مشاهدة النسخة كاملة : على طريق العودة - دعوة للحوار
د. عمر جلال الدين هزاع
15-11-2006, 01:27 AM
على طريق العودة لزمان مضى
السلام عليكم إخوة الإيمان
نستفتح بالذي هو خير ونصلي على خاتم الأنبياء
ونحمد الله كثيراً أننا مسلمون
أما بعد
فيا أحبة
نعم الأمة التي ذكرها الله في محكم تنزيله تلك التي دان لها الغرب والشرق بالعدل والأمان
والتجديد والسعي للعلم والنجاح
( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .. آل عمران
فبم امتازت تلك الأمة ؟؟
1- ( تأمرون بالمعروف )
2- ( وتنهون عن المنكر )
3- ( و تؤمنون بالله )
في تلك الثلاثة حد الكفاية لكي تكون الأمة خير أمة
وعلى طريق العودة إليها
لابد من هذا الثالوث ..
فما هو مفهوم كل منها في هذا الزمان
وكيف يمكننا تحقيقه كنتيجة إيجابية لجهد نسعى من ورائه لتميز هذه الأمة ؟؟
هذا ما أنتظره منكم وفق رؤاكم لمتغيرات هذا الزمان ..
والأهم
هل تغير مفهوم ذلك الثالوث في زمن الصحابة وبدء نشر الدعوة
عنه في أيامنا ؟؟
هنا دعوة للحوار
نرسخ بها حقائق باتت في طي النسيان
وننفض بها الغبار عن وجدان أمة تتوق لما حباها الله من مجد وسؤدد ..
فهلموا يا رعاكم الله
وعلى بركة الله ..
نهير محمد عبد الله الشيخ
15-11-2006, 10:09 AM
والتجديد والسعي للعلم والنجاح
( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .. آل عمران
فبم امتازت تلك الأمة ؟؟
1- ( تأمرون بالمعروف )
2- ( وتنهون عن المنكر )
3- ( و تؤمنون بالله )
هل تغير مفهوم ذلك الثالوث في زمن الصحابة وبدء نشر الدعوة عنه في أيامنا ؟؟
طرح موفق وهام جدا
انتظر مداخلاتى ايها الطيب
د. عمر جلال الدين هزاع
16-11-2006, 01:31 AM
مرحباً بك في هذه الدعوة
وأنا بالانتظار
تحيتي
نهير محمد عبد الله الشيخ
16-11-2006, 01:03 PM
السلام عليكم
شكرا على المتابعة د. عمر ، فما اجمل ا التحاور مع العلماء الأفاضل
سأقوم بطريقة علمية هنا بمقارنة الأصل او المفروض مقابل الواقع ومن ثم أسعى لأكتشاف الفرو قات أو مدى الانحراف ونضع سويا خطة لسد الفجوة بين المفروض والواقع
وهذا سيكون منهجنا ان شاء الله يوفقنا انا وانت فى تحقيق المراد من هذا الموضوع الهام جدا
أولا نحدد المفروض أو الأصل:
لماذا كنا خير امة أخرجت للناس ؟ ما الذي أدى الى توصيفنا بهذه الخيرية ؟
ما هي مقومات هذه الخيرية،و هل امتنا اليوم بهذا المنظر الذي تعيشه هو وصف حقيقي أو مكانة خير امة ؟
إن امتنا خيريتها تنبع من منهجها وشرعها باعتبار أصل شريعتها
اما باعتبار واقعها فهى ادنى الامم منزل والله ، وما ذلك لأن الله اخلف وعده ( حاشا لله ) ولكن لان ذلك الواقع الذى نعيشه ليس هو الواقع الذى اراده الله منا ليست هى الحياة التي أرادها الله أن نعيشه . هناك حقيقة على كل مسلم أن يعرفها وان يستوعبها جيدا
إن الله تعالى لا يدافع عن المسلمين لمجرد أنهم تسموا بهذا الاسم أو لأنهم أعلنوا بألسنتهم أنهم مسلمين ، إنما يدافع الله عن المؤمنين عندما يعيشوا منهج الاسلام فى حياتهم ويكونوا بحق مسلمين لله
قل إن صلاتي ونسكى ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا اول المسلمين .. وقال الله : انما يدافع الله عن الذين آمنوا والذين هم يتقون .
ان الله تعالى لا يحابى احد ولا يدافع عن احد الا ان كان على منهجه وشريعته
فقد قالها الله لنا مرار وافهمنا ان اليهود قالوا انهم ابناء الله واحباؤه قال لهم الله فلم يعذبكم اذن !
و يبقى التساؤل ما العمل ؟ هذا الواقع المؤلم الذى تعيشه امتنا وهذا التيه الذى تتخبط فيه ، الا من سبيل نخرجها منه ونعيد للأمة مجدها فتسود الامم وتقودها ؟
هذة الخيرية التى اتصفت بها والسمات التى تفردت بها لابد ان نعيدها لها حتى تستحق الريادة وقيادة العالم اجمع .
والذى ينظر الى كتاب الله وفى سنة النبى سيرى ان الامة تميزت بست خصال كانت سببا فى ان تكون بحق خير امه
1. انها امة صحيحة العقيدة
2. تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر و تجاهد فى سبيل الله
3. تستقيم على منهج الرسول
4. تقوم على العدل
5. تقوم على تزكية النفوس وتقويم الأخلاق
6. تقوم على البذل والتضحية
نأخذها واحده واحدة معا ، ونتعرف ما كان يتم في كل نقطة لنفهما ونقارن بعدها الوضع الراهن .
1.صحيحة العقيدة
أمة تقوم على التوحيد ونبذ الشرك كما علمنا الله على لسان انبياءه ورسله
" فارسلنا فيهم رسولا منهم ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره افلا تتقون " المؤمنون 32
ان توحد الله وان تجعل العقيدة الصحيحة هى فصل الامر وهى معيار الاختلاف والمقياس الذى يحدد الولاء والبراء . قال الله تعالى :
" قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون " آل عمران 64
فان تولوا عن الإيمان بهذا التوحيد فقولوا بأنا مسلمون لله عز وجل الذى لم يلد ولم يولد .. قال تعالى : "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون"
سورة المؤمنون 91 .. امه تعلم ان كل أمرها بيد الله تعالى وان الكون يسير بقدر الله تعالى " انا كل شيء خلقناه بقدر " القمر 49
امة تعلم ان الله لو اعطاها شىء لن يستطيع احد ان يمنعوه ما اعطاه الله هذا الشىء و تعلم ان الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى ان الذى يعطى ويمنع هو الذى يحكم " الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين "
الاعراف 54
امه صحيحة العقيدة تعلم ان طريقها الى الله هو التوحيد
تعلم ان اعمارها بيد الله كما ان ارزاقها بيد الله وان الشجاعة والاقدام لا يعجل بالموت وان الجبن لا يطول العمر .. امه تعلمت ان تقدم ارواحها فى سبيل الله وان هذا لا ينقص فى اعمارها " الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون " البقرة 243
سبحان الله وهم الوف فقال الله لهم موتوا والله ما اغنى عنهم حذرهم وحسرتهم لاجل خوفهم وجبنهم – علم الله الأمة ان تكون شجاعة فى سبيل الله ولا تهاب الموت لانه آت لا محاله وان الجبن لا يؤخره
ان الدين عند الله الإسلام وأمرها الله ألا تحيد عن هذا الطريق وقال تعالى
" وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون "الانعام 153
وتعلم الأمة ان الدين هو الفيصل والصراط هو الذى تعادى عليه وتوالى عليه فهى تعادى من يخالفها وتحب من يسير معها فى طرق التوحيد وان كان بعيد وان اختلفت جنسيته ولكنه مسلم لله .. وهى امه تعادى من يتبع طريق الشرك حتى لو كان من اقرب الأقربين وممن يعيشون معنا .. قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم " المجادلة 22
امة صحيحة العقيدة .. امه ربت الناس على التوحيد وعلمتهم ان الدين اغلى من حياهم وان الدين يحفظ ولو ببذل الأرواح والنفوس فاخرجت لنا امثال بلال و ما لاقاه من عذاب الذى كان يقوا " احد احد وكان يقول لو كنت اعلم شىء اغيظ منها لقلتها " فلا شىء اغيظ للكافر من التوحيد
الامة التى اخرجت لنا عبد الله بن حذافة عندما اسر فى بلاد الروم هو وجماعة من اصحابة وأراد ملك الروم ان يفتنه عن دينه .. اغراه باموال كثيرة فابى فقال اعطيك نصف ملكى فابى – فامر به ان يصلب ويرمى بالسهام من حوله ليخيفوه حتى يرجع عن دينه فابى
فقال له تقبل راسى واطلق سراحك – فقال له اقبلها وتطلق اصحابى كلهم
ففعل فاطلق اصحابة فذهب الى عمر بن الخطاب وحكى له فقال له عمر : حق على كل مسلم ان يقبل راس حذافة وقام فقبله بنفسه !
عرض نفسه للهلاك وابى ان يخرج عن دينه واخرج اصحابه
2. انها امة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد فى سبيل الله
امه جعلها الله قوامة على نفسها بعضها على بعض ليس فيها مكان للسلبية وحق الله يقوم به كل مسلم ويطالب به كل مؤمن
امه حذرها الرسول من ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
فقال الرسول " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر و ليوشكن الله ان يعمكم بعذاب من عنده "
واخبرنا الله عن عاقبة من تركوا الأمر بالمعروف وراوا المنكرات وسكتوا
" فقال لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ " المائده 78-79
نعم لعنهم الله لانهم تركوا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
امه تعلم ان الله سائلها وتعلم ان هلاكها ان تركت الجاهلين على جهلهم ولم تأمرهم بالمعروف ولم تنهاهم عن المنكر .. امه تأمر بالمعروف امه هى خير امه تأمر بالمعروف الاكبر وهو التوحيد وتنهى عن المنكر الاكبر وهو الشرك وتجاهد فى سبيل الله لينتشر المعروف الاكبر وتعرف ان هذه هى رسالتها التى كلفها الله بها ، وان الله كلفها بان تنشر سالة التوحيد وتجاهد فى سبيله كى تمنع اولئك الذين يحولون بين الناس وبين وصول الحق اليهم
قالها واعلنها ربعى ابن عامر عندما وقف امام قائد الفرس وقال له " ان الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان الى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة "
امه تجاهد فى سبيل الله لترد عدوان المعتدين " وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم )" وهى تعد العدة لذلك كما أمرها الله " واعدوا لهم ما ستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " سورة الانفال 60
من علوم ومن سلاح ومال وايمان – عده يعدها اهل الايمان ليواجهوا بها اهل الكفر ,, تجاهد فى سبيل الله حتى تسقط صروح الكفار الذين يحولون وصول الحق للناس . جهاد دفع وحق ..تعلم رسالتها التى امرها الله بها:" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون "سورة التوبة 29
3.تستقيم على منهج نبيها وتعلم ان الدين من عند الله وان الرسول هو مبلغ
امة تعلم ان الطريق الى الله هو طريق واحد لا يبلغ الا ما شرعه الله وبالطريقة التى ارادها الله عز وجل " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا " الأحزاب 21
امه تعلم ان الله اختار لها الطريق وامرها ان تمشى فيه " فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير " سورة هود 112
لا كما يريد اهل الاهواء واهل ملذاتها .. استقم كما امرك الله
هى امه تعلم ان الاتباع فى الدين مشروع وان الغلو فيه ممنوع وان مخالفة امر النبى سواء بالتساهل والتفريط او التشدد والغلو هو اكبر معول هدم فهى تستقيم لهدى الرسول ، و تعلم ان الأبتداع مضيعة للجهد والوقت
كما قال الرسول " من احدث فى امرنا هذا شىء فهو رد "
ان طريق النبى امة ربت ابناءها على ذلك
فقام عبد الله بن مسعود يعلم من بعده ويقول:
" اتبعوا ولا تتبعوا فقد كفيتم "
ثم أتى من بعده عمر ابن عبد العزيز يقول : " عليكم بالامر العتيق "
فهموا وصية الرسول ، وطبقوها بحذافيرها د
قال العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا . قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإنْ تأمَّر عليكم عبد ، وإنَّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عَضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنَّ كل بدعة ضلالة "
هكذا تربت الامة وعرفت ان مخالفة منهج الرسول فى الدعوة والهدى سبب فى الهلاك . قال الله "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا "
النساء 115
لانه جعل الرسول فى شق وهو فى شق اتبع غير سبيل المؤمنين وما سبيل المؤمنين الا سبيل الرسول
4. امة أقيمت على العدل
تعلمت ان الله جل وعلا يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ويهدم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة
" ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون "سورة النحل 90
عدل لا يفرق بين صغير وكبير ولا بين قوى وضعيف او غنى او فقير – عدل أمر الله بهذا العدل ولم يفرق فيه بين المسلم او الكافر – كيف لا وهو القائل " يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون " سورة المائدة 8
عدل يناله حتى الكافر مادام مظلوما ويؤخذ الحق من الظالم ولو كان مسلما لا محاباه فيه ، والله يقول " يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا " النساء 135
عدل لا يفرق بين شريف وفقير ، لا يفرق بين ذى منصب وبين ضعيف
عدل نبه عليه الرسول لما كلمه الناس في شأن المرأة المخزومية التي سرقت فعضب الرسول فقال لهم وللأمه من بعده " انه اهلك من كان قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "
عدل لا يفرق بين الحاكم والمحكوم بل يؤخذ الحق من الحاكم أولا ويعطى للمحكوم ان كان له حق .. ولا ننسى من روائع القصص لطارق السويدان قصة امير المؤمنين على ابن ابى طالب رضى الله عنه
وهو امير المؤمنين عندما فقد درعه فوجدها بعد فترة مع يهودي
فقال له هذا درعى فقال له اليهودي انه ملك له ، فأخذه علىّ يحتكمان الى القاضى شُريح .. فجلسوا امامه .. فقال علىّ ان الدرع لىّ لم ابع ولم اهب .. فقال لليهودى ما قولك ؟ فقال اليهودى ان الدرع درعى وما امير المؤمنين عندى بكاذب .. فقال شريح : يا امير المؤمنين ألك بيّنه ؟
فقال على : صدقت. مالى بينه .. فحكم بها القاضى لليهودى
وقضى بينهما بالعدل الذى أراه الله. .. وهنا قام اليهودى وقال
امير المؤمنين يقاضينى لقاضيه فيقضى عليه !!هذه والله أخلاق الانبياء
أشهد انه لا اله الا الله ون محمد رسول الله .. فقال على ّ ابن ابى طالب : اما وقد اسلمت فانها والله لك..
كانوا رجال كالجبال - هذا هو العدل الذي لا يفرق بين حاكم ومحكوم – امه تعرفه وتقوم على العدل
ونذكر قصة أخرى بين الحاكم والمحكوم :
قصة القبطي الذي كان يسابث محمد بن عمرو ابن العاص والى مصر آنذاك
وقد سبق فرسه فرس محمد ابن عمرو ان العاص فاخذ محمد السوط وضربه بها – وقال له : خذها .. وانا ابن الأكرمين .. فاشتكى القبطي الى عمرو بن الخطاب ويشكوا ما لا قاه من تكبر محمد . فأرسل عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص ان ياتيه مع ولده . فأتى مع ولده . وبعد ما أستوثق عمر من القضيه .. أتى بالقبطى واعطاه السوط وقال له اضرب ابن الآكرمين .. وهو ابن الوالى آنذاك ! وقال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص مقولته الشهيرة :
" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا !"
أين حقوق الإنسان اين تلك الشعارات الزائفة التي يتشدق بها أدعياء المدنية والحضارة ؟ والله ما ضاعت حقوق الانسان الا يوم ضاعت الشريعة من بيننا
واليكمم هذه القصة ايضا :
عندما ولى عمر بن عبد العزيز إمرة المؤمنين وكان عبد الملك بن مروان فى ولايته قد اجري توسعة فى المسجد الاموى فى دمشق فامر بهدم جزء من كنيسة يوحنا هناك ليوسع المسجد . أخذه غصبا من أهل الكنيسة
فلما تولى عمر بن عبد العزيز شيء عجيب حدث منه ! ان أقصى ما يتخيله المرء ان يأمر الخليفة بتعويض مناسب او يعطيهم ارض بديلة ، ولكن لا والله – في أمة تقوم على العدل وخليفة يحكم بالعدل :
أمر عامله في دمشق ان يهدم ذلك الجزء من المسجد او يعيد الأرض إلى أهل الكنيسة .. فُجِع العلماء وأرسلوا الى عمر ابن العزيز يعرضون له حلول بديلة فأبى بل وازداد إصرارا .. قد عزم ان يقوم بالعدل وحدد الساعة والوقت الذى يهدم فيه هذا الجزء من المسجد. فما كان من العلماء الا ان ذهبوا الى اهل الكنيسة وفاوضوهم واتفقوا معهم على أمر رضوه . فأرسل أهل الكنيسة إلى عمر بن عبد العزيز ان قد رضينا
فاقر عمر الأمر
سبحان الله ! اى عدل هذا ، اى امه تحكم بالعدل هذه والله امه ربها الله وان الامة العادلة هى التى تقوم وان الامة الظالمة هي التي تهدم
5.امه تقوم على تزكية النفوس وتقويم الأخلاق
حدد ذلك الهدف وتلك الرسالة رسولها عندما قال :" انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق "
بل اقسم الله تعالى بذلك فقال : " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " الشمس 10 انها امة تقوم على التزكية وتقويم الأخلاق ، امة وسط بين طرفين ، وسط بين مادية اليهود المقيته ورهبانية النصارى المزعومة
امه تعلم ان شرعها ودينها يلبى حاجات الروح ومقتضيات الجسد تعلم ان البشر خلقوا من روح وجسد فهي تتعامل معهم بهذه الطريقة
وقد أمرنا ربنا ان ندعوه ان يقيمنا على هذه الطريقة الوسط :الا نوقول فى كل صلاة " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ "
الفاتحة 5-7
هى امه تابى وترفض مادية اليهود التى تحول الانسان الى حيوان ليس له هم الا شهواته والطعام والشراب حاله كما ا وصفهم الله " ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون
البقرة " 96 .. اى حياة هذه ؟ فعندما تعطيه الطعام والشراب وتشبع الشهوة يصبحوا كالحيوانات ويرضوا ان يتدنى بهم مقامهم الى مقام الحيوانا ت ولهذا عندما عاقبهم الله اعادهم الى الصورة التى يعشقونها فمسخهم قرده وخنازير
امة ترفض رهبانية النصارى الرهبانية تعامل الإنسان على انه روح فقط
" وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون " سورة الجديد آية 27
هي أمه تنطلق سلوكياتها وتصرفاتها من قول الله : " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق " الاعراف 32 امة يحدوها قول الرسول " ان لربك عليك حقا ولبدنك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولدورك عليك حقا فاعط كل ذى حق حقه " ز.. هكذا هو الطريق الوسط الذى يريده الله
ولهذا كان منها أمثال ابو بكر الصديق الذى وقف فى وجه المرتدين هو نفسه ابو بكر الذى كان اذا صلى لا يكاد الناس يسمعون صوته من شده بكاءه و عمر بن الخطاب وهو من الشدة والعدل والتقى حتى كان فى وجهه خطان اسودان من البكاء من خشية الله .. يا الله : كانوا فرسان بالنهار رهبانا بالليل .. امه وسط هى خير امه تعرف طريق الحق .. هذا كان طريق البنى الذى قال :" فمن رغب عن سنتى فليس منى "
6.أمه تقوم على البذل والتضحية
امة عقدت الصفقة مع ربها تعالى : | ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " التوبة 111
فعلمت انها لا بد ان تدفع ثمن الجنة وان تضحى لتحصل على الجنه
وعلمت ان الله لا يُمًكِن الكسالى والخاملين والقعود وانما يمكن لمن يبذل فى سبيله ولنا فى نبينا الاسوه الحسنه .. وفى صحابته وكيف كان يبذلون فى سبيل الله
ثم أنظروا الى ابو بكر عندما جاء الناس الى رسول الله يطلبون المال فجاء ابو بكر بكل ماله فسأله الرسول م1ذا بقيت لأهلك وعيالك .. قال ابقيت لهم الله ورسوله ،
وهذا صهيب الرومي الذين حالوا دون هجرته فترك لهم أمواله كلها وهاجر الى النبى ويستقبله النبى بالبشرى ويقول له " ربح البيع ابا يحيى " لانه بيع ثمنه عند الله الجنة
وهذا مصعب ابن عمير فتى قريش المدلل الذى كان ان مشى فى الشوارع عرفوا انه مر من هناك بسبب عطره الذى يغرق الطرقات .. ترك كل هذا فى سبيل الله وهاجر الى النبى داعيا الى الله ..
أمه تبذل وتضحي فى سبيل الله
و هذا على ابن ابى طلب يعرض نفسه للهلاك بان نام فى سرير الرسول و هو لا يبالى !
امه تعلم ان كل الجهود مطلوبة من وقت ومال وعمل وكل عمل ينفع الإسلام
تلكم هي صفات الأمة التي جعلتها خير امة .. فأين نحن من هذا الآن !!!
ادعوكم نقف على الوضع الحالي واتمنى ان تقابلوا كل نقطة ذكرت هنا بنظيرتها من الواقع .. وبعدها نقوم بإيجاد الفروقات وعمل اقتراحات لردم الهوة بين الحالين
وبالتأكيد ان اتبعنا الهدى النبوى كنا موقنين بقول الله : كتب الله لأغلبن إنا و رسلي انا الله لقوى عزيز وقول الرسول :والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه والله ليدخلن هذا الدين كل بيت لا يترك الله بيت مذر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الاسلام وذلا يذل به الكفر .. سنصل باذن الله
ما رصدته فى قديم الزمان كان هاما لتعرفوا من خلاله هل تغيرت الثوابت والمفاهيم فى هذا العصر الحديث ام لا ؟
و كيف تغيرت ولماذا وما هى دوافع هذا التغير؟ ومن يتغير هل يتغير للأفضل ام للأسوأ ؟ ولماذا اصلا التغير الم يقال لكم كفيتم ؟!
اتمنى من الجميع المشاركة برصد الحاضر والواقع لحال المسلمين وتبريره ..و هل اسباب التغير مقنعة ام لا - وما آل اليه الحال بعدما غيرنا توابتنا .
ولكم الشكر ان اتحتم لى الفرصة لأعبر عن رأى فى ضوء علمى وقدوتى
ولى عودة مرات اخرى بان الله
.
عبدالملك الخديدي
16-11-2006, 05:36 PM
د. عمر هزاع ..
الإخوة المتابعون والقراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بعد الإشادة بفكرة موضوعك والعودة إلى الدعوة .. أشيد بتعقيب نهير آل الشيخ .. والذي تطرق فيه إلى أمور كثيرة كانت المؤشر الكبير الذي قفز بالأمة إلى أعلى مراتب الحضارة الإنسانية .
القيم الإنسانية هي التي ترقى بالشعوب وتصل بها إلى مراتب العزة والأنفة وتجعل منها قائدا للإنسانية ومثالا يحتذى ومنبرا للفكر ..
وبعيدا عن الإنشاء وأساليبه .. نوجز الفكرة .. في ما بدأ به صاحب الفكرة ومنشيء هذا الخطاب .. وهو الثالوث إن جازت التسمية ، فالقيم الإسلامية حقيقة وبدون أدنى شك تتمثل في هذه الثلاثية الأخلاقية الإنسانية ..
( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).
تأمرون بالمعروف .. والأمر بالمعروف كما نزل في القرآن الكريم لا كما نزل في الدستور أو النظام التشريعي الحديث وفي المراسم الرسمية رقم وتاريخ.
الأمر بالمعروف رسالة سامية يقوم بها كل مسلم لديه مقومات النصح والإرشاد ومقبول من شريحة المجتمع أخلاقيا وسلوكيا .. وليست كما هي في بعض البلدان العربية أو الإسلامية وظيفة يُعَيّن عليها من قبل ولي الأمر ، وتخضع هذه الوظيفة لأساليب المصالح الشخصية والأهواء .
وينطبق على الأمر بالمعروف ما ينطبق على النهي عن المنكر .. إلا أن الثاني أخطر من الأول من الناحية العملية ..فالنهي له طبيعة الرفض البشرية ، فأنت تنهى عن منكر تراه مقتنعا بما تنهى عنه متحملا نتائج ما تقوم به .. وقبل أن تنهى عنه ينبغي عليك أيضا أن تنهى نفسك أولا والأرقبين إليك ، .. إذن كل مسلم هو جزء من هذه الأمة التي تأمر بالمعروف .. وتنهى عن المنكر .. وأن لا يجد المسلم حرجا من مسلمٍ آخر ينصحه ويوجهه حسب قاعدة إسلامية مكملة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي ( الدين النصيحة )..عندها تكتمل حلقة الهداية .. ويستقيم حال المجتمع المسلم .
أما الثالث .. فهو القيمة الإنسانية العظيمة .. تؤمنون بالله ..وما أشد وقع الإيمان في النفس .. والإيمان بالله له أركان وشروط وواجبات .. من يلتزم بها فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم ..
القيمة العالية للإيمان هي التي تدفع المؤمن إلى الإلتزام .. بكل أمر هو في صلاح نفسه وصلاح أمته ودينه .. ولذلك رأينا المسلمين الأوائل وكيف فعل فيهم الإيمان وكيف وصلوا إلى مشارق الأرض ومغاربها ينشرون العدل .. ويُرسّخون القيم ..ويرفعون لواء الكرامة للنفس البشرية .. وكيف يؤثرون على ِأنفسهم ولو كانت بهم خصاصة ..
فهل يعود اليوم العرب إلى قيم الإسلام العظيمة .. ليعاودا نيل الكرامة من جديد ..وقيادة عالم من العدل والإنصاف.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما حرر بيت المقدس ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ..فإذا ابتغينا العزة بغير أذلنا الله ).
فوالله لكأنك يا أبا حفص يا فاروق الأمة وقد كُشف عنك الحجاب وتقدم بك الوقت إلى 1427عاماً لترى حال الأمة وكيف أضاعت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ولم تعد تؤمن إلا بغير الإسلام .. عندها قلت مقولتك المشهورة ..
والسلام عليكم ..
محمد عصام
16-11-2006, 05:38 PM
لا يسعفنى قلمى على الوفاء لرد وتعليق على طرحك سوى ............
بحق تستحق التقدير والوفاء.
مع محبتى أخى الفاضل.
خليل حلاوجي
16-11-2006, 05:43 PM
انطلق في تفكيري هنا من سؤال
هل التأخر والتقهقر الذي نحن واقعون في شباكه يستدعي حاجتنا إلى البعث الذاتي في مقارنة واقعنا مع واقع القرون الثلاثة الاولى.
هل بإمكاننا ونحن نعيش في عالم يتغالب ويتدافع ويتصارع أن نبقى مسلمون مؤمنون بالإسلام كل الإيمان؟ وللجواب
أقول
لابد من التوفيق بين مصطلحاتنا الإسلامية ومطابقتها بلغة هذا العصر الذي نحياه
وبمعنى
كيف يتسنى لي مثلا ً تحويل "الشورى" إلى الديمقراطية البرلمانية
و"الإجماع" إلى الرأي العام.
والبيعة لولي الامر الى خلافة على منهاج النبوة
وأعتقد جازما ً
ان مثل هذه الطروحات بقدر ماستكون هي بداية منطلقاتنا بقدر ماهي من اكبر المعيقات للتوثب وكشف الجواب عن أسئلة التأخر
إن ميزة المجتمع الإسلامي الأمثل لا تنحصر في اتباع الشريعة فقط بل تناول مشكلاتنا وفق الواقع الذي نعيشه والنظر العقلي بغرض استقراء أفضل لطرق الخلاص
أليس المسلم الحقيقي هو الذي يستعمل عقله في شؤون العالم والدين
والمجتمع الأمثل هو الذي يذعن لأوامر الله ويؤولها تأويلاً عقلياً وفي ضوء المصلحة العامة، وإذا أساء المسلمون هذا الفهم تخلف مجتمعهم.
ان الفرد المسلم اليوم وهو يرتكب الخطأ فضلا ً عن الخطئية ( في التأخر )
يعتقد أن جزاءه في الحياة الآخرة ويتغافل عن أننا نمتحن وأن ارادتنا هي من جعلتنا نتأخر عن ركب التغالب الحضاري
ان إعادة تأويل شريعتنا وتكييفها وفقاً لمتطلبات الحياة الحديثة أعتقد انه واجب شرعي وتكليف منضبط في منهاجنا المهيمن
ولبلوغ غايتنا لابد لنا من اعتماد
مبدأ المصلحة وما يسمى فقهياً بالتلفيق، أي التوفيق والاختيار بين الآراء.
ان نقول انني مسلم مكلف بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاني أعني البحث عن معيقات هذه الغاية
ولاضرب لهذا مثالاً
اليوم والعالم يخوض ويلعب في ربوية مقيتة دخلت الى اقطارنا طوعا وكرها
كيف اذن أبيح للمسلمين الاتجار والادخار لأموالهم، وأخذ الربح الحلال عليها اذا علمنا ان 86 بليون دولار من اموال البترول الخليجي قابعة في مصارف عدونا ( اميركا ) ؟
د. عمر جلال الدين هزاع
17-11-2006, 04:25 AM
الأخت الفاضلة نهير :
ولولا أن نظاماً جديداً للتثبيت يتم تداوله
لثبت الموضوع كرمى لهذا الرد الرائع
تحيتي
وسأحاورك ببعض ما ذكرت قريباً
بارك الله بك
د. عمر جلال الدين هزاع
17-11-2006, 04:28 AM
أخوي الفاضلين :
عبد الملك
خليل
في رديكما ما يلج إلى ما عنيته باسقاط واقعنا على واقع الصحابة
ومدى جدوى المقارنة
ولي عودة بعد تحيتكما
نهير محمد عبد الله الشيخ
17-11-2006, 11:09 AM
الأخت الفاضلة نهير :
ولولا أن نظاماً جديداً للتثبيت يتم تداوله
لثبت الموضوع كرمى لهذا الرد الرائع
تحيتي
وسأحاورك ببعض ما ذكرت قريباً
بارك الله بك
بارك الله بك د. عمر
انت بالتأكيد تعلم اننى لا انتظر تثبيتا
ولكن شكرا على تقديرك ما كتبت وأنتظر مداخلاتك القيمة فكل ما تشارك به جدير بالأطلاع عليه
فعلا قد لا حظت فى الآونه الأخير بسبب كثرة عدد المشرفين تثبيت اكثر من 10 مواضيع فى المنتدى الواحد
وهذا يرجع الى كل واحد وتقديره واعجابه
ولكن عليكم بالشورى فى التقييم والتثبيت حتى تثبتوا ما يستحق الأشاده به بالحق وبالقسطاس المستقيم
أنتظر أضافاتك القيمة بأذن الله
ثروت الخرباوي
17-11-2006, 01:23 PM
دكتور هزاع الموسوعي
أستاذة نهير الباحثة المجتهدة
أستاذ خليل حلاوجي المفكر المتميز
أستاذ عبد الملك الخديدي صاحب القلم الرشيق
الأخوة المتحاورين
تقديري لهذا الموضوع الثري الذي أثار حالة حوار
وخلق حالة فكرية متعمقة
وتقديري البالغ لكافة المتحاورين الذين إنصهرت أفكارهم في معين فكري واحد لتخرج لنا معدنا فكريا أصيلا
لي عودة لعلي أساهم معكم بقدر فأنال مثل الشرف الذي نلتم
د. عمر جلال الدين هزاع
17-11-2006, 04:05 PM
لا يسعفنى قلمى على الوفاء لرد وتعليق على طرحك سوى ............
بحق تستحق التقدير والوفاء.
مع محبتى أخى الفاضل.
لك التقدير أخي المفضال
نورتنا
د. عمر جلال الدين هزاع
17-11-2006, 04:09 PM
دكتور هزاع الموسوعي
أستاذة نهير الباحثة المجتهدة
أستاذ خليل حلاوجي المفكر المتميز
أستاذ عبد الملك الخديدي صاحب القلم الرشيق
الأخوة المتحاورين
تقديري لهذا الموضوع الثري الذي أثار حالة حوار
وخلق حالة فكرية متعمقة
وتقديري البالغ لكافة المتحاورين الذين إنصهرت أفكارهم في معين فكري واحد لتخرج لنا معدنا فكريا أصيلا
لي عودة لعلي أساهم معكم بقدر فأنال مثل الشرف الذي نلتم
أشكرك أخي
وكم يسعدني حضورك الرائع
وإضافتك التي ننتظرها بكل شوق
بورك فيك
د. عمر جلال الدين هزاع
17-11-2006, 04:11 PM
بارك الله بك د. عمر
انت بالتأكيد تعلم اننى لا انتظر تثبيتا
ولكن شكرا على تقديرك ما كتبت وأنتظر مداخلاتك القيمة فكل ما تشارك به جدير بالأطلاع عليه
فعلا قد لا حظت فى الآونه الأخير بسبب كثرة عدد المشرفين تثبيت اكثر من 10 مواضيع فى المنتدى الواحد
وهذا يرجع الى كل واحد وتقديره واعجابه
ولكن عليكم بالشورى فى التقييم والتثبيت حتى تثبتوا ما يستحق الأشاده به بالحق وبالقسطاس المستقيم
أنتظر أضافاتك القيمة بأذن الله
تحيتي لك أختي الفاضلة
وهئنذا أعود لحوارك :
.....................
السلام عليكم إخوة الإيمان
والحمد لله حمداً كثيراً
والصلاة على نبيه الأمين
هنا حوار وأفكار عندما يراها الناظر ويعيها القارىء , يعلم أنه لا يزال في هذه الأمة الخير
لأنها تكلف نفسها مشقة الدعوة المستمرة
وتستنبط طرقاً جديدة للوقوف على الحال وإمكانية تغييره
هنا أمة لا زالت تفخر بقيم ثلة من صحبة رسول الله , ولا زالت تذكر مآثرهم
امة تجعل قدوتها في كل من تتوسم فيه الخير والسير على خطى الأقدمين البررة ..
سيكون ردي هذا مقصوراً على بضع نقاط في حوار الأخت الفاضلة : نهير آل الشيخ التي أجادت أيما إجادة في نقل الفكرة وتمثيل المشهد , ولكنها توقفت عند ترك المجال مفتوحاً أمام مقارنة الواقع بالماضي
وهو السبب الحقيقي من وراء هذه الحوارية التي دعوت لها لكي تكون نهجاً وسراجاً لمن يتخبطه الشيطان في قرارة نفسه وتفكيره ..
وبعد ذلك
ننتقل لمحاورة بقية الإخوة تباعاً
فشكر الله لكم متابعتكم
والحمد لله الذي به تتم الصالحات ..
نلاحظ أن حديث الفاضلة ( نهير ) قد أفاض بتقسيم الثلاثية التي أردت لها أن توجز شريعة الله وحكمة الخلق كما أنزلها الله في قرآنه ( كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
فانبثقت عنها ست محاور للبحث بدلاً من ثلاثة
ولا مشكلة في ذلك مطلقاً
ولكن قد ينفع أن أذكر بأن :
العدل , الاحسان , البر , الفروض , العبادات , المعاملات .. كلها تقع بين مطرقة الأمر بالمعروف وسندان النهي عن المنكر
والوحيد الذي ينفرد بأهمية تفوق كل ذلك هو الإيمان بالله
ولذا فقد جعل الله عز وجل الامر كله بين دفتي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فنبهنا إلى أن الأمة تكون على خير حال إن أحقت الحق وأزهقت الباطل
ولكنها ستكوت امة خيرة وليست خير الأمم , إلا إن كان هذا التفعيل لإحقاق الحق وإبطال الباطل في إطار من الإعتراف بالربوبية والوحدانية لخالق الخلق وفالق النوى ..
ومن الجدير بالذكر
أن ترتيب الآيات كما تنزلت فيه دلالة واضحة على ما يفيد بتتابع الأهمية وتزايدها
فالأمر بالمعروف وإن كان في صيغة الأمر إلا أنه هو الألطف والأضعف وهو ما يتضمن النصيحة والتوجيه
في حين يزيد عنه النهي عن المنكر بأنه أمر لا يتم بمجرد النصيحة والتوجيه بل بالعمل على تغيير المنكر بدحضه ومساندة الحق بإظهاره
ولذا فهو أشد مكانة وأحوج للقوة والتنفيذ
ويزيد عليهما معاً
الإيمان بالله
بل ويجمعهما في إطار واحد من حسن الوعي وجودة التنفيذ
لأن تطبيق هذين الأمرين سيكون إبتغاءً لوجه الله وعملاً بأحكامه .. كما تدل الآية الكريمة :
( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ... آل عمران
على أن حديث أختنا الفاضلة قد زين الفكرة بتوسيعها وتمثيل الشواهد
فجزاها الله خيراً عنا
ولو نظرنا في كل فقرة من حديثها وحاولنا أن نقدم الأمثلة التي نعيشها اليوم رداًعلى امثلة ذكرتها من حياة الصحابة والمسلمين الأوائل
فبماذا سنجيب ؟؟
هل سنجد اليوم من إذا أتيحت له فرصة النجاة من حاكم ظالم يمتنع عنها لوحده ويطالب بنجاة صحبه كما فعل ابن حذافة ؟؟
وهل سنجد والٍ يمتثل لأمر القضاء لصالح ذمي فيتنازل عنها كما فعل الإمام المكرم علي عندما رفض شريح شهادة ولديه ( الحسن والحسين ) في قضية الدرع
وقال للإمام : أما شهادة غلامك فقد قبلناها وأما ولداك فلا شهادة لهما
فأجابه الإمام : ( ويحك أترفض شهادة من قال فيهما رسول الله : زين شباب الجنة ؟؟ )
ثم امتثل لأمر القاضي العادل فأقر لليهودي بالدرع مما جعل الأخير يسقط في يده من هول الموقف
فيعلن إسلامه حباً وكرامة لهذا الدين الذي يربي جبابرة بأخلاقه وقيمه .. ؟؟؟
وهل في زماننا من إذا تظلم لحاكم بمظلمة أصابته من أحد وزرائه ( كحادثة سباق ولد ابن العاص والقبطي ) فسيجد النصرة على يد ذلك الحاكم كما وجدها القبطي على يد الفاروق ؟؟
وهل ؟؟ وهل ؟؟
نعم
نحن أمة لا يزال فينا الخير
ولكنه للأسف
قد انحسر في بضع فئات من العموم وسواد الشعوب
وغاب عن معظم من تعود له أمور الناس من حكام وولاة أمر ..
ولذا فد بات تحقيقه صعباً لأننا ننظر للامر من زوايانا الخاصة
ولا ننظر له مجتمعين رغبة في التغيير أو الإصلاح ..
ولأن يد الحديد وسوط النار ينتظرانا
ولأن إيماننا ليس كمثل إيمان تلك الامة التي خلت
فنحن نخشى الحديد والنار التي لم يخشها رجال قد عرفوا الله فما منعهم عن الإيمان به مانع من تنكيل ولا عذاب
فكان لهم حق عند ربهم أن وعدهم الجنة , وسيجزيهموها بإذن الله
أكرر شكري لأختنا الفاضلة
وأعود لحوارها مرة اخرى لمقارنة بين عصرين ( أو بين زمنيين ) بعد الرد على بقية الأحبة
تحيتي وتقديري
جوتيار تمر
17-11-2006, 11:21 PM
لقد قرأت الموضوع..مرة واحدة لذا اظنني لن افيه حقه...لكني ما لامسته هو اني اجد خطابا روحانيا بحتا..مع محاولة اضفاء روح العقلانية عليه.. لكن في الحقيقة..الخطاب طغى عليه السمة الخطابية..والشعاراتية.
وهذا ما اجده قد يصطدم بالكثير من الامور الفكرية..بالاخص ما يخض العصر..الزمن...حيث ما كان يفعله ابو حفص وغيره من الصحابة الكرام..مقارنة بعصرنا..اظنه امر مستبعد..لذا اتمنى ان تعيد القرأة ثانية.. لتوظف هذه الفكرة بما يناسب الزمن الذي نعيشه فيه.
وعذرا..اذا كنت في ظنك قد حلقت بعيدا
محبتي لك
جوتيار
نهير محمد عبد الله الشيخ
18-11-2006, 09:42 AM
السـلام عليك اخى/ اختى جوتيار
ما تم ذكره الى الآن كان الواقع فى ما مضى وليس شعارات خطابية او مبالغة .. بل هو الحق الذى قرأنا عنه فى السيرة
وعلينا الآن ان نقابل هذا بالواقع وبالتحديات التى تقابل الأسلام اليوم
ننتظر قراءتك الثانية حتى تدلى بدلوك الثمين
تقديرى
د. عمر جلال الدين هزاع
19-11-2006, 12:26 AM
نعم اخي الكريم
إنما هي وقفة للتأمل فيما مضى
لاسقاطات نأمل لها أن تثمر في واقعنا
وستكون حواراتنا القادمة
في جدوى تلك الاسقاطات
وفي كيفيتها
تحيتي
نهير محمد عبد الله الشيخ
19-11-2006, 02:26 PM
أخوتى اللأفاضل
نظرا لطريقتنا فى وضع هدف نحاول ان نصل اليه بعد كل حوار
ونظرا لصلة هذا الموضوع بمادة الحوار
ادعوكم للأطلاع على هذا الرابط لمزيد من توضيح الصورة
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=204276&posted=1#post204276
لكم الشكر وكل الفضل
د. عمر جلال الدين هزاع
23-11-2006, 12:56 AM
وصلتني هذه الردود وآمل أن تقرؤؤها بتمعن
ولنا عودة بحول الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
على طريق العودة لزمان مضى
السلام عليكم إخوة الإيمان
نستفتح بالذي هو خير ونصلي على خاتم الأنبياء
ونحمد الله كثيراً أننا مسلمون
أما بعد
فيا أحبة
نعم الأمة التي ذكرها الله في محكم تنزيله تلك التي دان لها الغرب والشرق بالعدل والأمان
والتجديد والسعي للعلم والنجاح
( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .. آل عمران
فبم امتازت تلك الأمة ؟؟
1- ( تأمرون بالمعروف )
2- ( وتنهون عن المنكر )
3- ( و تؤمنون بالله )
في تلك الثلاثة حد الكفاية لكي تكون الأمة خير أمة
وعلى طريق العودة إليها
لابد من هذا الثالوث ..
فما هو مفهوم كل منها في هذا الزمان
وكيف يمكننا تحقيقه كنتيجة إيجابية لجهد نسعى من ورائه لتميز هذه الأمة ؟؟
هذا ما أنتظره منكم وفق رؤاكم لمتغيرات هذا الزمان ..
والأهم
هل تغير مفهوم ذلك الثالوث في زمن الصحابة وبدء نشر الدعوة
عنه في أيامنا ؟؟
هنا دعوة للحوار
نرسخ بها حقائق باتت في طي النسيان
وننفض بها الغبار عن وجدان أمة تتوق لما حباها الله من مجد وسؤدد ..
فهلموا يا رعاكم الله
وعلى بركة الله ..
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا قبل أن نناقش الموضوع لابد وأن نفهم تفسير الآية الكريمة
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ } [آل عمران:
تفسير ابن كثير - (ج 2 / ص 93
يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم فقال: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } .
قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن مَيْسَرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قال: خَيْرَ الناس للناس، تأتون (1) بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام (2) .
وهكذا قال ابن عباس، ومُجاهد، وعِكْرِمة، وعَطاء، والربيع بن أنس، وعطية العَوْفيّ: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } يعني: خَيْرَ الناس للناس.
والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس؛ ولهذا قال: { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ (3) بِاللَّهِ }
قال الإمام أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا شريك، عن سِماك، عن عبد الله بن عُمَيرة عن زوج [ذُرّةَ] (4) بنت أبي لَهَب، [عن درة بنت أبي لهب] (5) قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أيّ الناس خير؟ فقال: "خَيْرُ النَّاسِ أقْرَؤهُمْ وأتقاهم للهِ، وآمَرُهُمْ بِالمعروفِ، وأنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ" (6) .
ورواه أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، والحاكم في مستدركه، من حديث سماك، عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس في قوله: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قال: هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة (7) .
__________
(1) في جـ، ر، أ، و: "يأتون".
(2) صحيح البخاري برقم (4557).
(3) في ر: "يؤمنون".
(4) زيادة من جـ، ر، أ، والمسند.
(5) زيادة من جـ، ر، أ، والمسند.
تفسير البغوي - (ج 2 / ص 89)
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قال عكرمة ومقاتل: نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حُذيفة رضي الله عنهم، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهودا (1) اليهوديين قالا لهم: نحن أفضل منكم ودينُنَا خير مما تدعونَنا إليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقال جويبر عن الضحاك: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة الرواة والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم.
وروي عن عمر بن الخطاب قال: كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا.
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، أنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة عن أبي حمزة: سمعت زهدم بن مضرب بن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا وقال: إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتُمنون ويشهدون ولا يُستشهدون وينذرون ولا يُوفون ويظهر فيهم السِّمَن (2) " .
وبهذا الإسناد عن علي بن الجعد أخبرنا شعبة وأبو معاوية عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ
__________
(1) في ب: "يهود".
(2) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: 7 / 3، وفي الشهادات باب لا يشهد على شهادة جور. ومسلم في فضائل الصحابة باب فضل الصحابة برقم (2535): 4 / 1964 - 1965. والمصنف في شرح السنة: 14 / 67.
الوسيط لسيد طنطاوي - (ج 1 / ص 699)
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران
قوله - تعالى - { كُنْتُمْ } يصح أن تكون من كان التامة التى بمعنى وجد وهى لا تحتاج إلى خبر فيكون المعنى وجدتم خير أمة أخرجت للناس ، ويكون قوله { خَيْرَ أُمَّةٍ } بمعنى الحال . وبهذا الراى قال جمع من المفسرين .
ويصح أن تكون من كان الناقصة التى هى - كما يقول الزمخشرى - عبارة عن وجود الشىء فى زمان ماض على سبيل الإبهام وليس فيه دليل على عدم سابق ولا على انقطاع طارىء فيكون المعنى : قدرتم فى علم الله - تعالى - خير أمة أخرجت للناس .
ويجوز أن تكون بمعنى صار . أى تحولتم يا معشر المؤمنين الذين عاصرتم النبى صلى الله عليه وسلم من جاهليتكم إلى أن صرتم خير أمة .
وقيل : إن " كان " هنا زائدة ، والتقدير : أنتم خير أمة . ورد هذا القول بأن كان لا تزاد فى أول الكلام .
والظاهر أن الرأى الأول الذى يقول إن { كُنْتُمْ } هنا من كان التامة هو أقرب الأقوال إلى الصواب " ويليه الرأى الثاني الذى يرى أصحابه أن " كنتم " هنا من " كان " الناقصة إلا أنها هنا تدل على تحقق شىء بصفة فى الزمان الماضى من غير دلالة على عدم سابق أو لاحق .
والخطاب فى هذه الآية الكريمة بقوله - تعالى - { كُنْتُمْ } للمؤمنين الذين عاصروا النبى صلى الله عليه وسلم ولمن أتى بعدهم واتبع تعاليم الإسلام إلى يوم الدين .
ولذا قال ابن كثير : والصحيح أن هذه الآية عامة فى جميع الأمة . كل قرن بحسبه ، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ، كما قال - سبحانه - فى الآية الأخرى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيداً } وقد وردت أحاديث متعددة فى فضل هذه الأمة الإسلامية ، منها : ما جاء فى مسند الإمام أحمد وفى سنن الترمذى وابن ماجه من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله - تعالى - " .
والمعنى : وجدتم يا معشر المسلمين العالمين بتعاليم الإسلام وآدابه وسنته وشريعته خير أمة أخرجت وأظهرت للناس ، من أجل إعلاء كلمة الحق وإزهاق كلمة الباطل ، ونشر الإصلاح والنفع فى الأرض .
وقوله { خَيْرَ أُمَّةٍ } خبر كنتم على أنها من كان الناقصة .
وجملة { أُخْرِجَتْ } صفة لأمة ، وقوله { لِلنَّاسِ } متعلق بأخرجت ، وحذف الفاعل من { أُخْرِجَتْ } للعلم به أى : خرجها الله - تعالى - لنفع الناس وهداءتهم إلى الصراط المستقيم .
فالجملة الكريمة تنوه بشأن الأمة الإسلامية وتعلى من قدرها ، فهل تعى الأمة الإسلامية هذا التنويه من شأنها وذلك لإعلاء من قدرها فتقوم بدورها الذى اختاره الله لها ، وهو نشر كلمة التوحيد فى الأرض واحقاق الحق وإبطال الباطل شكراً لله - تعالى - على جعله إياها خير أمة أخرجت للناس؟؟
إن واقع المسلمين الملىء بالضعف والهوان ، والفسوق والعصيان يدمى قلوب المؤمنين الصادقين ، ويحملهم على أن يبلغوا رسالات الله دون أن يخشوا أحدا سواه حتى تكون كلمته هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى .
د. عمر جلال الدين هزاع
23-11-2006, 12:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نأتى الآن للمناقشة
من تفسير الآية نفهم خيرية الأمة المحمدية على أكثر من وجه
فمن المفسرين من فسرها على أن خيريتهم تأتى من ارشادهم للناسومن باب خير الناس أنفعهم للناس .
ومنهم من فسرها أنهم المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم من ذهب إلى أنها نزلت ردا على قول اليهود لمجموعة من الصحابة : نحن أفضل منكم.
وفسرها سيدنا عمر أنها لأول الأمة دون آخرها.
عن درة بنت أبي لهب] (5) قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أيّ الناس خير؟ فقال: "خَيْرُ النَّاسِ أقْرَؤهُمْ وأتقاهم للهِ، وآمَرُهُمْ بِالمعروفِ، وأنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ" (6) .
فبنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "خَيْرُ النَّاسِ أقْرَؤهُمْ وأتقاهم للهِ، وآمَرُهُمْ بِالمعروفِ، وأنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ"
أى أن هذا الصفات لابد و أن تكون سلوكا عمليا لدى المسلم وديدنا له
1- أقْرَؤهُمْ وأتقاهم للهِ :أى أكثرهم علما بالله وتقوى له سبحانه وتنفيذا لأوامره والانتهاءعن ما نهوا عنه.
2- وآمَرُهُمْ بِالمعروفِ، : أى من يهتم لأمر العامة ويخاف عليهم من الضلال فيرشدهم إلى الطريق القويم
3- وأنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، :أى ينكرون ما نهى الله ورسوله عن اتيانه .
4- وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ: وهذه الصفة تعم بركتها على القائم بها يبسط له فى رزقه وينسىء له فى أجله .
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم مثالا يحتذى فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
فهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعدما طعن ودخل عليه شاب يجر ذيله فنهاه عن ذلك
ويأمر بالمعروف وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فيوصى بإقامة الصلاة
وكان قبل أن يأمروا بمعروف أحرص الناس عليه وقبل أن ينهوا عن المنكر أبعد الناس عنه
لذلك كان يستجاب لأمرهم ونهيهم.
أما نحن الآن فلم يعد فينا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من رحم ربى وقليل ماهم
ومع قلتهم تجد منهم من يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه فأنى يستجاب له!!!
...............
أرجو أن أكون وفقت فى فتح باب المناقشة
وأنتظر آراء إخوتى وأخواتى
فلربما تثمر هذه المناقشة بحثا رائعا
وجزاكم الله خيرا
نهير محمد عبد الله الشيخ
23-11-2006, 01:53 PM
متابعون ولى عودة ان شاء الرحمن
عبدالصمد حسن زيبار
25-11-2006, 05:45 PM
متابع ولي عودة في القريب ان شاء الله
د. عمر جلال الدين هزاع
26-11-2006, 01:33 AM
ننتظركم لما فيه الخير
بالتوفيق
عبدالصمد حسن زيبار
26-11-2006, 09:44 PM
قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية 110 :
{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }
الآية الكريمة من سورة آل عمران آية جامعة مانعة كما يقول أصحاب الأصول,
وهي آية في صميم المنهج الإسلامي للإنسان و الكون والحياة.
يمكننا أن نقدم نظرات حول الآية انطلاقا من مجموعة من المفاهيم/المفاتيح المبثوثة في الآية المعدودة الكلمات و الوافرة المعاني.
وهي مرتبة حسب ورودها في الآية الكريمة.
مفهوم الخيرية: خير أمة.
أمتنا بين حالين حال مأمول و منشود وحال مشاهد و معاش
الحال المأمول و المنشود هو حال الخيرية بمعناها الشامل للدين و الدنيا الخيرية في ارتباط الأمة بالله و هو ارتباط استخلاف وفي علاقتها بالكون و الطبيعة وهي علاقة تسخير.
فهي أمة خيرة بربانيتها غاية و وجهة و بتوحيدها لله في تناغم مع الكون الموحد و المسبح لله, وهي خيرة في علاقتها و تسخيرها للكون و المخلوقات, وفي حسن استعمالها لسنن الله و قوانينه المنبثة في عالم الأشياء, وهي بذلك رائدة في شتى المناحي و الاتجاهات, أمة متقدمة و متطورة ومبدعة.
ومفهوم الخيرية هو الوسطية وله ارتباط بمفهوم الشهود على الأمم الأخرى (الشهود الحضاري) قال تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا} أي خيارا {لتكونوا شهداء على الناس}.
أما الحال المشاهد و المعاش فهو حالنا و هو غير الحال المنشود المأمول قطعا.
فأمة الخيرية و الإبداع تعيش تأخرا و وهنا و ضعفا في ارتباطها بالله وفي علاقتها بالكون.
إلا أنه رغم هذا وذاك تظل الأمة أمة الخيرية رغم ما أصابها من ضعف و ووهن فهي الأمة الوحيدة الموحدة لله في الأرض بعد التحريف و الشرك الذي وقعت فيه باقي الأمم.
مفهوم الأمة: خير أمة
فهي أمة موحدة في ربها و دينها و رسولها و كتابها ...
الأمة المسلمة أجناس و ألسن و ألوان و انتماءات شتى جمعها الإسلام...
و المسلمين أمة مجتمعين على من عاداهم أشداء على الكفار رحماء بينهم..
مفهوم الخروج: أخرجت للناس
و الخروج هو الانطلاق و الحركة و الانبعاث وهو ضد الدعة و السكون و الراحة والقعود.
امة الحق الذي يخرج إلى الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق مغلوب منتكس.
الأمة التي أخرجت الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام, ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الآخرة.
عن أبـي هريرة: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } قال: كنتـم خير الناس للناس, تـجيئون بهم فـي السلاسل, تدخـلونهم فـي الإسلام.
وهي أمة مريدة للخروج بعزيمة قوية و بعدة مكينة قال تعالى في سورة التوبة الآية 46 : { ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ...}
خير الأمم خرجت بالخير لكل الناس لتقيم الحجة و تشهد عليهم.
مفهوم العالمية: أخرجت للناس
ليست أمة منغلقة على نفسها بل هي أمة رسالة للناس كل الناس على اختلاف أجناسهم و ألوانهم.
أمة عالمية الرسالة عالمية الخروج عالمية الشهود بهذا نالت الخيرية.
أمة الرحمة المهداة للناس كافة.
رسولها رسول البشرية جمعاء.
لما كانت أمة رسالية كانت لها وسائل لتحقيق أداء الأمانة و تبليغ الرسالة.
مفهوم البلاغ المبين أو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و مفهوم الإيمان: تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله
وهو علة الخيرية في الآية الكريمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
جاء في تفسير الطبري:
وأصل الـمعروف: كل ما كان معروفـا ففعله جميـل مستـحسن غير مستقبح فـي أهل الإيـمان بـالله. وإنـما سميت طاعة الله معروفـا, لأنه مـما يعرفه أهل الإيـمان ولا يستنكرون فعله.
وأصل الـمنكر ما أنكره الله, ورأوه قبـيحا فعله, ولذلك سميت معصية الله منكرا, لأن أهل الإيـمان بـالله يستنكرون فعلها, ويستعظمون ركوبها.
ثم إن الأمر بالمعروف عامل إصلاح و إحسان و بناء حضاري لصرح الإسلام, والنهي عن المنكر معول هدم و نقض لكل بناء أسس على جرف هار و على غير تقوى .
جاء في تفسير السعدي للآية الكريمة :
هذا تفضيل من الله لهذه الأمة بهذه الأسباب التي تميزوا بها وفاقوا بها سائر الأمم وأنهم خير الناس للناس نصحا ومحبة للخير ودعوة وتعليما وإرشادا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وجمعا بين تكميل الخلق والسعي في منافعهم بحسب الإمكان وبين تكميل النفس بالإيمان بالله والقيام بحقوق الإيمان..
والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من أساسيات التصور الإسلامي للإنسان و للإصلاح و التغيير
فمفهوم الإنسان مرتبط بالخير و الشر بالجنة والنار بالمعروف و المنكر
الراغب الأصفهاني يميز في هذا الصدد بين مفهومين للإنسان : مفهوم عام ومفهوم خاص ، فالإنسان بالمعنى العام هو "كل منتصب القامة مختص بقوة الفكر واستفادة العلم" وأما بالمعنى الخاص فالإنسان هو "كل من عرف الحق فاعتقده والخير فعمله بحسب وسعه" ، والناس يتفاضلون بهذا المعنى ، وبحسب تحصيله تستحق الإنسانية التي تعنى "فعل المختص بالإنسان" ، فتحصل له الإنسانية بقدر ما تحصل له العبادة التي لأجلها خلق.
ثم إنه( فإذا قارنا بين المسلمات التي تقوم عليها العلوم الاجتماعية والسلوكية المعاصرة وبين تلك المسلمات المنطلقة من هذا التصور الإسلامي لوجدناه كالفرق بين الثرى والثريا ، فتلك العلوم تقدم لنا صورة جزئية منقطعة عن سياقها لكائن مادي معزول كأنه وجد من فراغ وكأنه يعيش في فراغ ، لا صلة له بالكون الذي هو جزء منه ، ولا بموجد الكون الذي خلقه وصوره ، مع تجاهل كامل لما كان قبل وجود الإنسان في هذه الدنيا (كالإشهاد على الوحدانية في عالم الذَّر ) ولا لما يكون بعد انقضاء هذا الوجود (كالبعث والجزاء) ، ويترتب على هذا كله إهمال الجوانب الروحية المتصلة بمعرفة الله سبحانه وتعالي ، وإهمال العمل وفقا لمتطلبات تلك المعرفة ، مع أن هذا الجانب بالذات - الذي يدور حوله الوجود الإنساني كله في المنظور الإسلامي - قد يكون هو البعد الحاكم على كل ألوان سلوك الإنسان والموجه لها .) من كتاب الإسلام والخدمة الاجتماعية (الفصل الرابع)
ثم إن أي تفسير يستبعد هذه الأساسيات : الجانب الروحي حول طبيعة الإنسان بدءا من الإشهاد على الوحدانية المغروس في الفطرة ،
إلى الإيمان بالله واليوم الآخر المتضمَّن في رسالات الرسل ،
إلى الآثار المترتبة على تقوى الله العظيم القيام بالمعروف أو عصيانه الإتيان بالمنكر لا يوصلنا إلا إلى الضلال و الخطأ وحياة الضنك .
ويبقى مفهوم الإيمان بالله تعالى شاملا لمجالات شتى و نواحي متعددة.
يتبع
عبدالصمد حسن زيبار
09-03-2008, 02:15 PM
للرفع قصد النفع
لتجديد روح الحوار الجاد
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir