تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قف! الإشارة حمراء



د. حسين علي محمد
15-11-2006, 03:43 PM
قف! الإشارة حمراء

قصة قصيرة جدا، بقلم: حسين علي محمد
.................................................. ...

قال أخي عبد الله ـ الذي يكبرني بعامٍ ـ موجهاً حديثه لأبي الصامت، وهو مفتَّح العينين، وفي فصاحةٍ لا يُحسد عليها:
ـ لا تُجهد نفسَك يا أبي، واسمعْ مني جيداً .. ما أقوله لك صباح مساء! .. أنا لا تُعجبني السلطةُ، ولا يعجبني الحكام، فكيف أنخرطُ في الكلية الحربية لأدافع عنهما؟!
ـ ماذا تريد؟
ـ سألتحق بكلية الفنون الجميلة.
ـ لترسم خيبتك؟
لم يرد عبد الله.
ضحك أبي .. بينما كانت أمي تحاول أن تكتم حسرتها على ابنها، فصحتُ:
ـ لا تُبدِ رأياً يا أبي الآن فيما يقوله عبد الله!؛ فمصرك محزونة الآن بفعل النكسة، والشباب حزين لجري الجنود المهزومين، وتركهم سلاحهم في سيناء!
قال في حسرة مغيراً مجرى الحديث:
ـ ولهذا لن يُقام «المولد» هذا العام، ولن يركب الأطفال الأراجيح. وستمضي أيامهُ بدون فرحٍ حتى يأتي العامُ القادم وتحصل أنتَ على الثانوية العامة.
...........
كدتُ أقولُ له:
ـ ماذا تقول أيها الشيخُ؟
قال وهو يُنظر إلى الأرض:
ـ حينما تجتازُ الثانوية العام القادم، لا تُقدم أوراق التحاقك بكلية الآداب التي تحبها، أو دار العلوم. بل قدمها إلى الكلية الحربية!
....
أدرتُ وجهي للناحية الأخرى، وأنا أقولُ:
ـ يا لحظي الجميل!!
هكذا يقفُ أخي عبد الله سداً في طريق طموحي. ولا أدري ـ لجموحه ـ كيف سأعبرُ أنا ورغباتُ أبي وعورةََ الطريق؟!!

الرياض 6/10/2006م

نهير محمد عبد الله الشيخ
15-11-2006, 06:51 PM
النصر والهزيمة ماض لأنها سنن الله فى كونه

للأسف يقف الأهل فى طريق ابناءهم لضيق افقهم وفهمهم الصحيح للحياة
يحبون ان يكونوا كما رسمو هم ا لهم وليس كما رسم ابناءهم لأنفسهم !

هكذا يقضون على احتماليات ان يكون فى المجتمع عناصر اخرى فاعلة من تخصصات متنوعة !!

هو لازم يعنى كل الخريجين يكونوا ضباط فى الجيش او فى الشرطة وتهمل باقى العلوم التى تنهض بالأمه
قصتك هذه والأشارة الحمراء تذكرنى بأفلام زمان عندما يتحطم مستقبل الأخت الصغرى فى الزواج حتى يتم تزويج الأخت الكبرى
ويضيع مستقبل الأبناء بسبب تحكم اهلهم فيهم !

ان كان هذه القصة انت بطلها نحمد الله انك الأديب الدكتور الذى بيننا الآن
رغم الأشارات الحمراء والعثرات التى كانت فى طريقك - فهى كانت عامل يدفعك للتفوق فيما تحبه انت وليس بما تدفع اليه دفعا !
تقديرى

مجدي محمود جعفر
15-11-2006, 08:05 PM
" قال أخي عبد الله ـ الذي يكبرني بعامٍ ـ موجهاً حديثه لأبي الصامت، وهو مفتَّح العينين، وفي فصاحةٍ لا يُحسد عليها:
ـ لا تُجهد نفسَك يا أبي، واسمعْ مني جيداً .. ما أقوله لك صباح مساء! .. أنا لا تُعجبني السلطةُ، ولا يعجبني الحكام، فكيف أنخرطُ في الكلية الحربية لأدافع عنهما؟!"
هذا المقطع الكاشف في القصة يعود بنا إلى ما بعد عام 1967 ، عام الحزن والإنكسار ، وفيه يفضح السارد على لسان عبدالله السلطة والحكام في ذلك الوقت ، الحكام الذين يؤثرون أنفسهم ومصالحهم على الوطن ، ولذا كان عبدالله واضحا وصريحا عندما رفض الإلتحاق بالكلية الحربية مقدما عليها كلية الفنون الجميلة التي يهواها ، فالكلية الحربية يتخرج فيها ضباطا يدافعون عن السلطة وعن الحكام لا عن الوطن وهو الذي أدرك هذه الحقيقة بعد هول الهزيمة ، يعلنها مدوية لأبيه ولأمه ولأخيه بجرأة لا يحسد عليها ، ففي هذا الزمان كانت الحرية مؤجلة والأفواه مكممة ، وأعلنها عبدالله دون مواربة ، فهو غير مستعد للدفاع عن الحاكم وغير مستعد لأن يكون واحدا من السلطة ومن سدنة النظام وقد آثر الفنون وليكون واحدا من حراس وجدان هذا الشعب الحزين والمنكسر ويعبر من خلال فنه بحرية عن الوطن ، الوطن الذي أُستلب وانتهك على أيدي حكامه وهذا اختيار ذكي من عبدالله _ إذ يمثل المعارضة - ويدافع عن قناعة وباختيار حر عن الشعب والوطن ومن قبل عن نفسه من خلال الفنون ، فالفنون والثقافة التي يمثلها الأخ الذي يحاول والده أن يبعده عن الآداب ، أقول بأن الفنون والثقافة والأداب تمثل حائط صد قوي ومن أهم خطوط الدفاع عن الوطن وخاصة إذا كان هذا الوطن مستباحا من حكامه ومنتهكا من العدو ، فالفنون والأدب والثقافة تحفظ الهوية وتعصم الناس وتعيد إليهم استقرارهم وتوازنهم وسلامتهم النفسية ، القصة تفجر قضايا شائكة ليست مقصورة على زمن ولى ولكن ماتثيره وخاصة خدام النظام والسلطة يتكاثرون يوما بعد يوم بل أصبح بدون مبالغة الكل في خدمة الحاكم ، والحاكم في الدول النامية أو النايمة أو القاعدة أو الواقفة لا يتخل عن كرسيه إلا بالموت والقرارات والقوانين والدساتير والتشريعات كلها تفصل لخدمة النظام ولخدمة الحاكم ، حتى الشرائع السماوية نجد من يلوى عنقها لخدمة الحاكم وندعو له من فوق المنابر في صلاة الجمعة وفي صلاة الفجر و.. و .. القصة تدعونا إلى الإختيار الحر الواعي وتدعونا إلى تأمل مايجري لنا وفينا وبيننا وحولنا ، وليس الأمر مقصورا على كلية الحربية التي تخرج ضباط الجيش بل تدعونا إلى قراءة واقعنا التعليمي ومخرجاته وكيف أستطاع الحاكم - أي حاكم - في بلاد نايمة أو نامية أن يجعل من ضباط الجيش ورجال الشرطة ورجالات القضاء و.. و .. والإعلام أدوات للسيطرة ولخدمته وخدمة نظامه ، القصة تفتح أفاقا رحبة وقد تدخلنا إلى مسالك وعرة لأن الإشارة لم تزل حمراء وأظنها ستظل حمراء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، ونتمنى أن يطول بنا العمر لنرى الإشارة خضراء وكفانا الله وإياكم شر الحوادث التي يفوق ضحاياها ضحايا كل الحروب !

د. حسين علي محمد
16-11-2006, 03:16 AM
النصر والهزيمة ماض لأنها سنن الله فى كونه
للأسف يقف الأهل فى طريق ابناءهم لضيق افقهم وفهمهم الصحيح للحياة
يحبون ان يكونوا كما رسمو هم ا لهم وليس كما رسم ابناءهم لأنفسهم !
هكذا يقضون على احتماليات ان يكون فى المجتمع عناصر اخرى فاعلة من تخصصات متنوعة !!
هو لازم يعنى كل الخريجين يكونوا ضباط فى الجيش او فى الشرطة وتهمل باقى العلوم التى تنهض بالأمه
قصتك هذه والأشارة الحمراء تذكرنى بأفلام زمان عندما يتحطم مستقبل الأخت الصغرى فى الزواج حتى يتم تزويج الأخت الكبرى
ويضيع مستقبل الأبناء بسبب تحكم اهلهم فيهم !
ان كان هذه القصة انت بطلها نحمد الله انك الأديب الدكتور الذى بيننا الآن
رغم الأشارات الحمراء والعثرات التى كانت فى طريقك - فهى كانت عامل يدفعك للتفوق فيما تحبه انت وليس بما تدفع اليه دفعا !
تقديرى
شكراً على هذا التعليق الجميل، مع المودة والتقدير.

د. حسين علي محمد
16-11-2006, 03:17 AM
" قال أخي عبد الله ـ الذي يكبرني بعامٍ ـ موجهاً حديثه لأبي الصامت، وهو مفتَّح العينين، وفي فصاحةٍ لا يُحسد عليها:
ـ لا تُجهد نفسَك يا أبي، واسمعْ مني جيداً .. ما أقوله لك صباح مساء! .. أنا لا تُعجبني السلطةُ، ولا يعجبني الحكام، فكيف أنخرطُ في الكلية الحربية لأدافع عنهما؟!"
هذا المقطع الكاشف في القصة يعود بنا إلى ما بعد عام 1967 ، عام الحزن والإنكسار ، وفيه يفضح السارد على لسان عبدالله السلطة والحكام في ذلك الوقت ، الحكام الذين يؤثرون أنفسهم ومصالحهم على الوطن ، ولذا كان عبدالله واضحا وصريحا عندما رفض الإلتحاق بالكلية الحربية مقدما عليها كلية الفنون الجميلة التي يهواها ، فالكلية الحربية يتخرج فيها ضباطا يدافعون عن السلطة وعن الحكام لا عن الوطن وهو الذي أدرك هذه الحقيقة بعد هول الهزيمة ، يعلنها مدوية لأبيه ولأمه ولأخيه بجرأة لا يحسد عليها ، ففي هذا الزمان كانت الحرية مؤجلة والأفواه مكممة ، وأعلنها عبدالله دون مواربة ، فهو غير مستعد للدفاع عن الحاكم وغير مستعد لأن يكون واحدا من السلطة ومن سدنة النظام وقد آثر الفنون وليكون واحدا من حراس وجدان هذا الشعب الحزين والمنكسر ويعبر من خلال فنه بحرية عن الوطن ، الوطن الذي أُستلب وانتهك على أيدي حكامه وهذا اختيار ذكي من عبدالله _ إذ يمثل المعارضة - ويدافع عن قناعة وباختيار حر عن الشعب والوطن ومن قبل عن نفسه من خلال الفنون ، فالفنون والثقافة التي يمثلها الأخ الذي يحاول والده أن يبعده عن الآداب ، أقول بأن الفنون والثقافة والأداب تمثل حائط صد قوي ومن أهم خطوط الدفاع عن الوطن وخاصة إذا كان هذا الوطن مستباحا من حكامه ومنتهكا من العدو ، فالفنون والأدب والثقافة تحفظ الهوية وتعصم الناس وتعيد إليهم استقرارهم وتوازنهم وسلامتهم النفسية ، القصة تفجر قضايا شائكة ليست مقصورة على زمن ولى ولكن ماتثيره وخاصة خدام النظام والسلطة يتكاثرون يوما بعد يوم بل أصبح بدون مبالغة الكل في خدمة الحاكم ، والحاكم في الدول النامية أو النايمة أو القاعدة أو الواقفة لا يتخل عن كرسيه إلا بالموت والقرارات والقوانين والدساتير والتشريعات كلها تفصل لخدمة النظام ولخدمة الحاكم ، حتى الشرائع السماوية نجد من يلوى عنقها لخدمة الحاكم وندعو له من فوق المنابر في صلاة الجمعة وفي صلاة الفجر و.. و .. القصة تدعونا إلى الإختيار الحر الواعي وتدعونا إلى تأمل مايجري لنا وفينا وبيننا وحولنا ، وليس الأمر مقصورا على كلية الحربية التي تخرج ضباط الجيش بل تدعونا إلى قراءة واقعنا التعليمي ومخرجاته وكيف أستطاع الحاكم - أي حاكم - في بلاد نايمة أو نامية أن يجعل من ضباط الجيش ورجال الشرطة ورجالات القضاء و.. و .. والإعلام أدوات للسيطرة ولخدمته وخدمة نظامه ، القصة تفتح أفاقا رحبة وقد تدخلنا إلى مسالك وعرة لأن الإشارة لم تزل حمراء وأظنها ستظل حمراء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، ونتمنى أن يطول بنا العمر لنرى الإشارة خضراء وكفانا الله وإياكم شر الحوادث التي يفوق ضحاياها ضحايا كل الحروب !
شكراً للأديب الأستاذ القاص الفاضل مجدي محمود جعفر على تعليقه النقدي الجميل، مع موداتي وتحياتي.

نبيل مصيلحى
16-11-2006, 04:21 PM
كل شيء قد تغير إلى الأسوء ..
حتي خوف الأباء على الأبناء قد تلاشي ..
فمن الأباء من يترك أبنائه فريسة للضياع وهو يعمل في الخارج من أجل لقمة " البقلاوة " .. أسف لقمة العيش .
والأبناء أيضاَ لا طموح لهم , ويفضلون قول " الحمد لله إن انا عديت ".. اللهم إلا القليل الذي يتفوق , وبعد التخرج يصدم بمشكلة البطالة ..
وخلاصة يا دكتورنا الحبيب .. هذا هو عصر المادة ..
سعدت بقراءة قصتك القصيرة ..
نبيل مصيلخي

د. حسين علي محمد
16-11-2006, 09:46 PM
شكراً للأديب الشاعر الأستاذ
نبيل المصيلحي
على تعليقه الجميل
مع موداتي

وفاء شوكت خضر
17-11-2006, 01:12 AM
الفاضل /د. حسين علي محمد .

مرور على إشارة حمراء ..
كلنا نقف هناك ، لا نتقدم ، ألا ترى أن التقهقر صار هو اتجاه مسارنا .

تحياتي .

سارة محمد الهاملي
17-11-2006, 09:18 AM
غريب! لا أدري لماذا في عالمنا العربي بالذات يكون التسلط هو السمة المشتركة بين السلطة والشعب، السلطة تتسلط على الشعب، والشعب يتسلط أغنياءه على فقرائه، وكباره على صغاره، وآبائه على أبنائه.. والعجلة تدور. كلنا نريد أن نحقق آمالنا وطموحاتنا، ولكن في كثير من الأحيان على حساب الغير، ودائماً هناك القليل من الناجين والكثير من الضحايا.
لك التقدير والاحترام د. حسين علي محمد.

د. حسين علي محمد
17-11-2006, 12:18 PM
الفاضل /د. حسين علي محمد .
مرور على إشارة حمراء ..
كلنا نقف هناك ، لا نتقدم ، ألا ترى أن التقهقر صار هو اتجاه مسارنا .
تحياتي .

شكراً للأديبة الأستاذة وفاء شوكت على هذا التعليق الجميل على القصة، مع تحياتي وموداتي

د. حسين علي محمد
17-11-2006, 12:19 PM
غريب! لا أدري لماذا في عالمنا العربي بالذات يكون التسلط هو السمة المشتركة بين السلطة والشعب، السلطة تتسلط على الشعب، والشعب يتسلط أغنياءه على فقرائه، وكباره على صغاره، وآبائه على أبنائه.. والعجلة تدور. كلنا نريد أن نحقق آمالنا وطموحاتنا، ولكن في كثير من الأحيان على حساب الغير، ودائماً هناك القليل من الناجين والكثير من الضحايا.
لك التقدير والاحترام د. حسين علي محمد.

شكراً للأديبة الأستاذة سارة محمد الهاملي على هذا التعليق الجميل على قصة "قف! الإشارة حمراء"، مع تحياتي وتقديري وموداتي

رضا ابراهيم
19-11-2006, 01:15 AM
وأنا أضيف كما سبقني الأخوة والأخوات الإعجاب بقصة قصيرة طويلة
دم مبدعا
أختك رضا إبراهيم

د. حسين علي محمد
19-11-2006, 05:42 PM
شكراً للأديبة الأستاذة رضا إبراهيم
على تعليقها الجميل، مع موداتي.

خلود محمد جمعة
10-02-2014, 08:30 PM
يرى الأب بعين التجربة ويريد لولده ما يظنه الأفضل
لم يعد هناك من يقف على الاشارة الحمراء يا والدي
قصة مائزة
دمت بخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
01-03-2014, 06:46 PM
الأهل يحطمون مستقبل أبنائهم أحيانا وهم يتصورون أنهم في ذلك يحرصون عليهم

قصة جميلة أخي

شكرا لك

بوركت

آمال المصري
24-12-2015, 07:47 PM
نوع من التسلط وممارسة الديكتاتورية والتي يثبط أحيانا همم الأبناء وأحيانا أخرى تكون نتيجته القهقرى
وجاء اختيار شريحة " الميري " لتتماشى وما يدور في البلدان العربية فكانت واقعية فكرا وحرفا ولغة
رحم الله شاعرنا الفاضل د. حسين علي محمد
تحاياي