مشاهدة النسخة كاملة : ليل آخر!
د. حسين علي محمد
14-11-2006, 09:28 PM
ليل آخر!
قصة قصيرة جدا، بقلم: د. حسين علي محمد
............................................
كما يقراُ الموتُ الخريفَ المُصفِّدا
كدتُ أكتبُ ـ يا نجوى ـ قصيدةً مهداة إلى الشاعر عبد الله البردوني، وهذا مطلعها المأمول .. لكني توقفتُ بعد هذا الشطر!
لماذا تموت أحلام كثيرة قبل أن تولد؟!
الطريق إلى صنعاء مازالت طويلةً!
وقد استسلمت سفن الموتى المنهكة، مساءً للقرصان العجوز، الذي وقفَ ـ غبيا ـ كالعادةِ، عند قرية «الكميم» معصوبَ الرأس، يغسل موجَ الشاطئ في السد! .. ولا يني يتعذب من غياب أفقِ الوحدةِ اليمنية المؤجلة ... ويعد الجثث الملقاةَ على ثبجِ الرملِِ تباعاً: واحدةً ..، ثنتيْنِ، ثلاثاً، ... خمسينْ!
...
هذا ليلٌ آخر يا نجوى!
أفرُّ فيه من حصار القصيدة، فلا أجد فيه إلا وجهك القمري الذي يمنح للوجود معنى!
الظلامُ يُحاصرنا قبل أن نصلَ إلى «معبر»!
ما هذا الظلام الجامح .. الذي يُهاجمنا من كل جانب، ويكاد يخفي أيَّ أثرٍ للسيارة المتأرجحة على الطريق الرملي الضيق بين الجبال الوعرة؟!!
ليلٌ آخرُ يأتي إليَّ مكسوراً، وجريحاً، وأنا وحدي أتأملُ في سفن الرملِ، والمراكب الشمسيةُ لا تُطفئ سراجك الباهتَ، وتحملُ نصلََ الليل، لتقتلَ منْ تجدُهُ يُحدق قي ضوء القمر، محدثاً نفسه بوحدةٍ محتملة.
الحديدة 24/1/1986م.
سحر الليالي
15-11-2006, 12:13 AM
أستاذ حسين:
سلم قلمك ودام ابداعك
تقبل خالص إحترامي وتقديري وباقة ورد
د. حسين علي محمد
16-11-2006, 10:12 PM
أستاذ حسين:
سلم قلمك ودام ابداعك
تقبل خالص إحترامي وتقديري وباقة ورد
شكراً للأديبة الأستاذة سحر الليالي .. على تعليقها الجميل على هذه القصة، مع تحياتي وموداتي.
وفاء شوكت خضر
17-11-2006, 01:07 AM
د. حسين علي محمد ..
ليل آخر ..
يأتي ، ولا زال حصار القصيدة ، ولا زلت الوحدة الوطنية تتأرجح على قافيتها فلا أنجزت القصيدة ولا توحدت اليمن .
مأساة عربية أخرى في سجل التاريخ العربي المحاصر أيضا ، ونصال الليل تقتل من يحاول أن يختلس النظر للقمر .
محادثة النفس ، وبث الشكوى والألم ، وحلم مجهض .
تحياتي .
د. حسين علي محمد
17-11-2006, 12:22 PM
د. حسين علي محمد ..
ليل آخر ..
يأتي ، ولا زال حصار القصيدة ، ولا زلت الوحدة الوطنية تتأرجح على قافيتها فلا أنجزت القصيدة ولا توحدت اليمن .
مأساة عربية أخرى في سجل التاريخ العربي المحاصر أيضا ، ونصال الليل تقتل من يحاول أن يختلس النظر للقمر .
محادثة النفس ، وبث الشكوى والألم ، وحلم مجهض .
تحياتي .
شكراً للأديبة الأستاذة وفاء شوكت خضر على قراءة هذا النص، ثم كتابة هذا التعليق المعبر الجميل.
خليل حلاوجي
18-11-2006, 01:07 PM
حدثنا أنفسنا
عن وحدة محتملة
بين أقطار مشاعرنا
واتحت اليمن .... وشاعرنا ومشاعرنا .... لم تزل في متاهة تتأرجح
ليتها تتحد ... أرواحنا
فننجو .... أجمعين
\
قصة مؤثرة
بالغة .... الروعة
مجدي محمود جعفر
18-11-2006, 05:05 PM
عندما ينكسر الحلم الوطني ينكسر قلم الشاعر ، والشاعر بطل النص المغترب في اليمن لا يستطيع أن يُكمل بيتا من قصيدته ، ويكتب شطرا واحدا من البيت ويظل الشطر الثاني مؤجلا ، وكيف يستطيع أن يكتب الشطر الثاني وشطري اليمن منفصلين ، ولن يلتئم الشطرين في القصيدة إلا إذا توحد شطري اليمن ، إنها العلاقة الحميمة بين البيت والبيت ، بيت القصيدة والبيت اليمني ، والعلاقة بين وحدة القصيدة ووحدة اليمن ، وهي أيضا العلاقة بين الشاعر والسياسة ، والتأثير والتأثر ، وتظل نجوى قطرة الضوء في النص وعندها يفضفض الشاعر ويغني وهي الحلم والأمل ، هي التي يحاول أن يقيم عندها سلامه النفسي وتقيه عثرات الواقع وقسوته هي المتخيل الذي يمتص عذاباته ، هي الجنة المفقودة على الأرض ويبحث عنها الشاعر المعذب ، هي نصا جميلا عذبا رقيقا داخل نص قاس ومتشظ يعبر عن واقع عربي متشرذم ، إنها - أي نجوى - الحلم داخل الكابوس ، شكرا للدكتور حسين على هذا النص الرائع
د. حسين علي محمد
19-11-2006, 05:50 PM
عندما ينكسر الحلم الوطني ينكسر قلم الشاعر ، والشاعر بطل النص المغترب في اليمن لا يستطيع أن يُكمل بيتا من قصيدته ، ويكتب شطرا واحدا من البيت ويظل الشطر الثاني مؤجلا ، وكيف يستطيع أن يكتب الشطر الثاني وشطري اليمن منفصلين ، ولن يلتئم الشطرين في القصيدة إلا إذا توحد شطري اليمن ، إنها العلاقة الحميمة بين البيت والبيت ، بيت القصيدة والبيت اليمني ، والعلاقة بين وحدة القصيدة ووحدة اليمن ، وهي أيضا العلاقة بين الشاعر والسياسة ، والتأثير والتأثر ، وتظل نجوى قطرة الضوء في النص وعندها يفضفض الشاعر ويغني وهي الحلم والأمل ، هي التي يحاول أن يقيم عندها سلامه النفسي وتقيه عثرات الواقع وقسوته هي المتخيل الذي يمتص عذاباته ، هي الجنة المفقودة على الأرض ويبحث عنها الشاعر المعذب ، هي نصا جميلا عذبا رقيقا داخل نص قاس ومتشظ يعبر عن واقع عربي متشرذم ، إنها - أي نجوى - الحلم داخل الكابوس ، شكرا للدكتور حسين على هذا النص الرائع
شكراً للأديب والناقد الكبير الأستاذ
مجدي محمود جعفر.
كتاباتك دائماً تُثري النصوص، وتكشف عن أجزاء مجهولة منها.
تحياتي أيها الصديق المحب، يا صاحب النصوص القصصية الجميلة، والإبداع النقدي المتفوق.
مع تحياتي.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir