د. حسان الشناوي
16-11-2006, 06:24 PM
( ويظل الشاعر يحلم ...
يحمل في برديه هموم العالم :
البسمة والأحزان ... الشوق المورق !!!
يحتضن شآبيب الضوء ؛ يرشرشها فوق الشطآن الموعودة !!!!)
*****
ما عاد يهتاجني همس البساتين=
قد هِيض في خافقي خفقُ الرياحين
أسوان ! أمشي على أرض مضرسة =
أخطو ، فتوسعني عضا ، وتدميني
الريح تعصف بي ، والشوق يسكبني =
فوق المجامر أحزانَ المســـــــــاكين
والبحر يلقي ذراعيه ؛ يمدُّهـــــــــما =
نحوي بلهفة عشــــــــــاق يلاقيني
حتى إذا ماركبت الموج وخَّزه =
مس الجنو ن ، فأضحى وهْو يطويني
*****
ماللطريق يشد الخطو من قدمي؟!=
كأن في قدمي أصفادَ مسجون
كأنني في شباك خلفهن أرى =
كل المواكب تعدو وهْي تحذوني
أحاول الهمس ، والأجواء عاصفة =
فتمضغ الريح همْساتي ، وتذروني
أعانق الصمت ؛ أغفو في عباءته =
يؤرق الصمت أجفاني ، ويجفوني
أدق فوق جدار الليل ؛ أوقظه =
أسل من عينه طيفا يؤاسيني
عيونه الضائعات الدمعِ تغسلني=
وحانه الفارغات الكأسِ ترويني
عطشى جذور المنى ، تسوخ ذابلة =
من طلة الوهم أسقيها وتسقيني
قد جف ينبوع هذي الأرض ، فارتجيت =
سحائب الصيف أحلامَ البساتين
*******
هناك : عند شطوط الفجر قافلة =
صحوَى ؛ يواكبها نبض الملايين
تسري على كَفل الشطآن سابحة =
وفي ارتقاب لهيف الصدر تدعوني
والفجر كم حدثتني عنه غاربة (1)=
وخدرتني به الآمال ؛ تلهيني
لا الليل يأذن عني في ترحله =
ولا الشطوط- على بعد - تدانيني
ما عذبتني شجون مثل شاردة =
تخالس الليل في صمت فتشقيني
أبيت أحتضن الأكوان أحملها =
رؤى تَواثبُ في شتى التلاوين
حلم أعلقه قنديل ساهرة(2) =
أحياه أعزفه صوتَ الشرايين:
لو أستطيع ...ملأت البحر أشرعة =
تغفو على كفها عين الأحايين
لو أستطيع ... نثرت النجم عافية =
تبارك الفجر في دنيا الأناسين
لو أستطيع ... سلكت الدمع مسبحة=
تهدهد الرُّوعَ في أحناء محزون
لو أستطيع ...ضفرت الشِّعر سوسنة =
تلهو بها طفلة فوق الفساتين
لو أستطيع ... فما الدنيا بضائرها =
أن تستجيب لأمنيَّات مفتون
*****
أهوى الحياة غديرا ما تكدره =
في روعة الظل فحات الثعابين
أهوى الحياة سلاما فرخت معه =
بيض الحمائم في حضن الأفانين
أهوى الحياة كما شاءت مقادرها =
في مرفأ أخضر الآمال مأمون
أهوى!! وماليَ فيها مثل أمنيَة=
أن تبرأ الأرضُ من أهواء مأفون:
لاه ؛ يسيل لعاب النار من يده =
يغذو بجذوته أشواقُّ أتُّـــــــون
قد ضرَّج النبة الخضراء في دمها =
وأغرق الضوء في دمع البراكين
وزج بالحب قربانا لطائشة =
وأحرق النور في حجر القرابين
مزاهر النار جفت في أنامله =
وقد تمايل من رقص الشياطين
أللهَ. أللهَ . ما للأرض من أمل=
حتى تشَرَّبَ من عطر النبييــــنِ
ما زلت أبحث عن شط تلوذ به =
حتى وجدت سلام الأرض في الدين
*******
ما لي أصارع أشواقا مكبلة =
جمر الأظافر : أرديها ، وترديني ؟
ما لي ألملم دنيا الناس قاطبة ؟=
كأنما العالم المصلوب تكويني
كأنه عبرة جفت محاجرها =
فأوسعتها جفوني فيض مكنوني
كأن قلبي الصغير الغر مزرعة =
لمنتفي الأرض من شوك ونسرين
ما ذا أريد ؟ لقد حملت ما عجزت =
عنه اليمين ، وشوق النفس يعييني
أبغي . ودنياي تأبى - وهْي قادرة –=
ما أبتغيه ، ولا تنفك تلحوني
كأنني عالم ليست منابته =
منها ، ولكنه دنيا مجانين !!
******
(1) نجمة
(2) الأرض
يحمل في برديه هموم العالم :
البسمة والأحزان ... الشوق المورق !!!
يحتضن شآبيب الضوء ؛ يرشرشها فوق الشطآن الموعودة !!!!)
*****
ما عاد يهتاجني همس البساتين=
قد هِيض في خافقي خفقُ الرياحين
أسوان ! أمشي على أرض مضرسة =
أخطو ، فتوسعني عضا ، وتدميني
الريح تعصف بي ، والشوق يسكبني =
فوق المجامر أحزانَ المســـــــــاكين
والبحر يلقي ذراعيه ؛ يمدُّهـــــــــما =
نحوي بلهفة عشــــــــــاق يلاقيني
حتى إذا ماركبت الموج وخَّزه =
مس الجنو ن ، فأضحى وهْو يطويني
*****
ماللطريق يشد الخطو من قدمي؟!=
كأن في قدمي أصفادَ مسجون
كأنني في شباك خلفهن أرى =
كل المواكب تعدو وهْي تحذوني
أحاول الهمس ، والأجواء عاصفة =
فتمضغ الريح همْساتي ، وتذروني
أعانق الصمت ؛ أغفو في عباءته =
يؤرق الصمت أجفاني ، ويجفوني
أدق فوق جدار الليل ؛ أوقظه =
أسل من عينه طيفا يؤاسيني
عيونه الضائعات الدمعِ تغسلني=
وحانه الفارغات الكأسِ ترويني
عطشى جذور المنى ، تسوخ ذابلة =
من طلة الوهم أسقيها وتسقيني
قد جف ينبوع هذي الأرض ، فارتجيت =
سحائب الصيف أحلامَ البساتين
*******
هناك : عند شطوط الفجر قافلة =
صحوَى ؛ يواكبها نبض الملايين
تسري على كَفل الشطآن سابحة =
وفي ارتقاب لهيف الصدر تدعوني
والفجر كم حدثتني عنه غاربة (1)=
وخدرتني به الآمال ؛ تلهيني
لا الليل يأذن عني في ترحله =
ولا الشطوط- على بعد - تدانيني
ما عذبتني شجون مثل شاردة =
تخالس الليل في صمت فتشقيني
أبيت أحتضن الأكوان أحملها =
رؤى تَواثبُ في شتى التلاوين
حلم أعلقه قنديل ساهرة(2) =
أحياه أعزفه صوتَ الشرايين:
لو أستطيع ...ملأت البحر أشرعة =
تغفو على كفها عين الأحايين
لو أستطيع ... نثرت النجم عافية =
تبارك الفجر في دنيا الأناسين
لو أستطيع ... سلكت الدمع مسبحة=
تهدهد الرُّوعَ في أحناء محزون
لو أستطيع ...ضفرت الشِّعر سوسنة =
تلهو بها طفلة فوق الفساتين
لو أستطيع ... فما الدنيا بضائرها =
أن تستجيب لأمنيَّات مفتون
*****
أهوى الحياة غديرا ما تكدره =
في روعة الظل فحات الثعابين
أهوى الحياة سلاما فرخت معه =
بيض الحمائم في حضن الأفانين
أهوى الحياة كما شاءت مقادرها =
في مرفأ أخضر الآمال مأمون
أهوى!! وماليَ فيها مثل أمنيَة=
أن تبرأ الأرضُ من أهواء مأفون:
لاه ؛ يسيل لعاب النار من يده =
يغذو بجذوته أشواقُّ أتُّـــــــون
قد ضرَّج النبة الخضراء في دمها =
وأغرق الضوء في دمع البراكين
وزج بالحب قربانا لطائشة =
وأحرق النور في حجر القرابين
مزاهر النار جفت في أنامله =
وقد تمايل من رقص الشياطين
أللهَ. أللهَ . ما للأرض من أمل=
حتى تشَرَّبَ من عطر النبييــــنِ
ما زلت أبحث عن شط تلوذ به =
حتى وجدت سلام الأرض في الدين
*******
ما لي أصارع أشواقا مكبلة =
جمر الأظافر : أرديها ، وترديني ؟
ما لي ألملم دنيا الناس قاطبة ؟=
كأنما العالم المصلوب تكويني
كأنه عبرة جفت محاجرها =
فأوسعتها جفوني فيض مكنوني
كأن قلبي الصغير الغر مزرعة =
لمنتفي الأرض من شوك ونسرين
ما ذا أريد ؟ لقد حملت ما عجزت =
عنه اليمين ، وشوق النفس يعييني
أبغي . ودنياي تأبى - وهْي قادرة –=
ما أبتغيه ، ولا تنفك تلحوني
كأنني عالم ليست منابته =
منها ، ولكنه دنيا مجانين !!
******
(1) نجمة
(2) الأرض