المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثور العجوز، قصة شعرية للأطفال



د. حسين علي محمد
13-11-2006, 09:39 PM
الثور العجوز


قصة شعرية للأطفال، بقلم: د. حسين علي محمد
..................................................

كانً السلطانُ حبيبَ الشعبْ
يفتحُ بابَهْ
في كلِّ صباحٍ للفقراءْ
كيْ يسمعَ شكوى كلِّ ضعيفٍ مظلومٍ منهمْ
ولينصِفَهمْ
لمْ يُنشِئْ قصْراً فخْماً يجلسُ فيهْ
لمْ يجعلْ أسواراً عاليةً
تحجبُ صوْتَ الشعبَ الهادرَ عنْه
لمْ يجعلْ بينَ الحاكمِ والمحكومِ وسيطاً
بلْ علَّقَ جرساً ضخماً
تتدلَّى منهُ حِبالْ
لوْ أحدُ الأفرادِ أرادْ
أنْ يلْقى السُّلطانْ
دقَّ الجرسَ وقابَلَهُ في الحالْ
***
في يومٍ دَقَّ الجرسُ،
ولمَّا خرَجَ الحُرَّاسْ
وجدوا ثوْراً أضناهُ المرضُ على البابْ
يتهالكُ في إعياءْ
حاولَ أن يدخُلْ
لكنَّ الحرَّاسَ تَصَدَّوْا لهْ
وقفوا في وجْهِهْ

نظرَ السُّلطانُ من الشُّرفهْ
وجدَ الثَّورَ ووجدَ الحرَّاسَ يصدُّونَهْ
خرجَ السلطانُ إلى البابْ
يسألُ حاجبَهُ عثمانْ
عنْ سببِ مجيءِ الثَّوْرِ إليْهْ
***
قالَ الحاجبُ: يا موْلانا السُّلطانْ
هذا الثورُ ضعيفٌ
ذَهَبَتْ صحتُهُ
خارتْ قوتُهُ
وتحيَّر عُثمانُ لبُرههْ
ثمَّ أضافْ:
هذا الحيوانْ
يطلبُ منكَ الرَّحمةَ والإنصافْ!
كانَ صغيراً
لمّا جاءَ إليْكَ من السوقْ
لحظيرتِكَ العامرةِ، وأخذَ يُشلركُ في أعمالِ الحقلْ
عملَ كثيراَ عندكَ حتى أضنتْهُ الأيامْ
لكنَّ كبير الخدمِ، وأعني "محروساً" ذا القلبِ الصَّخريّْ
يطردُهُ اليومْ
ليهيمَ على وجههْ!
***
ابتسَمَ السُّلطانُ وقالَ لعُثمانْ:
أنتَ أمينٌ وشُجاعْ
لمْ تخدعْني بالأقوالِ البرَّاقَهْ
أحضِرْ لي محروسا
***
في الحالْ
حضرَ كبيرُ الخدمِ أمامَ السُّلطانْ
ـ هلْ هذا الثورُ لنا؟
قال كبيرُ الخدمِ: نعمْ
لكنْ يا موْلايْ
أصبحَ لا يقدرُ أنْ يفعلَ شيئاً فطردْتُهْ
وهنا، لم يصبرْ عثمانُ الحاجبْ
قالَ: اسمحْ لي يا موْلايَ السُّلطانْ
أنْ أسألَ محروسا:
اصدُقْني يا محروسْ
هلْ لوْ مرِضَتْ زوجُكْ
أو أحدُ الأطفالْ
تطردُهُ من بيتِكْ؟
وأجابَ كبيرُ الخدمِ لتوِّهْ:
لا .. يا عثمانْ
كيف بربكَ أطردُ فرداً من أفرادِ الأُسرهْ؟
فأجاب الحاجبُ: يا محروسْ
هذا العملُ الأحمقُ لا يُرضي مولانا السلطانْ
لا يحسُنُ أن تطردَ هذا الثَّورْ
قدْ خَدَمَكَ طولَ العُمْرْ
والآنْ ..
وَجَبَ عليكَ الشُّكْرْ
هلْ نغدرُ بالحيوانْ؟
ضحك السُّلطانُ، وقالْ:
هذا قولٌ طيِّبْ
والآنْ ..
خُذْ ثورَكَ يا محروسُ، وإيَّاكْ
أنْ تتركَهُ في الطُّرقاتْ
يبحثُ عنْ مأْوى أوْ مأْكَلْ
هذا الثورُ ضعيفْ
لا يُمكنُهُ أن يتكلَّمَ ويُدافعَ عنْ نفسِهْ
هلْ تسمعُ ما قلتْ؟
***
أخذَ الرَّجلُ الثورَ وعادْ
لحظيرتِهِ
صوتُ السلطانِ يرنُّ بأُذنيْ محروسْ:
يا محروسُ تعلَّمْ أن تحترمَ الطَّاعنَ في السنّْ
وتُوفِّرُ سُبُلَ الراحةِ لهْ
وخصوصاً لوْ كانَ من الحيوانِ الأعجمْ
لا يعرِفُ أنْ يتكلَّمْ
كمْ من جاهلْ
نُبصرُهُ يضرب تلك الحيواناتِ بلا رحمهْ
معْ أنَّ الحيوان َ يؤدِّي أعمالاً صعبهْ
لا يطْلُبُ أُجْرَهْ
لوْ نَطَقَ لكشَفَ لنا
ظلمَ الإنسانِ وشَرَّهْ

سارة محمد الهاملي
17-11-2006, 08:25 AM
قصة شعرية أخرى جميلة منك د. حسين علي محمد
أعجبتني الفكرة هنا أيضاً، تمنيت لو كنت أستطيع الرسم حتى أرسم صوراً مناسبة لهذه القصة.
تقبل كل التقدير والاحترام.

نهير محمد عبد الله الشيخ
17-11-2006, 11:17 AM
د. حسين
برعت فى كل الوان الأدب
هنيئا للأطفال بقلمك المفيد
قصة سلسة واسلوب حوار شيق وهدف نبيل تعلمه اطفالنا
ممتنة أنا - اعجبت ابنى ولكنه صغير لا يقدر على المشاركة والتعبيرى عن رأيه
ولكنه تفاعل بالرفض وانفعل جدا لطرد الثور
هكذا تكتب لتشكل وجدان الأطفال وأخلاقياتهم
تحيتى

د. حسين علي محمد
17-11-2006, 12:12 PM
قصة شعرية أخرى جميلة منك د. حسين علي محمد
أعجبتني الفكرة هنا أيضاً، تمنيت لو كنت أستطيع الرسم حتى أرسم صوراً مناسبة لهذه القصة.
تقبل كل التقدير والاحترام.

شكراً للأديبة الأستاذة سارة محمد الهاملي، على هذا التعليق الجميل على القصة الشعرية "الثور العجوز"، مع تحياتي وموداتي

د. حسين علي محمد
17-11-2006, 12:14 PM
د. حسين
برعت فى كل الوان الأدب
هنيئا للأطفال بقلمك المفيد
قصة سلسة واسلوب حوار شيق وهدف نبيل تعلمه اطفالنا
ممتنة أنا - اعجبت ابنى ولكنه صغير لا يقدر على المشاركة والتعبيرى عن رأيه
ولكنه تفاعل بالرفض وانفعل جدا لطرد الثور
هكذا تكتب لتشكل وجدان الأطفال وأخلاقياتهم
تحيتى

شكراً للأديبة الأستاذة نهير محمد عبد الله الشيخ على هذا التعليق الجميل على القصة الشعرية "الثور العجوز"، مع التحية والتقدير.

أمل السعيد
30-11-2006, 11:27 PM
حلوة كتير
وفقكم الله

د. حسين علي محمد
01-12-2006, 08:44 AM
حلوة كتير
وفقكم الله
شكراً للأديبة الأستاذة
أمل السعيد
على تعليقها على النص،
مع موداتي.

إكرامي قورة
26-01-2007, 03:43 PM
حكي وشعر و حكمة

جذابة ورقيقة ومفيدة

سلمت يا دكتور حسين

فما حط قلمك في وادٍ إلا وتطاولت في سمائه شجرات الإبداع

تقديري

د. حسين علي محمد
28-01-2007, 09:35 AM
شكراً للشاعر الجميل
الدكتور إكرامي قورة
على تعليقه،
مع موداتي.

براءة الجودي
11-05-2013, 11:23 PM
لك تقديري على هذه القصة الشعرية الرائعة التي لو عنيت بها أكر وكتبتها بعمق أكثر لكانت أروع من رائعة خصوصا أن فكرتها إنسانية , مؤثرة , يدمع إحساسنا عند قراءتها
تعلم الصغير والكبير الوفاء وعدم نكران الجميل والجحود , توقظ الضمائر وتصهر القلوب الجامدة
وهذا قد نسقطه على جحود فضل الوالدين , وقد تتعلق هذه القص بمعنى البر وتشمل أنواعه بشكل عام
بارك الله بك

ربيحة الرفاعي
14-05-2013, 01:08 AM
قصة بموضوعها رائعة، ولو كتبت نثرا منسابا لكانت أقرب للأطفال
لكني وجدت شعرية البناء تجعلها صعبة على استقبالهم

دمت بخير

تحاياي

فاتن دراوشة
31-05-2013, 05:18 PM
قصّة بهيّة العبرة جميلة المضمون

وزادها الأسلوب الشعريّ جمالا

دمت بودّ أخي

سلوى سعد
07-06-2013, 07:13 PM
قصة جميلة وممتعة
شكرا لك على هذه القصة

ناديه محمد الجابي
23-09-2017, 06:49 PM
قصة شعرية جميلة ـ هنيئا للأطفال بها
نص شعري مبهر وحروف من نور
بهية الجرس والحس أبدعت في صياغتها
لك كل تقدير وإعجاب.
:nj::0014:

أسيل أحمد
22-04-2021, 06:08 PM
قصة شعرية بمضمون جميل ـ صورتها بمقدرة فنية تصوير بارع
وقدمت للأطفال مساحة إنسانية للتأمل والإعتبار
شكرا على جمال النص وعذوبة حرفه وجرسه ومحموله الطريف.
تحياتي.