حبـُّـكِ فوقَ الظَّنِّ .. فاتَّئــِــدي=مهما العـَذولُ علينــا نـَـمَّ أو كَـذَبـا
فمــا تركتــُـكِ عـــــن ســـــلـوى ولا مللٍ=ولا رحلتُ أريـــدُ المــــــاسَ والذَّهبــا
لكـــنْ .. رحلتُ لغايــات ٍ أريـــدُ بهــا=هـامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبـا
وكنـتِ في الحِلِّ والتـرحــالِ .. سيـّدتـــي=نجمَ الطريقِ .. إذا نـجمُ الطريــقِ خبـــا
وكنتِ .. سيدتـي .. أُمـِّي .. وكنـتِ أبـي=علـى ذراعـــِـــكِ أنسـى الهَمَّ والتعبـــا
وكان حبــُّــكِ .. حينَ البعـــدُ جرَّحَنـــي=نبضــاً لقلبـي .. وكان الدَّمَّ والعصبــــا
وكان حبـــُّــكِ يذرونـــــــــي .. ويزرعنـي=فـُلاً إذا شــاءَ .. أو نِسْـــريـنَ إنْ رَغِبــا
**
شـــــآمُ .. أنـتِ هــَـــوى روحي وملهمتـي=لا تحفلي بعذولٍ جــــاءَ .. أو ذهـبــَـــا
إذا الوشــــاةُ بذِكــْــرِ الشـامِ قــد هَمَســوا=جُنَّ الحنينُ .. وهَــبَّ القلبُ واضطـربـــا
وكــَمْ سَلَتْني بـُـــــدورٌ كنــتُ أعشـَـــقُهـا=وَظَلَّ بـَدْرُكِ .. يا سلوايَ .. مــا غَـرَبـــــــا
**
قلبــي علـى حُرَقِ الأشــــــــــــواق ملتهبٌ=مـُدِّي يديـــــكِ .. ولا تبقيـــــهِ ملتهبــا !
أخَـــــادِعُ النـــَّـــــومَ علــــّي أن أراكِ إذا=نــامَ الخَلِيُّ .. وفـــاضَ الجفنُ .. وانتحَبــا
وألمحُ الشـــَّــوقَ فـي عينيــــكِ يهمـسُ لـي=فَـدَيْتُ همـسَـكِ .. صدقــــاً كان أمْ كَذِبــــا
لا .. ليـس تكـذبُ عينـــــــاكِ التي سَلبَتْ=منــِّي الفــؤادَ .. ومـا أحــلاهُ مُسـْتَـلَبـــا !
شـآمُ .. مـا عـادَ لـي بالأهـــلِ مـــن سـببٍ=جُــودي علـيَّ .. وكونـــي ذلـك الـسَّـبَبــا
وواعديني علـى الأنســــامِ مــن بــــَـــرَدى=أن لا تروحَ مواعيـــدُ الهــَـوى سـَــرَبـــــا
واْسـتعجلي الدَّهـْـــرَ يلقـانــــا علـى فَنـَنٍ=فــي الغوطتـيـنِ نُنــاجي التِّينَ والعنبـــــــا
ونشربُ المــاءَ شــهــداً مــن صَبــا بَــرَدَى=يــا طِيبـَهُ بــَـرَدَى شـهــداً إذا شـُـرِبـــــا
**
بـاللـهِ .. يـــا بَـــرَدى .. باللهِ تُرْجِعـــُــهُ=عهدَ الشــَّــآمِ .. فـإنَّ القلبَ قــد تَعِبـــــا
عشرونَ مَــرَّتْ .. وأزهــــار المنى ذَبُلَــتْ=فــي مقلتيَّ .. وزيـتُ العمـــرِ قــد نَضَبـــا
دعنـي أبـــوحُ بمــــا ألقــــاهُ مـــن شَجَنٍ=دعني أرددُ مـوَّالي الـــــذي اغتربـــــــــا
غَنَّيتُـهـا العمــــرَ مـُــوالاً يطيـــــــــبُ إذا=مــن رمشــها هـَـلَّ .. أو في ثغـرِهـا طَرِبــا
خذنـــي إليــها .. فـإن الســُّـهْدَ أرَّقـنــي=فـي البعــدِ عنــها.. أناجي البدرَ مُرْتَقِبــا
أَنْ يُســــــعِفَ اللهُ باللُّقيـــا إذا انصـرمـَـتْ=سـُـــودُ الليـالي .. وجاءَ الفجرُ مُنسَـكِبـــا
**
لــي فـــي رُبــاهـــا طُيوفٌ كَـمْ أحِنُّ لـهــا=أسْـكَنْتـُها العينَ والأحـداقَ والـهـُدُبـــــــــا
بـالأمــسِ كانت .. وكُنــَّـا فــي مرابعِهــــا=نـُـرَدِّدُ الشـوقَ شـَـدْواً .. والهـَوى كُتُبــــــا
نسـتمطرُ الفــُـلَّ عِطــراً فـــي أزقَّتـِهـــــــا=ومــــن مدامعِهـا .. نسـتمطرُ السُّــحُبــــــا
واليومَ بنـَّـا .. وبـانَـتْ عـــن نـواظـرنــــــا=وفي الحنايـــا جدارُ البَيــْنِ قــد ضُـرِبـــــا
وقد حَلـَفْتُ لـــهـا : لا نفتـرقْ .. أبــــــداً=ومــا علمْتُ بظَهــرِ الغيبِ مــــا كُتِبــــــــا
ودَّعتُهــا بمســـــاءٍ دمـعـــــُــــهُ عَبـــِـــقٌ=فَيـــا لقلبي وجَفْني كم لـهـا سَــكَبــــــــا
كأنَّمـا كانَ لُقيانـــــا صــــَـــدى حُـلـــُـــمٍ=يا ويحَ نفسـيَ .. كيـفَ الحلـمُ قـد هَرَبــا !
**
شــآمُ .. صبــراً .. فــــإنَّ الصـبـرَ مُفْتـَـرَجٌ=والقلبُ .. عنــــدكِ .. مهمـا ظَلَّ مغتربــــا
فأشْـرِعي البـــاب للُّقـْيـــــا إذا أذِنـــــَــتْ=كــَفُّ القَديـــرِ .. وراحَ الحـزنُ واحتجبــا
وقـرِّبينــي إلـى عينيـــــكِ ألثـُمُـهــــــــــا=وانْ ي الملامَ بعيــــداً .. واتركـي العَتَبــَــا
وإنْ أردتِ .. فلومي .. واعتبي .. فأنــــــا=مـِنْ أجلِ عينــِـكِ أهــوى اللــَّومَ والعَتَبــَــا
**
د.أحمد محمد كنعان